هـل الـحـيـاة COPY ؟ شارع المدارس وقسوة الأيام ،،، هل من مغيث ؟ ،، ، ...
شارع المدارس بالخرطوم بحري ، ذاك الطريق المعطاة طيلة سنين عجاف ، وسبع سنبلات خضر وأخري صفراء ، فاقع لونها تسر الحسان علي صهوات الجياد ، ذاك الممر الضيق ضيق أنفاس حبلي بوخز الألم الحاد كمخاض النفاس علي قارعة الطريق ، لم يمل منا ونحن أطفالاً نخطوه صباحاً ومساءاً ، وعربات الكارو وسيارات اللواري والقلابات الضخمة بين الباصات والسيارات الصغيرة والمارة السحرة كلهم علي صهوة هذا الشارع ، والحفر العميقة بين أكتاف الشارع وخيران عتيقة تمتلئ بالماء المتقيح بكل ما لذّ طاب وإشتهي ، الأيام تمر ، والسحاب يناطح الطموح ، والشهب تغازل الشفق ، والأقراص المضغوطة بطمث الشهوة العارمة ، والتلوث البيئ للأفكار الخضج ، ومازال الشارع لا يكل ولا يهدأ من الضجيج ، كأن الصانعون في وادي تيه الغباء ، الأوتوكاد في واي النيزك ، والعشم في فج الإهمال ، يمر والي ويجئ والي ، تمتلئ الخزانة وتفرغ ، ولا أمل لصيانة شارع المدارس حتي صار أطلال من وحشة الزمن ، وقدر المحن ، طفح في موسم الأمطار وإستفاض ، ويبس وشاب ، عشعش الضفدع وباض ومات ، والشارع كهل وشاخ ، ولن يرضي عنا أن نضعة في موسوعة جينس للشوارع المهملة ، أو نغير إسمه لشارع المطار حتي يمرح ، أو نسميه شارع الكورنيش حتي نحفظ ماء وجهه ، أو نلبسه روب أسود ونسميه محكمة الجنايات ، كل ذلك ممكناً وقد صار الإنسان الي القمر ، ،،،،،،، ...
لو عثرت بغلة في العراق لسألنى الله تعالى، عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر، عدل سيدنا عمر رضي الله عنه ، ونام قرير العين تحت الشجرة ، لن يهدأ البال وشارع المدارس العريق ، يشكو ظلم الليالي الحالكة ، شــارع بلا إنارة و لا ضوء الشموع ، شــارع كفيف العينين ، فهل من مغيث ، ،،،،،،، ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة