مأساة كرة القدم السودانيه-البكاء علي اللبن المسكوب...!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-11-2014, 05:52 PM

إبراهيم عبد العزيز عثمان
<aإبراهيم عبد العزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 07-06-2013
مجموع المشاركات: 175

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مأساة كرة القدم السودانيه-البكاء علي اللبن المسكوب...!!

    مأساة كرة القدم السودانيه-البكاء علي اللبن المسكوب...!
    بعد الهزائم المتكررة للفريق القومي السوداني والفرق السودانية علي المستوي الأفريقي، كان لابد من نظره فاحصه لأسباب تدهور هذه اللعبه الشعبيه الأولي. والتي كنا نتبوأ فيها مراكز الصداره ، في فن هذه اللعبه وإدارة إتحادها الأفريقي حتي مطالع الثمانينيات. ومنذ ذلك العقد شهدنا بداية النهائية والتدهور الممنهج من دهاليز القمه الرياضيه إلي مستوي متدني جلب لنا سخرية الأشقاء وحنق جماهيرنا الوطنيه قبل شماتة الأعداء ! وسوف تبدي لنا الأيام الحبلي، هزائم متلاحقه عديده وفضائح جمّه إن لم يتم التعامل بجديه مع نظره علميه شامله للوصول إلي مواطن الداء وكتابة وصفة الدواء لمرض عضال ظل ينخر في جسد وطن متهالك وفاقد القوي في جميع المجالات الأخري. وأتمني أن تجد صرختي هذي الأذن الصاغيه قبل حدوث الطامة الكبري القادمه لا محالة......وعندها لا ينفع ولا يجدي العويل ولطم الخدود وشق الجيوب والبكاء علي اللبن المسكوب!!!!
    1- تسييس وعسكرة الرياضه:
    عندما أعلن الرئيس نميري قولته المشهورة في بداية الثمانينيات (لا هلال ولا مريخ.... ومرحبا للرياضه الجماهيرية..)!! عندها أدركت تماما إن هذا هو المسمار الأول في نعش كرة القدم السودانيه خاصة، والرياضه القومية عامة! وبالفعل إبتدأت هجرة خيرة لاعبينا ومدربينا في تلك السنوات إلي دول الخليج حيث أسسوا لبرامج كرة قدم ناجحه في تلك البلدان مستخدمين خبراتهم العاليه والمهارات الفنيه النادره التي كانت تذخر بها الاندية والملاعب السودانيه في تلك السنوات: الهلال- المريخ- المورده -النيل -الأهلي –التحرير-العامل-شمبات-ود نوباوي-الزهره-الربيع...... ألخ. ونتيجة هذه التصريحات العشوائيه الغير مدروسه ، إختفت بعض هذه الأندية العملاقه والقليل منها ما زال يطفو.... ولكن تحت سطح الماء! هذا علي مستوي العاصمه، ناهيك ما كان يسمو ويزدهر من أنديه عريقه في مدني وعطبره وبورتسودان وكسلا وشندي والأبيض وكوستي و...و...كانت هذه الأنديه في المدن المذكورة تفرّخ المواهب والأشبال التي تغذي هذه الفرق العاصميه بأمهر اللاعبين!!!
    أصبحت عسكرة وتسييس الرياضه أمرا مباحا لرجالات الجيش ممن يحملون نجوم وصقور وسيوف ونياشين النحاس علي كتوفهم وصدورهم ولكن مستوي معرفتهم بالرياضه عموما وخاصة كرة القدم لا يتعدي بريق هذا النحاس الزائف والهالة السياسية الجوفاء التي تهيمن بنفوذها علي كل مجريات الحياة الإجتماعيه والسياسيه في سوداننا الحبيب. وشارك مع هؤلاء بعض رجال المال والنفوذ السياسي ممن يتطلعون فقط إلي بهلوانات التسلق والبهرجه الإجتماعيه الزائفه ...! كانت هذه هي الضربه القاضية التي صعقت هذه اللعبه الشعبيه إلي غير رجعه وما زالت تقضي حتي علي أمل محاولات النهوض لمستوي منافسه مشرفه مع الفرق الأفريقية الحديثة التكوين! ها نحن نهوي كجلمود صخر حطه السيل من عَلٍّ ....ومن كان دوننا من دول أفريقيا الفقيرة أصبح يصعد كالصاروخ الباليستي إلي مستويات اللعب والإحتراف في الأندية العالميه المتقدمه ! ألا يستحق هذا القصور والفشل الذريع ...وقفه تأمل لتبادل الأفكار وتغيير هذا النمط الكارثي المدمر الذي يهوي بنا إلي أسفل سافلين...! أم نظل نستكين إلي هوي النفس وملذات التسلط الإجتماعي وندفن رؤوسنا في الرمال ...حتي ولو إحترق وطن الجدود وشانت سمعته...!!
    بكل أسف...هذا الأسلوب الإستعلائي يستشري في بلد كانت فيه دراسة نشاطات التربيه الرياضيه رائده ضمن جميع بلدان أفريقيا...بل معظم دول آسيا أيضا..! ولكن يبق سؤال الملايين الحائر...هل إستفدنا من هذه الكوادر المؤهله...؟ أم الزمناها غياهب التهميش والإنزواء حتي يسطع لنا هذا البريق الزائف الهالك...المودي إلي الفساد والدمار الشامل...!

    2- إختفاء الميادين والملاعب:
    أقولها بكل وضوح وصراحه ....نتيجة لممارسات الفساد الذي اصبح جزءا لا يتجزأ من الثقافه الإداريه السائده في الحكومات العسكريه المتتاليه، تم الإستيلاء علي كل الميادين والملاعب التي كانت تفرد مساحات خاصه للعب الناشئه ومنافسات الروابط علي مستوي الأحياء السكنيه. والتي كانت بجانب دورها الرياضي المرموق، تمثل متنفسا إجتماعيا يجمع بين أفراد الحي وبين مختلف الطبقات العمريه ضمن سكان الأحياء. أدي هذا التغول الجائر الي تجفيف منابع تفريخ الأشبال التي تغذي العملية التلقائية في ديمومة لعبة كرة القدم والثقافه الرياضيه والتي تعتبر من المكونات الأساسية لخلق مجتمع رياضي سليم يقوم علي مبادئ الأخلاق الساميه والمنافسه الشريفه.
    تغولت علي هذه الأراضي مجموعات نافذه من العسكريين والإداريين الفاسدين منذ عهد نميري وتفاقمت في الآونه الاخيرة . وتحولت هذه المساحات إلي بيوت سكنيه فاخره تم بيع البعض منها بمبالغ خرافيه.
    3-دور المدارس والمعاهد العليا:
    إلي وقت قريب، وقبل الدخول إلي المدرسه الأوليه، كانت كرة الشراب مع بعض الألعاب التراثيه الأخري، التي لا تحتاج إلي أدوات متقدمه أو باهظة الثمن، تمارس من قبل الأطفال في الشوارع والأزقه....فلماذا إختفت هذه الظواهر الإيجابيه الجريئه ضمن أطفال زمننا هذا أو بالأحري أطفال زمن الضياع ...! لماذا إنزوي أطفال اليوم من الشارع إلي الجلوس أمام التلفاز والكمبيوتر والعبث بالموبايلات ....تاركين رياضة الشارع... بالطبع كان هذا التقهقر نتيجة إختفاء المساحات التي كانت توفر مرتعا لهذا النشأ..!
    وفي الماضي القريب، كانت جميع المدارس الاوليه والوسطي والثانويه وحتي المعاهد الدينيه كانت تنعم بميادين كرة القدم والبعض منها علي ميادين كرة سله والكرة الطائرة و...و... . وكانت المنافسلت الرياضية تبدأ من هذا المنطلق(Grassroots level). إذن كانت هنالك سياسه واضحه المعالم تنتهج في ردهات وزارة التربية برغم الإمكانيات المتواضعه والمتاحه في ذلك الزمان. وكنا في المدرسه الأوليه، نمارس جميع أنواع الرياضه من جري ومبادله والقفز العالي والوثبه الثلاثيه علي رمال الحله وبالقرب من المدارس الحكوميه القليله...وكنا نحن التلاميذ من يخطط هذه الميادين ويعدها لممارسة هذه الأنشطه المتنوعه !
    وأذكر جيدا يوم الآباء في المدارس الأوليه والوسطي والثانويه، حيث تقام النشاطات الرياضيه والثقافيه لتعكس للآباء مدي إهتمام المدرسه بالأنشطه الأخري بجانب التحصيل الأكاديمي المتميز. ولا أدري لماذا إندثرت هذه الأنشطه الفعّاله في تربية النفس لأجيال سليمه تفيد الوطن مستقبلا. وكل ما أراه الآن علي شاشات التلفاز تخريج أطفال الروضه تحت مظاهر وهميه هدامه، تزرع في هذه النفوس اليافعه حب هذا االتسونامي المادي القمئ ! فأي منافسه شريفه نرجوها من هذا النشئ لو كنا نحن أرضعناهم هذه الأوهام والممارسات الخاطئه منذ نعومة الأظفار. فبقدر ما نزرع ....سوف نحصد...!!
    أما علي مستوي الجامعات، فحدث ولا حرج، فهي كانت تضاهي فرق الدرجه الأولي في إحتوائها علي الكوادر الرياضيه الماهره والإمكانيات الرياضيه المتوفره مع توفر روح الإبداع والإزدهار والمشاركه الفعاله برغم من قلة الحوافز المادية المطروحه. أما الآن فلقد إزدادت الحوافز الماليه وإرتقت إلي شبه مستوي الإحتراف العالمي ولكن بالرغم من ذلك جفّت ينابيع الكوادر السليمه المؤهله لتسلم مهام التواصل والتجديد، ليس في كرة القدم وحسب، بل في كل الأنشطه الرياضيه والثقافيه المتعدده...!!!
    4-المنافسات الرياضيه وروح الإبداع:
    نتيجة الإحباط الذي تولد من هذه المماراسات الفاسده، إنعدمت بل ماتت روح التنافس الشريف بين شباب الوطن الناشئ . وأصبحت مظاهر الترف المادي والطرق الخادعه السهله للحصول علي هذه المقتيات الزائفه هي مربط الفرس وبيت القصيد ليس في أوساط الشباب فحسب بل تفشي هذا الداء العضال بين جميع الفئات العمريه! إنتشرت أساليب الخداع والسمسره والفهلوة ..... والسطو علي المال العام وأصبحت هي السهل المنشود لتحقيق جميع الأحلام الورديه! ولا داعي لرفع مستوي الإبداع الشخصي في مجالات التعليم والتفوق في جميع الأنشطه الرياضيه أو الأخري لنيل متطلبات الرفاهية الماديه. أي، إنعدمت حوافز الإرتقاء والنجاح بالطرق والمنافسات الشريفه إلي سبل الخداع والزبف الإجتماعي . وهذا ما يسمي في علم الإداره الحديث (Benchmark) أي تغيرت مستويات النظره الإيجابيه والمتطلعه إلي مستويات عاليه وإختلطت علي شباب اليوم النظره السليمه إلي هذا التطلع لتحقيق المنشود علي ضوء ما يتم من ممارسات فاسده اصبحت هي المعيار الذي يقيس عليه النشئ روح التنافس والمبادره لرفع مستوي الذات الشخصي. وهذا هو العامل السلبي المدمر الذي يعمل في صمت وضمن تأثير تساقط قطع الدومينو المرصوصه (Domino Effect) في إنحسار رؤي التطلع والإرتقاء بالذات إلي مستويات عالميه منافسه. فالجهل هو عدم المعرفه ولكن قمة الجهل هي أن لا ندرك بأننا نجهل...! واقولها بكل صراحة بأننا أصبحنا قاب قوسين أو أدني إن لم نكن قد تربعنا علي هذه القمة بجدارة...!
    5- الروابط الرياضية(الليق):
    كانت هنالك الروابط الرياضيه لكرة القدم تنتشر بين الأحياء وتمارس هذه اللعبه في تنسيق تام مع لجنة الحي ومساهمة إتحاد كرة القدم المحلي. ونتيجة التغول علي المساحات والميادين الرياضيه في الأحياء، سرعان ما إندثرت هذه الروابط والتي كانت تشرك الجميع علي مستوي الأحياء. بل كانت ضمن النشاط الترفيهي اليومي في العصريات لأفراد الحي . وكانت توفر فرص للإحتكاك وتبادل الخبرات بين الأجيال المختلفه. وكان يشرف علي نشاط هذه الروابط نخبه من خيرة لاعبينا الدوليين والذين يشاركون بفاعلية في إدارة وتدريب الأشبال في هذه الروابط. وما أجمل روح التنافس الشريفه التي كانت تسود في هذه المباريات والأمسيات الإجتماعيه والثقافيه التي كانت تتم في أندية الأحياء في المساء وبعد إنتهاء هذه المباريات. أي كان هنالك نشاط ثقافي منظم يتبع هذا النشاط الرياضي الدؤوب. وهذا من أحد أسباب نجاح كرة القدم في الماضي القريب أي إرتباط النشاط الرياضي بالنشاط الثقافي والإجتماعي علي مستوي الأحياء . وبالتالي إلتف الناس حول هذه اللعبه الشعبيه الأولي وساهموا كثيرا في إنجاح هذه النشاطات الرياضيه الشعبيه. وكم ..كم من نجوم سادت هذه اللعبه وإشتهر صيتها ردحا من الزمان..قد تم إكتشافها ضمن هذه الروابط في الأحياء السكنيه...!!

