دعوة للمناقشة مع هشام آدم

Quote: الأستاذ الفاضل: بُشرى الفاضل تحيِّاتي أشكرك على التهنئة، وأتمنى أن تتمكَّن من الحصول على نسخة من الكتاب. واسمح لي أن أُعلِّق على ما جاء في مُداخلتك من ملاحظات: أولًا: أنا لم أُحاول تفريغ كلمة/مصطلح "هرطقة" من محتواه التاريخي أو حتَّى دلالاته؛ بل على العكس تمامًا. مصطلح هرطقة أستاذي الفاضل حسب دلالاته التاريخي يعني "التغيير" على حساب الراسخ "الدوغمائي" وبمعنى آخر استبدال المعتقد الراسخ الثابت بأفكار جديدة مخالفة له، وهو تحديدًا مشروعي من هذا الكتاب، لأن الكتاب في أساسه يحتوي على نقد مباشر (بل وكفر أحيانًا) بكثير من المعتقدات الراسخة في مجال النقد الأدبي، وهو ما قد يراه بعض كهنة الدوغمائية النقدية "هرطقة" .. فالمصطلح جاء في محلِّه تمامًا من وجهة نظري، ولم أقصد به شيئًا آخر غير ذات الدلالة؛ أمَّا إن كانت الخشية متأتيَّة من حيث الدلالات الدينية المرتبطة بكلمة هرطقة، فهذه يُعالجها التاريخ وحده، حيث أننا جميعًا (اللغة ومستخدموها) واقعون تحت تأثير حركة التاريخ؛ بحيث يُصبح الثبات (حتى على مستوى دلالات المعنى) غير وارد على الإطلاق، وفي قواميس اللغة ما يُفيد بذلك؛ فكلمة (سادن) على سبيل المثال كانت لها نشأة ودلالة تاريخية محددة متعلِّقة بحراسة الكعبة، ثم انتقلت عبر التاريخ لتُعبِّر عن الدكتاتور الدوغمائي الذي يتشارك مع حارس الكعبة التاريخي في "حراسة" الثابت المقدَّس أيًا كان بعيدًا عن المفهوم الديني التاريخي. وعلى العموم فإنَّ الناقد الأكاديمي المنهجي بإمكانه أن يعتبر المشروع النقدي المبثوث في كتابي هذا ضربًا من الهرطقة إمَّا بمفهومها التاريخي باعتبارها أفكارًا ضد الأفكار الراسخة، أو باعتباره كلامًا "فارغًا" من أي محتوى له معنى وتأثير. ثانيًا: أمَّا فيما يتعلَّق بمصطلح "القصَّة القصيرة" واستبداله بمصطلح "الرواية القصيرة" فأعتقد أنَّك أستاذي الفاضل، تتعجَّل بالحكم قبل قراءة الكتاب، والوقف على رأيي في هذا الصدد، وقد جاء في الكتاب شرح وافٍ (أو هكذا أتمنى) عن ضرورات استبدال المصطلح وعلى ما أستند عليه في ذلك، وبالإمكان المناقشة حول ذلك بعد قراءة الكتاب، والوقوف على مُجمل الفكرة حول هذه النقطة بالتحديد. ثالثًا: أمَّا عن استخدام ضمير الغائب، فهذا التقديم من صياغة "الناشر" الذي اختاره للترويج للكتاب، وهي ليست صياغتي أنا. ما يختص بي هو فقط الكلام المشار إليه بين أقواس التنصيص مما اختاره الناشر من مقدمة الكتاب، فالأمر ليس به أي نرجسية. هذه الصياغة التقديمية أو التعريفية للكتاب. عمومًا أستاذي الفاضل، أتمنى أن تقرأ الكتاب عند نشره وتوزيعه، وأن تقف بنفسك على ما جاء فيه من أفكار، وبإمكانها بعدها أن تقدِّم نقدك لمُجمل الأفكار الواردة به، وليس نقد بعض أجزاء مقدمة الكتاب المستخدمة للترويج. تحياتي لك