" سمراويت " و " ذاكرة الجسد " وقائع سطو أدبي - أبوبكر كهال

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 10:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-17-2014, 06:49 PM

Osman Hjaj

تاريخ التسجيل: 03-09-2013
مجموع المشاركات: 14

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
" سمراويت " و " ذاكرة الجسد " وقائع سطو أدبي - أبوبكر كهال

    http://www.alrai.com/article_m/662570.htmlhttp://www.alrai.com/arhttp://www.alrai.com/article_m/662570.htmlhttp://www.alrai.com/ar
    ticle_m/662570.html

    منقول*

    (عدل بواسطة Osman Hjaj on 08-17-2014, 06:52 PM)

                  

08-17-2014, 06:53 PM

Osman Hjaj

تاريخ التسجيل: 03-09-2013
مجموع المشاركات: 14

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: andquot; سمراويت andquot; و andquot; ذاكرة الجسد andquot; وقائع سطو أدبي - أبوبكر كهال (Re: Osman Hjaj)

    أبو بكر كهّال *لم يَعُد لصوصُ النصّ الأدبي، يحفلون بحقوق الآخرين الفكريّة والأدبيّة، ولم يعودوا يكترثون لنواميس النّزاهة. وفي لجّة هذه الطامّة الأخلاقيّة والمفاهيميّة، تَبرز لدى هؤلاء مهارات غير عادية في ابتداع أساليب لإخفاء «المسروقات»، والتغطية عليها بعبارات تمويهية لضمان «تمرير البضاعة». والمفارقة أن ينْكَبّ السّارق على مصدرٍ بعينه لا يحيد عنه، فيغرف منه حَدَّ التّخمة «المُخجلة» ولسانُ حاله: «هل من مزيد؟!»، وهو ما ينطبق على «الواقعة» التي يتناولها هذا الموضوع
    . إذ دَشّن (الرّوائي) الإرتيري حجي جابر، مسيرته «الأدبيّة» بخطوة «غير أدبيّة» حين سطا على رواية «ذاكرة الجسد»(1) للرّوائية الجزائريّة المعروفة أحلام مستغانمي، وهو ما يتجلّى في روايته الأولى «سمراويت»(2)، الفائزة بجائزة الشارقة للرواية (المركز الأول) في دورتها السادسة عشرة (2012) التي تُمنَح للإصدار الأول لمن هم دون الأربعين عاماً من كتّاب الرواية.
    يبدأ السّطو حين يختار حجي جابر شخصيّات روايته بحيث تتطابق تماماً مع الشّخصيّات الرئيسة في «ذاكرة الجسد». ويمتدّ التّطابق ليشملَ العلاقات البينيّة لشخصيّات «ذاكرة الجسد» وخلفيّاتها الحياتيّة، وتفاعُلها وأدوارها في المجتمع الجزائريّ، ناهيك عن «استماتة» صاحب «سمراويت» في نحت أبطال روايته بالضّبط على نسق ما نَحتَتْ مستغانمي أبطال روايتها الفذّة. فـ»خالد بن طوبال»، المناضل الجزائريّ الذي يفقد ذراعه اليُسرى خلال حرب التّحرير الجزائريّة، يصنعُ له حجّي شخصيةً إرتيريّة مقابِلَة له بالمقاس نفسه، ويُلْبِسها جميع صفات «بن طوبال» وحالاته.فـ»سعيد»، الذي يمثّل شخصية رئيسة في «سمراويت»، كان مقاتلاً أيضاً خلال حرب التحرير الإرتيرية ويفقد ذراعه فيها؛ تماماً مثل «بن طوبال»! والفارق الوحيد أنّ «خالد» يفقد ذراعه اليسرى، بينما يفقد «سعيد» ذراعه اليمن.
    يتحدّث «بن طوبال» في «ذاكرة الجسد» عن جزءٍ من تجربته في الحرب وعن ذراعه المقطوعة قائلاً: «اخترقتْ ذراعي اليسرى رصاصتان، وإذا بمجرى حياتي يتغيّر فجأة وأنا أجد نفسي من بين الجرحى الذين يجب أن يُنْقَلوا على وجه السّرعة إلى الحدود التونسيّة للعلاج. ولم يكن العلاج بالنّسبة لي سوى بَتْرِ ذراعي اليسرى لاستحالة استئصال الرّصاصتين» (ص32).وفي «سمراويت» يتحدّث الرّاوي عن «سعيد»: «عرفتُ أنّه فقدَ ذراعه في إحدى معارك التحرير» (ص33). وفي موضعٍ آخر: «صافَحني بِيُسراه بينما كانت يدُ القميص الأخرى مَلهاةً للهواء» (ص43).
    يتأكّد للقارئ عنصرُ التّشابه بين «سعيد» و»بن طوبال» كلّما توغّل أكثر في العمل. مثلاً، لـ»خالد بن طوبال» موقفُه السّياسيّ من الأوضاع التي آلَتْ إليها الجزائر عقب التّحرير؛ فهو ضدّ انحراف النّاس عن الأهداف وتكالُبِهم على المكاسب دون أن يكون ضدّ السّلطة بحمْلِ راية المعارَضة، ويتمثّل الانحرافُ لديه في النماذج التي يصِفُها بقوله: «قيمتُهم في رُتَبِهم وأوسمَتِهم الشَّرَفِيّة، وما ملأوا به جيوبَهم على عجلٍ من حساباتٍ سرّيّة» (ص40). ويتّضح أنّ «بن طوبال» ضدّ انحراف السّلْطة عن المبادئ الثوريّة الحقّة التي آمَنَ وجاهرَ بها في العديد من المواقف، وهو يقول في ذلك: «تَغيّرت الصُّدور، وتَغيّرت الأهداف.. وتَغيّر الوطن» (ص23).
