الأستاذمحمودمحمدطه، قال: المزارع قد ينوم، لكن التيراب ما بينوم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 03:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-30-2014, 08:45 AM

منصوري
<aمنصوري
تاريخ التسجيل: 09-28-2003
مجموع المشاركات: 2504

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذمحمودمحمدطه، قال: المزارع قد ينوم، لكن التيراب ما بينوم (Re: منصوري)

    الإنسان منقسم

    لقد سلفت الإشارة إلى أن الإنسان ، في نشأته ، إنما هو برزخ بين الملائكة الأعلين، والأبالسة الأسفلين.. هو نقطة إلتقاء النور ، والظلام - العقل ، والشهوة - ولقد قررنا إن العقل قد أمر بترويض الشهوة.. وعلى هذا قام التكليف ، وبه ظهر الإنسان ، بعد أن لم يكن.. قال تعالى : ((هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً ؟؟)).. و ((هل)) هنا تعني ((قد)) التحقيقية.. فقد مر على الإنسان دهر دهير كان أثناءه يتقلب في مراحل الحيوانية السفلى.. وهو لم يكن يومئذ ((شيئاً مذكوراً)) لأنه لم يكن مكلفاً ، وإنما كان سائماً.. وقانون السائمة إتباع اللذة ، حيث وجدت ، والفرار من الألم ، حيث أمكن.. وقانون المكلف هو قانون الحرام والحلال ، وقانون النهي والأمر.. وهو ، في جملته ، يعني عمل المأمورات ، وإجتناب المنهيات.. وإن كان في هذا وذاك مشقة على النفس ، وحرمان لها من دواعي جبلتها.. وبدخول هذا القانون - قانون التكليف - إنقسم الإنسان.. وبدأ سيره نحو الإنسانية ، مبتعداً عن الحيوانية.. وكل مشقة يحتملها في هذا الإتجاه ، إنما هي منزلة قرب من إنسانيته ، تمثل ، في حد ذاتها ، منزلة بُعد عن حيوانيته.. وهذا ما أشرنا إليه عندما قلنا : أن السلوك ، إنما هو إرتفاع من النفس السفلى ، إلى النفس العليا.. وهو ما قاله العارف ، حين قال : ((سيرك منك ، وصولك إليك))..
    وبالتجافي عن اللذة الحرام العاجلة ، إستجابة لما أوجب الشارع ، وإبتغاء اللذة الحلال الآجلة ، قوي عقل الإنسان ، وقويت إرادته.. قوي عقله لحاجته إلى التمييز بين ما ينبغي و لما لا ينبغي: و قويت إرداته لحاجته إلى السيطرة على دواعي نفسه إلى الإندفاع نحو اللذة الحاضرة ، كما هو العهد بالحيوان.. وبهذا الصنيع إنكبتت رغائب أصبح بها الإنسان منقسم بين عقل كابت ، ورغائب نفس مكبوتة.. وكلمة ((العقل)) هنا تمثل قوة الإدراك ، وقوة السيطرة..
    وإنقسام الإنسان لم يبدأ بظهور قانون الحلال والحرام ، كما جاءت به الأديان ، وإنما بدأ بظهور المجتمع.. وقد سبق ظهور المجتمع ظهور الأديان بآمادٍ سحيقة.. وفي الحق ، إن هذا الإنقسام قد أخذ بداياته منذ ظهور الحياة نفسها.. فإن ظهور المادة العضوية ، من المادة غير العضوية ، ذلك الظهور الذي يؤرخ بدء الحياة ، في صورها البسيطة ، إنما هو إنقسام المادة بين كثيف ، ولطيف.. وقد ظل الكثيف يلطف ، واللطيف يزداد لطافة ، حتى بلغا ، في مرحلة الإنسانية ، أن أصبح اللطيف يمثل العقل ، والكثيف يمثل الجسد.. فلكأن الإنقسام أخذ بداياته بظهور الحياة.. بل إن الإنقسام هو مرادف للحياة.. هو هي.. ولكنه تعقد ، وتشعب ، وترسبت طبقاته ، طبقة فوق طبقة ، بظهور المجتمع الإنساني ، وأعرافه ، وعاداته ، وتقاليده.. ثم إزداد تعقيداً ، بظهور الأديان ، في صورها المعقدة.. وبتوكيد فكرة الغيب فيها ، وبالدعوة إلى الإيمان ، وإلى التوحيد.. وقد عالجنا مسألة الكبت كلها بصورة مفصلة في مقدمة الطبعة الرابعة من كتابنا : ((رسالة الصلاة)) ، بما يغنينا هنا عن الإعادة ، فليراجع في موضعه.. والأمر الذي نريد أن نقرره هنا ، وإن كان قد ورد هناك بتفصيلٍ كافٍ ، هو أن الإنقسام قد كان ، في جميع أطواره ، بدافع من الخوف.. فلولا الخوف ما ظهرت الحياة ، في المكان الأول ، ولولاه ما ترقت الحياة بظهور العقل ، في المكان الثاني.. ولكن الحياة ، مع ذلك ، لن تبلغ كمالها إلا إذا تحررت من الخوف تماماً.. فلكأن الخوف صديق في بدايات النشأة ، عدو في أخرياتها.. ولقد رسب هذا الخوف ، في النفس البشرية ، عقداً لا يحصيها الحصر.. وهي تقع على مستويين : المستوى الموروث في عمر الحياة ، والمستوى المكتسب في عمر الفرد.. وهذه العقد بمستوييها هي الحائل الآن بين الإنسان والعلم.. هي الحجاب القائم بين قلب الإنسان ، حيث الحقائق الأزلية ، وعقل الإنسان ، حيث المرآة التي تتطلع لإنعكاسات هذه الحقائق الأزلية عليها.. وعمل كل العبادة إنما هو محاولة تلطيف هذا الحجاب الحائل ، وذلك بحل هذه العقد ، المكتسبة ، والموروثة.. وإلى هذه العقد بمستوييها ، وإلى كونها حُجباً ، وردت الإشارة بقوله ، جل من قائل : ((كلا !! بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا !! أنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم أنهم لصالو الجحيم * ثم يقال : هذا الذي كنتم به تكذبون)).. قوله : ((ما كانوا يكسبون..)) ، تشير إلى الحيل التي لا تحصى ، والتي دفعنا إلى إتخاذها الخوف على الحياة ، في المكان الأول ، والخوف على الرزق ، في المكان الثاني.. ثم قال ((كلا !! إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)).. وهو يعني ((بيومئذ)) بدء النشأة الأخرى ، بتحصيل الأعمال المكتسبة في النشأة الأولى.. ذاك يوم ظهور الحجاب بين الرب ، والعبد الجاهل ، على أكثف صوره.. ولكن ((يومئذ)) هذا ليس غائباً اليوم تماماً ، ولا الحجاب غائباً اليوم تماماً.. ثم قال ((ثم إنهم لصالو الجحيم)).. والحكمة المرادة من تصليتهم الجحيم إنما هي رفع الحجاب الذي عجزوا عن رفعه ، بتحصيل العلم ، في النشأة الأولى.. وهذه التصلية هي جزاء وفاق ، وعدل مطلق.. ومن ههنا ، عرف العارفون أن التصلية بالجحيم ، إنما هي مرحلية ، وليست سرمدية.. هي رحمة ، وليست إنتقاماً.. عن ذلك تعالى الله ، علواً كبيراً..
    d
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذمحمودمحمدطه، قال: المزارع قد ينوم، لكن التيراب ما بينوم منصوري06-30-14, 08:38 AM
  Re: الأستاذمحمودمحمدطه، قال: المزارع قد ينوم، لكن التيراب ما بينوم منصوري06-30-14, 08:45 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de