نبش قبر إمرأة متوفية منذ سنوات (في الخرطوم) ووجود الجسد في كامل هيئته

Quote: نبش قبر امرأة صالحة بتاريخ 4-5-1431 هـ الموضوع: مذكرات صحفي حوادث / هادية صلاح مدني مذكرة اليوم تتحدث عن وقائع مفعمة بالسمو الروحي وتفتح امامنا ابواباً مشرعة من الامل والرجاء بأن يهيئ لنا الله طريقاً يؤدي الي جنة عرضها كعرض السموات والارض ..واخص بالذكر هنا اختي حواء فهي معنية بهذه المذكرة اكثر من الرجل. ان عملنا في صحافة الحوادث يوجب علينا متابعة اجراءات نبش القبور لانها اجراءات قانونية تقوم بها الشرطة والنيابة والطب الشرعي وفقاً لضوابط دقيقة مراعاة لحرمة الموتي لذلك نقوم برصد هذه الاجراءات وننقلها للقارئ الكريم بالقدر المسموح به سواء كان النبش لاسباب جنائية او تاريخية او علمية او للمصلحة العامة. عندما ارادت السلطات فتح مسارات كبرى المنشية بعد تشييده وجدت ان بعض اجزاء المقابر في بري تعترض مسار الكبري من ناحية مدينة الخرطوم وكان لابد من نبش هذه المقابر ونقل الجثامين الي منطقة اخرى. صدر القرار وتم اعلان هذا الامر وبدأت اجراءات النبش بحضور اسر هؤلاء المرحومين.هنالك امراة توفيت منذ سنوات طويلة ترقد في هذه المقبرة وعند نبش قبرها ارتفعت اصوات التكبير والتهليل. لقد كانت هذه المرأة الصالحة في كامل هيئتها وكأنها نائمة لم يؤثر فيها مرور الاعوام وتقلبات الايام. انها المرحومة (عائشة) من اسرة التلب المعروفة واسرتها الصغيرة تسكن منطقة الصحافة بالخرطوم. قمت بمتابعة الوقائع المتعلقة بحالة هذه المرأة الصالحة عند نبش قبرها لم تتبدل او تتغير ومظهرها يوحي بالهدوء والسكينة لذلك اهتمت وسائل الاعلام بحالتها. كان اهتمامي يتركز علي الاسباب التي جعلت هذه المرأة تنال هذه المرتبة الرفيعة لذلك انطلقت الي منزل اسرة المرحومة بمنطقة الصحافة والتقيت بابنها بدر الدين التلب وبناتها وبقية افراد الاسرة وتحاورت مع جيرانها لمعرفة النهج الذي كانت تسير عليه هذه المرأة الصالحة حتي ظهرت عليها علامات القبول والرضا. خرجت بحواراتي ولقاءاتي بحصيلة جيدة عن حياة هذه المراة وعلمت انها كانت تحرص كل الحرص علي الصلاة في المسجد وتواظب علي صلاة الفجر مواظبة شديدة وكان لديها صدقة جارية عبارة عن (مزيرة) وكانت تقوم بنظافة الازيار وتملأها بالماء كل يوم في دأب شديد. اعتادت علي البقاء في المسجد بعد صلاة الفجر لتلاوة القرآن حتي طلوع الشمس. بعد خروجها من المسجد كانت تمر علي جيرانها وتسلم عليهم وتتفقد احوالهم ..كانت تطيع زوجها في كل كبيرة وصغيرة ولا تخطو أي خطوة او تقدم علي أي عمل الا بموافقته ومباركته وتستأذن منه حتي عندما تذهب الي الدكان القريب من المنزل.. تقول سيرة هذه المرأة انها كانت دائما هاشة باشة تسارع الي خدمة الناس من غير منّ ولا اذي.. تبادر الي عمل الخير بارة بأهلها وجيرانها متمسكة باهداب الفضيلة وسباقة للخير.. قمت بنشر تقرير مفصل لهذه الوقائع احدث صدي واسعاً والكثير من ردود الفعل. بالنظر الي السيرة العطرة لهذه السيدة العظيمة ايقنت ان الله سبحانه وتعالي حفظ جسد هذه السيدة الفاضلة اكراماً لها وقدر ان يتم نبش قبرها اكراماً لنا جميعاً حتي نأخذ الدرس والعبرة ونتعلم من سيرة هذه المرأة التي نحسبها من الصالحين فالحالة التي وجدت بها تشير الي ان الله تقبلها قبولاً حسناً بفضله وكرمه. لقد امضت المرحومة عمرها كله في عمل الخير ولعل اعظم عمل قامت به وحرصت عليه هو طاعة الزوج وطاعة الزوج تؤدي الي السعادة والحياة الكريمة وترفع من شأن الاسرة.. قيل ان احد حكماء العرب كان له ثلاث عشرة بنتاً تزوجن جميعاً وكل من يتزوج من بناته يصبح سيداً في قومه فسألوه لماذا كل من يتزوج احدى بناتك يصبح سيداً في قومه.. فقال لهم اني كنت اذا تزوجت احدى بناتي اهمس في اذنها (كوني له امة يكن لك عبداً،ادفعيه الي العلا حتي يسود قومه) نسأل الله ان يتقبل هذه المرأة الصالحة وان يرفع درجتها وان يتغمدنا جميعاً برحمته الواسعة. رغم ان النبش الذي تم لقبر المرحومة تسبب في نبش احزان الاسرة وجدد ذكراها التي هي اصلاً عصية علي النسيان.. ولكن الحالة الطيبة التي وجدت بها خففت كثيراً من غلواء الحزن. لقد تجرعت الكثير من كؤوس المعاناة نتيجة الوقوف في الحر بالمقابر اياماً متواصلة وعايشت تجدد احزان هذه الاسرة الكريمة.. ولكن كله يهون لأجل عيون صاحبة الجلالة.