|
|
 الصـــادّق
|
الصـادق ود آمنة
اتخلَفَنْ لها البُطحَاني والعبّادِّي
ونَفضَنُو الـمِتِلْ جِبَبْ أم صَرِيـمة يَدَادي
نِحْنَ تَرانَا للشابُوْرَة دِيْمَة نَحَادِي
عنْز الشَاي مَرَاقَبَةْ مِنْ غَرَامْةَ القَاضِي
من أراد أن يعرف عظمة الصادق ودآمنة كشاعر فليتمعن في هذا الربع جيداً، يبدو غامضاً بعض الشيء ولكن بعد أن تسترجع الظروف أو الفترة التي قيل خلالها هذا المربوع ستدرك قيمته..
في المربوع يتغزل في البطانة وخريفها، والبطانة في فصل الصيف تكون إلى صحراء جرداء، (السنة دي البطانة قعادا ما بتمنى لا في خريف ولا وشاً نزيلبو حزنا)، وفي الخريف تنقلب الآية بصورة مذهلة، وتتحول إلى بساط عشبي أخضر.
وفي الربع الأول يرى الشاعر البروق، (البطحاني)، (العبادي)، وإذا عرفنا مكان إقامة الصادق نجد أن البرق البطحاني يقع غرباً، والعبادي في الشمال الشرقي، وهذا يعني إن المنطقة (مطرانة مطرانة)، وعادة تسمى الظروف المناخية باتجاهات وأماكن، مثلاً العبادي هو البرق الذي يكون من جهة قبائل العبابدة، أو المصري وهو الهواء البارد القاسي الذي يأتي من الشمال وغالباً في شهور طوبة وأم شير.
و(نفضنو) نفضن البرق، السحب السوداء التي تشبه ملابس نساء الزبيدية (الجبة)، حيث يغطين وجوههن بغطاء يشبه إلى حد بعيد (الصريمة)، فشبه السحابة السوداء بجبة المرأة الرشايدية (أم صريمة) تشبيه مبالغ فيه..
أو بإمكاننا أن نقول: كأن السحابة تنفض البرق فيتطاير شرره، مثلما يتطاير الماء عندما تنفض المرأة الرشايدية جبتها بعد غسلها ..
ومن ثم يتحول الصادق إلى موضوع مختلف تماماً، يتحسر على قعوده عن النشوق، والاستمتاع بخريف البطانة والتنقل فيها، وإنه انتقل من حياة الراعي إلى حياة مزارع في مشروع حلفا (للشابورة ديمة نحادي) مجاوراً لحواشته،
والأدهى والأمر إنه لا يستطيع أن يطلق بهائمه خوفاً من الغرامة، وله قصائد وآراء سالبة في مشروع حلفا، كما له قصيدة محاورة بين راعي ومزارع يمجد فيها حياة الرعاة وحريتهم ويذم حياة المزارع:
الليل و النهار راكب الحُمار ما بليّن
تجمَعْ في أم سراب متل الجمل متطيِّن
آلآم الفلــس فوقك مِأثِّر بيِّن
ومن حَشَ النَجِيل، ضَهَرَك عُضَامُو تَزيِّن
|
|
 
|
|
|
|
بدرالدين بابكر مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست