|
بوكو حرام ومدرسة المبشِّر
|
قال شاعرنا الاصيل/ يوسف مصطفي التني
بي ديني بعتز وابشر ما بهاب الموت المكشر ما بخش مدرسة المبشر وعندي معهد وطني العزيز وهذا مقطع من قصيدة جميلة معروفة بعنوان (في الفؤاد ترعاه العناية) تغنى بها كروان الحقيبة المغفور له بإذن الله بادي محمد الطيب.
تناول الشاعر في القصيدة كثير من المضامين والقيم النبيلة ونادى فيها الى نبذ القبيلة وحضَّ على التمسك بالقومية السودانية. تناول التني موضوع التعليم النظامي غير الديني الذي أدخله الأنقليز في السودان والذي رمز اليه بمدرسة المبشِّر وفضَّل عليه معهد أُمدرمان العلمي الذي كان منارة للتعليم الديني واللغة العربية في ذلك الزمان. فالحق كل الحق مع التني وهو أبن جيله. ذلك الجيل الذي كان ينظر بعين الريبة والتوجس الى التعليم غير الديني ويعتبره مصدر مفسدة للأجيال الناشئة. لقد كانت هذه هي النظرة السائدة في كل أنحاء السودان في ذلك الوقت. لجأ الأنقليز الى زعماء الأدارة الأهلية وحضُّوهم على إرسال أبنائهم الى المدارس حتى يقتدي بهم الأهالي. قليلاً قليلاً أدرك الناس أهمية التعليم النظامي وفوائده فانفتحت الأبواب على مصاريعها وصارت الأُسر تبذل الغالي والنفيس في سبيل تعليم أبناءها أولاً ثم بناتها لاحقاً بعد تخطي التابوو الأجتماعي. كان هذا في بدايات القرن العشرين. تلك تجربة المجتمع السوداني مع التعليم النظامي. لا أظن أنَّ التجربة النجيرية تختلف كثيراً عن التجربة السودانية، فهنالك بعض الملامح المشتركة بين البلدين، والمستعمر واحد. نيجيريا بها العديد من الجامعات المرموقة وأنجبت عدد من العلماء والأدباء من ذوي القامات الشامخة أمثال ويلي سوينكا، وكيم سارو ويوا الذين حاذا علي جائزة نوبل للآداب كلٍ على حدا. كيف تأتي مجموعة مثل بوكو حرام لتعيد نيجيريا الى عصر الديناصورات والظلام. كيف لها أن تلغي نصف المجتمع المتمثل في نساءه وأغراقه في ظلمات الجهل والتخلف بعد أن رأى نور العلم وحلاوة المعرفة وترك بصماته في كل مناحي الحياة. كم أنا محتار في الكيفية التي تفكر بها هذه الجماعة. لا أظن بانني بحاجة الى ذكر أن ما تفعله هذه الجماعة ومن يشاركها طريقة تفكيرها من الجماعات، لا يمتُّ إلى الأسلام، بل ولا إلى التفكير الفطري السليم بِصِلَة. نأمل في مشاركاتكم السخية بتناول الموضوع من كافة الزوايا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|