سيف الدين عيسى مختار :لا علاقة لعلي دينار بابيار علي جنوب المدينة المنورة .

Quote: اتهم خطيب جمعة مصري في الترويج لـ"مغالطة تاريخية" باحث سوداني يدخل في جدل "أبيار علي" وينفي نسبتها لـ"سلطان دارفور" المدينة المنورة: خالد الطويل نفى الباحث السوداني المقيم في السعودية سيف الدين عيسى مختار وجود أي علاقة بين مسمى"أبيار علي"-ميقات ذي الحليفة- جنوب المدينة وسلطان دارفور علي بن دينار الذي جاء المدينة حاجا -بحسب بعض الروايات- سنة 1898 وحفر وجدد فيها عدداً من الآبار, بل إنها- والحديث لمختار- منسوبة بحسب المصادر التاريخية وبشكل قطعي للخليفة علي بن أبي طالب-رضي الله عنه. وأكد مختار في دراسة له تحتفظ "الوطن" بنسخة منها أنه لم يثبت تاريخيا أن علي بن دينار قد جاء حاجاً للمدينة في ذلك التاريخ على الرغم من كثرة المراجع التي تناولت سيرته فقد كان عهده عهد توتر وحروب داخلية متواصلة لم تمكنه من مغادرة السلطنة. إلا أن مختار لم ينف وجود الوفود السلطانية التي كانت ترد من "دارفور" وتقوم بتوزيع صدقات السلطان علي بن دينار في كل من مكة وجدة والمدينة وقال "ربما جاء شيوع نسبة آبيار علي إليه من هذا الصنيع". وأشار الباحث إلى أنه سبق وأن تلقى ردوداً مكتوبة من حفيد سلطان دارفور تؤيد ما ذهب إليه من حقائق. وحول المصادر التي استند إليها فيما ذهب إليه أشار سيف الدين مختار إلى"موسوعة الحج والعمرة" للدكتور قطب مصطفى سانو وكتاب "عمدة القارئ" للعيني و"كشف الخفاء للعجلوني و"العهود المحمدية" للشعراني وموسوعة "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" لابن فضل الله العمري المولود سنة 700 الأخير الذي أورد نصاً يقول فيه: " فأما ذو الحليفة فهو أبعد المواقيت، على عشر مراحل من مكة أو سبع منها، ومنها يحرم الآن الركب الشامي. وبها آبار تسمى آبيار علي، وبعض الناس يقولون بئر المحرم". وهو ما يؤكد برأيه أن مسمى آبيار علي كان موجودا منذ القرن الـ8 الهجري أي قبل ظهور الممالك الإسلامية في السودان بقرون مما يؤكد عدم نسبة تلك الآبار لعلي بن دينار. ويرى الباحث أن منشأ تلك "المغالطة" التاريخية التي وجدها منشورة في كثير من المواقع الإلكترونية- بحسب تعبيره- عاطفي يعود لطبيعة شخصية سلطان دارفور علي بن دينار المحبوبة، والذي كان يمثل بأعماله ومواقفه الجليلة والمناهضة للاستعمار رمزية كبيرة للأمة السودانية والعربية بشكل عام ما جعل الناس في السودان على وجه الخصوص ينسبون إليه كل عمل جليل "بل يعتبرونه حقيقة لا تقبل أي جدال" كما حدث أخيرا في نسبة أبيار علي إليه التي يرددونها في مختلف المناسبات. ولا يستبعد الباحث أن يكون للخطبة التي ألقاها خطيب الجمعة المصري صفوت حجازي في إحدى المناسبات دور في إشاعة مثل تلك الآراء والتي حاول من خلالها حجازي أن يحشد عدداً من الأقوال حول إقليم دارفور ورجاله لاستدرار تعاطف المسلمين مع قضية دارفور. وقد نفى حجازي في تلك الخطبة التي تناقلتها شبكات ومنتديات الإنترنت بشكل واسع نفيا صريحا أن تكون أبيار علي منسوبة لعلي بن أبي طالب-رضي الله عنه- مؤكدا أنها تنسب لسلطان دارفور الذي جاء المدينة حاجا سنة 1898م. ويرى سيف الدين عيسى أخيرا أنه لا مبرر لباحث أكاديمي أو دارس للتاريخ-على حد قوله أن ينساق وراء تلك الأقوال التي ليس لها سند علمي، والتي لا تصمد أمام البحث التاريخي المستند للوثائق والمصادر المعتبرة