نفحات رمضانية.....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2014, 11:26 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    2/ مواصلة الارحام الاقرب فالابعد( عبر تقديم الصدقات والمساعدات المختلفة، والصلح مع من ظلمك منهم فمابالك بمن ظلمته انت ، وكذلك تنظيم الزيارات والدعوات والمهاتفات الخ )

    Quote: فضل صلة الأرحام :
    1- صلة الرحم من الإيمان :
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    [ من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه ،
    ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ،
    ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ]
    رواه البخاري.
    أمور ثلاثة تحقق التعاون والمحبـة بين الناس
    وهي :
    إكرام الضيف وصـلة الرحـم والكلمة الطيبة.
    وقد ربط الرسول صلى الله عليه وسلم
    هذه الأمور بالإيمان فالذي يؤمن بالله واليوم الآخر لا يقطع رحمه ،
    وصلة الرحم علامة على الإيمان .
    2- صلة الرحم سبب للبركة في الرزق والعمر :
    كل الناس يحبون أن يوسع لهم في الرزق ،
    ويؤخر لهم في آجالهم
    لأن حب التملك وحب البقاء غريزتان من الغرائز الثابتة
    في نفس الإنسان ، فمن أراد ذلك فعليه بصلة أرحامه .


    عن أنس رضي الله عنه قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



    [ من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه ] .
    رواه البخاري.
    عن علي رضي الله عنه
    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    [ من سره أن يمد له في عمره ،
    ويوسع له في رزقه ، ويدفع عنه ميتة السوء ، فليتق الله وليصل رحمه ] .
    رواه البزار والحاكم.
    3- صلة الرحم سبب لصلة الله تعالى وإكرامه :
    عن عائشة رضي الله عنها ،
    عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
    [ الرحم متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله ] .
    رواه مسلم.
    وقد استجاب الله الكريم سبحانه ،
    لها فمن وصل أرحامه وصله الله بالخيروالإحسان ومن قطع رحمه تعرض إلى قطع الله إياه ،
    وإنه لأمر تنخلع له القلوب أن يقطع جبار السموات والأرض عبدًا ضعيفاً فقيراً .
    4- صلة الرحم من أسباب دخول الجنة :
    فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
    [ يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ]
    رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
    الصلة الحقيقية أن تصل من قطعك :
    المرء إذا زاره قريبه فرد له زيارته ليس بالواصل ،
    لأنه يـكافئ الزيارة بمثـلها ،
    وكذلك إذا ساعده في أمر وسعى له في شأن ،
    أو قضى له حاجه فردّ له ذلك يمثله لم يكن واصلاً
    بل هو مكافئ ،
    فالواصل حقاً هو الذي يصل من يقطعه ،
    ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤلاء الأقارب .
    عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    [ ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ].
    رواه البخاري .
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال :
    يا رسـول الله
    إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني ،
    وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ ،
    وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال
    صلى الله عليه وسلم :
    إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ] .
    رواه مسلم .
    والمَلّ:
    الرماد الحار ،
    قال النووي :
    يعني كأنما تطعمهم الرماد الحار ،
    وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ،
    ولا شيء على هذا المحسن إليهم
    لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه وإدخال الأذى عليه .
    ففي الحديث عزاء لكثير من الناس
    الذين ابتلوا بأقارب سيئين يقابلون الإحسان بالإساءة
    ويقابلون المعروف بالمنكر فهؤلاء هم الخاسرون .
                  

07-05-2014, 11:27 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قطع الأرحام

    إن الإساءة إلى الأرحام ،
    أو التهرب من أداء حقوقهم صفة من صفات الخاسرين
    الذين قطعوا ما أمر الله به أن يوصل
    بل إن ذلك جريمة وكبيرة من كبائر الذنوب.
    وإن الإنسان منا ليسؤوه أشد الإساءة ما يراه بعيـنه
    أو يسمعه بأذنيه من قطيـعة لأقرب الأرحام
    الذين فُطر الإنسان على حبهم وبرهم وإكرامهم ،
    حتى أصبح من الأمور المعتادة أن نسمع أن أحد الوالدين
    أضطر إلى اللجوء للمحكمة لينال حقه من النفقة
    أو يطلب حمايته من ابنه ،
    هذا الذي كان سبب وجوده .
    ولا يفعل مثل هذا الجرم إلا الإنسان الذي قسا قلبه
    وقلت مروءته وانعدم إحساسه بالمسؤولية .

    قاطع الرحم ملعون في كتاب الله :
    قال الله تعالى:
    ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) .
    سورة محمد:32-33 .
    قال على بن الحسين لولده :
    يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعوناً
    في كتاب الله في ثلاثة مواطن :
    قاطع الرحم من الفاسقين الخاسرين :
    قال الله تعالى:
    ( وما يضل به إلا الفاسقين . الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون )
    البقرة:26-27.

    فقد جعل الله من صفات الفاسقين الخاسرين الضالين
    قطع ما أمر الله به أن يوصل ومن ذلك صلة الأرحام .

    قاطع الرحم تعجل له العقوبة في الدنيا :
    ولعذاب الأخرة أشد وأبقى :
    عن أبي بكر رضي الله عنه
    عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    [ ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ] .
    رواه ابو داود والترمذي وابن ماجه .
    وقد رأينا مصداق هذا في دنيا الواقع ،
    فقاطع الرحم غالباً ما يكون تعباً قلقاً على الحياة ،
    لا يبارك له في رزقه ،
    منبوذاً بين الناس لا يستقر له وضع ولا يهدأ له بال.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    [ إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت :
    هذا مقام العائذ بك من القطيعة :
    قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟
    قالت : بلى قال : فذلك لك ] .
    رواه البخاري.
    وما أسوأ حال من يقطع الله ..
    ومن قطعه الله فمن ذا الذي يصله
    جزاكم الله خير الجزاء
    والله أعلم
                  

07-05-2014, 11:28 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    من الأرحام الذين تجب صلتهم

    اختلف العلماء في من الأرحام الذين تجب صلتهم, فقيل هم المحارم الذين تكون بينهم قرابة بحيث لو كان أحدهما ذكراً والآخر أنثى لم يحل له نكاح الآخر وعلى هذا القول فالأرحام هم الوالدان ووالديهم وإن علو والأولاد وأولادهم وإن نزلوا, والإخوة وأولادهم والأخوات وأولادهن, والأعمام والعمات والأخوال والخالات.

    ويخرج على هذا القول أولاد الأعمام وأولاد العمات وأولاد الأخوال وأولاد الخالات فليسوا من الأرحام.

    واستدل أصحاب هذا القول بأن الشارع حرم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها وقال صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث عند ابن حبان : ((إنكن إن فعلتن ذلك قطعتن أرحامكن)).

    ولو كان بنت العم أو العمة أو بنت الخال أو الخالة لو كان هؤلاء من الأرحام ما وافق الشرع على الجمع بين المرأة وابنة عمتها أو ابنة خالتها أو ابنة خالتها . [شرح النووي على مسلم 16/113].

    القول الثاني : الأرحام هم القرابة الذين يتوارثون, وعلى هذا يخرج الأخوال والخالات, أي أن الأخوال والخالات على هذا القول لا تجب صلتهم ولا يحرم قطعهم. [القرطبي 16/248] وهذا القول غير صحيح وكيف يكون صحيحاً والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ((الخالة بمنزلة الأم)) .

    القول الثالث : أن الأرحام عام في كل ما يشمله الرحم, فكل قريب لك هم من الأرحام الذين تجب صلتهم.

    وعلى هذا القول فأولاد العم وأولاد العمة وأولاد الخال وأولاد الخالة وأولادهم كل هؤلاء يدخلون تحت مسمى الأرحام.

    وإن كان تتنوع كيفية وصلهم فهذا تجب صلته كل يوم وهذا كل أسبوع وهذا كل شهر وهذا في المناسبات وهكذا.

    كذلك يتنوع الموصول به فهذا يوصل بالمال وهذا يوصل بالسلام وهذا يوصل بالمكالمة وهكذا.

    وقد قيل إن القرابة إلى أربعة آباء فيشمل الأولاد وأولاد الأب وأولاد الجد وأولاد جد الأب . ( المغني 8/529 ) .
                  

07-05-2014, 11:29 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كيفية الصلة

    تحت هذا العنوان فقرتان :
    الأولى : متى تكون الصلة.
    الثانية : بم تكون الصلة.

    أما الأولى : متى تكون الصلة:
    فأقول : يختلف الأرحام بحسب قربهم وبعدهم من الشخص, البعد النَسَبي والبعد المكاني.

    فالرحم القريب نسباً كالوالد والأخ يختلف عن الرحم البعيد كابن العم أو ابن الخال , كذلك الذي يسكن بحيك يختلف عن آخر يسكن في حي آخر والذي يسكن في مدينتك يختلف عن الذي يسكن خارجها وهكذا.

    وعلى كل حال نقول إن الرحم القريب أولى بالصلة من البعيد, وليس هناك تحديد للزمن الذي يجب فيه الوصل فلا نستطيع أن نقول يجب عليك أن تصل أخاك كل يوم أو كل يومين أو كل أسبوع وعمك كل كذا إن كان في بلدك وكذا إن كان في غير بلدك.

    أقول ليس هناك زمن يمكن تحديده وإنما يرجع في ذلك إلى العرف بحيث يتعارف الناس على أن هذا الرحم يوصل في كذا وكذا وهذا إن كان قريب المسكن فيوصل عند كذا وكذا.

    ولكن كما قلت لك أيها الأخ رتب أرحامك على حسب القرب منك وعليه فرتب صلتهم على هذا الأساس.

    وأما الثانية : بم تكون الصلة :
    تختلف الصلة بحسب حاجة الموصول وحسب قدرة الواصل, فإذا كان الموصول
    محتاجاً لشيء ما وأنت تقدر عليه فإنك تصله بهذا الشيء, كما تختلف الصلة
    بحسب قرب الرحم منك وبعده عنك فما تصل به الخال قد يختلف عما تصل به
    أبناء عمك.

    وعموماً الصلة يمكن أن تكون بما يلي:
    1- الزيارة : بأن تذهب إليهم في أماكنهم.
    2- الاستضافة : بأن تستضيفهم عندك في مكانك.
    3- تفقدهم والسؤال عنهم والسلام عليهم: تسأل عن أحوالهم سواء سألتهم عن طريق الهاتف أو بلغت سلامك وسؤالك من ينقله إليهم , أو أرسلت ذلك عن طريق رسالة.
    4- إعطاؤهم من مالك سواء كان هذا الإعطاء صدقة إذا كان الموصول محتاجاً أو هدية إن لم يكن محتاجاً, وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة )) رواه النسائي واللفظ له والترمذي وحسنه.
    5- توقير كبيرهم ورحمة ضعيفهم.
    6- إنزالهم منازلهم التي يستحقونها وإعلاء شأنهم.
    7- مشاركتهم في أفراحهم بتهنئتهم ومواساتهم في أحزانهم بتعزيتهم, فمثلاً هذا تزوج أو رزق بمولود أو توظف أو غير ذلك تشاركه الفرحة بهدية أو مقابلة تظهر فيها الفرح والسرور بفرحة أو مكالمة تضمنها تبريكاتك وإظهار فرحك بما رزقوا, فإن مات لهم أحد أو أصيبوا بمصيبة تواسيهم وتحاول أن تخفف عنهم وتذكرهم بالصبر والأجر للصابرين, وتظهر لهم حزنك لما أصابهم.
    8- عيادة مرضاهم.
    9- إتباع جنائزهم.
    10- إجابة دعوتهم, إذا وجهوا لك الدعوة فلا تتخلف إلا لعذر.
    11- سلامة الصدر نحوهم فلا تحمل الحقد الدفين عليهم وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا.
    12- إصلاح ذات البين بينهم, فإذا علمت بفساد علاقة بعضهم ببعض بادرت بالإصلاح وتقريب وجهات النظر ومحاولة إعادة العلاقة بينهم
    13- الدعاء لهم,وهذا يملكه كل أحد ويحتاجه كل أحد.
    14- دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب المناسب.
                  

07-05-2014, 11:31 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أسباب عدم صلة الرحم :
    1- الجهل بفضل صلة الرحم وعاقبة قطيعتها.
    2- ضعف الدين وبالتالي يزهد بالثواب على صلة الرحم, ولا يأبه للعقاب على قطيعتها.
    3- الكِبر: بأن يكون غنياً أو آتاه الله منصباً رفيعاً أو جاهاً عريضاً فيستنكف أن يبادر هو بصلة رحمه.
    4- التقليد للوالدين: إذ ربما لم ير من أبيه أنه يصل أقاربه فيصعب على الابن وصل قرابة أبيه, وكذلك بالنسبة للأم.
    5- الانقطاع الطويل, فعندما ينقطع عن أرحامه وقتاً طويلاً يستصعب أن يصلهم ويسوف حتى تتولد الوحشة بينهم ويألف القطيعة.
    6- العتاب الشديد فبعض الأرحام عندما تزوره يبدأ بمعاتبتك لماذا لم تزرني لماذا ولماذا حتى يضيق الزائر بذلك ويحسب للزيارة الأخرى ألف حساب.
    7- الشح والبخل: فقد يكون غنياً ولأنه يخاف أن يطلب أرحامه منه شيئاً يتهرب عنهم.
    8- التكلف عند الزيارة: وهذا يضيق به المتكلف والمتكلف له.
    9- قلة الاهتمام بالزائر: وهذا عكس السابق والخير في الوسط.
    10ـ رغبته عدم إطلاع أرحامه على حاله: فبعض الأغنياء يخرج زكاته إلى الأباعد ويترك الأرحام ويقول إذا أعطيت الأرحام عرفوا مقدار ما عندي.
    11- تأخير قسمة الميراث: مما يسبب العداوة بينهم وربما اتهم كل واحد الآخر وأنه يريد أن يأكل من الميراث وهكذا.
    12 ـ الانشغال بالدنيا مما يجعل الإنسان لا يجد وقتاً للوصل.
    13ـ الخجل المذموم: فتراه لا يذهب إلى رحمه خجلاً منه, ويترك التزاور والصلة بزعمه إلى أن تحين مناسبة.
    14ـ الاستغراب والتعجب الذي يجده الزائر من المزور, فبعض الأرحام عندما تزوره دون أن يكون هناك مناسبة للزيارة كعيد أو وليمة تجده وأنت تسلم عليه مستغرباً متعجباً من زيارتك ينتظر منك إبداء السبب لزيارته, وربما فسر زيارتك له بأن وراءها ما وراءها, وهذا يولد شعوراً عكسياً عند الزائر.
    15ـ بعد المسافة بين الأرحام مما يولد التكاسل عند الزيارة.
    16ـ قلة تحمل الأقارب وعدم الصبر عليهم, فأدنى كلمة وأقل هفوة تسبب التقاطع.
    17ـ نسيان الأقارب في دعوتهم عند المناسبات مما يجعل هذا المنسي يفسر هذا النسيان بأنه احتقار لشخصه فيقوده هذا إلى قطع رحمه.

    * الحسد: قد يكون في العائلة غنياً أو وجيهاً له مكانته في العائلة فيحسده بعض أفراد العائلة على ما آتاه الله من فضله.

    * عدم الاحترام المتبادل بين أفراد العائلة وربما أدى ذلك إلى التقاطع, فالذي يسخر منه ويستهزأ به عند اجتماع العائلة لن يأتي إلى هذا الاجتماع مرة أخرى.

    * سوء الظن: بعض الأقارب قد يطلب من قريبه حاجة فلا يستطيع تلبيتها له, ويعتذر منه فيسيء هذا الطالب الظن بقريبه ويتهمه أنه يستطيع ومع ذلك لم يفعل وله مقاصد في رفضه وهذا يولد نفرة وتباغض.

    وربما ظن بعض الأقارب بقريبهم أنه غني وعنده مال ومع ذلك لا يعطيهم وقد يكون هذا الشخص محملاً بالديون وإن أظهر للناس الغنى, ومن سوء الظن التفسيرات الخاطئة للمواقف .

    * السعي بالنميمة: فالنمام يفسد بين الناس يأتي لهذا القريب وينقل له كلاماً من قريب آخر يسبب هذا النقل تغير الود بينهما.

    * قد يكون السبب من بعض الزوجات : إذ إن هناك من الزوجات من تنفر زوجها من أقاربه , ولا تريدهم فتقول وتعمل ما يجعل هذا الزوج ينفر من أرحامه.

    فمثلاً بعض الزوجات تحاول إبعاد زوجها عن أرحامه بكلامها فإذا تكلمت معه قالت فلان لا يحبك فلان لا يحترمك فلان يحتقرك إنما جاءك لحاجة فإن لم تكن حاجة نسيك.

    وربما استغلت بعض المواقف لتدلل على قولها , مما يثير حفيظة هذا الزوج على أرحامه.

    وبعضهن تتضايق من زوجها عندما يصل أرحامه وتغضب وتفتعل الخلاف معه مما ينغص عليه عيشه فيضطر إلى ترك وصل أرحامه.

    وبعضهن تقف في طريقه عندما يريد استضافة أرحامه وبعضهن تظهر العبوس والتضايق عندما يأتي أرحام زوجها مما يجعلهم يتراجعون عن زيارته مرة أخرى.

    وبعضهن تغار على زوجها من أخواته وربما من أمه ومحارمه فتبدأ بلومه وتقريعه على ممازحته لأخته ومضاحكته لابنة أخيه وهكذا حتى يتضايق من ذلك ويترك هذا خوفاً من لومة الزوجة العزيزة .

    ولا شك أن على الزوج أن لا ينقاد لأمر زوجته فيما يغضب الله ويسبب قطيعة الرحم وعدم وصلها.

    * قد يكون من الأسباب المعاملات المالية إذ يكون هذا اشترى من هذا شيئاً فتبين له أنه غشه أو انتقص هذا من الثمن, أو أقرضه وماطل في السداد ونحو ذلك من المعاملات المالية.
                  

07-05-2014, 11:32 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الأمور المعينة على الصلة

    1- معرفة ما أعده الله للواصلين من ثواب وما توعد به القاطعين من عقاب.
    2- مقابلة الإساءة منهم بالعفو والإحسان وقد سبق الحديث الذي في مسلم (2558) (( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك)).
    3- قبول اعتذارهم عن الخطأ الذي وقعوا فيه إذا اعتذروا.
    4- التواضع ولين الجانب.
    5- التغاضي والتغافل: فلا يتوقف عند كل زلة أو عند كل موقف ويبحث لهم عن المعاذير, ويحسن الظن فيهم.
    6- بذل ما استطاع من الخدمة بالنفس أو الجاه أو المال.
    7- ترك المنة عليهم والبعد عن مطالبتهم بالمثل.
    8- الرضا بالقليل من الأقارب, ولا يعود نفسه على استيفاء حقه كاملاً.
    9- فهم نفسياتهم وإنزالهم منازلهم.
    10- ترك التكلف بين الأقارب.
    11- عدم الإكثار من المعاتبة.
    12- تحمل عتاب الأقارب إذا عاتبوا واحملها على أنها من شدة حبهم لك.
    13- عدم نسيان الأقارب في المناسبات والولائم.
    14- تعجيل قسمة الميراث.
    15- الاجتماعات الدورية.
    16- اصطحاب أولادك معك لزيارة الأقارب لتعويدهم على الصلة ولتعريفهم بأقاربهم.
    17- حفظ الأنساب والتعرف على الأقارب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم )) رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني في صحيح الجامع 1/570.
                  

07-05-2014, 11:34 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الصدقة في رمضان
    ________________

    Quote: قال تعالى ( أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ [البقرة:267].
    وقال سبحانه
    : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن:16].

    ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قول رسول اللة : { ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة } [في الصحيحين]
    . والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: ( ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم ) [صحيح الترغيب].

    فضائل وفوائد الصدقة

    أولاً: أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله : { إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى } [صحيح الترغيب].

    ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله : { والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار } [صحيح الترغيب].

    ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله : { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة }.

    رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس }. قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة )، قد ذكر النبي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: { رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } [في الصحيحين].

    خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله : { داووا مرضاكم بالصدقة }. يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) [صحيح الترغيب].

    سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه: { إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم } [رواه أحمد].

    سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم ) [صحيح الجامع] فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه.

    ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ [آل عمران:92].

    تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول : { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً } [في الصحيحين].

    عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك لة في ماله كما أخبر النبي عن ذلك بقوله: { ما نقصت صدقة من مال } [في صحيح مسلم].

    الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق بة كما في قوله تعالى: وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ [البقرة:272]. ولما سأل النبي عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: { بقي كلها غير كتفها } [في صحيح مسلم].

    الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد:18]. وقوله سبحانه: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة:245].

    الثالث عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان } قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: { نعم وأرجو أن تكون منهم } [في الصحيحين].

    الرابع عشر: أنها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: { من أصبح منكم اليوم صائماً؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ } قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله : { ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة } [رواه مسلم].

    الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع [في الصحيحين] ( فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ [الحشر:9].

    السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله : { إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. } الحديث.

    السابع عشر: أنَّ النبَّي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام بة، وذلك في قوله : { لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار }، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله.

    الثامن عشر: أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ [التوبة:111].

    التاسع عشر: أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله : { والصدقة برهان } [رواه مسلم].

    العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي يوصي التَّجار بقوله: { يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة } [رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع].
                  

07-05-2014, 11:42 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    عادات كادت أن تنقرض الرحمتات

    دي من العادات الجميلة القربت تنقرض
    حتى الاسم نفسه يكاد يغيب عن ذاكرة الكتير من الناس
    وفي ناس اصلو ما سمعوا بيهو كلو كلو خاصة مواليد 89 وليجاي
    ويلاحظ ان معظم العادات الجميلة بدأت تنقرض من 89 وليجاي السبب شنو ما عارف
    .
    .
    الرحمتات هي ضبيحة في اخر جمعة في رمضان وفيها الناس توسع على رقبتا شوية
    بان يتم الاشتراك كل مجموعة في الحلة لشراء بهيمة وذبحها وتقسيمها بينهم
    الرحمتات مشتقة من كلمتين الرحمة تأتي
    .
    .
    يا ربي في ناس لسع عندهن رحمتات في الجمعة اللتيمة الجاية دي
    ولا خلاص الرحمة قلت ؟ وان شاء الله ما تنعدم
    عبد الله ود البوش
                  

07-05-2014, 11:45 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183]. والله تعالى لا يكتب شيئاً على عباده إلا إذا كان فيه مصلحة ومنفعة لهم. ولذلك قد عُرف الصيام منذ آلاف السنين قبل الإسلام عند معظم شعوب العالم، وكان دائماً الوسيلة الطبيعية للشفاء من كثير من الأمراض، وأن الصوم هو الطريق الطبيعي للشفاء من الأمراض!


    اكسب مزيداً من الطاقة بالصيام


    يؤكد الباحثون اليوم أن مستوى الطاقة عند الصائم يرتفع للحدود القصوى!!! فعندما تصوم أخي المؤمن فإن تغيرات كثيرة تحصل داخل جسدك من دون أن تشعر، فهنالك قيود كثيرة تُفرض على الشياطين، فلا تقدر على الوسوسة والتأثير عليك كما في الأيام العادية، وهذا ما يرفع من مستوى الطاقة لديك لأنك قد تخلصت من مصدر للتوتر وتبديد الطاقة الفعالة سببه الشيطان.


    إن أكثر من عُشر طاقة الجسم تُستهلك في عمليات مضغ وهضم الأطعمة والأشربة التي نتناولها، وهذه الكمية من الطاقة تزداد مع زيادة الكميات المستهلكة من الطعام والشراب، في حالة الصيام سيتم توفير هذه الطاقة طبعاً ويشعر الإنسان بالارتياح والرشاقة. وسيتم استخدام هذه الطاقة في عمليات إزالة السموم من الجسم وتطهيره من الفضلات السامة.


    إن للجسم مستويات محددة من الطاقة بشكل دائم، فعندما توفر جزءاً كبيراً من الطاقة بسبب الصيام والامتناع عن الطعام والشراب، وتوفر قسماً آخر بسبب النقاء والخشوع الذي يخيم عليك بسبب هذا الشهر الفضيل، وتوفر طاقة كبيرة بسبب الاستقرار الكبير بسبب التأثير النفسي للصيام، فإن هذا يعني أن الطاقة الفعالة لديك ستكون في قمتها أثناء الصيام، وتستطيع أن تحفظ القرآن مثلاً بسهولة أكبر، أو تستطيع أن تترك عادة سيئة مثلاً لأن الطاقة المتوافرة لديك تؤمن لك الإرادة الكافية لذلك.


    عالج السموم بالصيام


    إن الدواء لكثير من الأمراض موجود في داخل كل منا، فجميع الأطباء يؤكدون اليوم أن الصوم ضرورة حيوية لكل إنسان حتى ولو كان يبدو صحيح الجسم، فالسموم التي تتراكم خلال حياة الإنسان لا يمكن إزالتها إلا بالصيام والامتناع عن الطعام والشراب. يدخل إلى جسم كل واحد منا في فترة حياته من الماء الذي يشربه فقط أكثر من مئتي كيلو غرام من المعادن والمواد السامة!! وكل واحد منا يستهلك في الهواء الذي يستنشقه عدة كيلوغرامات من المواد السامة والملوثة مثل أكاسيد الكربون والرصاص والكبريت.


    فتأمل معي كم يستهلك الإنسان من معادن لا يستطيع الجسم أن يمتصها أو يستفيد منها، بل هي عبء ثقيل تجعل الإنسان يحسّ بالوهن والضعف وحتى الاضطراب في التفكير، بمعنى آخر هذه السموم تنعكس سلباً على جسده ونفسه، وقد تكون هي السبب الخفي الذي لا يراه الطبيب لكثير من الأمراض المزمنة، ولكن ما هو الحل؟


    إن الحل الأمثل لاستئصال هذه المواد المتراكمة في خلايا الجسم هو استخدام سلاح الصوم الذي يقوم بصيانة وتنظيف هذه الخلايا بشكل فعال، وإن أفضل أنواع الصوم ما كان منتظماً. ونحن عندما نصوم لله شهراً في كل عام إنما نتبع نظاماً ميكانيكياً جيداً لتصريف مختلف أنواع السموم من أجسادنا.


    عالج ضغوطك النفسية بالصيام


    للصيام قدرة فائقة على علاج الاضطرابات النفسية القوية مثل الفصام!! حيث يقدم الصوم للدماغ وخلايا المخ استراحة جيدة، وبنفس الوقت يقوم بتطهير خلايا الجسم من السموم، وهذا ينعكس إيجابياً على استقرار الوضع النفسي لدى الصائم.


    حتى إننا نجد أن كثيراً من علماء النفس يعالجون مرضاهم النفسيين بالصيام فقط وقد حصلوا على نتائج مبهرة وناجحة! ولذلك يعتبر الصوم هو الدواء الناجع لكثير من الأمراض النفسية المزمنة مثل مرض الفصام والاكتئاب والقلق والإحباط.


    إن الصيام يحسِّن قدرتنا على تحمل الإجهادات وعلى مواجهة المصاعب الحياتية، بالإضافة للقدرة على مواجهة الإحباط المتكرر. وما أحوجنا في هذا العصر المليء بالإحباط أن نجد العلاج الفعال لمواجهة هذا الخطر! كما أن الصوم يحسن النوم ويهدّئ الحالة النفسية.


    فلدى البدء بالصوم يبدأ الدم بطرح الفضلات السامة منه أي يصبح أكثر نقاء، وعندما يذهب هذا الدم للدماغ يقوم بتنظيفه أيضاً فيكون لدينا دماغ أكثر قدرة على التفكير والتحمل، بكلمة أخرى أكثر استقراراً للوضع النفسي.


    عالج الوزن الزائد بالصيام


    حالما يبدأ الإنسان بالصيام تبدأ الخلايا الضعيفة والمريضة أو المتضررة في الجسم لتكون غذاءً لهذا الجسم حسب قاعدة: الأضعف سيكون غذاءً للأقوى، وسوف يمارس الجسم عملية الهضم الآلي للمواد المخزنة على شكل شحوم ضارة، وسوف يبدأ بابتلاع النفايات السامة والأنسجة المتضررة ويزيل هذه السموم. ويؤكد الباحثون أن هذه العملية تكون في أعلى مستوياتها في حالة الصيام الكامل، أي الصيام عن الطعام والشراب، وبكلمة أخرى الصيام الإسلامي، فتأمل عظمة الصيام الذي فرضه الله علينا والفائدة التي يقدمها لنا.


    عالج الشهوة الجنسية بالصيام


    إن إنتاج الهرمون الجنسي يكاد يكون معدوماً أثناء الصوم، ولذلك نجد أن للصيام تأثير كبير على استقرار الحالة الجنسية وتجنب الهيجان الذي يسببه امتلاء المعدة وقلّة الخشوع، وإذا علمنا بأن الصوم يؤثر إيجابياً على استقرار الحالة النفسية وعلمنا بأن الحالة الجنسية تابعة بشكل كبير للحالة النفسية، فإن الصوم يعني استقرار الحالة الجنسية وتخفيض أثرها للحدود الدنيا.


    عالج شيخوختك بالصيام


    أظهرت الدراسات والتجارب أن ممارسة الصيام على الحيوانات يضاعف من فترة بقائها أو حياتها! ونجد كذلك المئات من الكتب الصادرة حول الصيام وهي لمؤلفين غير مسلمين، وجميعهم يؤكدون علاقة الصيام بالعمر المديد، ويؤكد كثير من العلماء أن الصوم هو أفضل طريقة للسيطرة على جسم صحيح ومعافى. وهذا بالنسبة لصيامهم وهو على عصير الفواكه فقط ولا يتميز بأي روحانية أو خشوع أو إحساس بمتعة الصيام كما في البلدان الإسلامية.


    إن التنظيف المستمر للخلايا باستخدام الصيام يؤدي إلى إطالة عمر هذه الخلايا وبالتالي تأخر الشيخوخة لدى من ينتظم في الصيام. حتى إن حاجة الجسم من البروتين تخف خلال الصيام إلى الخمس! وهذا ما يعطي قدراً من الراحة للخلايا، حتى إن الصيام هو وسيلة لتجديد خلايا الجسم بشكل آمن وصحيح. فإذا كان هذا تأثير الصيام غير الإسلامي، فكيف بتأثير الصيام الإسلامي؟


    عالج التدخين بالصيام


    يساعد الصوم على ترك التدخين! فهو يعمل في جسم الإنسان مثل السلاح الخفي الذي لا يُرى، فيطرد المواد السامة مثل النيكوتين، وبنفس الوقت ينظف الدم فتنخفض الشهوة للدخان بسرعة مذهلة.


    عالج أمراض المفاصل بالصيام


    من الأشياء الغريبة في الصوم أنه يساعد على شفاء آلام الظهر والعمود الفقري والرقبة. وكذلك يعالج الصوم الكثير من حالات الوهن العام والالتهابات بأنواعها.


    عالج أمراض الجهاز الهضمي بالصيام


    كم هو عدد الأشخاص المصابين بالإمساك المزمن وقد تناولوا الكثير من الأدوية دون أية فائدة، ليتهم يجرّبون الصوم وسيجدون التحسُّن السريع لحالتهم بإذن الله تعالى. وكذلك الأمراض المزمنة للجهاز الهضمي يمكن أن يجدوا في الصيام حلاًّ مؤكداً لشفائها. وكذلك التهاب الكولون والتهاب الأمعاء المزمن. ونجد الباحثين يؤكدون بأن 85 % من الأمراض تبدأ في الكولون غير النظيف والدم الملوث.


    عالج ضغط الدم العالي


    هنالك حالات كثيرة من الإصابة بضغط الدم المرتفع والمزمن حيث لا يعطي الدواء الكيميائي إلا نتائج محدودة، وهذا المرض يعالجه الصيام بشكل جيد.


    عالج مرض السكر


    فإن الصوم لا يضُرّهم، بل يساعدهم على الشفاء. وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو أن الصائم يتمتع بنفسية جيدة وحالة مستقرة تغيب فيها الانفعالات والاضطرابات، وتخيم عليه السكينة والطمأنينة، وهذا ما ينظم عمل أجهزة الجسم ويجعلها أكثر قدرة وكفاءة في علاج السكر وتنظيم مستوياته.


    عالج الربو بالصيام


    الصوم وسيلة جيدة لعلاج الربو وأمراض الجهاز التنفسي. وكثير من الأمراض المزمنة للجهاز التنفسي تزول بمجرد المداومة على الصيام، فسبحان الله!


    عالج قلبك بالصيام


    والصوم يعالج الأمراض القلبية وتصلب الشرايين. وإنني أعرف شخصاً منذ عشر سنوات وقد أكد له الأطباء بضرورة إجراء عملية للقلب بسبب انسداد قسم كبير من الشرايين والأوعية، وأكدوا له جميعاً أن حالته في خطر شديد إذا لم يجر هذه العملية ولكنه لم يفعل أي شيء سوى أنه يصوم شهرين قبل رمضان وشهر بعده، والعجيب أنه يتمتع بصحة جيدة مع العلم أن عمره فوق السبعين.


    عالج الكبد بالصيام


    أمراض الكبد مهما كان نوعها فقد أثبت الصوم قدرته على علاجها بدون آثار سلبية.


    عالج أمراض الجلد بالصيام


    يعالج الصيام أمراض الجلد وبشكل خاص الحساسية والأكزما المزمنة. ويحدث ذلك بسبب ارتفاع مناعة الجسم أثناء الصوم.


    عالج الحصيات بالصيام


    يفيد الصوم في الوقاية من مرض الحصى الكلوية. وكذلك الحصيات بأنواعها، وأعود فأتحدث عن الشخص السابق مريض القلب، فقد كان يعاني من وجود حصية كبيرة في المثانة، ولكن الأطباء لم يستطيعوا إجراء أي عملية بسبب أن قلبه لا يتحمل التخدير، إلا على مسؤوليته.


    ولكنه رفض العملية الجراحية أيضاً وقرر أن يصوم فإذا به بعد عدة أشهر لم يعد يشكو من أي شيء، وهذه معلومات مؤكدة ويؤكدها جميع الباحثين اليوم.


    عالج السرطان بالصيام


    إن الصيام ينفع في علاج الأمراض الخبيثة مثل السرطان. كما أن الصوم يعتبر السلاح رقم واحد في الطب الوقائي.


    وأخيراً


    عسى أن نستيقن بأن الإسلام لم يأت بشيء إلا وفيه مصلحة ومنفعة لنا، ولم ينهنا عن شيء إلا وفيه ضرر وشر بنا، ولذلك ينبغي أن ندرك ونتأمل ونتدبر قول الحقّ عز وجل: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 184].
                  

07-05-2014, 11:46 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قال ابن القيم عن الصيام
    هو ترك محبوبات النفس وتلذذاتها
    ايثارا لمحبة الله ومرضاتة
    هو سر بين العبد وربه لا يطلع عليه سواه
    والعباد قد يطلعون منه علي ترك المفطرات الظاهرة وأما كونه يترك طعامه وشرابه
    وشهوته من اجل معبوده فهو أمر لا يطلع
    عليه بشر ،وذلك حقيقة الصوم .
    (زاد المعاد 27/2)
                  

07-06-2014, 09:18 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الحمدلله الذي تواضع كل شيء لعظمته
    الحمدلله الذي استسلم كل شيء لقدرته
    الحمدلله الذي ذل كل شيء لعزته
    الحمدلله الذي خضع كل شيء لملكه
                  

07-06-2014, 12:35 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ما أحلى الدعاء في رمضان
    شهر رمضان شهر الدعاء والتضرع بامتياز لاسيما وأبواب الجنان مفتحة وأبواب النيران موصدة والشياطين مصفدة ومنح الرحمن تتنزل على الصائمين، والأجواء عامرة بالطائعين والخاشعين، والقرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار، وأيادي أهل الخير تعم المساكين والمحتاجين.
    قال الربيع: إنّ اللّه تعالى قضى على نفسه أنّ من آمن به هداهُ، ومن توكل عليه كفاهُ، ومن أقرضهُ جازاهُ، ومن وثق به نجّاه، ومن دعاهُ أجاب له، وتصديق ذلك في كتاب اللّه تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن:11] {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ } [التغابن:17] {وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101] {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة:186]
    وإذا سألك عبادي عني
    قال الله عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186] وهذه الآية في وسط آيات الصيام إشارة إلى أن الدعاء في هذا الشهر من أجل العبادات، وأن الصائمين المتضرعين أرجى للقبول والحظوة عند الرب الغفور.
    قال أبو حيان: ومناسبة هذه الآية لما قبلها أنه تعالى لما تضمن قوله: {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185] طلب تكبيره وشكره، بيَّن أنه مطلع على ذكر من ذكره وشكر من شكره، يسمع نداءه ويجيب دعاءه أو رغبته، تنبيهاً على أن يكون ولابد مسبوقاً بالثناء الجميل. [البحر المحيط: 2/221] والمقصود أنه تعالى ذكر الدعاء هنا بعد ذكر الشكر للدلالة على أن الدعاء يجب أن يسبقه الثناء. وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم التيمي قال: كان يقال: (إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء فقد استوجب، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على رجاء).
    وقال البيضاوي: اعلم أنه تعالى، لما أمرهم بصوم الشهر، ومراعاة العدة على القيام بوظائف التكبير والشكر، عقَّبه بهذه الآية الدالّة على أنه خبير بأحوالهم، سميع لأقوالهم مجيب لدعائهم، مجازيهم على أعمالهم، تأكيداً وحثّاً عليه. [تفسير البيضاوي: 1/221]
    وقال ابن عاشور: نظم الآية مؤذنا بأن الله تعالى بعد أن أمرهم بما يجب له عليهم أكرمهم فقال: وإذا سألوا عن حقهم علي فإني قريب منهم أجيب دعوتهم، وجعل هذا الخير مرتبا على تقدير سؤالهم إشارة إلى أنهم يهجس هذا في نفوسهم بعد أن يسمعوا الأمر بالإكمال والتكبير والشكر أن يقولوا: هل لنا جزاء على ذلك? وأنهم قد يحجمون عن سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك أدبا مع الله تعالى فلذلك قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ ..}.
    ثم قال رحمه الله: وفي هذه الآية إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة، وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته، وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان.
    والآية دلت على أن إجابة دعاء الداعي تفضل من الله على عبادة غير أن ذلك لا يقتضي التزام إجابة الدعوة من كل أحد وفي كل زمان، لأن الخبر لا يقتضي العموم، ولا يقال: إنه وقع في حيز الشرط فيفيد التلازم، لأن الشرط هنا ربط الجواب بالسؤال وليس ربطا للدعاء بالإجابة، لأنه لم يقل: إن دعوني أجبتهم. [التحرير والتنوير، ابن عاشور: 2/176]
    «إنها آية عجيبة .. آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة، والود المؤنس، والرضى المطمئن، والثقة واليقين .. ويعيش منها المؤمن في جناب رضيّ، وقربى ندية، وملاذ أمين وقرار مكين.
    وفي ظل هذا الأنس الحبيب، وهذا القرب الودود، وهذه الاستجابة الموحية .. يوجه الله عباده إلى الاستجابة له، والإيمان به، لعل هذا أن يقودهم إلى الرشد والهداية والصلاح. {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. [في ظلال القرآن: 1/146]

    يوم بدر والدعاء
    كانت غزوة بدر في شهر رمضان يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة، حيث أعطي النبي -صلى الله عليه وسلم- النصر في الليلة السابقة منها وفي يومها قبل أن تبدأ المعركة، وذلك عندما قام النبي -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة يصلي طوال الليل، كما يروي علي رضي الله عنه قال: (ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم تحت شجرة يصلي ويبكي، ويتضرع إلى الله عز وجل).
    ومن شدة دعائه واستغاثته يشفق عليه صاحبه الصديق أبو بكر رضي الله تعالى عنه، ويلتزمه من خلفه، ويضع رداءه الذي سقط عنه من شدة رفع يديه في الدعا، يقول: (يا رسول الله! كفاك مناشدتك ربك، فإن ربك منجز لك ما وعدك).
    قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: لما كان يوم بدر نظر رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم- إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله -صلى الله تعالى عليه وسلم- القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض» فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ ردائه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك. فأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال:9] فأمده الله بالملائكة.
    قال أبو زميل: فحدثني ابن عباس، قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: (أقدم حيزوم) إذ نظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا قد حطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم- فقال: «صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة» فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين.

    دعاء المتضرعين
    - التغني هو تحسين الصوت بالقراءة، وقد جاء الأمر به عند تلاوة القرآن في أحاديث عديدة، منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس مِنَّا من لم يتغن بالقرآن» [البخاري: 7525] وعلة ذلك أن التغني وتحسين الصوت والترنم في القراءة من أسباب الإقبال عليها والإنصات لها، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم؛ لأن للتطريب تأثيراً في رقة القلب وإجراء الدمع". [فتح الباري (9/72)]
    وأما التغني بالقراءة في غير تلاوة القرآن الكريم كدعاء القنوت ونحو ذلك، فرأى كثير من أهل العلم أنه لا بأس به؛ إذ مقصود التحسين حضور القلب وتأثره، ولكن ينبغي أن يكون ذلك التغني والتحسين بدون مبالغة مفرطة، أو جعله مما يشتبه بالقرآن، حتى يلتبس على السامع، هل هو قرآن أو غيره؟، كتعمد التجويد من إدغام وإخفاء ومدود حتى يظن الظان أن الداعي يتلوا آيات من الكتاب العزيز، وما هو من الكتاب .

    - يتأكد على الإمام عدم المبالغة في رفع صوته في الدعاء، حتى يصل –أحياناً- إلى حد الصياح والصراخ المذهب للخشوع والمجلب للرياء، وربما رافقه بكاء ونحيب لتهيج مشاعر الناس. قال تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55]، فسمَّى الله سبحانه وتعالى رفع الصوت في الدعاء إعتداء، وفي الحديث: «اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمّاً ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً بصيراً» [رواه البخاري ومسلم]
    وقد كان -صلى الله عليه وسلم - يكتم بكاءه في صدره حتى يصبح له أزيز كأزيز المرجل [أي كغلي القدر]، قال ابن القيم: "وأما بكاؤه -صلى الله عليه وسلم- فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت"، ولم يشعر ابن مسعود -رضي الله عنه- ببكائه -صلى الله عليه وسلم- لما قرأ عليه بعضا من سورة النساء، إلا بعد أن نظر إليه فوجد عينيه تذرفان، والقصة في صحيح البخاري، فمدافعة البكاء إتباعٌ للسنة ومدعاة للإخلاص.

    - من التكلف في الدعاء: الإطالة المفرطة والمبالغة في السجع، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: "فانظر السجع من الدعاء، فاجتنبه فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب".
    أيضا ورد النهي عن التفصيل المخل، روى أبو داود من حديث أبي نعامة عن ابن لسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: (سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا. فقال: يا بني، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «سيكون قوم يعتدون في الدعاء» فإياك أن تكون منهم، إنك إن اعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر) [حسنه الحافظ ابن حجر]
    وعن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: "اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها. فقال: يا بني، سل الله الجنة وعذ به من النار، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يكون قوم يعتدون في الدعاء», فسمى التفصيل في الدعاء اعتداءً.
    وبالجملة فقد قال التوربشتي: الاعتداء في الدعاء يكون في وجوه كثيرة، والأصل فيه أن يتجاوز عن مواقف الافتقار إلى بساط الانبساط أو يميل إلى حد شقي الإفراط والتفريط في خاصة نفسه وفي غيره إذا دعا له وعليه.
    د / خالد سعد النجار
                  

07-06-2014, 07:41 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اللهم صل وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين أنك حميد مجيد
    اللهم صلي وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين أنك حميد مجيد
    اللهم صل وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين أنك حميد مجيد
    اللهم صل وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين أنك حميد مجيد
    اللهم صل وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين أنك حميد مجيد
    اللهم صل وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين أنك حميد مجيد
    اللهم صل وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين أنك حميد مجيد
    اللهم صل وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين أنك حميد مجيد
    اللهم صل وبارك على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين أنك حميد مجيد
                  

07-07-2014, 06:05 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ما أحلى الدعاء في رمضان
    شهر رمضان شهر الدعاء والتضرع بامتياز لاسيما وأبواب الجنان مفتحة وأبواب النيران موصدة والشياطين مصفدة ومنح الرحمن تتنزل على الصائمين، والأجواء عامرة بالطائعين والخاشعين، والقرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار، وأيادي أهل الخير تعم المساكين والمحتاجين.
    قال الربيع: إنّ اللّه تعالى قضى على نفسه أنّ من آمن به هداهُ، ومن توكل عليه كفاهُ، ومن أقرضهُ جازاهُ، ومن وثق به نجّاه، ومن دعاهُ أجاب له، وتصديق ذلك في كتاب اللّه تعالى: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن:11] {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ } [التغابن:17] {وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101] {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة:186]
    وإذا سألك عبادي عني
    قال الله عز وجل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186] وهذه الآية في وسط آيات الصيام إشارة إلى أن الدعاء في هذا الشهر من أجل العبادات، وأن الصائمين المتضرعين أرجى للقبول والحظوة عند الرب الغفور.
    قال أبو حيان: ومناسبة هذه الآية لما قبلها أنه تعالى لما تضمن قوله: {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185] طلب تكبيره وشكره، بيَّن أنه مطلع على ذكر من ذكره وشكر من شكره، يسمع نداءه ويجيب دعاءه أو رغبته، تنبيهاً على أن يكون ولابد مسبوقاً بالثناء الجميل. [البحر المحيط: 2/221] والمقصود أنه تعالى ذكر الدعاء هنا بعد ذكر الشكر للدلالة على أن الدعاء يجب أن يسبقه الثناء. وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم التيمي قال: كان يقال: (إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء فقد استوجب، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على رجاء).
    وقال البيضاوي: اعلم أنه تعالى، لما أمرهم بصوم الشهر، ومراعاة العدة على القيام بوظائف التكبير والشكر، عقَّبه بهذه الآية الدالّة على أنه خبير بأحوالهم، سميع لأقوالهم مجيب لدعائهم، مجازيهم على أعمالهم، تأكيداً وحثّاً عليه. [تفسير البيضاوي: 1/221]
    وقال ابن عاشور: نظم الآية مؤذنا بأن الله تعالى بعد أن أمرهم بما يجب له عليهم أكرمهم فقال: وإذا سألوا عن حقهم علي فإني قريب منهم أجيب دعوتهم، وجعل هذا الخير مرتبا على تقدير سؤالهم إشارة إلى أنهم يهجس هذا في نفوسهم بعد أن يسمعوا الأمر بالإكمال والتكبير والشكر أن يقولوا: هل لنا جزاء على ذلك? وأنهم قد يحجمون عن سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك أدبا مع الله تعالى فلذلك قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ ..}.
    ثم قال رحمه الله: وفي هذه الآية إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة، وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته، وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان.
    والآية دلت على أن إجابة دعاء الداعي تفضل من الله على عبادة غير أن ذلك لا يقتضي التزام إجابة الدعوة من كل أحد وفي كل زمان، لأن الخبر لا يقتضي العموم، ولا يقال: إنه وقع في حيز الشرط فيفيد التلازم، لأن الشرط هنا ربط الجواب بالسؤال وليس ربطا للدعاء بالإجابة، لأنه لم يقل: إن دعوني أجبتهم. [التحرير والتنوير، ابن عاشور: 2/176]
    «إنها آية عجيبة .. آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة، والود المؤنس، والرضى المطمئن، والثقة واليقين .. ويعيش منها المؤمن في جناب رضيّ، وقربى ندية، وملاذ أمين وقرار مكين.
    وفي ظل هذا الأنس الحبيب، وهذا القرب الودود، وهذه الاستجابة الموحية .. يوجه الله عباده إلى الاستجابة له، والإيمان به، لعل هذا أن يقودهم إلى الرشد والهداية والصلاح. {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. [في ظلال القرآن: 1/146]

    يوم بدر والدعاء
    كانت غزوة بدر في شهر رمضان يوم الجمعة صبيحة سبع عشرة، حيث أعطي النبي -صلى الله عليه وسلم- النصر في الليلة السابقة منها وفي يومها قبل أن تبدأ المعركة، وذلك عندما قام النبي -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة يصلي طوال الليل، كما يروي علي رضي الله عنه قال: (ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم تحت شجرة يصلي ويبكي، ويتضرع إلى الله عز وجل).
    ومن شدة دعائه واستغاثته يشفق عليه صاحبه الصديق أبو بكر رضي الله تعالى عنه، ويلتزمه من خلفه، ويضع رداءه الذي سقط عنه من شدة رفع يديه في الدعا، يقول: (يا رسول الله! كفاك مناشدتك ربك، فإن ربك منجز لك ما وعدك).
    قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: لما كان يوم بدر نظر رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم- إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله -صلى الله تعالى عليه وسلم- القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: «اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض» فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ ردائه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك. فأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال:9] فأمده الله بالملائكة.
    قال أبو زميل: فحدثني ابن عباس، قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: (أقدم حيزوم) إذ نظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا قد حطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله -صلى الله تعالى عليه وسلم- فقال: «صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة» فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين.

    دعاء المتضرعين
    - التغني هو تحسين الصوت بالقراءة، وقد جاء الأمر به عند تلاوة القرآن في أحاديث عديدة، منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس مِنَّا من لم يتغن بالقرآن» [البخاري: 7525] وعلة ذلك أن التغني وتحسين الصوت والترنم في القراءة من أسباب الإقبال عليها والإنصات لها، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم؛ لأن للتطريب تأثيراً في رقة القلب وإجراء الدمع". [فتح الباري (9/72)]
    وأما التغني بالقراءة في غير تلاوة القرآن الكريم كدعاء القنوت ونحو ذلك، فرأى كثير من أهل العلم أنه لا بأس به؛ إذ مقصود التحسين حضور القلب وتأثره، ولكن ينبغي أن يكون ذلك التغني والتحسين بدون مبالغة مفرطة، أو جعله مما يشتبه بالقرآن، حتى يلتبس على السامع، هل هو قرآن أو غيره؟، كتعمد التجويد من إدغام وإخفاء ومدود حتى يظن الظان أن الداعي يتلوا آيات من الكتاب العزيز، وما هو من الكتاب .

    - يتأكد على الإمام عدم المبالغة في رفع صوته في الدعاء، حتى يصل –أحياناً- إلى حد الصياح والصراخ المذهب للخشوع والمجلب للرياء، وربما رافقه بكاء ونحيب لتهيج مشاعر الناس. قال تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55]، فسمَّى الله سبحانه وتعالى رفع الصوت في الدعاء إعتداء، وفي الحديث: «اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمّاً ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً بصيراً» [رواه البخاري ومسلم]
    وقد كان -صلى الله عليه وسلم - يكتم بكاءه في صدره حتى يصبح له أزيز كأزيز المرجل [أي كغلي القدر]، قال ابن القيم: "وأما بكاؤه -صلى الله عليه وسلم- فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت"، ولم يشعر ابن مسعود -رضي الله عنه- ببكائه -صلى الله عليه وسلم- لما قرأ عليه بعضا من سورة النساء، إلا بعد أن نظر إليه فوجد عينيه تذرفان، والقصة في صحيح البخاري، فمدافعة البكاء إتباعٌ للسنة ومدعاة للإخلاص.

    - من التكلف في الدعاء: الإطالة المفرطة والمبالغة في السجع، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: "فانظر السجع من الدعاء، فاجتنبه فإني عهدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب".
    أيضا ورد النهي عن التفصيل المخل، روى أبو داود من حديث أبي نعامة عن ابن لسعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: (سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا. فقال: يا بني، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «سيكون قوم يعتدون في الدعاء» فإياك أن تكون منهم، إنك إن اعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر) [حسنه الحافظ ابن حجر]
    وعن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: "اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها. فقال: يا بني، سل الله الجنة وعذ به من النار، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يكون قوم يعتدون في الدعاء», فسمى التفصيل في الدعاء اعتداءً.
    وبالجملة فقد قال التوربشتي: الاعتداء في الدعاء يكون في وجوه كثيرة، والأصل فيه أن يتجاوز عن مواقف الافتقار إلى بساط الانبساط أو يميل إلى حد شقي الإفراط والتفريط في خاصة نفسه وفي غيره إذا دعا له وعليه.
    د / خالد سعد النجار
                  

07-07-2014, 01:36 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: ابسط الافكار لتفطير الصائم..

    قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء)
    فهو لا يتطلب مبلغاً كبيراً من المال، وإنما يمكن أن ينال ذلك الأجر ولو بشربة ماء أو شق تمرة ويوجد افكار لتفطير الصائم : 1/ تبادل اطباق الافطار بين الجيران ولو بالشي البسيط 2/ المشاركة في تفطير الصائمين الموجودين بالمساجد مثلا نوزع عليهم مياه او تمر 3 / التبرع للجمعيات الخيرية التي تتكفل سنويا بتفطير عدد كبير من الصائمين4/ توزيع التمر والماء في الشوارع الرئيسية أو على الطرق السريعة والمحطات قبل اذان المغرب لقائدي السيارات .5/ دعوة الاقارب للافطار .6/ تجهيز اكياس تمر صغيره"تحتوي من ثلاثة الى خمسة تمرات" وتوزيعها مكان تجمع الناس في السوق او عند محلات تجمهر الناس 7/ عمل سبيل مياه للصائمين 8/ وضع ملصقات او اوراق تشجع على هذا العمل 9/ مثلا لو تاخذ مجموعة من التمر و تعطيها لأصدقائك و تطلب منهم ان يفطروا عليها كل يوم . سهلة و جميعنا نستطيع ان نقوم بفعلها و ننال اجرها 10/ ممكن شراء عصائر و توزيعها على الماره بالشارع
                  

07-07-2014, 01:55 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    2/ اذكار الصباح والمساء
    من فضائلها :
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه رواه مسلم.

    وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة رواه البخاري.

    وعن عبد الله بن حبيب قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال قل فلم أقل شيئا ثم قال قل فلم أقل شيئا ثم قال قل فقلت يا رسول الله ما أقول قال قل قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي بإسناد حسن.


    وعن ثوبان خادم النبي صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا إلا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة بإسناد حسن، وهذا لفظ أحمد. ولكنه لم يسم ثوبان وسماه الترمذي في روايته، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة بلفظ أحمد.

    وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة



    وروى مسلم في صحيحه أيضا عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا



    وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح أو يمسي اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ومن قالها ثلاثا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار فإن قالها أربعا أعتقه الله من النار رواه أبو داود بإسناد حسن، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة بسند حسن، ولفظه: من قال حين يصبح اللهم إني أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك أعتق الله ربعه ذلك اليوم من النار فإن قالها أربع مرات أعتقه الله ذلك اليوم من النار



    وعن عبد الله بن غنام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته رواه أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة بإسناد حسن، وهذا لفظه لكنه لم يذكر حين يمسي وأخرجه ابن حبان بلفظ النسائي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

    وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي خرجه الإمام أحمد في المسند، وأبو داود والنسائي وابن ماجة وصححه الحاكم.

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير من قالها عشر مرات حين يصبح كتب الله له مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة وكانت له عدل رقبة وحفظ بها يومئذ حتى يمسي ومن قالها مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك رواه الإمام أحمد في مسنده بإسناد حسن.

    وعنه رضي الله عنه أيضا قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قال إذا أمسى ثلاث مرات أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضره حمة تلك الليلة رواه الإمام أحمد والترمذي بإسناد حسن. والحمة سم ذوات السموم كالعقرب والحية ونحوهما.

    وأخرج مسلم في صحيحه عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك



    وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح وإذا أمسى أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين خرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح.

    وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قال لأبيه: يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة "اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت" تعيدها ثلاثا حين تصبح وثلاثا حين تمسي وتقول اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت تعيدها حين تصبح ثلاثا وحين تمسي ثلاثا قال نعم يا بني إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهن فأحب أن أستن بسنته رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والنسائي بإسناد حسن.

    ويشرع لكل مسلم ومسلمة أن يقول في صباح كل يوم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة حتى يكون في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي لما تقدم في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر
    ______________________
    اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عني
                  

07-07-2014, 01:57 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    3/ لزوم الصلاة في جماعة وحبذا في المسجد:
    ________________________________________

    Quote: إن صلاة الجماعة فيها إعلان ذكر الله في بيوته التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه، إن صلاة المسلم مع الجماعة في المساجد يجعله في عداد الرجال الذين مدحهم الله ووعدهم بجزيل الثواب في قوله تعالى: {فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجand#1648;رة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلوand#1648;ة وإيتاء الزكوand#1648;ة يخand#1648;فون يوما تتقلب فيه القلوب والابصand#1648;ر ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب} (سوة النور/36-37-38).

    إن صلاة المسلم مع الجماعة تفضل على صلاته وحده بسبع وعشرين درجة، فأعظم به من فضل، والخطا التي يمشيها المسلم لصلاة الجماعة تحتسب له عند الله أجرا وثوابا فلا يخطو خطوة إلا رفعت له بها درجة وحطت عنه بها سيئة كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعا وعشرين درجة، وذلك أن أحدهم إذا توضأ، فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ينهزه (لا تنهضه وتقيمه) إلا الصلاة، لا يريد إلا الصلاة، فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون: اللهم ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه " رواه مسلم.

    وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: اسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط" رواه مسلم.
    وقال صلى الله عليه وسلم: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله" رواه مسلم.
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة" رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه والطبراني والحاكم وغيرهم.

    إخوة الإيمان، إن صلاة الجماعة فيها تعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ يقف المسلمون فيها صفا واحدا خلف إمام واحد يناجون الله ويدعونه كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، فتظهر قوة المسلمين واتحادهم، وفي صلاة الجماعة اجتماع كلمة المسلمين وائتلاف قلوبهم وتعارفهم وتفقد بعضهم لأحوال بعض، وفيها التعاطف والتراحم، ودفع الكبر والتعاظم، وفيها تقوية الأخوة الدينية، فيقف الكبير إلى جانب الصغير، والغني إلى جانب الفقير، والملك والقوي إلى جانب الضعيف، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، مما به تظهر عدالة الإسلام، وحاجة الخلق إلى الخالق الملك العلام.

    ونقول لمن ضيع صلاة الجماعة: يا من ضيعت الصلاة مع الجماعة، ورضيت بالتفريط والإضاعة، لقد خسرت ورب الكعبة كل هذه الفضائل وفاتتك كل هذه الخيرات، أيها المتخلف في بيته عن أداء الصلاة جماعة في بيوت الله، اسمع لقول النبي صلى الله عليه و سلم: "من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر، قالوا: وما العذر؟.
    قال: "خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى" أخرجه أبو داود وغيره.
    معناه من سمع الأذان ثم تخلف عن صلاة الجماعة المشروعة بلا عذر ليس له ثواب بصلاته منفردا مع صحتها (وليس معناه لم تقبل لم تصح).
    صلاة الجماعة تؤخذ منها الدروس الإيمانية، وتسمع فيها الآيات القرءانية، فيتعلم بها الجاهل ويتذكر فيها الغافل ويتوب المذنب، وتخشع القلوب (وتقرب من علام الغيوب).
    صلاة المسلم في جماعة أقرب إلى الخشوع وحضور القلب والطمأنينة، وإن الإنسان ليجد الفارق العظيم بين ما إذا صلى وحده وإذا صلى مع الجماعة.
    وتعظم المصيبة حين يكون المتخلف عن صلاة الجماعة ممن يقتدى بعمله ويتأسى بفعله، ولا عذر له، وهي أعظم حين يكون هذا المتخلف ممن ينتسب إلى العلم وأهله، ولا عذر له.

    يا عبد الله، يا من يتوانى ويتثاقل ويتساهل ويتشاغل، لقد فاتك الخير الكثير والأجر الوفير، فإن من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة، وإن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم.

    يا عبد الله، حافظ على الصلاة مع الجماعة، وإن شق عليك مخالفة هواك ورأيت كثيرا من الناس في غفلة وهم معرضون {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون} (سورة الروم/60).

    أيها المسلمون، لقد كثر المتخلفون في زماننا هذا عن صلاة الجماعة في المساجد، رجال قادرون أقوياء يسمعون النداء صباح مساء، فلا يجيبون ولا هم يذكرون.

    ألسنتهم لاغية، وقلوبهم لاهية، ران عليها كسبها، شغلوا عن الصلاة بتثمير كسبهم ولهوهم ولعبهم، ولو كانوا يجدون من الصلاة في المساجد كسبا دنيويا ولو حقيرا دنيا لرأيتهم إليها مسرعين ولندائها مذعنين مهطعين.

    نسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء صلاة الجماعة.
                  

07-07-2014, 02:00 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مكانة المساجد واهميتها :
    ________________________

    Quote: قد علم أن الكثير من العبادات تتعين في المساجد، أو يزيد أجرها ويضاعف العمل فيها فلذلك ورد ما يدل على فضلها مطلقا، فعن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: خير البقاع المساجد، وشر البقاع الأسواق [رواه الحاكم وسكت عنه الذهبي ورواه الطبراني قال الهيثمي في مجمع الزوائد: فيه عطاء بن السائب وهو ثقة، ولكنه اختلط في آخر عمره، وبقية رجاله ثقات.] .
    وعن أنس مرفوعا: خير البقاع بيوت الله .. الحديث [رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبيد بن القاسم وهو ضعيف] .
    وعن واثلة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شر المجالس الأسواق والطرق، وخير المجالس المساجد، فإن لم تجلس في المسجد فالزم بيتك [رواه الطبراني وفيه: بكار بن تميم مجهول] .
    وعن جبير بن مطعم أن رجلا قال: يا رسول الله، أي البلدان أحب إلى الله، وأي البلدان أبغض إلى الله؟ قال: لا أدري حتى أسأل جبريل -صلى الله عليه وسلم- فأتاه فأخبره جبريل أن أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق [رواه البزار وفيه: عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب وهو مختلف في الاحتجاج به] .
    وقال ابن عباس رضي الله عنهما: المساجد بيوت الله في الأرض تضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض [رواه الطبراني في الكبير، قال الهيثمي ورجاله موثوقون) .
    وقد دل على معناه ما ورد في القرآن من إضافة المساجد إلى الله تعالى، وهي إضافة تشريف وفضل، كقوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ مع أن جميع البقاع وما فيها ملك لله تعالى، ولكن المساجد لها ميزة وشرف، حيث تختص بالكثير من العبادات والطاعات والقربات، وكما قال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا .
    والصحيح أن المراد المساجد المعمورة للذكر والطاعة، والتي هي من خصائص البلاد الإسلامية، فلذلك تؤدى فيها الصلاة جماعة وفرادى، ويدعو فيها المسلم ربه وحده، ولا يدعو معه أحدا، فإضافتها إلى الله تعالى تقتضي شرفها وتميزها على بقية البقاع، وذلك ما يوجب احترامها، واعتراف المسلمين بفضلها، فهي من خصائص المسلمين.
    حيث إن لكل ملة ديانة ومتعبد يجتمع فيه أهل تلك الديانة لأداء عباداتهم التي يدينون بها، مثل الصوامع والديارات، والكنائس والبيع، مع أنها في زمانها أفضل من غيرها، ولذلك قال تعالى: وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ويراد بالصلوات: مواضع العبادات، ولكن بعد نسخ تلك الديانات تعين منع عمارة تلك المعابد، لما فيها من مخالفة شعائر الإسلام، ووجب على المسلمين إظهار هذه المساجد وإشهارها، فأصبحت معالم على كل بلاد يسكنها المسلمون، حيث تتميز بهذه المساجد التي مدحها الله بقوله: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا فترفع مناراتها فوق المساكن والعمارات، وتعرف بمحاريبها الموجهة إلى القبلة الخاصة بالمسلمين.
    قال الله تعالى: مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ الآية، حيث وصف من يعمر المساجد بالإيمان بالله واليوم الآخر، والصلاة، والزكاة، وخشية الله وحده، والاهتداء الكامل، أي أن المؤمنين بالله حقا هم الذين يحملهم إيمانهم على عمارة المساجد.
    وأكثر أهل العلم على أن المراد عمارتها بالصلاة والذكر والقراءة والعلم، وأنواع العبادة، فهي العمارة الحقيقية، ولهذا أورد الإمام أحمد بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان لأن الله يقول: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [ورواه الترمذي وقال: حسن غريب، ورواه الحاكم وقال: هذه ترجمة للمصريين لم يختلفوا في صحتها وصدق رواتها. لكن قال الذهبي إن دراجا كثير المناكير، أي: دراج أبو السمح أحد رجال الإسناد، وقد أورده النووي في رياض الصالحين مع التزامه بذكر الأحاديث الصحيحة والحسنة] .
    ثم إن معناه تشهد له الآية الكريمة، حيث زكى ربنا سبحانه من يعمر المساجد، ووصفهم بالإيمان بالله واليوم الآخر.. إلخ، وذكر ابن كثير عند هذه الآية عن عبد بن حميد بإسناده عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما يعمر مساجد الله أهل الله [وكذا رواه البزار كما في الكشف، في باب في عمار المساجد عن صالح المري عن ثابت عن أنس قال: لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا صالح قال الهيثمي في مجمع الزوائد: وفيه صالح المري وهو ضعيف] .
    قلت: ولعله مستنبط من الآية الكريمة.
    وقال الزمخشري في الآية: أي: إنما تستقيم عمارة هؤلاء، وتكون معتدا بها، والعمارة تتناول رم ما استرم منها، وقمها، وتنظيفها، وتنويرها بالمصابيح، وتعظيمها، واعتيادها للعبادة والذكر، ومن الذكر: درس العلم، بل هو أجله وأعظمه، وصيانتها مما لم تبن له المساجد، من أحاديث الدنيا، فضلا عن فضول الحديث .
    ثم أورد عدة أحاديث منها حديث بلفظ: يأتي في آخر الزمان ناس من أمتي يأتون المساجد فيقعدون فيها حلقا، ذكرهم الدنيا وحب الدنيا، لا تجالسوهم فليس لله بهم حاجة [قال الحافظ أخرجه الطبراني عن أبي وائل عن ابن مسعود وفيه: بزيع أبو الخليل وهو متروك. ثم ذكر أنه رواه ابن حبان في صحيحه من طريق آخر بنحوه ] .
    ويدخل في خدمة المساجد إنارتها، فقد ذكر الزمخشري عن أنس -رضي الله عنه- قال: من أسرج في مسجد سرجا، لم تزل الملائكة وحملة العرش تستغفر له ما دام في ذلك المسجد ضوءه [قال الحافظ رواه الحارث بن أسامة من رواية الحكم العبدي عن انس وفي الطبراني عن علي رفعه: من علق قنديلا في مسجد صلى عليه سبعون ألف ملك.. إلخ لكنه ضعيف] .
    وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا أسود أو امرأة سوداء كان يقم المسجد، فمات فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه، فقالوا: مات. قال: (أفلا كنتم آذنتموني به، دلوني على قبره، أو قال قبرها)، فأتى قبره فصلى عليه وسميت في بعض الروايات: أم محجن .
    والمراد: أنها تجمع القمامة وهى الكناسة، ومنها قطع الخرق، والقذى، والعيدان، قال أهل اللغة: القذى في العين والشراب ما يسقط فيه، ثم استعمل في كل شيء يقع في البيت وغيره إذا كان يسيرا، ففي هذا الحديث فضل تنظيف المسجد وإزالة ما يقع فيه من قمامة وقذى، لأنه يشوه المنظر، ويسبب النفرة من المسجد، بخلاف الموضع النظيف، فإن النفس تألفه وترغب إطالة البقاء فيه.
    ومن تنظيفه تطييبه بالنضوح والدخنة، فقد روى أبو يعلى عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يجمر المسجد كل جمعة. [قال الهيثمي وفيه عبد الله بن عمر العمري وثقه أحمد وغيره، واختلف في الاحتجاج به] . ولا شك في استحباب تطييب المساجد بالعود ونضحها بالطيب، لمكانتها وشرفها، وذلك مما يرغب العامة في الجلوس فيها، ويسبب محبة النفوس لها، ويزيدها جمالا.
    وقد روي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عرضت على أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد.. إلخ [رواه أبو داود والترمذي وابن خزيمة في صحيحه، وسكت عنه أبو داود وقال المنذري في تهذيبه: وفي إسناده عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وثقه ابن معين وتكلم فيه غير واحد. وقال الترمذي هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وذكر أن البخاري استغربه، ونقل عن البخاري والدارمي أن المطلب بن عبد الله راويه عن أنس لا يعرف له سماع من أحد الصحابة] . ومع ذلك فمعناه صحيح، ويشهد لذلك قصة المرأة التي كانت تقم المسجد، فماتت فصلى النبي -صلى الله عليه وسلم- على قبرها .
    ومن خدمة المساجد فرشها بما يريح المصلين ولو بتراب نظيف، أو حصباء، فقد روى أبو داود عن أبي الوليد قال: سألت ابن عمر عن الحصا الذي كان في المسجد، فقال: إنا مطرنا ذات ليلة، فأصبحت الأرض مبتلة، فجعل الرجل يجيء بالحصا في ثوبه فيبسطه تحته، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته قال: ما أحسن هذا [لكن إسناده ضعيف] .
    ولا شك أن إراحة المصلين بما يزيل عنهم حرارة الأرض، أو يقيهم من الغبار، أو يزيل عنهم شدة الحر مما يثاب عليه من قصده، ولذلك اعتيد في هذه الأزمنة جعل البسط والسجاد المريح في أغلب المساجد، بعد أن كانوا يصلون على الحصباء والأرض الصلبة والغبار، فوجدوا بذلك راحة وانبساطا ومحبة للعبادة، ورغبة فيها.
    ومن خدمة المساجد إنارتها كما سبق في حديث أنس وعلي على ما فيهما من الضعف، وقد روى ابن ماجه وأبو داود عن ميمونة مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفتنا في بيت المقدس. قال: (فإن لم تأتوه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله) ولابن ماجه في سننه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أول من أسرج في المساجد تميم الداري وهو موقوف وسنده ضعيف. ولا شك أن إسراج المسجد الذي هو إنارته مما يسبب الرغبة فيه وينير الطريق لمن دخله، حتى يعرف الموضع الذي يقصده، وينظر مواضع الصلاة، ويتوقى خطر الصلاة لغير القبلة، أو العثور في نائم، والاصطدام بسارية أو حائط، وقد يسر الله تعالى في هذه الأزمنة وجود الكهرباء الذي يحصل بها تمام الإنارة والضياء الكامل، حتى أشرقت المساجد، واستنار الطريق، وتيسرت السبل للوصول إلى المساجد بسهولة وراحة، وأمن من الأخطار والفزع الذي يعتري من يمشي في ظلمة مدلهمة، سواء كانت في المساجد أو في طريق الوصول إليها.
    ومع ذلك فقد ورد ما يدل على فضل المشي إلى المسجد في الظلمات، وكثرة الأجر المرتب على ذلك، فقد روى أبو داود والترمذي عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة [وقال الترمذي غريب. وقال المنذري في الترغيب: رجال إسناده ثقات] .
    وعن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليبشر المشاؤن في الظلم إلى المساجد بنور تام يوم القيامة [رواه ابن ماجه والحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي ] .
    وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة [رواه ابن ماجه والحاكم وسكت عنه الذهبي وضعفه البوصيري في الزوائد] .
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المشاؤون إلى المساجد في الظلم أولئك الخواضون في رحمة الله [رواه ابن ماجه وفي إسناده: إسماعيل بن رافع متكلم فيه، ونقل الترمذي عن البخاري قال: هو ثقة مقارب الحديث] .
    وعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إن الله ليضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة [قال المنذري رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن] .
    وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من مشى في ظلمة الليل إلى المسجد لقي الله عز وجل بنور يوم القيامة [رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن، وابن حبان في صحيحه، ولفظه قال: من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورا يوم القيامة ]
    وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من النور يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزعون [رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده نظر، كذا في الترغيب] .
    وقد ذكر مثل هذا الحديث صاحب مجمع الزوائد عن أبي سعيد وزيد بن حارثة وعائشة وابن عباس وابن عمر وأبي الدرداء وأبي موسى وهو دليل على شهرة الحديث، وكثرة من نقله من الصحابة، ومن خرجه من أهل الحديث، ولعل سبب الترغيب بكثرة الثواب ما كان المسلمون فيه من شدة الظلمة في بعض الليالي، مع ضيق الطرق، والتوائها، فيصعب سلوكها والعبور معها إلى المساجد في الليالي المظلمة، مخافة الهوام واللصوص، والحفر والحجارة، والحيطان المعترضة، وقد خفت هذه الأشياء في زماننا بسعة الطرق وإنارتها، ونظافتها وأمنها والحمد لله، فلا عذر لأحد في التأخر لأجل ظلمة أو نحوها، فمتى وجدت الظلمة فصبر واحتسب ومشى لصلاة العشاء وصلاة الصبح كان أهلا أن يحظى بالنور التام يوم القيامة.
                  

07-07-2014, 05:39 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ذات رمضان


    تتشابه الأيام كأنها التوائم، وتمر أمام ناظريه كطابور يحمل ذات الملامح والشيات واللباس!
    كما تتشابه مواسم القرية البسيطة دون تغيير يذكر؛ ما دامت تعيش عزلة عن العالم، ولم تتعرّف بعدْ على منجزاته الجديدة.

    رمضان وحده يختلف!
    قبل حضوره تسبق الهيبة والجلال والوجل، فإذا أقبل تراءاه الناس بحرص واهتمام.. الكبار يصعدون إلى (النفود) الغربي بعد صلاة العصر، ويتحدّثون باهتمام، ويختلفون، ثم يُنصتون لحديث الإمام؛ الذي يؤكد لهم مكان بزوغه.. ويُلقّنهم ماذا يقولون:
    اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، هِلاَلُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ، رَبِّى وَرَبُّكَ اللَّهُ.
    لا مذياع لمعرفة الخبر.. المذياع نفسه غير مقبول الرواية، ولا يوجد إلا خفية، وعند الفسَّاق وحدهم!
    الصغار يفرحون بطريقتهم الخاصة، ولأسبابهم الخاصة أيضاً!

    صامه طفلاً، وأقنعته أمه منذ اليوم الأول أن صياماً (كصيام الدجاجة والديك!) يكفيه.. فليُمسك إذاً إلى نصف النهار، ثم يُفطر على وجبة الغداء المبارك!
    يتسلل وقت السَّحُور وقد أيقظته الحركة غير المعتادة في المنزل، وينضم إلى ركب المُتَسَحِّرِين.. أما القهوة فلا تصلح له؛ لأنه لا يشربها إلا البالغون.. وبهذا تصبح أُمنية عزيزة ينتظر متى يتأهّل لها ويُصنَّف ضمن قائمة الكبار!
    يود أنه كان أكبر من عمره، ويتساءل في سرِّه: متى يأتي اليوم الذي يصبح فيه كهؤلاء؟
    لعل عالم الطفولة لا يحظى آنذاك بكثير من الخصوصية والاهتمام، ولا يجد ما يلائمه من المتعة واللهو واللعب، فليس أمامه إلا أن يحلم بالرجولة!
    حتى الصوم نفسه أصبح محاطاً بشروط إضافية، فحين يغلبك النوم عن السَّحُور فلن يُسمح لك بالصيام.
    لا فوانيس رمضانية.. فالفوانيس هي هي مصدر النور الوحيد في القرية، وخاصة الصغير الذي يسمونه بـ(الفنر).
    لا حلويات ولا أطعمة خاصة لرمضان.

    التوت وحده كان مشروباً رمضانياً يسهل عليهم تحصيله، فهو في دكانهم، وهم يشربونه بكثير من الماء وبعض السكر.
    التمر في القرية متوفر في الحقل وفي المنزل؛ الذي تتوسط فنائه نخلة سامقة، بدت وكأنها أحد أفراد الأسرة.
    اللبن مشروب شعبي يتهاداه الجيران كتحفة ثمينة، ويتصرَّفون في صياغاته؛ ما بين مخيض، وزبد، وحليب، وبقل (أقط)..
    وربما طبخوا التمر بالزُّبد، وحصلوا على طعم لذيذ يسمى (القشدة).
    حين نستذكر الأشياء القديمة تبدو وكأنها كانت أكبر وأضخم وأجمل مما هي عليه في الواقع.. هل لأننا صغار كنا نراها كبيرة؟ أم لأننا لم نر غيرها؟
    الغرفة الضيقة كانت كمجلس فسيح، والفناء كان كملعب كرة، والجدار القصير كان كَسَدٍّ شاهق.

    وحتى البشر.. لا يتخيل أباه رجلاً في الخامسة والثلاثين، ولا أمه فتاة في الثامنة والعشرين.. رمضان كان يزيدهم قرباً والتصاقاً، ويمنح حركة متجددة لا تتوفر دائماً.
    لم يعرف الأب (المرمضن)؛ الذي يغضب ويزمجر ويصرخ بحجة الصوم، لا يذكر إلا ذاك السمح السَّهل الطيب؛ الذي يتكلَّف الحزم ليُربِّي صغاره على الصدق، والمحافظة على الصلاة، ومكارم الأخلاق.
    صلاة التراويح في المسجد الجامع يحضرونها في اليوم الأول، ثم يكتفون ببعضها، إذ لا طاقة لهم بمتابعة الإمام في تسليماته العشر التي يقرأ فيها جزءاً من القرآن.

    التنافس في ختم المصحف على أشُدِّه.. والرغبة في السَّبق تحمل بعضهم على اللجوء لطرق ملتوية مثل (النط)، وتعني قفز بعض السّور أو بعض الصفحات أو الآيات؛ وهي تُهمٌ تشبه تُهم تزوير الانتخابات.. إذ كيف يمكن لفلان أن يصل إلى سورة يونس في وقت وجيز؟!
    ويلجا آخر إلى الهَذِّ؛ وهو الإسراع في القراءة حتى لا يكاد يُبِين؛ ليتفاخر أمام نظرائه بأنه سبقهم.
    وبعد أيام تبدأ أخبار الختمات تتوالى، ومعها الاتهامات والتشكيك والسخرية.. ودفاع الأب منقطع النظير عن ولده؛ الذي قرأ القرآن حرفاً حرفاً.

    فضائح الإفطار السِّري همسٌ يتعالى ويطال بعض المتجرئين؛ ممن هم في بداية المراهقة، ليصبح مادة للحديث والاستنكار ثم العقوبة؛ التي تتراوح بين الضرب، والهجر، والتوبيخ والتحذير من كلام الناس؛ الذي يؤذي الأسرة جميعاً، وعادة ما يتحول إلى عَرْضٍ لتاريخها وسوابقها، وغمز لرقة دينها، وضعف أخلاقها.. ولا غرابة أن يربط بأصلها ثم يعمم الحكم على نظرائها.
    أما حين يقع اللوم على ذاك المراهق المتمرِّد من تلك الأسرة العريقة، وذلك الأب الصالح الذي يوصف بهذه المناسبة بأنه (يطهر الأرض التي يطأ عليها)؛ فهنا يسكت الجميع عن التعليق مكتفين بترديد: الهداية بيد الله!

    أهل القرية صادقون، ولا يشكّون في نزاهة أحكامهم، ولا في ازدواجية معاييرهم!
    من ينسى فيأكل أو يشرب فإنما أطعمه الله وسقاه، ولذا يرون أن عليك ألا تنبهه إلى أنه صائم، فأنت بذلك تقطع رزق الله عنه.
    الصغير ينسى، وإذا لم ينس فهو يتناسى؛ ليُقدِّم عذراً جاهزاً حينما يتم الظَّفر به مُتلبِّساً بما يقطع صومه!
    روح البساطة والتواضع والعفوية كانت تطبع الحياة بميسمها الجميل.. وكثير من الجمال لا نراه إلا حين يدركه المغيب ويصبح شيئاً من الذكرى.
    رحمة الله على تلك الأيام.. وسقى عظام أناسها صوب الغمام!

    د.سلمان بن فهد العودة
                  

07-07-2014, 05:42 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان في تايلند ... آلام وآمال
    ما أن أعلن مجلس شيخ الإسلام ( في مثابة المفتي في البلاد الإسلامية ) عن رؤية الهلال هذا العام ) حتى بادرت الإذاعات الأربعة والعشرون التي يشرف عليها المسلمون في أجزاء متفرقة من القطر التايلندي إلى تهنئة المسلمين بحلول شهر رمضان والإعلان عن حفلات الإفطار التي تنظمها المساجد والجمعيات الخيرية على مدار الشهر الفضيل .

    إن مذاق شهر الصيام في تايلند يختلف عن الدول الإسلامية ، فكم تكون أحاسيس المرء غريبة وهو يصوم في محيط أغلبه يأكل ويشرب، بل ويعربد في المحرمات دونما رقيب أو حسيب .

    إن أكثر شيء يعانيه المسلمون في تايلند، وبخاصة في منطقة الوسط التي يشكل المسلمون فيها أقلية سكانية ؛ هي صعوبة ضبط إيقاع الحياة في شهر رمضان وسط الجو السائد ... لقد صادف مثلا في هذا السنة أن اجتمعت ليلة النصف من شعبان مع عيد بوذي شهير ، بالإضافة إلى عيد الهيلوين(عيدإمريكي)، وكان من أعجب ما يرى المرء تذبذب الشباب بين الاحتفال بمقدم شهر رمضان وبين تلك الأعياد التي يحتفل بها من لا يدين بدين الإسلام ..

    لا يقتصر الأمر على صعوبة المزج بين مشاعر الالتزام بالدين مع التكيف مع عادات المجتمع ، بل إن الأمر يتجاوز إلى صعوبة مواجهة تيار الأباحية الذي يؤثر ـ ولا شك ـ على مجمل العبادات ، وخاصة في شهر رمضان، حيث ترتفع المعنويات الإيمانية ... ومع هذا فإن البوذيين وغير المسلمين في تايلند على وجه العموم ينظرون نظرة إكبار للمسلمين على قدرتهم في صوم نهار هذا اليوم ومكابدة الجوع والعطش لهذه الدرجة ، ذلك أن البوذية لا تعرف الإمساك المطلق عن الطعام والشراب ، بل تستثني ما له روح من الأطعمة التي يحرم على الراهب ان يتناولها أو يستحب لكل الناس ألا يتناولوها .

    ومع غرابة صفة الصيام وخصوصيات شهر رمضان على المجتمع البوذي إلا أن ملامح هذا الشهر باتت شهيرة عند غير المسلمين ، حتى إن الكثير من البوذيين بات يستطيع النطق بكلمة رمضان مع صعوبتها على لسانهم .

    إن المظهر الطبعي في الدول الإٍسلامية هو إغلاق محلات الأطعمة في نهار رمضان ، ويكاد المرء لا يرى أي مفطر مجاهر في شوارع المدن والقرى ، ولكن الأمر على الخلاف من هذا في دولة مثل تايلند تقطنها نسبة سكانية عالية من المسلمين ، وفي نفس الوقت أغلبية سكانية غير مسلمة ... وبطبيعة الحال فإن الدوائر الحكومية مع ضميمة الشركات الخاصة لا تعطي أي وضع متميز للمسلم في شهر رمضان ، كنحو الإذن له بالانصراف مبكرا لإدراك الإفطار أو تخفيف العمل عنه وهو صائم ، بل إن الأمور تسير كما لو كانت في أيام عادية ، والمسلمون مجبرون على التكيف مع هذا الوضع ، ولا شك أنهم يعانون الكثير من جراء هذا الوضع المعقد ... قلة قليلة هي التي تملك قرارها ، وهم التجار وأصحاب الأعمال الحرة الذين يفضلون الراحة في هذا الشهر ، وتخفيف الأعمال إلى أقل درجة ، ومع أن شهر رمضان يصادف فصل الشتاء منذ سنوات إلا أن الكثير من المسلمين يفضل التفرغ في هذا الشهر للعبادة وأعمال الخير .

    وأعمال الخير في تايلند تشابه إلى حد بعيد ما في الدول الإسلامية ، وبخاصة موائد الإفطار التي تعتبر سمة المجتمع المسلم في تايلند ، فلا يوجد مسلم إلا ويقيم مائدة إفطار يومية أمام المسجد يقبل عليها أهل الحي من الرجال ، ومن حل عليهم ضيفا من أبناء السبيل ... وغالبا ما يبدأ الإفطار بالتمر ( المستورد من مصر والسعودية ويباع بأسعار باهظة ) واللبن وبعض العصائر، وبعض الأطعمة الخفيفة ، ثم يؤدي المسلمون الصلاة في المسجد ويعودون من بعد ذلك إلا إتمام إفطارهم .

    موائد المسلمين في تايلند كمثلها في الدول الإسلامية تعج بصنوف الأطعمة والحلويات ، لكن الملفت للنظر في عادات المسلمين في هذا الشهر أن البيت لا يصنع أنواعا متعددة من الأطعمة ، بل يصنع صنفا واحدا بكميات كبيرة ، ويوزع على الجيران والأقارب ( القاطنين في الحي ) هذا الصنف ، بحيث يتم رد الطبق بصنف صنعه البيت الآخر ، وهكذا حتى يتجمع في المائدة ربما أكثر من عشرة أصناف من عشرة بيوت تعاونت على صنع تلك الأطعمة بدون أن يجهد البيت الواحد في صنع كل تلك الأصناف بمفرده ...

    في مسجد أنصار السنة المحمدية في بانكوكنوي ( حي من أحياء العاصمة بانكوك) يعلن المسجد عن حفل الإفطار السنوي الكبير الذي يقيمه المسجد منذ أكثر من ستين عاما ، وهو مشهور على مستوى العاصمة ويحضره المئات من المسلمين ، حيث يبدأ الحفل بعد صلاة العصر مباشرة ، إذ تُلقى محاضرة حتى قبيل صلاة المغرب ، ثم يفطر المسلمون ، وينتظرون إلى صلاة التراويح حيث تؤدي في هذا المسجد بالذات بتؤدة وطمأنينة بخلاف الكثير من المساجد التي تسارع في أداء صلاة التراويح ، ومن بعد صلاة التراويح يتم إلقاء محاضرات طويلة حتى الثانية عشرة ليلا .

    وكان هذا الحفل في الماضي يستمر حتى السحور وأداء صلاة الفجر ، ولكن مع بدأ تغير وتيرة الحياة ، واعتماد الجيل الجديد على الوظائف الحكومية والقطاع الخاص أصبح من غير الملائم السهر حتى وقت متأخر من الليل .

    يتابع المسلمون عبر موجات الإذاعات المختلفة برامج الإذاعة الإسلامية التي تبلغ أكثر من أربعة وعشرين برنامجا في شهر رمضان ، حتى إن الكثير من المسلمين اشتكى من كثرة تلك البرامج وعجز الكثير عن متابعتها .

    وبالإضافة إلى البرامج الإسلامية علىموجات الإذاعة تقوم هيئة التلفزة ببيع أوقات محددة للمسلمين لإذاعة برامجهم، وغالبا ما تكون فترة الإرسال التلفازي للبرامج الإسلامية أثناء فترة تناول السحور ، حيث تستضيف البرامج الإسلامية بعد الدعاة والعلماء وتحاورهم في قضايا الساعة مع المسائل الملحة التي يحتاج المسلمون إلى التعرف على حكم الشرع فيها .

    لقد ألقت أحداث الساعة بزخمها على النسيج الإسلامي لرمضان هذا العام ، حتى غدت الأزمة حاضرة بكل تداعياتها في الحس الإسلامي ، ويصعب أن يفرق المرء بين مشاعر المسلمين في تايلند حيال الوضع المتدهور في أفغانستان ، وبين فرحهم بهذا الشهر ... في كل مسجد تدخله تستطيع أن تلاحظ الأخبار التي يحرص الشباب على استقائها من شبكات الإنترنت أو من الصحف والمجلات لبيان أحوال المسلمين في بقاع العالم وخاصة في أفغانستان ، ويبدو أن التعاطف مع الوضع المتردي للمسلمين في أفغانستان قد بلغ مداه ، حيث قامت مجموعات بجمع تبرعات للمسلمين في أفغانستان في مناسبات كثيرة ، ويبدو أن التبرعات ستتضاعف في هذا الشهر بعد أن تداعى إلى أسماع المسلمين في تايلند ما أفتى به مفتي الديار المصرية بجواز إخراج الصدقة للمجاهدين في أفغانستان .

    إن هذه الآلام التي يعيشها المسلمون في تايلند باتت تنغص عليهم أفراحهم ، إذ ما من حفل إفطار تم الإعلان عنه إلا ويجعل من قضية أفغانستان محورا للحديث، ولم يعد المحاضرون يقتصرون على إطلاع المستمعين على الوضع في أفغانستان وحسب ، بل تجاوز الإمر إلى تداول الشأن الإسلامي على وجه العموم ، بما فيه بعض المعاناة التي يعانيها المسلمون في مجتمع ذي أكثرية غير مسلمة ...

    في هذا الفترة بالذات من كل عام يتوافد على تايلند وفود عديدة من دول الجوار ، وبخاصة من بورما ، حيث يعاني شعب أركان والكثير من المسلمين ضغوطا شديدة ضد تمسكهم بالدين الإسلامي ، وتعمل تلك الوفود على جمع التبرعات للمدارس الإسلامية والمساجد ، وكانت بعض الوفود من بنغلاديش وأفغانستان وباكستان تأتي لجمع التبرعات إبان فترة الانتعاش الاقتصادي في أواسط التسعينات من القرنالماضي .

    إن هذا الجو المفعم بالآلام حصر اتجاه العمل الإسلامي في تايلند على التركيز على الجهد الدعوي ، وتوعية المجتمع بالأحداث الدولية ، وتحريك الفعاليات الإسلامية للقيام بدور إعلامي لتوضيح الصورة العادلة للمسلمين ، ولم يعد في يد المسلمين شيء يستطيعون أن يقدموه أكثر من الدعاء ، فغدت آلامهم مترجمة إلى جملة من الآمال يبثونها في أدعيتهم في القنوت ، حيث جرى تعميم دعاء قنوت النوازل على أغلب مساجد القطر ، وبات المسلمون يبثون الكثير من هموهم في الدعاء والتضرع ، وصارت مساجد المسلمين في تايلند تعج لأول مرة بأصوات التأمين العالية على دعوات قنوت النوازل ، تعبيرا عن آلامهم ، وتنفيسا عن آمالهم ، صوب مستقبل غامض الملامح ، تحدوهم ثقة بوعد الله أن ينصر دينهم في كل بقاع الدنيا.

    .............. تايلاند ـ رضا صمدي
                  

07-07-2014, 05:43 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ثلاث أفكار دعوية للأسرة في رمضان
    من خلال تجاذبي أطراف الحديث مع كثير من الزملاء والأصحاب أجد لديهم (هم التفريط الدعوي) في جانب أسرهم، وللأسف أن الكثير منهم يعتمد اعتماداً كلياً على ذاته في تفعيل أي نشاط ، لذلك يتعطل أي مشروع دعوي في الأسرة في حال انشغاله أو سفره . وأريد لفت انتباه كثير من الدعاة أن لهم في سياسة التفويض ( الفعّال ) مندوحة إن لم تسعفهم أوقاتهم في إنجاز مهامهم الدعوية في أسرهم . فأي مشروع تريد القيام به بإمكانك تجزئته ثم إعداد قائمة بأسماء من يستطيعون مساعدتك في إنجازه ، سواء كانت القائمة تتكون من شخصين أو أكثر ، ولا يشترط أن تكون القائمة عامرة بالأسماء كما أنه لا يشترط أن يكون العمل ضخما تنوء به العصبة مما يؤدي لتعطيل الأعمال كل مرة بالكلية ، فإن ما لا يدرك كله لا يترك جله . وإليك ثلاثة مشاريع رائعة ، وستكون إنجازا عظيما لك لو استطعت الإتيان بها خلال هذا الشهر الكريم. وسنوضح من خلال عرضها كيفية تقطيع العمل أو المشروع لعدة أجزاء مستقلة ، تستطيع من خلالها توزيع الأدوار على أفراد أسرتك.

    المشروع الأول ( همتي في ختمتي ) :
    يشتكي في الغالب أفراد الأسرة من عدم تمكنهم من ختم القرآن الكريم خلال الشهر الفضيل ، فالزوجة مشغولة في النهار في إعداد الطعام ، وفي المساء في استقبال الضيوف أو شغل آخر يشغلها ، وكذلك الأبناء ففي المدرسة نهارا ينشغلون شغلا كافيا وفي المساء تبتلع برامج الأطفال التلفزيونية غالب وقتهم ، وإن فضل وقت لهم فللدراسة ، أما الزوج فبين العمل وزيارة الأصحاب ، وللأسف أن هذا هو حال كثير من الأسر، وكل عام تجدها تعد بأنها ستتغير ولكن للأسف ليس ثمة نتيجة تذكر ! فلا بد من اتباع عدة خطوات قبل دخول الشهر الكريم ، نلخصها بهذه النقاط :
    1- يبدأ بحملة إعلامية بين الأسرة لمشروعه ويكون العرض مشوقا، كأن يختار القائم بالمشروع شعارا لمشروعة كما سمينا هذا المشروع مثلا ( همتي في ختمتي ) وأن يعقد لأهل البيت جلسة خاصة يوضح فيها فضل ختم القرآن وطرقه ...إلخ.
    2- وضع خطة افتراضية للختمة ولكلٍ حق التغيير فيها حسب ما يتفق مع ظروفه الخاصة ، كأن يقترح أن يقرأ كل فرد قبل كل فريضة وجهين من كتاب الله وبعد الفريضة وجهين فسيكون المجموع في اليوم قراءة جزء تقريبا وبذلك سيختم خلال شهر .
    3- إيجاد روح التنافس بين أفراد الأسرة بحيث يطبع لكل فرد مشارك جدول فيه مربعات تكفي لختمتين كل ختمة مربعاتها مستقلة ويطبع في أعلى الصفحة اسم الفرد وشعار يختاره لنفسه يحثه على المواصلة ، كأن يختار شعار (الإنجاز هدفي ) ، ويقوم الفرد من الأسرة بتعبئة هذه المربعات إما بتظليلها أو بوضع ملصقات ( استكرز ) نجمة في كل مربع بعد كل جزء تتم قراءته .
    4- يقوم صاحب المشروع بحث المتسابقين من أفراد الأسرة على المواصلة وإشعال روح الحماس بينهم بين الفينة والأخرى ، وينبغي عليه أن يراعي أن يكون قدوة للمتسابقين وإلا ستكون الاستجابة ضعيفة.
    5- يقوم بحفل تكريم بسيط لمن أنجز الهدف .

    خطوات عملية لتطبيق المشروع:
    يقوم صاحب المشروع بتجزئة المشروع، كأن يوكل لفرد إحضار كتاب يتكلم عن فضائل القرآن وجمع ما هو مهم ويخص المشروع ، ويوكل لآخر طباعة الجداول ، ويوكل لثالث أن يأتي بالملصقات ( الاستكرز ) لاستخدامها في الجداول ، وسيكون دوره إدارة المشروع فقط ، و في بعض الأحيان يكفي منه أن يلقي الكلمة لأفراد أسرته ،وفي حال سفره أو انشغاله يلقيها عبر الهاتف !.

