ثقافة الخوف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 09:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-08-2014, 02:35 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ثقافة الخوف (Re: mwahib idriss)

    • من الخوف الفردي إلى الفوبيا الجماعية:


    لا يمكن الحديث عن ثقافة الخوف إلا كفعل ثقافي ناتج عن شروط موضوعية مرتبطة بنظام اجتماعي سياسي محدد يعمل على خلق آليات تهيئ الشروط والظروف لنماء الاستعداد لتقبل الخوف لدى الفرد واستدماجه في بنيته الفكرية والسلوكية، فهي تستهدف فيه شل إرادته، وإعادة تكوينه إنسانا سلبيا محاطا بشبكة عنكبوتية من النواهي والمحرمات.
    في ظل وجود شروط اجتماعية يسودها الخوف، والمتمثلة في وجود جو عام قائم على الخضوع والاستسلام، من الطبيعي جدا أن تكون سلوكات الأفراد انعكاسا لوعيهم الاجتماعي المطبوع بالخوف، ويسعون إلى تبرير تلك السلوكات دون أن يفسرونها بأنها سلوكات ناتجة عن شروط اجتماعية محددة بالخوف. تعمل مؤسسات المجتمع على إنتاجه وإعادة إنتاجه بصيغ مختلفة كون هذا الخوف يؤدي أدوارا ووظائف سياسية محددة تعمل على الإبقاء على حالة الخوف لدى الفرد من أجل السيطرة عليه وتهديده كلما حاول تجاوز وضعيته وشروطه الاجتماعية المنتجة لفعل الخوف.


    في هذه الحالة، أي في غياب الوعي بمصادر ومحددات تلك السلوكات، نتيجة الأدوار التضليلية والإيديولوجية التي تقوم بها مؤسسات المجتمع من أسرة ومدرسة وكنيسة ومسجد ووسائل إعلام... تصبح الوضعية أكثر تعقيدا إذ يصعب تحرير الأفراد من الحالة الاجتماعية التي يعيشونها، لأنهم يحاولون دائما أن يبرروا واقع الخوف المفروض عليهم من طرف الأدوات الإيديولوجية بالقول أن أي تفكير في تجاوز الوضعية والتمرد عليها يؤدي إلى نتائج كارثية تهدد وجودهم. يتم مقايضتهم بأمنهم وحياتهم أو الفوضى العارمة. السؤال الذي يطرح نفسه علينا: كيف تتشكل ثقافة الخوف؟ وهل من سبيل لتجاوزها؟

    تلعب مؤسسات التنشئة الاجتماعية في المجتمع دورا محددا في إنتاج وإعادة إنتاج ثقافة الخوف، فالأسرة بحكم طبيعة بنيتها كونها قائمة على النموذج البتريركي الذي يُسَيِّدُ الثقافة الذكورية، حيث الحواجز والحدود قوية بين عالم الكبار وعالم الصغار بين عالم الذكور وعالم الإناث. يُسيّج عالم الصغار بمنظومة من الأفكار والتصورات والتمثلات الخاطئة المستمدة من الخرافات والأساطير والقصص الخيالية. تترسخ على أنها حقائق تشل قدرتهم على التفكير والنقد، ويسيج عالم الإناث بمنظومة كاملة من النواهي والمحرمات فيحد من حركيتهن وتحركهن، فتستدمجن الخوف في وعيهن ولاوعيهن. عبر تقسيم الفضاء أو المجال واحد حكرا على الذكور والآخر خاص بالنساء وتحت مراقبة الذكور. وإذا ما حاولن تجاوز حدود ما هو مرسوم لهن يُقابَلن بعنف إما مادي ورمزي أو هما معا. الغاية من ذلك زجرهن حتى لا يتجرأن على اكتساح وولوج فضاء ليس من حقهن ولا يجب أن يطالبن باكتساب حق التحرك فيه. ويتم تخويفهن واضطهادهن ومحاصرتهن والتضييق عليهن إذا ما حاولن التشبث والمطالبة بهذا الحق (ولنا في الحركات الاسلامية نموذج عن الفصل القاسي والصارم للمجال والفضاء عبر محاولة إجبار المرأة على عدم الاختلاط في الأماكن العامة، وإلا سيتم وصفها بأنها فاجرة ومحرضة على الفتنة).
    النتيجة المترتبة على واقع كهذا هو خلق نموذج اجتماعي يرتكنُ إلى الوراء ويخاف من أي رد فعل بحيث يتم نقل هذا الخوف عبر الأجيال وتنشئة الأفراد عليه، حتى لا يتم تقويض النظام أو الأخلاق أو القيم. في حين أن منظومة القيم هاته والأخلاق والمعايير وضعت وتم ترسيخها في المجتمع لأنها تؤدي وظيفة إيديولوجية متمثلة في سيادة وعي مزيف ومشوه عن حقيقة الواقع الذي ينتمي إليه الأفراد كونه يخدم مصالح الفئة السائدة في المجتمع. كما أن هذه القيم لا يتم تداولها وإعادة إنتاجها إلا من خلال مؤسسة الأسرة كونها مؤسسة محافظة إلى حد كبير لا تغير أنماطها الثقافية إلا إذا أصبح وجود هذه القيم مُهدِّدا لاستمراريتها. آنذاك يمكنها أن تقدم تنازلات قد تصل حد وضع هذه القيم جانبا (السماح للفتاة بالعمل والتأخر في العودة إلى البيت إذا كانت هي المعيل الرئيسي للأسرة).
    المستوى الثاني الذي تركز عليه الدولة في إنتاج ثقافة الخوف وإعادة إنتاجها هو مؤسسة المدرسة. إنها إحدى أهم المؤسسات التي يتم من خلالها تصريف إيديولوجية الدولة عبر تلقين الأفراد المعارف والتأثير على وعيهم من خلال البرامج التعليمية التي تتجه إلى تعميم وعي معين على فئات المتعلمين. الغاية من هذا الوعي “القطيعي” هو إبعاد طرح الأسئلة المُحرِجة والمقلقة والمستفزة التي تُصنف في خانة المحرمات والطابوهات مُحاولة قتل قيم التفكير والنقد والسؤال والحوار والمجادلة.
    بالمقابل تعمل المدرسة، بمناهجها وبرامجها الدراسية، على تعميم قيم الطاعة والخضوع وتبعد أية إمكانية لتنشئة أفراد محررين من الأوهام والمخاوف. لأن تحرير الأفراد من هذه الأوهام والمخاوف سيُعجِّل بتقويض النظام الاجتماعي القائم بقيمه السائدة. ولهذا يتم مراقبة المدرسة كونها أداة إيديولوجية في يد الفئة الحاكمة لأن من خلالها يتم إعادة إنتاج نفس علاقات الإنتاج القائمة في المجتمع والتي تتسم بالاستغلال والاضطهاد، فالمدرسة تقوم بتلقين التلميذ وعيا زائفا ومشوها عن واقعه الاجتماعي. الهدف من هذه العملية هو جعله فردا خاضعا وتابعا ومنفذا لكل ما يتم اتخاذه من قرارات دون مساءلتها أو نقدها. وإذا ما حاول ذلك يتم اضطهاده ومضايقته بل وحتى تصفيته حتى يكون عبرة لمن خطر على باله القيام بفعل مماثل، لنا في الأنظمة الاستبدادية في الدول العربية نموذجا لذلك.
    كل المجتمعات تنتج أجهزة أمنية ومخابراتية وعسكرية من أجل المراقبة المستمرة للأفراد حتى يتم تخويفهم وإرهابهم في حالة ما إذا فكروا في أية إمكانية للتحرر من سيطرة الدولة واستغلالها لهم. إن هذا الخوف الجماعي يتم تلقينه عبر مجموعة من الآليات ومؤسسات التنشئة الاجتماعية. إذ بالإضافة إلى الأسرة والمدرسة نجد الدور الذي أصبحت تقوم به وسائل الإعلام لأنها إحدى أهم الأدوات التي تمتلكها الدول من أجل خلق رأي عام. ولنا في “الحرب على الإرهاب” نموذجا على صناعة ثقافة الخوف التي أصبحت الدول الكبرى تسوقها في وسائل الإعلام من أجل إرهاب الأفراد والمؤسسات والدول التي يمكنها أن تفكر في انتقاد ومعارضة النظام النيوليبرالي القائم على عولمة الاستغلال.
                  

العنوان الكاتب Date
ثقافة الخوف mwahib idriss10-08-14, 02:25 PM
  Re: ثقافة الخوف mwahib idriss10-08-14, 02:35 PM
    Re: ثقافة الخوف mwahib idriss10-08-14, 02:55 PM
      Re: ثقافة الخوف mwahib idriss10-08-14, 03:02 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de