|
|
 Re: الأحفاد عالم جميل .. ردا على سعد أحمد سعد .. صحيفة الانتباهة (Re: ابراهيم حسين)
|
د.ابراهيم حسين يكتب: الأحفاد عالم جميل .. ردا على سعد أحمد سعد .. صحيفة الانتباهة
الي السيد سعد احمد سعد... المحترم
... تحية طيبة ....
إن ما ورد في مقالكم المعنون "الأحفاد.. وزين والحركة الإسلامية ولعقة الدم" كان ولا بد من توضيح بعض الإشارات المضيئة و غير المضيئة به ، ان ما يعنيني ليس زين كشركة اتصالات و لا الحركة الإسلامية ككيان ، و انما تعنيني الأحفاد و لعقة الدم ، إن زين كشركة اتصالات كانت في السابق حكومية تبيض ذهبا وبيعت بسيناريو سيخبرنا به هدهد سبأ ، . لا أود الخوض في الحركة الإسلامية و لا أصلها و لا فصلها ،لأن كل من يمشي علي رجلين يعي ما آل إليه حالها من خلال نكهتها السياسية التي تجرعناها خلال عقدين ونيف. كذلك تطرق المقال إلى قضايا خلافية مثل الخفاض الفرعوني اصطلاحا - ليس الختان – و العلمانية ومسميات عديدة عجت بها السطور(مثال: الحركة الإسلامية الأصل ، ولعق الدم وخلافه). هنا أود ان أورد بعض النقاط لكم و من خلال تجربة معملية مع رحلات الإرشاد الريفي التي تسيرها هذة الجامعة منذ أمد بعيد والسؤال المحير: لماذا هوجمت هذة الرحلات فقط هذة السنةعندما دعمت من شركة زين؟ ولماذا لم يسأل عن هذا الدعم وكيف تسير في السابق؟. ان المحاذير التي أوردها المقال لماذا لم يتنبه لها مدادك طيلة الزمن الفائت؟ :
1- إن شركة زين كمؤسسة هادفة للربح تحاول أن تكون كمثيلاتها في شتى بقاع العالم و التي تمارس المسؤولية الاجتماعية Social Responsibility” " هذا المفهوم ليس علمانيا و انما دعى إاليه الإسلام الحقيقي منذ آلاف السنين ، في مواكبة و مواءمة متلازمتين بتلازم الزمان و المكان و هنا لي الحق أن أسأل سؤالا مشروعا ، ما ذا تعني بالحركة الاسلامية الأصل ؟؟ فإن مبادئ الإسلام لا تتجزأ فإذا كان هنالك أصل ، لابد أن تكون هنالك صورة و هذا يبدو لي يفسر فشل الحركة الاسلامية في تبني دورها الرسالي اتجاه مجتمعها ، لأن الاسلام هو ذلك الدين الذي يحافظ عقيدة صحيحة وعلى أوطان متماسكة و أسر غير مزعزعة وعلي التكافل ونصرة المظلوم ومحاسبة الشريف اذا سرق ، فإذا تبنت هذه الحركة الإسلامية دورها المنوط بيها فإن الأحفاد قطعا لا يمكن أن تنافسها – وكما قلت أنت- ان المسميات الكثيرة لكيان واحد يدل علي أمراضا مزمنة ، فما الذي منع الحركة الاسلامية و أداتها –الحكومة- من تنفيذ مشاريع اجتماعية كم نحن في حوجة لها بدلا من الممارسات الحالية التي تتناقلها أحاديث المدينة وجلسات القهاوي ودكاكين الخضاروشلات الانس وكاست النكات البايخة وبعض المساجد و دور العلم ومجالس النساء و الشيوخ و الاطفال .
