نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 09:56 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2014, 01:10 PM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا

    نشر بتاريخ السبت, 02 آب/أغسطس 2014 11:40 كتب بواسطة: إسلام مغربي

    في أن داعش وفكرةand#1619; التعصب والتطرف هي ظاهرةٌ هامشية في الوعي الجماعي للمسلمين، فهذا قولٌ حق. لكن الداعشية تتغذى من ثقافة وتربية، تترعرعُ في قلب المنطقة، تنهل ُمخزونها من ماض غابر، وتتغذى من تعايش المجتمعات ودوائر السلطة، بجناحيّها السياسي والديني، مع واقع الغلو والانغلاق وفقه العتمة.

    في أسلمة راهن البشر في منطقتنا نزوعٌ نحو جرّ العباد إلى منطق غيبي افتراضي يستندُ إلى حجج يجوزُ فيها الشك والتأويل والاجتهاد. ينفي تمرينٌ من هذا القبيل حقيقةand#1619; اليوم ووضوحه ويلوذُ بيقينية الأمس المزعومة وضبابيتها. وسواء كانت تلك الأسلمة أخوانية تتدثرُ بالدين وسيلة للسلطة، أو سلفية تغرفُ من الدين ما يبرر ماضوية منتهية، أو جهادية ترتبُ الآيات والسنن والأحاديث وفق فلسفة تكره الحياة وتقدس العدم، فإن الثابت أن أمر ذلك يقيم القطيعة بين البشر في العالم، كما القطيعة مع قوانين الحاضر وثوابته.

    في صراع الأصوليات في أيامنا هذه تصادمٌ حول فكرة الموت. حزب الله يفتي بجواز جهاده للدفاع عن المراقد، أي للدفاع عن حجارة الموت وما تعنيه في عقيدة المؤمنين، فيما الداعشيون، وأمثالهم في كل مكان، يلاحقون المراقد تنكيلا وتدميرا، بما تمثله من تدليل على الموت ووثنية رموزه. في تضاد التطرف والعصبيات إذن معركة حوّل محورية العدم كدليل على انعدام القدرة على تحديث مقاربات التعامل مع الوجود.

    لا تفصحُ الأصوليات عن خارطة طريق صحيّة صحيحة تفسّر أصول العيش وناموس الفرح والسعادة فيه. تخال العالم منقسم بين اصناف عديدة من الموت: موت الكفار وموت المؤمنين. يتحددُ العالم وفق تلك الرؤى بين جثث مقبورة وأخرى قيد ذلك. فلا مكان لفكرة نور أو خطة رقيّ أو وصفة لعمران. فعند الأصولية تمجيدٌ للموت على شكل مواكب جنائزية تنقل الأحياء إلى مصاف الشهداء، أو على شكل عمليات قتل جماعي أو ذبح حيواني وفق طقوس مقدسة تترجل من أصول الدين أو هكذا تزعم الفتاوى.

    تنكرُ الأصوليات وجاهة بعضها البعض. فالشيعة هم "رافضة" والسنة هم "نواصب". ويتأسسُ حفل التشاتم على نصوص ومعاجم لطالما برع فيها فقهاءٌ وعلماء ومراجع. يتحوّل ما هو سباب مذهبي إلى تربية تصلّبها السنون، فتروج الكراهية والحقد أصولاً في الزهد والإيمان، ويغيب التسامح والرحمة والقبول بالآخر. لا آخر عند الاصوليات فهو نقيض الأنا، والأنا إيمان صحيح مزعوم، ونقيضه كفر وزندقة.

    لا تنتهي حربُ الأصوليات لأن الماضي لا قعر له. تقوم حروب الأصوليات على استعادة الفتن من جحورها، فتتم صيانتها والحرص على ديمومتها متناً لتذابح لا ينتهي. لا ضرورة لاصلاح روايات التاريخ حول "صفين" و"الجمل" و"كربلاء" وحكايات أخرى تتوالد ولا تنتهي. فمطلوب أن تترجل تلك الحكايات مخصّبة بما تفتقت عبقرية الأصولية عبر التاريخ من تشويه خبيث يثقلها بكل ما من شأنه الوشاية بأبطالها وما من شأنه تخليد الفتنة دون كلل.

    لا ينحصرُ التطرف في حدود الجماعات، وهو ليس صنيعة بيتية تُطبخ داخل جدرانها. فأن نقطع شروط العصر عن الناس فذلك إغراق لهم في غياهب سوداء. وأن يستمر الحديثُ حول الاختلاط ينعمُ بشرعية وحيوية في قرننا الحالي، فذلك من أعراض التحجر والتخلف في ذواتنا. وأن يغضّ المجتمعُ الطرف عن جرائم الشرف فيما تتفهمها القوانين وتتسامح معها، فذلك جريمة بحق المدنية وصِلand#1619;تها بالحضارة البشرية منذ فلسفة اليونان.

    في ذواتنا صراع عضوي حول موقع الدين في يومياتنا. ففي مقاربة الأمر ميّلٌ نحو التقليد واستيراد تجارب ما وراء الحدود. في ذلك تلبيس اصطناعي لبضاعة جاهزة على قوام غير جاهز. على أن تمحوّر النقاش بين دينيين وعلمانيين حوّل الدين، والدين فقط، يُظهر مدى هاجسه في الهيمنة على النقاش العام. على ذلك يتراجع الدين في فترات تاركاً للعلمانية والاشتراكية والقومية والمدنية أن تحتل الحيّز الكبير، وحين تندثر تلك الحقب يعود الدين والمتدينون لاستعادة النقاش الجدلي الكبير. لكن الدين في صولاته وجولاته، في كره وفره، يصبح أدياناُ ومشارب وأحزاب وجماعات، ويصير موقعه ودوره ملتحق بالتفسير الظرفي والاجتهاد الكيفي واستعادة علم الكلام وفق رؤى متطرفه بعيدة عن جوهر الإسلام الحقيقي.

    لم نخرج من كتب الحكايات القديمة بعد. ما زالت يومياتنا ملتصقة بيوميات الأولين، نأكل من زادهم ونتنفس من هوائهم. ما زالت مواجهتنا لتفاصيل العصر مرتبطة بسلوكيات وسنن عصر آخر. يبقى تفسيرنا للحزن والفرح والعيش وعلم التواصل مرتبطٌ بما تخرج به كتب الفقه والسيرة وأخبار السالفين. أوليس في ذلك إنعزال عن إنسانيتنا بصفتنا جزء من كل؟ ألسنا "أهل كهف" في عالم يتخلص كل دقيقة من الكهوف؟ هي الداعشية في فعلنا ورد فعلنا، في صحونا ونومنا.

    في طرد داعش للمسيحيين من الموصل حدثٌ لا يمتّ لتاريخ الاسلام وعهدته العمرية بصلة. لكن ما يقترفه الداعشيون يتّصل بصفة الكفر والشرك التي لطالما ألصقها من هم غير محسوبين على الأصولية والارهاب بالمسيحيين. في ذلك أن ما تمارسه داعش قد لا يلقى استغراباً من البعض وربما قد يجدُ له سنداً في تاريخنا. يكفي ملاحظة وضاعة ردّ الفعل الرسمي (من المراجع السياسية والدينية) على جريمة من هذا النوع، ومعاملتها بصفتها حدثا مصلاوياً محلياً لا مقاربةً تروم تغيير الوجه التاريخي الحضاري الثقافي للمنطقة برمتها.

    أن لا ينتهي مجتمعنا من ظلال التاريخ الثقيل فذلك سرّ الجمود الذي يشلّ منطقتنا. وأن يستمر الديني في السيطرة على المدني فذلك إقرار باستسلامنا لشروط الأمس ومقتنا لشروط العصر. وأن تبقى الفتنة حيّة بين المذاهب، وأن يخرج كل يوم من يصنّف الناس كفارا ومؤمنين فذلك أننا لم نُجمع بعد على مقاييس الخطأ والصواب.

    وبانتظار أن تفرضَ سلطة الحداثة ومنطقها شروط اليوم في الثقافة والقانون والاقتصاد والسياسة، وبانتظار أن يتوقف رجال الدين عن التدخل في السياسة وأصول الحكم (على ما سنّ مؤخراً محمد السادس في المغرب)، وبانتظار أن تفرض دساتير الانفتاح والتعدد والتسامح قوانينها على علل الانغلاق، وبانتظار أن ينعم شباننا كما شاباتنا بالعلم والعمل والتعايش والمشاركة، وبانتظار أن تزول الحواجز بين رجل وإمرأة فلا ترفعُ ذكوريةٌ جدراناً وأسوارا بينهما، فإن يومياتنا ستتالى على وقع ما يقره الملا عمر أميرا للمؤمنين ويمليه أبو بكر البغدادي خليفة عليهم.

    محمد قواص

    صحافي وكاتب سياسي
                  

العنوان الكاتب Date
نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-02-14, 01:10 PM
  Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-02-14, 01:19 PM
    Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-02-14, 02:38 PM
      Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-02-14, 02:44 PM
        Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-02-14, 02:51 PM
          Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-02-14, 02:56 PM
            Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-03-14, 09:53 AM
              Re: نقد الداعشية التي تعيش في ذواتنا mwahib idriss08-04-14, 11:33 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de