نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 09:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2014, 02:56 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا (Re: mwahib idriss)

    6م).
    5. انفكاك النص عن الواقع (اعتبار النص أصل والواقع فرع=اشتقاق الواقع من الفكر):
    تظهر أفكار السلفيين في حالة صدام شبه دائم مع المجتمعات حتى الإسلامية منها التي لا يخلو فيها مجتمع من الأزمات الكارثية التي تسبب بها أتباع هذا المنهج التفكيري اللاعقلاني لأبناء بلدانهم والبلدان الأخرى التي هاجروا إليها وتربوا وتعلموا فيها. وهذا الأمر ناتج عن تحجر وجمود تفكير هؤلاء، واستغراقهم الأعمى في المرويات والنصوص التاريخية القديمة، وعيشهم في جنة أحلامهم الوردية البعيدة عن واقع الحركة والتطور الحياتي المتواصل، وابتعادهم عن ملامسة حركة الفكرة في الواقع، وضرورة التواصل مع المستجدات، والتكيف مع الأحوال والمواقع والتطورات، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بإعادة قراءة النص من خلال العقل والواقع العملي لحركة التغير والتراكم البشري، حيث أن الكلام لا يمكن أن يرسخ وينمو بدون جدلية تفاعل النص مع الواقع.
    من هنا علينا –في هذا الإطار- أن نعيد الاعتبار لدور العقل في فهم النص المؤسس كما ذكرنا، وأن يكون الفقيه والمثقف متحرراً من أي قيد معرفي أو مزاجي في دراسة النص، وأن تكون الحرية هدفه ومنطلقه في ذلك، وهذا ما سيؤدي عبر استمرارية التجربة وتراكم الفعل الإنساني المسؤول والواعي إلى تكثيف الفعل الثقافي والاجتماعي لتحرير دينامية التحول الاجتماعي في مجالنا الإسلامي من كوابحها ومعوقاتها الذاتية والموضوعية، حتى تأخذ التعددية في السياسة والتعبير موقعها الأساس في تنظيم الخلافات والصراعات وضبطها، وحتى تتجه كل الجهود والطاقات نحو البناء والسلم والاندماج الاجتماعي والوطني وتعميق موجبات العدل والمساواة والحرية.
    إن الفكر الإسلامي الحقيقي لا يمكن أن يعيش ويتطور ويتكامل إلا بالتفاعل الصريح والواضح مع الواقع المعاش، وإن بقاء النص غائباً (أو مغيباً) عن الواقع سيقلص مساحة الحرية أكثر فأكثر في داخل اجتماعنا الديني والسياسي.
    فعلاً إننا بأشد الحاجة لعنصر الحرية من أجل تطور ونمو وتصاعد مجتمعاتنا العربية والإسلامية، لتتنفس الحرية في الهواء الطلق بعيداً عن مناخات القهر والاستعباد والاستبداد التي تقبع في داخل سجونها، وتكبل مواهب وقدرات أبنائها عن العمل والنهوض الفعال لبناء حاضرها ومستقبلها.. ونحن نقولها بالفم الملآن كما قالها وأعلنها أحد المثقفين الإسلاميين المعتدلين: نحن بحاجة إلى أن نقتحم فضاء الحرية، ونكشف المضمون الثري لهذا الفضاء في قيم الإسلام ومثله. إذ أن هذا الاقتحام سيقدم للفكر الإنساني أبعاداً ومضامين جديدة، ويزيد من إمكانية المسلمين للتفاعل مع العصر وقضاياه الكبرى، ويساهم في خلق شروط الحرية الفعلية والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الإنسان.
    فالأفكار التي تنمو في الخفاء والظلام، بعيداً عن العلم وأهله ستكون خطرة وهدامة. أما الأفكار التي تنمو في جو الحرية وفي العلن وتناقش ويتم الحوار حولها والتداول بشأنها، فإن ولادتها الاجتماعية ستكون يسيرة، وستكون هذه الأفكار في مسار البناء لا الهدم. ولهذا شرط أولي هو الإنصات الواعي إلى تحديات وأسئلة الواقع القائم، كي تكون أفكارنا وممارساتنا متوازنة ومنسجمة مع قوانين التطور الحياتي ومنطق التاريخ الإنساني. بما يؤدي إلى جعل خياراتنا واستراتيجيات عملنا واضحة وناضجة وسليمة في المقدمة والنتيجة.
    إن فتح عقولنا على الحياة والعصر وعلى كل الآفاق التي يتيحها أمامنا هذا الوجود الإنساني هو الذي يصقل تجربتنا، وينوع في خياراتنا وسبل حركتنا، وبالتالي يزيد من قدرتنا وإمكانياتنا على طريق إنجاز البناء الحضاري المطلوب لأمتنا ورسالتنا في مختلف مناحي التنمية والعمران الحضاري.
    وبالنتيجة ليس لنا من خيار في سبيل الانتقال من الواقع الفكري والسياسي والاجتماعي القائم حالياً في عالمنا العربي والإسلامي –والمرتكز على وجود ثقافة سلفية شديدة التمركز والانغلاق لأسباب كثيرة ذاتية وموضوعية لا مجال لذكرها الآن- سوى عبر تطوير أساليب وطرائق العمل المدني-السلمي، وتربية المجتمع وتدريبه عملياً على فهم وممارسة ثقافة الحرية والمسؤولية والديمقراطية، وتعميقها شيئاً فشيئاً داخل البنية الروحية والمفاهيمية لمجتمعاتنا، حتى يتم التحول النوعي في هذه العلاقة بعد تراكم البناء والعمل المتواصل في توطيد أركان المجتمع المدني ومؤسسات الدولة العادلة والمقتدرة والقادرة –في الوقت نفسه- على الإجابة العملية عن حسابات وتحديات أسئلة الزمن الصعب الذي نعيش في قلبه حالياً. وفي هذا الطريق علينا ألا ننجرف وراء الأوهام، وإنما أن نحاول بناء خياراتنا وقناعاتنا ومواقفنا استناداً إلى منطق وروح العقل والحقائق العقلية والوقائع القائمة وليس المتخيلة، وذلك ليس من أجل الانحباس فيها أو الخضوع إلى السيئ منها، وإنما لكي تكون حركتنا عاقلة وهادفة ومنسجمة (راجع كتاب: الأمة والدولة، محمد محفوظ، المركز الثقافي العربي، ط:1، ص7-بيروت 2000م).
    من هنا نحن نؤكد دعوتنا مرة أخرى للاهتمام الكبير بالعلوم العقلية والإنسانية لا النقلية فقط، في داخل الجامعات العربية والإسلامية لكي ننهض من كبوتنا ونستدرك ما فاتنا، ونلحق بركب الحضارة. كما إننا ندعو –مع من يدعو من المفكرين والمثقفين- إلى بلورة لاهوت جديد غير اللاهوت التقليدي الطائفي (فقه السلاطين والتكايا) الذي يسيطر علينا ويتحكم بوجودنا منذ مئات السنين.. وهذا اللاهوت الجديد أو التفسير الجديد للدين هو وحده القادر على تجاوز الانقسامات والتعقيدات الطائفية والمذهبية التي لا تزال تشعل الحروب بين أتباع الأديان التوحيدية الثلاثة، وتمنع حوار الحضارات والأديان.
    وهذا اللاهوت الجديد الذي نريده ونسعى له ليحل محل اللاهوت القديم هو لاهوت منفتح، متسامح، يرفض الانغلاق والتعصب وادعاء ملكية الحقيقة من أية جهة جاء. كما أنه لاهوت منفتح على كل العلوم الإنسانية والمعرفة البشرية.. إنه لاهوت الحداثة أو ما بعد الحداثة.
    6. إتباع أسلوب العنف والترهيب لتحقيق الغايات والمطالب، ورفض النقد الذاتي:
    يستوقفني بقوة نمط من أشكال هذا الخطاب الديني السلفي الطاغي حالياً على معظم ساحات واتجاهات العمل في عالمنا العربي والإسلامي، وهذا النمط هو ما ينتهجه الخطاب السلفي المتطرف من أساليب الترهيب والتخويف والتكفير والرجم بالغيب، لا بل إن منهم من نصب نفسه حاكماً يحاكم الناس بمظاهرهم، وكأنه يعلم ما في قلوبهم وضمائرهم ونواياهم، كي يقيس على ضوء ذلك إيمانهم ويحاكمهم بما في صدورهم. ومنهم من اتخذ نفسه منبراً يصدر فتاوى الحلال والحرام، ويضع الخطوط الحمراء والخضراء، ويصرح بالفتاوى لسفك دم هذا وذاك. وإن كنت لا أفهم ما الفائدة التي يمكن أن يجنيها الداعية أو الخطيب نفسه من ممارسة هذا الشكل غير الإنساني في الخطاب الديني، مع أن القاعدة الفقهية تقول: “الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل أو نص شرعي من القرآن والسنة”.
    إننا نعتقد أن تلك القوى -ذات المنهج والتفكير السلفي القديم- لا تزال تجتر مجمل الثقافة القديمة، وهي تعمل باستمرار على مواجهة ورفض كل ما هو جديد وحديث تحت ذريعة انتهاكه للهوية والتراث، كما إنها تواصل اشتغالها على استيلاد الظروف وتعميق الأسباب التي ساهمت في تعزيز وجودها وهيمنة خطابها الديماغوجي على واقعنا الديني والثقافي عموماً.. وهي:
    -افتقادنا للديمقراطية والتعددية السياسية.
    -شيوع الاستبداد والفساد والإفساد المقنن.
    -انعدام فرص العمل لأجيال الشباب من خريجي المعاهد والجامعات.
    -انتشار الفقر والجهل والأمية الثقافية، وإعادة إنتاج ثقافة التخلف.
    -عدم وجود إرادات جدية في التوجه إلى حل المشكلات القائمة والصراعات العبثية التي هدرت كثيراً من مواهب وطاقات أهل المنطقة.. والطاقة الأهم هي تفعيل وعي وإرادة شبابنا العربي المعطلة والمغيبة عن سابق تصور وتصميم، وانعدام أي فرص للاستخدام الفعال لمواهبهم في طريق العمل الصالح والنافع لمجتمعهم ككل.. أما ما يحدث على الأرض فهو عكس ذلك تماماً، إذ نلاحظ كيف يهجر كثير من شبابنا بلدانهم وأوطانهم الحقيقية ويرتمون في حض أوطان وهمية فكرية أو عملية.. تتأسس على خطاب ثقافي مأزوم يتلقاه شبابنا ويحقن في داخل نفوسهم بصورة تقليدية جامدة، مما يجعل (من كل هذا المنتوج المعرفي الكمي المتضخم باستمرار) غير قادر لا بل عاجز تماماً على تقديم إجابات شافية لهم عن واقع الحياة وتطورات العصر، بل تجري عندنا باستمرار عملية غسل دماغ حقيقية لشباب مجتمعاتنا وعلى نطاق واسع من قبل كثير من رموز ونخب الثقافة الدينية السلفية تنطلق أساساً من خلال تعميق استراتيجية تجنيدية إغرائية في داخل وعيهم بما يجعلهم خاضعين لتلك الثقافة (التي تقدم لهم بصيغة الترهيب قبل الترغيب) ومستنفرين لها دائماً.
                  

العنوان الكاتب Date
نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-02-14, 01:10 PM
  Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-02-14, 01:19 PM
    Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-02-14, 02:38 PM
      Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-02-14, 02:44 PM
        Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-02-14, 02:51 PM
          Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-02-14, 02:56 PM
            Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-03-14, 09:53 AM
              Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-04-14, 11:33 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de