+++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 01:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2013, 01:50 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الأحد الخامس من الخماسين المقدسة)
    9 يونيو 2013
    2 بؤونة 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 134 : 5 ، 19 )
    وكُلَّ ما شاء الرَّبُّ صنعَ في السَّماءِ وعلى الأرضِ، مُبارَكٌ الرَّبُّ مِنْ صِهيونَ السَّاكنُ في أُورشليم. هللويا

    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 14 : 21 ـ 25 )
    الذي عندهُ وصاياي ويحفظُها فهو الذي يُحبُّني، والذي يُحِبُّني يُحِبُّهُ أبي، وأنا أيضاً أُحبُّهُ وأُظهرُ لهُ ذاتي.قال لهُ يهوذا ليس الإسخريوطيَّ: " ياربُّ، ماذا حدثَ حتى إنَّكَ ستُظهِر لنا نحنُ ذاتكَ وليس للعالم؟ " أجاب يسوع قائلاً لهُ: " مَن يُحبني يحفظ كلامي، ويُحبُّهُ أبي، وإليهِ نأتي، وعِندهُ نصنعُ مسكننا. الذي لا يُحبُّني لا يحفظُ كلامي. والكلامُ الذي تسمعُونَهُ ليس لي بل للآب الذي أرسلني. قلتُ لكُم هذا وأنا مُقيمٌ عندكُم.
    ( والمجد للَّـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 134 : 18 )
    يا بيتَ إسرائيلَ بارِكُوا الرَّبَّ، يا بيت هرون بارِكُوا الرَّبَّ، يا بيت لاوي بارِكُوا الرَّبَّ، يا خائفي الرَّبِّ بارِكُوا الرَّبَّ. هللويا

    من إنجيل معلمنا يوحنا البش
    من رسالة بير ( 15 : 4 ـ 8 )
    كما أنَّ الغُصن لا يقدرُ أنْ يأتي بثمرٍ مِنْ ذاتهِ وحده إنْ لم يثبُت في الكرمة، كذلك أنتُم أيضاً لن يمكُنكُم إنْ لم تثبتُوا فيَّ. أنا هو الكرمة وأنتُم الأغصانُ. مَن يَثبُتُ فيَّ وأنا أيضاً فيهِ فهذا يأتي بثمرٍ كثيرٍ، لأنَّكُم بدُوني لا تقدِرُون أنْ تفعلوا شيئاً. إنْ كان أحدٌ لا يثبُتُ فيَّ يُطرَحُ خارجاً كالغُصن، فيجِفُّ ويُجمَع ويُطرَح في النَّار، ويُحرَق. إنْ ثبتُّم فيَّ وثبتَ كلامي فيكُم فاسألوا ما تُريدُون فيكُون لكُم. بهذا يتمجَّدُ أبي: أنْ تأتوا بثمرٍ كثيرٍ وتكونوا لي تلاميذ.
    ( والمجد للَّـه دائماً )
    من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 10 : 19 ـ 38 )
    فإذ لنا يا إخوتي ثقةٌ بالدخولِ إلى " الأقداسِ " بدمِ يسوعَ، طريقاً جديداً حيَّاً صنعهُ لنا حديثاً، بالحجابِ، أي جسدهِ، وكاهنٌ عظيمٌ على بيتِ اللَّهِ، فلندخلْ بقلبٍ صادقٍ وكمال إيمانٍ، مرشوشةً قلوبُنا من ضميرٍ شرِّيرٍ، ومُغتسلةً أجسادُنا بماءٍ نقيٍّ. لنتمسَّكْ بإقرارِ الرَّجاءِ الرَّاسِخِ، لأنَّ الذي وَعَدَ هو أمينٌ. ولنُلاحِظْ بعضُنا بعضاً للتَّحرِيضِ على المحبَّةِ والأعمالِ الحسنةِ، غيرَ تاركينَ اجتماعَنا كما لقومٍ عادةٌ. بلْ واعظينَ بعضُكم بعضاً، وبالأكَثر على قدر ما تنظرونَ اليومَ يَقْرُبُ، فإِنَّهُ إن أخطأنَا باختيارنا بعدما أخذنا معرفةَ الحقِّ، لا تبقى بعدُ ذبيحةٌ عن الخطايا، بَلْ انتظارُ دينونةٍ مُخيفٌ، وَغَيْرَةُ نارٍ عتيدةٍ أن تأكلَ المُضادِّينَ. لأنَّهُ مَن خالف ناموسَ موسى، فعلَى شاهِدَيْنِ أو ثلاثةِ شهودٍ يموتُ بدونِ رأفةٍ. فكم عِقاباً أشَرَّ تظنُّونَ، أنَّهُ يُحسَبُ مُستحِقَّاً مَن داسَ ابنَ اللَّهِ، وحسبَ دَمَ العهدِ الذي قُدِّسَ بهِ دَنِساً، وازدَرَى بروح النِّعمةِ، فإنَّنا نعرِفُ الذي قالَ: " لي الانتقامُ، أنا أُجازي يقول الرَّبّ "، وأيضاً يقول: " إنَّ الربَّ سيَدينُ شعبَهُ ". مُخِيفٌ هو الوقوعُ في يدي اللَّه الحيِّ! ولكن تذكَّروا الأيَّامَ الأولى التي فيها استُنِرتُم وصَبَرتُم على الآلامِ الكثيرةِ بجهادٍ عظيمٍ. مِن جهةٍ صِرتُم مَشهورينَ، بتعيِيراتٍ وضيقاتٍ، وتارةً صائرينَ شُركاءَ الذينَ يتصرفونَ هكذا، لأنَّكُم رثيتُم للمُقيَّدينَ. وقبِلتُم سَلبَ أموالِكُم بفرحٍ، عالمينَ في أنفُسِكُم أنَّ لكُم غِنىً أفضلَ، باقياً إلى الانقضاءِ، فلا تطرَحوا ثِقَتَكُمُ التي لها مُجازاةٌ عظيمةٌ. لأنَّكُم تحتاجونَ إلى الصَّبرِ، حتَّى إذا صَنَعتُم إرادةَ اللَّهِ تنالونَ المَوعِدَ، لأنَّهُ بعدَ قليلٍ جدّاً سيأتي الآتي ولا يُبطئُ. أمَّا البارُّ فبالإيمانِ يحيا.
    ( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 4 : 6 ـ 14 )
    فإنَّه لأجل هذا بُشِّرَ الموتى أيضاً، لكى يدانوا حسب النَّاس بالجسد، ولكن ليحيوا حسب اللَّه بالرُّوح.وإنَّما نهاية كل شيءٍ قد اقتربت، فتعقَّلوا إذاً واسهروا في الصَّلوات. ولكن قبل كلِّ شيءٍ، فلتكن المحبَّة دائمةً فيكُم بعضكُم لبعضٍ، لأنَّ المحبَّة تستُر كثرةً من الخطايا. كونوا مُحبِّين ضيافة الغُرباء بعضكم لبعضٍ بلا تذمُّر. وليخدم كلُّ واحدٍ الآخرين بما نال من المواهب بعضكم بعضاً، كوكلاء صالحين على نعمة اللَّه المتنوِّعة. مَن يتكلَّم فكأقوال اللَّه. ومَن يخدم فكأنَّه من قوَّةٍ يُهيئها اللَّه، لكى يتمجَّد اللَّه في كل شيءٍ بيسوع المسيح، الذي له المجد والسُّلطان إلى أبد الآبدين. آمين.يا أحبائي لا تَستغرِبوا مِن البَلوى المُحرِقَة التى تحدث بَينْكُم لأجْلِ تجربتكُم كأنَّهُ أمرٌ غريبٌ قد أصابكُم، بَل كما اشتَرَكتُم فى أوجاع المسيح، افرحُوا لكى تَفرحُوا بِابتهاج فى استِعلانِ مَجدِهِ أيضاً. وإنْ عُيِّرتُم بِاسم المسيح، فَطُوبَى لكُم، لأنَّهُ ذا المَجد والقوَّة وروح اللَّهِ يَحلُّ عليكُم.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأنَّ العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا مَن يعمل مشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 9 : 1 ـ 20 )
    أمَّا شاول فكان لم يَزَلْ يَنْفُثُ تَهَدُّداً وقتلاً على تلاميذ الرَّبِّ، فَتَقَدَّمَ إلى رئيس الكهنة وطَلَبَ مِنهُ رَسَائِلَ إلى دِمشق، إلى المجامع، حتى إذا وجد أُناساً مِنَ الطريق، رِجَالاً أو نِساءً، يسُوقُهُم مُوثقين إلى أُورُشليم. وفي ذهابه حدث أنه اقترب إلى دمشق فَبَغْتَةً أبرق حولهُ نُورٌ مِنَ السَّماءِ، فَسَقَطَ على الأرض وسَمِعَ صوتاً قائلاً لهُ: " شاول، شاول، لماذا تَضطهدُني؟ " فقال: " مَنْ أنتَ يا سَيِّدُ؟ " فقال الرَّبُّ: " أنا يسوع النَّاصري الذي أنتَ تضطهدُهُ ". فقال وهو مُرتعدٌ ومُتحيِّرٌ: " ياربُّ، ماذا تُريدُ أنْ أفعل؟ " فقال لهُ الرَّبُّ: " قُم وادْخُل المدينة فيُقال لكَ ماذا ينبغي أنْ تفعل ". وأمَّا الرِّجالُ المُسافِرون معهُ فوقفوا مبهوتين، يسمعُون الصَّوت ولا ينظرون أحداً. فنهض شاول عن الأرض، وكان وهو مفتوح العينين لا يُبصر أحداً. فاقتادوه بيده وأدخلوهُ إلى دمشق. وكان ثلاثة أيَّام لا يُبصرُ، فلم يأكُل ولم يَشْرَبْ.وكان في دمشق تلميذٌ اسمُهُ حنانِيَّا، فقال لهُ الرَّبُّ في رؤيا:" يا حنانِيَّا ". فقال: " هأنذا ياربُّ ". فقال لهُ الرَّبُّ: " قُمْ واذهب إلى الزُّقاق الذي يُقال له المُستقيمُ، واطلب في بيت يهوذا رَجُلاً طرسوسِيَّاً اسمه شاول. لأنَّهُ هوذا يُصلِّي، وقد رأى في رؤيا رجلاً اسمُهُ حنانيا داخلاً وواضعاً يدهُ عليهِ لكي يُبصر ". فأجاب حنانِيَّا: " ياربُّ قد سَمِعْتُ مِنْ كثيرين عن هذا الرَّجُل، كم مِن الشُّرور فعل بقدِّيسِيك في أُورشليم. وهَهُنا لهُ سُلطانٌ مِنْ قِبَل رُؤساء الكهنة أنْ يُوثِق جميع الذين يدعُون بِاسْمِكَ ". فقال لهُ الرَّبُّ: " اذْهَبْ، لأنَّ هذا لي إناءٌ مُختارٌ ليحمل اسمي أمام الأُمم والمُلوك وبني إسرائيل. لأنِّي سأُريه كم ينبغي أن يتألَّم مِنْ أجل اسْمِي ". فمضى حنانِيَّا ودَخَلَ البيت ووضع عليهِ يديهِ وقال: " أيُّها الأخ شاول، قد أرْسَلَنِي الرَّبُّ يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه، لكي تُبْصِرَ وتمتلئ مِنْ الرُّوح القُدُس ".فللوقت وقع مِنْ عينيهِ شيءٌ كأنه قُشُورٌ، فأبصر في الحال، وقام واعتمدَ. وتناول طعاماً فتقوَّى. فمكث أيَّاماً مع التَّلاميذ الذين كانوا في دمشق.ولوقته بدأ يُنادي بيسوع في المجامع " أنَّ هذا هو ابن اللَّـه ".
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ...
    اليوم الثاني من شهر بؤونه المبارك
    لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
    1. تذكار ظهور جسدي القديس يوحنا المعمدان و أليشع النبي.
    2. تذكار نياحة البابا يوأنس الثامن عشرالبطريرك ( 107 ).
