|
النازحون في مخيمات جمهورية الموز "جنوب السودان": “اذا خرجنا سيقتلوننا!”
|
Quote: النازحون في مخيمات جنوب السودان: “اذا خرجنا سيقتلوننا!”
11 مايو 2014 | صحيفة السودان جوبا: قضى ماين كوانغ (47 سنة) الاشهر الخمسة الاخيرة مختبئا في قاعدة الامم المتحدة في جوبا، وهو من عشرات الاف النازحين في جنوب السودان الذين يخافون العودة الى ديارهم. ويعرب الرجل، وهو اب لثمانية اطفال، الجالس تحت خيمة على كرسي من البلاستيك عن خوفه من العودة الى منزله لانه ينتمي الى قبيلة النوير -التي ينتمي اليها زعيم حركة التمرد ونائب الرئيس السابق رياك مشار- اذ يخاف ان يقتله عناصر من عدوتها قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها الرئيس سلفا كير. وقبل اندلاع المعارك في 15 كانون الاول/ديسمبر كان كوانغ يعيش حياة موظف كبير عادي، لكن عندما تحولت المعارك الى حرب ودوامة مجازر عرقية فر سريعا الى هذه القاعدة الاممية على غرار الاف من النوير. وقال ان “الحياة ليست مريحة هنا”، في اشارة الى مخيم بائس يتشبث فيه النازحون بالحياة بفضل الحصص القليلة من الطعام التي توزع عليهم وحيث تثير الاسلاك الشائكة المحيطة بالمخيم شعورا بالامان وبالاعتقال في آن واحد. وتدارك “لكن ليس امامنا خيار آخر، نحن هنا لانه لا يمكننا الذهاب الى اي مكان آخر”. وتشبه حكايته حكاية حوالى 78 الف جنوب سوداني لاجئين في ثماني قواعد للامم المتحدة في عدة مناطق من البلاد، يحتضن بعضها النوير فقط بينما يستضيف البعض الاخر الدينكا دون سواهم. وفي مدن اخرى يتقاسم افراد القبيلتين المخيمات نفسها يفصلهم جنود من الامم المتحدة يغلب عليهم توتر شديد. وقد فر كثيرون من مجازر وعمليات اغتصاب جماعي وغيرها من الفظاعات التي يرتكبها مقاتلو المعسكرين بينما رآى اخرون اصدقاءهم او جيرانهم او زملاءهم يصبحون اعداءهم خلال الشهور الخمسة الاخيرة من اعمال العنف العرقية. وحتى قواعد قوة الامم المتحدة في جنوب السودان ليست آمنة تماما، ففي بور (شرق) هاجم حشد مناهض للحكومة الشهر الماضي مخيما وقتل العشرات من المدنيين قبل ان يصدهم جنود هنود ونيباليون وكوريون جنوبيون من الامم المتحدة، ويقتلوا منهم نحو عشرة. وقال كوانغ “أنها حرب قبلية، تطهير قبلي وقد قتل بعض زملائي الذين يعملون في مكاتب الرئيس (سلفا كير)”. وترى منظمات انسانية وخبراء ان حصيلة النزاع تجاوزت كثيرا العشرة الاف قتيل، من دون توافر اي عدد دقيق. واحصت الامم المتحدة على الاقل مليون نازح اضطروا الى ترك منازلهم واكثر من ثلاثة ملايين في حاجة الى مساعدة انسانية. والتقى رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الجمعة في اول مباحثات مباشرة ووقعا اتفاقا ينص على “وقف المعارك” في خلال 24 ساعة، كما اتفقا ايضا على فتح ممرات انسانية والعمل على تشكيل حكومة انتقالية. لكن لن يكون من السهل تدارك خسائر هذه الاشهر من حرب اهلية تسببت بانهيار احدث دولة مستقلة، نشأت في 2011، واصبحت عرضة للمجازر، ولا سيما الان بعد ان انفتحت جراح العداوة القبلية. فالامم المتحدة والمنظمات الدولية تنتظرها مهمة صعبة تتمثل في اطعام وحماية ومداواة حوالى 78 الف نازح يقبعون في بؤس مدقع ومخيمات قذرة. وقالت الارملة ماري روبرت (47 سنة) التي تعيش في خيمة مع ابنائها الخمسة “اننا نعيش بفضل الطعام القليل الذي يتصدقون به علينا وليس هناك مدرسة، ولم يذهب اي من ابنائي الى المدرسة منذ ان وصلنا الى هنا”. وتشير المرأة الى المجاري المحيطة بخيمتها لتصريف المياه لان موسم الامطار بدأ، لكنها لا تحول دون دخول السيول الى الخيمة. وردا على سؤال حول مستقبلها وهل ستعود الى منزلها، تطأطئ رأسها وتقول انها تفضل الانتظار. فقبل اتخاذ اي قرار “نريد السلام، ان ما نريده ليس المجازر، نريد وقف المجازر”. أ. ف. ب. |
المصـــــــــــــــــدر
|
|
|
|
|
|