كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. (Re: ASHRAF MUSTAFA)
|
المجتمعات المقهوره:
د. حرم الرشيد شداد
يقود الاستبداد و العنف المفرط ضد المجتمع الممارس وفقا لسيادة ايدلوجيا شمولية ترفض القبول بالراي الاخر والثقافات المتنوعة في بناء مجتمعات مقهورة تعاني من أمراض نفسية واجتماعية تتبني خفية العنف المضاد،ويتوقف حجم العنف المضاد عل حجم الحقد والكراهية الكامنة في وجدان المجتمع المقهور، فكلما كان القهر والاستبداد كبيراً كلما تضاعف حجم الحقد والكراهية وأخذ أشكال متنوعة من الانتقام يصعب السيطرة عليها لأجل تفريغ شحنات الحقد والكراهية اللتان تثقلان وجدانه. ويأخذ الانتقام شكله العشوائي، لينال من كامل جسد السلطة المستبدة (ممتلكات، ومؤيدين...). وتعتبر أخطر أنواع الكراهية، تلك الكراهية المغلفة بالصمت والمتوائمة مع سلطة الاستبداد بانتظار الفسحة المناسبة للانتقام والتشفي. تعمل السلطة المستبدة على اجتثاث كافة أنواع الكراهية والحقد المعلن بكل ادوات القمع والقهر ولكنها غير قادرة على اكتشاف الكراهية والحقد الكامن الساكن الذي سرعان ما ينفجر كالبركان ليدمر كل شيء ومن المستحيل السيطرة عليه. ويرى جورج آلبوت) أن الكراهية الأشد قسوة، هي تلك التي تمد جذورها في الخوف ذاته وتتكيف عبر الصمت. وتحول شعور العنف إلى نوع من شعور الرغبة في الانتقام بشكل يشبه طقوس الثأر الخفية داخل الشخص المقهوروالمضطهد(". إن ما يرعب سلطة الاستبداد بشكل كبير هو حالة الكراهية والحقد الكامن، وما تعبر عنه عيون الناس المقهورين. لأنها تعي عدم صدق نواياهم وادعاءاتهم بالولاء لها، وإنهم يتحينون الفسحة المناسبة للانقضاض عليها. وبنفس الوقت هي غير قادرة على توجيه ضربات استباقية ضد الجميع دون مؤشرات لردود فعل (مباشرة أو غير مباشرة) ضدها. لذا تعمل أجهزتها على رصد أفعال الناس بدقة وتمارس معهم نفس لعبة لبس الأقنعة، فهي من جهة تُظهر لهم قناعتها (الكاذبة) بولائهم لها، ومن جهة أخرى تضعهم تحت الرقابة المشددة تحسباً لأي طارئ. وكلاهما (السلطة والمعارضة) يترقبان بحالة من اليقظة والحذر لإيقاع أحدهم بالآخر. يعبر توماس فريدمان عن الحقد الكامن في عيون الشعب المقهور قائلاً:" يظهر في عيونهم الحقد الدفين، يعبرون من خلاله عن كل الأشياء التي لا يستطيعون قولها جهراً، و يحسون بها في داخلهم، فيضعونها في أعينهم على شكل نظرات ثاقبة تنم عن حقد دفين". إن حالة الكراهية والحقد الكامنين في ذات الإنسان المقهور تتقمص دورين في آن واحد. دور يكمن في الذات ويحمل من الكراهية والحقد ما يفوق الطاقة التدميرية للبركان المتفجر ضد السلطة المستبدة، ودور أخر ظاهري يحابي السلطة المستبدة ويظهر ولاءه لها وبأشكال متنوعة إتقاءً لشرها وطغيانها. فالشخصية المتقمصة لدور (الولاء والمعارضة لسلطة الاستبداد) تحتاج إلى نوع من التوازن النفسي للعب الأدوار المختلفة بغرض تحقيق هدفين هما: خداع سلطة الاستبداد للحفاظ على الذات المُستلبة، وتهيئة الذات للانتقام من سلطة الاستبداد في الوقت المناسب ولكي يرضي السلطة ظاهريا يتحول الإنسان المقهور من ضحية إلى معتدي على أمثاله الأضعف والأقل خطورة، وهذا التحول يجعله أداة بطش بيد المتسلط نتيجة معاناته من حالة وهم القيمة والاعتبار الذاتيين، ما يدفعه إلى “الاستزلام” لدى المتسلط ويتماهى بمحاباته,فتستخدمة السلطة كاداة طيعة في قهر الاخرين وترعيبهم وازلالهم وتتفوق في جعله اداة لإثارة الفتن العرقية والمذهبية و استعداء الأديان المخالفة و تأجيج حالة التناحر بين الاخرين داخل فئات المجتمع وهذا يؤدي إلى خلق حالة من الكراهية والحقد فيما بينهم، وتلك الحالة تزكيها النعرات العنصرية والتعصب القبلي فتقوي النزعه الثأرية والانتقامية لتمهد لنشوب الحرب الأهلية، التي تستفيد منها سلطة الاستبداد لإحكام سيطرتها على الجميع لأمدا طويل إن أحدى الأسباب الرئيسية لانهيار سلطة الاستبداد، هو اعتقادها الخاطئ بأن حالة الإذعان والخنوع لشعوبها المقهورة تعني تعطيل كافة سُبل المقاومة وإصابة تفكيرهم بالشلل التام .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-15-09, 07:27 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-15-09, 07:33 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-15-09, 07:41 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-15-09, 07:46 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-15-09, 08:10 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-15-09, 08:14 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | osman righeem | 05-15-09, 09:09 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-18-09, 12:45 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | Ashraf Abdel-Muty | 05-18-09, 02:04 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-18-09, 03:58 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-20-09, 12:52 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-20-09, 04:34 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-25-09, 02:56 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-28-09, 02:42 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 05-29-09, 07:15 PM |
Re: مقالات للمبدعة العملاقة والاعلامية..الدكتورة .. حرم الرشيد شداد. | ASHRAF MUSTAFA | 06-30-09, 02:28 PM |
|
|
|