    6-اللياقه البدنيه والمهارات العاليه:
    الذي يشاهد كرة القدم السودانيه، يدرك تماما من أول وهلة عدم الإهتمام باللياقة البدنيه لدي معظم لاعبي كرة القدم السودانية. وقد أجمع علي ذلك كل النقاد والمدربين والمعلقين الرياضين الذي يشاهدون ويتابعون مباريات الفريق القومي السوداني في المنافسات الأفريقيه والعربيه. إذ يكون أداء الفريق ممتازا في الشوط الأول وسرعان ما ينفرط العقد ويبدو الفتور والإرهاق لدي اللاعبين وتأخذ الهزيمة المرة مجراها. وأذكر عندما ذهبت إلي أمريكا وأنا في ريعان الشباب، كانت تدريبات كرة القدم (soccer) قاسية جدا وتحوذ تدريبات اللياقه علي ثلاثة أرباع الوقت الزمني للتمرين. كان المدرب يطلب منا كفاتحة شهيه للتمرين بالدوران بأقصي ما نملك من سرعه مرتين حول الملعب وبعدها كنا نصعد بسرعه علي درجات السلالم بالإستاد صعودا وهبوطا وكان تمرينا قاسيا وكأنك تصعد علي قمة جبل وتهبط عدة مرات. ولقد إنهار بدني المتهالك كليا في الأسابيع الأولي وذلك لعدم إمتلاكي للياقة البدنيه المطلوبه! كان الإهتمام مركزا علي القوة البدنيه والمهارات الأساسيه في تثبيت الكرة وتمريرها بطريقه صحيحه. وأذكر قول المدرب جيدا أن مهارة المحاورة والتهديف هي مهارات يكتسبها اللاعب تلقائيا أي، أن المهم هو إمتلاك اللياقه والمهارات الأساسيه اما المهارات الأخري فسيكسبها اللاعب ضمن التمارين الجماعيه.
    أما تدريب كرة القدم الأمريكية الأخري، فحدث ولا حرج، هي أشد قوة وبأسا من تمرينات اللياقه لدي أي قوات مسلحه في العالم.
    والآن كل المدارس التدريبيه تركز علي اللياقه البدنيه أولا ومن ثم تأتي المهارة الكروية. إذ لابد أن يكون عطاء اللاعب مستمرا بنفس الوتيرة طيلة الزمن الأصلي للمباراة والوقت الإضافي إذا تطلب الأمر ذلك. بكل أسف طريقة حيانتا اليوميه تميل إلي الإستكانه والدعه وعدم ممارسة رياضة الجري أو المشي والتي صارت روتينا يوميا لمختلف شعوب العالم الأخري. لابد من زرع هذه الثقافه في جيل النشأ الحالي منذ نعومة الأظفار حتي تصبح ثقافه عامه لدي جميع أفراد المجتمع في المستقبل القريب.
    من كان يتتبع الكرة السودانيه قديما، كان يدرك مدي إستغلال المدربين إلي مهارات اللاعبين السودانيين. فلقد ظهرت ثنائيات ناجحه علي مدي إمتداد كرة القدم السودانيه، كان لها الأثر الفعال في تغيير سير أي مباراة كرة قدم. وعلي سبيل المثال، لا الحصر، أذكر ثنائية إبراهومه وماجد في المريخ وثنائية نصر الدين جكسا وصديق محمد أحمد في الهلال ويوسف مرحوم وفؤاد السيد في فريق النيل و...و...ألخ. إذ كان ماجد يتمتع بلياقه بدنيه قوية وسرعة في التحرك يستغلها في إزاحة أي مدافع من طريقه . وكان إبراهومه يعرف كيف يرسل الكره إلي ماجد خلف المدافعين وينتج منها هدفا محققا. كذلك سرعة صديق محمد أحمد في الناحية اليمني من الملعب ويعرفها جيدا صانع الألعاب جكسا وكيف يرسل له الكره في المكان المناسب. وما زلت أذكر مدافع الهلال والفريق القومي الأيسر ود الأشول وكيف كان يشوت ضربة الجزاء بقوة خارقه لا يصدها أي حارس مهما كان...وكثير ..كثير من قصص المبدعين..!!!
    فلماذا توقف هذا الإبداع وإنحسرت منابع تفريخ الاشبال حتي وصلنا إلي درجة الدفع بالدولارالعزيز إلي اللعيبه الأفارقه حتي نري بعض ومضات من المهارات العاليه والتي كانت متوفره من جيل الامس ولكنها أصبحت نادرة بين اشبال اليوم. لماذا فشل التدريب السوداني الحالي في كشف المهارات الخاصه لدي كل لاعب وإستغلالها لخلق نوعية مماثلة لثنائيات الأمس...أنا متأكد أن المعدن الأصيل متوفر لدي الشباب السوداني ولكن كيفية إكتشاف هذا المعدن وتوجيهه هي المعضله التي تواجهنا الآن. لقد فشلنا في المحافظه علي موروثات الأجيال السابقه وتنميتها ليتسلمها جيل الغد...! لقد قطعنا حبال التواصل بين الأجيال المتعاقبه فكانت النتيجه هذا التدني المذري هو الوصول إلي مستويات هابطه تثير الحنق والشفقه.
    لابد من وقفة تأمل والرجوع القهقري إلي أيام الماضي القريب لإستخلاص الدروس والعبر من معطيات تلك الأيام العطره. يجب إعادة خلق الميادين والمساحات في المدارس والأحياء وتشجيع النشأ في العوده إلي ممارسة الرياضه، من مستوي الروضه وإلي المستويات الجامعيه المتقدمه. كما لابد من إفساح بعض الوقت الإلزامي لممارسة الرياضه في جميع مراحل المدارس في الفتره الصباحيه. أي، أن تكون الساعه والنصف الأولي لممارسة الرياضه بجميع أنواعها ولا أعتقد أن التكلفه ستكون باهظه الثمن . ولكن لو نظرنا إلي المردود البشري والمادي الآتي سيكون هذا الإستثمار مجديا. لأننا في زمن أصبحت الكوادر المؤهله في أي نشاط تأهيلي هو نوع من الإستثمار البشري الواعد والذي سيدر بالعملات الصعبه بدلا من أن ندفعها نحن للغير. الإهتمام بدراسة التربية الرياضيه وفتح المجال لخريجي هذا المؤهل للمشاركة في إدارة الأنديه الرياضيه بدلا من هذه المنافسات القبيحه بين من لا يفقهون أمور االرياضه ولا يعيرونها الإهتمام اللازم. يجب علي كل من يتولي منصب إداري أو تدريبي في أي من الأنشطه الرياضيه أن يحمل علي الأقل علي أي مؤهل في مجال التربية الرياضيه وان لا تترك هذه المناصب لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن لأجل الحصول علي مكاسب إجتماعيه أو سياسية زائفه!
    كما يجب إحياء الروابط المحليه علي مستوي الأحياء السكنيه وتشجيع هذه الأنديه الصغري في إستقطاب الأشبال وتنمية قدراتهم المهارية التي هي الأساس اللازم لعملية صقل المواد الخام لإستمرارية الأنشطه الرياضيه. لقد أهملنا جانب خلق الثقافه الرياضيه العلميه وتنميتها في شباب المستقبل في سن مبكرة حتي تصبح جزءا لا يتجزأ من التفكير البشري والممارسه اليوميه لدي إنسان المستقبل.
    ولم لا تنشأ سلسة مدارس رياضيه خاصه لمن لديهم الموهبه الأوليه منذ الصغر في ممارسة كل الأنشطه الرياضيه. علي أن يكون التركيز في هذه المدارس علي التربية الرياضيه بجانب التحصيل الأكاديمي حسب المقررات المفروضه من قبل وزارة التربيه. وهي متوفره وناجحه في بعض البلدان وتسمي ب(Sports Academy). بالطبع هذا يساعد في صقل المهارات الناشئه في وقت مبكر لرفع مستواها إلي مستوي المنافسه العالميه بدلا من الإنزواء والتقوقع ضمن ممارسة رياضيه دون المستوي العالمي. ولا أعتقد بأن الكلفه الإجماليه لهذه المشاريع البسيطه عالية إذا ما قارناها بالمردود العائد للإنسان السوداني الذي وصم بالكسل زورا وبهتانا!!!!

    (عدل بواسطة إبراهيم عبد العزيز عثمان on 09-11-2014, 05:57 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de