    1 ـ فى هذا اليوم نُعيد بتذكار ظهور جسدي القديسين يوحنا المَعمَدان وأليشع النبي تلميذ إيليا النبي بمدينة الإسكندرية. وذلك أنه لما قصد يوليانوس الكافر أن يبني هيكل أورشليم، بعدما هدمه وسباستيوس وابنه تيطُس، قاصداً بسوء رأيه أن يُبطِل قول الرب فى الإنجيل : " أنه لا يُترك ههنا حجر على حجر لاينقض " لذلك أمده اليهود بالمال، لكي يُعيدوا بناءه، وأوكل ذلك إلى اليبيوس، الذى دعا اليهود سراً إلى معاونته. فاجتمع كثير من الرجال والنساء والشيوخ والشبان، وبدأوا يحفرون الأساس بهمة، وينقلون الأتربة والأحجار، بعضهم بالمقاطف والبعض الآخر بأطراف أرديتهم. وكان القديس كيرلس أسقف أورشليم يهزأ بعملهم هذا. ولما انتهوا من رفع حجارة الأساس القديم، وهموا بوضع الأساس الجديد، حدثت زلزلة عظيمة، ملأت الحفر تراباً، وبددت أدوات البناء، وقتلت بعض الفعلة. فلم يرعوَّ اليهود بهذا، وعادوا إلى العمل مرة ثانية. حينئذٍ خرجت من جوف الأرض كرات نارية ورشقت الفعلة بالحجارة التى عزموا على وضعها فى الأساس، فكفوا عن البناء. فآمن كثيرون بسبب ذلك، خصوصاً وقد تمت نبوة السيد المسيح بأيديهم عن نقض بناء الهيكل من أساسه. وقد أورد هذه القصة غريغوريوس الثيؤلوغوس ويوحنا ذهبي الفم. كما ذكرها عرضاً المؤرخ اليهودي اميان فى القرن الخامس. ولكن اليهود قالوا للملك : " أن السبب فى ذلك هو وجود أجساد أئمة النصارى فى هذا المكان. ويجب رفعها منه، وإلا فلن يُبنى الهيكل ". فأمر يوليانوس بإخراج أجساد القديسين من المكان وإحراقها. ولما أخرجوا جسدي القديسين يوحنا المعمدان وأليشع النبي لحرقهما، تقدم بعض المؤمنين من الجند، وأعطوهم مبلغاً من الفضة وأخذوا الجسدين وأتوا بهما إلى القديس أثناسيوس بابا الإسكندرية، فسُرَّ بذلك ووضعهما فى مكان خاص إلى أن يبنى لهما كنيسة. وفى أحد الأيام كان جالساً فى البستان، ومعه كاتبه البابا ثاوفيلس الذى خلفه على الكرسي، فقال له : " إن أطال الرب أجلي بنيت فى هذا الموضع كنيسة على اسم هذين القديسين يوحنا المعمدان وأليشع النبي وأضع جسديهما فيها ". ولما جلس البابا ثاوفيلس على كرسي الكرازة المرقسية تذكر الكلام الذى قاله البابا أثناسيوس، فبنى الكنيسة ونقل إليها الجسدين الطاهرين. وقد حدث وهم سائرون بالجسدين أن عبروا أمام بيت امرأة وثنية، لها أربعة أيام مُتعثِرة فى الولادة، فسمعت ضجة الاحتفال، ولما علمت السبب نذرت قائلة : " ياقديس الله يوحنا إذا نجوت من هذه الشدة صرت نصرانية. ولم تتم كلمتها حتى وضعت ولداً فأسمته يوحنا، ثم تعمدت هى وأهل بيتها.أما الجسدان فقد وضعوهما فى الكنيسة، وقد ظهرت منهما عجائب كثيرة. أما يوليانوس الكافر فكانت نهايته كما يأتي : عزم على القيام بحرب ضد سابور ملك الفرس فقابله القديس باسيليوس الكبير واضع القداس وبعض الأساقفة. فقال لهم : لماذا حضرتم ؟ أجابه باسيليوس : " أتينا نطلب راعياً " فقال له بتهكم : " وأين تركت ابن النجار" فأجابه بشهامة وكبرياء " تركناه يصنع لك تابوتاً لأنك فقدت كل علم ومعرفة " قال له يوليانوس " قد قرأتها وحفظتها " فرد عليه باسيليوس " ولكنك لم تفهمها " فاغتاظ يوليانوس وأمر بالقبض عليهم، ليقدمهم للموت بعد رجوعه . فقال له " لن تعود وإلا فلم ينطق الله على فمي " . ثم أمر بسجنهم. وبعد أن ذهب للحرب، صلَّى القديس أمام أيقونة مرقوريوس أبو سيفين طالباً تأديبه على إهانته لسيده يسوع فغاب مرقوريوس عن الصورة ثم رجع وسيفه يقطر دماً. وفى الحرب أصاب يوليانوس سهم فى كبده، وقال ثلودوريتس فى تاريخه الكنسي. لمَّا طُعِنَ ذلك الملك الكافر تلقى فى كفيه الدم المتدفق من جنبه ونثره نحو السماء قائلاً : " لقد قهرتني يابن مريم " فتمت فيه نبوة القديس باسيليوس، ونجت الكنيسة من شره. ولما استشهد القديس مقاريوس أسقف ادكو وضعوا جسده مع جسدي يوحنا المعمدان وإليشع النبي.صلاتهم تكون معنا. آمين.
