مقال بصحيفة مصرية يدعوا لابادة اطفال الشوارع

Quote: في السودان نحو 60ألف طفل مشرد كما تقول الإحصاءات الحكومية، بينما تشير تقارير شبه حكومية ان عدد الأطفال المشردين في السودان يفوق 80ألف طفل مشرد، غير انه وفقاً لمسح اجرته منظمة اليونسيف لرعاية الأمومة والطفولة ان ما يقدر ب 36930هم عدد الأطفال المشردين في جميع مدن السودان ما عدا الولايات الجنوبية، تحتضن الخرطوم منهم ما لا يقل عن 14329طفلاً . تداعيات الظاهرة كثيرة وخطيرة حيث اشارت احصائية الى ان النظام التعليمي يبقي نحو 45% من الأطفال في سن الدراسة خارج اسوار المدارس ويلحق بهم 18% لعدم مواصلة التعليم الى المرحلة الثانوية لأسباب اقتصادية أو افرازات الحرب فيما يعرف ب "التسرب المدرسي" وترسم هذه الاحصائيات صورة قاتمة لوضع الطفل في السودان، وتدق اجراس الخطر الذي يهدد مضاجع المجتمع .

بالمقابل فإن سياسة الخصخصة في مصر أدت لانهيار التعليم وتردي الخدمات الصحية، ونتج عنها أن أصيب أكثر من 13 مليون بفايروس سي الكبدي دون أن يتوفر لهم العلاج، وأكثر من سبعة ملايين بأمراض الكلي، وأكثر من ستة ملايين عاطل، ومثلهم من العوانس بالإضافة إلى أكثر من مليوني طفل من أطفال الشوارع.

والصورة لدينا لا تختلف كثيراً، بل نحن سائرون على نفس الدرب، وأسالي دعاة "الدولة الرسالية" عن عدد اللقطاء الذين يستقبلهم مركز إيواء "المايقوما" وغيره من مراكز في اليوم الواحد.

نمط الاقتصاد الرأسمالي في مصر وفي السودان هو الذي مكن تلك القطط السمان التي نهبت الثروات واستمتعت بالخيرات والحياة في المنتجعات حيث النعيم وعقلية صحافة مشير مصر ومشير السودان هي عقلية وثقافة (مُدن الكومباوند) تلك المدن المسيجة للأغنياء حيث برك السباحة و المياه الزرقاء الدافئة والتي انتشرت في سواحل مصر ومدنهاعلى حساب الملايين الذين تكدس بعضهم في المدافن والمقابر..

وفي السودان رأينا وما نزال نرى ماذا يفعل أصحاب العربات المكيفة والمظللة من الأمنيين وأثرياء الفساد الجدد في الفتيات المسكينات وبالإغراء حيناً وبالابتزاز والتهديد في معظم الأحيان، وما قد ينتج من ذلك من حِمل خارج إطار الزواج ومآسي تلحق بالفتاة الضحية أو بطفلها الذي قد يكون محظوظاً إن وجد طريقه ووصل للمايقوما أو احتضنه "امير المؤمنين" بين يديه الكريمتين.

مشير السودان و "ضكـر" البط في مصر يتشابهان حد التطابق، ويتمتعان بنفس الدماغ ونفس العقلية الفاسدة هنا وهناك التي لا ترى ولا تبتدع أية حلول سوى الحل الأسهل.. لأنهما متأكدان أن أية ثورة قادمة سوف يكون هؤلاء "الشماشة" في قلبها إن انطلقت شرارتها في مصر أو اشتعلت في السودان.

فينبغي – اختي نعمات – أن لا نلوم المشير السيسي أو المشير البشير او بطانتهم وصحافتهم، ولعلك قرأتي قبل نحو عامين أن وزير صحتنا (مأمون حميدة) سبق أن أصدر توجيها لمستشفى جعفر بن عوف بعدم استلام وعلاج اطفال (دار المايقوما) .. يعني بالبلدي : (يموتوا موتم) حتى وإن سبق لهم أن "تشرفوا" بأخذ صورة فوتوغرافية مع الرئيس.

فليس في دماغ وزراء وصحافة "الإنقاذ" غير الذي صرح به (حُميدة) أو الذي كتبه هذا الصحفي المصري الأرعن.

وليس في دماغ المشير السوداني أو المشير المصري أية حلول للفقراء و"المهمشين" و "الشماشة" و "أطفال الشوارع"
هناك حل واحد يتوفر في الدماغ "العبقري" للمشير والمشير ..
إنه ببساطة القتل ثم غسل اليدين إلى المرفقين و "التحلل" من الجريمة.