أعطاب الجماعات السلفية المعاصرة

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 06:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-07-2014, 03:17 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أعطاب الجماعات السلفية المعاصرة (Re: mwahib idriss)

    العزوف عن اتخاذ أسباب النصر والتمكين
    تصاب بالدهشة وأنت تستمع إلى بعض شيوخ ودعاة هذه الجماعات السلفية في أشرطتهم أو دروسهم ومواعظهم التي يخيل إليك أن أصحابها مازالوا يعيشون خارج التاريخ البشري، أو يعيشون في جزر الوقواق، أفكارهم بعيدة كل البعد عن العقل والنقل معا وعن مقاصد الإسلام؛ ومن هذه الأفكار على سبيل المثال لا الحصر أن الأمة الإسلامية اليوم لا يمكن أن تنتصر على أعدائها وأن تصل إلى العزة والتمكين في الأرض؛ إلا إذا وصل عدد المصلين في صلاة الفجر، نفس عدد المصلين في صلاة الجمعة، وأن تعلن الجهاد في سبيل الله ضد أوروبا وأمريكا والغرب الكافر عموما..!! شيء جميل جدا؛ وكأن النصر هدية يمنحها الله تعالى – بدون عدة وقوة- لمن يصلون الفج رفي جماعة فقط ؛ حتى ولو كانت قيم الظلم والقهر والاستغلال والغش والتدليس والنفاق وشهادة الزور وأكل مال اليتيم والفقير والمسكين، والتطفيف في الكيل والميزان، والسعي بين الناس بالنميمة والهمز واللمز، والتخلف الاقتصادي والسياسي والاجتماعي يعشش بين جدران هذه الجماعات..وهذا تفكير وفهم للدين فيه عوج..!!.
    ومما زاد في الطين بلة كما يقال هو استشهادهم ببعض الأحاديث والآيات القرآنية يزكون بها آراءهم كقوله تعالى: "ولوا أن أهل القرى آمنوا والتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض .."(35) وقوله : "إن تنصروا الله ينصركم .."(36) وقوله :"إن الله يدافع عن الذين آمنوا.."(37) وقوله تعالى: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه "(38) ومشكلة هؤلاء أنهم يفهمون التوكل على الله بمفاهيم عجماء، وبعقول خرساء، وبآذان صماء، فمفهوم التوكل كما قرره الإسلام، وطبقه الرسول صلى الله عليه وسلم، وفهمه المسلمون الأولون، لا يتنافى مع اتخاذ الأسباب الكونية، والسعي في مجالات الحياة ، فعلى المسلم الذي فقه سنن واقعه أن يسلك الأسباب والوسائل التي وضعها الله في ملكوت السماوات والأرض ..فمثلا عندما حرم الله سبحانه وتعالى بعض الأطعمة والأشربة لضررها، وإذا كان هذا الأمر لايمكن أن يعلم إلا باستخدام المختبرات والبحوث والتحاليل لتلك الأطعمة، فلاضير من استخدامها ؛ بل تصبح من الواجبات، لأن بدونها لا تتحقق العبودية لله كاملة، ولا يدخل المسلم في زمرة المؤمنين الصالحين إلا باكتسابها ؛ لهذا علماؤنا رحمهم الله تعالى وضعوا لذلك قاعدة: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب". فالمنتمون إلى الإسلام والصحوة الإسلامية بحق ووعي وفقه، يعتبرون الدنيا ميدان تنافس في عمارة هذا الكون بالخير والأمن والسلام والاستقرار.
    فالطائرة والسيارة والغسالة والثلاجة والكناسة وأدوات الزينة، وأدوات الترفيه، والأثاث واللباس، وما هنالك من مخترعات ومنتجات وأدوات، التي تنتجها المصانع عبر شرق الدنيا وغربها، ماهي إلا وسائل وأدوات مسخرة للإنسان لينعم فيها وبها، كما سخر لنا باقي مخلوقاته من طير وحيوان.. وسورة النحل أبلغ تعبير في هذا الباب حيث يقول تعالى: "والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون، ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون، وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشقّ الأنفس، إن ربكم لرؤوف رحيم، والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة، ويخلق ما لا تعلمون، وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر، ولو شاء لهداكم أجمعين، هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون، ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات، إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون، ######ر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره، إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون، وما ذرأ لكم في الأرض مختلف ألوانه، إن في ذلك لآية لقوم يذكرون، وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريّا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها، وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون" (39).
    فهل فهم المسلمون اليوم وأبناء الجماعات السلفية المعاصرة من كتاب ربهم هذا المعنى، وشمروا عن سواعدهم للإعمار والإبداع والتخطيط والإنتاج في صفحات كتاب الله المنظور؟ الذي نحن في هذا الميدان عيال لا رجال..!! كم من صناعة عسكرية ومدنية تتعلق بالذهب الأسود واستخراجه وتكريره لانعرف منها أي شيء؟!! ولولا الغرب، لكانت هذه النعم ماتزال تحت الثرى لا يستفيد منها أحد ؟!، ولبقينا إلى اليوم نصلي في مساجدنا ونقرأ كتاب ربنا بالقنديل والشمع..!! ولو أرادت أوروبا على سبيل المثال أن تقتل جميع المسلمين وبدون دبابات ولا طائرات ولا جيوش؛ بل بشئ بسيط يمكن أن تفعله هو وضع السم في علب الأدوية المصدرة إلى العالم الإسلامي ؛ لأن بعض علماء وشيوخ السلفية ومريديهم ليس لهم الوقت الكافي لتعلم هذا الفن العظيم وتوجيه شباب الأمة إلى اكتسابه ؛ نظرا لمشاغلهم الكثيرة في تتبع عورات المسلمين وأخطاء العلماء وزلاتهم، والتكفيرلمن يخالفهم في المذهب والرأي والله المستعان.
    الفظاظة وغلظ القلب والجنوح إلى التنطع والتشدد والتكفير
    الفظاظة والشدة والتنطع والغلو هي هي نتيجة طبيعية عندما يفقد المسلم حلاوة الإيمان ويبتعد عن روح العبادة الحقيقية الخالصة لوجه الله تعالى؛ لذا أصبحت الشدة والفظاظة سمة من سماة أغلب الجماعات السلفية اليوم، فمقياس الالتزام عندهم هو تقطيب الجبين، والشدة في القول والعمل، والميل إلى تحريم كل شيء، وجعله هو الأصل ؛بينما الإسلام الذي فهمناه وتعلمناه من شيوخينا الأفاضل في جامعة القرويين بفاس، وماجاء به نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، من قيمه وأصوله وأركانه الذي بني عليها التيسير لاالتعسير، وأن تنطع هؤلاء في المسائل الخلافية وإثارتها بين العامة وعلى صفحات الجرائد ومواقع الشبكات العنكبوتية دليل جهل برسالة الإسلام وبشريعته، وأحكامها ومقصادها وعدم فهمهم لتعاليم السماء عموما.
    ومما يؤكد أن هناك علاقة حميمية بين قلة المعرفة والفقه والتنطع والتشدد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه:" إن الله لم يبعثني معنتا ولامتعنتا، ولكن بعثني معلما وميسرا"(40). فمدارس ومناهج التيسير دائما ارتبطت بالفقهاء والعلماء الكبار، ولذلك كان حبر هذه الأمة وترجمان القرآن ومن دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بالفقه في الدين ومعرفة التاويل، وهو إبن عباس رضي الله عنه، هو أفقه الصحابة ورائد هذه المدرسة.
    ولو سلك المسلمون ومشايخ السلفية على الخصوص في دعوتهم طريق اليسر والعفو والتسامح والصبر، والابتعاد عن التطرف والعنف، لجذبوا العقول والقلوب إليهم، لأن من طبيعة البشر يميل إلى من يعطف ويحن عليه.