2- إن رحلات الإرشاد الريفي مادة ممنهجة تدرس كغيرها من المواد بهذه الجامعة – مثل علم النفس و الإحصاء ونظم المعلومات وغيرها من المواد ، تمثل هذه الرحلة جانبا عمليا ، فما ضر طالبات أن يمارسن ذلك الحق في الخروج إلى أرياف السودان ، إن هذه الرحلات يا سيد أحمد تمثل للفتاة التي لم تتخرج بعد ،دورة حياتية كاملة ،فهي تدرس بقاعة ، ثم تتهيأ لرحلة إلى منطقة نائية لم تراها في حياتها و قد لا تراها مستقبلا ،ثم تأخذ خطابا رسميا بذلك إلى ولي أمرها ، ثم تعد طعامها بنفسها وفي مرات كثيرة من حر مالها ، ثم "تستف" حقيبتها و تخرج بباص سفري مع مشرف مسؤول إلى أصقاع السودان المترامية لتناقش الخفاض الفرعوني و الأمراض المنقولة جنسيا و سرطان الثدي و الزواج المبكر و البيئة و التعليم كما ذكرت ذلك بنفسك . فبالله عليك ما الخطأ في ذلك ؟ ان أحوج مايكون للدعم الطالبة التي لم تكمل المنهج المرسوم وليس الخريجة، ولتعلم أن فشل كثير من الخريجين والخريجات كمخرجات تعليم عالي لافتقارهم التدريب الصناعي. “Industrial Training”
3- كنت و قبل مجيئي إلى الأحفاد ، ارى كما يرى النائم مثلك ، كيف لرجل بكامل الفحولة أن يناقش مثل هذه المواضيع الحساسة ، فعندما ذهبت الى منطقة نائية في أقاصي غرب السودان ، أدركت ان أصابع الدولة الذهبية لم تتبني واجباتها المتمثلة في مجملها في المشاريع التنموية لابجد هوز الحياة الكريمة لانسان ضارب بأصله الاف السنين . فالطريق مشكلة . و المياه مشكلة و الوصول إليها مشكلة أعمق و تناولها مصيبة ، فهل لنا بمسحوق سحري لتذليل هذه المعضلات . إن تبني قضايا الريف و الهامش و التي لم ترد في أي سفر من أسفار الحركة الإسلامية بوضوح ، فإذا كانت هي صاحبة البرنامج الأم كما ذكرت و انت تفصل الحركة الإسلامية من الإنقاذ ، فإذا تفتت الحركة لأسباب مراكز القوى و الضعف و الموارد و المقاعد و الكراسي الوثيرة و العلاقات الخارجية الشائكة ، فإن ذلك لا يعفي هذه الحركة من مسؤولياتها الكاملة إتجاه مواطنيها و بحكم الشرع الذي تحاول أن تحكم به رحلات طالبات ذات أهذاف اكاديمية واضحة و بحتة . و إذا كانت هذه الرحلات ليست ذات طابع إيجابي في مسألة الخفاض الأمراض المنقولة جنسيا و سرطان الثدي و الزواج المبكر ،علينا أن نسأل و عليك ان تسأل الحبوبات و الأمهات المشلخات و غير المشلخات أين هذة الظواهر الان وما مدي انحسارها ؟
4- ذكرت في مقالك أنك تطالب البروف قاسم بدري بالقاء محاضرة – و هو زميل دراسة لك – حول العنوسة و أسبابها و أوردت أن أهم أسباب العنوسة التبرج ، فلماذا لا تسمح بنفسك بأن تلقي محاضرة عن الظلم الإجتماعي و الفوارق الوظيفية و الكادر الغير مؤهل في دولاب الدولة و عن تردي الخدمة المدنية و غلاء الأسعار و استشراء الفواحش – ما ظهر منها و ما بطن – و عن جهوية الأشياء التي تدار بها مناصب السلطة و الجاه و عن استغاثات اليتامى و أنات المرضى و عن ثقافة سترة الجيوب و عن الفساد القائم من دون حياء و عن البنايات الفارهة و الأبراج غير المبررة وفوق هذا و ذاك التردي النوعي للتعليم العالي و التي تعتبر الأحفاد على قلة مواردها منارة تخرج كادرا جيدا مقارنة مع مخرجات التعليم العالي من الجامعات الأخرى ،هنا أذكرك بقول خليفة المسلمين رضي الله عنه وأرضاه :" لو ماتت سخلة علي شاطئ الفرات ضيعة " فأين أنا و أنت و الحركة الاسلامية ومسؤلي الدولة ورعاتنا من ذلك ؟
5- من خلال واقع تلك الرحلات و انا محاضر بجامعة الأحفاد ما يقارب ال 10 سنين خرجت إلى 6 مناطق ريفية و سأحكي لك تجربتي و التي دونتها في مذكراتي الخاصة :
أ- المناطق التي ذهبت لها كان لا يمكن و أنا كمشرف أن أصلها و أتخيلها يوما ما و كم هي نكهة مرة أن تري إنسان الريف يئن و يعاني و هو مبتسم يقدم لك أخير ما عنده و أنت ضيف عزيز .
