|
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. (Re: Deng)
|
قولوا ، إنْ أصابَ الرئيس : لقد أصابَ
هاشم الإمام محيي الدًين
الولايات المتحدة / فرجينيا
[email protected]
الذي يقرأ ما ينسبه الكتاب المعارضون ، في وسائط الإعلام ، إلى الرئيس وبطانته ، وأهل بيته ، وأعضاء حكومته ، ورموز الحركة الإسلاميّة ، من جرائر ، وجرائم ـــ بعضها ضد الإنسانيةـــ ومحاباة ، وعنصرية ، وفساد مالي وأخلاقي ، ويصدق ما يكتبه هؤلاء الكتّاب ، ويطمئن إليه ، يداخله الظن بأن هؤلاء القوم ـــ محل النقد ـــ ربما قُدّوا من شرّ محض ، وأن الله لم يفطرهم على الخير كما فطر سائر الناس . والذي يتأمّل ما تكتبه هذه الأقلام الجائرة ، وينعم النظر فيه ، لا يخالجه شك بأن أمراً قد دُبّر بليل ، وأن حملة منظمة قد جُندت لها هذه الأقلام ؛ لتشويه سمعة قادة الإنقاذ ، وقادة الحركة الإسلامية ، واغتيالهم سياسيا ، إذ لم يترك هؤلاء الكتاب رمزاً من رموز الحركة الإسلامية ، ولا أحداً من قيادات الحكومة إلا أزروا به ، واتهموه إمّا في سلوكه الشخصي ،وإمّا في أدائه المهني ، أو فيهما معاً ، حتى صار المرء يخشى أن يذكر في مجلس أنه عضو في الحركة الإسلامية ، ولو كان ذلك في مرحلة سابقة من مراحل عمره ، دعك من الدفاع عن النظام القائم ، و ذلك لعمري الذي إليه يهدفون ، ومن أجله حُملت الأقلام ، وسوّدت الصحائف الورقية منها والاسفيريّة . وكل موظف من موظفي الخدمة المدنية اتّهم بالاعتداء على المال العام ، فهو بالضرورة ــــ عند هؤلاء الكتّاب ـــ إسلامي ، ولو تدثّر بدثار العلمانية ، وارتدى ثياب الماركسية ، وكل تاجر سوداني ضُبط في مطار من مطارات العالم ، يحمل عملة صعبة ، فهو بلا أدنى شك عضو فاعل في الحركة الإسلامية ، وفي طريقه إلى ماليزيا لإيداع هذه الأموال في مصارفها ؛ خوف سقوط حكومة الإنقاذ ، وتعرضه للمحاسبة ، ولو أقسم هذا التاجر بالأيمان المغلظة أنه ليس ب( كوز) ، وأنه لا يعرف موقع ماليزيا على خريطة العالم . وربما عرّج الكاتب بهذه المناسبة على خبر الطائرات الرابضة في فناء القصر ؛ لتهريب المسؤولين إلى الخارج ، ساعة سقوط النظام المتوقع قريباً . إنّ الهجوم على الحركة الإسلامية في السودان جزء من حملة عالمية آثمة لمناهضة الحركات الإسلامية ، التي بدا واضحاً أنها خيار الشعوب الإسلامية ، وأنها تهدد الفكر العلماني الحاكم فيها ، فأشد ما يخافه هؤلاء العلمانيون هو تكرار التجربة الجزائرية ، وثورات الربيع العربي التي فضحت دعوى العلمانيين بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع ، وهذه الحملة يشتد نشاطها الآن في دول الخليج ، ويعلو صوتها في السودان لطبيعة الحكم فيه ، ولوجود نموذج يمكن الإشارة إلى سقطاته ، ومما يعجب منه ، أن كل التجارب العلمانية الفاشلة ، في أفريقية والعالم العربي طوال عهد ما بعد الاستقلال، يُنسب فشلها للحكام لا للفكرة ، ولكن أي إخفاق ، ولو كان جزئياً ، في تجربة إسلامية ، فهو منسوب إلى الفكرة ضربة لازب . بدأت هذه الحملة قديماً بتجريد الحركة من صفة " الإسلاميّة " وإطلاق صفة " الإسلاموية " عليها ، وظلّ المعارضون يصرون على هذا المصطلح ، ويذكرونه من جملة الصفات ال########ح في الحركات الإسلامية ، كما يرون ، حتى ساء معناه ، وصار إذا أُطلق تبادرإلى الذهن استغلال الدين ، والإفساد في الأرض باسمه ، والإرهاب ، وغير ذلك مما تسمع وتطالع ، ورغم أنّ الكلمة قد شاعت ، وحملت من المعاني ما أُريد لها أن تحمله ، إلا أنني لا أزال أسأل على غرار سؤال الروائي المرحوم الطيب صالح : من أين جاءت هذه الكلمة ؟ فمن حيث اللفظ لم يسمع أن النسب إلى " إسلام " هو " إسلاموي " بزيادة واو وياء ، وإنّما هو " إسلامي " بزيادة الياء المشددة ، كما هو معروف في قواعد علم الصّرف. أما من ناحية المعنى فالمعروف في اللغة أنّ الزيادة في المبنى تجلب زيادة في المعنىً ، وعليه يكون لفظ " إسلاموي " فيه زيادة في المعنى على لفظ " إسلامي "! فهل ( دقس ) صاغة اللفظ عن هذا أو أنه الاصطلاح ، ولا مشاحة في الاصطلاح . كذلك مصطلح ( إسلاربوي ) فهو لفظ منُحوت ، والنحت في اللغة ، هو أن تعمد إلى كلمتين أو ثلاث ، أو إلى جملة فتِؤلف من بعض حروفها كلمة جديدة ، تكون دلالتها موافقة لدلالة ما أُخذت منه ، ولا أدري كيف نُحت هذا اللفظ من كلمتين متناقضتين في المعنى ! وصوغ هذا المصطلح إنما أُريد به محاربة تجربة المصارف الإسلامية ، ونظرية الاقتصاد الإسلامي الوليدة ، التي لا تزال في أول عهدها تلتمس لها طريقاً بين النظريات الاقتصادية العالمية ، ولا شك أن الطريق طويل وشائك ، ومحفوف بالمخاطر والأخطاء ، ولم يزعم أحد من منظريها أنها قد نضجت ،أو قاربت النضج ، بل لاتزال في طور التنظير والتجريب ، ولكن دعاة العلمنة لا يريدون لشيء له ارتباط بالدين أن يرى النور ، أويدخل دنياهم ، فللدين عالم الغيب ، ولهم عالم الشهادة ، والجمع بينهما من بدع جماعة الإسلام السياسي . أذكر أنني أوّل ما قرأت مصطلحي " إسلاموي " و " إسلاربوي " كان في كتابات الدكتور منصور خالد ، وهو بلا شك أديب لا تخفى عليه قوانين العربية، ولا بُد أن له تبريراً لغوياً لهذه النسبة " إسلاموي " ولذلك النحت " إسلاربوي " . كذلك مصطلح " الإسلام السياسي " فقد ألبسوه معنى منفراً ، أرادوا به نفي العمل السياسي عن الإسلام ، وإيهام العامة من القراء بأن العمل السياسي من مبتدعات الجماعات الإسلامية ، لا من أُصول الدّين ، حتى ينساق الناس وراء دعوة العلمنة ، وفصل الدين عن الدولة. . أضف إلى ذلك مصطلح " كوز " وانظركيف جردوا هذا الإناء الجميل من معناه ، وجعلوه صفة ذميمة ، يتداولها الناس دون وعي بمدلولها اللغوي الذي وُضعت له . ورغم أنّ المعنى الاصطلاحي ينبغي أن يمت إلى المعنى اللغوي بصلة ، إلا أن هؤلاء الشياطين ، شياطين الإنس ، استطاعوا أن ينزعوا عنه معناه اللغوي ، ويلبسوه معنى اصطلاحياً لا صلة له به ، والحق أنهم نجحوا في ذلك أيّما نجاح . والإسلاميون يقابلون هذا المصطلح بمصطلح " الخفافيش " يطلقونه على الشيوعيين ؛ لأنهم كما زعموا ، يمارسون العمل السياسي ليلاً ، في عهود التضييق عليهم ، وما أطولها ، وهو مصطلح متداول على نطاق ضيق ، وهو كما ترى لا يحمل معنى سيئاً في أصله اللغوي ، ولم يطرق عليه الإسلاميون كثيراً حتى يصرفوا الناس عن معناه اللغوي الموضوع له أصلاً، إلى معنى آخر سيء يريدونه ، ولو أطلقوا عليهم لفظ " قنافذ "، لكان أنسب ، فالقنفذ حيوان معروف يضرب به المثل فى السرى ، فيقال أسرى من قُنفذ ؛ ذلك لأنه ينام نهاراً ، ويصحو ليلاً ، وهو أنكى في الزراية بهم ، وأبلغ في الهجاء ؛ لأنه إذا ذُكر تبادر إلى الذهن بيت الفرزدق في هجاء جرير: قنافذ هدّاجون حول بيوتهم بما كان إيّاهم عطية عوّدا وبعد الفراغ من صوغ المصطلحات ، وإدخالها في لغة الإعلام والسياسة ، لجأ القوم إلى تشويه سمعة النظام وقادته ، وما وجدوا أنسب إلى نفسية السودانيين ، وأقرب إلى مزاجهم من الاتّهام بالفساد ، فهو مما هو معلوم بالضرورة عن الحكومات ، في الفقه السياسي الشعبي السوداني ؛ لذلك ركز المعارضون عليه ، وصاروا يتهمون القيادات الحكومية بالفساد ونهب المال العام ، ولا يتورعون من نسبة المفسدين إلى الحركة الإسلامية ، كيفما كانت مشاربهم السياسية ، وقد سهّل ذلك أنهم أقنعوا عامة الناس من قبل ، بأن كل العاملين في الدولة قد سُرحوا بقانون الصالح العام ، وحل محلهم كوادر الحركة الإسلامية . والاتهام بالفساد لم ينجُ منه نظام من الأنظمة السياسية التي حكمت السودان منذ الاستقلال ، فالحاكم دائماً عند السودانيين موضع الريبة ، ومظنة الفساد ، والحمد لله فإن الأيام قد بيّنت زيف هذه الاتهامات ، فبرّأت الجنرال عبود من تهمة الفساد ، وقضحت حملة الشيوعيين ضد النميري ، واتهامه بالفساد والثراء الحرام ، فالمسكين لم يجد حين نُزعت منه السلطة ،غير بيت أسرته القديم يأوي إليه ، وعاش بقية عمره على الكفاف يقتات من معاشه ، ولو أن أحداً قال في عهد النميري أن الرجل فقير ، و ليس بفاسد لتدافعته الأيدي . ولم تسلم الأنظمة الديمقراطية أيضاً من الاتهام بالفساد ، فالرئيس الأزهري حين بنى بيته اتُّهم بالفساد ، وهو بريء ، وكذلك الإمام الصادق المهدي رغم أنه كان لا يتقاضى أجراً من الدولة على رئاسة الوزارة ، إلا أنه لم يسلم من غمز الغامزين ، فانظر ، يا رعاك الله ، كيف نظلم حكّامنا أحياناً ، وأخشى ما أخشاه أن يأتي يوم ينسينا ما كان من الإنقاذ ، فربّ يوم بكيت منه ، فلما صرت إلى غيره بكيت عليه ، فانتبهوا واخشَوْا يوماً يكون الموت فيه بسبب لون الأُذن . وهذا الكلام لا يبريء بعض قيادات الإنقاذ من الفساد ، فمنهم مفسدون ، وكثير منهم صالحون ، والفساد ظاهرة متفشية في المجتمعات ، وأمر متوقع من البشر ، فلم يجعل الله الناس معصومين من اقتراف الآثام ، وليس هذا تبريراً للفساد ، فهو معيب ، وفي حق الإسلاميين أشد عيباً ، والله حثّ المؤمنين على الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والأخذ على يد المفسد ، ولكنه أيضاً أمرهم بالتبيّن قبل إشاعة الخبر، فلا يجوز لأحد أن يسوق التهم جزافاً بلا بيّنة ، فالأصل في العلاقات بين الناس حسن الظن، إلا ما يعرض في القلب ولا يستقر ، أوما تهجس به النفس ، فذلك معفوّ عنه . والصحف عندنا أحرص على الإثارة من تحري الحقيقة ، وأعنى بسقف مبيعاتها من عنايتها بصدق الخبر . شاهدت في برنامج " حتّى تكتمل الصورة " بعض الصحفيين يتحدثون عن مصادرة الحكومة لحرية الصحافة ، بعد إيقاف صحيفة " الصرخة "، ويريدون من الحكومة أن تجعل لقضايا الصحافة محكمة خاصة ، وهو اقتراح جيّد إذا نُظر إليه من ناحية تعجيل الإجراءات ،وكسر الرتابة ، ولكن تعجيل الإجراءات لا يكمل الصورة ، فالمتضررمن إشانة صحيفة لسمعته ، لا ينفعه شيء أن تدان هذه الصحيفة أو تبرأ ، بعد أن سلبته ما لا يستطيع أن يستنقذه ، فا لأجدر بهذه الصحف أن تلتزم خلقياً بآداب النشر ، ومستلزمات العمل الصحفي ، فالقانون لا يرد الحقوق الأدبية والأخلاقية إذا انتهكت . ومن عجيب الأمر أن الباشمهندس الطيب مصطفى ، الذي صاغت له صحف المعارضة مصطلح " الخال الرئاسي " قد استعار من المعارضة بعض مفرداتها ، واتّهم الحكومة بالفساد ، والتعدي على حرية الصحافة ، فالصحيفة الموقوفة صحيفته ! ولو اعتبر بما يُتهم به من استغلال قرابته بالرئيس ، ومحاباة الرئيس له ، لتأنّى قبل أن يتهم الآخرين . والمعارضون لحكومة الإنقاذ ، لا يعترفون لها بأي إنجاز أنجزته طوال ربع القرن الماضي ، فهي كالعشواء تتخبط ، ولا تستبين طريقها ، ولا يقرون بحسنة للرئيس ، فهو ملء الشر إهابه ، وكأني به يتمثّل قول الشاعر : إنْ يسمعوا ريبة طاروا بها فرحاً منّي ، وما سمعوا من صالح دفنوا صمٌ إذا سمعوا خيراً ذُكرت به وإن ذكرت بسوء عندهم أذنــــــــوا أذنوا : أي سمعوا . وعلى عكس ذلك ، فهم يستصوبون كل عمل يظنون أنه يفت من عضد الإنقاذ ، ولا ينظرون إلى عواقبه ، فالعمليات العسكرية التي تقوم بها الحركات المسلحة في جنوب كردفان ، ودارفور ، وجنوب النيل الأزرق بطولات ، ولكن ما يقوم به الجيش من واجب التصدي لهذا التمرد ، ترويع للمواطنين العزل ، وانتهاك لحقوق الإنسان ، وما تطفح به كتابات بعض أبناء هذه المناطق من عنصرية ، وكراهية لأهل وسط السودان ، يُغض الطرف عنه ؛ لأنهم مهمشون ، وأهل ظلامات تاريخية ، ولكثرة الطرق على هذه المغالطات التاريخية ، كدنا ، نحن أهل الشمال ، نصدق أن بلادنا استأثرت بالثروة ، وأنها جنة الله في الأرض ، وأن أهلها يعيشون في رغد من العيش ، مع أنه كان إلى وقت قريب إذا ركبت قطار الشمال قابلك الصبية يسابقون القطار يتكففون راكبيه حرف الرغيف اليابس، وأصحاب هذه المناطق المهمشة كانوا يسوقون أمامهم آلاف الرؤوس من بهيمة الأنعام ، ويصدرون إلى العاصمة ( البرتكان أبسُرة )حامدين الله على نعمة الأمن والعيش الرغيد ، حتى خلف من بعدهم خلف ، كفروا بأنعم الله ، فأذاقهم الله لباس الخوف والجوع . فأيّ الفريقين أحق بصفة التهميش ، وأجدر بالتمرد ! . وقادة هذه الحركات المسلحة ، كانوا جزءاً من الإنقاذ ، ثم تمردوا عليها لطموحات شخصية ، ولكن الخروج المسلح على الإنقاذ ، عند قادة المعارضة توبة تجُبّ ما قبلها . ورغم أنّ كتاب الحركة الإسلامية، دون غيرهم من كتّاب القوى السياسية الأخرى ، كتبوا جملة من الكتب في نقد الحركة الإسلامية ، وحكومة الإنقاذ ، ولا يزالون يكتبون ، إلا أن ذلك لم يشفع لهم عند المعارضين ، ولا وجد عندهم التقدير، بل استخدموا هذه الكتب مصادر لبحثهم عن مثالب الحركة الإسلامية ، وما كان في هذه الكتابات من إسراف في النقد رضوا عنه ، وما التزم فيه صاحبه الموضوعية سخطوا عليه ، ألا ترى أنهم كيف يطبلون للدكتور الأفندي ، حتى إذا كتب ما يشم منه رائحة مخالفتهم ، سلقوه بألسنة حداد ، وقالوا ( أصلو كوز ) ولا يفلح ( الكوز ) حيث أتى .ألا ترى كيف وجد الدكتور الترابي الترحيب عندهم حين فاصل النظام ، وكيف صار من قادة المعارضة ومفكريها ، حتى إذا قبل المشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس ، قلّبوا له صفحات الماضي ، وذكروا الناس بضلاله القديم ،وقالوا إن معارضته طوال الفترة السابقة( 15 سنة) كانت تمثيلية . لا أقول إن يكف المعارضون عن نقد الرئيس ، وحكومته ، وحزبه ، بل أدعو إلى ذلك ، ولكني أطلب من الناقدين أن يعدلوا في القول، وأن يحرصوا على ذكر المحاسن حرصهم على ذكر المثالب ، ولا أقول إن الرئيس لا يخطيء ، فكل الناس خطّاءون ، ولكنّ خطأه لا يُقابل بالسخرية والاستهزاء ، بل بالتقويم السديد ، والنقد الهادف ، فالإساءة للرئيس عند كثير من الشعوب إساءة للوطن ، وكذلك هي ، ولا أقول إن الحكومة لا تقيّد حرية النشر أحياناً ، ولكني أُذكّر الضائقين بهذا القيد أننا في بلد تأكل أطرافه الحروب ، ولا تتأتى الحرية كاملة في ظل الحروب ، ولقد رأينا في هذه البلاد ، الولايات المتحدة ، أنها حين دخلت الحرب مع العراق ، صار مصدر المعلومات واحداً ، ولم تجرؤ صحيفة واحدة أثناء الحرب ، أن تنتقد قرار الحرب ، بل كانت الآلة الإعلامية كلها على لسان رجل واحد ، وتعبّر عن رأي واحد ، هو رأي الدولة ؛ حرصاً على وحدة القوات المسلحة ، و حفاظاً على الروح المعنوية لجنودها . إن النقد الهادف يقتضي الاعتراف بفضيلة الآخرين ، فيا أيها المعارضون إنّ في بلادنا إحدى وعشرين صحيفة سياسية ، وأكثر من ثمانين حزباً ، وجملة من برامج الرأي التلفزيونية ، التي تتسابق في نقد الحكومة ، فهلا قلتم شاكرين لربكم إن عندنا مساحة من الحرية نسعى لزيادتها ، وإنّ الناس يتخطفون من حولنا . ويا أيها الشاكون الرئيس لله ، أقلوا اللوم ، وقولو، إنْ أصاب الرئيس : لقد أصاب . هذا وأود أن أُبيّن لك ، أيّها القاريء الكريم ، قبل أن يذهب بك الظن كل مذهب ، أن ماكتبته في هذا المقال ، وما أكتبه دائماً إنما هو قناعة شخصية ، ليس وراءها جهة رسمية ، ولا غرض شخصي ، فأنا لا أعرف الرئيس ، وقد رأيته عياناً مرة واحدة في مناسبة اجتماعية ، صافحني فيها مع من صافح من الحضور، ولا أنا ممن يرجون هناءة العيش ، فقد أتى دون حلو العيش حتى أمرّه ، نكوب على آثارهن نكوب ، كما أنني تجاوزت عمر المطامع ، والطموحات الشخصية ، وصرت أعد الأيام الباقية من عمري و : ما أسرع الأيام في طيّنا تمضي علينا ثم تمضي بنا في كل يوم أمل قد نأى مرامه عــن أجــل قد دنــا فامسك عليك لسانك ، ولاتخض مع الخائضين .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 02:34 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 02:38 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 02:54 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Artiga Gilani | 07-30-14, 03:26 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 03:35 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 03:37 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 03:41 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 03:44 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 03:49 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Elhadi | 07-30-14, 04:00 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | nour tawir | 07-30-14, 04:41 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Hashim Elemam | 07-30-14, 05:19 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Hashim Elemam | 07-30-14, 05:23 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Hashim Elemam | 07-30-14, 05:28 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Artiga Gilani | 07-30-14, 05:40 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Hashim Elemam | 07-30-14, 06:15 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Hashim Elemam | 07-30-14, 05:42 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Hashim Elemam | 07-30-14, 06:31 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Elsanosi Badr | 07-30-14, 07:44 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | محمد المسلمي | 07-30-14, 08:27 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Hashim Elemam | 07-30-14, 12:11 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Elsanosi Badr | 07-30-14, 01:22 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 01:53 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | الشفيع وراق عبد الرحمن | 07-30-14, 01:59 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | قصي محمد عبدالله | 07-30-14, 02:28 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | haider osman | 07-30-14, 02:05 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 02:21 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 02:24 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 02:28 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 02:38 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | مرتضي عبد الجليل | 07-30-14, 02:31 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 03:28 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Elsanosi Badr | 07-30-14, 03:52 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | الشفيع وراق عبد الرحمن | 07-30-14, 03:36 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 05:01 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 05:02 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Mohamed Suleiman | 07-30-14, 05:09 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | فقيرى جاويش طه | 07-30-14, 05:24 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | ABDALLAH ABDALLAH | 07-30-14, 06:07 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-30-14, 08:55 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Hashim Elemam | 07-30-14, 09:49 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | munswor almophtah | 07-30-14, 11:14 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Elsanosi Badr | 07-31-14, 01:04 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Elsanosi Badr | 07-31-14, 01:15 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | ABDALLAH ABDALLAH | 07-31-14, 05:00 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Mannan | 07-31-14, 05:51 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-31-14, 07:49 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Hashim Elemam | 07-31-14, 04:51 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-31-14, 06:25 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 07-31-14, 06:26 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Artiga Gilani | 08-02-14, 02:44 AM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 08-04-14, 10:57 PM |
Re: كاتب هذا المقال، كان يؤم المصلين أمس في صلاة العيد للجالية السودانية بواشنطن. | Deng | 08-04-14, 10:57 PM |
|
|
|