    مخطئ من يعتبر الحلم عجز، وأن العفو ضعف، وأن البسمة خنوع وإذلال، وخفض الصوت دروشة، فهذه حجج يلجأ إليها اللائمون، ويتبجح بها الجاهلون والحمقى، والذي يريد أن يسبر روح الحقيقة وأن يتفحص ماهيه الأمور، يجد أن ضبط النفس عند الغضب والاحتكام إلى العقل في ثورة الانفعال هو شارات القوة، ومن مقتضيات البطولة في حياة الإنسان عامة، والمسلم خاصة، روى مالك في موطئه أنه عليه الصلاة والسلام قال :" ليس الشديد بالقوة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب". فقد أكد القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، أن الفظاظة وغلظ القلب ... تسبب النفور، وتورث العداوة، وتقضي على روح تقبل الخير في الناس، وتؤخر مسيرة النصر، وتفجر طاقة اليأس، وصدق الله العظيم إذ يقول :" فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم، واستغفرلهم.." (41).
    روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :" بال أعرابي في المسجد، فقام الناس ليوقعوا فيه، فقال صلى الله عليه وسلم دعوه وأريقوا على بوله سجلا " دلوا " من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولن تبعثوا معسرين"(42).
    في هذا السياق يقول الأستاذ طه العلواني في كتابه(43):"..حين يضعف الفقه عند المتدين فإن العاطفة تحتل المساحة الشاغرة، ومن ثم يندفع الشباب بحسن نية، وبدافع الحرص على الإسلام وعلى تطبيق أوامره واجتناب نواهيه، يندفع إلى معاملة الفرعيات كالأصول، والوسائل كالمقاصد، ويحرص على التفسير التآمري وتضخيم المنكرات، ويميل إلى تفعيل سد الذرائع أو فقه الطوارئ بصورة مضخمة، ويميل دائما إلى الأحوط من الأقوال، ولايكتفي بنفسه، بل يدعو غيره إلى ذلك، بكل ما أوتي من قوة، وهذا كله يساعد على توسيع دائرة التعسير، وتضييق دائرة التيسير..".
    وحين ندرس تاريخ الإسلام والجماعات الإسلامية عبر تاريخ الأمة الإسلامية، نجد هذا المرض والعقم الفقهي والمعرفي للعبادة وللدين الإسلامي بدأ مع الشجرة الملعونة لجماعة "الخوارج" فقد كانت أزمتهم وانحرافهم، ليس فيما يتعلق بأداء العبادات والواجبات من صلاة وزكاة وصيام وحج ونحو ذلك ؛ بل إنحرافهم وتنطعهم أتى عن طريق فكرهم الأعوج والأعرج، مع ضعف البصيرة لحقيقة العبادة والدين، ولنصوص القرآن الكريم، فقد كانوا يقرأون بدون تدبر، ويحفظون بدون وعي، لذا كفروا أكثر المسلمين والصحابة على الخصوص، وفي مقدمتهم سيدنا الإمام علي رضي الله عنه. يقول إبن تيمية في الخوارج: "لاريب أن الخوارج كان فيهم من الاجتهاد في العبادة والورع، مالم يكن في الصحابة، كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم؛ لكن لما كان على غير الوجه المشروع أفضى بهم إلى المروق من الدين.." مع الأسف الشديد مازال هذا العرق لشجرة "الخوارج " ساريا إلى يوم الناس هذا..!!.
    فلا مخرج للمسلمين اليوم ولأبناء الجماعات السلفية على الخصوص إلا بفهم القرآن، مع فهم مقاصد الدين الإسلامي كما فهمه السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، فكانوا أسياد العالم وصناع التاريخ والحضارة.

    الصادق العثماني

    باحث مغربي وكاتب عام المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بالبرازيل
                  

العنوان الكاتب Date
أعطاب الجماعات السلفية المعاصرة mwahib idriss10-07-14, 03:12 PM
  Re: أعطاب الجماعات السلفية المعاصرة mwahib idriss10-07-14, 03:15 PM
    Re: أعطاب الجماعات السلفية المعاصرة mwahib idriss10-07-14, 03:17 PM
      Re: أعطاب الجماعات السلفية المعاصرة قصي محمد عبدالله10-07-14, 03:34 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de