|
Re: كنداكة سودانية ( من قصص ملكات النوبة ) (Re: ابو جهينة)
|
ثم أن كنداكة بعثت إلى الأسكندر مع تلك الرسالة بهدية ثمينة ودست بين سفرائها إليه رجلاً موهوباً في فن الرسم وطلبت منه أن يرسم لها صورة للاسكندر مطابقة لصفته وشكله تماما على أن لا يطلع على تلك الصورة أحدا كائنا من كان حتى يأتي بها إليها ويسلمها إليها هي شخصياً يداً بيد.
ثم لما وصل سفراء كنداكة إلى بلاط الاسكندر وأطلعوه على ردها وسلمه هديتها رد الهدية وأظهر الغضب الشديد لرفضها طلبه بتسليم أرض المعدن وظن أن الفرصة قد حانت ليبدأها بالحرب فيستولي على ما أراد وفوق ما أراد فكتب رسالة شديد اللهجة يقول فيها : أنا الأسكندر الأكبر ذو القرنين ملك الدنيا من مشرقها إلى مغربها فاتح بلاد فارس ،وقاتل ملكها العظيم (دارا) وفاتح بلاد الهند، وقاتل ملكها المحنك القوي (فور) واعلمي أنه لا يحول بيني وبين ما أريد أحد من الخلق مهما كانت قوته , ولا تقوم بحربي امرأة مثلك أو تمتنع على بلاد كبلادك , فأذنوا إن لم تسلموا إليّ تلك الكنوز بحرب لا تجنون منها إلا الذلة والصغار. ثم انطلق مع سفراء كنداكة سفراء ذي القرنين حاملين إليها ردها العنيد، الناطق بالتهديد والوعيد وكان رَجُلها الموهوب في الرسم قد أعد في تلك الأثناء صورة تطابق صفة الأسكندر التي رآها وتدبرها جيداً حين وقف أمامه وطوي الرجل الصورة وأخفاها حتى على زملائه في الوفد فلما عادوا إليها سلمها يدا بيد فدستها في خزانتها الخاصة, ثم اطلعت على رد الاسكندر فلما رأته لا يريد إلا الحرب كتبت إليه تقول : (لسنا كما تظن ، نحن أعظم من ( دارا) على ما وصفت من عظمته وأكبر قوة وحنكة من ( فور ) ملك الهند على ما رأيت من قوته وحنكه ولا تحسب إني حين بعثت اليك بتلك الهدية كنت خائفة من سطوتك أو طامعة فيما عندك, لكني رأيت أن الرفق أوفق الحالين وأن السلم أحسن عاقبة , فان ابيت الا الحرب فهلم الينا فانك لن تجد منا الا بأسا شديدا ولن تجني من حربنا الا الخسارة.
|
|
|
|
|
|