    يلتقطُ حجي جابر الخيطَ بعد أن راقتْ له الفكرة، وينسج منها موقفاً مشابهاً يُلْبِسُه لـ»سعيد»، ويجعل منه متذمّراً ورافضاً للأوضاع وانحراف السّلطة، وهو في الوقت نفسه ضدّ معارَضة السّلطة. فيكتب حجي على لسان «سعيد»: «لا أعرف إذا كان هذا ندَماً، لكنّي تمنّيتُ لو لم ننحرفْ قليلاً عن أهداف ثورتنا» (ص96)، وفي موضع آخَر: «الفرق بين رؤيتي وما تنادي به المعارضة في معظمها، هو أنّي مع الإصلاح من الدّاخل وليس مع إسقاط النظام» (ص99).ويتواصل لَطْشُ الأفكار والمَشاهِد بعد تَقْنيع الكلمات وتَضْحيلها، ففي الحوار الذي يجري بين «بن طوبال» والطّبيب النفسيّ الذي يُجالسه لِيُعينَهُ في التغلُّب على صدمةِ فَقْدِ ذراعه، وكردٍّ على محاولات الطّبيب مساعدته ليفعلَ شيئاً يستطيعه بعد هذه الحادثة، يقول: «إنّني أحِبّ الكتابة، وإنّها الأقربُ إلى نفسي ما دمتُ لم أفعل شيئاً طوال حياتي سوى القراءة التي تؤدّي تلقائيّاً إلى الكتابة» (ص55). وفي موقفٍ مشابه، يسطو حجي على المشهد فيكتب الراوي على لسان «سعيد»: «هل تعلم يا عُمَر أنّني كنتُ مغرَماً بالكتابة والأدب» كنتُ أودّ أن أصبح روائيّاً لولا أنّ المقادير أخذَتْني إلى مرسى آخر» (ص46).
    ولأجْلِ أن يأتي مطلعُ «سمراويت» قويّاً ومُلْفِتاً، فلا أقَلّ من أن «يغتصبَ» حجي ما يُعجبه من مَشاهد في «ذاكرة الجسد». ومن ذلك حديث الراوي عن الانطباع الذي سيتولّد لديه عند أوّل لقاء له بالعاصمة أسمرا، قادماً إليها من الخارج حيث كان يقيم، وكيف ستستقبله؟ وبعد أن يُعرب عن مخاوفه من أن تُعامله أسمرا كـ»مسافر الترانزيت» (ص8)، تزول تلك المخاوف فجأةً عندما يقول: «شعرتُ أن أسمرا تُحْسِن وفادتي» (ص9). فالفكرة هنا، وكلّ الكلام عن المدن والمدينة خَمْشٌ جُلُّه من رواية مستغانمي التي تُصوّر مشاعر «خالد بن طوبال» أثناء عودته من منفاه الاختياري (باريس) إلى قُسَنْطينة: «شعرتُ أن قسنطينة أخذت فجأة ملامحه (الحديث عن شقيقه حسان الذي كان في استقباله)، وأنّها أخيراً جاءت ترحّب بي» (ص269).
    كُلّ ما قام به حجي هنا -ويا للعجب!- أنْ ترَكَ مفردة «شعرتُ» كما هي، واستبدل أسمرا بقسنطينة، ثم استبدل عبارة «تُحْسِن وفادتي» بعبارة «ترحّب بي». بالطبع، لا يمكن الحديث عن وقوع «تناصّ» بين حجي ومستغانمي، فالتناصّ بوصفه اشتراكاً في بعض الأفكار والصياغات، له أسسٌ ومقايس لا تتّفق وهذا السّطو البيّن. الشّخصيّة الثانية في «ذاكرة الجسد» هي «حياة»، الفتاة التي تعيش في باريس. وهي ابنة «سي الطّاهر»، أحد مناضلي الثّورة الجزائريّة. والمفارقة أن حجي يجعل من الفتاة «سمراويت» التي تحمل الرّواية اسمَها، تعيش في باريس هي أيضاً! يكتبُ حجي على لسانها لحظةَ تعرّفها على الرّاوي: «أهلاً تَشَرّفْنَا.. أنا سمراويت، إرتيرية مقيمة في باريس» (ص21). التشابُه هنا يكاد يَبلغ درجةَ التّطابق عندما يجعل حجي من «سمراويت» بنتاً لمناضل إرتيري في مرحلة الكفاح المسلَّح، لِتُناظِرَ من جميع زوايا حياتها بطلةَ «ذاكرة الجسد»، بصنع سيرة لوالدها المناضل مماثلةٍ لجانب من سيرة «سي الطّاهر». حتّى حوار «خالد بن طوبال» الدّاخلي الأنيق والمغموس في الشّعريّة، والذي كان يواكب تطوُّرَ الحدَث الرّوائيّ وصعودَهُ، وتقريب الشّخصيات، وفتح الفضاء الرّوائيّ وتوسعته في «ذاكرة الجسد»، وخاصّة الجزئيّة الحواريّة التي تتعلّق بكتاب (رواية) «حياة»، تَمّ السّطو عليه هو أيضاً.
    مِن الحوار الدّاخلي لـ»بن طوبال»: «يومَها تذكّرتُ حديثاً قديماً لنا عندما سألْتُكِ مرّة: لماذا اخترتِ الرّواية بالذات؟!» (ص17). وفي موضع آخر تقول «حياة» وهي تقدّم لـ»خالد» نسخةً من روايتها: «أتمنّى أن تجدَ شيئاً من المتعة في قراءتها» (ص114). لقد وجدَ حجي أهميّةً ما لهذه الفكرة، فعمدَ إلى تضمينها في روايته دون تردّد، وصنعَ منها سبباً مباشراً للّقاء الأوّل بين «سمراويت» و»عُمَر» (الرّاوي) الذي يبدأ بإطراءٍ على رواية لَمَح عنوانها وهي بيد الفتاة التي تجلس على مقعدٍ مجاورٍ له في المقهى: «عفواً.. هل هذه رواية (رحلة الشتاء) للعظيم ناود؟» (ص20)، ثم يضيف: «أنتِ محظوظة بِكَمّ المتعة التي تنتظرك بين دفّتيها» (ص20). إنّها الفكرة نفسها الواردة في رواية مستغانمي، لكن عوضاً عن «التمنّي بالمتعة» في «ذاكرة الجسد»، حَرَفها صاحبنا –حجي- قليلاً، متجاوزاً التمنّي الذي تَحقّقَ عنده وانتهى، نحو درجةِ تحقُّق «الحظّ»، وهو وإنْ لم يغيّر كلمة «متعة» تاركاً إيّاها كما هي، إلّا أنّه رأى ضرورة استبدال عبارة «بين دفّتيها» بعبارة مستغانمي «في قراءتها»! ولَشَدّ ما أعجبه جوُّ الحديث عن الرّوايات، يندفع بحماسة ويجعل من والد «سمراويت» كاتباً روائيّاً، ومن والدتها شاعرة. تقولُ مقدّمةً نفسَها لـ»عُمَر»: «أبي هو الرّوائيّ الإرتيري أبرهام ولدا ماريام، وأمّي هي الشّاعرة اللبنانيّة كاتيا حدّاد» (ص23). يا سلام يا كاتيا!

    ويتواصَلُ سَيْرُ حجي خلفَ خُطى أحلام، ليجمعَ ما طالته يداه من الذّاكرة. فها هو «خالد بن طوبال» يتحدّث عن ذكرياته حول طريقٍ سَلَكها قبل ثلاثين عاماً (ذهاباً)، ملتحقاً بالثّورة ليساهم في تحرير «الوطن»: «ذات يوم منذ أكثر من ثلاثين سنة، سلكتُ هذه الطريق واخترتُ أن تكون تلك الجبالُ بيتي ومدرستي» (ص24). يستحدث حجي في «سمراويت» بعض التعديلات على هذه الفكرة، فإذا كان «بن طوبال» يتذكّر الماضي بذكر الطّريق التي سلَكها «ذهاباً « وتأريخ تلك المسيرة، فإن حجي يعكس الفكرة حين يتحدّث الراوي عن مقدارٍ من الأعوام (ثلاثون عاماً) مثّلت غيابه عن «الوطن» ويروم ردمَها «رجوعاً»: «ثلاثون عاماً كانت المسافة التي يجب قطعُها رجوعاً لردم بحرٍ من الأوجاع» (ص9). يا للمصادفة! يقول «خالد بن طوبال» مُعَبّراً عن حزنه بعد أن فقدَ عدداً من رجال المقاومة، وتيتُّمِه قبل ذلك بسبب رحيل أمّه: «كنتُ أشعر، لسببٍ غامض، أنّني أصبحتُ يتيماً مرّة أحرى» (ص33)، ثمّ يتوسّع الحديثُ عن الموت: «كان الموتُ يومَها يمشي إلى جوارنا، وينام، ويأخذ كسرتَهُ معنا على عجل» (ص24)، و»كان الموت يمشي ويتنفّس معنا» (ص24).وها هو حجي يصطنع موتاً ويُتْماً في «سمراويت» حين يجعل الرّاوي يَفقد والده: «مَرِضَ أبي فأصبحَ يشعر بالبرد، وحين ماتَ انتقل البرد إلينا» (ص107)، هذا عن فكرة اليُتْم. ولكن ماذا عن البرد الذي يتكلّم الرّاوي عنه في أكثر من موضع كما تفعل أحلام مستغانمي في «ذاكرة الجسد»؟ إنّه بعد القيام بعمليتَي «التمويه» و»التعمية» اللتين اعتادهما يكتب: «حين أكون معكِ، لا أعود أشعر بالبرد» (ص107). هذه أيضاً منحولة من رواية مستغانمي، التي تتحدّث عن البرد كعنصر انكماش يعيق حركة الرّوح، كما في المثال التّالي: «دثّريني يا سيّدة الدفء والبرد معاً.. أجّلي بردَكِ قليلاً» (ص268).
    وتواصل أحلام مستغانمي نحتَها المؤلم والجميل عن سطوة البرد، فتكتب على لسان «خالد»: «قادمٌ إليكِ من سنوات الصقيع والخيبة» (ص268). وبموازاة ذلك، يكتب حجي على لسان الرّاوي بعد استبدال «أعوام» بـ»سنوات»، و»الصّقيع» بـ»البرد «؛ لزوم التعمية: «أعوام طويلة والبرد مقيم دائم على تخوم الرّوح» (ص107). هكذا يَتمّ السّطو على فكرتَيّ اليُتْم والبرد، الأمر الذي مَكّنَ مؤلّف «سمراويت» بعد اللّف والدّوران والتعمية بغيةَ المرور دون لفت الأنظار، من إنجاز أربع صفحات بالتمام والكمال من روايته. اللّهم لا حسد!وبينما يتحدّث «خالد بن طوبال» عن غربته في تونس خلال المدّة التي قضاها هناك لغرض العلاج، وعن أحاسيسه تجاه الوطن: «كنت أعيش في تونس، ابناً لذلك الوطن وغريباً في الوقت نفسه، حرًاً ومقيًداً في الوقت نفسه، سعيداً وتعيساً في الوقت نفسه» (ص53)، فإنّ حجي يأخذ الفكرة وينسج على منوالها، متحدّثاً عن معاناة الرّاوي بعد عجزه عن الاندماج في المجتمع السّعودي الذي يعيش بين ظهرانيه: «في السّعودية لم أعِشْ سعودياً خالصاً، ولا إرتيرياً خالصاً.. كنتُ شيئاً بينهما» (ص11). وهو يستميت في مواصلة حَلْب آخر قطرات الفكرة المنحولة، فتجود عليه بصفحاتٍ أربع، وذلك عبر صياغات إنشائية متعددة للفكرة نفسها!وحين تعرّج أحلام مستغانمي ببطلها لِيُعَبّر عن معتَقَدِه وعن الصّلاة والإيمان تكتب: «لقد عدتُ إلى الصّلاة منذ سنتين، ولولا إيماني لأصبحتُ مجنوناً. كيف يمكن أن تصمدَ أمام كلّ هذا المنكَر وهذا الظّلم دون إيمان؟» (ص289). وقد رأى حجي ضرورةً لاستثمار مشهد الصّلاة والحديث عن الإيمان، فعمدَ إلى لطْشِ الفكرة بلا شفقة، فيكتب على لسان الرّاوي: «شعرتُ أنّ الصّلاة ملأتني طمأنينةً» (ص31). وهكذا، يقابِلُ إيمانَ «بن طوبال» طمأنينةُ «عُمَر» بسبب الصّلاة. والحقُّ أنّ سرقة هذه الفكرة لهذا المشهد جادت على مؤلِّف «سمراويت» بنحو صفحة ونصف الصّفحة، وبما يزيد على ثلاث صفحات في غير الموضع المذكور. حتّى حين تستحضر أحلام مستغانمي ذكرى «ابن باديس» والنّشيد الوطنيّ الجزائريّ، تغري الفكرةُ صاحبَنا، فيمتشقها بطريقةٍ تدعو لـ»الإعجاب».
    تورد مستغانمي على لسان «خالد»: «ما زالت صرختُه التاريخيّةُ تلك (المقصود ابن باديس) بعدَ نصف قرنٍ، النشيدَ غير الرّسميّ الذي نحفظه جميعاً» (ص301). فكرة النّشيد والكلام حوله تروق لحجي، فيكتب على لسان الرّاوي عند سماعه عزفاً للنّشيد الوطني الإرتيري في إحدى الحفلات، بالضّبط كما فعلت مستغانمي حين أوردت حديثَ النّشيد على لسان «خالد»: «أنا أعرف هذه الأغنية (النشيد).. بس ناسي اسم الفنّان» (ص25)، فيوبّخه مُرافِقُه قائلاً: «فَضَحْتَنا الله يفْضَحُك.. هذا النشيد الوطني» (ص25). هكذا!كذلك الحال في مَشاهد معرض الرّسم الذي يقيمه «خالد بن طوبال» وتستعرض خلاله أحلام مستغانمي وجوهَ النّاس الذين كانوا يأتون لزيارته لترسيخ ماهيّتهم وتزويد القارئ بشيءٍ عن حَيواتهم وتعريفه على شبكة العلاقات التي تربط شخصيات الرّواية بعضها ببعض.
    ويتعرّف القارئ على اهتمامات «حياة» تحديداً، عبر الحديثِ الدّاخلي لـ»بن طوبال»: «إذن أنتِ تتوقّفين أمام لوحة صغيرة لم تستوقف أحداً، تتأمّلينها بإمعانٍ أكبر، تقتربين منها أكثر» (ص52). وفي المقابل، ينتحل حجي الفكرة بحذافيرها، لكنه يستبدلُ بمعرض الرّسم في «ذاكرة الجسد» متحفَ مدينة مصوع مستعرضاً موجوداته ومنها بورتريهات الشّخوص، فيكتب على لسان الرّاوي: «فجأة توقَّف أمام صورة لأحد الثّوّار، لَمْ يَبْدُ الأمرُ شبيهاً بمروره السّابق على محتويات المتحف» (ص118). كلا الموقفين فيهما «توقُّف»، لكن حجي استبدل مفردة «صورة» بمفردة «لوحة»، ووقوف الرّاوي في «سمروايت» أمام صورة ليست كبقيّة الصّور، تماماً مثل وقوف «حياة» أمام لوحة صغيرة لم تستوقف أحداً.ولأن شخصيّة «سي الطّاهر» أضفت على الرّواية -بدورها المحوريّ- مسحةً ملحميّة بما صنعتْ من أعمالٍ، جاء حجي بشخصيّة تُناظرها في مسيرة التحرُّر الإرتيرية، هي شخصيّة «ناود». تقدِّم أحلام مستغانمي لـ»سي الطّاهر» على لسان الرّاوي في «ذاكرة الجسد»: «إنّه انتقل إلى مكان سرّي في الجبال المحيطة بقسنطينة ليؤسّس من هناك مع آخرين أولى طلائع الكفاح المسلَّح» (ص26). ويقوم حجي بـ»تقليد» تلك الفكرة، فيأتي بـ»ناود»، الشخصيّة النضاليّة والسياسيّة ذات المساهمات القلميّة المهمّة، ويكتب عنه: «إنه مؤسّس حركة تحرير إرتيريا؛ أوّل حركة سياسيّة» (ص59)، ثم يُلْبِسُه أوصافاً وصفاتٍ أضفتها مستغانمي على شخصيّة «سي الطّاهر» في تقليدٍ حُسِبَ له أن يكون مبتسراً، ولكنه يشي بتشبُّهه بـ»سي الطّاهر». وعندما تتحدّث صاحبة «ذاكرة الجسد» عن المدن (نستالوجياً)، وعن أمزجتها وتجارُب بطلها فيها -وهي الروائيّة التي اختبرت العيشَ في مدن عدّةٍ- فإنّ أحاديثها عنها تفيض بلغة شعريّة مُشْبعة. تصف في أحد المقاطع العلاقة السّطحيّة بين المرء وبعض المدن: «كما يغادر سائح مدينة جاءها في زيارة سياحية» (ص16)، وجاء في مقطع آخر: «هناك مدنٌ كالنساء، تهزمك أسماؤها مسبقاً، تغريك وتربكك، وتملؤك وتفرغك، وتجرّدك ذاكرتها» (ص202).ويغرم حجي بالحديث الممتع عن المدن، ويأبى إلّا أن يكون له منه نصيب، وبلا أدنى حرج يمسك الفكرة من عنقها ليقول على لسان الرّاوي: «فحتّى المدن تملك انطباعاً أوّل من شأنه أن يُقْصيك عن ذاكرتها، فلا تغدو سوى عابر لا أثر لك» (ص8). تتكرّر هنا مفردات أحلام مستغانمي نفسها، لكن بعد إجراء العملية المعتادة من «التّقْنيع»: فبعد أن أبقى على «مدن» كما هي، استبدل «تُقصيك» بـ»تهزمك»، وعندما لم يجد بديلاً مناسباً عن «ذاكرتها»، حافظَ عليها! وتدفعه شهوةُ الحديث عن المدن إلى التّقليد المُمِلّ لأحلام مستغانمي في أكثر من موضع من روايته.
    لكنّ السّرقة الكبرى التي يبدو كلّ ما تمّ رصده في السّطور السّابقة هيّناً أمامها وليس ذا شأن، هي عندما يذهب الرّاوي «عُمَر» لزيارة بيت العائلة القديم في مدينة مصوع. هذه الزّيارة تشبه في جوانبها كافّة، عودةَ «خالد بن طوبال» من فرنسا إلى قُسَنطينة. إذ ترصد أحلام مستغانمي أحاسيس ذلك العائد بعد غربة طويلة إلى مسكنه، وتُصوّر الكثير مما يعتمل في جوانحه وحنينه إلى بيت العائلة القديم: «ما زال طيفُ الذين غادروه يَعْبُر هذه الغرف أمامي» (ص271) . أمّا حجي فيوظّف المشهدَ كلَّهُ ويصوّر عودةَ الرّاوي بعد غيبةٍ طويلة تُشابه غيبةَ «بن طوبال» (وهو يتحدث هنا عن بيت العائلة القديم): «هنا كانت العائلة الكبيرة تعيد نسجَ أحداث اليوم حكاياتٍ لا تُمَلّ» (ص131). وعندما يتكلّم «بن طوبال» عن المقاهي القديمة في المدينة يصفها بالكثيرة: «في هذا الزّمن الذي كَبرتْ فيه المقاهي وكثرت» (ص295) ، يمسك حجي بالحكاية ويكتب عن مقاهي مصوع «الكثيرة»، تماماً كوصف «بن طوبال» لمقاهي قسنطينة. يكتب حجي: «فأعداد المقاهي هنا تفوق أعداد الناس» (ص126)، وفي موضع آخر: «واصلَت المقاهي المقامة على عجل انتشارها على جانبَي الطّريق» (ص127). وبينما يعدّد «خالد» أسماء المقاهي القديمة مثل «مقهى بن يامينة» و»مقهي عرعور»، ويورد أسماء الذين يرتادونها، مثل ابن باديس الذي كان يجلس في «مقهى بن يامينة»، يجد حجي تخريجة عبر الحيلة والتمويه ليتجنُّب إيراد أسماء المقاهي، فيقول على لسان الرّاوي: «كان واضحاً أنّ اختيار اسم للمقهى هو نوعٌ من التّرَف لم يصل إليه أهالي مصوع» (ص127).ثمّة «جشعٌ» غريب في سلوك الكاتب هنا، فهو لم يترك مشهداً أو فكرةً وردت عند أحلام مستغانمي في «ذاكرة الجسد» إلاّ وعمل فيها «خَمْشاً» و»حزّاً» ليستغلّها في «سمراويت». ومن ذلك، أن «خالد» ينقطع عن زيارة الجزائر زمناً طويلاً، بسبب خشيته من مضايقة الدّوائر الأمنيّة له، فيتّصل به صديق قديم من رجالات الدّولة، ويحثّه على السّفر مؤكّداً له: «يا خويا.. ما الذي يُخيفكَ في سفرٍ كهذا؟ لقد جاء ذكرُكَ منذ أيام في جلسة مع بعض الأصدقاء من الأمن، وأكّدوا لي أنّه لا توجد أيّ تعليمات في شأنك، وأنّ بإمكانك أن تزور الجزائر متى شئتَ» (ص253). بالطبع، مشهدٌ مثل هذا لا بدّ أن يغري حجي الذي سرعان ما أعاد كتابته على لسان الرّاوي في «سمراويت» بعد قلْبِه رأساً على عقب! فبعد تواتُر الأقاويل بأنّ هناك اعتقالات بسبب الصّراعات السياسيّة، للقادمين في المطار، تُظهر الأمُّ خوفاً على ابنها «عُمَر» من الزّيارة، وتخشى أن يُعاقَب بجريرة والده ومواقفه السياسيّة: «بدأتْ فكرة السّفر إلى إرتيريا تستحوذ عَلَيّ، خاصّة بعدما استطعتُ تهدئةَ مخاوف أمّي قليلاً من إمكانية تعرُّضي لأذى على خلفيّة انتماء والدي السياسيّ» (ص 155).(1) «ذاكرة الجسد»، أحلام مستغانمي، نوفل-هاشيت أنطوان، بيروت، لبنان، ط2، 2014.(2)    «سمراويت»، حجي جابر، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء-المغرب، ط2، 2012.* شاعر وروائي إرتيري مقيم في الدنمارك

    (عدل بواسطة Osman Hjaj on 08-17-2014, 07:12 PM)

                  

08-18-2014, 07:11 AM

حسن مهدي
<aحسن مهدي
تاريخ التسجيل: 01-18-2013
مجموع المشاركات: 183

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: andquot; سمراويت andquot; و andquot; ذاكرة الجسد andquot; وقائع سطو أدبي - أبوبكر كهال (Re: Osman Hjaj)

    كتب علي عافه إدريس ردا على المقال اعلاه :
    من سوء حظنا أن ذلك العبقري كان أرترياً !!!
    قرأت مقال " سمراويت " و " ذاكرة الجسد " : وقائع سطو أدبي ، المذيل باسم الاخ أبوبكر كهال ، و المنشور بتاريخ 8/8/2014م في جريدة الرأي الأردنية ، وعند فراغي منه تواردت لذهني عدة أسئلة ..
    -هل فعلا من كتب المقال هو الاخ أبوبكر كهال ؟
    -ما علاقة هذا المقال بآخر مقال نشر في عدوليس لماليليا قبل اختفاءها الكبير؟
    -هل ما دفع كاتب المقال هو رغبته في انصاف مستغانمي ، أم حسد وحقد على حجي لم يجد منه فكاكا ؟
    -لماذا هذا التوقيت بالذات بعد صدور رواية سمراويت بثلاثة سنوات؟
    -هل لهذا المقال علاقة بمقال حكايات رقمية لحجي جابر المنشور بتاريخ 6/8/2014م.
    -لماذا جاء كل ذلك من أبوبكر كهال دون غيره رغم أن حجي جابر في أكثر من مقابلة مع وسائل اعلام عربية أشاد بكهال ووصفه بالأديب الكبير؟
    لست أدري إن كان من حسن حظي أم غير ذلك أن أعرف الأخوين كهال وحجي فالأول عرفته في ليبيا ، أخ فاضل وقتها لم أعرف عنه أي سوء ، إلا أنه لم يكن ذا شأن كما هو الآن بل كان لتهكم الآخرين أقرب منه لتقديرهم ، وكذلك لم أعرفه باسمه الحالي إلا من الانتريت فوقتها كان معروف لديّ بـ "شاعر النملة" وقد غطى اللقب على اسمه ، وسبب اللقب حسب ما أذكر أنه القى قصيدة في احدى المناسبات وقد تكرر في القصيدة ذكر النملة ، لهذا لقبه اصدقاءه بشاعر النملة نسبة للنملة التي ورد ذكرها في قصيدته ، ثم غادرت أنا ليبيا مبكراً إلا أنني ظللت مرتبطا بالكثير من الاصدقاء الذين ظلوا بها ، فعلمت منهم أن شاعرنا قد اصبح كاتباً روائياً وصدرت له روايتين من مركز بحوث ودراسات الكتاب الأخضر ، وقد كان المركز في عهد القذافي مؤسسة ضخمة تعني بالبحوث والدراسات الخاصة بالكتاب الأخضر بالاضافة للطباعة والنشر ، ولم يكن ذلك مصدر ارتياح لمن أخبرني ، ثم التتبع الثالث لأخبار كهال بالنسبة لي كان عند جمع التبرعات له تفاعلا مع حملة الصحفيين التوانسة وهو وقتها كان في معسكر الشوشة على الحدود التونسية الليبية، وقد حدثني أحد الأخوة في لندن بحرقة وهو من الذين جمعوا التبرعات لكهال في محنته تلك ، ومصدر الحرقة أنه كان من الذين رماهم كهال بالخيانة في مقاله المشؤم بمجلة النهضة ، ورغم أن صورة كهال القديمة التي طبعت في ذاكرتي لم تفارقها ، إلا أنني أجبرت نفسي على التعامل معه بالصورة الحالية ، وهي بالتأكيد صورة مشرفة ويستحق الثناء والاحترام عليها. أما الاخ حجي رغم أنني أعرفه وهو اخ فاضل لم أعرف عنه إلا كل خير إلا أنني لم أعرفه قبل أن يصبح صحفيا وروائيا ، فقد عرفته ككل الارتريين صحفيا بقناة الجزيرة وكان ذلك محل تقديري، فأن تكون صحفيا أرتريا هو انجاز قائما بذاته وأن تعمل في الجزيرة تكون قد تميزت أكثر وأصبحت عالمياً وميزت كل ما حولك وأولهم البلد الذي تنتمي له ، ثم زفه لنا كبار الكتاب والصحفيين العرب على أن روائي ولد عملاقا ، وعندما حضر إلينا حضر كبيرا ، لهذا كنت استغرب كلما قرأت بوستات لبعض الاخوة في الفيسبوك وهم حانقين من موقف حجي من الرابطة ، و مضمونها أنهم بمدحهم الزائد لحجي هم الذين أوصلوه للمكانة التي هو فيها وأنه لا يستحقها.