ب- إن الطالبة و عند وصولها المنطقة المعنية و بإشراف مشرف تختاره الجامعة بعناية تامة ، تبدأ في ممارسة نشاطها فمرة هي ربة منزل تكنس و تعوس و تغسل في فترة الصباح ثم تخرج لمسح ميداني لمشاكل المنطقة المعنية من مياه و آبار و شفخانات و زيارات توعية ، فما ضر أن ترى انسانة الريف الكوندوم و اللولب و أعراض سرطان الثدي -من خلال بوستر تثقيفي مبسط- و خروج اليافعات من المدارس مبكرا و زواجهن ثم تدلف الي برنامج ليلي تزرع الطالبة البسمة علي شفاه الغبش الذين يفنون الحجارة إحتفالا بقدوم" بنات الخرتوم" من خلال مسرحيات ضاحكة و اسكتشات معبرة و هادفة في نفس الوقت .
ج- إنك لم ترى و لن ترى إختلاط جموع الطالبات مع غزير الدموع و ملحها من أهل المنطقة التي توجهت إاليها الرحلة يوم الوداع الحزين فالأطفال يبكون و الأشجار تتمايل حزنا و الحمير تهنق و الشيوخ يرفعون الاكف المعروقة تضرعا و ربات البيوت يلوحن كأشجار التبلدي الناشف بأيديهن في مشهد يوم حزين ينم عن تمازج حقيقي و ليس كلام سلطة و راديو وصحيفة و يبقى تبادل الهدايا و الوشاحات هو الأمل الوحيد ، فأنا كمشرف أرى في عيون أهل المنطقة غشاوة تقول – ما حتجونا تاني – و في عيون الطالبات سنحدث عنكم الغيم الماثل .
د- ما ضر الحركة الإسلامية الأصل و غير الأصل والحكومة أو حتى الاحفاد في أن تصل إلى الرقاع النائية و ترى حقيقة مشاكل الهامش بعيدا عن الكراسي الوثيرة و الوجبات الدسمة و الكهرباء المتواصلة و المدارس النموذجية و الجامعات الخاصة و الخادمات المستوردات و الحدائق المعلقة . هنا اذكرك أن أناس كثيرون لايستحسنون الفراغ الحائم بين الواقع المرير الذي نعايشه من غلاء وفساد تنوء من حمله راسيات الجبال التي دكت في وجه كليم الله موسي عليه السلام وماتتناقله الصحف السيارة و المرئية من من تطمينات وفي بعض الاحيان عنتريات تتحدث عن الفرج والانفراج.
5- هل المشكلة في ان تتبرع زين من خلال بند المسؤولية المجتمعية لجهة ما ، لبرنامج واضح مسبقا ، أم المشكلة في زين ذات نفسها و عن حكاوي و قضايا قطاع الاتصال التي فاحت حتى في صفيحتكم الانتباهة ؟ فاسأل و بكل براءة : ماذا ا إذا لم تخصخص زين و تباع أوراكها و أجنحتها الذهبية إلى مستثمرين و خصصت نسبة عالية من دخل موبيتيل سابقا-زين حاليا – لبرامج حكومية تستهدف إنسان الريف و تعفي الأحفاد من المسؤولية و كان يمكن أن تقدم نموذجا حضاريا من خلال هذه الأموال الطائلة و يبنى الريف – ليس هذا كلاما مثاليا – من خلال هذه الأموال . و من هنا أسالك و بكل صدق عندما ذكرت أن أسعار زين غالية في مقالك ،فهل قلبك على المواطن ؟ مع العلم بان خدمة الهاتف النقال هي سلعة كمالية و ليست أساسية ، فلماذا لم تتحدث عن أسعار الدواء و عن كيلو اللحمة و عن الرسوم الدراسية الباهظة و عن رطل السكر و أسعار الزيوت و الفحم و عن تعريفة الكهرباء و عن رسوم المحليات و عن إيصال النفايات و عن رطل اللبن و عن سعر الدواء و القائمة تطول .
6-انا لا اوافقك الرأي - وبكل أدب- بأن تسمي رحلات الإرشاد الريفي تحت شعار "معا من أجل توعية المرأة الريفية "بانها أيام سياحة هنا سأحدثك عن تجربتي . فالطالبة عن ذهابها الى هذه الرحلة كتكملة للكورس الدراسي –تعاني ما تعاني من باعوض و مارغوت و مرافعين و دبايب و وطوايط بحجم الحمامة و فحيح ثعابين و نهيق حمير و صياح ديوك طيلة أيام الرحلة ، الا ما ندر و نحن كمشرفين نأتي بعد انقضاء الرحلة بعيون محمرة و جسم هزيل من هول المسؤولية و السهر فعندما لا تكون هناك نوافذ و لا شبابيك و لا بوابات فرعية ولا رئيسية و معك طالبات من مختلف الأجناس و الأقاليم و بعضهن لم يرى حمارا في حياته و لا ناقة و أخريات لم يرين أم تكشو و البني كربو و المرس و الكول الا مياه سوبا الاندومي .هل عرفت كم هي تربية متكاملة هذة الرحلات التي يؤخذ مزيج من كل الكليات(طب- صيدلة- علم نفس- ادارة أعمال- تنمية ريفية- علوم صحية).
7-إن لعق الدم تأباه الفطرة السليمة-راجع سورة المائدة 3- إن المفردة تقشعر منها الأبدان ،كما ذكرت أنت بمقالك أن هذا الاسم قبيحا . أوافقك الراي بانه قبيح ،إذا كان لعق الدم تشفيا و نتاجا لحروب جهوية لتصفية حسابات ،و انها مدعاة لاقتتال كما فعل الانسان الاول أيام هابيل وقابيل ، فآن الاوان لغراب الشؤم ان يواري السوءة –و ان أوار حرب وشيكة أوعدك بها بذات اللغة التي وعدت بها شركة زين بأن ترعوي عن افعالها الطائشة ، و ما تلك الافعال الطائشة؟ ،أما اذا كان لعق الدم نتاج لاجهاض أمراة بعملية قيصرية او لعسر ولادة نتاج لخفاض فرعوني ، فاني ابشرك بأن ال 2250 فتاة اللائي خرجن لتوعية المرأة الريفية ،فإن هذا العدد سيزداد متى ما كان ميزان الامور عندك بهذه الصورة ، لا اطن ان هنالك اذن صاغية ، الا اذا تحققت العدالة الاجتماعية و أصبح الحكم و الحاكمية تؤسس عن قيم دينية لا رياء فيها و لا مجال للتضليل و لا التزييف دعوة لانتصار مظلوم و ضمان مستقبل لطفل رضيع خرج الى الدنيا متلفتا يمنة و ميسرة بحثا عن وطن جريح ؟
8-أسئلة مشروعة : ، هل تعلم كم امراة في العالم تتوفى بسبب سرطان الثدي في كل ثانية ؟؟؟،هل تعلم نسبة الأمية في السودان عند بنت الريف ؟، هل تدري كم مليون من هذا السودان عند خط الفقر ؟ ، هل تعلم عدد الطالبات اللائي يدرسن منحا دراسية في كليتي الطب والصيدلة بجامعة الاحفاد ناهيك عن باقي الكليات الأخرى ؟ ، هل تعلم نسبة مصابي الايدز في السودان ؟؟ ، هل لك احصائيات عن كم عانس تنتظر حظها عند فرحة العيد الكبير في هذا البلد الكبير ؟، هل تعلم كم مبعوث في جامعات العالم المختلفة من قبل جامعة الاحفاد ينهلون علما محكما في مجلات علمية مشهورة على مستوى العالم؟
والله من وراء القصد
إبراهيم حسين موسى المقبول
محاضر بجامعة الاحفاد للبنات
قسم نظم المعلومات الادارية
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست