كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
اليوم العالمي " للحبوبات " كل عام وحبوبه بخير
|
من منا لم يذهب ليتحاشا عند حبوبه عندما يفعل فعله ويظن ان سيفعل به فاقره من امه وابوه .. من منا لم يجد السكينة عند حبوبه عندما ( تقفل معاه ) ويجد السكنى عندها .. في استهلاليتنا في الحياة .. تجدها دائما ما تضعك بين يديها ولاتعطيك لأمك الا لترضع فقط هي من تدندن لك بترانيم عذبه وانت بعد تناغي وتكثر البكاء .. هي التي تنطبق عليها المقولة ( أعز من الولد ولد الولد ) كما يقول اخوتنا في شمال الوادي حبوبة .. ندية الدواخل ورائعة وهاشة وباشة دائما هي الحكايا والحضن الدافئ لاتغضب ابدا عن فعل فعلته انت ( سيب الولد ما تدقو ) دائما في صفَك او صفِك هي المتهمة من ابويك .. انتي بوظتي الولد دا بي دلعك ليهو بحر من الحنان الزاخر ..
اذكر انني وعندما كنت في ميعة الصبا وبعد لم يخط الزمن علينا خطوطه كنت اذهب مع جدتي لأمي يرحمهما الله اجمعين .. كانت إمرأة عاملة تزرع وتحصد وماسمعته بعدها من روايات عنها انها قامت بتربية اخوتها واخواتها لأن والدها كان متزوجا بأكثر من إمرأة وبعد وفاة والدتها كانت هي الأم .. والأب كنت احيانا كثيرة اذهب معها بأرجلنا مسافة تقدر ب ستة كيلومترات غرب قريتنا حيث تمارس الزراعة في ارض فلحتها سنوات وسجلتها بأسم زوجها وهو جدنا وفاءا .. ورغم انها لم يكن عندها من الولد بل بنتان هما والدتي وشقيقتها الا انها كانت تعمل حتى اخر ايامها اذكر في اوقات الزراعة واوقات النظافة واوقات الحصاد كنت اتبعها لأرمي لها البذور وادفن الارض خلفها او اجمع الاعشاب بعد النظافة والحرث او اساعدها في جمع محصول سمسم او دخن او كركدي .. كنت اسمعها تدندن بصوت شجي وكأنها تترنم بمناحات وكنت عندما اختلس النظر اليها المح دمعة تنسال على خديها دونما بكاء وكنت وانا اسمع هذا الصوت الشجي وتتلبسني حالة من الحنين غريبة لا اعرف كنهها وكنت اغالب دمعة تنزل دونما اعرف كيف .. ظلت هذه المواقف وجملة منها تتكرر في مواقع اخرى فهي تدندن في كل عمل عندما تغزل او تخيط او تنظف وكنت احترم دوما هذا الجو المشحون بالحنين والترانيم .. وعرفت بعد حين انها كانت تدندن للغائبين الراحلين الأهل والأحباب والأصحاب للديار التي تغيرت والملامح التي انزوت .. وظلت تحمل هذا الحنين الدافق حتى التحقت بأحبابها .. وحبوبة لي معها مواقف وطرائف واشارات كنت افهمها .. اذا كانت تخبئ لي شئ فافهم واذهب له مما كان يغيظ اخوتي كنت اسعد بالنوم عندها وهي تتفقدك قبل ان تنام ولاتنسى ان تدهنك بالزيت المعتق بخليط زكي الرائحه وفي رمضان كان الاشهى ان تدركك بشاهي اللبن قبل الآذان وتقول لك ( بصدع بيك اشربو )
حبوباتنا .. سفر خالد من اسفار الحياة .. وماذكرته قد يحدث باشكال مختلفة لكل منا باختلاف المكان والزمان ولكننا لانختلف حول حبوبة ان كانت من الأم او الأب انها ملاك يوزع الرحمة علينا دوما وان كان بعض منا حرم نعمة الجدة فسيرى ذلك في ابناء ابناءه او ابناء بناته
كل عام وحبوباتنا بخير
الاتستحق حبوبة يوما عالميا مثل ما يفعلون ..
مودتي .. ودالفكي الرياض - السعوديه 31/5/2014
|
|
|
|
|
|
|
|
|