    هذه مقدمة كان لابد منها وقبل محاولة الاجابة على الاسئلة التي تبادرت لذهني ، بودي أن أذكر أنني لست أديبا وهذا لا يمنع أن أقول رأيي فتقييمي لما جاء بمقال الأخ كهال هو أنني رأيت ليّ عنق النصوص لتتطابق ما تحمله نفس الكاتب المريضة بالحسد والحقد ويكفي دليلا على ذلك أن كهال حتى يثبت لنا أن حجي لص قرأ أربعمائة صفحة لمستغانمي قراءة دارس ومدقق ومائة وتسعون صفحة لحجي جابر ، وبذل جهدا عظيما للمقارنة وآخر لصياغة تلك المقارنات ، وهو بالتأكيد جهد كان سيكفيه لاصدار رواية إن لم تكن بحجم رواية مستغانمي فستكون بحجم رواية حجي" ، وأنا لم أكتف برأيي الشخصي فقمت بطباعة المقال وعرضته على جار سابق لي يعمل محررا للصفحة الثقافية باحدى الصحف القطرية الكبيرة ، ودون أن أشرح له طلبت منه أن يعطيني رأيه في المقال ، وبعد أن فرغ من قراءته قال: " هذا الكاتب لديه من الحقد على حجي ما يكفي العالم ، والمقارنات التي أجراها بناها على افتراضات غير صحيحة فلو أجرينا نفس المقارنات بين رواية مستغانمي وأي مقال سياسي مكتوب باللغة العربية لخرجنا بتتطابقات أفضل من التي خرج بها".
    وبالعودة ومحاولة الاجابة على الاسئلة التي تبادرت لذهني ، ومنها، هل فعلا الذي كتب المقال هو الأخ أبوبكر كهال؟ أنا أجزم أن المقال لم يكتبه كهال لاختلاف أسلوب كاتبه عن أسلوب كهال المعروف لدينا ولدى الجميع والقارئ الفطن سيدرك ذلك بدون جهد ، كما أن المقدرات اللغوية التي يملكها كاتب المقال هي أكبر بكثير من التي يملكها كهال ، والحكم هنا يعود للقارئ لهذا يمكنه الرجوع لمقال كهال المنشور في مجلة النهضة بعنوان "السمنار الخديعة وتفريق لم الشمل" بتاريخ 7/4/2014م وهو في مقارناته أقرب للمقال الحالي. ثم السؤال الآخر، ما علاقة هذا المقال بآخر مقال نشر في عدوليس لماليليا قبل اختفاءها النهائي؟ ماليليا في آخر مقال لها وكان بعنوان " لا يمكن الرد على كل ديك يصيح في مزبلة" والذي تناولت فيه حجي جابر بالاسم وأنا هنا أنقل النص المطابق في فكرته لما ورد في مقال كهال "فشل تارة في تجاوز واقعه وتقديم فكرته عدا كتابات رديئة يقلد فيها احدى الكاتبات العربيات من خلال اعادة تركيب جملها في فعل يتجاوز التناص الى اللصوصية" ، ثم أن هناك حلقة كانت مفقودة في كل ما يدور حولنا أعتقد أنني وجدتها ، تصدر "مرايا الصوت: أنطولوجيا الادب الارتري" للأخ محمود أبوبكر ، فيتناولها الأخ محمد اسماعيل هنقلا بالنقد ، فيأتي الظهور الأول لماليليا وهي تدافع عن مرايا الصوت وتطول السجالات في ذلك ، ثم تهدأ لنكتشف بعد ثلاثة سنوات أن ماليليا شخصية وهمية كان يتخفى خلفها شخص آخر ، لتودعنا مالي بمقال هو أقرب في محتواه لمقال الأخ كهال ، ، ثم يكتب الأخ حجي جابر مقاله"حكايات رقمية" المنشور في جريدة الوطن القطرية بتاريخ 3/8/2014م تناول فيه أبطال الانترنيت وروح التدمير لدى من فشلوا في خلق انتاج حقيقي على أرض الواقع "دون ذكر أسماء" ، ثم يظهر بوست للأخ محمود أبوبكر يتحدث فيه عن القنابل الدخانية التي يريد مطلقها صرف انظارنا عن زاوية ما ، ويشير الأخ محمود للاخ كهال في ذلك البوست ، ليختم لنا كهال كل هذه الدراما بالمقال (الذي كتبته له الحلقة المفقودة) وهو بحق قنبلة ضخمة تعدت في تدميرها حجي جابر وطالت شظاياها كل الشعب الأرتري فحجي جابر رضينا أم أبينا أحد رموزنا !!! فلماذا فعل كاتب المقال ذلك وهل كان ذلك احقاق للحق و انصاف لمستغانمي ؟ أنا لا أعتقد ذلك ، إذاً ما الذي يستفيده من كل هذا ؟ أعتقد أن أول الأمور التي يستفيدها كاتب المقال الاشباع لنفسه المريضة بالحسد والغل والحقد ورغبته العارمة في تدمير حجي الانسان قبل الكاتب ، وثانيها تحقيق النجومية والصعود على أكتاف حجي فاظهار من نال الجوائز الرفيعة والشهادات والأوسمة من أكبر أدباء عصره بالتأكيد سيحقق اسقاطه شهرة لمن يفعل ذلك.
    وقبل أن أختم مقالي سأكرر السؤالين اللذان لم أجد لهما إجابة ...
    - لماذا هذا التوقيت بالذات بعد صدور رواية سمراويت بثلاثة سنوات؟
    -لماذا جاء كل ذلك من أبوبكر كهال دون غيره رغم أن حجي جابر في أكثر من مقابلة مع وسائل اعلام عربية أشاد بكهال ووصفه بالأديب الكبير؟
    خاتمة :
    رغم مرور ثلاثة سنوات وسمراويت تصل لطبعتها الخامسة وقد تمت قراءتها من قبل آلاف القراء كتابا وأدباء خاصة بعد نشر رابطها في الانترنيت ، ومن كتبوا عنها من الكتاب والأدباء يعدوا بالعشرات ، ثم ان ذاكرة الجسد رواية شهيرة جدا وليست مغمورة حتى يغيب هذا الاكتشاف العبقري عن ذهن شخص واحد فقط من الاف الذين قرأووها ، ومن سوء حظنا أن ذلك العبقري كان أرترياً ، وليته لم يتغمس شخصية العبقري وظل كما هو ونحن كنا قبولا به دون العبقرية المدعاة !!!
                  

08-18-2014, 07:51 AM

أيمن الطيب
<aأيمن الطيب
تاريخ التسجيل: 09-19-2003
مجموع المشاركات: 5845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: andquot; سمراويت andquot; و andquot; ذاكرة الجسد andquot; وقائع سطو أدبي - أبوبكر كهال (Re: حسن مهدي)

    تحياتى الإخوة عثمان حجاج وحسن مهدى,,
    Samrawit..jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Samrawit.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    قرأت ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمى ولم اجد الزمن لقراءة سمراويت,, إن كان ما يقال حقيقة فتلك مصيبة كبيرة تكون قد حلت بحجى جابر وقد تقضى عليه ككاتب
    روائي إستبشر به الكثيرون خيرا وعدوه إضافة كبيرة ,,

    والمصيبة الكبرى ان من قاموا بتزكيته وترشيحه للفوز بجائزة مهرجان أدبى كبير وفعالية محترمة (الشارقة للإبداع الأدبى) يكونوا قد أثبتوا أن حتى
    من يقيّمون الأعمال الأدبية العربية ويمنحونها وكتابها الجوائز الأدبية لا يقرأون وتنطبق عليهم مقولة (امة لا تقرأ),,

    تحياتى
                  

08-18-2014, 09:47 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8828

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: andquot; سمراويت andquot; و andquot; ذاكرة الجسد andquot; وقائع سطو أدبي - أبوبكر كهال (Re: أيمن الطيب)

    رواية احلام ذاكرة الجسد لا اذكر تفاصيلها جيدا

    رواية سمراويت قراتها واستمتعت بها
    فى الرواية يدهشك الكاتب وهو يسرد تفاصيل الحياة فى السعودية لمغترب ارتري
    وعند العودة الى اسمرا تقرا تفاصيل الحياة الاجتماعيةوالسياسية بعدسة مغترب عائد الى وطنه

    فى الرواية الثانية مرسى فاطمة يبدو الكاتب ممتلكا لادواته
    يحكى فيها حكاية شاب ارترى يبحث عن حبيبته التى اختفت
    يسرد تفاصيل الحياة القاسية فى معسكرات التدريب
    ورحلة الهروب للسودان والبحث عن المحبوبة فى معسكرات اللجوء ومفردات حياة المعاناة اليومية

    لا اظن ان كاتابا يبدع مثل هذه الروايات فى حاجة لسرقة نصوص
                  

08-28-2014, 04:38 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8828

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: andquot; سمراويت andquot; و andquot; ذاكرة الجسد andquot; وقائع سطو أدبي - أبوبكر كهال (Re: mohmmed said ahmed)

    فى هذا الاسبوع عدت لقراءة ذاكرة الجسد وسمراويت
    توجد تقاطعات عامة فى موضوعات الراويتين
    شخص مغترب صاحب موقف سياسى يعود الى وطنه وفى الحكاية علاقة حب
    التقاطعات عامة جدا ويمكن ان نجد عشرات الاعمال الادبية موضواتها متشابه

    بعد القراءة المتأنية نجد هناك فروقات كبيرة
    فى ذاكرة الجسد تروى الكاتبة على لسان عمر بطل الرواية مخاطبا القارى عبر مخاطبته لمحبوبته
    فى سمراويت يروى الكاتب الى قارى مفترض

    بناء رواية ذاكرة الجسد بناء تقليدى التزم بانتقالات منتظمة فى الزمان والمكان
    المكان فى باريس ثم قسطنطية فى الجزائر

    بناء سمراويت بناء غير تقليدى يعتمد على انتقالات فى الزمان والمكان
    توزعت فصول الرواية فى انتقال مكانى بين جدة واسمرا
    زمان رواية سمراويت اعتمد على انتقالات زمانية غير منتظمة لحكاوى فى جدة وفى حكاوى اسمرا جاءت فى مسار زمنى خلال فترة زيارة
    عمر الى اسمرا

    رواية ذاكرة الجسد كانت العلاقة العاطفية لخالد محور الرواية
    فى سمراويت العلاقة العاطفية بالرغم من اهميتها لم تكن مركز العمل
                  

09-01-2014, 03:20 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8828

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: andquot; سمراويت andquot; و andquot; ذاكرة الجسد andquot; وقائع سطو أدبي - أبوبكر كهال (Re: mohmmed said ahmed)

    رواية ذاكرة الجسد للكاتبة الجزائرية احلام مستغانمى تحكى عن مناضل جزائرى فى سنواته الخمسين يعيش فى باريس ويحترف الرسم يلتقى بابنة رفيقه فى النضال الذى استشهد فى معراك التحرير تبدأ علاقة بين خالد وابنة المناضل يعود بالذاكرة الى سنوات النضال فى الجزائر ويسرد وقائع نمو العلاقة العاطفية والتى تنتهى بزواجها من رجل غنى ليعود بعد عشرة سنوات لمدينتهما قسطنطينة ليحضر حفل زاجها
    رواية سمراويت للكاتب الارترى حجى جابر تحكى عن عمر شاب ارترى يعيش طفولته وشبابه فى جدة يعود بعد سنوات الثلاثين ليزور بلده ارتريا يلتقى بفتاة ارترية من ام لبنانية تنمو بينهما علاقة حب يسرد تفاصيلها فى فترة زيارته التى امتدت لشهرين فى اسمرا يزورا نواحى اسمرا ومدينة مصوع تنتهى العلاقة برفض والدة الفتاة لزواجهما

    بين الروايتين ثمة تقاطعات تتمثل فى
    بطل الرواية فى النصيين صاحب تجربة سياسية يعود الى وطنه ولا تسره الاوضاع السياسية والاقتصادية ويبدأفى نقدها...ايضا البطل فى الروايتين يعيش علاقة عاطفية تنتهى بالفشل...بعض الاحداث فيها تشابه عند سرد تجول كل بطل فى مدينته...فى الرواتيين علاقة للبطل مع شخصية نضالية يفقد ذراعه فى المعارك

    بعد القراءة الفاحصة اجد ان اجواء وشخصيات واحداث وتكنيك بناء النص الروائى يختلف فى رواية سمراويت عن رواية ذاكرة الجسد
    اولا فى التكنيك الروائى
    اعتمد بناء رواية ذاكرة الجسد على الطريقة التقليدية فى الالتزام بالتسلسل الزمانى والمكانى للاحداث ..تبدا الرواية بلقاء عمر بابنة المناضل الشهيد فى باريس ليسرد لها حكاوى النضال فى الجزائر وتفاصيل تطور علاقتهما العاطفية واللقاءات فى المرسم والمقاهى ليستمر الزمن الروائى متسقا مع الزمن الواقعى فى تسلسل الاحداث وتذكر تواريخ محددة تبدا من القديم الى الجديد
    مكان الاحداث ايضا لاتحدث فيه انتقالات فمعظم احداث الرواية تقع فى باريس والجزء الاخير يكون المكان هو مدينة قسطنطينة
    اعتمد السرد فى الرواية على استخدام تكنيك السرد من الخارج فالرواى يحكى الاحداث بصوته ومن زاوية رؤيته ويخاطب الفتاة دائما
    فى ذاكرة الجسد تكثر المؤلفة من استخدام اقتباسات من عبارات واشعار لكتاب ورسامين من العالم الغربى وايضا كتاب وشعراء عرب حتى لاتكاد تخلو صفحة من الرواية من هذه العبارات او الاشعار

    اعتمد بناء رواية سمراويت على تكنيك الانتقالات والفلاش باك فى عنصرى الزمان والمكان...فصول الرواية تتناوب فى مكانيين مدينة جدة فى السعودية ومدينة اسمرا فى ارتريا
    زمان الحكى يتوافق مع الزمن الواقعى للاحداث التى تقع فى مدينة اسمرا وهى فترة الشهرين لزيارته لاسمرا .....زمن الاحداث التى تدور فى جدة تحدث فيه انتقالات وفلاش باك
    السرد فى سمراويت استخدم ايضا تكنيك السرد من الخارج فالرواى يقدم الاحداث من زاوية واحدة ولكنه يخاطب قارى عام مفترض
    يبدا الكاتب فصول رواية سمراويت بمقاطع شعرية للشاعر الارترى محمد مدنى والشاعر السعودى محمد الثبتى ولا يستخدم كثيرا الاقتباسات والاشعار
    ثانيا موضوع الراوية
    فى ذاكرة الجسد يتم التطرق لقضايا سياسية ذكريات النضال ضد الاستعمار الفرنسى وحسرة المناضل الذى يرى الواقع ليس كما حلموا به اثناء الثورة
    ولكن حكاية علاقة الحب مع ابنة المناضل هى مركز الرواية معظم صفحاتها تحكى عن تفاصيل العلاقة وتطورها اللهفة الشوق الغربة اللقاء الحسرة والفراق
    فى رواية سمراويت وان جاءت حكاية العلاقة العاطفية بين عمر وسمراويت كمفصل هام الا انها لم تكن الحكاية المركزية فعودة عمر لوطنه الذى غادره وهو طفل صغير وحلمه بالبلد بعد التحرير هى الحكاية المركزية فى الرواية...الرؤية السياسية للكاتب وانحيازاته الايديولوجية تظهر بوضوح فى الرواية ايضا يسرد باسهاب عن الصراعات بين الفصائل الثورية فى اثناء حرب التحرير
    الشخصيات
    فى رواية ذاكرة الجسد الشخصية الرئسية خالد ومحبوته ابنة المناضل....ثم والداها الشهيد سى الطاهر...خالد غادر بلده بعد انتصار الثورة وهو يدخل فى الخمسين من عمره يشعر بالاحباط من انحسار احلام مجتمع ما بعد الثورة يحترف الرسم فى باريس لا يتزوج ...يعيش فى باريس محتفظا بهويته الجزائرية
    فى رواية سمراويت الشخصية الرئسية والذى يروى الحكاية شاب فى مقتبل العمر عاش كل حياته فى مدينة جدة ينتمى للثقافة السعودية وتشكل جزء من هويته...عودته الى اسمرا محاولة لتأسيس الذاكرة ....يطوف فى شوارع المدينة متاحفها قهاويها كنائسها مساجدها ...منزل العائلة الذى غادره طفلا فى مصوع
    سمراويت هى رواية لتأسييس الذاكرة حسب عبارة وردت على لسان جدة عمر يقول((جدتى تحكى تفاصيل حياتها فى اسمرا وانا استمع لها بشفغ هى تفرغ ذاكرتها وانا احاول تأسيس ذاكرتى))
    رواية ذاكرة الجسد يحاول خالد ترميم الذاكرة
    عمر فى سمراويت يعود لارتريا لبناء ذاكرة لبلد يحبه ويتشوق لمعرفته
    وخالد فى ذاكرة الجسد يعرف وطنه ويحاول استعادة صورة وطن النضال والبندقية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de