    المشروع الثاني: خاطرة رمضانية
    يقوم الداعية بإعداد ثلاثين خاطرة بسيطة لا يتجاوز الوقت الذي تستغرقه خمس دقائق ، و في الكتب المنتشرة في المكتبات عن الدروس الرمضانية غنية لمن عجز عن تحضير هذه الخواطر ، وكم هو جميل لو وزّعت هذه الخواطر على أفراد الأسرة بحيث يكون على كل فرد قراءة خاطرة يوميا خلال اجتماع العائلة ، كما أنه لا ينبغي التكلف للاجتماع حتى لا يتسبب بالضغط النفسي لأفراد الأسرة ، فمن المناسب جدا أن تكون الخاطرة قبيل الإفطار والعائلة جالسة على سفرتها أو ما شابه ذلك من الأوقات غير المستغلة .

    المشروع الثالث:سهرة عائلية
    فتختار الأسرة يوما من أيام الأسبوع تجتمع فيه ، ويفضل لو كان الاجتماع بحضور الدائرة الكبرى للأسرة ، كحضور الأخوات والأرحام المحارم ، ويحتوي هذا السمر على مسابقات وتوزيع بعض الحلوى على المتسابقين كما يحتوي على بعض القصص من كبار السن والتي تعرض في طياتها ذكرياتهم في رمضان . مع مراعاة – أيضا – تقسيم الأدوار بين أفراد الأسرة ، فمنهم من يعد أسئلة المسابقة، ومنهم من يتكفل بتهيئة المكان، ومنهم من يتكفل بإعداد الطعام أو المشروبات...إلخ كما أنه من الضروري إبلاغ أفراد الأسرة بمواعيد وأوقات السمر مبكرا - وهي في الغالب لن تتجاوز أربع مرات خلال الشهر- حتى يتسنى للمشاركين ترتيب أوقاتهم لحضور هذا السمر العائلي.
    تركي العبدلي
                  

07-07-2014, 05:45 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    المجاهرة بالفطر في نهار رمضان معصية وجريمة
    أشار الداعية الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور ثقيل بن ساير الشمري إلى أن المادة رقم (256) من القانون القطري جرمت الإساءة إلى الدين الإسلامي أو إحدى شعائره. وقال في تصريحات صحفية إن الذين ينتهكون حرمة الصيام وشعور المسلمين بالمجاهرة بالفطر في الأماكن العامة يسيئون للدين الإسلامي، وشعيرة الصيام، والقانون، والنظام العام،
    حيث إن قانون الدولة يجرم المجاهر بالفطر في نهار رمضان، إذ نصت المادة رقم (267) أنه يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وبالغرامة التي لا تزيد على ثلاثة آلاف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من جاهر في مكان عام بتناول الأطعمة أو المشروبات، أو غير ذلك من المواد المفطرة في نهار رمضان.

    وأضاف فضيلته أن على غير المحتشمات في لباسهن ومظهرهن التزام الحشمة في مثل هذه الأيام الفاضلة، احتراما لقدسية هذه الشهر، وكذلك مراعاة لشعور الصائمين، حيث إن ديننا الحنيف يدعو إلى الحشمة في جميع أيام السنة، ولكن يتأكد الالتزام بالحشمة في هذه الأيام المباركة التي يقبل فيها المسلمون عموما على الطاعة والعبادة.

    وأكد الشيخ الشمري أنه لا ينبغي لمن منحه ولي الأمر حق الإقامة على هذه الأرض أن يخدش فريضة الصيام بالجهر بالإفطار أو بغيره من مفسدات الصوم، فيفعل ذلك مستهترا وعابثا بشعيرة عامة من شعائر المسلمين، مشيرا إلى أنه لا تعد هذه الجرأة من باب الحرية الشخصية، بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الإسلام، لأن المجاهرة بالفطر في نهار رمضان مجاهرة بالمعصية وهي حرام، فضلا عن أنها خروج على النظام العام في بلاد المسلمين، وانتهاك صريح لحرمة المجتمع وحقه في احترام مقدساته، وعلى المفطر لأي عذر شرعي أن يكون على مستوى عال من مراعاة شعور الأغلبية الساحقة في الشوارع والمواصلات ومكاتب العمل والأماكن العامة.

    ودعا فضيلته أصحاب ومديري المؤسسات العاملة بالدولة التي يعمل فيها عدد كبير من غير المسلمين إلى بيان وتوعية العاملين فيها باحترام ومراعاة شعور الصائمين، وعدم المجاهرة بالفطر في الأماكن العامة، مع ضرورة توعيتهم بأن القانون القطري يجرم هذه الأفعال.

    وقال فضيلته إن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين» (متفق عليه)، وأكد أنه ونحن في الأيام الأولى من شهر رمضان، ومع قدوم العشر الوسطى من هذا الشهر الكريم، تظهر هنا وهناك سلوكيات تخالف حرمة ومكانة هذه الفريضة، مشيرا إلى أن صورة الجهر بالإفطار في نهار رمضان لها وقع عظيم على مشاعر المسلمين لما تسببه من استفزاز، فتولد بذلك مفاسد جمة، لافتا إلى أنها استخفاف بأوامر الله عز وجل ونواهيه، وتؤدي إلى اعتياد القبائح واستمرائها وكأنها أمور عادية لا شيء فيها، وأوضح أنها بمثابة دعوة للغير إلى ارتكاب المعاصي، وإشاعة الفساد، ونشر المنكرات، وتؤدي إلى استحلال المعصية فيكفر بذلك، كما أنها دليل على سوء الخلق والوقاحة وقلة أدب صاحبها، ودليل على قسوة القلب واستحكام الغفلة من قلب المجاهر.

    وختم فضيلته بقوله «نأمل من الجهات المختصة توجيه النصح لأولئك النفر -وهم قلة في بلادنا والحمد لله- بالحكمة والموعظة الحسنة، كما نأمل من الهيئات المسؤولة أن تضع من الضوابط ما يكفل منع المجاهرين بالإفطار في الشوارع والميادين وكافة الأماكن العامة».

    ــــــــــــــــــــــ
    العرب 1/9/2008م
                  

07-07-2014, 05:46 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    نفحات الله في أيام دهره-رمضان شهر النفحات


    " من الصفوة أقوام مذ تيقظوا ما ناموا، ومذ سلكوا ما وقفوا فهم في صعود وترق، كلما عبروا مقاما إلى مقام رأوا نقص ما كانوا فيه فاستغفروا (ابن الجوزي) "

    خلق الله الإنسان من ضعف، تتنازعه لواعج الهوى وبواعث الشهوات، ذلك أن الطبيعة البشرية الخطاءة تحول بينه وبين الوصول إلى المثالية والكمال المطلق، ونصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة متضافرة على استحالة تحول النموذج البشري الإنساني الظلوم الجهول إلى ملائكي معصوم من الخطإ مجبول على الطاعة دون جهد أو معاناة ؛ قال تعلى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا} [الإسراء: 67]، وروى ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة أو ذنب هو عليه مقيم لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسيا إذا ذُكِّرَ ذكَرَ » (رواه الطبراني في المعجم الأوسط، وصححه الألباني)
    وأمام هذا الضعف البشري الذي جبل عليه الإنسان وقوة نوازع الهوى كان لا بد من كسر معادلة القصر النسبي لعمر الإنسان من جهة وعداد الحسنات التي ينبغي أن يفوق عددها السيئات - من جهة أخرى - حتى تثقل موازين صاحبها يوم القيامة فيكون من الناجين، قال تعالى: { فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ } [الأعراف: 8، 9]، لتحقيق هذا التوازن منح الله عباده مواسم وأماكن ضاعف لهم فيها العمل الصالح وفتح لهم فيها أبواب الخير مشرعة على مصاريعها، يقبل من عاصيهم ويعفو عن مسيئهم ويمنح مستجديهم؛ عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « اطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات الله عز وجل فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوه أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم » (أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان، وأبو نعيم في الحلية) .
    ونفحات الله المشار إليها هنا: منح من خزائن رحمته يصيب بها من يشاء من عباده المؤمنين، من صادف نفحة منها سعد سعادة الأبد، قال علماء السلوك والأخلاق: التعرض للنفحات الترقب لورودها بدوام اليقظة والانتباه من سِنة الغفلة حتى إذا مرت نزلت بفِناء القلوب .

    قال العلامة المناوي: ومقصود الحديث: إن لله فوائض مواهب تبدو لوامعها من فتحات أبواب خزائن الكرم والمنن في بعض الأوقات، فمن تعرض لها مع الطهارة الظاهرة والباطنة بجمع همة وحضور قلب حصل له منها دفعة واحدة ما يزيد على هذه النعم الدائرة في الأزمنة الطويلة على طول الأعمار، فإن خزائن الثواب بمقدار على طريق الجزاء، وخزائن منن النفحة لا تفرق فيما تعطي عليه، والجزاء له مقدار ووقت معلوم ووقت النفحة غير معلوم بل مبهم في الأزمنة والساعات، وإنما غُيب علمه لنداوم على الطلب بالسؤال المتداول كما في ليلة القدر وساعة الجمعة، فقصد أن نكون متعرضين له في كل وقت قياما وقعودا وعلى جنوبنا وفي وقت التصرف في أشغال الدنيا، فإن المداوم يوشك أن يوافق الوقت الذي يفتح فيه فيظفر بالعطاء الأكبر ويسعد بسعادة الأبد .

    وقد شكا بعضهم إلى أستاذه طول سهره بالليل وأن السهر قد أضر به ثم قال: أخبرني بشيء أجتلب به النوم، فقال له أستاذه: يا بني إن لله نفحات في الليل والنهار تصيب القلوب المتيقظة وتخطئ بالقلوب النائمة فتعرض لتلك النفحات ففيها الخير، فقال: يا أستاذ تركتني لا أنام بالليل ولا بالنهار
    وتذاكر قوم قصر الليل عليهم فقال بعضهم: أما أنا فإن الليل يزورني قائماً ثم ينصرف قبل أن جلس، وقال علي بن بكار منذ أربعين سنة ما أحزنني شيء إلا طلوع الفجر، وقال الفضيل بن عياض: إذا غربت الشمس فرحت بدخول الظلام لخلوتي فيه بربي، فإذا طلع الفجر حزنت لدخول الناس علي
    وقال أبو سليمان: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا، وقال بعض العلماء: ليس في الدنيا وقت يشبه نعيم أهل الجنة إلا ما يجده أهل التملّق في قلوبهم بالليل من حلاوة المناجاة، وقال بعضهم: قيام الليل والتملّق للحبيب والمناجاة للقريب في الدنيا ليس من الدنيا هو من الجنة أظهر لأهل الله تعالى في الدنيا، لا يعرفه إلا هم، ولا يجده سواهم روحاً لقلوبهم.

    ذلك أن مقادير ما يظفر به المتعرض للطف الله تعالى في الأحوال والأعمال يجري مجرى الصيد وهو بحسب الرزق فقد يقل الجهد ويجل الصيد وقد يطول الجهد ويقل الحظ، والمعول وراء هذا الاجتهاد على نفحة من نفحات الرحمن فإنها توازي أعمال الثقلين، وليس فيه من اختيار العبد إلا أن يتعرض لتلك النفحة بأن يقطع عن قلبه جواذب الدنيا فإن المجذوب إلى أسفل سافلين لا ينجذب إلى أعلى عليين، وكما يقول الغزالي: كل مهموم بالدنيا فهو منجذب إليها فقطع العلائق الجاذبة هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: « إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها » وذلك لأن تلك النفحات والجذبات لها أسباب سماوية؛ إذ قال الله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22]، وهذا من أعلى أنواع الرزق والأمور السماوية غائبة عنا فلا ندري متى ييسر الله تعالى أسباب الرزق فما علينا إلا تفريغ المحل والانتظار لنزول الرحمة وبلوغ الكتاب أجله كالذي يصلح الأرض وينقيها من الحشيش ويبث البذر فيها وكل ذلك لا ينفعه إلا بمطر ولا يدري متى يقدر الله أسباب المطر إلا أنه يثق بفضل الله تعالى ورحمته أنه لا يخلي سنة عن مطر فكذلك لا تخلو سنة وشهر ويوم عن نفحة من النفحات فينبغي أن يكون العبد قد طهر القلب عن حشيش الشهوات، وبذر فيه بذر الإرادة والإخلاص وعرضه لمهاب رياح الرحمة، وكما يقوى انتظار الأمطار في أوقات الربيع وعند ظهور الغيم يقوى انتظار تلك النفحات في الأوقات الشريفة وعند اجتماع الهمم كما في يوم عرفة ويوم الجمعة وأيام رمضان فإن الهمم والأنفاس أسباب - بحكم تقدير الله تعالى - لاستدرار رحمته حتى إن الأمطار تُستدر بها في أوقات الاستسقاء، وهي لاستدرار أمطار المواهب ولطائف المعارف والعطايا من خزائن ملكوت الله أشد مناسبة منها لاستدرار قطرات الماء واستجرار الغيوم من أقطار الجبال والبحار .
    والذي يسبر غور النفحات - التي قد يبشر الله بها عباده وينذر - يجدها على ضربين:
    الضرب الأول: نفحات الجنة والخير والبركة: وهي ومضات النور والاطمئنان والسكينة التي يعجلها الله في الدنيا لأهل طاعته؛ حيث إن الله تعالى يعجل لأوليائه وأهل طاعته من نفحات نعيم الجنة وروحها ما يجدونه ويشهدونه بقلوبهم مما لا يحيط به عبارة ولا تحصره إشارة، حتى قال بعضهم: إنه لتمر بي أوقات أقول إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه فإنهم في عيش طيب، قال أبو سليمان: أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، وقال بعضهم: الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين، قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97]؛ قال الحسن: نرزقه طاعة يجد لذتها في قلبه، أهل التقوى في نعيم حيث كانوا في الدنيا والبرزخ وفي الآخرة.
    العيش عيشهم والملك ملكهم ... ما الناس إلا همو بانوا أو اقتربوا

    والضرب الثاني: نفحات الإنذار ونواقيس الخطر التي ينذر الله بها أهل المعاصي والإعراض عن ذكره؛ فإن الله يعجل في الدنيا من أنموذج عقوبات جهنم ما يعرف أيضا بالتجربة والذوق، فالحمى التي تصيب بني آدم وتزيد من درجة الحرارة الداخلية للجسم هي نار باطنة ومنها ما يكون نفحة من نفحات سموم جهنم ومنها ما يكون نفحة من نفحات زمهريرها، ومن أعظم ما يذكر بنار جهنم النار التي في الدنيا، قال الله تعالى: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة:73] يعني: أن نار الدنيا جعلها الله تذكرة تذكر بنار جهنم، ثم لا تسأل عما يجده أهل الإعراض من ضيق الصدر وحرجه ونكده، وعما يعجل من عقوبات المعاصي في الدنيا ولو بعد حين من زمن العصيان، وهذا من نفحات الجحيم المعجلة لهم، ثم ينتقلون بعد هذه الدار إلى أشد من ذلك وأضيق، ولذلك يضيق على أحدهم قبره – نسأل الله السلامة والعافية - حتى تختلف فيه أضلاعه، ويفتح له باب إلى النار فيأتيه من سمومها، قال الله تعالى: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } [طه: 124] .
    وإحدى أعتى مشكلات الحياة المعاصرة أن المجتمعات الإنسانية اليوم أصبحت خليطاً تضيع فيه الحكمة وتحرم فيه الخصائص من تلبية مطالبها الفطرية، وتصبح الحياة معه مكفهرة كالحة، إذ تصاب النفوس من جراء ذلك بالتذمر، والسأم، والكراهية، والظمأ الروحي والنفسي إلى نفحات السعادة التي لا تمر في أجواء مشحونة بالنفور والإحساس بعدم الملاءمة

    وفي هذه الأيام المباركات أيام الخير والبركة من رمضان تهب على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب، ليسعى سمسار المواعظ للمهجورين في الصلح، وتصل البشارة للمنقطعين بالوصل وللمذنبين بالعفو والمستوجبين النار بالعتق، إذ تسلسل مردة الشياطين في هذا الشهر الكريم وتخمد نيران الشهوات بالصيام وينعزل سلطان الهوى، وتصير الدولة لحاكم العقل بالعدل فلم يبق للعاصي عذر، ويرتفع نداء الحق عاليا: يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي، يا شموس التقوى والإيمان اطلعي، يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي، يا قلوب الصائمين اخشعي .

    ونفحات الخير ودفع العطايا في هذا الشهر الكريم أكثر من أن يطالها حصر؛ فهو شهر الصيام الذي هو علة التقوى؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، وفيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، ويصفد مردة الشياطين وعصاة الجن، ويكفي أن فيه ليلة القدر التي جعل الله ثواب العبادة فيها أفضل من ثواب العبادة لمدة 83 سنة وثلاثة أشهر، وهو ما يقترب من أعلى معدل لمتوسط عمر الإنسان في هذه الأمة، والعمرة في هذا الشهر تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالمحروم من يجعل جهده وسعيه في هذا الشهر معادلا لجهده في غيره، فلا يخصصه بمزيد من الاجتهاد في الخيرات التي هي ميدان التسابق والتي فيها الربح العظيم .
    جعلنا الله من عتقاء هذا الشهر المبارك الذين سبقت لهم منه الحسنى، {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53] .
    اسلام ويب
                  

07-07-2014, 05:47 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كيف تَثْبُت على الطاعة بعد رمضان


    يلاحظ أَنَّ كثيرًا من المسلمين ممن كانوا يحافظون على أنواع كثيرة من الطاعات في رمضان كالذكر والصدقة والتبكير إلى الصلوات وغيرها، يهملون هذه الطاعات بعد انقضاء الشهر ولا يثبتون عليها ، وهذا الأمر إِنْ استمر له خطورته على إيمان العبد وخاتمته وآخرته.
    وقد أمرنا الله بالثبات على الطاعات حتى الممات في قوله تعالى: «واعبد ربك حتى يأتيك اليقين»{الحجر:99}، كما أمرنا أَنْ نسأله عدة مرات في اليوم الواحد أَنْ يهدينا الصراط المستقيم . وهذا الثبات له موانع وله عوامل. إِنْ تجنب الإنسان موانعه وأخذ بعوامله ثبت على الطاعة بإذن الله.
    وفيما يلي بيان مختصر لأغلب هذه الموانع وأهم هذه العوامل، لعل الله عز وجل أَنْ ينفع بها قارئها وكاتبها.

    أولا - الموانع :
    المانع الأول- طُولُ الْأَمَلِ :
    وحقيقته: الحرص على الدنيا والانكباب عليها، والحب لها والإعراض عن الآخرة، وقد حَذَّرنَا الله مِنْ هذا المرض في قوله : « وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ » أَيِ طُولُ الْأَمَلِ ، و بَيَّنَ سبحانه أَنَّهُ سبب قسوة القلب فقال « وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ »{الحديد:16}، كما بَيَّنَ أَنَّهُ سبب الانشغال عن هدف الانسان من الحياة فقال:« ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ »{الحجر:3} ، وذَكَرَ أَنَّهُ سبب للانتكاس والسقوط فقال:«إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ»{ محمد : 25} ، أي زَيَّنَ لهم الشيطان خطاياهم، و مَدَّ لهم في الأمل ووعدهم طول العمر
    وما ذاك إِلَّا لِأَنَّهُ –كما يقول القرطبي- دَاءٌ عُضَالٌ ومرض مُزْمِنٌ ، ومتى تَمَكَّنَ من القلب فسد مزاجه واشتد علاجه، ولم يفارقه داء ولا نجع فيه دواء، بل أعيا الأطباء ويئس مِنْ بُرْئِهِ الحكماء والعلماء.
    وقال الحسن البصري: ما أطال عَبْدٌ الْأَمَلَ إِلَّا أساء العمل. وصدق رضي الله عنه! فالأمل يُكْسِلُ عن العمل ويورث التراخي والتواني، وَيُعْقِبُ التشاغل والتقاعس، وَيُخْلِدُ إلى الأرض وَيُمِيلُ إلى الهوى. وهذا أمر قد شوهد بالعيان فلا يحتاج إلى بيان ولا يطلب صاحبه ببرهان، كما أَنَّ قِصَرَ الأمل يبعث على العمل، ويحث على المسابقة.انتهى كلامه رحمه الله
    المانع الثانى: التوسع في المباحات:
    لا شك أَنَّ التوسع في المباحات من الطعام والشراب واللباس ونحوها سبب في التفريط في بعض الطاعات وعدم الثبات عليها. فهذا التوسع يورث الركون والنوم والراحة والدَّعَةَ، بل قد يجر إلى الوقوع في المكروهات، لِأَنَّ المباحات باب الشهوات، و ليس للشهوات حَدٌّ ، لذا أمر سبحانه بالأكل مِنْ الطَيِّبَاتِ ونهى عن الطغيان فيها قال تعالى: «كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ»{طه:81}، ولا يعني هذا تحريم ما أحل الله، فقد كان نَبِيُّنَا-وهو أصدق الزاهدين- يحب العسل والحلواء، ويأكل اللحم ، ويقبل ما يقدم إليه إلا أن يَعَافَهُ -أي لا يرغب فيه. فاستعمال المباح لا حرج فيه، لَكِنَّ الآفة أَنْ يكون في ذاته هدفًا وغاية.

    المانع الثالث: الابتعاد عن الأجواء الإيمانية:
    مِنْ أصول عقيدتنا أَنَّ الإيمان يزيد وينقص، فيضعف ويضمحل إذا عَرَّضَ الْعَبْدُ نَفْسَهُ لأجواء الإباحية والفجور والتبرج والسفور أو انشغل قلبه على الدوام بالدنيا وأهلها، لذا بَيَّنَ النبي الكريم أَنَّ أحب البقاع إلى الله المساجد وأبغضها الأسواق ، وما ذلك إلا لِأَنَّ المساجد بيوت الطاعات، ومحل نزول الرحمات، والأسواق محل الغش والخداع والأيمان الكاذبة و خُلْف الوعد وغير ذلك مما في معناه. وقد حث الشرع على مرافقة الصالحين وملازمتهم ليعتاد المسلم فعل الطاعات، وترك السيئات.
    ومما يؤكد أَنَّ البيئة تؤثر في ايمان العبد: جواب الْعَالِمِ لقاتل المائة حينما سأله: هل له من توبة؟ قال الْعَالِمُ : « نعم ومن يحول بينك وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا فَإِنَّ بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء »

    ثانيا: العوامل
    العامل الأول: الدعاء بالثبات:
    مِنْ صفات عباد الرحمن أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء أَنْ يثبتهم على الطاعة و أَنْ لا يزيغ قلوبهم بعد إذ هداهم ، فهم يوقنون أَنَّ قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن يُصَرِّفُهَاكيف يشاء ، لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: «اللهم يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك، اللهم يا مُصَرِّف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك». وكان من دعائه: «اللهم اهدني ويَسِّر الهدى لي» ، كما أَمَرَ عليًا أَنْ يسأل الله عز وجل السداد والهدى، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يدعو:«اللهم يَسِّرني لليسرى وجَنِّبْنِي العسرى».

    العامل الثاني: تنويع الطاعات والمسارعة إليها:
    مِنْ رحمة الله عز وجل بنا أَنْ نَوَّعَ لنا العبادات لتأخذ النفس بما تستطيع منها، فمنها عبادات بدنية، ومالية وقولية وقلبية وقد أمر الله عز وجل بالتسابق إليها جميعا، وعدم التفريط في شيء منها. وبمثل هذا التنوع وتلك المسارعة يثبت المسلم على الطاعة، ولا يقطع الملل طريق العبادة عليه، مصداقًا لقوله تعالى:«وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا»{النساء:66}
    وقد ألمح النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك حين سأل صحابته: «مَنْ أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ اتبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ أطعم اليوم منكم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: مَنْ عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة» . ونلحظ أَنَّ الطاعات المذكورة جمعت أنواعًا من العبادات فمنها عبادات بدنية (كالصيام، واتباع الجنائز، وعيادة المريض) وعبادات مالية (كإطعام المساكين)، وعبادات ذات نفع متعد مثل (عيادة المريض اتباع الجنائز إطعام المساكين). وعبادات ذات نفع قاصر (مثل الصيام).

    العامل الثالث: التعلق بالمسجد وأهله:
    ففي التعلق بالمسجد وأهله ما يعين على الثبات على الطاعات، حيث المحافظة على صلاة الجماعة والصحبة الصالحة ودعاء الملائكة، وحلق العلم، وتوفيق الله وحفظه ورعايته. ونصوص الوحيين في ذلك كثيرة مشهورة،

    العامل الرابع: مطالعة قصص الصالحين:
    لقد قص الله علينا في كتابه قصصًا طيبة مِنْ أخبار الأنبياء والسابقين، ولم تذكر للتسلية والسمر ولكن لننتفع ونتعظ بها. ومن منافعها تثبيت قلوب المؤمنين والمؤمنات والطائعين والطائعات، قال تعالى: «وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ » {هود:120}.
    وكثير من الناس تتغير أحوالهم إِلى الأصلح والأحسن بالاطلاع على سير العظماء والأكابر، خاصة سير السلف الصالح الأوائل الذين ضربوا أعظم الأمثلة في التضحية والعبادة، والزهد والجهاد والإنفاق وغيرها. وكانوا بحق شامة الناس ومقدمي الأمم. فالاطلاع على هاته السير يورث المرء حماسًا عظيمًا
    فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إِنَّ التشبه بالكرام فلاح

    العامل الخامس: التطلع إلى ما عند الله من النعيم المقيم:
    إِنَّ اليقين بالمعاد والجزاء يُسَهِّلُ على الانسان فعل الطاعات وترك المنكرات،مصداقا لقوله تعالى :«واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون»{البقرة:45-46}،
    وفي حديث يُعلي الهمة ويحث على صالح العمل والثبات عليه يذكر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أدنى أهل الجنة منزلة ،فيقول: « سأل موسى ربه ما أَدْنَى أهل الجنة منزلة؟ قال : هو رجل يجيء بعدما أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ فيقال له: ادْخُلِ الْجَنَّةَ . فيقول: أي رب: كيف وقد نَزَلَ النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ ؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْك مَلِك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت ربي. فيقول: لك ذلك ومثله ومثله، فقال في الخامسة رضيت ربي. قال: رَبِّ، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أرَدتُ، غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وخَتَمْتُ عليها فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، ولَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ“، قال صلى الله عليه وسلم : وَمِصْدَاقُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} {السجدة:17}»نسأله سبحانه أَنْ يستعملنا في طاعته وأَنْ يثبتنا عليها. آمين

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أحمد عبدالمجيد مكي - باحث في الشريعة الإسلامية
                  

07-07-2014, 05:51 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    خصائص شهر الصيام
    فقبل ليال انبثق في كبد السماء هلال رمضان، انبثق ليعلم المسلمين أن خالقهم قد آذنهم بحلول موسم البركة والخير والرحمة والعفو والمغفرة، والجد والطاعة .

    أقبل رمضان فأظلنا بمقدمه شهر كريم، جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعًا..{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]، {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}[البقرة:185].

    أقبل رمضان ففتحت أبواب الجنة فما يغلق منها باب، وغلقت أبواب النار فلا يفتح باب، ونادى مناد الحق: ياباغي الخير أقبل، وياباغي الشر أقصر.
    روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين". وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أول ليلة من رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.. ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" رواه الترمذي وحسنه الألباني.

    أقبل رمضان فهبت على القلوب نفحات نسيم القرب، وسُعي للمهجورين بالصلح، ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمؤمنين بالعفو، وللمستوجبين النار بالعتق.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". وقال صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". وقال صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

    يا من طالت غيبته عن ربه، قد بدأ زمان المصالحة.. يا من دامت خسارتـه، قد أقبلت أيام التجارة الرابحة..

    رمضان إن الأنفس الجرداء *** تزكوا حين تُوفي كالربيع وتُورقُ
    أهلاً بيومك صائمين عن الأ *** طايب راغبين إلى الرضا نتشوق
    أهلا بليلك قائميـن لربـنا *** وقلوبنا بالحب نشــوى تخفـق
    حسب الموفق فرحتان أجل من *** هذي الحياة وإن كساها رونق

    بلوغ رمضان نعمة
    إن بلوغ رمضان نعمة عظمى ومنة كبرى، وإنما يقدرها قدرها الصالحون المشمرون، والعالمون بفضائل الأيام والشهور والدهور، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يبلغه رمضان.. وكان الصحابة كذلك يدعون ربهم أن يبلغهم إياه لما يعلمون فيه من الفضيلة، فإن الله تعالى قد اختص رمضان بخصائص ومظاهر رفعه بها على غيره من الشهور.. فمن هذه الخصائص:
    1ـ أنه شهر القرآن: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}..

    القرآن النور الذي أضاء الله به ظلمات الأرض، وأنار به قلوب العباد وجوانب البلاد {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}[المائدة:15].

    القرآن.. الذي أحيا الله به قلوب العباد بعد مواتها {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا}[الشورى:52]. {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}(الأنعام:122)

    القرآن.. الذي جعله الله شفاء لأمراض القلوب والأبدان {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[الإسراء:82]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[يونس:57].

    بل إن رمضان هو شهر الوحي عموما فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أنزل فيه كل الكتب السماوية كما جاء في مسند الإمام أحمد بسند حسن، من حديث واثلة بن الأسقع: [أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة خلت من رمضان، وأنزلت التوراة لست خلت من رمضان.. والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان].

    2ـ وهو شهر الصيام: الذي هو أحب العبادات إلى الله وأنفعها للناس.. يقول ابن القيم: "الصيام لجام المتقين، وجنة المحاربين، ورياضة الأبرار والمقربين، وهو سر بين العبد وربه، لا يطلع عليه سواه".
    وقد نسبه الله لنفسه من دون غيره من العبادات "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".

    3ـ وهو شهر ليلة القدر: تلك الليلة التي هي ليلة العمر، فمن وفق لها فقد فاز فوزا عظيمًا، ومن ضيعها فقد حرم حرمانا كبيرا.. فما بالك بليلة واحدة إذا قامها العبد في طاعة مولاه قامت مقام ألف شهر أي مقام عبادة ثلاث وثمانين سنة كاملة وزيادة.. ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يستحث أمته على طلبها "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان". ويحذر من ضياعها فيقول: "من حرم خيرها فقد حرم".

    4ـ وهو شهر الطاعة: يسر الله فيه أسبابها، وهيأ الناس لها، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين...".

    5ـ وهو شهر الجود: يجود فيه الله على عباده بالرحمة والعفو والعتق من النار، بل وبالفضل والنعم الظاهرة المحسوسة فيوسع عليهم في مآكلهم ومشاربهم وأرزاقهم كما هو مشاهد محسوس.. ويحب من يتصف بذلك ويوسع على عباده، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس كما في الصحيحين من حديث ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن: فإذا لقيه جبريل عليه السلام، كان أجود بالخير من الريح المرسلة".

    6- وأخيرا فرمضان هو شهر الدعاء: وقد نوه الله عليه في آيات الصيام فلا تغفلوا عنه {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة:185، 186].

    وقال عليه الصلاة والسلام: [لكل مسلم دعوة مستجابة يدعو بها في رمضان]:، وقال: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم". رواه أحمد.

    وبعد كل هذا الفضل فمن أعظم الغبن أن يضيع الإنسان مثل هذا الشهر أو أن يخرج منه كما دخل فيه من غير أن ينتفع فيه بكثير أجر وثواب.. فسارعوا إلى مغفرة من ربكم، وسابقوا إلى رضا مولاكم قبل أن يخرج رمضان من بين أيديكم؛ فإن الأيام الفاضلة سريعة الانقضاء .

    اللهم بارك لنا في رمضان واجعلنا من عتقائك من النار.
    اسلام ويب
                  

07-07-2014, 05:54 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الصــوم جُنـَّـة..
    الحمد لله رب العالمين الذي جعل الإسلام روحاً تحيا به النفوس، ونوراً تهتدي به العقول، وتستنير به القلوب، وتربية تستقيم بها الجوارح على صراط الله تعالى المستقيم، وصدق الله تبارك وتعالى إذ يقول:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(الشورى:52)

    والإسلام بكل قواعده وأركانه وتشريعاته يشكل المنهج الرباني الفذ الذي يصوغ الصفوة الطاهرة الصالحة من البشر الذين هم أهل لأن يباهي الله تبارك وتعالى بهم الملأ الأعلى من الملائكة الأبرار.

    والحِكمُ التي أودعها الله تبارك وتعالى في تشريعات الإسلام بحر لا يدرك له قرار، يغترف منه أولو النهى والبصائر ما قسم الله تعالى لهم من نور وهدى، ويبقى ذاخرا لا يحيط به غير الله تبارك وتعالى العليم الحكيم.

    ونحن الآن أمام ركن من أركان هذا الدين الحنيف. لننظر منه إلى وصف من أوصاف حكمته الجامعة التي أخبر بها من أعطاه الله تعالى جوامع الكلم وأيده بالوحي وعصمه من الزلل والزيغ.

    ذلكم هو الصوم، والعبارة النبوية الجامعة الحافلة النيّرة" الصوم جُنَّةٌُ".

    والصوم حقا هو أعظم مدرسة تربوية تزكي النفس وتطهّر القلب وتقوّم السلوك وتنمّي الفضائل وتنقي الرذائل، وكل ذلك وأكثر منه ينطوي تحت العبارة النبوية الشريفة الجامعة النيّرة " الصوم جُنَّةٌ".

    وفي المعجم . الجُنّةُ: السترة.. وكل ما وقى من سلاح وغيره. ويقال: الصوم جنة: وقاية من الشهوات.

    أقول: الصوم حائل للعبد عن كل فساد. ووقاية له من كل قبيح ومطهر له من كل خبيث ومن ذلك:

    1- أنه جنة بمعنى حاجز وعاصم من الشهوات المردية. وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم للأعزب إذا لم يجد سبيلا إلى النكاح الحلال فقال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"(متفق عليه). فهو جنة بمعنى حماية وحاجز من الفحشاء والفجور.

    2- والصوم جنة بمعنى الوقاية من سوء الخلق والسفه والجهل ولزوم الوقار ومكارم الأخلاق. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصيام جنة فلا يرفت ولا يجهل...... الحديث"متفق عليه.

    3- والصوم جنة من المعاصي ووقاية للعبد من مقارفة الحرام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"رواه البخاري.

    4- والصوم جنة للعبد بمعنى حاجز له من مجاراة السفهاء ومخاصمة الجهلاء ولزوم العفو وحسن الخلق. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب. فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم.... الحديث"رواه البخاري ومسلم.

    5- والصوم جنة للعبد بمعنى وقاية وحصن من كل ما يشينه في الدنيا ويهينه في الآخرة؛ لأنه يقوم سلوكه ويهذّب خلقه ويطهّر قلبه ويزّكي نفسه ويزيد إيمانه ويكون مآله بذلك النجاة من النار والفوز بالجنة.. فهو من أعظم حصون المسلم الواقية من المهالك. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصيام جنة وهو حصن من حصون المؤمن وكل عمل لصاحبه إلا الصيام. يقول الله " الصيام لي وأنا أجزي به"(رواه الطبراني وحسنه الألباني). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الصيام جنة وحصن حصين من النار"(رواه أحمد).

    6- والصيام جنة للعبد ووقاية من النار. وهذا أعظم أهداف المتقين النجاة من النار والزحزحة عنها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال"(رواه أحمد والنسائي).

    فما أعظم بركة اللفظ النبوي الذي جمع الفضائل ونفى الرذائل وأهّل الصائم لأسمى المنازل. يعبر عن كل هذا وغيره بلفظ من ثلاثة أحرف لو فصلت معانية لملأت المجلدات.

    زبدة عبادة الصوم وخلاصتها:
    لقد جمع الصوم من المنافع شيئا عظيما وقدرا كبيرا يزداد كلما نظر العبد وتفكر وأمعن النظر وتدبر وكلما ازداد فكرا ونظرا ازداد فائدة واعتبارا..فمن هذه الفوائد:

    1- تنمية مراقبة الله تعالى في قلب العبد ونفسه.

    2- تدريب العبد على التحكم في نفسه وشهواته وكبح جماحها.

    3- تمكين العبد من تمّلك زمام نفسه وإلزامها العفو وعدم الانتصاف عند الغضب وفي هذا تحقيق قوة الإيمان وشدته.

    4- الصائم أجدر الناس بالإحسان بالفقراء والجياع لما يعرض له من الجوع في صيامه.

    5- الصائم أجدر الناس بشكر نعمة الله تعالى عندما يفرح بفطره فيشرب على الظمأ ويطعم على الجوع.

    6- الصيام يربي العبد على ترك المحرمات لأنه إذا ترك شهواته من الحلال فهو أجدر أن يتوقى الحرام.

    7- الصيام ينمي يقين العبد بلقاء الله تعالى. الذي جاع وظمئ ليفطر على ضيافة ربهن و تحفته في دار كرامته.

    8- الصيام أعظم ما يزود العبد من التقوى التي هي ثمرة العبادة وزبدتها. وصدق الحكيم الخبير إذ يقول: "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون". فلما كانت التقوى ثمرة العباد فأعظم أسبابها الصيام كما قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    محمد محمد بدير
                  

07-07-2014, 05:55 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضــان.. دعـــائم للتغيير
    بحلول شهر رمضان المبارك تهتز مشاعر المسلمين في الأرض قاطبة، وتتعلق أنظارهم بالسماء، مؤملين دنو حالة الإنقاذ، فتتشخص أمامهم الغايات واضحة، وتعنو الصعاب، وهكذا يتجلى للعيان أن العالم الإسلامي بالرغم من أزماته المحبطة لا يزال يحتفظ بوحدته الروحية كأكبر عامل جامع وموجه نحو إطلاق طاقاته المكبلة.

    ولما كانت مسألة تغيير الفرد لا تتحقق إلا بتوجيهه لغاية جلية وقريبة في شعوره حتى يسير وراءها كان رمضان أبلغ العبادات في رياضة النفس وتقويمها، لأنه يقوم ببناء الدوافع التي تمنح الصائم القوة على الامتناع عن رغبات معينة وترك الشهوات المعروفة، والدوافع هنا ليست إلا تلبية أمر الله، والنزول عند إرادته لنيل مرضاته.

    إنه جهاد نفسي متواصل لمدة شهر كامل، يشعر الصائم في نهايته بقوة اتجاهه إلى الله وبعمق انتمائه لهذا الدين، فالانتصار المتكرر على الشهوات مران على قوة العزيمة، جاء في الحديث الصحيح (الصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم).

    الصيام جُنة أي وقاية من الإسفاف كما فسره العلماء، فلا يتصور معه أن يتلبس الصائم بأحوال تنافي هذا المقصد، وفي نفس السياق يصب قوله صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) وكذلك قوله (كم من صائم ليس من صيامه إلا الجوع والعطش).

    إننا نجد أنفسنا أمام هذه الأحاديث مجبرين على التفكير الجدي في إحدى أكبر معضلات المجتمعات الإسلامية اليوم، وهي غياب الشعور بحقيقة الشهود الإلهي الدائم الذي كان من نتائجه الاهتمام بأعمال الجوارح والغفلة عن أعمال القلوب، في حين أن التربية الدينية تقوم في الإسلام على إنشاء وتنمية ملكة مراقبة الله والاستحياء منه، في توازن نفسي دقيق يجمع بين الخوف والرجاء، هما بمثابة الجناحين للطائر متى اختل أحدهما قعد عن الطيران والتحليق وكان مصيره الهلاك.

    ولا شك أن الصوم يجعلنا نجتهد حتى نرتفع إلى مستوى الإحساس بالرقابة الإلهية، وهو بهذا الاعتبار هازم لمنطق المادة الجاف الذي تسلل إلى حياتنا الثقافية من معين الحضارة المعاصرة الآسن.

    ولأن تكريم الصائم أمر أخروي (من صام رمضان وقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)، كان في المشاق التي تصاحب الصائم لأجل تحصيل هذا الأجر، دليل على أن جهة المصلحة التي ينبغي على المسلم اعتبارها إنما هي الجهة التي هي عماد الدين والدنيا لا من حيث أهواء النفوس كما بينها الشاطبي.

    ومن ثم يمكننا تعريف سلوك الامتناع في شهر رمضان، بأنه سلوك جماعي موحد لمجتمع يمتلك المسوغ الحقيقي لوجوده، يستمده من قوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]

    وفي ضوء هذه الآية الكريمة يمكننا أن نفهم معنى العبودية الحقة، التي تعني خضوع العبد ودخوله في ربقتها اختيارا كما هي في الواقع تشمله اضطرارا، بمعنى أن المسلم يعيش على ظهر هذه البسيطة، يتحرك لله وهو مستغرق في أنشطته كلها (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 162].

    فالإسلام منهج حياة متكامل يجعل من المسلمين حراسا للمبادئ، يضبطون سلوكهم وفق ما شرعه الله تعالى من تكاليف، لا يقبلون الفوضى ولا يرتضون الضيم، يمتلكون حسا عاليا بالمسؤولية، ويسعون إلى اغتنام الأوقات لأجل صيانة أماناتهم.

    فالقضية إذن ليست كما يحلو للبعض أن يصورها، خلاص فردي وعبادات صورية تقليدية، بل إنها تحتاج منا إلى تأمل وطول نظر، يقودنا حتما إلى فهم حرص الشارع على أداء المسلمين فروض الكفايات، وترغيبه في الصلوات الجامعة وزجره المفارق لجماعة المسلمين، بل غير المبالي بأمرهم (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) الحديث.
    ذلك أن عامل الوحدة والتلاحم المنتج للإرادة الجماعية، يعد من أهم الركائز التي يقوم عليها بناء أي مجتمع متحضر.

    والمجتمع الإسلامي النموذجي يمتلك أسمى المسوغات لوجوده بالإضافة إلى وحدة بنائه، الشيء الذي يكفل إطلاق طاقاته الاجتماعية وتجميع قواه وفق مصالح ومقاصد مشروعة.

    ووجوه هذه المصالح مبثوثة في أبواب الشريعة وأدلتها، بالاستقراء القاطع، يعلم ذلك الفقهاء الأصوليون، وتدور كلها في فلك المحافظة على الضروريات الخمس:

    حفظ النفس والدين والعقل والمال والنسل، لذلك فإن أصول الطاعات إذا تُتُبعت وجدت راجعة إلى اعتبار هذه المقاصد الأصلية كما جاء في الموافقات، فهل هذا هو ما نسعى إليه في عباداتنا التي تحولت إلى عادات متوارثة، فاترة لا علاقة لها بحفظ نفس أو دين أو مال أو عرض، ولا تأمرنا بمعروف أو تنهانا عن منكر؟
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الجزيرة: كريمة بداوي
                  

07-07-2014, 05:57 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قبل أن يرحل رمضان
    الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.. وبعد:
    فمنذ أيام قريبة كنا ندعو الله أن يبارك في أعمارنا وينسأ في آجالنا حتى ندرك رمضان، وأعطينا المواعيد الوثيقة بأن نعمره بطاعة الله قدر الطاقة.. واستجاب الله لنا بمنه، وحقق أمنيتنا بفضله، فمد في الأعمار حتى أدركنا رمضان...

    وجاء رمضان، وكما هي عادة الأيام المباركات، مر مسرعا، فإن مثل مواسم الخير وساعات البر كمثل القطار أو الطائرة، من كان مستعدا له منتظرا قدومه ركب فيه فبلغ به غايته وحقق به أمنيته، ومن كان غافلا عنه فاته غير مأسوف عليه.

    إن أيام رمضان أشبه ما تكون بعقد انقطع سلكه فانفرطت خرزاته سريعا، فمرت منه عشر الرحمة، ثم عشر المغفرة، وهانحن قد بدأنا عشر العتق من النار.

    وقفة محاسبة:
    لقد مر من رمضان ثلثاه وزيادة، ولم يبق إلا الثلث أو أقل، فينبغي للمسلم أن يقف وقفة يحاسب فيها نفسه: ماذا قدم فيما مضى؟ وماذا يرجو مما بقي؟ حتى لا يخرج رمضان كما دخل، وحتى لا نخرج نحن منه كما دخلنا فيه.

    وهذه المحاسبة أثناء العمل أصل من أصول النجاة في الآخرة، وسبيل إلى تحقيق الآمال بتحسين الأعمال، ورد النفس عن الميل أو النقص أو عن سوء القصد، ولتجديد العزم، ورفع الهمة، وتصحيح النية.

    والمحاسبة من أصول السير والوصول إلى الله سبحانه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر:18)
    وقال صلى الله عليه وسلم: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت....."رواه الترمذي وحسنه... ومعنى دان نفسه أي حاسبها..
    قال عمر رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).

    قال الحسن: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته.

    وقال ميمون بن مهران: "لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه. (فالنفس كالشريك الخوان إن لم تحاسبه ذهب بمالك).

    وذكر الإمام أحمد أنه: "مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أبع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه و يصدقونه من نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل؛ فإن في هذه الساعة عونا على تلك الساعات وإجماما للقلوب.

    وقال الحسن البصري أيضا: "المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة".

    فلابد من هذه المحاسبة لتعرف أين أنت، وماذا استفدت من صيامك وقيامك؟ وهل تحقق فيك مقصود الله تعالى من فرض الصيام، وهل تحقق لك مقصودك من شهر رمضان؟
    هل رق قلبك بعد قسوته..؟
    هل نديت عينك بعد جمودها..؟
    هل قويت إرادتك بالصوم فتركت معاص كنت تقترفها من شرب دخان أو نظرة إلى مسلسلات وأفلام أو سماع لخنا أو غنا أو شيء مما حرم الله، أو حديث فيما يغضب الرب أو لا يرضيه أو غير ذلك مما يعد خللا في الخلق والدين..؟
    هل تحسنت بالصوم أخلاقك، وتهذبت به ألفاظك..؟
    هل أحسست بنسائم المغفرة وقد هبت على ذنوبك لتمحوها..؟
    هل أحسست بسحائب الرضوان وقد تنزلت على نفسك لتزكيها..؟
    هل أحسست ببشائر العتق من النار، قد دلت عليها خفة النفس وانشراح القلب، وانطلاق العين، والإقبال على العبادة..؟
    هل اشتم قلبك ريح الجنة ونسيمها، أم أن قلوبنا ما زالت مزكومة ببرد المعاصي وطبقات الران عليها..؟

    لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أناسا صائمين لكن ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش وذكر أناسا قائمين لكن ليس لهم من قيامهم إلا طول السهر.
    ذلك أنهم لم يعرفوا من رمضان إلا ترك الطعام والشراب.
    رمضان رب فم تمنع عن طعام أو شراب
    ظن الصيام عن الطعام هو الحقيقة في الصيام
    وانهال في الأعراض ينهشها ويقطع كالحسام
    ياليته إذ صام صام عن النمائم والحرام

    مازلنا نراهم.. أغفل الناس في زمان الجد والاجتهاد، وأولع الناس بمشاهدة الأفلام والمسلسلات والجلوس إلى القنوات، أكثر الناس تسكعا في الأسواق في مواسم الخيرات.

    زيدوا أنتم في العمل
    أيها الأحبة: إن رمضان قد أخذ في النقص فزيدوا أنتم من العمل، فكأنكم به قد انصرف. فإنه قد بدأ إدباره، وآذن بوداع، وإن ما بقي منه سيمر كطرفة عين أو ومضة برق، أو كلمح البصر أو هو أقرب.

    إن هذه الأيام هي أيام التنافس الحق.. أيام تبتلى فيها الهمم، وتتميز فيها العزائم.. وإني ـ والله ـ لكم لمن الناصحين.

    إنها أيام وليالٍ نطق بقدرها الكتاب الكريم، وبين مكانها النبي الأمين، وتحدث عن فضلها الوعاظ والعلماء، وأطنب في مدحها الدعاة والخطباء.. فماذا تنتظر حتى تنضم إلى سلك سبيل المؤمنين، وتسطر اسمك في قافلة الراكعين الساجدين؟!!

    إن أيام شهركم تتقلص، ولياليه تتقضي، وساعاته الطيبة تسارع في الرحيل شاهدة بما عملتم، وحافظة لما أودعتم، فهي خزائن مستودعة تدعون لرؤيتها يوم القيامة (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا)، حين تسمعون القول الحق من الإله الحق: "ياعبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم وأوفيكم إياها؛ فمن وجد خير فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".

    إنها فرصة عظيمة تغترف من الحسنات تملأ بها كتابا طالما سوَّدت صفحاته المعاصي والسيئات فلعلك تسعد به حين يقال: (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)

    إن هذه الأيام والليالي التي نحن مقبلون عليها هي أعظم ليالي السنة، بل هي كالتاج على رأس الزمن، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظمها أكبر تعظيم، ويستعد لها أجمل الاستعداد، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في سواها.. ففي صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها قالت: "كان صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره".

    وفي الصحيحين عنها رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد المئزر وأحيا ليله، وأيقظ أهله".
    وشد المئزر كناية عن هجر النساء وعن الاجتهاد في العمل والتعبد، وربما كان يواصل الصيام بل كان يفعل؛ يفرغ وقته للطاعة، وكان يعتكف في مسجده في العشر يخلو بربه ويزيد من عمله ويتحرى ليلة القدر خير ليالي الدنيا على الإطلاق فصلى الله عليه وآله وسلم.

    فاجعل منه لك أسوة وقم فشد مئزرك، وأيقظ أهلك، وأحيي ليلك عسى أن تنال بركة العشر، وتفوز بليلة القدر، ويكتبك الله من العتقاء من النار.
    فاللهم ألزمنا هدي نبينا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، وبالعتق من النار شهرنا.. آمين.
    اسلام ويب
                  

07-07-2014, 05:58 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الفرص الثلاث في رمضان
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
    فنحن في شهر عظيم في شهر مبارك، استوقفتني فيه ثلاث جمل صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي:
    - قوله: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه»(متفق عليه).
    - وقوله: «ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه»(متفق عليه).
    - وقوله: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه»(البخاري).

    إنها ثلاث فرص عظيمة، كل واحدة منها تكون سببًا لتكفير الذنوب، وقد وقفت حيالها متأملاً ومتألمًا!
    كم من الناس يخرج رمضان ولم يفز بفرصة واحدة والعياذ بالله!!

    والأدهى الأمرّ أن بعضهم يصوم ويقوم، وربما أدرك ليلة القدر! ومع ذلك فقد لا يُغفر له والعياذ بالله؛ لأنه يصوم لكن لا يصوم إيمانًا واحتسابًا، بل عادةً وجريًا على سنن الناس! أو إيمانًا لكنه ضجر يتسخط ما يجده فيه لأدنى سبب! وتأمَّلْ أحوال بعضهم في الطرقات آخر اليوم، تألم.

    كذلك قد يقوم الليل لكن لا يقومه إيمانًا واحتسابًا، بل موافقة للناس، وإن قام إيمانًا فربما أفسد الاحتساب بتذمُّره من تطويل الإمام في السجود مثلاً، وتسخُّطه حرّ المسجد وضعف المكيفات! أو بتعامل مع أهله في البيت: استعجلوا وراءنا صلاة، فعل الله بكم وترك.
    وقد يحيون ليلة القدر ويوافقونها، ولكنهم لا يقومونها إيمانًا واحتسابًا.

    وفي المقابل هناك من ستمرُّ عليه ليلة القدر وهو نقيّ الثوب طاهر الأردان، قد غُفرت ذنوبه؛ بسبب صيامه إيمانًا واحتسابًا، أو بسبب قيامه، ولن يضيِّع الله أجره في ليلة القدر، بل يباعد الله بينه وبين عذابه، ويرفع درجته، ويزيد من كرامته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أن للجنة ثمانية أبواب"(رواه البخاري)، وكل باب يُدعى إليه نوع من الناس، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان. فقال أبو بكر رضي الله عنه: ما على هذا الذي يُدعى من تلك الأبواب من ضرورة! وقال: هل يُدعى منها كلها أحدٌ يا رسول الله؟ قال: «نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر»(متفق عليه).

    والمقصود كذلك الشأن مع فرص رمضان! هناك من ستغفر له ذنوبه؛ لأنه صام إيمانًا واحتسابًا، وتُغفر له ذنوبه؛ لأنه قام إيمانًا واحتسابًا، وتُغفر له ذنوبه؛ لأنه وافق ليلة القدر. وبعد ذلك هؤلاء مراتب في البعد عن النيران والرقيّ في درجات الجنان، أسأل الله أن نكون وإياكم من خير الفائزين.

    والمهم إن فاتتنا فرصة - معاشر الأحبة- أن نستدرك غيرها، فوالله إن الخسران كل الخسران أن تفوتنا هذه الفرص جميعها، هذا والله هو الحرمان، وفي الحديث: «رغم أنف من أدركه رمضان ولم يغفر له»(رواه أحمد والترمذي).

    لو قيل لنا: إن إنسانًا تقدَّم لوظيفة مُيسَّرة ثلاث مرات ثم فشل لإهماله، أو لعدم جديته وتحمله أدنى العمل، فدخل المرة الأولى وفشل، ودخل المرة الثانية وفشل، ودخل المرة الثالثة وفشل، فماذا يُرجى منه؟! فاحذر أن يُبعِدَك الله!

    إنه الخذلان فاستعذ يا عبد الله منه، فقد رأيت أناسًا في العشر الأواخر من رمضان ليس بينهم وبين الحرم إلا بضعة أمتار، يسمعون قراءة الإمام ويرتكبون عدة معاصٍ في وقت واحد!! جالسون قرب الحرم يلعبون "البلوت"، ويدخنون ويشربون الشيشة، ويتكلمون باللغو والرفث، وأمامهم جهاز من أجهزة اللهو المحرمة، ومع ذلك لا يصلون مع المسلمين، فأيُّ حرمان أعظم من هذا الحرمان؟!

    مع الأسف، ثمة قوم لا يزيدهم رمضان إلا بُعدًا عن الله جل وعلا، وقد تلقيت قديمًا إحصائية من أحد مراكز الهيئات، فُوجئت بما فيها مما يتعلق بمعاكسات الشباب للنساء وتزايدها في رمضان والعياذ بالله.

    فاتق الله يا عبد الله، ولا يكن شهر الرحمة حُجَّة عليك، واغنتم فُرَصه، واعلم أنها أكثر من تلك الثلاث ففتِّش عنها! وإن فاتتك بعضها فقد بقي بعضها، والأعمال بالخواتيم. أسأل الله أن يختم لنا ولكم بخير، والحمد لله رب العالمين.

    اسلام ويب
                  

07-07-2014, 06:00 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان أصبح على الأبواب، ولم يعد يفصلنا عنه إلا أيام معدودة، ورمضان موسم عظيم وفرصة غالية للتزود بالطاعة والتقوى والإيمان مما يمنحنا القدرة على الالتزام بطريق الجنة التي وعدنا بها الله عز وجل في هذا الزمان الصعب، متمسكين بالقيم الإسلامية والأحكام الشرعية، ومتحصنين بعقيدة التوحيد في ظل الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين.

    هذه الهجمة التي تسعى لهدم الإسلام بالقوة والدم كما حدث ويحدث من إقصاء الإسلام عن الحكم ومنع الحجاب والصلاة والأذان واللحية وأمثال هذه التصرفات، وتسعى هذه الهجمة أيضًا لقتل المسلمين بسبب إسلامهم في " بعض الدول."

    كما أن هناك وجهًا آخر لهذه الهجمة يتصف بالنعومة واللطف، فهو يسعى لحرب الإسلام عبر تأويله تأويلات باطلة لا تستند لعلم أو معرفة صحيحة، ومن هذه التأويلات دعوى حصر الإسلام في الشعائر دون الحكم والسياسة، أو تخاريف "نسائية "مثل إمامة أمينة ودود وزميلتها بالرجال والنساء المختلطين في الصفوف! وبعض النساء بدون حجاب! بل وبعضهم غير مسلم أصلا!!

    ويسعى لحرب المسلمين باللطف والنعومة القاتلة عبر تشويه أداء المسلم والمسلمة للعبادة، كما نشاهد في رمضان كل سنة، فرمضان شهر القرآن وشهر الصبر وشهر التقوى، يتم تفريغه من كل هذه المعاني ويصبح شهر السهر وشهر الفوازير وشهر الأراجيل!!

    ولذلك على كل مسلم أن يحذر على "رمضانه"؛ فهو منحة من الله عز وجل وهِبة منه سبحانه؛ ليعوض ما فاته من تقصير وغفلة، ويتقوى به على المستقبل من خلال ترك الكسل والخمول، والانشغال بالطاعة والزهد في الدنيا، ومن لم ينتبه لهذا مبكرًا ويخطط له وترك الآخرين يخططون له فقد أخطأ خطأ كبيرا، وهو من رمضان على خطر!!

    الإعلام ورمضان:
    وللأسف نجد أن شياطين الجن والإنس يجتهدون على تفريغ رمضان من محتواه؛ فلذلك تطالعنا الصحف بأن السلطة الرابعة (الإعلام) أعدت لرمضان مجموعة كبيرة من المسلسلات الرمضانية التي ستساهم بقوة في إبعادنا عن جو القرآن والتقوى، ويكفيك كي تعرف مقدار التضحية التي يقدمها هؤلاء الفنانون والفنانات من أجلك ومن أجل جعل رمضانك خواء، أن تعرف أن فنانة في بلد عربي من أجل أن تتمتع أنت بمسلسل ######## في رمضان خلعت حجابها – المتبرج أصلا- ثم ويا للمصيبة!! سرقت فنانة أخرى منها هذا الدور، هل رأيت مقدار التضحية التي يقدم عليها هؤلاء لسرقة رمضانك!

    وأما وزارات السياحة والثقافة والتي تعمل من أجلك ـ أيها الصائم ـ فإنها رأت أن تبادر بتقديم مهرجانات غنائية وموسيقية حشدت لها جمهرة من فناني وفنانات الفيديو كليب على أعتاب شهر القرآن حتى تصل إلى رمضان دون أي احترام وتقدير واستعداد للقياه!!

    أخي الصائم.. رمضان موسم عظيم وفرصة سنوية، لا تدعها تُسرق منك بعدم التخطيط الجيد والصحيح لها، وهذا يكون من خلال النقاط التالية:
    1 ـ استذكار الهدف والغاية من شهر رمضان {يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}(البقرة:183)..
    لعلكم تتقون، هذه هي الغاية من رمضان والصيام، وهذا هو الميزان الذي يجب أن يحكم تخطيطنا لشهر رمضان.

    2 ـ مراجعة تجربة رمضان العام الماضي ماذا حققت فيها من الغاية (لعلكم تتقون)، ماذا كانت الإنجازات؟ ماذا كانت العوائق؟ ما هي الفرص التي ضاعت علي؟
    ومِن المهم إشراك المحيط معك في الخطة بحسب وضعك الاجتماعي (العائلة، الإخوة، الأصدقاء، الزملاء، رواد المسجد).

    3 ـ المطالعة والبحث المبكر للكتب والمقالات والمواقع التي تهتم بشهر رمضان في الجوانب التالية: أحكام الصيام، فُرص ومقترحات لاستغلال شهر رمضان (مثلا كتاب: "جدد رمضانك" لعلي الحمادي، شريط: "رمضان.. كيف تجعل منه نقطة انطلاقة")، كتب تفسير وكتب قرآنية تطالعها في رمضان.

    4 ـ خطة للولائم الرمضانية وكيف تجعلها لا تعطلك عن الغاية الكبرى (لعلكم تتقون)، فتجنب إقامتها في العشر الأواخر، واحرص على دعوة الفقراء لها، وابتعد عن الإسراف التبذير،واكتفِ بمقدار الحاجة حتى لا يلقى الطعام في القمامة.

    5 ـ ومن الضروري ألا تضيع الصائمة يومها في المطبخ، فليكن رمضان فرصة لتخفيف العمل والأعباء عن أمهاتنا ونسائنا لتقوى صلتهن بربهن، أليست هذه أفضل وأكبر هدية نقدمها لهن؟

    6 ـ حدد أهدافك في رمضان واكتبها وعلقها في المنزل، مثل:
    مقدار قراءة القرآن يوميًا، بزيادة عن رمضان الماضي.
    عبادات جديدة تقوم بها: الاعتكاف، العمرة، التهجد، الجلوس بعد صلاة الفجر...
    الاهتمام بتدبر القرآن بمطالعة التفسير وكتب تتعلق بالقرآن الكريم.
    تعليم أولادك أحكام الصيام.
    صلاة التراويح مع العائلة خلف إمام مُتْقن.
    قرر تجنب بعض العادات السيئة في رمضان.

    7 ـ ابدأ بعمل تحضيرات حقيقية وصحيحة للاستعداد لشهر رمضان:
    - حاول شراء أكثر لوازم البيت قبل رمضان لتجنب الزحام والغلاء والغضب وضياع الوقت الثمين في رمضان.
    - ثياب العيد إذا أمكن شراءها مبكرًا حتى لا تضيع أثمن أيام رمضان في أسوأ الأماكن وهي الأسواق!!
    - ابدأ بعد وضع الخطة بالتدرب على بعض بنودها.

    أخيرًا: احذر أن يخطط لك شياطين الجن والإنس كيف تقضى رمضان، ولا تصل رمضان إلا وعندك خطة وفق مواصفات (لعلكم تتقون) مكتوبة ومعلنة ومعلّقة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    أسامة شحادة ـ المصريون
                  

07-07-2014, 06:02 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان فرصة الزمان .. هكذا ينبغي أن يعتقد المسلم، وهكذا كان يعتقد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، فلم يكن رمضان بالنسبة لهم مجرد شهر من الشهور، بل كان له في قلوبهم مكانة خاصة ظهرت واضحة من خلال استعدادهم له واحتفائهم به ودعائهم وتضرعهم إلى الله تعالى أن يبلغهم إياه لما يعلمون من فضيلته وعظم منزلته عند الله عز وجل .
    اسمع إلى معلى بن الفضل وهو يقول: كانوا " يعني الصحابة " يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم . وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً.
    والدعاء ببلوغ رمضان، والاستعداد له سنة عن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فقد روى الطبراني عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان". (قال الألباني: إسناده فيه ضعف) .
    وقد وصفت أمنا عائشة رضي الله عنها حال نبينا صلى الله عليه وسلم في استعداده لرمضان فقالت: كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً .
    فهذا عن استعدادهم فكيف عن استعدادنا نحن ؟!!

    لقد جمعت لك أخيّ عدة نقاط أراها مهمة في استقبال رمضان، ولعل هناك ما هو أهم منها ولكن هذا حسب ما فتح الله ويسر، والله أرجو أن ينفعنا وإياك:-
    1- النية الخالصة :
    من التأهب لرمضان وحسن الاستعداد له: أن تعقد العزم على تعميره بالطاعات وزيادة الحسنات وهجر السيئات، وعلى بذل المجهود واستفراغ كل الوسع في استغلال كل لحظة فيه في رضا الله سبحانه .
    وهذا العزم ضروري فإن العبد لا يدري متى توافيه منيته ولا متى يأتيه أجله ؟ فإذا انخرم عمره وسبق إليه من الله أمره، وعادت الروح إلى باريها قامت نيته مقام عمله فيجازيه الله على حسن نيته وعلى هذا العزم فينال الأجر وإن لم يعمل . عن ابن عباس رضي الله عنهما: [ إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعلمها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ... ] الحديث متفق عليه، وقال[ إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امريء ما نوى ]متفق عليه
    ونحن نعرف أناسًا كانوا معنا في رمضان الماضي وليسوا معنا في عامنا هذا وكم ممن أمل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر
    كم كنت تعرف ممن صام في سلف .. من بين أهل وجيران وخلان
    أفناهم الموت واستبقاك بعدهم .. حيا فما أقرب القاصي من الداني
    فكم من مستقبل يومًا لا يستكمله ؟ ومؤمل غدًا لا يدركه ؟ إنكم لو أبصرتم الأجل وميسره لأبغضتم الأمل وغروره، خطب عمر بن عبد العزيز الناس فقال: [ إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى، وإن لكم معادًا ينزل الله فيه للفصل بين عباده فخاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم جنة عرضها السموات والأرض، ألا ترون أنكم في أصلاب الهالكين وسيرثها بعدكم الباقون حتى تردَّ إلى خير الوارثين ؟ في كل يوم تشيعون غاديًا ورائحًا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله فتودعونه وتودعونه في صدع من الأرض غير موسد ولاً ممهد، قد خلع الأسباب، وفارق الأحباب، وسكن التراب، وواجه الحساب، غنيًا عما خلف، فقيرًا إلى ما أسلف، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته .
    فيا مغرورًا بطول الأمل، مسرورًا بسوء العمل، كن من الموت على وجل فإنك لا تدري متى يهجم الأجل .
    فالنية النية، والعزم العزم، والإخلاص الإخلاص. (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة) (التوبة/46) (فلو صدقوا الله لكان خيرًا لهم) (محمد/21)

    2 - التوبة الصادقة:-
    وهي واجبة في كل وقت ومن كل ذنب، ولكنها في هذا الحين ألزم وأوجب لأنك مقبل على موسم طاعة، وصاحب المعصية لا يوفق للطاعة ولا يؤهل للقرب، فإن شؤم الذنوب يورث الحرمان ويعقب الخذلان، وإن قيد الذنوب يمنع عن المشي إلى طاعة الرحمن، وإن ثقل الذنوب يمنع الخفة للخيرات والمسارعة في الطاعات فتجد القلب في ظلمة وقسوة وبُعد عن الله وجفوة، فكيف يوفق مثل هذا للطاعة ؟ أو كيف يصلح للخدمة ؟ أو كيف يدعى للمناجاة وهو متلطخ بالأقذار والنجاسات ؟ فصاحب المعاصي المصر عليها لا يوفق إلى الطاعة فإن اتفق فبكد لا حلاوة فيه ولا لذة ولا صفوة ولا أنس ولا بهجة، وإنما بمعاناة وشدة، كل هذا بسبب شؤم الذنوب .
    وقد صدق الأول حين قال: حرمت قيام الليل سنة بذنبٍ عملته . وعندما قيل للحسن لا نستطيع قيام الليل، قال قيدتك خطاياكم . وقال الفضيل : " إذا كنت لا تستطيع قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محبوس قد قيدتك ذنوبك".

    فلابد من التوبة النصوح المستلزمة لشروطها، المصحوبة برد الحقوق إلى أهلها، والمصاحبة للافتقار وإظهار الفاقة والحاجة إلى العزيز الغفار، ولابد من إظهار الرغبة بحسن الدعاء ودوام الاستغفار وكثرة الإلحاح والتضرع إلى الله بالقبول وأن يجعلك ممن تقبل توبتهم قبل رمضان وأن يكتبك في آخره في ديوان العتقاء من النار . وعلامة الصدق كثرة الإلحاح ودوام الطلب وكثرة الاستغفار، فارفع يديك إليه وناجه وتوسل إليه .
    يا من يرى ما في الضمير ويسمع .. أنت المعد لكـل ما يتوقـع
    يا من يرجّى للشــدائد كلها .. يا من إليه المشتكى والمفـزع
    يا من خزائن فضـله في قول كن .. امنن فإن الخير عندك أجمع
    مالي سوى فقـري إليك وسيلة .. فبالافتــقار إليك فقري أدفع
    مالي سوى قرعي لبابك حــيلة .. فـإذا رددت فـأي باب أقــرع
    ومن الذي أرجو وأهتف باسمه.. إن كان جودك عن فقيرك يمنع
    حاشـا لفضلك أن تقنـط راجيا .. الجود أجـزل والمواهب أوســع

    3 - معرفة شرف الزمان
    فالوقت هو الحياة، وهو رأس مالك الذي تتاجر فيه مع الله، وتطلب به السعادة وكل جزء يفوت من هذا الوقت خاليًا من العمل الصالح يفوت على العبد من السعادة بقدره .
    قال ابن الجوزي: ينبغي للإنسان أن يعرف شرف وقيمة وقته فلا يضيع فيه لحظة في غير قربة .
    إذا كان رأس المال عمرك فاحترز .. ... .. عليه من الإنفاق في غير واجب
    ورمضان من أنفس لحظات العمر، ومما يجعل الإنسان لا يفرط في لحظة منه أن يتذكر وصف الله له بأنه "أيامًا معدودات" وهي إشارة إلى أنها قليلة وأنها سرعان ما تنتهي، وهكذا الأيام الغالية والمواسم الفاضلة سريعة الرحيل، وإنما يفوز فيه من كان مستعدًا له مستيقظا إليه .
    فإذا أدرك الإنسان قصر وقت رمضان علم أن مشقة الطاعة سرعان ما تذهب وسيبقى الأجر وتوابعه من انشراح القلب وانفساح الصدر وفرحة العبد بطاعة الرب سبحانه .
    وكم من مشقة في طاعة مرت على الإنسان فذهب نصبها وتعبها وبقى أجرها عند الله إن شاء الله . وكم من ساعات لهوٍ ولعبٍ وغفلةٍ ذهبت وانقضت لذتها وبقيت تبعتها.
    وساعة الذكر فاعلم ثروة وغنى .. ... .. وساعة اللهو إفلاس وفاقات

    4 - التقلل من الطعام:
    وهو مقصد من مقاصد الصيام ومن مقاصد رمضان التعود على تقليل الطعام، وإعطاء المعدة فرصة للراحة، وإعطاء النفس فرصة للطاعة، فكثرة الطعام هذه هي التي قسَّت القلوب حتى صيرتها كالحجارة، وأثقلت على النفوس الطاعة، وزهدت الناس في الوقوف بين يدي الله . فمن أراد الاستمتاع بالصلاة فلا يكثر من الطعام، بل يخفف؛ فإن قلة الطعام توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وإنكسار النفس، وضعف الهوى والغضب .
    قال محمد بن واسع: من قل طعامه فهم وأفهم وصفا ورق، وإن كثرة الطعام تمنع صاحبها عن كثير مما يريد .
    قال سلمة بن سعيد: إن كان الرجل ليعير بالبطن كما يعير بالذنب يعمله .
    وقد تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقا ل: [كف عنا جشاءك، فإن أطولكم شبعًا في الدنيا أطولكم جوعًا يوم القيامة] رواه الترمذي

    5 - تعلم أحكام فقه الصيام:
    وأحكامه وآدابه حتى يتم الإنسان صيامه على الوجه الذي يحبه الله ويرضاه فيسحتق بذلك تحصيل الأجر والثواب وتحصيل الثمرة المرجوة والدرة الغالية وهي التقوى، وكم من إنسان يصوم ولا صيام له لجهله بشرائط الصيام وآدابه وما يجب عليه فيه، وكم ممن يجب عليه الفطر لمرض مهلك أو لعذر شرعي، ولكنه يصوم فيأثم بصومه، فلابد من تعلم فقه الصيام وأحكامه، وهذا واجب وفرض من عين على من وجب عليه الصيام .

    6 - تعويد النفس على
    (أ) الصيام: وقد كان النبي يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلاً . وكان هذا ضروريًا لتعويد النفس على الصيام حتى إذا جاء رمضان كانت مستعدة بلا كلفة ولا تعب يمنعه عن العمل ويحرمه من كثرة التعبد
    (ب) القيام: وهي سنة عظيمة أضعناها، ولذة عجيبة ما تذوقناها، وجنة للمؤمنين في هذه الحياة ولكنا يا للأسف ما دخلناها ولا رأيناها . مدرسة تربى فيها النفوس، وتزكى فيها القلوب، وتهذب فيها الأخلاق . عمل شاق، وجهاد عظيم لا يستطيعه إلا الأبطال من الرجال، والقانتات من النساء، الصابرين والصادقين ... بالأسحار . هو وصية النبي لنا وعمل الصالحين قبلنا: [عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد] رواه الترمذي .
    إن تعويد النفس على قيام الليل ضروري قبل رمضان وبعد رمضان وهو إن كان لازمًا لكل الناس فهو للدعاة والأئمة ألزم، ففيه من الأسرار ما تنفتح له مغاليق القلوب وتنكسر أمامه أقفالها، فتنزل الرحمات والبركات ويفتح على الإنسان من أبواب الفهم والفتوح ما لا يعلمه إلا الله، ومن تخرج من مدرسة الليل يؤثر في الأجيال بعده إلى ما شاء الله، والمتخلف عن مدرسة الليل تفسو قلوب الناظرين إليه .
    فعليك أيها الحبيب بمجاهدة النفس على القيام ولتكن البداية بركعتين ثم زد رويدًا رويدًا حتى ينفتح قلبك وتأتي فيوضات الرحمن .
    (ج) كثرة التلاوة: شهر رمضان شهر القرءان، فللقرآن في رمضان مزية خاصة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن مع سيدنا جبريل في رمضان كما في حديث ابن عباس وذلك كل ليلة، وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يطيل في قيامه جدًا كما في حديث حذيفة .
    وهكذا كان السلف والأئمة يولون القرآن في رمضان اهتمامًا خاصًا .

    7ـ المسابقة والجدية
    وهي أصل في العبادة كما في كتاب الله وسنة رسوله، قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133) وقال سبحانه: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد:21) وفي الحديث: سبق المفردون سبق المفردون قالوا: وما المفردون يا رسول الله! قال "الذاكرون الله كثيرًا، والذاكرات".
    وقد كان كل واحد من الأولين يعتبر نفسه المخاطب بهذا الأمر دون غيره فكانوا يتسابقون في الطاعة يدلك على هذا ما أثر عنهم من قولهم: "لو أن رجلا بالمشرق سمع أن رجلا بالمغرب أحب إلى الله منه فانصدع قلبه فمات كمدا لم يكن عجبا" .
    وقالت جارية لعمرو بن دينار: رأيت في المنام كأن مناديا ينادي: الرحيل .. الرحيل، فما رحل إلا محمد بن واسع !! فبكى عمرو حتى وقع مغشيا عليه.
    واعلم أيها الأخ الحبيب أن الأمر جد لا هزل فيه (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (الذريات:23) وقيل إن عطاء دخل على الخليفة الوليد بن عبد الملك وعنده عمر بن عبد العزيز .. فقال عطاء للوليد: " بلغنا أن في جهنم واديا يقال له هبهب أعده الله للولاة الظلمة " فخر الوليد مغشيا عليه .. فقال عمر لعطاء: قتلت أمير المؤمنين !! قال: فأمسك عطاء بيدي وقال: يا عمر إن الأمر جد فجد .. قال عمر: فوجدت ألمها في يدي سنة .

    فاجهد أيها الحبيب أن تكون من أهل الصيام الحق والقيام الصدق لتنال الجائزة بغفران ما تقدم من ذنبك وما تأخر .. أسأل الله الكريم أن يبلغنا بمنه رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة، وأن يجعلنا في رمضان هذا من عتقائه من النار .. آمين.
    اسلام ويب
                  

07-07-2014, 06:03 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان وتجديد الذات
    رمضان محطة سنوية تؤثر في النفس تأثيرا بالغا، حيث تنتعش بدواخلنا القوى الروحية، وتنقمع القوى الشهوانية، فضلا عن التحكم الفريد في رغبات الفرد بتأثير الصوم الذي يقوي العزائم ويجمح المثالب.

    وفي رمضان يكون القرب أكثر من الله تعالى ويحلو الصيام والقيام والدعاء والتضرع والخشية والاستكانة وإطعام الطعام والصدقة .. والكثير مما يطول ذكره ويصعب حصره من معالم البر والخير.

    ورمضان شهر التضامن الاجتماعي باقتدار حيث يستشعر الغني فقر الفقير، وتملأ جنبات نفسه السعادة وهو يمد يد العون لأخيه المحتاج: صدقة وزكاة وعطفا وصلة .. فتتصالح النفوس مع ذواتها ومع بعضها البعض في منظومة إيمانية بديعة لا تجد لها مثيلا إلا في روضة الإسلام الغناء.

    وفي رمضان يجد المسلم نفسه ملازما جادة الإيمان، مندفعا مع الوفود الإيمانيه نحو نفحات الله تعالى ورحماته ومنحه التي لا تحصى ولا تعد، فهو بين منح المغفرة للصائم والدعوات المستجابة عند إفطاره وليلة القدر التي تجمع له طاعة 83 عاما أو يزيد، فضلا عن غل الشياطين وغلق أبواب الجحيم وزلفى الجنة من الطائعين، وكفى المؤمن شرفا أن خلوف فمه وهو صائم أطيب عند الله من ريح المسك.. إن المسلم في رمضان بالفعل يتغير، وتأخذ حياته صبغة نورانية جميلة، وتعزف نفسه عن المعصية عزوف الملائكة عنها.

    يقول ابن عاشور: حكم الصيام حكم عظيم من الأحكام التي شرعها الله تعالى للأمة، وهو من العبادات الرامية إلى تزكية النفس ورياضتها، وفي ذلك صلاح حال الأفراد فردا فردا؛ إذ منها يتكون المجتمع. [التحرير والتنوير، ابن عاشور: 2/153].

    لعلكم تتقون
    قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:183].
    أي ليعدكم به «للتقوى» التي هي امتثال الأوامر واجتناب النواهي، لما في الصيام من مراقبة الله تعالى. أو لعلكم تنتظمون في زمرة المتقين، لأنّ الصوم شعارهم.

    والتقوى الشرعية هي اتقاء المعاصي، وإنما كان الصيام موجبا لاتقاء المعاصي، لأن المعاصي قسمان: قسم ينجع في تركه التفكر كالخمر والميسر والسرقة والغصب، فتركه يحصل بالوعد على تركه والوعيد على فعله والموعظة بأحوال الغير، وقسم ينشأ من دواع طبيعية كالأمور الناشئة عن الغضب وعن الشهوة الطبيعية التي قد يصعب تركها بمجرد التفكر، فجعل الصيام وسيلة لاتقائها، لأنه يعدل القوى الطبيعية التي هي داعية تلك المعاصي، ليرتقي المسلم به عن حضيض الانغماس في المادة إلى أوج العالم الروحاني، فهو وسيلة للارتياض بالصفات الملكية والانتفاض من غبار الكدرات الحيوانية. وفي الحديث الصحيح: «الصوم جنة» [رواه النسائي] أي وقاية، ولما ترك ذكر متعلق جنة تعين حمله على ما يصلح له من أصناف الوقاية المرغوبة، ففي الصوم وقاية من الوقوع في المآثم، ووقاية من الوقوع في عذاب الآخرة، ووقاية من العلل والأدواء الناشئة عن الإفراط في تناول اللذات.

    الخطة الرمضانية
    - خير بداية لرمضان تكون بتطهير المحل، ونقصد به نقاوة القلوب لإقبالها على علام الغيوب، بتقديم التوبة الصادقة والتقلل من أدران الذنوب، فعائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: إنك لن تلقى الله بشيء خير من قلة الذنوب، فمن سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف نفسه عن كثرة الذنوب.

    - أيام رمضان شأن سائر الأيام تمر سراعا، بل ربما هي أسرع من غيرها، وهذا يتطلب عزيمة صادقة وهمة عالية في ترتيب الأوقات واغتنام النفحات -وما أكثرها في شهر البركات- وترتيب الوقت في هذا الشهر الكريم من أهم مفاتيح جني الثمرات، وذلك برصد أوقات محددة لكل عبادة حسب ما تسمح به الأحوال، والحذر من لصوص الوقت من الرفقاء والثقلاء والطفيليين، قال تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}[الأنعام:70]، مع الحذر أيضا من آفات الكسل والتسويف، وشغل النفس بأمور يمكن تداركها بعد فوات الشهر الكريم، والانشغال بالمهم عن الأهم.
    قال أبو بكر الوراق: استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله عز وجل، وليس بشاغل يشغلك عن الله عز وجل كنفسك التي هي بين جنبيك.
    وقال الحسن: من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه.

    - مما ينبغي الاهتمام به في شهر الخير هو تجميل العبادة وتزينها واستشعار أنها ستهدى لله عز وجل فلابد أن تكون على أحسن حال وأجمله وأطيبه، وهذا لا يتأتى إلا بمزيج من الإخلاص والبعد عن شوائب الرياء، والإكثار من قربات السر فإنها تقع من الله بمكان، مع معايشة وتدبر كل آية تمر عليها بين دفتي المصحف، وإدمان الذكر على كل حال، وتحري أوقات الدعاء المستجابة (أثناء الصوم، عند الفطر، بين الأذان والإقامة، وقت السحر، ليلة القدر ... ).

    - تفطن لدقيق العبادات التي لا يلحظها إلا الراسخون في العلم وأصحاب الهمم العالية، ومنها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قام مع الإمام حتى ينصرف، كتب له قيام ليلة»، [رواه أهل السنن]. ومنها تكرار ختمات القرآن اقتداء بالحبيب -صلى الله عليه وسلم- وسلف الأمة الكرام، فقد كان أبو رجاء العطاردي يختم في كل عشر، وكان قتادة يختم في كل سبع دوماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر كل ليلة. وكان الأسود النخعي يختم في كل ليلتين.
    قال ابن رجب: (وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث، على المداومة على ذلك. فأما في الأوقات الفاضلة، كشهر رمضان، خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة شرفها الله، لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن، اغتناماً للزمان والمكان).

    ومنها أيضا التبكير للصلوات، والجلوس بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: [من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة](رواه الترمذي).

    - رمضان شهر تربوي, حيوي, تفاعلي, تلاحمي .. فما أجمل أن تتعدى القربات إلى من حولك، صدقة على المحتاج وصلة للأقرباء وإعانة للضعفاء .. وسائر وجوه البر والتكافل الاجتماعي، ففي كل هذا تآلف لأواصر المحبة وتناغم المجتمع في بوتقة الإيمان حيث تزول بيننا أدران الحقد والغل والحسد وسائر المهلكات.
    قال مالك بن دينار: إن الأبرار لتغلي قلوبهم بأعمال البر، وإن الفجار لتغلي قلوبهم بأعمال الفجور، والله يرى همومكم، فانظروا ما همومكم رحمكم الله.

    وهذا الإيمان العملي من شأنه أن يجسد المنهج الإسلامي واقعا فعليا بيننا، ولا يكون نصيبا منه إلا شعارات وخطب رنانة ليس لها من أرض الواقع نصيب، ونصير -بحسن سلوكنا- رسل دعوة نحبب الناس في الدين، فيمد الغني يد العون للفقير، ويساعد القوي الضعيف، ولا يضيع بيننا يتيم ولا أرملة ولا مسكين، وهذا عين رضا رب العالمين، وإذا رضي الرب على قوم فانتظر الخير الجزيل.

    - يا حبذا رمضان بإنسان مختلف وهمة متميزة، لتجنيد الطاقات، وتعبئة الإرادات، وتقوية العزائم، وشحذ الهمم، وإذكاء البواعث، ومن أهم الأفكار العملية في هذا الصدد:
    * تكوين فرق عمل في الحي لجمع البيانات عن محتاجي التبرعات والزكوات في المنطقة القاطنة، ومن ثم التشارك في جمع التبرعات وإعداد الحقيبة الرمضانية العامرة بشتى المأكولات وتوزيعها في بداية الشهر الكريم على مستحقيها من فقراء الحي، ومن فطر صائما فله مثل أجره، وفي نهاية الشهر نتشارك في لجان جمع زكاة الفطر وتوزيعها على أصحابها.

    * التشارك في عمل لوحات رمضانية جذابة عن فضائل الصوم تشمل الآيات والأحاديث النبوية المرغبة فيه وتعليقها على قارعة الطرق وفي مداخل العمارات. أيضا شراء الكتيبات والمطويات الرمضانية وتوزيعها على الأقارب والأحباب والجيران.

    * كن رسول خير اقتداء بالحبيب -صلى الله عليه وسلم- ولا تدع المناشط الدعوية تفوتك، وما أجمل أن تصطحب صديقا لك رقيق الدين إلى درس العصر أو صلاة ترويح، مستغلا وجاهتك عنده وعلاقتك الطيبة به مع أسلوبك المقنع في جذبة إلى الرحاب الرمضانية، ولأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم، والدال على الخير كفاعله، وبذلك تنال الأجر مرتين، وما أروع أن يكون رمضانك رمضانين بل رمضانات عديدة.
    د. خالد سعد النجار
                  

07-07-2014, 06:04 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان وسط أجواء سياسية ساخنة
    يهل علينا رمضان هذا العام وسط توترات سياسية في منطقتنا العربية تعكر صفو النفس ،وتشغل الفكر، الأمر الذي يلقي بظلاله السيئة على متعة التنعم بالعبادة في هذا الشهر الكريم، فلا شك أن صفاء النفس وهدوء البال يستجلب الخشوع ويستحضر التضرع الذي هو لب العبادة ومقصودها الأعظم، لكن فداحة الخطوب التي تمر بها أمتنا أمرا ليس بالهين على كل صادق في إسلامه وسام في إيمانه من أبناء هذه الأمة المباركة.

    يعز علينا أن نطالع شريط الأخبار اليومي فنجد عالما أشبه بالمستقر، ومنطقتنا العربية تغلي مراجلها بين دماء تسيل، وأشلاء تتناثر، وأبرياء تتهاوى، وصراعات سياسية طاحنة، ودعوات ماجنة بالسحق والاستئصال والإبادة، ومما يزيد الجرح ألما تضليل النخب الإعلامية، وتناثر الفتاوى الشيطانية، واختلاط الحابل بالنابل فصار لا يعرف حق من باطل ولا صالح من فاسد.

    لمجرد خصام سياسي لا يتورع مشايخ في إجازة استئصال المعارضين بالقتل، الأمر الذي ينسحب بعده على هتك العرض، والتكدس في زنازين غير آدمية، والتوسع في تكميم الأفواه بغلق كل القنوات الإعلامية المعارضة والتي لا تسبح بحمد النظام.

    شعب سوريا يقذف بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية التي حرم منها أعداء الأمة على مدى تاريخها المعاصر، وشعب آخر محاصر في غزة من الصهاينة منذ سنوات عديدة، وطائفية تغتال بلاد الرافدين، وديمقراطية بمصر كفر بها الليبراليون لمجرد فوز الإسلاميون بها، وليبيا وتونس واليمن تشق طريقها للاستقرار بشق الأنفس.

    ومما يندى له الجبين تعليق أحد الصحفيين العرب على قصف إسرائيل لغزة في هذا الشهر الفضيل بقوله: "اللهم زد وبارك"!! .. وآخر يصف جماعة الإخوان المسلمين بأنهم خوارج العصر، وصار التخابر مع حماس جريمة تهدد أمن الأوطان، وملصق "هل صليت على النبي اليوم؟" مستفز.

    ومن المضحك المبكي صدور قرار رسمي من وزارة الأوقاف المصرية بعدم الدعاء على الظالمين في صلاة التراويح!!

    والدعاية الإعلامية للدراما في رمضان تحت شعار «المسلسلات الرمضانية» فنسبوها لرمضان لكي يعلو كعبها ويشرف قدرها على ما فيها من مجون وعري.

    بل إن جرح الأمة الواحد سواء في سورية أو مصر أو العراق أو غزة.. بات محل اعتراض بعض المحسوبين على النخبة المثقفة!!، وكأنه لم يسمع عن حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)‌[متفق عليه]، وكأنه لم يعلم برمضان لحمة المسلمين في أقطاب الأرض حيث يشعر الغني بجوع الفقير ويغدق أصحاب اليسار على إخوانهم المعوذين. وحدث عن الحج ذاك المؤتمر السنوي الذي يضم مسلمين من كافة الأطياف شعارهم واحد «لبيك اللهم لبيك»، وأين الولاء والبراء الذي هو من أساس عقيدة المسلم، وقد صح في الحديث: (من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان) [رواه أبو داوود]

    ماذا دهاك يا أمتي حتى صرت إلى ما أنت فيه؟!
    أين عقلاؤك الذين يردون الناس إلى الحق ردا جميلا؟
    وأين علماؤك الذين لا يخشون في الله لومة لائم؟
    وأين رجالك المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا اللَّه عليه، فمنهم من قضى نَحبهُ، ومنهم من ينتظرُ، وما بدَّلُوا تبديلا.

    تغير رمضان لما تغيرنا، ولن تستقيم لنا لذة العبادة فيه حتى تستقيم أنفسنا، لكن يبقى الرجاء في الله كبير أن يكشف الغمة ويمحو المحنة ويغفر لنا تقصيرنا ويرحم ضعفنا ويتولى أمرنا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
    د / خالد سعد النجار
                  

07-07-2014, 06:05 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    همسات للشباب في رمضان
    هذه همسات محب.. وعبارات ناصح.. وكلمات مشفق.. علها أن تجد في قلبك موضعاً... وفي جنبات صدرك قبولاُ..

    الهمسة الأولى: احمد الله - سبحانه وتعالى - أن بلغك رمضان.. فكثير ممن كانوا معنا في رمضان الماضي قد غيبهم الموت.. فاحمد الله واشكره أن منّ عليك لتكون ممن يتقرب إليه بفعل الطاعات.. وجمع الحسنات.. في هذا الشهر المبارك..

    الهمسة الثانية: ليكن رمضان فرصة لك.. ودورة تدريبية في الابتعاد عن المعاصي وعن ما يغضب الله - جل وعلا -.. وأعلنها صراحة.. واصرخ بها في وجه الشيطان.. وداعاً للمعاصي والسيئات.. وداعاً لكل ما يُبعِد عن الله - جل وعلا -. وأبشر بتوفيق الله لك.. وتسديده إياك.. عسى ربي أن يهديني وإياك سواء السبيل..



    الهمسة الثالثة: رمضان شهر القرآن.. فأوصيك بتدبر معانيه.. وفهم آياته.. واحرص على قراءته والتلذذ بتلاوته.. وليكن لك ورد يومي تقرأه بتمعن وتدبر.. وأوصيك بكتاب (زبدة التفاسير) فإنه خير معين لك بعد الله على ذلك.



    الهمسة الرابعة: إياك أن تكون ممن جعل نهار رمضان نوماً وغفلة.. وليله سهراً على معصية الله - سبحانه وتعالى -.. واحرص على أن تملأ نهارك بالذكر وتلاوة القرآن.. وليلك بالصلاة والقيام..



    الهمسة الخامسة: أوصيك بكثرة الإنفاق في رمضان، وخصوصاً إذا كنت ممن منّ الله عليه بكثرة المال.. فلا تنسَ إخوتك الذين يعانون الفقر والجوع.. فليس لهم بعد الله إلا المتصدقين أمثالك.. فلا تبخل عليهم.. وأدعو الله أن يبارك في مالك ورزقك..



    الهمسة السادسة: إياك أن تكون ممن يفطر على سخط الله وغضبه.. وذلك بشرب الدخان أو متابعة ما يعرض في القنوات من برامج ساقطة تستهزئ بالله وبرسوله.. ولا يخفى على أمثالك جرم ذلك.. قال الله - تعالى -: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره}.



    الهمسة السابعة: أوصيك بالإكثار من الدعاء.. واحرص على ذلك وأنت صائم.. فقد أخبرنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم - أن للصائم دعوة لا ترد.. فلا تنس نفسك.. ولا تنس إخوانك المسلمين في المشارق والمغارب.. وما يدريك؟! لعل دعوة صادقة تخرج من قلبك المنكسِر ينصر الله بها الدين وأهله.. فلا تتردد..



    الهمسة الثامنة: ليكن من أهدافك في رمضان زيارة بيت الله الحرام.. وأداء العمرة.. وزيارة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- .. فعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -.. فلا تفرط في هذه المكرمة العظيمة.. وبادر على ذلك.. وأتمنى لك التوفيق..



    الهمسة التاسعة: أذكرك بأن لله - سبحانه وتعالى - في كل ليلة عتقاء من النار لمن أتم الصيام.. وأدى القيام.. وأكثر من الحسنات.. وتزود من الطاعات.. فلا تغفل عن ذلك.. واحرص على أن تكون ممن منحه الله هذه الجائزة العظيمة.. جعلني الله وإياك من عتقائه من النار..



    الهمسة العاشرة: أوصيك بكثرة حضور مجالس الذكر.. فإنها مراتع المؤمنين.. ومحط الصالحين.. يكفيك أن الله - جل وعلا - يذكرك ويثني عليك في الملأ الأعلى.. ثم تقوم وقد غُفِرت ذنوبك بإذن الله..فأكثر من الحضور..وداوم على ذلك..

    والله يتولاك.. ويحفظك ويرعاك..
    اسلام ويب
                  

07-07-2014, 06:07 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان وتقوية الإرادة
    إن الإنسان يمثل مملكة كاملة، يقوم الفكر فيها بوظيفة التنبيه والإرشاد وإعطاء قوانين الإدارة والسلوك في هذه المملكة.

    ويستمد الفكر ذلك كله من عدة مصادر، من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ومن الشريعة الربانية، ومن التجارب العملية، والمعارف التي توصل إليها الناس.

    وتمثل الإرادة السلطة التنفيذية في مملكة الإنسان، وهذه الإرادة كلما كانت قوية حازمة عاقلة ملكت السلطة التنفيذية، أما إذا كانت ضعيفة متخاذلة فإنها تهون وتستكين وتخضع للأهواء والرغبات والشهوات.

    وإن الإنسان لتتنازعه الرغبات والحاجات والأهواء، وبعض هذه الرغبات صالح وبعضها فاسد.

    وعلى مقدار استقامة العبد في سلوكه وأفعاله نستطيع قياس قوة إرادته. وعلى قدر انحرافه في سلوكه، وتخبطه مع أهوائه وشهواته وغرائزه نستطيع قياس ضعف إرادته.

    وحين تشتد هذه الأهواء والرغبات في النفس وتلح على أصحابها باكتسابها من أي طريق ولو كان غير مباح فإن الإرادة القوية الحازمة تسيطر على هذه الأهواء وتكبح جماحها.

    وإذا نظرنا إلى علاقة الصيام وغيره من العبادات التي شرعت في رمضان بالإرادة لوجدنا أن هذا الشهر العظيم فرصة لا تعوض ليتربى المسلم على قوة العزيمة والإرادة.

    فالمسلم في رمضان يخالف عاداته ويتحرر من أسرها، ويترك مألوفاته التي هي مما أحل الله لعباده، فتراه ممتنعا عن الطعام والشراب والشهوة في نهار رمضان امتثالا لأوامر الله عز وجل، وهكذا يصبح الصوم عند المسلم مجالا رحبا لتقوية الإرادة الجازمة ؛ فيستعلي على ضرورات الجسد، ويتحمل ضغطها وثقلها إيثارا لما عند الله تعالى من الأجر والثواب.

    فإذا استفاد المسلم من هذا الشهر المبارك فقويت عزيمته وإرادته، وطالت مدة التغيير فاستوعبت الشهر كله، ووجد من مجتمعه في هذا الشهر المبارك عونا وسندا حيث يكون المجتمع المحيط به مشاركا له في هذه العبادات والطاعات فيكون المجتمع كله مشاركا له في عملية التغيير مما يرجى معه أن يمتد الأثر ليشمل حياة المسلم كلها.

    إن الله الرؤوف الرحيم لم يكلفننا الصيام والامتناع عن هذه المباحات خلال أيام رمضان ليعذبنا أو يشق علينا، إنما لنحقق التقوى من خلال حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".

    إن الإنسان تدفعه إلى المعالي قوتان:

    قوة علمية، وقوة عملية.

    وأساسهما هو قوة العزيمة والإرادة التي يحتاجها في طريق طلب العلم، ويحتاجها في سلوك سبيل الاستقامة، و يحتاجها في مواجهة الأهواء والشهوات والفتن، و يحتاجها لمدافعة ميل النفس إلى الدعة والراحة، ويحتاجها لمواجهة الحوادث والمصائب، وفي رمضان يتدرب المسلم على قوة الإرادة والعزيمة فيحدث التغيير الكبير في حياته ليتأهل للرقي في مراتب الكمال.

    ولو نظرت بتدبر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم :"فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ،فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم".لوجدته يربي في المسلم قوة الإرادة ويجعل من الصوم وسيلة لتحسن الأخلاق وكظم الغيظ ومواجهة الأذى والجهل بالعفو والصفح فأي تربية هذه التي يربي الشرع عليها أبناءه من خلال العبادات العظيمة التي شرعها لهم ربهم وخاصة عبادة الصيام!.

    وإذا اتضح لنا هذا المعنى الجليل فلنجعل من رمضان فرصة لتقوية الإرادة والاستعلاء على الشهوات والمألوفات، والتحرر من أسر العادات حتى نكون ممن أدركهم الله برحمته فوفقوا لصيام رمضان وقيامه إيمانا واحتسابا فغفر لهم.

    والحمد لله رب العالمين.
    اسلام ويب
    Photo: ‎رمضان وتقوية الإرادة إن الإنسان يمثل مملكة كاملة، يقوم الفكر فيها بوظيفة التنبيه والإرشاد وإعطاء قوانين الإدارة والسلوك في هذه المملكة. ويستمد الفكر ذلك كله من عدة مصادر، من الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ومن الشريعة الربانية، ومن التجارب العملية، والمعارف التي توصل إليها الناس. وتمثل الإرادة السلطة التنفيذية في مملكة الإنسان، وهذه الإرادة كلما كانت قوية حازمة عاقلة ملكت السلطة التنفيذية، أما إذا كانت ضعيفة متخاذلة فإنها تهون وتستكين وتخضع للأهواء والرغبات والشهوات. وإن الإنسان لتتنازعه الرغبات والحاجات والأهواء، وبعض هذه الرغبات صالح وبعضها فاسد. وعلى مقدار استقامة العبد في سلوكه وأفعاله نستطيع قياس قوة إرادته. وعلى قدر انحرافه في سلوكه، وتخبطه مع أهوائه وشهواته وغرائزه نستطيع قياس ضعف إرادته. وحين تشتد هذه الأهواء والرغبات في النفس وتلح على أصحابها باكتسابها من أي طريق ولو كان غير مباح فإن الإرادة القوية الحازمة تسيطر على هذه الأهواء وتكبح جماحها. وإذا نظرنا إلى علاقة الصيام وغيره من العبادات التي شرعت في رمضان بالإرادة لوجدنا أن هذا الشهر العظيم فرصة لا تعوض ليتربى المسلم على قوة العزيمة والإرادة. فالمسلم في رمضان يخالف عاداته ويتحرر من أسرها، ويترك مألوفاته التي هي مما أحل الله لعباده، فتراه ممتنعا عن الطعام والشراب والشهوة في نهار رمضان امتثالا لأوامر الله عز وجل، وهكذا يصبح الصوم عند المسلم مجالا رحبا لتقوية الإرادة الجازمة ؛ فيستعلي على ضرورات الجسد، ويتحمل ضغطها وثقلها إيثارا لما عند الله تعالى من الأجر والثواب. فإذا استفاد المسلم من هذا الشهر المبارك فقويت عزيمته وإرادته، وطالت مدة التغيير فاستوعبت الشهر كله، ووجد من مجتمعه في هذا الشهر المبارك عونا وسندا حيث يكون المجتمع المحيط به مشاركا له في هذه العبادات والطاعات فيكون المجتمع كله مشاركا له في عملية التغيير مما يرجى معه أن يمتد الأثر ليشمل حياة المسلم كلها. إن الله الرؤوف الرحيم لم يكلفننا الصيام والامتناع عن هذه المباحات خلال أيام رمضان ليعذبنا أو يشق علينا، إنما لنحقق التقوى من خلال حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". إن الإنسان تدفعه إلى المعالي قوتان: قوة علمية، وقوة عملية. وأساسهما هو قوة العزيمة والإرادة التي يحتاجها في طريق طلب العلم، ويحتاجها في سلوك سبيل الاستقامة، و يحتاجها في مواجهة الأهواء والشهوات والفتن، و يحتاجها لمدافعة ميل النفس إلى الدعة والراحة، ويحتاجها لمواجهة الحوادث والمصائب، وفي رمضان يتدرب المسلم على قوة الإرادة والعزيمة فيحدث التغيير الكبير في حياته ليتأهل للرقي في مراتب الكمال. ولو نظرت بتدبر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم :"فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ،فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم".لوجدته يربي في المسلم قوة الإرادة ويجعل من الصوم وسيلة لتحسن الأخلاق وكظم الغيظ ومواجهة الأذى والجهل بالعفو والصفح فأي تربية هذه التي يربي الشرع عليها أبناءه من خلال العبادات العظيمة التي شرعها لهم ربهم وخاصة عبادة الصيام!. وإذا اتضح لنا هذا المعنى الجليل فلنجعل من رمضان فرصة لتقوية الإرادة والاستعلاء على الشهوات والمألوفات، والتحرر من أسر العادات حتى نكون ممن أدركهم الله برحمته فوفقوا لصيام رمضان وقيامه إيمانا واحتسابا فغفر لهم. والحمد لله رب العالمين. اسلام ويب‎
                  

07-07-2014, 06:08 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    لقد اقترب رمضان جدا فلم يبق عليه إلا أيام معدودات، وهو ضيف سريع الارتحال كما نبه الله تعالى إلى هذا المعنى في قوله تعالى عن الشهر: (أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ...)
    (البقرة: من الآية184).

    وإذا كان الأمر كذلك فحري بالعبد أن يخطط لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا الموسم المبارك الذي تعددت فيه أسباب المغفرة والعتق من النار كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". (رواه البخاري). وقال أيضا: "من قام رمضان ، إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه".(رواه البخاري).

    وقال صلى الله عليه وسلم مبينا فضل الله تعالى على عباده في رمضان: "إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة". (رواه احمد في المسند ،وصححه أحمد شاكر).

    فإذا كانت هذه بعض أسباب المغفرة والعتق من النار في رمضان فينبغي لمن أراد النجاة أن يحدد أهدافه بدقة في رمضان وأن يجتهد لتحقيقها ومحاسبة نفسه عليها، بدلا من السير هكذا بلا هدف كبير يسعى إليه.

    ربما يقول بعضنا: إن الهدف هو الفوز برضوان الله تعالى في رمضان والعتق من النار، وهو هدف كبير ونبيل بل هو أكبر الأهداف وأعظمها لكن هنا يثور السؤال: ماذا فعلنا للوصول إلى هذا الهدف الكبير في رمضان؟ هل وضعنا خطة؟ هل وضعنا مجموعة من الأهداف اليسيرة المعينة على تحقيق هذا الهدف الكبير؟.

    ونستطيع صياغة السؤال بطريقة أخرى: هل سيمر رمضان علينا هذا العام كما مر غيره في السنوات السابقة؟ أم سيكون متميزا؟.

    إن الله تعالى قد امتدح في كتابه الكريم من يسير على نور ودربه واضح، كما عاب على من يسير بغير هدى فقال سبحانه: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الملك:22).

    والعبد في سيره إلى الله تعالى يحتاج النور الرباني والهداية حتى لا يتخبط أويضل: (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:122)

    ونحن نتصور أن يحضر كل منا ورقة وقلما ليكتب خطته في رمضان وليضع أهدافا يريد تحقيقها والخروج بها من رمضان، وليس شرطا أن تكون هذه الأهداف تعجيزية بل يمكنه وضع أهداف في متناوله يمكنه القيام بتحقيقها ومحاسبة نفسه على التقصير فيها، ونحن نضرب لذلك بعض الأمثلة اليسيرة.

    المحافظة على الجماعة وتكبيرة الإحرام
    لا شك أن قطاعا كبيرا من المسلمين قد يتهاون بصلاة الجماعة، ولا شك أن قطاعا أكبر يتهاون بتكبيرة الإحرام، فلماذا لا يكون من أهدافنا في رمضان أن نتعود على المحافظة على تكبيرة الإحرام بحيث لا تقام الصلاة إلا ونحن في الصف خلف الإمام؟ وقد كان بعض السلف رضي الله عنهم لا تفوته تكبيرة الإحرام أربعين سنة ، وبعضهم لا ينادى للصلاة إلا وهو في المسجد. وإذا استحضرنا في هذا المقام قول النبي صلى الله عليه وسلم : "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان: براءة من النار ، وبراءة من النفاق".(رواه الترمذي ، وحسنه الألباني).

    فيمكن أن يتخيل العبد نفسه محبوسا أربعين يوما على ذمة هذه القضية، فإما أن يكتب له بعدها البراءة من النار والنفاق أو يعيد الكرة مرة أخرى لعله ينجو.

    ختم القرآن في رمضان
    لا شك أن كثيرا من المسلمين يختمون القرآن في رمضان، وربما ختمه كثير منهم أيضا عدة مرات في هذا الشهر، ولقراءة القرآن في رمضان شأن كبير إذ هو شهر القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)(البقرة: من الآية185).

    لكننا أيضا نود أن تكون هناك خطة لختمه في رمضان مرة أو مرات، وبعض الناس حين يسمع أن من السلف من كان يختم في كل ثلاث يتعجب، فإذا علم أن بعضهم كان يختمه في رمضان في كل يوم فربما لم يصدق، مع أن الأمر بالنسبة لمن يخطط ويضع الأهداف ويسعى لتنفيذها ربما كان سهلا ومتصورا.

    فمثلا من أراد أن يتم قراءة القران مرة في الشهر فإنه يقرأ جزءا في اليوم، فلو ألزم نفسه بعدم الخروج من المسجد بعد صلاة الصبح إلا بعد الأذكار وقراءة الجزء فسيحقق هذا الهدف، ولو أراد آخر أن يختمه أكثر فيرتب وقته بناء على هذا الهدف.. وخذ مثالا آخر في هذا الشأن، لو أنك ألزمت نفسك بالتواجد في المسجد قبل الأذان في كل صلاة وبعد أداء السنن القبلية جلست تقرأ القرآن حتى الإقامة فلو افترضنا أن الوقت الباقي هو ربع ساعة فيمكنك أن تقرأ نصف جزء يعني في أربع صلوات ـ إذا استثنينا المغرب ـ ستقرأ جزأين؛ وبالتالي ستختم مرتين فإذا عزمت على أكثر من لك وجلست بعد العصر تقرأ جزءا آخر فستختم ثلاث ختمات، فإذا ضممت إليها ختمة الفجر صارت أربعا... وهكذا .

    تحسين الأخلاق
    لماذا لا يكون من جملة الأهداف التي نضعها لأنفسنا في رمضان أن تتحسن أخلاقنا وتتسع صدورنا، فهناك فهم خاطىء عند بعضنا أنه إذا صام ضاق صدره وقرب غضبه وينبغي على من حوله ان يبتعدوا عنه حتى لا تثور ثائرته، وحقيقة لا ندري من أين أتى هذا التفكير المنحرف وكيف دخل الشيطان على بعضنا بهذا المدخل؟.

    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا إذا صمنا أن نحافظ على أخلاقنا ولا نبادر بالاستجابة لنزغات الشياطين حتى وإن بدرت من الآخرين نحونا إساءة أو غلظة ، فيقول صلى الله عليه وسلم: "...فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم". (رواه البخاري).

    فلنجعل تحسين الأخلاق هدفا نسعى إليه في الصيام ليكون ذلك عادة لنا في غيره من الشهور، ولنستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم : "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا". (رواه الترمذي وحسنه).

    الإقلاع عن التدخين
    من الآفات الكبيرة التي وقع فيها عدد كبير من أبناء المسلمين آفة التدخين، ولا شك أن التدخين من المحرمات؛ لما فيه من الضرر المتحقق ولأنه من الخبائث وهو الباب الذي يلج منه بعض المدخنين إلى الإدمان، ولأنه من الإسراف المنهي عنه شرعا... إلى غير ذلك من الأسباب التي تجعله حراما مقطوعا بحرمته، وكثير من المدخنين يصومون شهر رمضان فيمتنعون شهرا كاملا عن التدخين بمعدل يصل إلى خمس عشرة ساعة يوميا مما يدل على إمكانية ترك التدخين بالكلية لو توافرت العزيمة الصادقة، فلماذا لا نجعل من أهدافنا الامتناع عن التدخين تماما تقربا إلى الله تعالى بالامتناع عن الحرام، ومحبة لزوجاتنا وأولادنا الذين عادة ما يكونون أول من يكتوي بنار الدخان، واستحضارا لرهبة السؤال بين يدي الله تعالى حيث يسأل العبد عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، ولا شك أن إنفاق المال في شراء الدخان حرام.

    الدعاء المستجاب
    لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد، وفي الحديث الذي أوردناه في بدية المقال: "إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة".
    فلماذا لا نجعل من جملة الأهداف انتقاء بعض الدعوات التي نرجو تحقيقها لأنفسنا ولمن نحب وللمسلمين، وهذا يستدعي منا الحرص على تحري أوقات الإجابة عند الفطر وفي وقت السحر وبين الأذان والإقامة وبعد العصر من يوم الجمعة إلى غير ذلك من أوقات الإجابة، كما يستدعي استحضار الفقر والذل والحاجة، وينبغي ألا ينسى المسلم إخوانه المستضعفين والمكروبين والمجاهدين من دعواته أن ينصرهم الله ويرفع عنهم ويفرج كرباتهم.

    صلة الرحم
    لصلة الرحم في ديننا شأن عظيم لا يخفى على كثير من المسلمين لكن في غمرة الحياة نغفل كثيرا، وربما قطعت الأرحام لأسباب ########ة، وأغلب هذه الأسباب راجع على الدنيا وتعظيمها في القلوب، وقد اقترب رمضان جدا.. فلماذا لا نجعل من أهدافنا في رمضان أن نصل هذه الأرحام وأن نكون نحن المبادرين بالزيارة بالهدية بالاتصال؟
    ربما جاء الشيطان عن مبادرتنا فقال سيطردونك سيسيئون مقابلتك أو الرد عليك بغلظة.. وغير ذلك مما يثبطنا به عن فعل الخير، حسنا فلنقل له: إننا نصل أرحامنا طاعة لله وتقربا إليه فليفعلوا ما شاءوا فلن أتراجع. ألا يكفي أن نفوز بثواب البر والصلة؟ ألا يكفينا أن يكون معنا ظهير ونصير من الله طالما وصلنا أرحامنا وإن أساءوا وإن قطعوا؟ ألا نريد جنة عرضها السموات والأرض؟.

    أيها الحبيب هذه جملة من الأهداف وضعناها بين يديك وهي ليست نهاية المطاف، فيمكنك أن تضع أكثر منها بكثير وتعمل على تحقيقه، ومما يعينك على الوصول لهذه الأهداف وغيرها، ويهون عليك المشاق والصعاب استحضارك لعاقبة التعب في طاعة الله وثواب المجتهدين في التقرب إليه سبحانه يوم يقوم الناس لرب العالمين، فالراحة الحقيقية هناك حيث النعيم المقيم مما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر.

    فاللهم بلغنا رمضان، وأعنا على الإحسان، واجعلنا من عتقائك فيه من النار، وصل
    اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه أجمعين.
    الشبكة الاسلامية
                  

07-07-2014, 06:09 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    احذر قطاع الطريق في رمضان


    الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وبعد:
    فقد اقتضت حكمة الله عز وجل أن يجعل هذه الدنيا مزرعة للآخرة، وميدانا للتنافس كما قال تعالى: { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}.(الملك:2). وكان من فضله على عباده وكرمه أن يجزي على القليل كثيرا، وأن يضاعف الحسنات، ويجعل لعباده مواسم تعظم فيها هذه المضاعفة.

    ومن أعظم هذه المواسم شهر رمضان الذي خصه الله بإنزال القرآن ، وفرض على المسلمين فيه الصيام: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ...} (من الآية 185 سورة البقرة).

    وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يضاعف لعباده حين قال: " كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".

    ولقد من الله تعالى على العباد في رمضان بالكثير من العطايا والمنن، فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، وله تعالى عتقاء في كل ليلة من لياليه، إلى غير ذلك من فضائله، وبالرغم من ذلك كله وجدنا لصوصا وقُطَّاع طريق وقفوا للناس على طريق الاستقامة يريدون أن يتخطفوهم وينتزعوا منهم هذه الفضائل ويضيعوا عليهم الأجور، بل ويوقعوهم في الأوزار والآثام ليخرجوا من الشهر خاسرين.

    وقد روى الإمام أحمد رحمه الله بسند صححه الشيخ أحمد شاكر وضعفه الشيخ الألباني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " بمحلوف رسول الله ما أتى على المؤمنين شهر خير لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لما يعده المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر ".

    وما أصدق هذا الوصف على قطاع من الفنانين والإعلاميين الذين يختصون هذا الشهر بمزيد عمل لإضلال العباد وفتنتهم بين المسلسلات والفوازير والأفلام والمسابقات الفارغة ال########ة وما يتضمنه ذلك من عري وانحلال ودعوة للفجور والعلاقات الآثمة.

    وقد حذرنا الله من اتباع سبيل هؤلاء الفاسقين والفجار:{ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28)} (الكهف). وقال: { إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16} ( سورة طه).

    إن هؤلاء الذين يسرقون منا الشهر قد بين الله تعالى حقيقة ما يريدون، وأظهر ما يضمرون حين قال: { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) } (النساء).

    ولنتذكر أن الله تعالى سائلنا عن هذه الجوارح: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)} (الإسراء).

    ومن قُطَّاع الطريق هذه الفنادق والمطاعم التي تدعوك إلى تناول وجبة السحور على أنغام الموسيقى وأنواع النرجيلة( الشيشة ) وأنت تعلم أن الموسيقى والدخان من المحرمات فهل يجوز لك أن تتناول السحور ذلك الطعام الذي أخبر النبي أن به بركة وتستعد للصيام بتناول المحرم؟

    ومن قطاع الطريق مجالس السوء التي تقوم على الغيبة والنميمة وهتك أعراض الناس، والله عز وجل حرم الغيبة: { وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ(12) }(الحجرات).

    وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عقوبة من يقع في أعراض الناس ويغتابهم فقال: " لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون ( يقطعون ويجرحون) وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الماس ويقعون في أعراضهم".

    وقال مجاهد: من أحب أن يسلم له صومه فليجتنب الغيبة والكذب.

    وقالت حفصة بنت سيرين: الصيام جُنة ما لم يخرقها صاحبها ، وخرقها الغيبة.

    وكان أبو هريرة رضي الله عنه وأصحابه إذا صاموا جلسوا في المسجد وقالوا: نطهر صيامنا.

    وكان جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمأثم ، ودع عنك أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.

    وإني أذكر نفسي وإياك بأمرين مهمين، الأول:

    أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه

    فإن تركت قطاع الطريق مع ميل نفسك لهم عوضك الله خيرا، وقد مر معنا أن الله يتولى جزاء الصائمين وفيه: "يدع طعامه وشرابه من أجلي".

    ودل على هذا المعنى أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حُرمها في الآخرة". وقوله: " من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة".

    ولأن الصائم ترك الطعام والشراب ابتغاء وجه الله في الدنيا فإنه يرجو أن يقال له يوم القيامة: { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)} (الحاقة).

    الأمر الثاني:

    أن من استجاب لقطاع الطريق فأهمل نفسه في رمضان ######## هذا الزمن الشريف وبارز فيه ربه بالمعاصي يخشى أن تستجاب فيه دعوة جبريل عليه السلام التي أمَّن عليها الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال له جبريل: " يا محمد، من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأُدخل النار فأبعده الله. قل آمين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: آمين".
    نسأل الله أن يجنبنا وإياكم قطاع الطريق في رمضان وأن يمن علينا وعليكم بالعتق من النار والفوز برضوان الله والجنة، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.
    الشبكة الاسلامية
                  

07-07-2014, 06:10 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    في رمضان يحلو القيام


    الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
    فإن قيام الليل من أعظم أدوية القلوب التي تزيد الإيمان وتقوي صلة العبد بربه وخالقه، وتؤهل العبد لتحمل الأعباء والمشاق في طريق سيره إلى الله ، ولهذا كان الأمر الرباني للنبي صلى الله عليه وسلم في بداية التنزيل: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} ( سورة المزمل).
    وقد وصف الله أهل الجنة فكان من صفاتهم أنهم يقومون الليل يناجون ربهم ويصلون له ويذكرونه: { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)} ( الذاريات).

    وفي رمضان يحلو القيام

    إذا كان قيام الليل هو شعار الصالحين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد". فإن هذا القيام له في رمضان حلاوة و مزية خاصة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". قال الشيخ الألباني رحمه الله: (هذا الترغيب وأمثاله بيان لفضل هذه العبادات بأنه لو كان على الإنسان ذنوب تغفر له بسبب هذه العبادات ، فإن لم يكن للإنسان ذنب، يظهر هذا الفضل في رفع الدرجات كما في حق الأنبياء المعصومين من الذنوب).

    فيا أيها الحبيب: هل ألهبت جوفك حرارة المعصية؟ هل أقلقت نومك الخطيئات؟ هل نغصت وكدرت عليك عيشك كثرة السيئات؟ إذا كنت كذلك فعليك بقيام الليل وخصوصا في رمضان يغفر لك ما مضى.

    من فضائل القيام

    لقيام الليل فضل عظيم وثمرات مباركة في الدنيا والآخرة، فهو في الدنيا شرف للمؤمن فقد جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: " يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل...".

    وبه يستحق العبد درجة الصديقين والشهداء فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة ، وصمت رمضان وقمته فممن أنا؟ قال: " من الصديقين والشهداء".

    وإذا تدبرت لوجدت أن الرجل ما زاد على أركان الإسلام إلا قيام الليل، واستحق بهذه الزيادة اسم الصديقين والشهداء.

    وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن عبد الله بن عمر : " نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل".
    ومن صفات عباد الرحمن الذين أضافهم إلى نفسه إضافة تشريف أنهم يقومون الليل: { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)} ( الفرقان).

    قيام الليل طريق إلى الجنة

    كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: " إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقال أبو مالك الأشعري لمن هي يا رسول الله قال هي لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام".

    وهو مهر الحور العين فقد قال أبو سليمان الداراني: بينما أنا ساجد إذ ذهب بي النوم فإذا أنا بالحوراء ركضتني برجلها فقالت: يا حبيبي أترقد عيناك والملك يقظان ينظر إلى المتهجدين في تهجدهم؟ بؤسا لعين آثرت لذة نوم على مناجاة العزيز، قم فقد دنا الفراغ ولقي المحبون بعضهم بعضا فما هذا الرقاد؟ حبيبي وقرة عيني أترقد عيناك وانا أربى لك في الخدور منذ كذا وكذا؟ فوثبت فزعا وقد عرقت استحياء من توبيخها إياي وإن حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي.
    إنها الحور العين التي قال عنها نبيكم صلى الله عليه وسلم: " ولو أن امرأة من نساء الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها".

    وقد بين الله في كتابه أنه سبحانه أعد لهؤلاء المتهجدين بالليل أعلى الكرامة في جنات النعيم: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)}( السجدة).
    قال ابن عباس رضي الله عنهما: الأمر في هذا أجل وأعظم من أن يُفسر.

    ولا شك أن هذا الذي أخفاه الله من أجرهم هو أعلى الكرامة لأعلى أهل الجنة منزلةً كما سأل موسى ربه عن أعلى أهل الجنة منزلة فقال: " أولئك الذين أردت غرسَ كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم ترعين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر".

    وفي الليل تقضى الحوائج

    فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " إن في الليل لساعة ، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة ، إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة ".

    وفي أحرج اللحظات وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الليل ويدعو ، حدث ذلك في بدر وفي يوم الأحزاب، فيا من ضاقت عليه الأرزاق قم الليل وسل ربك التوسعة ، يا من حرمت نعمة الولد عليك بالدعاء في جوف الليل، يا من تنشد للإسلام نصرا وعزا وتمكينا سل ربك في ظلمة الليل وفي أوقات السحر.

    ذكر العلامة ابن كثير رحمه الله أن بعض المسلمين سمع الفرنجة يكلم بعضهم بعضا فقالوا: إن القسيم بن القسيم ( يقصدون نور الدين محمود زنكي ) لا ينتصر علينا بكثرة جيشه ولا عتاده لكنه يقوم بالليل فيدعو ربه فإذا أصبح نصره علينا. فيا سبحان الله أعداؤه علموا أنه ينصر عليهم بدعواته في الليل قبل كثرة العدد والعتاد.
    فاللهم وفقنا لقيام رمضان إيمانا واحتسابا واجعلنا ممن غفرت لهم ما تقدم من الذنوب، وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه أجمعين.
    الشبكة الاسلامية
                  

07-07-2014, 06:11 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    لا تنسيه علي مائدة رمضان


    الخشاف صيدلية فواكه متكاملة
    الخشاف لفظ حبيب لارتباطه بأروع الشهور، رمضان المبارك الذي تستعد البيوت المسلمة لاستقباله هذه الأيام ، فهو صنف حلو يتصدر المائدة الرمضانية الفقيرة والثرية علي حد سواء ، ويتراوح بين التمر المنقوع في الماء والسكر فقط ، ومجموعة الفواكه المجففة مع المكسرات والمنقوعة في عصير قمر الدين ، والخشاف في كل صوره كنز صحي ، فالتمر وحده معجزة غذائية، إذا اكتفينا به، فما بالنا لو أضفنا له مكونات أخري; ليصبحوا معا صيدلية متكاملة ؟

    القيمة الغذائية والدوائية للخشاف يحدثنا عنها د. عز الدين الدشاري الأستاذ بكلية الصيدلة في كتابه " علاج بلا دواء " فيقول: إن الخشاف يعتبر من الأغذية التي تتميز بقيمتها الغذائية المرتفعة ، كما تتميز باحتوائها علي مواد تساعد في علاج بعض الأمراض ، فالمشمش المجفف والطازج غني بفيتامينات أ، ب 2 والحديد.

    ويحتوي المشمش الطازج علي نسبة عالية من فيتامين " سي " ، ويعتبر زيت المشمش من أهم مصادر فيتامين ه- المضاد للأكسدة ، ويستخدم لتليين الجلد ، ومنع تكوين خطوط في الجلد في مرحلة الشيخوخة.

    ويساعد تناول المشمش في مقاومة الميكروبات، وتقوية الأغشية المخاطية بالجسم، وشفاء الرئة من الأمراض الناجمة عن عدوي الميكروبات، ولقد اتضح أن تناول 3 - 6 مشمشات يوميا يساعد في الوقاية من النزلات الشعبية والربو الشعبي.
    ويحتوي التين علي نسبة عالية من السكر الذي يمد الجسم بالطاقة الحرارية، ويحتوي التين المجفف علي نسب عالية من الفيتامينات، وبخاصة حمض الفوليك الذي يتميز بقيمته الغذائية والوقائية للسيدات الحوامل، ويعتبر التين المجفف مصدرا ممتازا للحديد الذي يساعد في الوقاية من الأنيميا.ويساعد التين في علاج البرد كما يقاوم الميكروبات التي تسبب متاعب الحلق وآلامه.

    ومن فوائده أنه يفيد في علاج الإمساك والبواسير، ولعلاج الإمساك ينقع التين المجفف في الماء علي مدي ساعات الليل، ثم تؤكل 4 - 5 ثمرات من التين في الصباح قبل الإفطار، كما يشرب ماء التين الذي يحمل ذات الفائدة في علاج الإمساك.
    ويتميز الزبيب باحتوائه علي نسبة عالية من فيتامين " سي " ومضادات الأكسدة الأخري التي تساعد في الوقاية من العديد من الأمراض، ويعتبر من أهم مصادر الفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم والحديد والنحاس.

    ومن فوائد الزبيب والعنب أنهما يساعدان علي إزالة السموم من الجسم ، ومقاومة الميكروبات والفيروسات ، وعلاج الروماتيزم ، وأمراض الكبد والمرارة ، وضغط الدم المرتفع، وعلاج السعال الجاف، والوقاية من أمراض القلب.
    ولقد تبين أن تناول الزبيب والعنب يساعد في تقليل دم الدورة الشهرية في حالة نزول الدم بغزارة.
    وتعتبر القراصيا (البرقوق المجفف) من أهم الفواكه المجففة التي تساعد في علاج الإمساك; لأنها تحتوي علي مادة " ازاتين " التي ثبتت فعاليتها في علاج الإمساك.
    الشبكة الاسلامية
                  

07-07-2014, 06:13 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    حتى يكون رمضان موسمًا للسعادة الأسرية
    يأتى رمضان فتسرى روح إيمانية فياضة فى الفرد المسلم، ويتسابق الجميع فى الطاعات من قراءة قرآن، وصلاة، وقيام، وصدقة، وهذا جميل وطيب.
    وهناك صورة أخرى لزوجة تقضى نهارها فى المطبخ تعد الإفطار، وترعى شئون البيت، وزوج منكب على المصحف لا يتركه، وكلاهما مثاب، ولكن ماذا لو ترك الزوج مصحفه ولو لنصف ساعة، وساعد زوجته ليعودا سويًا يقرآن ويدرسان؟ لابد أن الصورة ستكون أجمل حين يجتمعان على الطاعة، ويجمعان الأولاد من حولهما فحينها سيؤجر الزوج على إعانة أهله، وستجد الزوجة وقتًا لتتنسم نفحات الإيمان العطرة، ومعها نفحات السعادة الزوجية، والتضافر على الطاعة.
    **تسابق وتنافس***
    يقول الدكتور إبراهيم محمد قنديل - أستاذ الحديث بجامعة الأزهر - إن المشاركة فى الطاعات تولد المودة والحب بين الزوجين والأبناء، وتدعم أواصر القربى والصلة، وما أجمل، وما أروع أن ترى الأسرة المسلمة وهى تتوجه إلى المسجد بأبنائها وأحفادها بملامح مستبشرة وخطوات ساعية إلى رضوان الله,.
    وقد قال النبى (صلى الله عليه وسلم): "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل، فتوضآ، فأسبغا الوضوء، ثم صليا ركعتين لله كتبا عند الله من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات" وهذا يوضح مدى أهمية الاجتماع على الطاعة، وحرص رب الأسرة على هذا الاجتماع.
    مشيرًا إلى أسرة خصصت جائزة لأول شخص يختم قراءة القرآن، وفازت بها البنت الصغرى التى سبقتهم بثلاثة أجزاء، وذلك لأنها كانت تقرأ فى الحصص التى تتغيب فيها المدرسات، وفى كل وقت فراغ لديها.
    ويدعو د. قنديل أرباب الأسر آباء وأمهات أن يخصصوا جزءًا من الوقت لمدارسة القرآن تلاوة وتفسيرًا مع أبنائهم، والحرص على تعليمهم مبادئ الدين، وليكن من رمضان بداية لهذا المنهج الإيمانى الجميل.
    **ملاذ المؤمن***
    ويستهل د. صلاح الدين السرسى - كبير الباحثين بمركز دراسات الطفولة، جامعة عين شمس - رأيه بقوله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم:21].

    ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سعادة ابن آدم ثلاثة، ومن شقوة ابن آدم ثلاثة، من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، ومن شقوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء" ويشير هذا الحديث النبوى الشريف أن الله (سبحانه وتعالى) خلقنا بجبلة اجتماعية، وجعل منا الشعوب والقبائل لنتعارف، ولنتعاون، وليعضد بعضنا البعض فى وجوه البر والتقوى، والذى يتأمل العبادات الإسلامية يجدها اجتماعية الطابع، والروح، والخصائص.

    فإذا كان الإنسان المسلم يمارس عباداته فى دوائر اجتماعية إسلامية، فإن الدائرة الأهم دائرة الأسرة المسلمة التى يجد فيها ما لا يجده فى غيرها، ويشبع من خلالها حاجاته الإنسانية من خلال الزوج أو الزوجة.

    فهو يستمد منها الطاقة الوجدانية حبًا، ومودة، وحنانًا، وتعاطفًا، وتفهمًا، يرتاح فيها مما يكابده من تعب، ويستعيد فى فيء تراحمها نشاطه، ويشحذ بتشجيعها همته، ويستعيد من حنوها شحن إرادته، إن خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة، أو الزوج الصالح، والصلاح هنا هو الشرط الوحيد ليجد كل منهما بغيته الإيمانية لدى الآخر، فكلاهما يمثل مرآة الآخر، فإذا قصر أحدهما لقى من رفيقه ما يعيد له قوته وعزيمته، إذا لم يستيقظ أحدهما لصلاة الفجر أيقظه رفيقه، وإذا ما استشعر أحدهما الخوف أمنَّه شريكه، وإذا خشى الفقر طمأنه قرينه بما عند الله من نعم، وخيرات لا تحصى، رغبه فى عمل الخير، وحبب إليه التعبد، والتصدق، والتواصل، والصبر على الشدائد ، منها يستمد كل منهما الزاد المادى والروحى ليكون فى الحق قويًا، وأمام المخاطر صلبًا، ومنها تتفجر ينابيع الحب الإنسانى فياضة بالخير، وهى مقياس خيرية المرء كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى"، هى ملاذ المؤمن اليوم بعد ما فسدت الكثير من الدوائر الأخرى، ومنها تنبع المحبة، والتواصل مع الله ورسوله، ومع طرفى هذه العلاقة: الزوج والزوجة، ومع بعضنا البعض، هى الآن مصدر الطاقة، وشحذ الهمم، وفيها نقتدى بسيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وسيرة الصحابة (رضوان الله عليهم) والسلف الصالح، فهم القدوة، والأسوة، والمثل الأعلى الواجب علينا احتذاؤه.
    نور الهدى سعد
                  

07-07-2014, 06:14 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أبناؤنا تلاميذ فى مدرسة رمضان
    تربية الأبناء عملية مستمرة على الوالدين أن يستثمرا فيها المواقف والمناسبات التى تتكرر كل عام، ورمضان أهم هذه المناسبات جميعًا، التى يمكن استغلالها فى تربية أبنائنا فيصيروا تلاميذ فى المدرسة الرمضانية، يتعلمون منها القيم التى تشكل شخصياتهم طوال حياتهم

    ـ فكيف نستثمر رمضان تربويًا ؟

    - الإجابة في سطور الحوار التالي مع الدكتورة زينب حسن - أستاذة التربية بجامعة عين شمس.

    ـ في البداية ما هي أهم القيم التي يمكن أن يتعلمها الأبناء في الجو الإيماني الرمضاني؟

    - يختلف استقبال رمضان من وسط اجتماعي إلى آخر؛ حيث يظهر جيدًا وبوضوح الاحتفال في المناطق الشعبية المزدحمة، وفى كل الأحوال على الأسرة أن تعد أبناءها لاستقبال هذا الشهر، وتغتنمه فرصة لبث القيم التربوية في نفوسهم مثل: قيم التحمل، والصبر، والتعاون، والتكافل، والتعاطف، هذا بخلاف المواظبة على العبادات والصلاة فى المساجد بصحبة الأسرة، والتدرب على الصيام، كل حسب سنِّه وقدرته.

    ـ كيف يكون رمضان فرصة لتعليم الصغار قيمة الادخار؟

    - الطفل في هذا الشهر لا يحتاج مصروفه اليومي إذا كان صائمًا، وهذه فرصة لتعليمه الادخار بتوفير حصالة، وتشجيعه على أن يضع فيها مصروفه أو بعضه، حتى يتجمع لديه مبلغ من المال يشترى به ما يحتاج إليه من لعب وملابس، وكلما رأى الطفل صدق الكبار فى وعودهم - بإعطائه حصيلة ما ادخر - اقتنع بالفكرة واستمر فى تنفيذها.

    ـ كيف يكتسب الطفل مراقبة الله من خلال الصوم؟

    - الصيام هو الفريضة التى تكون بين الإنسان وربه، ولا يمكن أن يعلم حقيقتها إلا الله، فمن الممكن أن يتظاهر الشخص بأنه صائم، ثم يأكل ويشرب عندما يخلو إلى نفسه، فعلى المربين أن يُفهموا الطفل أن الله مطلع عليه، ويراه حيث لا يراه الناس، وبذلك يدرك الطفل معنى الأمانة، والتحمل، والصبر، ولا تسوِّل له نفسه أن يضعف أمام الجوع والعطش، فيأكل ويشرب، ثم يستمر فى ادعاء الصوم.

    ـ هل رمضان وسيلة تربوية لغرس قيمة الصدق فى أبنائنا؟

    - وردت كلمة الصدق ومشتقاتها فى القرآن الكريم أكثر من مائة مرة، مما يؤكد أهمية هذه القيمة، وهذا هو مدخل تحبيب الأبناء فى الصدق، آخذين الأمثلة من القصص القرآنى وقصص السنة، ووقائع التاريخ بأسلوب سهل ومبسط وبطريقة مشوقة، كما أن الصدق مع النفس ومع الله في الصوم، يجعل من السهل على الفرد أن يصدق مع الناس قولاً وعملاً، وأهم من ذلك وجود القدوة الصادقة من الآباء والأمهات؛ لأن افتقاد القدوة العملية يفقد الطفل الثقة فيما يقوله الكبار.

    ـ الأطفال كثيروا الحركة والنشاط، فهل الصيام وسيلة لتعليمهم الهدوء النفسي والسكينة؟

    - على عكس ما يشيعه البعض عن الصيام من أنه سبب للعصبية والمشاحنات، فإن الصيام سبب للهدوء الناتج عن صفاء روح الصائم وبعده عن شهوات الجسد، فليقتنص الآباء فرصة رمضان لإشاعة جو الصفاء والهدوء فى البيت، بالابتعاد عن الصراخ والصوت العالى، والألفاظ التى تحبط الأطفال وتثيرهم، فيشتعل الجو فى الأسرة، وتنتقل إلى الأبناء عدوى الانفعال والعصبية.

    ـ كيف نعلِّم الطفل الصوم؟ وفى أي سن نبدأ؟

    - من خبرتي الخاصة أرجو من الآباء أن يتركوا أبناءهم يجربون الصيام عندما يطلبون ذلك، فنحن نرى أطفالاً في سن السادسة يتمنون لو صاموا مثل الكبار، وفى هذه الحالة على الأم أن تشجع طفلها، وتبدى له فرحها بأنه يكبر، لكن الصغار مثله لا يصومون مثل الكبار، وعليه أن يتناول طعامه في الصباح، ثم ينوى الصوم، وفى موعد الغذاء يتناول أكلاً خفيفًا، ثم ينوى الصوم، ويطلب منه ألا يتناول أي طعام أو شراب، وينتظر حتى الإفطار، ساعتها يبدأ فى تدريب نفسه على الصوم، ويشعر بفرحة الصائم عند سماعه مدفع الإفطار.

    ـ من خلال الجوع والتعب؛ كيف يكون رمضان فرصة للإحساس بالفقراء، وغرس قيمة التعاطف معهم فى نفوس أبنائنا؟

    - يتحقق ذلك بأن نوضح للأبناء أن الصيام يشعرنا بالفقراء عندما نجوع ونعطش، رغم أن لدينا ما نأكله على الإفطار، لكن الفقير يجوع؛ لأنه لا يجد ما يأكله على أن يكون ذلك بأسلوب سهل وشيق من خلال الحكايات والقصص التى يحبها الأبناء، وبهذا تنمو لدى الطفل قيمة التكافل الاجتماعى، والعطف على الفقراء، وحمد الله على النعمة التى يعيش فيها وعدم استقلالها وتحقيرها.

    ـ رمضان فرصة لفعل الخير وإطعام الفقراء، كيف ندمج أطفالنا فى منظومة العمل الخيرى الجماعى فى رمضان؟

    - أتمنى لو أن كل أسرة قادرة أخرجت بعض زكاة مالها فى الشهر الكريم، بحيث يشترك الأطفال فى توزيعها على المحتاجين، سواء كانت نقودًا، أو بعض المواد الغذائية والملابس، فإذا شارك الطفل فى تجميع وتصنيف وتعبئة هذه الأشياء، ثم توزيعها على المحتاجين من الجيران والأهل، صار العمل الجماعى والخيرى سلوكًا أساسيًا فى حياته يتسع نطاقه من الأسرة إلى المسجد إلى الجمعيات الخيرية إلى المجتمع بأسره.
    الشبكة الاسلامية
                  

07-07-2014, 06:15 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    حتى لا يفسد صومك !!
    رمضان شهر عبادة وليس شهر صوم فقط، فهو جامع للصلاة والصيام والزكاة والعمرة والصدقة وتلاوة القرآن وصلة الأرحام، وكل أعمال البر والطاعة، فعلى المسلمة أن تهيئ نفسها لاستقبال هذا الشهر بالتوبة والصدق والعزم على الطاعة وفعل الخيرات.

    وقد تقع بعض النساء في المحاذير التي تخرج هذا الشهر عن خصوصيته، وتوضح لنا الأستاذة عزة سمير - الداعية الإسلامية، ومدرسة التنمية البشرية - هذه المحاذير في النقاط التالية:

    1 - احذري الحماس للعبادة أول الشهر، ثم الفتور شيئًا فشيئًا، وحتى لا يحدث ذلك لا بد أن تجلسي مع نفسك قبل رمضان لإعداد جدول للعبادة في هذا الشهر يشمل الصيام والصلاة وصلاة التراويح وختم القرآن والصدقة وإطعام الطعام وصلاة النوافل وصلة الأرحام، ومساعدة المحتاج، وجميع العبادات حتى تحاسبي نفسك يوميًا، وتقيمي عملك أولاً بأول حتى تتداركي أي تقصير قبل فوات الوقت والندم عليه، ودائمًا اكتبي نيات كل عمل حتى إذا شعرت بالفتور رجعت لهذه النيات ليتجدد الحماس.

    2 - لا تتساهلي في أداء الصلوات أو تركها بحجة الانشغال في المطبخ أو رعاية شئون المنزل والأولاد، فالصلاة ركن مثل الصيام، ولا يعقل الحفاظ على الصيام والتفريط في الصلاة، ولا سيما أنها أعظم منزلة عند الله تعالى.

    3 - لا تكثري من الجلوس أمام التلفاز؛ لأن ما يعرض فيه من مسلسلات وأفلام ومسابقات وغيرها مضيعة لأعظم وقت في السنة؛ فضلاً عن أن بعض هذه البرامج فيه من المحرمات.. والأولى استغلال كل دقيقة في الطاعات حتى الأمور الحياتية العادية يمكن أن تصبح عبادة باستحضار النية لله.

    4 - لا تجلسي في مجالس الغيبة والنميمة واللغو والكلام عن فلانة وعلانة، وتضييع الوقت في الكلام بالهاتف بحجة (سلى صيامك)، فتكوني قد صُمت عن الأكل والشرب المباح وأفطرت على لحوم البشر، والرسول (عليه الصلاة والسلام) يقول: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه».

    5 - تجنبي التجوال فى الأسواق وإهدار الوقت في شراء مستلزمات رمضان وحاجيات العيد، والأولى توفير وقت رمضان فى العبادة، وقومي بشراء كل ما يلزمك لرمضان والعيد قبل بداية الشهر الكريم حتى تتجنبي الزحام وتضييع الوقت، وتذكري أن رمضان شهر ترشيد الاستهلاك وليس العكس.

    6 - احذري المكث في المطبخ لساعات طويلة لتحضير أطايب الطعام والحلويات والعصائر، وتضييع وقت السحر في تحضير السحور؛ فشهر رمضان شهر صوم وليس شهر أكل.. ، أما أن تقضى المسلمة وقت رمضان فى التفنن فى تحضير كثير من الأصناف لليوم الواحد، مما يصيب أهل البيت بالتخمة وعدم القدرة على تأدية الصلاة والعبادة، فليس هذا هو المقصد من عبادة الصوم، والأولى أن تجعلي طعامك صحيًا ومتوازنًا، وتتبعي السنة .

    7 - لا تضيعي وقتًا طويلاً في النوم؛ فبعض النساء يظللن مستيقظات طوال الليل أمام التلفاز أو أحاديث السمر، أو حتى في تحضير وجبة السحور، ثم ينمن قبل الفجر مباشرة ويضيعن صلاة الفجر ويظللن نائمات حتى الضحى، أو وقت الظهر، ومن الأفضل النوم عقب صلاة القيام، ثم الاستيقاظ قبل الفجر لصلاة التهجد والسحور، ثم صلاة الفجر، ثم الجلوس للشروق، وبعدها يمكن الحصول على قسط آخر من النوم، واجعلي نيتك في النوم التقوي على الطاعة، حتى يحسب لك فيه أجر، ولا بد من حسن إدارة الوقت في كل حياتنا، وبالأحرى في رمضان فوقته من أثمن الأوقات.

    8 - لا تحزني إذا رأيت الحيض، أو أصبحت نفساء؛ فهذا عذر عارض يمنع صاحبته من بعض الطاعات كالصيام والصلاة، لكنها تستطيع بالمحافظة على نيتها أن تأخذ أجر ما كانت تعمله وهى صحيحة من العبادة والطاعة، ولم يمنعها عن مواصلتها إلا هذا العذر، وتستطيع أن تقضى وقتها في الذكر والتسبيح والدعاء، وسماع القرآن، وسماع المفيد من الخطب والدروس، وإطعام الطعام، ومساعدة المحتاج، وتوزيع الصدقات، والكثير من أعمال البر والطاعة.

    9 - احرصي على معرفة أحكام دينك؛ فبعض النساء يجهلن كثيرًا من أحكام الصيام، وصلاة الجماعة، والطهارة، وأحكام الحمل والرضاع، والحيض والنفاس فيقعن فى محظورات قد تفسد صومهن أو صلاتهن، ولذا يجب عليها معرفة هذه الأحكام حتى تحفظ عباداتها من النقص أو الفساد.

    10- لا تصطحبي أطفالك الصغار للمسجد في صلاة التراويح، مما يسبب الإزعاج للمصلين فتؤدى سنة وتقعي في الإثم بإيذاء المصلين، أو تتركي أولادك في الشارع حتى تذهبي للصلاة فتؤدى سنة وتقصرى في واجب رعاية الأولاد... وإليك اقتراحًا قد يكون مفيدًا يمكنك الاتفاق مع مجموعة من أخواتك لتصلين التراويح في المسجد على أن تستأجرن أختًا لرعاية أولادكن.. أو تتبادلن رعاية الأولاد فيما بينكن، فتمكث إحداكن مع الأولاد، وتصلى باقي الأخوات؛ فتتمكن كل واحدة من صلاة القيام في المسجد معظم الأيام.
    الشبكة الاسلامية
                  

07-07-2014, 06:16 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    " إني صائم " اجعلوه شعاركم طول العام
    رمضان مدرسة سنوية تفتح أبوابها ثلاثين يومًا؛ ليتعلم فيها المؤمن مناهج الصبر، والإخلاص، والمراقبة، والتعاون، والإيثار، وغيرها من معالي الأخلاق، التي تصحبه في مسيرة العام، ولهذا احتفى به الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصحابته، وأنزلوه منزلته، باعتباره شهر الصبر والمواساة، فهل يدخل المسلمون جميعًا هذه المدرسة الرمضانية؟

    وكيف يستفيدون من مناهجها في تقويم أخلاقهم، وتعديل سلوكهم، وصلاح ذات بينهم على مدار العام؟

    وماذا لو شاعت هذه الأخلاق في البيت والمسجد والسوق والعمل؟

    وما الخطوات اللازم اتباعها، ليخرج المسلمون من هذا الشهر الكريم بتقدير (قريب من الله)، فتصير أخلاقهم ومعاملاتهم جزءًا من ثمرات شهر التقوى؟

    تساؤلات يجيب عنها التحقيق التالي:

    مصحة الصوم

    يشير د. أحمد عبد الرحمن - أستاذ الأخلاق - إلى أن الأصل في رمضان أن يؤثر في أخلاق الناس، وينعكس على التزامهم بالصيام، والقيام، والعبادات، والمعاملات المختلفة، وقد حدث فعلاً تحسن كبير في الآونة الأخيرة، وأذكر أنه في أيام جمال عبد الناصر كان الصيام موضة قديمة - مثل الحجاب - حتى أن مبنى التليفزيون كله كان فيه شخص واحد صائم، إلا أن هذا لا يمنع أن هناك مسلمين لا يفهمون من الصيام، إلا الامتناع عن الأكل والشرب، أما الصيام بمعناه الواسع، الذي يشمل الامتناع عن آفات الجوارح والمفاسد الأخلاقية، فقليل من المسلمين من يلتزم به.

    ويرجع ذلك إلى العادات التي تأسر صاحبها وتؤثر فيه، بحيث يصعب التغلب عليها، فتتغير عادة شخص من الإسراف في الأكل، أو الشرب، أو غيره من العادات الغذائية والسلوكية السيئة أمر صعب.

    وبعبارة أخرى، فإن الفهم السليم لرمضان وحقائقه غير متوافر لدى بعض الصائمين، فرمضان في حقيقته يشبه المصحة التي يدخل فيها المسلمون ويخرجون منها أصحاء بعد أن غيروا عاداتهم السيئة، والتزموا بالأوامر الشرعية، وتمت صياغتهم صياغة إسلامية صحيحة.

    فإذا خرج الصائمون من رمضان بنفس عاداتهم وأخطائهم السابقة، فكأنهم لم يستجيبوا للعلاج الرمضاني.

    ملتقى الفضائل

    أما الشيخ سلمان العودة - الداعية الإسلامي - فينظر إلى رمضان على أنه مدرسة الأخلاق، ومجمع المكارم، وملتقى الفضائل.

    لكن آفة عدد من الصائمين أنهم لا يدركون هذه الأسرار، أو قد تغيب عنهم أشياء كثيرة من حكم الصيام، فإذا كانت التقوى هي الحكمة الجامعة النافعة من الصيام، فهناك حكم وأسرار أخرى للصيام في بناء الأخلاق الفاضلة لمن تأمل وحفظ الصيام، ولو قال قائل: إن للصيام أثرًا عظيمًا في الإخلاص والصبر، والخوف والرجاء، والبر والصلة، والذكر والمراقبة، والحياء والحلم، والتوبة والحرية، وتهذيب الغرائز، والجود والجهاد، وغيرها من الفضائل لما كان مبالغًا.

    فالصائم الحقيقي يربي نفسه على الإخلاص ويستجيب لدعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم): «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه»، فلا يصوم رياء ولا سمعة، بل إخلاصًا لله.

    كما أن الصوم درس عملي في الصبر، وليس في الامتناع عن أكل وشرب ما حرم الله فقط، بل وعن ما أحل الله من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وفي ذلك ترويض للنفس، وتهذيب للغرائز، وطرد للطمع والجشع، بل درس في تحمل الأذى والحلم والصفح بسلاح «إني صائم».

    وفي رمضان يجاهد الصائم نفسه وشيطانه في معركة الشهوات والشبهات، وينتصر على دواعي الرذيلة ومنكرات الأقوال والأفعال، بحفظ لسانه عن الكذب والغيبة وقول الزور، وحفظ سمعه وبصره عن السماع، المحرم والنظر المحرم، وحفظ رجله عن المشي إلى الحرام، ويده عن الحرام.

    الصوم يزكي خلق المراقبة وينشطه؛ لأن الصائم يمسك عن المفطرات كلها الحسي منها والمعنوي، فنراه أمينًا على نفسه، رقيبًا عليها، متمثلاً هيبة مولاه ورقابته عليه، واطلاعه على كل حركاته، يقول العارفون: «لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله إلا أحسن الله فيما بينه وبين الناس».

    والحياء خلق يبعث على فعل الحسن، وترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، وهذا يدعمه الصيام، ويصونه رمضان، فالمسلم يستحي أن يقدم على منكر من القول أو الفعل وهو صائم، ويستحي أن يؤذي مسلمًا وهو صائم، وهكذا يغلب الحياء كلما همت نفسه الأمارة بالسوء، بما يخدم الصيام، ولا يتناسب مع جلال الشهر.

    وقال الحسن البصري (رحمه الله): «أربع من كن فيه كان عاقلاً، ومن تعلق بواحدة منهن كان من صالحي قومه: دين يرشده، وعقل يسدده، وحسب يصونه، وحياء يقوده».

    أما الحلم، فإنه خلق عزيز للصوم، تأثيره ظاهر فيه، كيف لا؟ والصائم يعلمه الرسول (صلى الله عليه وسلم): «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم»، فهو بالحلم يسيطر على نفسه ومشاعره، ويتنازل عن جهل الآخرين عليه، ويعفو ويصفح، ويتجاوز ويغفر.

    مدرسة الصوم

    ويضيف الشيخ سلمان العودة أن الناس يتفاوتون في الاستفادة من مدرسة الصوم، وتطويع النفس على الأخلاق الفاضلة على الدوام، فمن الناس من لا يستفيد في رمضان ولا في غيره في إصلاح خلقه، وتزكية نفسه، وهذا الصنف ظن أن الصيام إمساك عن الطعام والشراب، فحسب، وجهل حكمة الصيام وحقيقة التقوى الناجمة عنه، بينما يستفيد آخرون من درس رمضان، وينهلون من مدرسة الأخلاق في رمضان، لكنهم يضعفون عن المواصلة بعده، وربما فهموا خطأ أن ترك الحرام، أو عدم التقصير في الواجبات من سمات شهر رمضان فقط، فإذا انتهى رمضان عادوا إلى ما كانوا عليه من التقصير، وترك الواجبات، وإلى فعل المحرمات كأكل الربا، والغش، والغيبة، والفحش، والبذاءة، وشرب الدخان، والمخدرات.

    وصنف آخر هم المصطفون الأخيار الذين وفقهم الله لتزكية نفوسهم في رمضان، وواصلوا تزكيتها في سائر العام، وهنا فالجميع يحتاج لأمر مهم يضمن النجاح في مدرسة الصوم والأخلاق الفاضلة في رمضان، وهو التوبة والإنابة من الأخطاء والسيئات، والاستغفار الذي نختم به كل عمل نؤديه.

    وحق على كل صائم أن يسأل نفسه، ماذا بقي له من آثار الصيام؟ وماذا سيخلفه في حسن الأخلاق وكريم الخلال، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: «الغيبة تخرق الصيام والاستغفار يرقعه، فمن استطاع منكم أن يأتي بصيام مرقع فليفعل».

    منحة ربانية

    ويعتبر د. نبيل السما######## - أستاذ الاجتماع بجامعة الأزهر - رمضان منحة إلهية للإنسان، أو بتعبير آخر أوكازيون للحسنات الإلهية، فهو يفتح أبواب السماء لتوبة البشر وإصلاحهم، والعفو عن سيئاتهم «ألا إن في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها، عسى أن تصيبكم نفحة فلا تشقوا بعدها أبدًا».

    فالحسنات فيه تضاعف التطوع بفريضة، وهو شهر الصبر، والصبر جزاؤه الجنة، وهو شهر المواساة، مواساة المحروم والمسكين، فهو يعلمنا الصبر والحلم، والعفو عند المقدرة، والمراقبة، وصلة الأرحام، وحب الآخرين، تطبيقًا لقوله (صلى الله عليه وسلم): «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

    والأصل في هذا الشهر أن يكون شهر الزهد والتخفف من شهوة البطن، والشعور بحال الفقراء والمحرومين، ولكن الواقع الاجتماعي لا يترجم هذه المعاني، فما زال بعض الموظفين يتهربون من أعمالهم، ولا ينجزونها بحجة «الصيام»، وفي المواصلات تضيق أخلاقهم ويثورون لأبسط الأسباب، ويطلبون العذر لأنهم صائمون.

    ويسجل المسلمون في هذا الشهر أعلى نسبة إنفاق واستهلاك للأكل والشرب، بما يعادل أربع أمثال ما ينفقه في غيره من الشهور، وفي هذا إرهاق لميزانية الأسرة، وعبء على اقتصاد الدولة.

    ويُرجع د. السما######## أسباب هذا الفتور الاجتماعي بعد رمضان إلى:

    (1) انخفاض الوعي الديني لدى العامة من الشباب والشيوخ والنساء والرجال، والقصور في فهم حكمة الصيام وحقيقته، وأنه ليس مجرد امتناع عن الأكل الشرب والجماع فترة من اليوم، لكنه صوم للجوارح عما يغضب الله، وهذا ما شدد عليه الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».

    (2) عدم قيام الدعاة والجمعيات الدينية والشرعية بواجباتها في التوعية الدينية، وفي التوجيه، وتقديم القدوة الصالحة.

    (3) آفة الإعلام، فبرغم وجود قنوات دينية وبرامج هادفة تتناسب مع طبيعة الشهر الفضيل، فإنه يقابلها عشرات القنوات التي لا تلتزم بالضوابط الشرعية ولا الأخلاقية فيما تعرضه، ولا تراعي حرمة هذا الشهر، بل تجعله موسمًا للتنافس في عرض البرامج والمسلسلات، التي كثيرًا ما تتصادم مع القيم والثقافة الإسلامية.

    وعن إمكانية تغيير العادات والأخلاق السلبية في رمضان لتكون زادًا، يرى د. أحمد عبد الرحمن أن هذا ممكن للمسلم بعدة وسائل مساعدة منها:

    (1) الإقبال على معرفة دينه، وقراءة القرآن والحديث الشريف، ومجالسة العلماء، ومخالطة الصالحين.

    (2) تذكر الآخرة وما فيها من ثواب وعقاب، وما أعده الله للمتقين، وما يمكن أن يتزود به المسلم في شهر التقوى.

    (3) تنويع الأعمال أثناء اليوم ما بين القراءة والصلاة والذكر، والمشاهدة، والاجتماع، والحديث مع الأهل.

    (4) اختيار البرامج الهادفة في الفضائيات مثل: الأحاديث الشيقة، والبرامج الاجتماعية الهادفة.

    (5) القسط في النوم، بحيث يأخذ الجسم حقه في الراحة أثناء الصيام بشرط أداء عمله، وعدم تعطيل مصالح الناس.

    (6) الاجتهاد في قضاء مصالح الناس، وهذه عبادة عظيمة؛ لأن كل مسلم له عبادة خاصة.

    ومن جانبه يرى د. السما######## أنه لا بد أن تقوم الأسرة بدورها، والمدرسة، في التوعية الدينية والتوجيه والقدوة، وكذلك مؤسسات التنشئة والإعلام.

    والإنسان نفسه يستطيع أن يدرب نفسه على الصبر وعلى الحلم والمراقبة، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: «من يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتعفف يعفه الله»، ويقول: «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات»، فعلى الإنسان أن يجاهد نفسه وأهواءه بقدر الإمكان، ويسأل الله أن يعينه على أخذ نفسه بالقيم، وهو ما يعرف بالتدريب الذاتي.
    islamweb
                  

07-08-2014, 02:47 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ، والكَسَلِ، والجُبْنِ، والبُخْلِ، والهَرَمِ، والقَسْوَةِ، والغَفْلَةِ، والعَيْلَةِ، والذِّلَّةِ، والمَسْكَنَةِ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ، والكُفْرِ، والفُسُوقِ، والشِّقاقِ، والنِّفاقِ، والسُّمْعَةِ، والرِّياءِ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ، والبَكَمِ، والجُنُونِ، والجُذامِ، والبَرَصِ، وَسَيِّىءِ الأَسْقامِ

    اللهم آمين يا رب العالمين
                  

07-08-2014, 11:11 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    احذروا الكيس المثقوب"تتوضأ أحسن وضوء"لكــن. .. تسرف في الماء'( كيس مثقْوب )
    "تتصدق عَلى الفقراء بمبلغ ثم .. تذلهم وتضايقهم( كيس مثقْوب )
    تقوم الليل وتصوم النهار وتطيع ربك" لكــن. .. قاطع الرحم( كيس مثقْوب )"
    تصوم وتصبر عَلى الجوع والعطش"لكـن. .. تسب وتشتم وتلعن( كيس مثقْوب )
    "تلبسين الطرحة والعباية فوق الملابس "لكـن. .. العطر فواح ( كيس مثقْوب )تكرم ضيفك وتحسن إليه لكـن. ..بعد خروجه تغتابه وتخرج مساوؤه( كيس مثقْوب )
    أخيرا ًلا تجمعوا حسناتكم في كيس مثقْوب..! تجمعوها بصعوبة من جهة ثم تسقط بسهوله من جهة أخري
                  

07-08-2014, 12:38 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan103.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

07-08-2014, 02:01 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان.. أسرار وأثار

    الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وأكرمنا بفريضة الصيام، والصلاة على خير الأنام، نبينا محمد وعلى آله وصحبه السادة الكرام،...أما بعد:

    فإن الإسلامَ دينُ تربيةٍ للملكات، والفضائل والكمالات، فهو يَعُد المسلم تلميذاً ملازماً في مدرسة الحياة، دائماً فيها، دائباً عليها، يتلقى فيها ما تقتضيه طبيعتُه من نقصٍ وكمال، وما تقضيه طبيعتُه من خيرٍ وشر,ومن ثَمَّ فهو يأخذهُ أخذَ المربي في مزيج من الرفق والعنف بامتحانات دورية متكررة، لا يخرج من امتحان إلا ليدخل في امتحان آخر، وفي هذه الامتحانات من الفوائد للمسلم ما لا يوجد عشرُه ولا مِعْشاره في الامتحانات المدرسية المعروفة.

    وامتحاناتُ الإسلام تتجلى في هذه الشعائر المفروضةِ على المسلم، تلك الشعائر التي شرعت للتربية والتزكية والتعليم، لا ليضيَّق بها على المسلم، ولا لِيُجْعل عليه في الدين من حرج، ولكنَّ الإسلامَ يريد ليطهرَه بها، وينميَ ملكاتِ الخيرِ والرحمةِ فيه، وليقويَ إرادتَه وعزيمتَه في الإقدام على الخير، والإقلاع عن الشر، ويروضَه على الفضائل الشاقة كالصبر والثبات، والحزم والعزم والنظام، وليحرِرَه من تعبُّد الشهوات له ومَلكِها لعنانه.

    وفي كل فريضةٍ من فرائض الإسلام امتحانٌ لإيمان المسلم وعقله وإرادته، غيرَ أن الصيامَ أعسرُها امتحاناً؛ لأنه مقاومة عنيفة لسلطان الشهوات الجسمية، فعليه تروَّض النفوس المطمئنة، وبه تروض النفوس الجامحة، فمدتُه شهرٌ قمريٌّ متتابعٌ، وصورتُهُ الكاملةُ فطمٌ عن شهوات البطن والفرج، واللسان والأذن والعين, وكلُّ ما نقص من أجزاء ذلك الفطام فهو نقصٌ في حقيقة الصيام، كما جاءت بذلك الآثار عن صاحب الشريعة، وكما تقتضيه الحكمةُ الجامعةُ من معنى الصوم.



    قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ» رواه البخاري -1761- (6/457), ومسلم -1943- (6/16).. أي وقاية.

    ففي الصومِ وقايةٌ من المأثم، ووقايةٌ من الوقوع في عذاب الآخرة، ووقاية من العلل والأدواء الناشئة عن الإفراط في تناول الملذات.

    إذا المرء لم يتركْ طعاماً يُحِبُّـهُ ولم يَنْهَ قلباً غاوياً حيث يمما

    فيوشك أن تلقى له الدهر سُبَّةً إذا ذُكِرَتْ أمثالها تملأ الفما

    لا يتوهم المسلمُ أن حقيقةَ الصومِ إمساكٌ عن بعض الشهوات في النهار ثم يعقبه انهماكٌ في جميع الشهوات في الليل؛ فإن الذي نشاهده من آثار هذا الصوم إجاعةُ البطنِ، وإظماءُ الكبدِ، وفتورُ الأعضاءِ وانقباضُ الأساريرِ، وبذاءة ُ اللسانِ، وسرعةُ الانفعالِ، واتخاذُ الصومِ شفيعاً فيما لا يُحَبُّ من الجهر بالسيئ من القول، وعذراً فيما تَبْدُرُ به البوادرُ من اللّجاج والخصام، والأيمان الفاجرة.

    كَلا إن الصومَ لا يَكْمُل ولا تَتِمُّ حقيقتُه، ولا تظهر حِكَمُهُ، ولا آثاره إلا بالفطام عن جميع الشهوات الموزعةِ على الجوارح؛ فللأذن شهواتٌ في الاستماع، وللعين شهوات من مدِّ النظر وتسريحه، وللِّسان شهواتٌ في الغيبة والنميمة ولذاتٌ في الكذب واللغو.

    وإن شهواتِ اللسانِ لَتربو على شهوات الجوارح كلها، وإن له لضراوةً بتلك الشهوات لا يستطيع حَبْسَهُ عنها إلا الموفقون من أهل العزائم القوية.



    أيها الصائم:

    صومُ رمضان محكٌّ للإرادات النفسية، وقمعٌ للشهوات الجسمية، ورمزٌ للتعبد من صورته العليا، ورياضةٌ شاقةٌ على هجر اللذائذ والطيبات، وتدريبٌ منظمٌ على تحملِ المكروه من جوع وعطش، ونطقٍ بحقٍّ، وسكوتٍ عن باطل.

    والصومُ درسٌ مفيدٌ في سياسة المرء لنفسه، وَتَحكُّمِهُ في أهوائه، وضبطِه بالجد لنوازع الهزل واللغو والعبث.

    وهو تربيةٌ عمليةٌ لخلُقِ الرحمةِ بالعاجز المعدم؛ فلولا الصيامُ لما ذاق الأغنياء الواجدون ألمَ الجوع، ولما تصوروا ما يفعله الجوعُ بالجائعين.

    وفي الإدراكاتِ النفسيةِ جوانبُ لا يغني فيها السماعُ عن الوجدان؛ فلو أن جائعاً ظل وبات على الطّوى خمس ليال، ووقف خمساً أخرى يصور للأغنياء البِطَانِ ما فعله الجوعُ بأمعائه وأعصابه، وكان حالُه أبلغَ في التعبير من مقاله, لما بلغ في التأثير فيهم ما تبلغه جوعةٌ واحدةٌ في نفس غنيٍّ مترف, ولذلك كان نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام- أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان، حين يدارسه جبريل القرآن، فرسولُ الله أجودُ بالخير من الريح المرسلة.



    أيها الصائم

    رمضان نفحاتٌ إلهيةٌ تَهُبُّ على العالم الأرضي في كل عام قمريٍّ مرةً، وصفحةٌ سماويةٌ تتجلى على أهل الأرض فتجلو لهم من صفات الله عطفَه وبرَّه، ومن لطائف الإسلام حِكمتَه وسرَّه؛ فلينظرِ المسلمون أين حظهم من تلك النفحة، وأين مكانُهم من تلك الصفحة. ورمضانُ مستشفى زمانيّ يجد فيه كل مريض دواءَ دائه، حيث يستشفي فيه مرضى البخلِ بالإحسان، ومرضى البِطْنةِ بالجوع والعطش، ومرضى الخصاصةِ والجوع بالكفاية والشِّبَع.

    شهرُ رمضانَ عند الأَيْقاظ المُتَذَكِّرين شهرُ التجلياتِ الرحمانية على القلوب المؤمنة ينضحها بالرحمة، ويفيض عليها بالرَّوح ويأخذها بالمواعظ، فإذا هي كأعواد الربيع جِدَّةً ونُضْرَةً، وطراوةً وخُضْرةً.

    وإنها لحكمةٍ أن كان شهراً قمريّاً لا شمسيّاً، ليكون ربيعاً للنفوس، متنقلاً على الفصول، فيروِّض النفوس على الشدة في الاعتدال، وعلى الاعتدال في الشدة, ثم إن رمضانَ يحرك النفوسَ إلى الخير، ويسكِّنها عن الشر، فتكون أجود بالخير من الريح المرسلة، وأبعد عن الشر من الطفولة البريئة.

    ورمضانُ يطلق النفوسَ من أسر العادات، ويحررُها من رق الشهوات، ويجتث منها فسادَ الطباع، ورعونةَ الغرائز، ويطوفُ عليها في أيامه بمحكمات الصبر، وَمُثبِّتات العزيمة، وفي لياليه بأسباب الاتصال بالله، والقرب منه.



    عبد الله:

    إن الصومَ ينمِّي في النفوس رعايةَ الأمانة، والإخلاصَ في العمل، وألا يراعى فيه غيرُ وجهِ الله -تعالى- وهذه فضيلةٌ عظمى تقضي على رذائل المداهنة والرياء والنفاق. والصومُ من أكبر الحوافز لتحقيق التقوى، وأحسنِ الطرق الموصلة إليها؛ ولهذا السر خُتِمتْ آياتُ الصومِ بقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} سورة البقرة (183) .

    شهرُ الصيام يربي في النفوس مكارمَ الأخلاقِ، ومحاسنَ الأعمالِ، فيبعثها إلى بر الوالدين وصلة الأرحام، والإحسان إلى الأهل والجيران.

    ومن أثر الصيام على النفوس حصولُ الصحة العامة بجميع معانيها، ففيه صحةٌ بدنيةٌ حسيةٌ، وفيه صحةٌ روحيةٌ معنويةٌ، وفيه صحةٌ فكريةٌ ذهنية, فالصحة البدنية تأتي من كون الصيام يقضي على المواد المترسبة في البدن، ولا سيما أبدان أولي النَّعمة والنَّهْمة والتُّخمة وقليلي العمل والحركة؛ فقد قال الأطباء: إن الصيام يحفظ الرطوباتِ الطارئةَ، ويطهر الأمعاءَ من فساد السموم التي تحدثها البِطْنة، ويحول دون كثرةِ الشحوم التي لها خطرها على القلب، فهو كتضمير الخيل الذي يزيدها قوةً على الكر والفر.

    وأما الصحةُ المعنويةُ فكما تقدم من أن الصوم من أعظم ما تصح به القلوب، وتزكو به الأرواح.

    وأما الصحة الفكرية فتأتي من أثر الصيام الصحيح، حيث يحصل به حسنُ التفكير، وسلامةُ النظرةِ، والتدبرُ في أمر الله ونهيه وحكمته.

    وبذلك يصح للصائم تفكيرُه، ويستنير بنور ربه، ويستجيب لنداءاته، ويحقق طاعته، فيخرج من صيامه بنفس جديدة، وفكر نيِّر، يسلم به من وصْف البهيمية، ويصعد في مراتب السعادة والسيادة درجات.

    عباد الله:

    إن لكل عبادة في الإسلام حِكمةً أو حِكَماً يظهر بعضها بالنص عليه، أو بأدنى عملٍ عقلي، وقد يخفى بعضُها إلا على المتأملين المتعمقين في التفكر والتدبر، والموفقين في الاستجلاء، والاستنباط.

    والحكمةُ الجامعةُ في العباداتِ كلِّها هي تزكيةُ النفوسِ، وتطهيرُها من النقائص، وتصفيتُها من الكُدُراتِ وإعدادُها للكمال الإنساني، وتقريبُها للملأ الأعلى، وتلطيفُ كثافَتِها الحيوانيةِ اللازمةِ لها من أصل الجِبِلَّة، وتغذيتُها بالمعاني السماوية الطاهرة؛ فالإسلام ينظر للإنسان على أنه كائنٌ وسطٌ ذو قابليةٍ للصفاء الملكي، والكدرِ الحيواني، وذو تركيبٍ يَجْمَعُ حَمَأ الأرضِ، وإشراقَ السماء، وقد أوتي العقل والإرادة والتمييز؛ ليسعد في الحياتين المنظورة والمذخورة، أو يشقى بهما.

    ولكل عبادة في الإسلام تُؤدَّى على وجهِها المشروعِ، أو بمعناها الحقيقي آثارٌ في النفوس، تختلف باختلاف العابدين في صدق التوجه، واستجماع الخواطر، واستحضار العلاقة بالمعبود.

    والعباداتُ إذا لم تعطِ آثارَها في أعمالِ الإنسان الظاهرة فهي عبادة مدخولة أو جسم بلا روح.



    أيها الصائم:

    لقد بين الله سبحانه وتعالى لنا بعضاً من أسرار التشريع وحكم التكليف في آيات كثيرة من كتابه المبين ؛ شحذًا للأذهان أن تفكر وتعمل، وإيماء إلى أن هذا التشريعَ الإلهيَّ الخالدَ لم يقم إلا على ما يحقق للناس مصلحة، أو يدفع عنهم ضرراً، وليزداد إقبال النفوس على الدين قوة إلى قوة.

    وحين أمرنا بالصيام ذَكَرَ حكمتَهُ وفائدتَه الجامعةَ بكلمة واحدة من كلامه المعجز، فقال -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة (183) .

    فالتقوى هي الحكمة الجامعة من تشريع الصيام, بل انظر إلى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن آداب الصائم –كما في الصحيحين-: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ -أي وقاية- وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ» رواه البخاري -1771- (6/474), ومسلم -1944- (ج 6 / ص 17). فقد قدم الحكمة من الصيام ثم بين آدابه؛ ليكون أوقع في النفس، وأعمق أثراً.

    وما دام الإسلام لا يتنكَّر للعقل، ولا يخاطب الناس إلا بما يتفق مع التفكير السليم، والمنطق القويم ولا يأمر من التشريع بشيء إلا إذا كانت المصلحة تحتِّم العمل به أو تركه-لم يكن علينا من حرجٍ حين ننظرُ في أسرار التشريع وبيان فوائده. وما برح الناسُ في كل عصر يرون من فوائد التشريع ما يتفق مع تفكيرهم، ومصالحهم, وهذا دليل على أن هذا التشريع من لدن حكيم خبير، أحسن كل شيء خَلْقَهُ ثم هدى.

    أخي الصائم:

    ينفرد الصوم من بين العبادات بأنه قمعٌ للغرائز عن الاسترسال في الشهوات، التي هي أصل البلاء على الروح والبدن، وفطمٌ لأمهات الجوارح عن أمهات الملذات ، ولا مؤدِّبَ للإنسان كالكبح لضراوة الغرائز فيه، والحدِّ من سلطان الشهوات عليه.

    بل هو في الحقيقة نصرٌ له على هذه العوامل التي تُدَسِّي نفسه، وتبعده عن الكمال.

    وكما يحسن في عُرْف التربية أن يؤخذ الصغيرُ بالشدة في بعض الأحيان، وأن يعاقب بالحرمان من بعض ما تمليه عليه نفسه-فإنه يجب في التربية الدينية للكبار المكلفين أن يؤخذوا بالشدة في أحيان متقاربة كمواقيت الصلاة {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} سورة البقرة (45) .

    أو متباعدة كشهر رمضان، إن في الصوم جوعاً للبطن، وشبعاً للروح، وإضواءً للجسم، وتقوية للقلب، وهبوطاً باللذة، وسموًّا بالنَّفْس.

    في الصوم يجِدُ المؤمنُ فراغًا لمناجاة ربه والاتصال به، والإقبال عليه والأنس بذكره وتلاوة كتابه.

    هذه بعضُ أسرارِ الصومِ وآثارِه، وهذا هو ما كان يفهمه السلفُ الصالحُ من معاني الصوم، وبذلك كانوا معجزة الإسلام في الثبات على الحق والدعوة إليه والتخلق به، فلم تر الإنسانية من يضاهيهم بسمو أنفسهم ونبل غاياتهم وبعد هممهم وإشراقةِ أرواحهم وهدايةِ قلوبهم وحسنِ أخلاقهم.

    إنه لجدير بالصائم أن يستحضر هذه المعاني، وأن يكون له من صيامه أوفر الحظ والنصيب، وألا يفعل بعد إفطاره، أو نهاية شهره ما يُخِلُّ بهذه القوة أو يوهِنُها، فَيهدِم في ليله ما بناه في نهاره، وفي نهاية شهره ما بناه في شهره؛ فما أسعد الصائم، وما أحزمه لو اغتنم شهر الصيام، وجعله مدرسةً يتدرب فيها على هجر مألوفاته التي اعتاد عليها.

    وإنْ هو عكس الأمرَ، فصار يتأفف على ما حَرَمَهُ منه الصيامُ، ويتلهف لساعة الإفطار؛ ليسارع إلى تناول مألوفاته، المضرَّةِ به، فقد ضيع الحزمَ والعزمَ، وبرهن على خوره، وضعف نفسه، وقلةِ فائدته من صيامه.

    اللهم أفِضْ علينا من جودك وكرمك، ولا تحرمنا بركاتِ هذا الشهرِ الكريم، واجعل لنا منه أوفر الحظ والنصيب، واجعلنا ممن صامه وقامه إيماناً واحتساباً.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين, والحمد لله رب العالمين .

    دروس رمضان –للشيخ/ محمد إبراهيم الحمد (1/96-100).
                  

07-08-2014, 02:08 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الصيام ـ تعريفه، زمنه، فضله

    الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، كما في حديث جبريل لما قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبرني عن الإسلام، فقال: ((أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان))1 الحديث.

    وكما في حديث ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بني الإسلام على خمس .. - وذكر منها - وصوم رمضان..)2 الحديث.

    إذاً فالصوم من أعظم أركان الدين وأوثق قوانين الشرع المتين، به قهر النفس الأمارة بالسوء، وهو مركب من أعمال القلب, ومن المنع عن المآكل والمشارب والمناكح عامة يومه ، وهو أجمل الخصال، غير أنه أشق التكاليف على النفوس فاقتضت الحكمة الإلهية أن يبدأ في التكاليف بالأخف, وهو الصلاة تمريناً للمكلف ورياضة له ثم يثني بالوسط وهو الزكاة، ويثلث بالأشق وهو الصوم وإليه وقعت الإشارة في مقام المدح والترتيب {وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ} (35) سورة الأحزاب.

    وها نحن في شهر رمضان المبارك الذي فرض الله صومه على كل مسلم مكلف ، فالصيام فيه شعيرة ظاهرة ، وعبادة واجبة ، لذا كان من المناسب الحديث عن هذه العبادة العظيمة ، وما فيها من فضائل وحكم وأسرار .

    تعريف الصيام:

    الصيام في اللغة: هو الإمساك والامتناع، ومنه قول مريم عليها السلام: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} سورة مريم 26.

    ويستعمل في كل إمساك, يقال: صام: إذا سكت, وصامت الخيل: وقفت، ومنه قول الشاعر:

    خـيل صيـام وخـيل غـير صائمـة *** تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما

    فهذا هو معناه، يعني مثل إمساك الخيل عن علك اللجام، هو تركها له، وكذلك الإمساك في اللغة: هو الترك. والإمساك عن كل شيء من الكلام والطعام، وجاء به الشرع في أشياء مخصوصة.

    والصيام في الشرع: هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات - (حقيقة أو حكماً) كمن أكل ناسياً فإنه ممسك حكماً - من طلوع الفجر الثاني إلي غروب الشمس.

    فالصوم الشرعي: إمساك وامتناع إرادي عن الطعام والشراب ومباشرة النساء، وما في حكمهم خلال يوم كامل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله تعالى.

    قال تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتّى يَتَبَيّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إلى اللَيْلِ} (سورة البقرة- آية187).

    وهو كما سبق ركن من أركان الإسلام، كما ثبت في ذلك أخبار عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وأجمع العلماء على وجوبه بشروط بينوها، كغيره من واجبات الشرع.

    وتجري علية الأحكام الخمسة من الوجوب والإباحة والمسنون والمحرم والصيام المحرم كصيام العيدين.

    والمقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، فالجوع يكسر من حدتها وسورتها، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة، وهو كذلك يضيق مجاري الشيطان، وهو سر بين العبد وربه، لا يطلع عليه سواه، وقبل ذلك كله هو عبادة لله، فالصائم يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل الله، وذلك حقيقة الصيام.

    زمن فرضية الصيام:

    وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة فتوفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد صام تسع رمضانات، وفرض أولاً على وجه التخيير بينه وبين أن يطعم عن كل يوم مسكيناً، ثم نقل من ذلك التخيير إلى تحتم الصوم، وجعل الإطعام للشيخ الكبير والمرأة إذا لم يطيقا الصيام، فإنهما يفطران ويطعمان عن كل يوم مسكيناً، ورخص للمريض والمسافر أن يفطرا ويقضيا، وللحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما كذلك، فإن خافتا على ولديهما زادتا مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم، فإن فطرهما لم يكن لخوف مرض، وإنما كان مع الصحة فجبر بإطعام ثلاثين مسكيناً، كفطر الصحيح في أول الإسلام.

    ووقت الصوم من حين طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس لقوله تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} (187) سورة البقرة، والخيطان: بياض النهار وسواد الليل.



    فضل الصيام:

    قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((..ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه))3

    وعن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال الله -عز وجل-: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزى به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)).4

    وقال أيضاً: ((إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، فلا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد))5

    وعن عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان))6

    وعن أبى سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا يصوم عبد يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفًا))7

    وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لما حضر رمضان: ((قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم))8

    وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)).9

    والصيام باب من أبواب الخير: فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( ألا أدلك على أبواب الخير؟!)) قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((الصوم جنة، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفئ الماء النار ))10

    والصيام لا مثل له: فعن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به. قال: (( عليك بالصيام، فإنه لا مثل له))11

    والصوم باب يؤدي إلى التقوى: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) سورة البقرة

    وكلما أكثر المرء من الصيام باعد الله بينه وبين النار: فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً)).

    فهذا في صيام يوم واحد، فكيف بمن صام يوماً وأفطر يوماً، أو صام الاثنين والخميس ، وثلاثة أيام من كل شهر؟!

    ومن فضائل الصيام أن دعاء الصائم مستجاب، ولكل مسلم في كل يوم من رمضان دعوة مستجابة: فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة))12.

    وقد قال تعالى: في أثناء آيات الصيام: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة، ليرغب الصائم بكثرة الدعاء.

    وهذه من فضائل الصيام مطلقاً وهي في شهر رمضان آكد ؛ لأن صيام رمضان هو أشرف أنواع الصيام وأفضلها. قال الحافظ ابن رجب: ( فلما كان الصيام في نفسه مضاعفاً أجره بالنسبة إلى سائر الأعمال، كان صيام شهر رمضان مضاعفاً على سائر الصيام، لشرف زمانه، وكونه هو الصوم الذي فرضه الله على عباده، وجعل صيامه أحد أركان الإسلام التي بني عليها).

    نسأل الله عز وجل أن يرزقنا من فضله ، ويسبغ علينا نعمه ، ويجعلنا ممن يصوم ويقوم إيماناً واحتساباً ، ويغفر لنا ويعتقنا من النار إنه سميع مجيب.

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




    1 - صحيح مسلم - (ج 1 / ص 87 - 9 )

    2 - صحيح البخاري - (ج 1 / ص 11 - 7 ) و صحيح مسلم - (ج 1 / ص 102 – 20)

    3 - صحيح البخاري - (ج 1 / ص 67 - 37) وفي (ج 6 / ص 468 - 1768) وفي (ج 7 / ص 140 - 1875) وصحيح مسلم - (ج 4 / ص 146 - 1268)

    4 - صحيح البخاري - (ج 6 / ص 474 – 1771) وصحيح مسلم - (ج 6 / ص 17 - 1944)

    5 - صحيح البخاري - (ج 6 / ص 461 - 1763) وصحيح مسلم - (ج 6 / ص 20 – 1947)

    6 - مسند أحمد - (ج 13 / ص 375 - 6337) وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب - (ج 1 / ص 238 - 984)( حسن صحيح )

    7 - سنن الترمذي - (ج 6 / ص 166 - 1548) و سنن النسائي - (ج 7 / ص 436 - 2219) ومسند أحمد - (ج 22 / ص 323 – 10778) وقال الألباني: صحيح ، انظر ابن ماجة ( 1717 )

    8 - سنن النسائي - (ج 7 / ص 256 - 2079) ومسند أحمد - (ج 14 / ص 392 - 6851) وتحقيق الألباني:

    صحيح ، التعليق الرغيب ( 2 / 69 ) ، المشكاة ( 1962 ) ، صحيح الجامع ( 55 )

    9 - صحيح مسلم - (ج 2 / ص 23 – 344)

    10- سنن الترمذي - (ج 9 / ص 202 - 2541) وسنن ابن ماجه - (ج 11 / ص 469 – 3963) تحقيق الألباني: صحيح ، ابن ماجة (3973 )

    11 - - سنن النسائي - (ج 7 / ص 406 - 2191) وقال الألباني: صحيح. انظر صحيح وضعيف سنن النسائي - (ج 5 / ص 365) ( 2220 )

    12 - مسند أحمد - (ج 15 / ص 179 - 7138 ) وقال الألباني ( صحيح لغيره ) انظر صحيح الترغيب والترهيب - (ج 1 / ص 242)

                  

07-08-2014, 02:13 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الإخلاص سر الصيام
    ما أروع الصيام وأحلى معانيه ، تتجلى فيه عبادة من أعظم عبادات القلب ، ألا وهي إخلاص العمل لله سبحانه وتعالى . ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) البينة 5 .

    الصيام خصه الله تعالى لنفسه ( الصوم لي وأنا أجزي به ) إذ هو عبادة لا يطلع على حقيقتها وصحتها إلا الله سبحانه وتعالى . من ذا الذي يطلع على الصائم إذا خلا بنفسه أأكمل صومه أم لا إلا الله عز وجل . والإخلاص هو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.

    وقيل: هو أن يخلص قلبه لله فلا يبقى فيه شرك لغير الله، فيكون الله محبوب قلبه، ومعبود قلبه، ومقصود قلبه فقط

    وقيل: الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن، والرياء أن يكون ظاهره خيراً من باطنه.

    وقيل: الإخلاص نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.

    ومن هُنا تأتي أهمية الصوم ومعناه الكبير ! إذ كُل عبادةٍ سواه قد يدخلها الرياء حتى الصلاة خير الأعمال قد يدخلها الرياء .

    فما أحوجنا إلى الصيام نتعلم فيه الإخلاص . قال الإمام أحمد رحمه الله : لا رياء في الصوم.

    فلا يدخله الرياء في فعله، من صفى صفى له، ومن كدّر كدّر عليه، ومن أحسن في ليله كوفي في نهاره، ومن أحسن في نهاره كوفي في ليله، وإنما يكال للعبد كما كال.

    الإخلاص مطلب ملح ، وعمل قلبي واجب ، لا منزلة لأعمال العبد بدونه ، كيف لا ؛ ومدار قبول الأعمال وردها عليه ، بالإخلاص والمتابعة تقبل الأعمال ، وبضده يحبط العمل .

    قال تعالى:{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّين أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} سورة الزمرَ ( 2 ـ 3 ) . وقال تعالى:{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي فاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ} سورة الزمر (15- 14 )

    وقد جمع الشيخ حافظ حكمي رحمه الله في سلم الوصول شرطي قبول العمل ، فقال:

    شرط قبول السعي أن يجتمعا*** فيه إصابة وإخلاص معـاً

    لله رب العـرش لا سـواه***موافق الشرع الذي ارتضاه

    وكـل ما خـالف للوحيـين *** فإنـه رد بغـير مـين

    قال تعالى :{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} سورة الملك(2). قال الفضيل بن عياض - رحمه الله- أخلصه وأصوبه. قالو: ما أخلصته وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً. والخالص: أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة؛ ثم قرأ قوله تعالى { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} سورة الكهف(110).

    وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} سورة النساء (125) . وإسلام الوجه هو: إخلاص القصد والعمل لله، والإحسان فيه متابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم- وسننه.

    الإخلاص فيه زكاء للنفس ، وانشراح للصدر ، وطهارة للقلب ، وتعلق بمالك الملك ، المطلع على السرائر والضمائر.

    الإخلاص مسك القلب، وماء حياته، ومدار الفلاح كله عليه.

    إذا اطلع الخبير البصير على الضمير فلم يجد في الضمير غير الخبير، جعل فيه سراجاً منيراً.

    سئل الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله- عن الصدق والإخلاص؟ فقال: بهذا ارتفع القوم.

    نعم بضاعة الآخرة لا يرتفع فيها إلا مخلص صادق! .

    إنما تحفظ هذه الأمة وتنصر بإخلاص رجالها!

    أيها الأحبة:

    إن العمل وإن كان يسيراً إذا صاحبه إخلاص فإنه يثمر ويزداد ويستمر، وإذا كان كثيراً ولم يصاحبه إخلاص فإنه لا يثمر ولا يستمر، وقد قيل: ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله زال وانفصل..

    قال ابن القيم - رحمه الله – في الفوائد : "العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه".

    الإخلاص ثمرته عظيمة ، وفوائده جليلة ، والأعمال المقترنة به مباركة:

    الإخلاص هو الأساس في قبول الأعمال والأقوال.

    الإخلاص هو الأساس في قبول الدعاء.

    الإخلاص يرفع منزلة الإنسان في الدنيا والآخرة.

    الإخلاص يبعد عن الإنسان الوساوس والأوهام.

    الإخلاص يحرر العبد من عبودية غير الله..

    الإخلاص يقوي العلاقات الاجتماعية وينصر الله به الأمة.

    الإخلاص يفرج شدائد الإنسان في الدنيا والآخرة.

    الإخلاص يحقق طمأنينة القلب وانشراح الصدر

    الإخلاص يقوي إيمان الإنسان ويُكرِّه إليه الفسوق والعصيان..

    الإخلاص تعظم به بركة الأعمال الصغيرة ، وبفواته تَحقُر الأعمال العظيمة .

    لقد عرف السائرون إلى الله تعالى أهمية الإخلاص فجاهدوا أنفسهم في تحقيقه ، وعالجوا نياتهم في سبيله .

    يقول سفيان الثوري رحمه الله : " ما عالجتُ شيئاً عليّ أشد من نيتي ، إنها تتقلب عليّ " .

    وقال عمرو بن ثابت: لما مات علي بن الحسين فغسلوه؛ جعلوا ينظرن إلى آثار سواد بظهره، فقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحمل جرب الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة.

    وعن محمد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل.

    وهذا إمام أهل السنة أحمد بن حنبل يقول عنه تلميذه أبوبكر المروزي: كنت مع أبي عبد الله نحواً من أربعة أشهر، بالعسكر، وكان لا يدع قيام الليل، وقراءات النهار، فما علمت بختمة ختمها، وكان يُسر بذلك.

    وقال محمد بن واسع: لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة، قد بل ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته، ولقد أدركت رجالاً، يقوم أحدهم في الصف، فتسيل دموعه على خده، ولا يشعر به الذي جنبه.

    وقال الشافعي رحمه الله: وددت أن الخلق تعلموا هذا – يقصد علمه- على أن لا ينسب إلى حرف منه.

    أخي الصائم :

    ما أحوجنا للتدرب على الإخلاص في هذا الشهر الكريم ، ومجاهدة النفس على طرد العجب والتخلص من أي تعلق للقلب بغير المولى جل وعلا.

    من استحضر عظمة الخالق هان عليه نظر المخلوقين وثناؤهم ، ومن تعلق قلبه بالدار الآخرة هانت عليه الدنيا وملذاتها .

    مساكين من أبطلوا أعمالهم بالشرك الخفي .. مساكين من أذهبوا ثوابهم بالرياء وإرادة الثواب العاجل . { من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة } النساء 134 .

    { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون } [ هود 15 – 16 ]

    ((قال الله تبارك وتعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا أشرك فيه معي غيري ، تركته وشركه)) رواه مسلم

    شجرةُ الإخلاص أصلُها ثابت وفرعها في السماء . ثمرتها رضوان الله ومحبته وقبول العمل ورفعة الدرجات .

    وأما شجرة الرياء فاجتُثت لخبثها فأصبحت هباء منثورا، لا ينتفع بها صاحبها ولا يرتفع ، يناديه مناد يوم يجمع الله الأولين والآخرين : من كان أشرك في عمل عمله لله أحداً فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك.

    لريح المخلصين عطرية القبول، وللمرائي سموم النسيم.

    نفاقُ المنافقين صير موضع المسجد كناسة تلقى فيها الجيف والأقذار والقمامات. ( لا تقم فيه أبداً )

    وإخلاصُ المُخلصين رفع المساكين منازل فأبر الله قسمهم ( رُبَّ أشعث أغبر ) .

    كم بذل نفسَه مُراءٍ لتمدَحَهُ الخلائق فذهبت والمدح ، ولو بذلها للحق لبقيت والذِكر .

    المُرائي يحشو جراب العمل رملاً فيُثقلُه ولا ينفعه .. ريح الرياء جيفة تتحامى مسها القلوب.

    لما أخذ دُود القزّ ينسُجُ أقبلت العنكبوت تتشبه وقالت : لك نسجٌ ولي نسج ، فقالت دُودةُ القز : ولكن نسجي أرديَةُ بناتِ المُلوك ونسجُكِ شبكة الذباب ، وعند مسّ النسيجين يبين الفرق .

    الإخلاص أخي الصائم .. فيه الخلاص من ذل العبودية للخلق إلى عز العبودية للخالق

    الإخلاص أخي الصائم .. فيه الخلاص من نار تلظى .. ورقي في جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

    الإخلاص أخي الصائم .. شجرة مورقة .. وثمرة يانعة .. بها تنال النفس أعلى المراتب .. وتتبوأ أسنى المطالب

    رزقنا الله وإياك صلاح العمل .. وإخلاص النية .. وكتبنا جميعاً من المقبولين والمعتقين من النيران.
    منقول
                  

07-08-2014, 02:20 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    من أحوال السلف في رمضان
    لقد خص الله عز وجل شهر رمضان بالكثير من الخصائص والفضائل ، فهو شهر نزول القرآن ، وهو شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات وفيه العتق من النار ، وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، وهو شهر الجود والإحسان وهو شهر الدعاء المستجاب.

    لذا فقد عرف السلف الصالح قيمة هذا الموسم المبارك فشمروا فيه عن ساعد الجد واجتهدوا في العمل الصالح طمعا في مرضاة الله ورجاء في تحصيل ثوابه.

    فتعال أخي الكريم نستعرض بعض أحوال السلف في رمضان وكيف كانت همّتهم وعزيمتهم وجدّهم في العبادة لنلحق بذلك الركب ونكون من عرف حقّ هذا الشهر فعمل له وشمّر
    وقبل أن نشير إلى حال السلف مع رمضان نشير إلى حال قدوة السلف، بل إلى قدوة الناس أجمعين، محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، قال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل -عليه الصلاة والسلام- يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجـود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن والصلاة والذكر، والاعتكاف. وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة" زاد المعاد في هدي خير العباد(2/30)..

    لقد كان السلف الصالح يهتمون برمضان اهتماماً بالغاً، ويحرصون على استغلاله في الطاعات والقربات، كانوا سباقين إلى الخير، تائبين إلى الله من الخطايا في كل حين، فما من مجال من مجالات البر إلا ولهم فيه اليد الطولى، وخاصة في مواسم الخيرات، ومضاعفة الحسنات، لقد ثبت أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم.

    وقال عبدالعزيز بن أبي داود : أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم : أيقبل منهم أم لا ؟

    السلف والقرآن في رمضان :

    نجد أن حال السلف مع القرآن في رمضان حال المستنفر نفسه لارتقاء المعالي؛ فهذا الإمام البخاري -رحمه الله- كان إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، يجتمع إليه أصحابه فيصلي بهم ويقرأ في كل ركعة عشرين آية، وكذلك إلى أن يختم القرآن. وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثلث من القرآن، فيختم عند الإفطار كل ليلة ويقول: عند كل الختم؛ دعوة مستجابة. صفة الصفوة(4/170).

    وروي عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة، قال الربيع: "كان الشافعي يختم كل شهر ثلاثين ختمة، وفي رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة". صفة الصفوة(2/255)

    وقد يتبادر إلى ذهن أحدنا إشكال فيقول قد جاء النهي عن النبي-صلى الله عليه وسلم- في ذم من يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، فكيف هؤلاء العلماء يخالفون ذلك؟، يقول ابن رجب -رحمه الله-: "وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم". يعني من السلف الذين كانوا يقرؤون القرآن في أقل من ثلاث ليال وذلك في رمضان وخاصة في العشر الأواخر.

    السلف والقيام في رمضان :

    قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئهاتتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.

    وقد أدرك سلفنا الصالح هذه المعاني العظام ، فنصبوا أقدامهم في محراب الإيمان ، يمضون نهارهم بالصيام ، ويحيون ليلهم بالقيام ،

    ذكر الحافظ الذهبي عن أبي محمد اللبان أنه: "أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد فصلّى بالناس التراويح في جميع الشهر فكان إذا فرغها لا يزال يصلي في المسجد إلى الفجر، فإذا صلى درّس أصحابه. وكان يقول: لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلاً ولا نهاراً. وكان ورده لنفسه سبعا مرتلاً"

    وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام فيقوم إلى مصلاه.

    وكان طاوس يثب من على فراشه ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول : طيّر ذكر جهنم نوم العابدين

    عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي بن كعب وتميما الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس في رمضان فكان القاريء يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلاّ في فروع الفجر . أخرجه البيهقي

    وعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في رمضان من القيام فيستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر . أخرجه مالك في الموطأ.

    وعن أبي عثمان النهدي قال: أمر عمر بثلاثة قراء يقرؤون في رمضان فأمر أسرعهم أن يقرأ بثلاثين آية وأمر أوسطهم أن يقرأ بخمس وعشرين وأمر أدناهم أن يقرأ بعشرين . أخرجه عبد الرزاق في المصنف

    وعن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن هرمز قال: كان القراء يقومون بسورة البقرة في ثمان ركعات فإذا قام بها القراء في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف عنهم . أخرجه البيهقي

    وقال نافع: كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم في بيته في شهر رمضان فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوة من ماء ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح. أخرجه البيهقي

    وعن نافع بن عمر بن عبد الله قال: سمعت ابن أبي ملكية يقول: كنت أقوم بالناس في شهر رمضان فأقرأ في الركعة الحمد لله فاطر ونحوها وما يبلغني أنّ أحدا يسثقل ذلك . أخرجه ابن أبي شيبة

    وعن عبد الصمد قال حدثنا أبو الأشهب قال: كان أبو رجاء يختم بنا في قيام رمضان لكل عشرة أيام

    وعن يزيد بن خصفة عن السائب بن يزيد قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة قال: وكانوا يقرؤون بالمائتين وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان من شدة القيام . أخرجه البيهقي

    السلف والجود في رمضان

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة » متفق عليه

    قال المهلب: وفيه بركة أعمال الخير وأن بعضها يفتح بعضا ويعين على بعض ألا ترى أن بركة الصيام ولقاء جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبي صلى الله عليه وسلم وصدقته حتى كان أجود من الريح المرسلة

    وقال ابن رجب: قال الشافعي رضي الله عنه: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ولتشاغل كثير منهم بالصّوم والصلاة عن مكاسبهم .

    وكان ابن عمر رضي لله عنهما يصوم ولا يفطر إلاّ مع المساكين . وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل .


    السلف وتنوع القربات

    وقد كان للسلف في كل باب من أبواب القربات أوفر الحظ، وكانوا يحفظون صيامهم من الضياع في القيل والقال وكثرة السؤال . لذا تجد ;كثيراً منهم قد لازم المسجد ليحفظ صيامه وينقطع عن الناس ويتفرغ للعبادة.

    عن طلق بن قيس قال: قال أبو ذر رضي الله عنه: إذا صمت فتحفظ ما استطعت .وكان طلق إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلاّ لصلاة . أخرجه ابن أبي شيبة

    وكانوا حريصين على استثمار أوقاتهم ، واغتنام ساعات الليل والنهار كما مر معنا . وكان أحدهم أشح على وقته من صاحب المال على ماله . قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي.

    وقال ابن القيم رحمه الله : إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها

    وخلاصة رمضان السلف: الإمساك عن تعاطي جميع المفطرات الحسية والمعنوية، وفعل ما يرضي الله، يحتسبون نومتهم كما يحتسبون قومتهم، يتنافسون في الطاعات والقربات، ويفرون من مقاربة المعاصي والسيئات، يحفظون صيامهم من جميع المفطرات، يعملون بكتاب الله وسنة رسوله، ويوصي بعضهم بعضاً بألا يكون يوم صوم أحدهم كيوم فطره، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك، ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".فلا بد أن نذكر أنفسنا بشيء من حياتهم، حتى يزداد إيماننا، وتقوى صلتنا بخالقنا، وحتى تقوى عزائمنا، وتشحذ هممنا، فنقتدي بهم -نرجو من الله ذلك-.

    نسأل الله أن يجعلنا متأسين بسنة نبه صلى الله عليه وسلم ، مهتدين بهديه ، نسير على ما سار عليه صالحوا سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان . وأن يستعملنا في طاعته، ويجنبنا معصيته، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يوفقنا لقيام رمضان وصيامه إيماناً واحتساباً ويتقبله منا، ويجعلنا ممن وفق لقيام ليلة القدر، وأن يعلي هممنا، ويقينا شرور أنفسنا. آمين اللهم آمين.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    منقول
                  

07-08-2014, 02:25 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    رمضان شهر الدعاء
    ( الدعاء هو العبادة) ، هكذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح .

    شأن الدعاء عظيم، ونفعه عميم، ومكانته عالية في الدين، فما استجلبت النعم بمثله ولا استدفعت النقم بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة، وهذا رأس الأمر، وأصل الدين.

    وإن شهرَ رمضانَ لفرصةٌ سانحة، ومناسبة كريمة مباركة يتقرب فيها العبد إلى ربه بسائر القربات، وعلى رأسها الدعاء؛ ذلكم أن مواطن الدعاء، ومظانَّ الإجابة تكثر في هذا الشهر؛ فلا غَرْوَ أن يُكْثِر المسلمون فيه من الدعاء.

    عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان - وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة)) رواه أحمد وقال الألباني: صحيح لغيره

    ولعل هذا هو السر في ذكره تعالى للأية الكريمة الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } البقرة 186 إرشاداً إلى الاجتهاد في الدعاء وسؤال الله من فضله العظيم في كل وقت وعند كل إفطار وفي السحر وعلى كل حال.

    الدعاء: هو أن يطلبَ الداعي ما ينفعُه وما يكشف ضُرَّه؛ وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله، والتبرؤ من الحول والقوة، وهو سمةُ العبوديةِ، واستشعارُ الذلةِ البشرية، وفيه معنى الثناءِ على الله -عز وجل- وإضافةِ الجود والكرم إليه. لذا أمر الله عباده به ، ولفت أنظارهم إليه ، ورغبهم فيه ، وحثهم عليه . قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}1. وقال تعالى: {ادعوا بكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين ، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين} الأعراف 55-56 . أي ترغيب وأي نداء علوي كهذا ، يدعوك ويقول لك رحمتي قريبة منك ، ادعوني أستجب لك ، اسألني أعطك ، خف مني واطمع في ثوابي وإحساني ، فأي خسارة يخسرها من اسكبر عن الدعاء أو زهد فيه ؟!

    قال -صلى الله عليه وسلم-: ((الدعاء هو العبادة قال ربكم : ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))2، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن ربكم -تبارك وتعالى- حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا)3(، وعن عبادة بن الصامت قال: قال عليه الصلاة والسلام: ((ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم))، فقال رجل من القوم: إذا نكثر؟ قال: ((الله أكثر))4.

    وروى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل)). قيل: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: ((يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أرَ يستجاب لي! فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء))5 وقال صلى الله عليه وسلم: ((القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض، فإذا سألتم الله -أيها الناس- فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة، فإنه لا يستجيب لعبد دعاه عن ظهر قلب غافل))6.



    إن للدعاء أهمية عظيمة، إذ إنه هو العبادة، وقمة الإيمان، ولذة المناجاة بين العبد وربه، والدعاء سهم صائب، إذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها، راغبة فيما عنده، لم يكن لها دون عرش الله مكان.

    جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية، والنظر في مصالح المسلمين، ثم اتجه إلى الله وقال:"اللهم قد كبرت سني، ووهنت قوتي، وفشت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون، واكتب لي الشهادة في سبيلك، والموت في بلد رسولك".9

    انظروا إلى هذا الدعاء، أي طلب من الدنيا طلبه عمر، وأي شهوة من شهوات الدنيا في هذا الدعاء، إنها الهمم العالية، والنفوس الكبيرة، لا تتعلق أبدًا بشيء من عرض هذه الحياة، وصعد هذا الدعاء من قلب رجل يسوس الشرق والغرب، ويخطب وده الجميع، حتى قال فيه القائل:

    يا من يرى عمرًا تكسوه بردته





    والزيت أدم له والكوخ مأواه

    يهتز كسرى على كرسيه فرقًا





    من بأسه وملوك الروم تخشاه

    ماذا يرجو عمر من الله في دعائه؟ إنه يشكو إليه ضعف قوته، وثقل الواجبات والأعباء، ويدعو ربه أن يحفظه من الفتن، والتقصير في حق الأمة، ثم يتطلع إلى منزلة الشهادة في سبيله، والموت في بلد رسوله، فما أجمل هذه الغاية، وما أعظم هذه العاطفة التي تمتلئ حبًا وحنينًا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يكون مثواه بجواره. أرأيت كيف أُلهم عمر الدعاء وكانت الإجابة معه

    يقول معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "يا بن آدم أنت محتاج إلى نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فإن بدأت بنصيبك من الآخرة، مرّ بنصيبك من الدنيا فانتظمها انتظامًا، وإن بدأت بنصيبك من الدنيا، فات نصيبك من الآخرة، وأنت من الدنيا على خطر".

    وصدق الله : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} 10.

    فهلم نكثر من الدعاء ، ولا نفتر عنه ، وندعوا الله ونحن موقنون بالإجابة ،ونحرص على الأخذ بآداب الدعاء التي تزيد في أجره، وتغلب إجابته، فإن للدعاء آداباً واجبة ومستحبة، لها أثر بالغ في تحصيل المطلوب والأمن من المرهوب.

    وأول آداب الدعاء وأوجبها أن يخلص العبد في دعائه لله -تعالى- فلا يدعو معه أحداً بل يدعوه وحده لا شريك له كما أمر الله بذلك: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} 11. فدعاء غير الله وسؤاله كدعاء الأموات مثلاً أو الأحياء، شرك تحبط به الأعمال ويجنى به غضب الله الواحد القهار، : {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ} 12.

    ومن آداب الدعاء دعاء الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى والثناء عليه وحمده كما قال -تعالى-: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} 13. ثم بعد ذلك الصلاة على خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم .

    ومن آداب الدعاء أخي الصائم: الدعاء بالخير والبعد عن الإثم وقطيعة الرحم والاستعجال، ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: ((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي))14 ويقول: ((قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء)) 15.

    ومن آداب الدعاء: حسن الظن بالله -تعالى- فإن الله يجيب دعوة الداعي إذا دعاه قال -صلى الله عليه وسلم-: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة))16 قال عمر رضي الله عنه: أنا لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء، فمن ألهم الدعاء فإن الإجابة معه.

    ومن الأسباب المهمة التي تحصل بها إجابة الدعاء إطابة المأكل والمشرب والملبس. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً،ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك))17.

    ومن الأسباب أيضاً: تحري أوقات إجابة الدعاء، وذلك نحو الدعاء في شهر رمضان عامة وفي ليلة القدر خاصة، وجوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، وساعة من كل ليلة، وعند النداء للصلوات المكتوبة، وعند نزول الغيث، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وساعة من يوم الجمعة، وأرجح الأقوال فيها أنها آخر ساعة من ساعات العصر يوم الجمعة وقد تكون ساعة الخطبة والصلاة، وعند شرب ماء زمزم مع النية الصادقة، وفي السجود، وعند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء بالمأثور في ذلك، وإذا نام على طهارة ثم استيقظ من الليل ودعا، و عند الدعاء بـ"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، والدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في التشهد الأخير، وعند دعاء الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، ودعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ودعا يوم عرفة في عرفة، وعند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر، وعند الدعاء في المصيبة بـ إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها"، والدعاء حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص، ودعاء المظلوم على من ظلمه، ودعاء الوالد لولده وعلى ولده، ودعاء المسافر، ودعاء الصائم حتى يفطر، ودعاء الصائم عند فطره، ودعاء المضطر، ودعاء الإمام العادل، ودعاء الولد البار بوالديه، والدعاء عقب الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك، وغير ذلك من الأوقات. والمؤمن يدعو ربه دائما أينما كان {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ولكن هذه الأوقات والأحوال، والأماكن تخص بمزيد عناية.

    اللهم اجعل هذا الشهر شاهداً علينا بالحسنات لا شاهداً علينا بالسيئات، اللهم ما سألناك من خير فأعطنا ، وما لم نسألك فابتدئنا ، وما قصرت عنه مسألتنا من خيري الدنيا والآخرة فبلغنا . اللهم إنا نسألك من كل خير خزائنه بيدك ، ونعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك ، ونسألك الهدى والسداد ، والتقى والغنى والعفاف.

    والحمد لله رب العالمين.



    1 سورة غافر (60).

    2 رواه أبو داود (1479) والترمذي (2969) وغيرهما، قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: (3407) في صحيح الجامع.

    3 رواه أبو داود (1488)، قال الشيخ الألباني: صحيح.انظر صحيح أبي داود (1320).

    4 رواه الترمذي (2827)قال الألباني:صحيح، انظر صحيح الترمذي (2827).

    5 رواه مسلم (2735).

    6 رواه الإمام أحمد برقم (6655) قال الألباني: حسن لغيره، انظر: صحيح الترغيب والترهيب (1652).

    9 رواه مالك في الموطأ برقم (1506).

    10 سورة البقرة (186).

    11 سورة الجن (18).

    12 سورة الرعد (14).

    13 سورة الأعراف (180).

    14 رواه البخاري (5981).

    15 سبق تخريجه.

    16 رواه الترمذي(3479) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.

    17 رواه مسلم (1015).
                  

07-08-2014, 08:38 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    صلاة التهجُّد هي صلاة التّطوّع في الليل بعد النّوم، قال العلامة أبو بكر بن العربي المالكي: في معنى التّهجّد ثلاثة أقوال: الأوّل، أنّه النّوم ثمّ الصّلاة ثمّ النّوم ثمّ الصّلاة. الثّاني، أنّه الصّلاة بعد النّوم. والثّالث، أنّه بعد صلاة العشاء. ثمّ قال عن الأوّل إنّه من فَهم التّابعين الذين عوّلوا على ''أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان ينام ويصلّي، وينام ويصلّي''، والأرجح عند المالكيّة الرّأي الثّاني.

    صلاة التهجُّد سنّة في حقّ الأمّة لقوله الله سبحانه وتعالى: {وَمِن اللَّيلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لكَ} أي فريضة زائدة على الفريضة بالنّسبة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولمواظبته صلّى الله عليه وسلّم عليها، ولما ورد في شأنه من الأحاديث الدّالّة على سُنّيّته، ومنها قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''عليكم بصلاة اللّيل، فإنّه دأب الصّالحين قبلكم، وقُربة إلى ربّكم، ومُكفّرة للسّيّئات، ومنهاة عن الإثم''، وقوله عليه الصّلاة والسّلام: ''أفضل الصّلاة بعد الفريضة صلاة اللّيل'' والمراد بها التّهجّد.
    والأصل في قيام اللّيل أن يطلق على الاشتغال بمطلق الطّاعة من صلاة وذِكر وقراءة القرآن ونحو ذلك، وقيام اللّيل قد يسبقه نوم بعد صلاة العشاء وقد لا يسبقه، أمّا التّهجّد فلا يكون إلاّ بعد نوم.
    وأفضل أوقات التّهجّد جوف اللّيل الآخر لما روى عمرو بن عبسة قال: قلتُ: يا رسول الله: أيّ اللّيل أسمع؟ قال: ''جوف اللّيل الآخر فصلّ ما شئت''.
    فلو جعل اللّيل نصفين أحدهما للنّوم والآخر للقيام فالأخير أفضل، لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا حين يبقى ثلث اللّيل الأخير فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟'' متّفق عليه.
    قال سادتنا المالكية: أفضله ثلثه الأخير لمَن تكون عادته الانتباه آخر اللّيل، أمّا مَن كان غالب حاله أن لا ينتبه آخره بأن كان غالب أحواله النّوم إلى الصّبح، فالأفضل أن يجعله أوّل اللّيل احتياطًا.
    واتّفق الفقهاء على أنّ أكثره عشر ركعات أو اثنتا عشرة ركعة، لما روي ''أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يصلّي باللّيل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة''، وروي أنّه صلّى الله عليه وسلّم كان يُصلّي فيه اثنتي عشرة ركعة ثمّ يوتر بواحدة''.
    وقد كانت ركعات تهجّد سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حسبما قالته أمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها: ''ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلّي أربعًا فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثمّ يصلّي أربعًا فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثمّ يصلّي ثلاثًا''. وفي لفظ قالت: ''كانت صلاته في شهر رمضان وغيره باللّيل ثلاث عشرة ركعة منها ركعتَا الفجر''، وفي لفظ: ''منها الوتر وركعتَا الفجر''.
    ويُكره لمَن اعتاد التّهجّد أن يتركه بلا عذر لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لابن عمرو: ''يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من اللّيل فترك قيام اللّيل'' متّفق عليه، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلّ''، وقول السيّدة عائشة رضي الله عنها: ''كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا صلّى صلاة داوم عليها''.
    وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا قام من اللّيل يتهجّد قال: ''اللّهمّ لك الحمد أنت قيّم السّماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السّماوات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد أنت نور السّماوات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد أنت ملك السّماوات والأرض ومن فيهنّ، ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق وقولك حق والجنّة حق والنّار حق، لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكّلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت وما أخّرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدّم وأنت المؤخّر لا إله إلاّ أنت أو لا إله غيرك ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله'' أخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
    copied
                  

07-09-2014, 02:50 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ( 96 ) أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ( 97 ) أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ( 98 ) أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ( 99 ) )
                  

07-09-2014, 02:57 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين ؛ فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين .
    {رواه ابن ماجة}
                  

07-09-2014, 11:36 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    مستحبات الصيام:

    يستحب للصائم أن يراعي في صيامه الأمور التالية:

    1-السُّحُور: لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(تسحروا فإن في السحور بركة)
    and#9999;ويتحقق السحور بكثير الطعام وقليله، ولو بجرعة ماء. ووقت السحور من منتصف الليل إلى طلوع الفجر.

    2-تأخير السُّحُور:لحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:تسحرنا مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قمنا إلى الصلاة، قلت:كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية.

    3- تعجيل الفطر: فيستحب للصائم تعجيل الفطر متى تحقق غروب الشمس، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه-أن النبيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:(لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر).

    4-الإفطار على رُطَبَات:فإن لم يجد فتمرات، وأن تكون وتراً، فإن لم يجد فعلى جرعات من ماء؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال:(كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفطر على رُطَبَاتٍ قبل أن يصلِّي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حَسا حسوات من ماء)
    and#9999;فإن لم يجد شيئاً نوى الفطر بقلبه، ويكفيه ذلك.

    5-الدعاء عند الفطر،وأثناء الصيام: لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، والمظلوم)

    6-الإكثار من الصدقة،وتلاوة القرآن،وتفطير الصائمين، وسائر أعمال البر
    فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:(كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة)

    7-الاجتهاد في صلاة الليل: وبالأخص في العشر الأواخر من رمضان؛ فعن عائشة رضي الله عنها: (كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله)
    ولعموم قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدَّم من ذنبه)

    8-الاعتمار:لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(عمرة في رمضان تعدل حجة)

    9-قول: "إني صائم" لمن شتمه:وذلك لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد، أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم)
                  

07-10-2014, 03:32 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    من أحب الناس وأقربهم لرسول الله يوم القيامة ؟

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    "إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا. وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون"

    قالوا: يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟
    قال:"المتكبرون"

    رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
    "الثرثار": هو كثير الكلام تكلفا."والمتشدق": المتطاول على الناس بكلامه، ويتكلم بملء فيه تفاصحا وتعظيما لكلامه،
    "والمتفيهق": أصله من الفهق، وهو الامتلاء، وهو الذي يملأ فمه بالكلام، ويتوسع فيه، ويغرب به تكبرا وارتفاعا، وإظهارا للفضيلة على غيره.
                  

07-10-2014, 03:40 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    من أكثر دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم :
    اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية: في ديني ودنياي وأهلي، ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
                  

07-10-2014, 03:42 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قال ابن القيم رحمه الله :
    لو رزق العبد الدُنيا وما فيها ، ثم قال "الحمدُلله" لكان إلهام الله له بالحمد أعظم نعمه من إعطائه له الدنيا، and#65271;ن نعيم الدنيا يزول وثواب الحمد يبقى..
                  

07-10-2014, 03:43 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    عن أبي هريرة قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك أما تكذيبه إياي أن يقول إني لن أعيده كما بدأته وأما شتمه إياي أن يقول اتخذ الله ولدا وأنا الصمد الذي لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفؤا أحد (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد)
                  

07-10-2014, 03:55 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    سوء المعاملة أعظم ما يصد عن الحق ويصرف عن الهدى تأمل قوله تعالى:
    (فَبِمَا رَحْمَةٍ من الله لِنتَ لهم ولو كنت فَظًّا غَلِيظَ القلب لَانفَضُّوا من حولك)
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    " إنّ الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الأخير ينزل إلى السماء الدنيا فيقول:
    هل من تائب فأتوب عليه ؟
    هل من مستغفر فأغفر له ؟
    هل من سائل فأعطيه ؟
    حتى يطلع الفجر "
    عن أبي سعيد رضي الله عنه قال :

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ألا أُنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عندمليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب و الورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى . قال : ذكر الله .
    سبحانك إذا كان عفوك يستغرق الذنوب فكيف يكون رضوانك؟
    وإذا كان رضوانك تزكو به النفوس فكيف يكون حبك؟
    وإذا كان حبك ينير القلوب فكيف يكون ودك؟
    وإذا كان ودك ينسي كل ما سواك فكيف يكون لطفك؟
    يا مجيب دعاء المضطرين، يا ولي عبادك المؤمنين، يا غاية آمال العارفين، يا منتهى أمل الراجين، يا حبيب قلوب الصادقين، يا خير من سئل، يا أرحم من استرحم، يا من لا يخفى عليه إغماض الجفون، ولا لحظ العيون، ولا ما استقر في المكنون، كيف نستدل عليك ونحن في وجودنا مفتقرين إليك؟

    د.أحمد عيسي المعصراوي
                  

07-10-2014, 04:00 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء
    فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام
    حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها
    أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس
    كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون}

    [يونس:24]
    من أحب عباد الله إلى الله..؟!
    عن أسامة بن شريك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أحب عباد الله إلى الله..؟!
    فقال صلى الله عليه وسلم: " أحسنهم خلقا ".
    [صححه الألباني في الصحيح والصحيحة برقمي: (179، 432)، والأستاذ شعيب الأرنؤوط في صحيح الإمام ابن حبان برقم: 486
    حديث واحد لو طبقناه في حياتنا لتبدلت أحوالنا:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
    متفق عليه.
    ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ .. والنار ؟
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟
    فقال صلى الله عليه وسلم: " التقوى وحسن الخلق ".
    وسئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار..؟
    فقال صلى الله عليه وسلم: " الأجوفان: الفم والفرج ".

    [صححه الإمام الذهبي في التلخيص، رواه الحاكم في المستدرك برقم: 7919]
    من يشتري دموع عينيك؟
    اذهب إلى السوق.. واعرض على الناس دموع عينيك فهل من مشتري؟
    اسأل أمك وأباك واحبابك إن بكيت لأجلهم كم سيعطونك ؟
    لن تجد لها قيمة إلا عند ربك الكريم
    فيجعلك من السبعة الذين يظلهم بظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله
    كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم
    (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)
    وقال ايضاً صل الله عليه وسلم
    ( عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله.. وعين باتت تحرس في سبيل الله)
    ......
    فيا أخي وأختي:
    لا تذرفن دموع العين من احدٍ
    واجعلهامن خشية الواحد الأحدِ
    ......
    فذلٌ إذا نزلت لفراق أحدهم
    عزٌ إذا سكبتها من خشية الصمدِ
    ......
    اللهم إننا نعوذ بك من علم لا ينفع
    ومن قلب لا يخشع
    ومن عين لا تدمع
    ومن دعوة لا يستجاب لها ولا ترفع.
                  

07-10-2014, 04:08 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    شفاعة رسول الله في الآخرة بالدعاء المستجاب:
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي دعوة يدعو بها، فأريد إن شاء الله أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة»

    متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاري؛ كتاب التوحيد، باب: في المشيئة والإرادة، برقم (7474). ومسلم، كتاب الإيمان، باب: اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته، برقم (198).
    لا تقلق ولا تضطرب من ضيق الرزق أو تعسره

    فإن الرزاق هو الواحد الأحد، فعنده وحده رزق العباد، وقد تكفل بذلك، {وفي السماء رزقكم وما توعدون} .
    فإذا كان الله هو الرزاق فلِمَ يُتملق البشر، ولِمَ تُهان النفس في سبيل الرزق لأجل البشر؟!
    قال سبحانه: {وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها} .
    وقال جل اسمه: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده} .
    أسْتغفِر الله العظِيم .. ~
    ( ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) )
    لا تجعلها تقف عندك .. وجزاك الله الفردوس الاعلي
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " أكمل المؤمنين إيمانا: أحسنهم خلقا، وخياركم: خياركم لنسائهم ".

    [صححه أحمد شاكر في المسند برقم: 7396، وقال الألباني في سنن الإمام الترمذي: حسن صحيح. ح / ر: 1162]

    وما نبالي إذا أرواحنا سلمت ...
    بما فقدناه من مال ومن نشب

    فالمال مكتسب والعز مرتجع ...
    إذا النفوس وقاها الله من عطب
                  

07-10-2014, 04:19 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    يا شفيع الخلايق سيدي
    روحي تهوي ان تراك
    انت الحقيقه والسلام ف دنيتي
    صلاتي عليك يا من له اشتاق

    {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب
    ولهو
    وزينة
    وتفاخر بينكم
    وتكاثر في الأموال والأولاد
    كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما
    وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان
    وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}

    [الحديد:20]
    من أذكار النوم
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل:
    (اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت)

    قال صلى الله عليه وسلم لمن قال ذلك:
    ((فإن مُتَّ مُتَّ على الفطرة)).
    اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك ومن فجاءة نقمتك ومن جميع سخطك
    من بيده تدبير الأمور:

    أدرك أمة حبيبك صلى الله عليه وسلم بحفظك ولطفك
    اللهم أمدها بنفحات جودك
    وألهمها رشدها
    واهدنا لما اختُـلِف فيه من الحق بإذنك،
    إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ...
    قال الحسن البصري - رحمه الله - :
    لا أظن أن الله يعذب رجلاً استغفر..
    فقيل لماذا !؟
    قال : من الذي ألهمه الاستغفار؟
    فقيل : الله ..
    فقال الحسن :
    كيف يلهمه الاستغفار ويريد به أذى ؟!
    " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون "
    اللهم الهمنا الإستغفار ..
    اللهم إني أسألك الطيبات وفعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني وإذا أردت في خلقك فتنة فنجني إليك منها غير مفتون اللهم وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يبلغني إلى حبك
    عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» هذا لفظ البخاري ولمسلم قال: " إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي المسلمين خير؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده "
    قال لصاحبه : ما سر هدوء قلبك واطمئنان بالك ؟

    قال : منذ عرفت الله

    ما أتاني خير إلا توضأت وصليت شكراً

    وما أصابني ضر إلا توضأت وطلبت صبراً

    وما حارني أمر إلا وتوضأت واستخرت خيراً

    وهكذا تتقلب حياتي بين شكر وصبر ودعاء .
    ___________________________________________

    كن مؤدباً في حزنك

    حامداً في دمعتك

    أنيقاً في ألمك

    فالحزن كما الفرح هدية من رب العباد سيمكث قليلاً ويعود إلى ربه حاملاً معه تفاصيل صبرك
                  

07-10-2014, 04:32 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها: قول لا إله إلا الله وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق والحياة شعبة من الايمان "
    قال صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت).
    اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك ملء السموات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت ياربنا من شئ بعد اهل السناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
    كتب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن اكتبي إلي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي؛ فكتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية:
    " سلام عليك، أما بعد 00 فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من التمس رضا الله بسخط الناس؛ كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله؛ وكله الله إلى الناس " 00 والسلام عليك " 0
    قال صلى الله عليه وسلم ((من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوب إليه ، ثلاثا ، غفرت له ذنوبه و إن كان فارا من الزحف)) ((صححه الألباني)).
    إذا أردت أن تحيا سعيدا، عليك بهذا التوجيه النبوي الكريم
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم"
    متفق عليه وهذا لفظ مسلم..
    "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا"

    حديث نبوي شريف متفق عليه..
    اللهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن
    وأعوذ بك من العجز والكسل،
    و أعوذ بك من الجبن والبخل،
    وأعوذ بك من غلبه الدين وقهر الرجال ..
    سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله عن نزول هذه الآية:
    ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ).
    أين سنكون؟
    قال الرسول صلى الله عليه و سلم : سنكون على الصراط.
    وقت المرور على الصراط لand#1649; يوجد إلا ثلاث أماكن فقط:
    جهنم
    الجنة
    الصراط
    يقول الرسول صلى الله عليه و سلم:
    "يكون أول من يجتاز الصراط أنا و أمتي"أول أمة ستمر على الصراط أمة محمد.
    تعريف الصراط ؛
    "يوم تبدل السموات و الأرض"
    لن يكون هناك سوى مكانين الجنة والنار ولكي تصل إلى الجنة يجب أن تجتاز جهنم
    ينصب جسر فوق جهنم اسمه"الصراط"بعرض جهنم كلها إذا مررت عليه ووصلت لنهايته وجدت باب الجنة أمامك ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا يستقبل أهل الجنة ( يا رب جنتك ).
    مواصفات الصراط؛
    1- أدق (أرفع) من الشعرة.
    2-أحد من السيف .
    3-شديد الظلمة تحته جهنم سوداء مظلمة"تكاد تميّز من الغيظ".
    4-حامل ذنوبك كلها مجسمة علي ظهرك فتجعل المرور بطيئا لأصحابها إذا كانت كثيرة والعياذ بالله أو سريعا كالبرق إذا كانت خفيفة .
    5-عليه كلاليب ( خطاطيف ) و تحتك ( شوك مدبب ) تجرح القدم و تخدشها (تكفير ذنب الكلمة الحرام والنظرة الحرام...ألخ) .
    6-سماع أصوات صراخ عالي لكل من تزل قدمه ويسقط في قاع جهنم.
    الرسول عليه الصلاة و السلام واقفاً في نهاية الصراط عند باب الجنة يراك تضع قدمك على أول الصراط يدعو لك قائلا:
    "يا رب سلم . يا رب سلم"
    - - حبيبي أنت يا رسول الله --
    يرى العبد الناس أمامه منهم من يسقط ومنهم من ينجو ولا يبالي.. وقد يرى العبد والده و أمه لكن لا يبالي بهما أيضا فكل ما يهمه في تلك اللحظة هو نفسه فقط.
    يروى أن السيدة عائشة رضي الله عنها تذكرت يوم القيامة فبكت
    فسألها الرسول صلى الله عليه و سلم
    "ماذا بك يا عائشة؟"
    فقالت :"تذكرت يوم القيامة فهل سنذكر آباءنا؟؟
    هل سيذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة ؟؟
    قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"نعم إلا في ثلاث مواضع : عند
    الميزان - عند تطاير الصحف - عند الصراط"
    اصبروا ثم اصبروا
    على فتن الدنيا، فتن الدنيا سراب ،، فلنجاهد أنفسنا ولنعين بعضنا على أن نلتقي في جنة عرضها السماوات والأرض
    ولا تنسوا أن تعقدوا النية على جعل هذه الرسالة صدقة جارية
    اللهم اجعلنا ممن يعبر الصراط بسلام.
    {{{{{{{{يَــand#1649;رَ بْ حُسن الخاتمة}}}}}}}}
    فهل تعتقد بعد هذا كله أن هناك أحد يستاهل منك تشيل عليه أو تحقد وتضيع أعمالك بسببه؟
    نصيحة (دع الخلق للخالق)
    اسأل نفسك كم عمري؟وكم باقي ؟ بل هل تضمن العيش بعد ساعة
    او بعد دقيقه ؟!
    او بعد ثانيه
    ..يَقول إبليـَس للـه عـزَ وجَـلَ :{وعزتك وجلالك لأغوينـهم مادامت أرواحـهم في أجسادهم}. فيقولَ الله تـَعآلىَ :{وعزتي وجلالي لأغفرنَ لهم ماداموا يسَتغفرونني}. أستغفر الله أستغفر الله أستغفِر اللّه أكثروا من الاستغفآر..( اللهم اجعل تذكيري صدقة جاريه لي ولوالدي واهل
    بيتي وكل من ارسلها
                  

07-10-2014, 04:39 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    خمسة أشياء تقال عند سماع اand#65269;ذان :

    1-يقول مثل ما يقول المؤذن إلا في (حي على الصلاة وحي على الفلاح) فيقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)

    2-يقول: (وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا، وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا)
    (يقول ذلك عقب تشهد المؤذن)

    3-(يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من إجابة المؤذن)

    4-يقول: (اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، [إنك لا تخلف الميعاد])

    5-(يدعو لنفسه بين الأذان والإقامة فإن الدعاء حينئذ لا يرد)..
    قال اللَّه تعالى: { وافعلوا الخير لعلكم تفلحون }
    وفعل الخير مضاعف في رمضان فلا نفرط في هذا الفلاح الكبير
    قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة and#1637;and#1637;and#1635;/and#1633;:
    ( لو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فقراءة آية بتفكر خير من ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن...).
    عن ابن عمرَ رضي اللَّهُ عنهما أَن رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : «المسلمُ أَخــو المسلم لا يَظلِمُه ولا يُسْلِمُهُ . ومَنْ كَانَ فِي حاجةِ أَخِيهِ كانَ اللَّهُ فِي حاجتِهِ، ومنْ فَرَّجَ عنْ مُسلمٍ كُرْبةً فَرَّجَ اللَّهُ عنه بها كُرْبةً من كُرَبِ يومَ القيامةِ ، ومن سَتَرَ مُسْلماً سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ الْقِيامَةِ ، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه "
    عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
    « من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه »
    رواه البخاري
    اللهم كما بلغتنا رمضان نسألك أن لاتحرمنا من نفحاته وأجره، وأن تبارك في أعمارنا وأعمالنا، وتحفظ أوطاننا، وترحم أمواتنا وأموات المسلمين .
                  

07-10-2014, 04:51 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اللهم لك سجدت،
    وبك آمنت،
    ولك أسلمت،
    سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صوره،
    وشق سمعه وبصره،
    فتبارك الله أحسن الخالقين.
    يحكى أن رجلا تعلق قلبه بامرأة شغفته حبا؛ فخرجت يوما في إحدى حاجيات أهلها فتبعها، فلما خلا الطريق من السابلة راودها عن نفسها فقالت: انظر أنام الناس أم لا؛ ففرح الرجل وقال قد وافقت؛ فقالت: انظر أنائم الله أم مطلع علينا ؟!
    فاستحيى الرجل من نفسه وانصرف !!
    اياكم وان تملو من الأستغفار
    جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:
    يا رسول الله أرأيت إن فعلت ذنب أيكتب عليّ؟
    قال : يُكتب
    قال: أرأيت إن تُبت؟
    ... ... قال : يُمـحــــى
    قال: أرأيت إن عُدت؟
    قال : يُكتب
    قال: أرأيت إن تُبت؟
    قال : يُمحــــى
    قال: أرأيت إن عُدت؟
    قال : يُكتب
    قال: أرأيت إن تُبت؟
    قال : يُمحى
    فقال الأعرابي : حتى متى يمحى؟
    فقال النبي صل الله عليه وسلم.. إن الله لا يمل من المغفرة حتى تملوا من الاستغفار"
    استغفر الله العظيم واتوب اليه
    (( إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي))
    [ من كنز العمال عن ابن عمر ]
                  

07-10-2014, 04:54 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ما هي الحكمة من فرض ومشروعية الصلاة:
    1 - الصلاة نور، فكما أن النور يستضاء به فكذلك الصلاة تهدي إلى الصواب، وتمنع من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر.
    2 - الصلاة صلة بين العبد وربه، وهي عماد الدين، يجد فيها المسلم لذة مناجاة ربه، فتطيب نفسه، وتقر عينه، ويطمئن قلبه، وينشرح صدره، وتقضى حاجته، وبها يرتاح من هموم الدنيا وآلامها.

    3 - الصلاة لها ظاهر يتعلق بالبدن كالقيام والجلوس، والركوع والسجود، وسائر الأقوال والأعمال، ولها باطن يتعلق بالقلب، ويكون بتعظيم الله تعالى، وتكبيره، وخشيته، ومحبته، وطاعته، وحمده، وشكره، وذل العبد وخضوعه لربه، فالظاهر يتحقق بفعل ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، والباطن يتحقق بالتوحيد والإيمان، والإخلاص، والخشوع.
    4 - الصلاة لها جسد وروح: فجسدها القيام والركوع والسجود والقراءة وروحها: تعظيم الله وخشيته، وحمده، وسؤاله، واستغفاره، والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآله وعلى عباد الله الصالحين.

    5 - أمر الله كل مسلم بعد إقراره بالشهادتين أن يقيد حياته بأربعة أشياء (الصلاة، الزكاة، الصيام، الحج) وهذه أركان الإسلام، وفي كل منها تمرين لتنفيذ أوامر الله على نفس الإنسان، وماله، وشهوته، وطبيعته؛ ليقضي حياته حسب أمر الله ورسوله، وحسب ما يحب الله ورسوله، لا حسب هواه.

    6 - المسلم في الصلاة ينفذ أوامر الله على كل عضو من أعضائه ليتدرب على طاعة الله وتنفيذ أوامر الله في شؤون حياته كلها، في أخلاقه، ومعاملاته، وطعامه، ولباسه، وهكذا حتى يكون مطيعا لربه داخل الصلاة وخارج الصلاة.
    7 - والصلاة زاجرة عن فعل المنكرات، وسبب لتكفير السيئات.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟» قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا».
    متفق عليه.
                  

07-10-2014, 04:58 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ما معنى تقييد الشياطين في رمضان ؟؟

    السؤال:
    ما المراد بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الشياطين في رمضان تقيد، وهل هو تقييد حقيقي أم لا، وحل هذا يشمل جميع الشياطين؟!!

    الجواب:
    بيَّن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المراد لماذا، حين قال: (فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل) يعني لا يستطيعون أن يضلوا مثلما أضلوا من قبل، في بقية الشهور، فهي لا تصفد تصفيدًا مطلقًا بحيث لا تغوي أحدًا، بل هي تغوي لكنه ليس كإغوائها في غير رمضان، لقوله: (فلا يخلصون إلى ما كان يخلصون إليه من قبل) هذا وجه.

    وجه آخر: أن في بعض ألفاظ الحديث (تصفد مردة الشياطين) يعني الأقوياء في شميطنتهم، وعلى هذا فيكون من دونهم يمكن أن يوسوس للناس، لأن بعض الناس قال: كيف تصفد الشياطين ونجد في بعض الناس من يزداد فسقه في رمضان، نقول: هؤلاء تسلط عليهم من دون المردة، أو يقال: إنه لولا رمضان لكان هذا الإغواء أكثر وأشمل وهذا التأويل الثاني أقرب إلى الواقع؛ لأن الواقع أن أهل الخير يكون لديهم رغبة في الخير، وبعدًا عن الشر، وأهل الشر ربما يزداد شرهم في رمضان.

    (من أجوبة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله)
                  

07-10-2014, 05:01 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أفضل 11 لحظه في حياة الانسان هي:
    ======================
    .
    1- ان تقع فـي حـب زوجتك

    2- ان تـنهـي اخر امتحـان and#65247;ـك

    3- ان تستيقظ وتكتشف ان بإمكانك النوم دقائق إضافيه

    4- ان تتلقى مكالمه من شخص اشتقت اليه

    5- ان تنظر الى الشخص الذي تحبه وتجده ينظر اليك

    6- ان ترى اصدقائك القدامى مجدداً وتشعر بأن شيئاً لم يتغير ..

    7- ان تلمس اصابع مولود جديد

    8- ان تتلقى مكالمه او رساله نصيه من الشخص الذي تحب عندما تكون and#65247;ـ وحدك

    9- ان تمشي and#65247;ـ وحدك في طريق هادئ في الليل بينما تفكر بذكرياتك الجميلة .

    10- ان تشعر بأن هناك شخص يهتم حقاً لأمرك

    11- اللحظه الأخيره بينما تقرأ هذه الرساله فانت تفكر بهذه اللحظات فعلاً
    وابتسامتك على وجهك وهي من افضل اللحظات بـ النسبه لنا ..
                  

07-10-2014, 05:03 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الفضل العظيم للتبكير لصلاة الجمعة:
    ندب النبي - صلى الله عليه وسلم المسلم أن يجتهد في التبكير إلى الجمعة، لما في ذلك من الفضل العظيم، قال - صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح، فكأنما قرَّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الثالثة فكأنما قرب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر).
    رواه البخاري.

    قال ابن القيِّم: "لمَّا كان يوم الجمعة في الأسبوع كالعيد في العام، وكان العيد مشتملاً على صلاة وقربان، وكان يوم الجمعة يومَ صلاة، جعل الله سبحانه التعجيل فيه إلى المسجد بدلاً من القربان وقائمًا مقامه، فيجتمع للرائح فيه إلى المسجد الصلاة والقربان".
    بمعنى أن الذي يبكر إلى الصلاة يوم الجمعة كان له من الأجر كمن اشترى شيئًا مما ذُكِر في الحديث، ووزعه على فقراء المسلمين، فمن ذهب في الساعة الأولى كان كمن اشترى من ماله الخاص بدنة، فذبحها ثم وزعها على فقراء المسلمين، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

    فانظروا رحمكم الله إلى هذا الفرق العظيم بين أجر من يبكر ويأتي في الساعة الأولى، ومن يتأخر ويأتي في الساعة الخامسة الأخيرة، إنه الفرق بين من يتصدق ويتبرع بالبدنة، وبين من يتصدق ويتبرع بالبيضة، فانظر لنفسك ماذا أنت تختار، ولو حصل لك ظرف معين في أحد المرات وتأخرت، فاحرص أن تكون على الأقل مع من يقرِّب بقرة، أو على الأقل دجاجة، لكن أن يكون طبعك وديدنك مع البيضة دائمًا فهذا أيضًا من الحرمان، أما إذا دخل الخطيب فإن البيضة أيضًا أنت لست من أهلها، لأن الملائكة تطوي صحفها وتجلس تستمع إلى الخطبة.
                  

07-10-2014, 05:08 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    عن عوف بن مالك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنى أخاف على أمتى من أعمال ثلاثة " قالوا : ما هى يا رسول الله؟ قال : " زلة عالم، وحكم جائر، وهوى متبع ".

    وليس هذا التحذير من الولاية العامة فحسب، بل إن كل رئيس لعمل ـ دق أو جل ـ ينبغى أن يستعظم حق الناس فى رعايته وحسن القيام عليه، حتى لو كان رئيس ثلاثة كتبة فى ديوان أو رئيس ثلاثة عساكر فى قرية، أو أقل أو أكثر من ذلك، فإن توفر العدالة فى أمة من الأمم لا يبلغ تمامه إلا إذا حسن الإشراف على شئونها كلها وصينت حقوق الناس فى نواحى الحياة جميعا.

    الشيخ محمد الغزالى
    الإسلام والإستبداد السياسي
    قرآن ( شِفَاء لِمَا فِي الصدور) :
    بمعنى الشفاء من الأحقاد والحزازات والكراهية والبغضاء؛ التي كثيراً ما تفسد حياة الناس وتفسد قلوبهم.
    قالت أم سلمة
    كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم
    "يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
    فلنكثر من هذا الدعاء فما أحوجنا إليه
                  

07-10-2014, 05:15 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا · ·
    البلاء قد ينزل فجأة .. فهل نحن مستعدون له ؟!

    هذه لقطات مروعة لمفاجأة تسونامي اليابان عام 2011 من كاميرات مراقبة مختلفة.

    (أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون ؟
    أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ؟!
    أفأمنوا مكر الله ؟
    فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون).
    لا تحقرن من المعروف شيئاً
                  

07-10-2014, 01:21 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اللهم ياسامع الصوت وياسابق الفوت وياكاسي العظام لحما بعد الموت ويامن اجاب نوح حين ناداه وكشف الضر عن ايوب في بلواه وسمع يعقوب في شكواه ورد إلية يوسف وأخاه وبرحمته ارتد بصيرا واعاد النور الى عيناه وليس بعزيز عليك وليس بعسير عليك ان ترزقني (سمي حاجتك) سبحانك لااله الا انت ياذا الجلال والاكرام يارب يارب يارب يامن نجيت محمد صلى الله عليه واله وسلم حين نسجت على الغار خيوط العنكبوت وأمنت يونس في بطن الحوت وحفظت موسى في اليم والتابوت ليس بعسير عليك ان ترزقني (سمي حاجتك) سبحانك لااله الا انت ياذا الجلال والاكرام يارب يارب يارب ياخالق السماوات والارض والليل والنهار والشمس والقمر والنجوم والكواكب والشجر والدواب والماء والتراب وكل شئ وعلمت الانسان مالم يعلم ورفعت السماوات بغير عمد نراه ليس بعسير عليك وليس بعزيز عليك ان ترزقني (سمي حاجتك ) سبحانك لااله الا انت ياذا الجلال والاكرام يارب يارب يارب اللهم اني عبدك الذليل الفقير المسكين سجدت لوجهك العظيم ابتهالا وتضرعا ورجاء وضعفي وعجزي وقلة حيلتي وهواني على الناس ويقينا واعترافا وتصديقا بأنك انت الله وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد بيدك الخير كله وانت على كل شئ قدير اللهم اني اسئلك بأنك انت الله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ولم يتخذ صاحبة ولا ولد واسألك اللهم باسمك الاعظم الذي اذا سئلت به اعطيت وأذا دعيت به اجبت واذا استرحمت به رحمت واذا استفرجت به فرجت ياارحم الراحمين يامالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين ارزقني (سمي حاجتك) سبحانك لااله الا انت ياذا الجلال والاكرام اللهم ياذا العزة والجبروت يامالك الملك والملكوت اسالك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك او استاثرت به في علم الغيب عندك او علمته احد من خلقك ان ترزقني (سمي حاجتك ) سبحانك لااله الا انت ياذا الجلال والاكرام يارب يارب يارب يامالك الملك يامالك الملك يامن تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء بغير حساب ليس بعسير عليك وليس بعزيز عليك ان (سمي حاجتك) سبحانك لااله الا انت ياذا الجلال اللهم انك قلت وقولك الحق ادعوني استجب لكم اللهم انا دعوناك كما امرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا يااكرم من سئل وياأجود من اعطى وحسبنا الله ونعم الوكيل ،،
    الرجاء قراءة سورة الفاتحة 3 مرات بنية قضاء الحاجة
                  

07-10-2014, 07:13 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اللهم إني أسألك الطيبات وفعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني وإذا أردت في خلقك فتنة فنجني إليك منها غير مفتون اللهم وأسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يبلغني إلى حبك
                  

07-11-2014, 01:05 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    Quote: سؤال: لماذا جاء التحدي للمشركين أن يأتوا بمثل سورة واحدة من القرآن، ومرة بمثل عشر سور، ومرة بسورة مثل القرآن ؟

    الجواب:

    قال الله تعالى في سورة البقرة (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ).

    وفي سورة يونس (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ).

    وفي سورة هود (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ).

    ..
    (من مثله) جاءت فقط في البقرة، لأنها سنام القرآن وأول المصحف بعد الفاتحة، فلما قال (مِنْ) كان التحدي بأن يأتوا بأي جزء من القرآن.

    أو يقال إن آية البقرة للرد على تكذيبهم وشكهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا) فأعجزهم أن يأتوا بسورة من أمي مثله لا يقرأ ولا يكتب.
    وآية يونس فيها تكذيب للقرآن فناسبها (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ).
    وآية هود ترد على معنى الافتراء فطالبهم بأن يأتوا بسور (مُفْتَرَيَاتٍ) أيضا كما زعموا، وفي هذا توسعة في التحدي فناسبه التوسعة فى العدد المطلوب لأن الكلام المفترى أسهل فناسبته التوسعة فحصل عجزهم من كل جهة.

    وتحمس الإمام السيوطي لكون ترتيب المصحف توقيفيا وقال (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ) لأنها السورة الحادية عشرة ترتيبا، فجاء التحدي بالعشر سور التي سبقتها.
                  

07-11-2014, 01:15 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الله ولي الذين آمنوا



    العبد بحاجة إلى إله، وفي ضرورة إلى مولى،

    ولابد في الإله من القدرة والنصرة، والحكم، والغنم، والغناء والقوة، والبقاء.

    والمتصف بذلك هو الواحد الأحد الملك المهيمن، جل في علاه.



    فليس في الكائنات ما يسكن العبد إليه ويطمئن به، ويتنعم بالتوجه إليه إلا الله سبحانه، فهو ملاذ الخائفين، ومعاذ الملجئين، وغوث المستغيثين، وجار المستجيرين:

    {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم} ،

    {وهو يجير ولا يجار عليه} ،

    {ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع}.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ".
    [متفق عليه]
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة "
    [صحيح البخاري]
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تبارك وتعالى : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة سيئة مثلها أو أغفر. ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا، لقيته بمثلها مغفرة "
    صحيح مسلم
    لماذا يختار الميت الصدقة لو رجع للدنيا؟

    كما قال تعالى :(and#65197;and#65167; and#65247;and#65262;and#65275; and#65155;and#65191;and#65198;and#65175;and#65256;and#65266; إلى أand#65183;and#65246; and#65239;and#65198;and#65267;and#65168; and#65235;and#65156;and#65211;and#65194;ّand#65237;)؟
    ولم يقل لأعتمر او لاُصلي او لاصوم
    قال أهل العلم : and#65251;and#65166; and#65195;and#65243;and#65198;الميت and#65165;and#65247;and#65212;and#65194;and#65239;and#65172; إلا and#65247;and#65228;and#65224;and#65268;and#65250; and#65251;and#65166; and#65197;and#65155;and#65263; and#65251;and#65254; أثرها بعد موته"

    فأكثروا من الصدقة فإن المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته.
    وتصدقوا عن موتاكم فإن موتاكم يتمنون الرجوع للدنيا ليتصدقوا ويعملوا صالحاً فحققوا لهم أمنيتهم.
                  

07-11-2014, 02:11 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    إضاعة الوقت أشد من الموت,
    لأن اضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة,
    والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها.

    (ابن القيم)
    قال الحسن البصري رحمه الله
    "مامن رجل يرى نعمة الله عليه فيقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات إلا أغناه الله وزاده من فضله".

    ياودود
    ياودود
    ياودود
    ياذا العرش المجيد
    يافعال لما تريد
    لك الحمد ولك الشكر على جميع النعم
    اللهم لك الحمدكماينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
    اللهم ياحي ياقيوم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابرهيم انك حميد مجيد
    يارب يارب يارب
    اسألك بعزك الذي لايرام
    وبملكك الذي لا يضام
    وبنورك الذي ملأ اركان عرشك
    يامغيث اغثني ..
    يامغيث اغثني..
    يامغيث اغثني..
    (اذكر حاجتك)

    (اللہم لا تشمت اعدائي بدائي، واجعل القرآن العظيم دوائي وشفائي، انت ثقتي ورجائي واجعل حسن ظني بك شفائي،

    اللهم ثبت علي عقلي وديني، وبك يا رب ثبت لي يقيني وارزقني رزقاً حلالاً يكفيني وابعد عني شر من يؤذيني، ولا تحوجني لطبيب يداويني،

    اللهم استرني على وجه الارض، اللهم ارحمني في بطن الارض، اللهم اغفرلي يوم العرض عليك ، بسم الله الرحمن الرحيم طريقي والرحمن رفيقي والرحيم يحرسني من كل شيء يلمسني، اللهم اعوذ بك من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد،

    اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك اسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك او استاثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي

    اللهم يا مسهل الشديد و ياملين الحديد و يامنجز الوعيد و يا من هو كل يوم في امر جديد، اخرجني من حلق الضيق الى اوسع الطريق بك ادفع ما لا اطيق ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم،

    اسالك اللهم بقدرتك التي حفظت بها يونس في بطن الحوت ، ورحمتك التي شفيت بها ايوب بعد الابتلاء ان لاتبق لي هما ولاحزنا ولاضيقا ولاسقما الا فرجته، وان اصبحت بحزن فامسيني بفرح و ان نمت على ضيق فايقظني على فرج، وان كنت بحاجه فلا تكلني إلى سواك وان تحفظني لمن يحبني وتحفظ لي احبتي،

    اللهم انك لا تحمل نفساً فوق طاقتها فلا تحملني من كرب الحياة مالا طاقة لي به وباعد بيني وبين مصائب الدنيا وتقلب حوادثها كما باعدت بين المشرق والمغرب،

    اللهم بشرني بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى،

    اللهم بشر من أرسل لي هذا الدعاء بحاجة تفرح قلبه وتدمع عيناه منها، اللهم يامن لا تضيع لديك الودائع احفظني واهلي واحبتى والمؤمنين.وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

    قولو معي ..في هذه الساعه :

    ربي ها أنت ترى مكاني و تسمع كلامي و أنت أعلم من عبادك بحالي ربي شكواي لك لا لأحد من خلقك فاقبلني في رحابك في هذه الساعة المباركه، ربي إني طرقت بابك فافتح لي أبواب سمواتك و أجرني من عظيم بلائك،

    اللهم يا مسخر القوي للضعيف و مسخر الجن لنبينا سليمان و مسخر الطير و الحديد لنبينا داود و مسخر النار لنبينا ابراهيم(سخر لي عبادك الطيبين من حولي وسهل لي أموري وارزقني من حيث لا أحتسب) ، ربي بحولك و قوتك و عزتك و قدرتك أنت القادر علي ذلك وحدك لا شريك لك..

    اللهم إني أسألك بخوفي من عظمتك و طمعي برحمتك أن ترزقني ما كان خيرا لي في ديني و دنياي و معاشي و عاقبة أمري عاجله و اجله،

    اللهم إني أشكو لك قلة حيلتي و هوان أمري و ضعف قوتي، اللهم إني أسألك أن تصرف عني شتات العقل و الأمر و التفكير، ربي اثرني و لا تؤثر على ، ربي انصرني و لا تنصر علي. إلهي ارحم ضعفي و فرج همي و اجبر كسري و امن خوفي و امطرني برزق من عندك لا حد له، و فرج من عندك لا مد له، و خير من عندك لا عدد له

    اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدا فقربه وإن كان قريبا فيسره وإن كان قليلا فكثره وإن كان كثيرا فبارك لي and#1700;يہٌ اللهم ولمرسلها مثل ذلك ،،

    يارب في هذه الساعه أسالك الراحه لكل مسلم ضاقت عليه دنياه وذرفت عيناه يا الله أفرح قلوبا أنهكها التمني وبشر أصحابها بفرح لايذكرهم بوجعهم واسعد قلوبهم وأسعدنا بصحبتهم.اللهم إغفر لوالدي وادخلهم جنتك ياأرحم الراحمين.

    أمين اللهم وفق من ارسل لي الرساله ويسر له اموره بالدنيا والاخره وارزقه النظر الى وجهك الكريم واحسن خاتمته ووالديه وارزقه ضعف مايتمنى بالدنياوالاخره وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين

    اللهم اعتق رقابنا من النار ، -
    اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ، . - اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد ، - استغفر الله واتوب اليه ، -
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، .

    مرر المسج لاصدقائك او اعمل مشاركة حتىَ تقُول الملائگه ولك المثل بإذن الله والحمدلله رب العالمين
                  

07-11-2014, 02:16 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    سألتْها : هل تصومين وتصلين ؟

    ضحكت وقالت : بالطبع أصوم وأصلى !!!

    سألتها : هل ترتدين الحجـــــــاب ؟
    قالت : لا لن أرتديه !!!

    فسألتها : من الذي فرض عليك الصيام والصلاة ؟
    قالت : الله عزوجل

    ومن الذي فرض عليك الحجاب ؟
    فاجابت : ........ الله عز وجل

    قالت لها : إذن فانصتِ الى هذة الآية الكريمة :

    يقول الله جل وجل :

    أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ - البقرة
                  

07-11-2014, 02:26 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    اللّهُمَّ ارزقنآ الإخلاص في القول و العمل
    اللّهُمَّ طهِّر قلوبنا من النفاق
    و أعمالنا من الرياء
    و ألسنتنا من الكذب
    و أعيننا من الخيانة
    فإنّك تعلم خائنة الأعين
    و ما تخفي الصدور
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "
    متفق عليه
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
    العارف لا يأمر الناس بترك الدنيا فإنهم لا يقدرون على تركها ، ولكن يأمرهم بترك الذنوب مع إقامتهم على دنياهم.
    فترك الدنيا فضيلة، وترك الذنوب فريضة فكيف يؤمر بالفضيلة من لم يقم الفريضة ؟
    فإن صعُب عليهم ترك الذنوب فاجتهد أن تحبب الله إليهم بذكر آلاله وإنعامه وإحسانه وصفاته وكماله ونعوت جلاله، فإن القلوب مفطورة على محبته فإذا تعلقت بحبه هان عليها ترك الذنوب والاستقلال منها والإصرار عليها.
                  

07-11-2014, 08:41 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ومن أحسُن قولاً مّمّن دَعآ الىَ الله وعمِِلَ صَلحاً وقال إننى من المسلمين
    أهمِّية شُكر نِعَم الله وعظيم أثَره في ثبات النِّعمة ودوامِها .

    قال عزَّ وجلَّ : ?وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ? ، فشكر النعمة هذا له أثر عظيم على العبد في ثبات النعمة ونمائها وزيادتها ، والنِّعمة إذا شُكِرت قرَّتْ ، وإذا كُفِرت فرَّتْ ؛ ولهذا يسمِّي بعضُ العلماء الشُّكرَ: «الحافظَ» ، ويسمونه «الجالِبَ» ؛ يقولون لأنَّه يحفَظ النِّعمَ الموجودة ويجلِبُ النِّعم المفقودةَ ، وهذا يدل عليه قول الله تبارك وتعالى : ?وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ? [إبراهيم:7] ، قال: ?أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ? : اشكر لله على نعمتِه عليكَ ومَنِّه وإكرامِه ، وهذا السياق المبارك يدلنا على أنَّ العبدَ إذا وُفِّق للعلم ووفق العمل ووفق الخَير أن يكون دائمًا وأبداً شاكرًا لله سبحانه وتعالى معترفًا بنعمة الله عليه وفضلِه وهدايتِه وتوفيقِه ؛ لأن المنة منة الله والفضل فضله سبحانه وتعالى . *** شُكر النِّعمة يكون بالقلب واللِّسان والجوارح . وهنا في هذا المقام إذا أوتي العبد نصيباً من الحكمة والعلم النَّافع والعمل الصَّالح فإن شكره لله تبارك وتعالى على هذه النعمة يكونُ بقلبه اعترافًا بنعمة المنعِم وأن ما أوتيه من علمٍ وحكمةٍ وفقهٍ وبصيرةٍ وهدىً وصلاحٍ هو من الله جل وعلا ؛ فيكون الشكر بالقلب اعترافاً بنعمة المنعم وأن النعمة من الله سبحانه وتعالى ، والأمر الثاني باللِّسان بالثناء على الله وحمده وشُكره ، والأمر الثالث بالجوارح بأن يستعملها المنعَم عليه في طاعة الله جلَّ وعلا ، ومن ذلك قوله عز وجل : ? اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ? [سبأ:13] ، فيَعملُ العبدُ الصَّالحات ويحرصُ على الطَّاعات وعلى صَرف هذه النِّعمة في سبيلِها وطريقِها الَّذي أمَرَه الله تبارك وتعالى به. *** الله جلَّ وعلا لا ينفعُه شُكر الشَّاكرين ولا يضرُّه كُفر الكافرين .

    كما قال الله جل وعلا : ? أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ? فالله جلَّ وعلا لا ينفعه شُكر مَن شَكَر ، ولا يضُرُّه كُفر مَنْ كَفَر ، ولا تَنفَعُه طاعةُ مَن أطاع ، ولا تضرُّه معصيةُ مَن عصى ؛ وتأمَّل هذا في قول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي -حديث أبي ذرٍّ في صحيح مسلم - : «يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا؛ يَا عِبَادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا» ؛ فهو سبحانه وتعالى لا تنفعُه طاعة مَن أطاع ، ولا تضرُّه معصيةُ من عصَى ؛ بل ? مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ? [الإسراء:15] ، أمَّا الله جلَّ وعلا فهو غنيٌّ حميدٌ ، ومِن هذا قوله سبحانه وتعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) ? [فاطر:15-16
    copied
                  

07-11-2014, 10:10 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    هل يجب علينا أن نكتب وصيتنا ؟

    كتابة الوصية واجبة على من عنده شيئ يوصي فيه، ومستحبة لغيره.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    "ما حق امريء مسلم له شيء يوصي فيه. يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده"
    متفق عليه، وهذا لفظ البخاري.
    وفي رواية لمسلم: "يبيت ثلاث ليال"

    قال ابن عمر رضي الله عنهما:
    ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي.
    [-[-[-[-[-
                  

07-11-2014, 07:54 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ما رأيتُ عملاً ألذّ ولا أمتع - مع كونه قُربة وعبادة -
    من حسن الخُلُق مع الناس..
    وصفاء القلب..
    والرغبة الصادقة في نفعهم..
    والحرص على هدايتهم.

    (د. محمد العريفي)
                  

07-12-2014, 01:09 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كتب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن اكتبي إلي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي؛ فكتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية:
    " سلام عليك، أما بعد 00 فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من التمس رضا الله بسخط الناس؛ كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله؛ وكله الله إلى الناس " 00 والسلام عليك "
    اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك ملء السموات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت ياربنا من شئ بعد اهل السناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
    عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» هذا لفظ البخاري ولمسلم قال: " إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي المسلمين خير؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده "
                  

07-12-2014, 01:12 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قال لصاحبه : ما سر هدوء قلبك واطمئنان بالك ؟

    قال : منذ عرفت الله

    ما أتاني خير إلا توضأت وصليت شكراً

    وما أصابني ضر إلا توضأت وطلبت صبراً

    وما حارني أمر إلا وتوضأت واستخرت خيراً

    وهكذا تتقلب حياتي بين شكر وصبر ودعاء .
    [-[[-[-[-[-
    يا من بيده تدبير الأمور:

    أدرك أمة حبيبك صلى الله عليه وسلم بحفظك ولطفك
    اللهم أمدها بنفحات جودك
    وألهمها رشدها
    واهدنا لما اختُـلِف فيه من الحق بإذنك،
    إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ...
    [-[-[-[-
    لا تقلق ولا تضطرب من ضيق الرزق أو تعسره

    فإن الرزاق هو الواحد الأحد، فعنده وحده رزق العباد، وقد تكفل بذلك، {وفي السماء رزقكم وما توعدون} .
    فإذا كان الله هو الرزاق فلِمَ يُتملق البشر، ولِمَ تُهان النفس في سبيل الرزق لأجل البشر؟!
    قال سبحانه: {وما من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها} .
    وقال جل اسمه: {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده} .
    [-[-[-[-[-
    ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ .. والنار ؟
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟
    فقال صلى الله عليه وسلم: " التقوى وحسن الخلق ".
    وسئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار..؟
    فقال صلى الله عليه وسلم: " الأجوفان: الفم والفرج ".

    [صححه الإمام الذهبي في التلخيص، رواه الحاكم في المستدرك برقم: 7919]
                  

07-12-2014, 01:14 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قال رسولنا الكريم(من قال لا إله الا الله وحده لاشريك له ،له الملك ، وله الحمد،وهو علي كل شئ قدير في يوم مائه مره كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائه حسنه ومحيت عنه مائه سيئه وكانت له حرزآ من الشيطان يومه ذلك حتي يمسي ولم يأتي احد بأفضل مما جاء به إلااحد عمل اكثر من ذلك).
                  

07-13-2014, 01:42 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري،

    وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي،

    وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي،

    واجعل الحياة زيادة لي في كل خير،

    واجعل الموت راحة لي من كل شر».



    دعاء نبوي كريم، أخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب: التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، برقم (2720)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

    (عدل بواسطة سيف اليزل برعي البدوي on 07-13-2014, 03:33 PM)

                  

07-13-2014, 03:31 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    ثلاثة تهدم الدين !

    عن زياد بن حدير قال :
    قال لى عمر رضي الله عنه: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟
    قال قلت: لا.
    قال: يهدمه :
    - زلة العالم
    - وجدال المنافق بالكتاب
    - وحكم الأئمة المضلين.

    أخرجه الدارمي وإسناده صحيح.
                  

07-13-2014, 03:35 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده،

    فإن لم يستطع فبلسانه،

    فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان "



    رواه مسلم.



    ___________________







    اللهم احفظني بالإسلام قائما،

    واحفظني بالإسلام قاعدا،

    واحفظني بالإسلام راقدا،

    ولا تشمت بي عدوا ولا حاسدا،

    اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك،

    وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك».



    أخرجه الحاكم في مستدركه (1/ 524)، وصححه، كما صححه الألباني، انظر: صحيح الجامع الصغير، برقم (1301).





    _________________





    {ألم نشرح لك صدرك}

    نزل هذا الكلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتحققت فيه هذه الكلمة،

    فكان سهل الخاطر،

    منشرح الصدر،

    متفائلا،

    جياش الفؤاد،

    حي العاطفة،

    ميسرا في أموره،

    قريبا من القلوب،

    بسيطا في عظمة،

    دانيا من الناس في هيبة،

    متبسما في وقار،

    متحببا في سمو،

    مألوفا للحاضر والبادي،

    جم الخلق،

    طلق المحيا،

    مشرق الطلعة،

    غزير الحياء،

    يهش للدعابة،

    ويبش للقادم،

    مسرورا بعطاء الله،

    جذلا بالهبات الربانية،

    لا يعتريه اليأس،

    ولا يعرف الإحباط،

    ولا يخلد إلى التخذيل،

    ولا يعترف بالقنوط،

    ويعجبه الفأل الحسن،

    ويكره التعمق والتشدق،

    والتفيهق والتكلف والتنطع؛



    لأنه صاحب رسالة، وحامل مبدأ،

    وقدوة أمة، وأسوة أجيال،

    ومعلم شعوب، ورب أسرة،

    ورجل مجتمع، وكنز مثل،

    ومجمع فضائل، وبحر عطايا، ومشرق نور.



    إنه باختصار: ميسر لليسرى،، وإنه بإيجاز {ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم} أو بعبارة أخرى: {رحمة للعالمين} وكفى!!



    {شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا} .



    __________________





    لماذا تعجبت الجن ؟!



    عن ابن عباس قال في قول الجن {وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} قال :

    لما رأوه يصلي بأصحابه ويصلون بصلاته ويركعون بركوعه ويسجدون بسجوده تعجبوا من طواعية أصحابه له،



    فلما رجعوا إلى قومهم قالوا {إنه لما قام عبد الله} يعني النبي صلى الله عليه وسلم {يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} .



    أخرجه الإمام أحمد بسند صحيح.



    ________________





    من كتب التجويد: عمدة المفيد وعدة المجيد في معرفة التجويد



    - قصيدة نونية في تلاوة القرآن الكريم وتجويده.

    - ناظمها ومؤلفها علي بن محمد أبو الحسن علم الدين السخاوي (ت 643 هـ)، وهو أخص تلاميذ الإمام الشاطبي ومقدمهم.



    - عنيت القصيدة بتصحيح النطق بالحروف وبيان صفاتها، من غير ذكر لمخارج الحروف. وقد عرضت كذلك للتجويد وميزانه. وهي بذلك لم تستوعب مباحث تجويد القرآن الكريم وترتيله، بل ذكر ناظمها ما يحتاج إليه القارئ المبتدئ، وفق ما غلب على ظنه.

    - عدة أبياتها أربعة وستون بيتا من بحر الرجز.



    - وقد اعتنى العلماء بهذه المنظومة الصغيرة، فقد رواها وحفظها كثير منهم من أمثال: الذهبي وجمال الدين الفاضلي ويوسف بن عبد الهادي الذي كان يلقنها لأولاده ويجيزهم بها.

    - وقد شرحها بعض العلماء منهم:



    1 - مؤلفها وناظمها نفسه.

    2 - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقاعي الحموي (ت 670 هـ).

    3 - الحسن بن قاسم المرادي (ت 749 هـ).

    4 - عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ (ما زال حيا).



    - من منتخبات القصيدة قوله فيها:

    للحرف ميزان فلا تك طاغيا ... فيه ولا تك مخسر الميزان

    رتل ولا تسرف واتقن واجتنب ... نكرا يجيء به ذوو الألحان



    ______________





    من أئمة القراء: أبو عمرو (ت 154 هـ)



    - أبو عمرو زبان بن العلاء البصري.

    - أحد القراء السبعة وإمام البصرة في النحو.

    - قرأ على جماعة من كبار التابعين كمجاهد وعطاء وسعيد بن جبير.

    - وراوياه من طرق التيسير والشاطبية والطيبة هما: الدوري حفص بن عمر والسوسي صالح بن زياد.



    ________________





    من فتاوى الفقيه الدكتور/ صلاح الصاوي لصفحة المصحف الجامع:



    (مشكلتي أتعبتني نفسيا وعقليا)



    السؤال:

    مشكلتي اتعبتني نفسيا وعقليا واستشرت كل من حولي لكن لااستطيع اخذ قرار ارجو الافاده انا مطلقه لاسباب شخصيه طلقت منذ ثلاث سنوات وتقدم الي الكثير من الرجال لكني لم اوفق اما انه لم يعجبني او انا لم اعجبه الي ان رزقني الله برجل نحسبه علي خير من شهادة اكثر من حوله وافقت عليه لخلقه ودينه ولكنه كان متزوج ايضا لكن زواج ضغط فلم يستطيع الحياه وطلق عاش مع زوجته 20 يوما وهذا يخوفني ان يكون قد ظلمها ولم يعطي لنفسه اولها فرصه ولكنه انجب منها بنت.



    البنت مع امها يرسل اليها نفقتها لكنه لايراها ولايريد حتي لايتعلق بها وانا لااتقبل هذا كما اني في بعض الاحيان عندما احس انه يشبه طليقي في شئ اشعر بشئ من الضيق الاانه فرحان وهذا يظهر في حديثه وايضا كلما فكر في العقد خفت ولا اعرف لماذا اجلس معه بالنقاب لاتعرف عليه اخاف من التجربه مره اخري واخاف من ان يكون قد ظلم زوجته وان يكون ظالم لبنته خاصة اني كبيرة ابي واشعر اني لايمكنني الاستغناء كما اني قد اصبت بانزلاق غضروفي من ست سنوات ولكني الحمد لله شفيت منه ولكن اشعر احيانا ببعض الالم فهل اخبره الان ، ابي وامي قالو لا فانت بخير ولاداعي اعذروني اعرف اني اطلت عليكم فسامحوني



    افيدوني افادكم الله وجزاكم الله خيرا.



    الجواب:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن



    والاه، أما بعد:

    فإن قضيتك حقا في حاجة إلى تأمل! فلا يعجبني من هذا الرجل قوله إنه لا يريد أن يتعلق بابنته! هذا ليس بسوي! وهو بهذا يظلم نفسه ويظلم ابنته! فكيف يبارك له في حياة؟!



    طلاقه لزوجته في خلال هذه المدة القصيرة قد يكون له ما يسوغه، أما تحاشيه لابنته فهو الأمر المحير، ولا أجد له مخرجا! أرى أن تصارحيه بظروفك الصحية تماما، لعلها تكون سببا في إدباره عن هذه العلاقة،



    ويكون هذا جوابا من الله عز وجل على تحيراتك! وأرى أن تتريثي قبل الإقدام على خطوة نهائية، فإن الأمر يحتاج إلى مزيد روية وتدبر، وأكثري من الاستخارة والاستشارة، والضراعة إلى الله عز وجل أن يلهمك رشدك، وأن ياخذ بناصيتك إلى ما يحبه ويرضاه، ولعل الله أن يريك في هذا الامر مايجلي لك غوامضه!



    والله تعالى أعلى وأعلم.



    _________________





    سورتان في القرآن بدأهما الله بالوعيد



    (ويل للمطففين) و (ويل لكل همزة لمزة)



    الأولى في حفظ أموال الناس

    والثانية في حفظ أعراضهم !
                  

07-13-2014, 03:37 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قال المُزني : دخلتُ علي الشافعي في علته التي مات فيها ، فقلتُ : كيف أصبحت ؟!

    فقال : أصبحتُ من الدُنيا راحلاً ، وللإخوانِ مُفارقاً ، ولكأسِ المنية شارباً ، ولسُوءِ الأعمالِ مُلاقياً ، وعلي الله وارداً ، فلا أدري : أرُوحي تصيرُ إلي الجنة فأُحييها ، أم إلي النارِ فأُعزيها ؟!
    ----------------------------------------
    لله دُرُهُم ، رجالٌ صدقوا الله فصدقهُم وكانوا خير الرجالِ ، اللهُم أرزقنا الزهد في الدُنيا .
    [-[-[-[-[-
    سبحان الذي لا يغلق باب توبتة وإذا قست القلوب نزلت رحمته اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني

    اللهم إجعل ثأري على من ظلمني ونصرني على من عاداني ولا تجعل مصيبتي في ديني

    اللهم إجعل كيدة في نحرة وجعل اللهم تدبيرة في تدميرة اللهم قد أراني قوتة علي فأرني قوتك عليه
                  

07-13-2014, 03:57 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    قصة صقر جنكيز خان وحكمتين تكتبان بماء الذهب
    أعز أصدقاء جنكيز خان .. كان صقره !!
    الصقر الذي يلازم ذراعه .. فيخرج به ويهده على فريسته ليطعم منها ويعطيه ما يكفيه .. صقر جنكيز خان كان مثالاً للصديق الصادق .. حتى وإن كان صامتاً
    خرج جنكيز خان يوماً في الخلاء لوحده ولم يكن معه إلا صديقه الصقر .. انقطع بهم المسير وعطشوا
    أراد جنكيز أن يشرب الماء ووجد ينبوعاً في أسفل جبل .. ملأ كوبه وحينما أراد شرب الماء جاء الصقر وانقض على الكوب ليسكبه !!
    حاول مرة أخرى .. ولكن الصقر مع اقتراب الكوب من فم جنكيز خان يقترب ويضرب الكوب بجناحه فيطير الكوب وينسكب الماء !!
    تكررت الحالة للمرة الثالثة .. استشاط غضباً منه جنكيز خان وأخرج سيفه .. وحينما اقترب الصقر ليسكب الماء ضربه ضربة واحدة فقطع رأسه ووقع الصقر صريعاً ..
    أحس بالألم لحظة أن وقوع السيف على رأس صاحبه .. وتقطع قلبه لما رأى الصقر يسيل دمه ..
    وقف للحظة .. وصعد فوق الينبوع .. ليرى بركة كبيرة يخرج من بين ثنايا صخرها منبع الينبوع وفيها حيةٌ كبيرة ميتة وقد ملأت البركة بالسم !!
    أدرك جنكيز خان كيف أن صاحبه كان يريد منفعته .. لكنه لم يدرك ذلك إلا بعد أن سبق السيف عذل نفسه ..
    أخذ صاحبه .. ولفه في خرقه .. وعاد جنكيز خان لحرسه وسلطته .. وفي يده الصاحب بعد أن فارق الدنيا ..
    أمر حرسه بصنع صقر من ذهب .. تمثالاً لصديقه وينقش على جناحيه
    " صديقُك يبقى صديقَك ولو فعل ما لا يعجبك "
    وفي الجناح الآخر :
    " كل فعل سببه الغضب عاقبته الإخفاق"
                  

07-13-2014, 04:11 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    فضائل عظيمة للوضــوء
    - عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره"
    رواه مسلم.
    - وعنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا ثم قال: "من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة"
    رواه مسلم.
    - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه، خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه، خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيا من الذنوب"
    رواه مسلم.
                  

07-13-2014, 08:14 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    الحكم على الناس بغير علم وعدل جرم عظيم، وقد قال الله تعالى:
    (إذ تلقونه بألسنتكم، وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم).
                  

07-13-2014, 08:41 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أبـت نفسـي تتوب فمـا احتيـالي * إذا بـرز العبـاد لـذي الجـلال
    وقامـوا مـن قبـورهـم سـكارى * بــأوزار كأمـثـال الجــبال
    وقد نصـب الصـراط لكي يجـوزوا * فمنهـم من يكـب على الشمـال
    ومنهـم مـن يسـير لـدار عـدن * تـلَّقـاه العرائـس بالـغـوالـي
    يقـول له الـمهميـن: يـا ولـيّي * غفـرت لـك الذنـوب فلا تبـالي
    [-[-[-[-
    عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُحَرِّكُ شَفَتَيَّ، فَقَالَ:"مَا تَقُولُ يَا أَبَا أُمَامَةَ؟" قُلْتُ:أَذْكُرُ اللَّهَ،
    فقال : ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار ؟ . قلت : بلى يا رسول الله ! قال : تقول : ( سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض [والسماء] سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء ، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه ، سبحان الله عدد كل شيء ، سبحان الله ملء كل شيء ، الحمد لله عدد ما خلق ، والحمد لله ملء ما خلق ، والحمد لله عدد ما في الأرض والسماء ، والحمد لله ملء ما في الأرض والسماء ، والحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله ملء ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ) . وصححه الألباني (صحيح الجامع، رقم: 2615). ثُمَّ قَالَ: "تُعَلِّمُهُنَّ عَقِبَكَ مِنْ بَعْدَكَ"
    [-[-[-[-
    قال الحسن البصري رحمه الله : لا يغرنك قول "يحشر المرء مع من أحب" فإن اليهود والنصارى يحبون أنبيائهم وليسوا معهم ولكن اعمل بعملهم تحشر معهم.
    [-[-[-[-[-
    سجدات القرآن الكريم
    هي عزائم السجود الواردة بصيغة الأمر المباشر أو الخبر الذي يعني الأمر.
    وسجدات القرآن هي أربع عشرة سجدة، هي:

    1 - وله يسجدون [الأعراف: 206].
    2 - وظلالهم بالغدو والآصال [الرعد: 15].
    3 - ويفعلون ما يؤمرون [النحل: 50].
    4 - ويزيدهم خشوعا [الإسراء: 109].
    5 - خروا سجدا وبكيا [مريم: 58].
    6 - إن الله يفعل ما يشاء [الحج: 18].
    7 - وافعلوا الخير لعلكم تفلحون [الحج: 77].
    8 - وزادهم نفورا [الفرقان: 60].
    9 - رب العرش العظيم [النمل: 26].
    10 - وهم لا يستكبرون [السجدة: 15].
    11 - وهم لا يسأمون [فصلت: 38].
    12 - فاسجدوا لله واعبدوا [النجم: 62].
    13 - لا يسجدون [الانشقاق: 21].
    14 - واسجد واقترب [العلق: 19].

    وهناك سجدة أخرى مختلف فيها، وهي قوله تعالى: وخر راكعا وأناب [ص: 24]،
    فهي سجدة عند أبي حنيفة ومالك، وليست سجدة عند الشافعي وأحمد.
    [-[-[-[-
    عنْ عمر رضي اللهُ عنهُ قال : سمعتُ رسول الله صلي اللهُ عليه وسلم يقولُ : " لو أنكُمْ تتوكلُون علي الله حق توكُله لرزقكُم كما يرْزُقُ الطير ، تغدُو خِماصاً ، وترُوحُ بِطاناً " رواهُ الترمذيُ وقال حديثٌ حسنٌ .

    ومعناهُ : تذهبُ أول النهارِ خِماصاً : أي ضامرة البُطُونِ من الجُوعِ ، وترجعُ أخر النهارِ بِطاناً : أي مُمتلة البُطونِ .
    [-[-[-[-[-
    يقول الله سبحانه وتعالى.. . . { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا { 1 } يرسل السماء عليكم مدرارا { 2 } ويمددكم بأموال وبنين{ 3 } ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا { 4 }استغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته..استغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته..استغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته..استغفر الله العظيم من كل صالح جفوته..استغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته..استغفر الله العظيم من كل بر أجلته..استغفر الله العظيم من كل ناصح أهنته..استغفر الله العظيم من كل محمود سئمته..استغفر الله العظيم من كل زور نطقت به..استغفر الله العظيم من كل حق أضعته..ااستغفر الله العظيم من كل باطل إتبعته..استغفر الله العظيم من كل ضمير قتلته..استغفر الله العظيم من كل وقت أهدرته..استغفر الله العظيم من كل سر أفشيته..استغفر الله العظيم من كل أمين خدعته ..استغفر الله العظيم من كل وعد أخلفته..استغفر الله العظيم من كل عهد خنته ..استغفر الله العظيم من كل امرئ خذلته ..استغفر الله العظيم من كل صواب كتمته ..استغفر الله العظيم من كل خطأ تفوهت به ..استغفر الله العضيم من كل عرض انتهكته...استغفر الله العظيم من كل ستر فضحته ..استغفر الله العظيم من كل لغو سمعته ..استغفر الله العظيم من كل حرام نظرت إليه ..استغفر الله العظيم من كل كلام لهوت به ..استغفر الله العظيم من كل إثم فعلته ..استغفر الله العظيم من كل نصح خالفته ..استغفر الله العظيم من كل علم نسيته ..استغفر الله العظيم من كل شك اطعته ..استغفر الله العظيم من كل ظن لازمته ..استغفر الله العظيم من كل ضلال عرفته ..استغفر الله العظيم من كل دين أهملته ..استغفر الله العظيم من كل ذنب ..استغفر الله العظيم من كل ماوعتك به ثم عدت فيه من نفسي ولم أوفى به ..استغفر الله العظيم من كل نعمة أنعمت على بها فاستعنت بها على معصيتك ..استغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته في ضياء النهار أو سواد الليل في ملأ أو خلا أوسرا" أو علانية ..استغفر الله العظيم من كل مال إكتسبته بغير حق ..استغفر الله العظيم من كل علم سئلت عنه فكتمته ..استغفر الله العظيم من كل قول لم أعمل به وخالفته ..استغفر الله العظيم من كل فرض خالفته ومن كل بدعه إتبعتهاملااااحظه: إذا استغفرت ربك الحين أكيد إن لك أجر .. أجل وش رايك لو بعد سنه مثلا ويجون ألف واحد يستغفرون بسببك وإنت لك مثل أجرهم بالضبط ..؟ طيب تخيل كم عددهم بعد سنتين . . ثلاث . . عشر سنين ..؟ طيب تخيل إن هالشي ما يكلفك إلا تقريبا 20 ثانيه . . وشلون ..؟ الشغله كلها إنك تنشر الرابط لمن تغليهم من الناس وماراح تكلفك شوي من وقتك ..! تخيل نفسك يوم القيامه وإنت واقف والله سبحانه يحاسبك . . وقتها تتمنى مو حسنه نص حسنه . . وما تدري إلا وعندك جبال كبيره من الحسنات والأجر والثواب . . والسبب رابط نشرته ما ياخذ من وقتك ولا خمس دقايق في قراءتها ونشرها . . عشان كذا أرجوك ثم أرجوك ثم أرجوك خلنا نتساعد في فعل الخير . . لا توقف رابط هالموقع وتخليه بدون ماتستفيد منه..اسأل الله العظيم رب العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلني وإياكم من أهل الجنه . . آمين . . آمين . . آمين . . . . يالله . . ولاتنسي أن الإستغفار سبب في زيادة المال والرزق.
                  

07-13-2014, 11:23 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سهل الخلق،
    ليِّن الجانب،
    ليس بفظٍّ، ولا غليظ،
    ولا صيّاح ولا عياب،
    لا يذم أحدًا ولا يعيره،
    ولا يتكلّم إلا فيما يرجو ثوابَه
    صلى الله عليه وســلم.
    [-[-[-
    قال رسولُ الله صلي اللهُ عليه وسلم : " إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عظمِ البلاءِ ، وإنَّ الله تعالي إذا أحبَّ قوماً ابتلاهُم ، فمنْ رضي فلهُ الرضا ، ومنْ سخط فلهُ السُّخْطُ " رواهُ الترمذيُ وقال : حديثٌ حسنٌ .
                  

07-14-2014, 08:43 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كيف نجاهد أنفسنا في رمضان هناك عدة خطوات لمجاهدة النفس:
    1- عدم الاستهانة بالمعصية: فكما قيل "لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار". المهم الصدق مع الله والتوبة والندم من الذنب ولو وقعت فيه مرارًا وتكرر الندم مرارًا فلا يفرح الشيطان ويظفر منك باليأس
    2- ترك رفقاء السوء، قال تعالى: "الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ" (سورة الزخرف: 67)، "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىand#1648; يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّ‌سُولِ سَبِيلًا and#64831;and#1634;and#1639;and#64830; يَا وَيْلَتَىand#1648; لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا and#64831;and#1634;and#1640;and#64830; لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ‌ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا and#64831;and#1634;and#1641;and#64830;" (سورة الفرقان). فأهل المعاصي في النار يتلاعنون وأهل الصلاح في الجنة يتعانقون ويتسامرون ويجلسون يذكرون مجالسهم في الدنيا؛ لأنها كانت من أجل الله
    3- الانتظام في حفظ القرآن أو درس أسبوعي وحضور مجالس العلم؛ لأن القلب يغفل وهذه المجالس تجلي القلب جليًا، وهنا مجاهدة عظيمة؛ لأنك تفضل النوم والخروج والتنزه، لكن جاهد نفسك لحضور هذه المجالس لعلمك أن الله يحب هذه المجالس
    4- الصلاة على وقتها: هناك خطوة تجعلك تحافظ على الصلاة المكتوبة هي أن تهتم بأداء السنن الرواتب وغيرها؛ لأن الشيطان إن دخل عليك سيجد حاجزًا سيدخل عليك في السنن ولا يستطيع أن يدخل عليك في الفروض
    5- الذكر: اجعل لسانك رطبًا بذكر الله عز وجل دومًا
    6- الدعاء: وهو أقوى الأسلحة التي تنتصر بها على نفسك
    7- الإكثار من صحبة المؤمنين: تنظر لكل إنسان صالح ظهر في ماذا؟ وخذ منه العلم النافع والقدوة الحسنة
    ثلاثين يوم جاهد فيها نفسك والله سبحانه إذا رأى منك العزيمة الصادقة سيساعدك
                  

07-14-2014, 08:47 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    لاتتوضأ وأنت في غفلة”
    للوضوء متعة ،،
    ومع المتعة حلاوة ،،،
    وفي الحلاوة جمال ، وخلال الجمال سمو ورفعة ومعانٍ كثيرة
    … لا أستطيع التعبير عنها …!!
    : أسوق بين يديكم حديثاً شريفاً فتأملوا كلمات النبوة الراقية السامية جيداً :
    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ’ اذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطبئة نظر اليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء أو نحو هذا و اذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء او مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب …
    إذا تأملت هذا الحديث جيداً ،
    فإنك ستجد للوضوء حلاوة ومتعة وأنت تستشعر
    أن هذا الماء الذي تغسل به أعضاءك ، ليس سوى نور تغسل به قلبك في الحقيقة !!
    ..: وعلى هذا حين تجمع قلبك وأنت في لحظات الوضوء ، تجد أنك تشحن هذا القلب بمعانٍ سماوية كثيرة ، تصقل بها قلبك صقلا عجيباً ،
    وكل ذلك ليس سوى تهيئة
    للصلاة ….!!
    ..نور على نور ..
    ومعانٍ تتولد من معانٍٍ …!!
                  

07-14-2014, 02:12 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أركان الصلاة التي لا تصح صلاة الفريضة إلا بها
    أربعة عشر ركنا، وهي:

    1 - القيام مع القدرة.
    2 - تكبيرة الإحرام.
    3 - قراءة الفاتحة في كل ركعة إلا فيما يجهر فيه الإمام.
    4 - الركوع.
    5 - الاعتدال منه.
    6 - السجود على الأعضاء السبعة.
    7 - الجلوس بين السجدتين.
    8 - السجود الثاني.
    9 - الجلوس للتشهد الأخير.
    10 - التشهد الأخير.
    11 - الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وآله.
    12 - الطمأنينة في الكل.
    13 - الترتيب بين الأركان.
    14 - التسليم.
                  

07-14-2014, 02:19 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخلت العشر الأواخر أيقظ أهله ورفع المئزر قيل لأبي بكر : ما رفع المئزر قال اعتزال النساء

    وعن عبد الرحمن بن سابط قال كان النبي صلى الله عليه و سلم يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان و يشمر فيهن.
    [-[-[-[-[-[
    قالوا عن القرآن (26)

    كويليام (***) :
    "من الوجه العلمي ، بصرف النظر عن انه كتاب موحى به ، فالقرآن ابلغ كتاب في الشرق.. (وهو حافل بالمجازات السامية ملئ بالاستعارات الباهرة)..".

    "احكام القرآن ليست مقتصرة على الفرائض الادبية والدينية.. انه القانون العام للعالم الاسلامي ، وهو قانون شامل للقوانين المدنية والتجارية والحربية والقضائية والجزائية. ثم هو قانون ديني يدار على محوره كل امر من الامور الدينية إلى امور الحياة الدنيوية ، ومن حفظ النفس إلى صحة الابدان ، ومن حقوق الرعية إلى حقوق كل فرد ، ومن منفعة الإنسان الذاتية إلى منفعة الهيئة الاجتماعية ، ومن الفضيلة إلى الخطيئة ، ومن القصاص في هذه الدنيا إلى القصاص في الآخرة.. وعلى ذلك فالقران يختلف ماديا عن الكتب المسيحية المقدسة التي ليس فيها شئ من الاصول الدينية بل هي في الغالب مركبة من قصص وخرافات واختباط عظيم في الامور التعبدية.. وهي غير معقولة وعديمة التأثير".

    "لقد عثرت في (دائرة المعارف العامة) Popural Encycropedia : على نبذة نصها كما يأتي (إن لغة القرآن معتبرة بانها من افصح ما جاء في اللغة العربية فان ما فيه من محاسن الانشاء وجمال البراعة جعله باقيا بلا تقليد ودون مثيل. اما احكامه العقلية فانها نقية زكية إذا تأملها الإنسان بعين البصيرة لعاش عيشة هنية)..".

    "هذا القرآن الذي هو كتاب حكمة فمن اجال طرف اعتباره فيه وامعن النظر في بدائع اساليبه وما فيها من الاعجاز رآه وقد مر عليه من الزمان الف وثلاثمائة وعشرون سنة كانه مقول في هذا العصر اذ هو مع سهولته بليغ ممتنع ومع إيجاز مفيد للمرام بالتمام. وكما انه كان يرى مطابقا للكلام في زمن ظهوره لهجة واسلوبا كذلك يرى موافقا لاسلوب الكلام في كل زمن ولهجة ، وكلما ترقت صناعة الكتابة قدرت بلاغته وظهرت للعقول مزاياه. وبالجملة فان فصاحته وبلاغته قد اعجزت مصاقع البلغاء وحيرت فصحاء الاولين والآخرين. واذا اعطفنا النظر إلى ما فيه من الاحكام وما اشتمل عليه من الحكم الجليلة نجده جامعا لجميع ما يحتاجه البشر في حياته وكماله وتهذيب اخلاقه.. وكذا نراه ناهيا عما ثبت بالتجارب العديدة خسرانه وقبحه من الافعال ومساوئ الاخلاق..
    وكم فيه ما عدا ذلك ايضا ما يتعلق بسياسة المدن وعمارة الملك ، وما يضمن للرعية الامن والدعة من الاحكام الجليلة التي ظهرت منافعها العظيمة بالفعل والتجربة فضلا عن القول..".

    "ان من ضمن محاسن القرآن العديدة امرين واضحين جدا احدهما علامة الخشوع والوقار التي تشاهد دائما على المسلمين عندما يتكلمون عن المولى
    ويشيرون اليه.. والثانى خلوه من القصص والخرافات وذكر العيوب والسيآت والى آخره ، والامر الذي يؤسف عليه كثيرا لوقوعه بكثرة فيما يسميه المسيحيون (العهد القديم)..".

    _____________
    (***) عبد الله كويليام Kwerem : مفكر انكليزي ، ولد سنة 1856 ، واسلم سنة 1887 ، وتلقب باسم : (الشيخ عبد الله كويليام). من آثاره : (العقيدة الاسلامية)(1889) ، و(احسن الاجوبة).
                  

07-14-2014, 02:20 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    أحكام سجود التلاوة
    - سجدة التلاوة هي السجدة التي يسجد فيها قارئ القرآن عند تلاوته أو استماعه لآية من آيات السجود.
    - وسجود التلاوة ليس فرضا بل هو فضل وسنة، ولذا لا يشترط لسجدة التلاوة ما يشترط للصلاة الشرعية من وضوء واستقبال للقبلة، وإن كان يفضل لها ذلك. ويسجد للتلاوة في صلاة الفرض والتطوع وفي غير الصلاة في كل وقت.
    - فعن زيد بن ثابت قال: كنت أقرأ القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأت سورة النجم، فلم يسجد ولم نسجد.
    - وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في (والنجم إذا هوى) [النجم: 1].
    - وقرأ عمر بن الخطاب مرة السجدة يوم الجمعة، فنزل وسجد وسجد الناس معه، فلما كان في الجمعة الثانية وقرأها، تهيأ الناس للسجود، فقال:
    على رسلكم، إن الله لم يكتبها علينا إلا أن نشاء.
    - ويسجد المستمع للقرآن كما يسجد الإمام.
    - ومن فقه القراء أنهم لا يسجدون سجود التلاوة حال التعليم والإقراء. قال السخاوي عن شيخه أبي القاسم الشاطبي: وكان لا يسجد إذا قرئت عليه السجدة،
    ولا يسجد أحد ممن يقرأ عليه، وكذلك كانت سنة أشياخه، والسبب في ذلك أن حال المقرئ والمعلم يخالف حال من يتلو القرآن لنفسه، ولو كلف المقرئ والمعلم ذلك لأفضى الأمر إلى الحرج والمشقة.
                  

07-14-2014, 02:26 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نفحات رمضانية..... (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    " إنك لن تدع شيئا اتقاء لله؛ إلا آتاك الله خيرا منه ".

    [حديث نبوي شريف صححه الأستاذ شعيب الأرنؤوط في المسند برقم: 2.746]
    في سورة البقرة ترغيب من المولى عز وجل على الإنفاق وكذلك تعليم لبعض آداب المنفق والمتصدق.. الله يرزقنا العمل بها:

    *احتساب الأجر من الله:
    (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة)
    *النهي عن المنّ والأذى:
    (ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى)
    *حسن الخلق في الإنفاق:
    (قولٌ معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى)
    *الإخلاص لله وحده في الإنفاق:
    (لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاand#65152; الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر)
    *الإنفاق من الكسب الطيب:
    (أنفقوا من طيبات ما كسبتم)
    *الإنفاق من أفضل الأشياand#65152; ومن الجيد:
    (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه)
    *عدم الخوف من الفقر بسبب الإنفاق:
    (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاand#65152;)
    *إخفاand#65152; الصدقة خير من إظهارها وفي كلٍ خير:
    (إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراand#65152; فهو خير لكم)
    *من أولى بالصدقة؟؟:
    (للفقراand#65152; الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياand#65152; من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا)
    *الإستقامة على الإنفاق في جميع الظروف والأحوال:
    (الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سراً وعلانية)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 3:   <<  1 2 3  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de