|
|
 Re: من عظماء السودان : السيد علي برير (توجد صورة) (Re: Emad Ahmed)
|
السيد علي برير - بقلم محجوب باشري
نشأ في اسرة معروفة تعمل في تجارة الماشية وتلقى تعليما اوليا ثم عمل بالتجارة في أم درمان وقد اتجه نحو العمل العام فثقف نفسه وشارك في ترسيخ الأندية بأم درمان وساهم في المواسم الثقافية والاجتماعية, كما جد في خدمة كل المشروعات الإصلاحية كتأسيس المدرسة الأهلية وعاون في ازدهار المعهد العلمي وبناء المساجد, وأنشآ ملجا القرش, وكان عضوا بارزا في مجتمع العاصمة, وتوسعت أعمال أسرة البرير فافتتحوا مكاتبهم في شارع الموسكي بالقاهرة, ومثل أسرة البرير في ذلك المكتب.
استقر علي البرير منذ مطلع الاربعينات بالقاهرة واتصل بالبيوت التجارية ورجال الاعمال المصريين وجمع كلمة السودانيين وتعاون معهم في تأسيس أول ناد للسودانيين بالقاهرة, الا وهو النادي السوداني بميدان سليمان باشا, انتخب علي البرير رئيسا لهذا النادي وتوفيق احمد البكري امينا له, وبدأ النادي السوداني يعرف المجتمع المصري بالسودان.
انتظم في عضوية هذا النادي نفر من الاعلام والاعيان في مصر وبالأخص رجال الاعمال والتجار والساسة, وبعد ذلك بدأ علي البرير يعمل على توفير كل سبل الطمأنينة والاستقرار للطلبة السودانيين, إذ كان اغلبهم يدرسون في مدارس خاصة ولاتقدم لهم الحكومة المصرية أي عون ماعدا القلائل الذين حظوا برعاية الامير عمر طوسون كالدرديري أحمد إسماعيل وبشير عبد الرحمن وتوفيق أحمد البكري ويعقوب عثمان وبخيت محمد عمر, اما ماعداهم فكانوا يعانون ولم تكن هنالك بعثات مخصصة او منح تقدم للسودانيين, بل كانت المساعدات تقدم فرديا, ففي عام 1937م قبل اول فوج من الطلبة السودانيين في المدارس الثانوية المصرية بعد تتويج الملك فاروق الأول, كما ان الجامعة المصرية فتحت ابوابها للطلبة السودانيين منذ تلك السنة واصبح للسودانيين نسبة خاصة في المدارس الثانوية في القاهرة كما أن بعضهم كان يقبل في اسيوط وسوهاج والمنصورة.
لم تكن في تلك الفترة أي اختلافات سياسية او عقائدية بل كان كل السودانيين اخوة واتسع المجتمع السوداني وازدهر واستوعب الضباط السودانيين في القوات المصرية كما ان الكلية الحربية المصرية فتحت ابوابها للسودانيين فكان من اول السودانيين الذين التحقوا بها المرحوم عبد الرحيم محجوب ومحمد احمد ابو دقن.
رأت وكالة حكومة السودان ان هذا التدفق والانفتاح على الثقافة والتعليم في مصر سيضر بمصالح البريطانيين في السودان, فقامت الفتن والاختلافات في اول الأمر في النادي السوداني وتنحى علي البرير عن عضويته من رئاسته ورجع الى السودان ومكث فيه فترة, ثم عاد في العام 1940 ووهب وقته وماله لتنظيم إلحاق الشبان السودانيين بالمعاهد والجامعات المصرية فازدادت اعدادهم في كل المعاهد ووفر لهم كل سبل السكن والإعاشة والمعونات وأسس بيت السودان للطلبة الجامعيين.
في تلك الأثناء بدأ الوعي السياسي بين السودانيين وظهرت الافكار اليسارية, فانضم بعض السودانيين الى المنظمات اليسارية قبل ان تنقسم الحركات الماركسية في تنظيمات, فاخرج علي برير مجلة السودان الشهرية واسند رئاسة تحريرها للدكتور بشير البكري يعاونه الدكتور احمد السيد حمد واحمد الطيب عابدون ومحي الدين صابر وأنعم على السيد علي برير بلقب الباكوية.
بعد ذلك كون مؤتمر الخريجين مكتبا بأم درمان لاختيار البعثات وتقديم المنح تخلى السيد علي برير عن ذلك وتفرغ للعمل العام من غير انحياز لأي حزب ونشبت ثورة يوليو في مصر في العام 1952 وكان علي برير موضع الثقة والاجلال من حكومتها.
تم استقلال السودان بعيدا عن وحدة وادي النيل ودبت جفوة مفتعلة بين مصر والسودان واقصي اللواء محمد نجيب عن رئاسة الجمهورية ولكن الحكومة المصرية كان ترى في السيد علي برير الرجل غير الرسمي الذي ترجع له في كل الامور وحسبه اول سفير رسمي للسودان في مصر.
ان العمل الذي قدمه السيد علي البرير رحمه الله للسودان كان انتصارا ونجاحا للقدرات السودانية لتتعلم وتلتحق بالمدارس والجامعات المصرية إذ ان عدد المتخرجين من الجامعات المصرية في تلك الفترة كان أكثر من المتخرجين من الجامعات السودانية والبريطانية.
هذا الرجل الفذ هو الذي فتح الافاق للسودانيين وعمل على تقديمهم للدراسات المتخصصة والدراسات الجامعية وقهر الاستعمار البريطاني الذي بخل على السودانيين بالتعليم والتنمية الفكرية والاجتماعية. فكم من طبيب تلقى تعليمه في مصر وكم من متخصص في الزراعة والبيطرة والهندسة والصيدلة تلقى تعليمه في مصر .
إن دور السيد علي برير في الفكر السوداني هو دور الفاتح الغازي المنتصر.
(نقلا من كتاب رواد الفكر السوداني)
| |
 
|
|
|
|
Emad Ahmed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست