عندما نرجع العرب الي خيامهم الصحراوية القديمة، يمكن وضع خارطة العالم العربي الجديد "اجندة غربية"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-08-2014, 01:54 PM

عبدالله الأسد
<aعبدالله الأسد
تاريخ التسجيل: 06-30-2014
مجموع المشاركات: 90

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عندما نرجع العرب الي خيامهم الصحراوية القديمة، يمكن وضع خارطة العالم العربي الجديد "اجندة غربية"

    عندما نرجع العرب الي خيامهم الصحراوية القديمة، يمكن وضع خارطة العالم العربي الجديد
    "اجندة غربية"

    بدون شك ان خارطة العالم تتغير بعد كل حرب عالمية.

    ظهرت إحدى الخرائط، التي تحمل علامات بقلم رصاص ترجع إلى العقد الثاني من القرن العشرين خطة بريطانية فرنسية عمرها 100 عام، أسهمت في تشكيل الشرق الأوسط الجديد.

    الخطوط المستقيمة على الخريطة ينتج عنها حدود غير معقدة، فقد يكون ذلك هو السبب وراء الخطوط التي اتفق عليها كل من مارك سايكس، ممثلا عن الحكومة البريطانية، وفرانسوا جورج بيكو، ممثلا عن الحكومة الفرنسية، في اتفاقهما المبرم عام 1916، الشهير في العالم العربي باسم اتفاق سايكس- بيكو.

    وكان سايكس وبيكو داهيتين، تربيا على الحياة الأرستقراطية وعاشا فترة إدارة المستعمرات، وكانا من أشد المؤمنين بأن شعوب المنطقة ستكون أحسن حالا تحت حكم الإمبراطوريات الأوروبية، وكانا كذلك على معرفة وثيقة بأحوال الشرق الأوسط.

    وقسمت الخريطة التي رسمها الرجلان منطقة نفوذ الحكم العثماني منذ بدايات القرن السادس عشر إلى دول جديدة، ثم وضعت تلك الكيانات السياسية تحت نطاقين من النفوذ: أحدهما تحت سيطرة النفوذ البريطاني متمثلا في العراق وشرق الأردن وفلسطين، والآخر تحت سيطرة النفوذ الفرنسي متمثلا في سوريا ولبنان.

    خلال الحرب وقفت البلدان العربية بجانب الحلفاء في مواجهة الدول الدكتاتورية، كانت تونس والجزائر وموريتانيا تحت الاستعمار الفرنسي فيما اعتبرت فرنسا الجزائر أرضا فرنسية وقد فرضت فرنسا على الدول العربية التي كانت تسيطر عليها السياسة الفرنسية وجندت شباب العرب في جيشها وظلت فرنسا إلى ما بعد سقوطها بيد الألمان تسيطر على مستعمراتها.

    أما مصر فقد كانت حرة مستقلة بموجب معاهدة 1936، ولكنها تعرضت لضغوط بريطانية امتدت لتشمل ليبيا بعد طرد الإيطاليين والألمان منها بعد هزيمتهم في معركة العلمين. كانت المملكة العربية السعودية واليمن مستقلتين وظلتا على الحياد فيما كانت بريطانيا تسيطر على جنوب الجزيرة العربية وعلى معظم مناطق الخليج العربي لكن لم تصل الحرب إلى الخليج العربي لكنه أصبح طريق مرور للمساعدات الأمريكية والبريطانية إلى الاتحاد السوفييتي عبر إيران و الكويت.

    وقعت بريطانيا مع العراق معاهدة 1930 التي تمنحهم حق إقامة قواعد عسكرية فيه وخلال الحرب قام رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني بثورة أبريل 1941 ضد بريطانيا بالتعاون مع الألمان لكن البريطانيين قضوا على ثورته واحتفظوا بوجودهم في البلاد.

    بعد سقوط فرنسا خضع لبنان وسوريا لسيطرة حكومة فيشي الموالية لألمانيا ولكن في مطلع صيف 1941 استولى الحلفاء على البلدين وانتقل الحكم فيهما إلى حركة فرنسا الحرة التي يتزعمها الجنرال ديغول. أعلنت حركة فرنسا الحرة استقلال سوريا في سبتمبر 1941 ثم استقلال لبنان في 26 نوفمبر 1941 لكن هذا الاستقلال ظل اسميا واستمر الحكم الفعلي بيد الفرنسيين وطالب الشعبان باستقلال صحيح فتحقق لهما الاستقلال سنة 1943 واستكمل اللبنانيون والسوريون استقلالهم باستلام المصالح التي يديرها الفرنسيون وتحقيق جلاء الجيوش الفرنسية عن أراضيهم سنة 1946.

    وبرغم الظروف العسكرية الضاغطة انتهز العرب فرصة هزيمة الحلفاء في بداية الحرب ليجهروا بمطالبهم الاستقلالية فلجأ الحلفاء في أكثر من منطقة إلى إغداق الوعود إليهم من أجل امتصاص النقمة الداخلية التي لاقت دعما كبيرا من الألمان الذين دخلوا بدورهم بعض المناطق العربية وأحدثوا فيها تغييرات سياسية وعسكرية لمصلحتهم وخصوصا في العراق وشمال أفريقيا.

    ومع ظهور انتصار الحلفاء في المرحلة الثانية من الحرب راحت وعودهم للعرب بالاستقلال تتلاشى وازدادت ممارستهم القمعية وتشددوا في حكمهم للمناطق العربية المستعمرة مما كان له أبعد الأثر في ردود فعل العرب المناهضة لهم.

    بعد الحرب العالمية الثانية تغيرات سياسية كبرى تمثلت في أفول النجم الأوروبي وبروز الجبارين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي الذين سيطرا على المقدرات السياسية للعالم وقامت هيئة دولية جديدة على أسس واضحة ترعى السلام وحقوق الإنسان وتدعم تحرر البلدان الخاضعة للاستعمار.

    تلك هي منظمة الأمم المتحدة التي أصبحت منبرا لكل النزاعات الدولية وقد ساعد ذلك الدول المستعمرة ومنها الدول العربية في كفاحها من أجل التحرر والاستقلال فلجأ العرب إلى كافة السبل الدبلوماسية والعسكرية لنيل استقلالها والتحرر من السيطرة الخارجية وانتهى ذلك باستقلال بعض الدول العربية كمصر التي راحت تدعم شقيقاتها التي كانت ما تزال تقاوم الاستعمار.

    بدأت تظهر ملامح تضامن عربي فعال عبر التفكير بقيام هيئة عربية توحد الموقف العربي. فدعت حكومة الوفد المصرية إلى اتصالات بين الدول العربية المستقلة في ذلك الوقت وانعقد مؤتمر في الإسكندرية سنة 1944 ضم مصر وسوريا ولبنان والعراق والسعودية واليمن وشرق الأردن وتم على إثره وضع بروتوكول الإسكندرية الذي مهد لقيام جامعة الدول العربية سنة 1945 فجعل مقرها في القاهرة وراحت الدول العربية الأخرى تنضم إليها تباعا بعد استقلالها.

    ومن مساوئ الحرب العالمية الثانية على الوطن العربي ظهور قضية جديدة شغلت وما تزال تشغل الحيز الأكبر من اهتمام العرب الذين جندوا لها الكثير من طاقاتهم هي القضية الفلسطينية فقد كانت بريطانيا قد شجعت على دخول اليهود إلى فلسطين خلال فترة الانتداب بهدف تطبيق وعد بلفور الذي نص على إعطائهم وطنيا قوميا في فلسطين فأدى ذلك إلى صراع بين العرب واليهود. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية رفعت بريطانيا النزاع العربي اليهودي في فلسطين إلى هيئة الأمم المتحدة وبدأت مأساة الشعب الفلسطيني عندما أقرت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية في سنة 1947.

    وفي سنة 1948 أعلن الصهاينة قيام دولة إسرائيل فهب العرب إلى منع ذلك ودخلت جيوشهم إلى المناطق التي احتلها اليهود لكن مجلس الأمن التابع لالأمم المتحدة أعلن الهدنة بين الطرفين المتقاتلين فسمح ذلك للصهاينة بفرض الأمر الواقع وتكريس الكيان الصهيوني جسما غريبا في قلب الوطن العربي يعمل على تهجير الشعب الفلسطيني وتهديد أمن العرب.

    أكد مستشار الأمن القومى الأمريكى الأسبق، زبيجنيو بريجنسكى، فى كتابه «رقعة الشطرنج الكبرى: التفوق الأمريكى وضروراته الجيواستراتيجية أن «الشرق الأوسط الجديد»، أداة للسيطرة على منطقة القوقاز (جورجيا وجمهورية أذربيجان، وأرمينيا) وآسيا الوسطى (كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأفغانستان) وإلى حد ما إيران وتركيا. ولذلك فإن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على النحو الذى يتم الآن هو ضرورة لخدمة المشروع الأمريكى فى السيطرة على العالم وتطويق منافسيها الأكبر وهما الصين وروسيا. وهذان لا يمكن احتواؤهما إلا بالسيطرة العسكرية على منطقة الشرق الأوسط والسيطرة لن تتحقق إلا بسحق ما كان يسمى بدول الممانعة التى تصادف أنها تمثل الهلال الشيعى (إيران وسوريا وحزب الله اللبنانى).

    ويشرح المفكر المصرى البارز الدكتور سمير أمين المشروع الأمريكى على النحو التالى «مشروع الولايات المتحدة، هو أن تقيم سيطرة عسكرية فوق كامل الكوكب. ولتحقيق هذا الهدف لا بد من السيطرة الكاملة على منطقة الشرق الأوسط التى تلعب حجر الزاوية فى هذا المشروع لأربعة أسباب؛ أولها وفرة النفط، وثانيها وقوع المنطقة على تقاطع الطرق فى العالم القديم، ما يتيح لأمريكا تهديد الصين -منافسها الأبرز مستقبلاً. وثالثها ضعف بلدان المنطقة مما يُسهل السيطرة عليها. ورابعها وجود إسرائيل، الحليف الأبدى لواشنطن، فى المنطقة. وفى إطار هذا المشروع نستطيع أن نفهم أحداثاً كثيرة منها ضرب العراق وأفغانستان فى 2001 والتربص بإيران. فالعدوان على هذه الدول يأتى فى إطار استراتيجية أمريكا الراغبة فى السيطرة الكاملة على المنطقة لاحتواء الصين بالدرجة الأولى والهند وروسيا بالدرجة الثانية. والصين مدركة لهذا، وتعلم -مثلاً- أن الوجود الكثيف فى أفغانستان ومحاولة تفتيت سوريا الآن يستهدفها مستقبلاً، ولذلك عارضت التدخل العسكرى فى سوريا تماماً مثل روسيا».

    وجماعة الإخوان وحلفاؤها من جماعات الإسلام السياسى جزء من المشروع الأمريكى، فقد عولت واشنطن على صعود الإخوان فى مصر ليُكونوا مع قطر وتركيا محوراً سنياً فى مواجهة دول الهلال الشيعية. وفى هذا السياق نستطيع أن نفهم قرار الرئيس السابق محمد مرسى الصادم بقطع العلاقات مع سوريا وفتح باب الجهاد هناك فى يونيو الماضى. لكن سقوط نظام الإخوان مثّل مفاجأة غير سارة لواشنطن التى ما زالت تسعى لمخططها الذى رسمه صناع القرار هناك منذ سنوات بعيدة.. ويوضح السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق «أن تمكين الإخوان مرتبط بمخطط كبير وضعته وكالة المخابرات الأمريكية CIA أثناء حكم الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الأب، واطلع عليه الرئيس الحالى باراك أوباما فى جلسة سرية فى ديسمبر 2008، قبل أن يدخل البيت الأبيض. ويهدف هذا المخطط لتغيير عدد من الأنظمة فى منطقة الشرق الأوسط تحت إشراف المخابرات الأمريكية، لتطمئن واشنطن أن السلطة ستنتقل من جيل رؤساء مثل حسنى مبارك، وبشار الأسد، إلى جيل آخر تأمن فيه الولايات المتحدة على مصالحها فى المنطقة. وأشار إلى أن جوهر هذا التغيير الذى بدأ مع ثورات الربيع العربى يتمثل فى تهيئة المنطقة لقيام دولة إسرائيل الكبرى، وشرعنة استيلائها على الأراضى العربية بتمكين قيادات تقبل بهذا العرض الذى لم يكن من الممكن أن يقبل به الجيل الذى أطيح به مثل مبارك. وتابع: «الإخوان قبلوا بهذا المخطط فى إطار صفقة فحواها تمكينهم من بناء مشروعهم الإسلامى فى هذين البلدين المحوريين (مصر وسوريا) فى مقابل دولة يهودية على أساس دينى أيضاً».

    ومع تعافى الدب الروسى وتقاربه المقلق من العملاق الصينى، سارعت واشنطن فى تنفيذ مخططاتها التى تقضى بتفتيت منطقة الشرق الأوسط لإحكام سيطرتها عليها، وهو ما يتضح الآن فى محاولة تقسيم اليمن والإجهاز على سوريا ولبنان وقبلهما العراق. هدف تحويل كل دول المنطقة إلى كانتونات صغيرة يتحقق بالفعل، وتسللت للخريطة السياسية العربية أسماء دويلات جديدة فرضت نفسها على الواقع السياسى المستقر منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، مثل دويلة حماس فى غزة، ودويلة فتح فى الضفة الغربية، ودويلة حزب الله الشيعى فى جنوب لبنان.
    ووفقاً لرئيس تحرير «ذا ويكلى ستنادرد»، لى سميث، فإن خطأ الدول الأوروبية (بريطانيا وفرنسا) هى أنها لم تقسم الشرق الأوسط بما فيه الكفاية، أى أن الحدود التى رسمتها فى اتفاقية «سايكس بيكو» عام 1916 بعد نهاية الحرب العالمية لم تأخذ فى اعتبارها الخلافات الطائفية والقبلية والعرقية فى المنطقة، وبالتالى قد نشهد ظهور دويلات وكانتونات مستقلة أو شبه مستقلة أصغر، خصوصاً فى سوريا والعراق. ومهمة الحرب المقبلة أن تنجز ما بدأته «سايكس بيكو» وتصلح مساوئها. ويرى «سميث» أن العالم العربى الآن بعد ثورات الربيع العربى، يعود إلى ما كان عليه تحت حكم العثمانيين.

    خبيرة الشئون الروسية الدكتورة نورهان الشيخ، ترى أن الحرب الأهلية الدائرة الآن بين الروس والأوكران تحولت إلى حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا، وارتكبت فيها فظائع تصل إلى حد التطهير العرقى من جانب السلطات الأوكرانية وحلفائها من الجماعات القومية المتطرفة ضد المواطنين الروس. وتضيف أن بوتين يتعرض لضغوط هائلة من جانب المواطنين الروس فى شرق أوكرانيا الذين يطالبونه بالتدخل لحمايتهم، ومن جانب كل الأحزاب داخل البرلمان الروسى الذين يدفعون أيضاً باتجاه التدخل، خصوصاً أن البرلمان منحه فى وقت سابق تفويضاً بالتدخل العسكرى إذا لزم الأمر، لكنه يمارس أقصى درجات ضبط النفس فى مواجهة موقف أمريكى يتصف بعدم المسئولية. وترى «الشيخ» أن الولايات المتحدة كعادتها تسىء تقدير المواقف وتشعل صراعات لا تستطيع التحكم فى مسارها. ورغم قناعتها بأن الخيار العسكرى انتحار لروسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة لكنه ليس مستبعداً تماماً مع التصعيد المستمر من جانب واشنطن؛ لأن أكبر النار من مستصغر الشرر،

    الذى قد ينطلق عن عمد أو خطأ كأن تهاجم القوات الأوكرانية بعض وحدات الجيش الروسى ما يدفعها للرد، فتتدخل قوات الناتو، فتبدأ حرب، وتضيف «الشيخ» أن حرباً مباشرة بين روسيا وأمريكا تصبح احتمالاً أكيداً إذا دخلت قوات الناتو لأوكرانيا، لكنها تؤكد أن الخوف الآن أن تتحول أوكرانيا إلى يوغسلافيا جديدة، أى حرب طاحنة تؤدى لتقسيمها. وقد أدرك الأوروبيون ذلك الخطر فبدأوا يظهرون مرونة أكبر، ودعا زير الخارجية الفرنسى، على سبيل المثال، مؤخراً، لتفهم بعض مطالب الروس فى أوكرانيا ورفض الاتحاد الأوروبى توقيع مزيد من العقوبات على روسيا.

    عدد آخر من الخبراء يستبعد اندلاع حرب عالمية الآن، لكنهم يرون ما يجرى فى أوروبا والشرق الأوسط تجدداً للحرب الباردة. وأن العالم عاد من جديد ليتحول إلى رقعة شطرنج يتنافس على تحريك قطعها حلف الأنجلو - أمريكى من جانب، وموسكو وبكين من جانب آخر. وهو ما قد يقود فى نهاية المطاف إلى حرب ساخنة، لكن ليس فى المستقبل المنظور. ووفقاً لأستاذ التاريخ المعاصر، الدكتور عاصم الدسوقى، فإن الحديث الآن عن حرب عالمية ثالثة مبالغ فيه؛ لأن الحرب المقبلة ستكون أطرافها قوى نووية، وقيام حرب يعنى نهاية العالم، لكنه يقر بأن ما يحدث تجدد للحرب الباردة التى بدأت فى عام 1947، وأن ما يجرى فى أوكرانيا هو محاولة أمريكية للقضاء على صحوة روسيا ومحاصرة الصين. وأن الحرب ستبدأ حقيقة عندما تفكر أمريكا فى ضرب إيران؛ لأن هذا يعنى أن واشنطن باتت على حدود الصين وورسيا فعلياً. وأمريكا ترغب فى ذلك، لكن ما يؤجل هذه الضربة ليس فقط خوفها من رد فعل موسكو وبكين، ولكن إدراك واشنطن أن إيران قوة نووية بالفعل منذ عام 1959، وهو العام الذى قامت فيه واشنطن بنقل محطتها النووية من بغداد بعد انسحابها من حلف بغداد، الذى تأسس فى فبراير 1954، لمحاصرة روسيا.. وظلت هذه المحطة تعمل طوال حكم الشاه وحتى عام 1979، وعندما قامت الثورة لم تستطع واشنطن استردادها وكانت هذه المحطة هى نواة المشروع النووى الحالى.

    ويتابع المؤرخ البارز: «ما يجرى بالمنطقة وفى شرق أوروبا هو تطبيق لما يعرف بالنظام العالمى الجديد الذى أطلقه الرئيس جورج بوش، وأحد أهم ملامحه السيطرة على العالم بتفتيت الدول القومية إلى كيانات صغيرة على أسس دينية وطائفية وعرقية، كما حدث فى إندونيسيا عندما سلخوا منها تيمور الشرقية بدعوى حماية الأقباط هناك، واستناداً إلى الخطاب الطائفى للرئيس الإسلامى الأسبق «عبدالرحمن واحد»، ومحاولة تقسيم نيجيريا إلى 3 دول وذلك بدعم جماعة «بوكو حرام» المتطرفة، ونجح هذا المخطط فى تقسيم السودان بعد تشجيع نظام البشير الإخوانى حتى يخلقوا مناخاً طائفياً يعطيهم الذريعة بفصل الشمال عن الجنوب وهو ما حدث. ووفقاً لـ«الدسوقى» فإن أحد أسباب حماس واشنطن لدعم الرئيس المعزول محمد مرسى كان قناعتها أنه سوف يعزز المناخ الطائفى ما يمهد الطريق لتفتيت وحدة مصر أيضاً.

    ويتفق أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية الأسبق، مع «الدسوقى»، ويقول إن موسكو ستتصدى بقوة لمحاولات الغرب ضم أوكرانيا للناتو، لكنه يستبعد أن يصل الأمر لحرب عالمية لأن «احتمالات الحرب بين الدول النووية انتهت فى اليوم الذى شهد ضرب الأمريكان لمدينتى هيروشيما ونجازاكى اليابانيتين.. الحرب ستتم بالوكالة عن الدول النووية».

    ما يقوله «أبوالغيط» وكثير من المسئولين والدبلوماسيين الذين يستبعدون اندلاع حرب عالمية ثالثة، هو بالضبط ما كان يعتقده قادة العالم قبيل الحرب العالمية الأولى.

    فى 21 ديسمبر الماضى، جاءت افتتاحية مجلة الإيكونومست البريطانية الرصينة لتحذر من الثقة المفرطة فى عدم إمكانية اندلاع حرب كونية..وتؤكد أن هذا الشعور ساد العالم فى بداية عام 1914 الذى بلغت فيه العولمة مداها باختراع التليفون والسفن البخارية والقطارات.. واستسلم فيه السياسيون لأفكار كـ«نورمان أنجيل»، الذى كان يؤكد أن اقتصادات أوروبا متداخلة ومتكاملة بشكل يحول دون اندلاع أى حرب. لكن الحرب اندلعت وراح ضحيتها 9 ملايين وأضعاف هذا الرقم إذا أخذت فى الاعتبار المآسى الأخرى التى ترتبت على هذه الحرب، مثل إنشاء روسيا السوفيتية، وإعادة رسم حدود الشرق الأوسط، وصعود هتلر. ووفقاً لـ«الإيكونومست» فإن صناع القرار فى لندن وباريس وغيرهما من عواصم العالم لم يتوقعوا أبداً أن تؤدى تصرفات ألمانيا إلى حرب لأنها كانت أكبر الشركاء التجاريين للندن بعد أمريكا،

    وبالتالى ليس هناك أى منطق وراء الصراع الاقتصادى، وترى «الإيكونومست» أن أوجه التشابه بين 1914 و2014 مثيرة للقلق. فالولايات المتحدة تشبه بريطانيا عام 1914، كقوة عظمى متداعية وعاجزة عن حفظ الأمن العالمى، وشريكها التجارى الرئيسى، الصين، تلعب دور ألمانيا، فهى قوة اقتصادية جديدة وهائلة تركز على دعم قدراتها العسكرية وتتسم بكثير من مشاعر الغضب القومى. واليابان الحديثة هى فرنسا منذ 100 عام، خائرة القوة. لكن التشابه الأكثر إثارة للقلق بين العامين هو الغفلة. فرجال الأعمال اليوم مثل رجال الأعمال فى 2014: كانوا وما زالوا منكبين على جمع الأرباح بأى وسيلة ذاهلين عن أجراس الإنذار، والساسة يلهبون الآن، كما كانوا يفعلون قبل 100 عام، مشاعر التعصب القومى.

    قادة الصين يثيرون فوبيا الخوف من اليابان، ورئيس وزراء اليابان «شينزو آبى»، ينفخ فى النزعة القومية اليابانية الكارهة للصينيين. وفى الهند صعد مؤخراً نجم «نارندرا مودى»، وهو قومى هندوسى متعصب، قد تؤدى سياساته لنشوب نزاع نووى مع باكستان. وفلاديمير بوتين ينفخ من روحه فى أحلام الروس بعودة إمبراطوريتهم، والاتحاد الأوروبى يشهد تصاعداً لتوجهات قومية أكثر من أى وقت مضى منذ تأسيسه. وتتهم المجلة أوباما بالجهل بالتاريخ والإهمال، لأنه تقاعس عن محاولة إدماج القوى الناشئة مثل الهند وإندونيسيا والبرازيل والصين فى النظام العالمى، ما قد يغرى هذه القوى الإقليمية بتجريب قوتها ضد أحد جيرانها.

    بين هذا وذاك تحول العرب الي سكان مخيمات بدون مجهود غربي مكلف. ترك الغرب الة الدمار بيد العرب انفسهم. صنعوا من داخلهم القاعدة وصنعوا داعيش وصنعوا الاخوان ليديروا حروبا بالوكالة عربية عربية لترحيل العرب للخيام فكانت مخيمات، الفلسطينيين، الصوماليين، العراقيين، السوريين، الليبيين، اليمنيين، الصحراء الغربية، جزء من الجزائريين، السودانيين، وهكذا تتوالى الدول باستثناء مصر التي تستهدف وبقوة من الغرب. ولو لا مناعة الجيش المصري الذي يكون بنفسه حكومة موازية أقوى بكثير من الحكومة المركزية في مصر منذ أيام عبد الناصر، لطال مصر ما طال غيرها وكانت على وشك اثناء حكم محمد مرسي لاخواني.

    اذا نجحت جهود الغرب لركوع مصر، سيتم وضع الخريطة الجديدة للشرق الأوسط. في هذه المرة سيتم التقسيم ورسم الحدود للدول العربية الجديدة بواسطة "جوجل" وليست بقلم الصاص كما فعل " سايكس- بيكو." قبل 100 عام.



                  

09-08-2014, 01:59 PM

Asim Fageary
<aAsim Fageary
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7810

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما نرجع العرب الي خيامهم الصحراوية القديمة، يمكن وضع خارطة العالم العربي الجديد andquot;اجندة (Re: عبدالله الأسد)


    أستاذ / عبد الله الأسد .. سلام مربع

    مقال مفيد جداً

    سأعود بعد قراءة ما بين السطور

    مع تحياتي


                  

09-08-2014, 03:00 PM

Hassan Makkawi
<aHassan Makkawi
تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 6157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما نرجع العرب الي خيامهم الصحراوية القديمة، يمكن وضع خارطة العالم العربي الجديد andquot;اجند (Re: Asim Fageary)

    بالفعل مقال مفيد
    مشكور اخونا عبد الله الأسد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de