أعطاب الجماعات السلفية المعاصرة

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 07:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-07-2014, 03:12 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أعطاب الجماعات السلفية المعاصرة

    هناك الكثير من الأخطاء ترتكبها الجماعات السلفية المعاصرة، نذكر البعض منها تعميما للفائدة، ومساهمة منا في ترشيد وتصحيح وتوجيه هؤلاء القوم، ليس تشفيا أو حقدا أو بغضا في ذواتهم، وإنما من باب الدين النصيحة ومنها:


    عدم فهمهم للعبادة ومقاصدها
    العبادة في الإسلام كثيرة ومتنوعة كالبر والإحسان ومحبة الوالدين والصلاة والصيام والحج والزكاة..وصلة الأرحام، والصدق في الحديث والأمانة والوفاء بالعهود، ومساعدة المحتاج والملهوف، والذكروالدعاء وقراءة القرآن والتوكل على الله والتوبة والاستغفار، وكفالة الأيتام والصدقة على الفقراء والأرامل وإبن السبيل وطاعة أولي الأمر..كذلك الصبر والشكر والرضا والخوف والرجاء والحياء..والعبادة هي الغاية التي خلقنا الله لأجلها، يقول سبحانه وتعالى: "وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" (1) ؛ حيث عبرت هذه الآية الكريمة عن الغاية الكبرى التي انتدب الله سبحانه الإنسان لأجلها، بعد أن عجزت السماوات والأرض والجبال عن حملها وأشفقن منها:"إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" (2). ومن أجلها كذلك أرسل الله الرسل وأنزل الكتب ..وعموما فالعبادة في الإسلام تعد جزءا أساسيا ومحوريا من نظام الإسلام وتعاليمه وهديه، فضلا عن أنها الوسيلة الناجحة التي تنقل الإنسان من حال العلم والاقتناع العقلي بوجود الله تعالى، إلى مقام الإحساس والشعور بهيمنته وقوته وعظمته وقدرته المطلقة التي لايحدها زمان ولامكان.... القادر والآمر والناهي والمسيطر، والأول والآخر، والظاهر والباطن، بيده كل شيء وإليه المصير، فإذا تتبعنا حركات وسكنات الجماعات السلفية المعاصرة بتلاوينها وأطيافها من سلفية علمية وتكفيرية وجهادية (داعش وأخواتها) نجدها تجتمع وتلتقي في نقطة أساسية وجوهرية في مفهومهم للعبادة في الإسلام والمتجلية في تطبيق الحدود وفقط، أي رجم الزاني والزانية وقطع يد السارق والسارقة، وجلد الشباب لأتفه الأسباب..!! لهذا تراهم في أي منطقة أو مدينة استولوا عليها -بعد الإعلان عن إمارتهم مباشرة - يبدأون بتطبيق الحدود، وخيرمثال على ذلك ما شاهدناه في أفغانستان والعراق وليبيا ومالي وتونس وسوريا التي اعلنت داعش تطبيق الشريعة الإسلامية، وخاصة المدن التي أصبحت تحت إمارتها بجلد المتبرجة وإعدام بعض الموالين للنظام السوري، مع العلم أن الحدود لاتطبق في الحروب والجفاف والمجاعات والزلازل..!!.
    عدم معرفتهم لحكمة العبادة وأهميتها في حياة المسلمين
    شرعت العبادة في الإسلام لحكم كثيرة وجليلة منها تحقيق مصالح الناس في عالم الغيب والشهادة، وأنها تزكي النفس وتطهرها وتسموبها إلى أعلى درجات الكمال الإنساني؛ مما تجعله يعيش في استقرارنفسي وأمان وسعادة حقيقية، لايتذوقها إلا من عاش لله ولله، وفي سبيل الله، يقول تعالى: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" (3). وقوله تعالى:"الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألابذكر الله تطمئن القلوب" (4). وقوله: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى.." (5). فطبيعة النفوس البشرية لاتطمئن في الدنيا إلا بذكرالله وعبادته، ولاتأنس بأي شيء من متاع الدنيا وحطامها إلابأنس القرب من الله والسيرفي طريقه ؛ ولهذا فأهل العبادة، وأهل القرآن، وأهل الذكر، هم أهل الله وخاصته، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ: همْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ " (6).
    قال المناوي رحمه الله: "أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله المختصون به اختصاص أهل الإنسان به، سموا بذلك تعظيما لهم كما يقال : "بيت الله ". قال الحكيم الترمذي : وإنما يكون هذا في قارئ انتفى عنه جور قلبه وذهبت جناية نفسه، وليس من أهله إلا من تطهر من الذنوب ظاهرا وباطنا، وتزين بالطاعة، فعندها يكون من أهل الله " (7) . فالإنسان بطبعه وتكوينه مخلوق فقير وضعيف، مفتقر ومحتاج إلى عبادة الله والاحتماء به، أكثر مما هو محتاج للطعام والشراب، علما أن للروح غذاء وللجسد غذاء، فغذاء الروح تقوى الله وعبادته واتباع سنة رسوله، وغذاء الجسد هو مايحتاجه من الشراب والطعام، كالأسماك واللحم والشحم والبيض والتين والزيتون والعنب ونحو ذلك..!. ومن فوائد العبادة أنها تحرر العبد من رق المخلوقين والخوف منهم، والتعلق بهم، وطلب الشفاعة والعون منهم..كما تسهل على الإنسان فعل الخيرات والطاعات وترك المنكرات، وتهون عليه مصائب الحياة وهموم الدنيا ومكدراتها، فيتلقاها بقلب منشرح مؤمن بقضاء الله وقدره؛ لأنه يعلم علم اليقين أن ما أصابه من هم وحزن وغم وفقر وجوع يؤجرإن صبر. قال تعالى: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون"(8). وعن أبي سعيد وابي هريرة- رضي الله عنهما- عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:" ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" (9). يستنتج مما سبق أن العبادة في الإسلام لاكما يفهمها السلفي المعاصر والتي أناطها بنوع من الطقوسية المظهرية من لحية وسواك وقصر الثياب وكفى ..!!بل العبادة هي تجديد العهد مع الله في كل لحظة من لحظات عمر الإنسان، من لحظة خروجه من بطن أمهه برفع الآذان في أذنه، إلى لحظة سكرات الموت بتلقينه شهادة الإسلام، حتى لايكون للغفلة سبيل، ولأ صحاب النيات الحسنة الخالصة لله شبهة، يمكن أن تتسرب منها غواية الشيطان ووساوسه ليحرم منها هذا المؤمن المسلم العابد من معية الله، من هنا نفهم معنى الاستثناء الإلهي من قول إبليس اللعين: "قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ، قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ، إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ، وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ" (10) .
    وخلاصة القول فالعبادة بمفهومها العام والشامل هي استخلاف الله في الأرض وإعمارها واستخراج مابها من خيرات ونعم، ومن ثم تسخيرها لخدمة الإنسان وسعادته.. يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" (11). فعمارة الأرض كما يسميها إبن خلدون في مقدمته- هي إقامة الحضارة، وهي من مهمات الإنسان الأساسية الكبرى...لكن مع الأسف الشديد الجماعات السلفية المعاصرة اليوم، أومن يسمون أنفسهم بأنصار الشريعة الإسلامية، أصبحوا في الحقيقة -بقصد أو بدون قصد- معاول هدم لهذه الحضارة الإسلامية والإنسانية عموما..!!.
    الفهم المنقوص لشعائر الإسلام
    يقف المسلمون اليوم في حيرة من أمرهم لايعرفون ماذا حصل بهم حتى غادوا في مؤخرة الركب الحضاري؛ بل هم في تراجع مستمر نحو الهلاك والدمار والشتات والطائفية البغيضة ..!! تباعدت أمصارهم بعضها عن بعض بحدود وهمية صنعها الاستعمار بذكاء وخبث مع سبق الاصرار والترصد ..!! مزقتهم مراكب القومية والبعثية والاشتراكية والماركسية اللينينية، تبعتهم الجماعات السلفية في النسل والانقسامات والاختلافات والتقاتل..تولد من رحمها حركات متنطعة ارهابية خطيرة (داعش وأخواتها) لاترى إلابمنظور الحلال والحرام والأبيض والأسود والإيمان والكفر ودار الحرب ودار الإسلام.!! دعم هذا التوجه بالمال الحلال والحرام وبتجارة المخدرات عبر البر والبحر وبدولارات الذهب الأسود والأحمر، تارة تحت جنح الليل المظلم، وتارة أخرى في كبد النهار..!! مع العلم أننا كنا قد استبشرنا خيرا في بداية وجودها؛ لكن مع الأسف الشديد خاب ظننا فيها نظرا لسطحية أفكارها، وعقم أبنائها في فهم الإسلام ومقاصده، فبنظرة بسيطة لصحوة وتدين هؤلاء تجد الطامة الكبرى والمصيبة العظمى في تصرفاتهم وسلوكياتهم وأفكارهم وأفعالهم البعيدة كل البعد عن الهدي النبوي ومقاصد ديننا الإسلامي، وغالبا مايشحن هؤلاء الشباب من قادتهم وشيوخهم وكبرائهم بأفكار مثالية "طوباوية" وأحلام وردية وخرافية، بعيدة كل البعد عن فقه الواقع وتطورات الزمان والمكان، فنوعية هذا الفقه المثالي العاطفي الذي أصبح يسيطر على عقول المسلمين عامة وشباب الجماعات السلفية خاصة، أسقطهم كالخرفان أمام المدرسة العلمانية الغربية المعرفية والعلمية، واستراتيجياتها المحكمة المتقنة في تسيير العالم وقيادته والتحكم في مصالحه العليا عن بعد؛ والمشكل كما أقول دائما في بعض كتاباتي، يكمن في عدم فقه هؤلاء لكتاب الله المسطور(القرآن) وكتاب الله المنظور "الكون" ؛ وكتاب الله الحركي (شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته وهديه) وإلى أيام الناس هذا نجد من هؤلاء القوم من يذهب بعيدا بتحريفاته لمعاني القرآن الكريم، وأحاديث رسولنا العدنان ويقرر أن أب الرسول صلى الله عليه وسلم وأمه في النار، وهناك من يعلن وعلى منبر الجمعة وشاشات الفضائيات بأن طرب المرأة من أوجب الواجبات وضربها نقترب به إلى الله تعالى كالصلاة ..!!.
    كما أن الكثير من هذا التوجه السلفي يعتبر الأمة الإسلامية، هي أمة أمية بنص القرآن "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم.."(12) لاينبغي لها أن تضيع وقتها في طلب العلم والمعرفة، وبلاد الإسلام ترزخ تحت مخالب الاستعمار حسب رأيهم..!.فهؤلاء القوم يجهلون أن أول ماخلق الله "القلم" وأول كلمة أنزلها على قلب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم "إقرأ" وهذه دلائل قاطعة، وإشارات واضحة على ما للعلم من قيمة في منظومتنا الإسلامية وجذورنا التاريخية والحضارية، وفي هذا السياق تنسب مقولة للإمام الشافعي رحمه الله حيث قال: "من أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أرادهما معا فعليه بالعلم ". فتقدمنا وتنمية أوطاننا وعزتنا وتغلبنا على من عادانا تكمن في العلم والتعلم، لافي الشعارات والتظاهرات والاعتصامات والأحلام والخرافات، أو في قطع الرؤوس والأعناق، فالمعجزات انقطعت بموت الأنبياء، وأن السماء لاتمطر ذهبا ولافضة..!! وأول خطوة على درب الإصلاح والتصحيح نحو التقدم والرقي تنطلق من مفهومنا الصحيح لشعائر الإسلام، كما تنطلق كذلك من هذا الإنسان نفسه، مصداقا لقوله تعالى: "إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"(13). لهذا المسؤولية كبيرة اليوم أمام علماء المسلمين والمشايخ والدعاة وأصحاب الفكر والثقافة والرأي والصحافة والإعلام والجامعات والمدارس ووزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية بالبلاد العربية والإسلامية في ترشيد وتوجيه هؤلاء إلى طريق الخير والصلاح والفلاح، وإن تقاعسنا عن دورنا التوعوي والتثقيفي والتنويري فستكون النتائج كارثية وسلبية جدا على واقعنا ومستقبلنا وأوطاننا، وحتى أرواحنا التي أصبحت مهددة ومستباحة من بعض هؤلاء- الذين ينتشرون هذه الأيام في أوطان المسلمين كالنار في الهشيم- نظرا لأميتهم الفقهية بالعلم الشرعي الإسلامي بمعناه العام، وهذا ماجعل مفهوم العبادة عندهم يضيق وينحصر بين الرشاش وجدران المساجد، على حساب جدران المحلات التجارية والمعامل والشركات الاقتصادية والحياة العامة ..!! مما دفعهم إلى طلب الشهادة في سبيل الموت، وعدم اندفاعهم إلى الجهاد والشهادة في سبيل الحياة؛ علما أن الحياة عند الله أغلى من الموت ؛ لأن فيها تتحقق مدى استجابة المسلم لأوامر الله ونهيه، المتجلية في الحياة والموت "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"(14). وشهادة لا إله إلا الله في عالم الشهادة مرة واحدة، أفضل من مائة ألف سنة تحت الثرى في عالم الأموات..!! فالمسلمون اليوم وخاصة شيوخ ودعاة هذه الجماعات والحركات السلفية المعاصرة أطنبوا في التحدث عن ثقافة الموت وعذاب القبر، والحساب والميزان، والنار وعذاب جهنم والجهاد في سبيل الله..!! وعليه فلاغرابة وأنت تتجول على أبواب مساجد المسلمين في الدول العربية والإسلامية تحييك في ساحاتها الآلاف المؤلفة من الأشرطة المجهولة النسب والمصدر، تصب جلها في عالم الشعوذة والدجل ولحظات سكرات الموت..!!والحث على الجهاد في أوطان المسلمين على اعتبارأن حكام المسلمين كفرة وفجرة يجب إسقاطهم بغية إقامة الدولة الإسلامية التي تطبق فيها الحدود حسب زعمهم..!! والنتيجة هي تحريف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاسترزاق بدين الله تعالى "ولاتشتروا بآياتي ثمنا قليلا"(15) . صحيح أن النار حق وأن الجنة حق، وأن الموت حق وأن الجهاد ماض إلى يوم القيامة ؛ لكن في المقابل نحن خلقنا الله تعالى لنحيا ونعيش ونشيد ونبني ونعمر الكون بالمشاريع النافعة، وأن نكتشف ونفقه مكنونات خلقه، على أرضه وفي سمائه وبحارة، وفي شتى مجالات الحياة البشرية، من معرفة في الطب والفلاحة والهندسة والزراعة والفزياء والكمياء..يستفيد من هذه العلوم والمعارف الأجيال القادمة ؛ بغية تقدم الأمة الإسلامية في سلم الرقي والازدهار والأمان والتقدم والحضارة.
    هذا من صميم العبادة في الإسلام؛ لكن ياليت قومي يعلمون!!. تحضرني في هذا الصدد فقرة رائعة للداعية محمد الغزالي رحمه الله في كتابه القيم (16) إذ يقول: "ومن المستحيل إقامة مجتمع ناجح الرسالة إذا كان أصحابه جهالا بالدنيا، عجزة في الحياة، والصالحات المطلوبة تصنعها فأس الفلاح، وإبرة الخياط، وقلم الكاتب، ومشرط الطبيب، وقارورة الصيدلي، ويصنعها الغواص في بحره، والطيارفي جوه، والباحث في معمله..ماتقول في فتيان يريدون إشعال معارك ضارية من أجل قضايا جزئية خلافية تتعلق باللباس ونحو ذلك، وقد تأتي في نهاية سلم الأولويات، إن دين الله لايقيمه ولايقدرعلى حمله ولاعلى حمايته الفاشلون في مجالات الحضارة الإنسانية الذكية، الثرثارون في عالم الغيب، الغرس في عالم الشهادة".
    فعدم إدراك هؤلاء لمعاني الإسلام وبؤسهم الفقهي للقوانين الشرعية والكونية والمنهج الإسلامي القويم هو الذي ساهم ومازال يساهم في إيصال بلاد الإسلام والمسلمين إلى ما هي عليه من التخبطات والهموم والمشاكل في مقدمتهم مشكلة التنطع والإرهاب والتطرف والعنف الأعمى والتعصب للطائفة والمذهب، وإلى ذلك يذهب الأمير "شكيب أرسلان" في إحدى مقالاته: "فقد أضاع الاسلام جاحد وجامد؛ أما الجاحد فهو الذي يأبى إلا أن يفرنج المسلمين وسائر الشرقيين، ويخرجهم عن جميع مقوماتهم ومشخصاتهم، ويحملهم على إنكار ماضيهم..أما الفئة الجامدة التي لا تريد ان تغير شيئاً، ولا ترضى بإدخال أقل تعديل على أصول تعليم الإسلام ظناً منهم بأن الاقتداء بالكفار كفر، وأن نظام التعليم الحديث من وضع الكفار.."!!.
                  

العنوان الكاتب Date
أعطاب الجماعات السلفية المعاصرة mwahib idriss10-07-14, 03:12 PM
  Re: أعطاب الجماعات السلفية المعاصرة mwahib idriss10-07-14, 03:15 PM
    Re: أعطاب الجماعات السلفية المعاصرة mwahib idriss10-07-14, 03:17 PM
      Re: أعطاب الجماعات السلفية المعاصرة قصي محمد عبدالله10-07-14, 03:34 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de