    2 ـ وفى هذا اليوم أيضاً تُعيد الكنيسة بتذكار نياحة البابا يوأنس الثامن عشر البطريرك ( 107 ) وكان من أهالي الفيوم وكان يُدعَى أولاً بِاسم يوسف، وترهبن بدير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بجبل العربة، فلمَّا تنيح البابا مرقس السابع سلفه أجمع رأي الأساقفه والكهنة وأراخنة الشعب على اختياره بطريركاً فأحضروه ورسـموه بطــريركاً فى كنيســة القديــس مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة فى يوم الأحد المبارك 15 بابه سنة 1486 ش ( 23 أكتوبر سنة 1769م ) ودُعيَ بِاسم يوأنس الثامن عشر البطريرك ( 107 ). وفى أيامه سعى بابا رومية لاجتذاب الكنائس الشرقية وخاصة كنيسة مصر الأرثوذوكسية، إلى المذهب الكاثوليكي، وقام بنشر كتاب أعمال مجمع خلقدونية، ووزعوه على جميع البلاد الشرقية، وكان مجمع خلقدونية هذا سبباً فى انشقاق الكنيسة، وهو الذى رفض الاعتراف بأمانته البابا القديس ديسقورس البطريرك ( 25 ). ثم أرسل بابا رومية مندوباً من قِبَلهِ للبابا يوأنس يَحمل رسالة يدعوه فيها إلى الاتِّحاد معه. فسلَّم البابا هذه الرسالة إلى الأنبا يوساب الأبحّ أسقف جرجا، وكلفه بدراستها والرد عليها. فقام هذا العلامة الكبير واللاهوتي العظيم بالرد عليها، وتفنيد دعوى روما، فدافع عن كنيسته وأمانتها ومعتقداتها دفاعاً مجيداً خلَّدَ به ذكراه. أما كتاب أعمال مجمع خلقيدونية فقد أتى على عكس ما كانت تنتظره روما من نشره، إذ جاء مُثبتاً لصحة معتقدات الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، فندم أسقف روما على نشره فى الشرق، وقام بجمع نسخه وأحرقها.
    وقد نال البابا يوأنس فى مدة رئاسته شدائد وضيقات كثيرة، من حكام البلاد والولاة العثمانيين، وقام القائد التركي بمصادرة الخزينة البطريركية، وأخذ أموالها. الأمر الذى اضطر البابا إلى أن يختفي من ظلم هؤلاء الحاكمين، الذين أرهقوا المسيحيين بأحكامهم الجائرة وبزيادة الضرائب المقررة عليهم. واشترك البابا يوأنس مع المعلم إبراهيم الجوهري رئيس كُتّاب مصر فى ذلك العهد فى تعمير الأديرة والكنائس، كما قام بعمل الميـرون المُقـدَّس وتنيح فى اليوم الثاني من شهر بؤونه المبارك سنة 1512 للشهداء الأبرار ( الموافق 7 يونية سنة 1796م ) بعد أن أقام على الكرسي البطريركي 26 سنة و7 أشهر و16 يوماً. ودُفِنَ بمقبرة البطاركة الأبرار فى كنيسة القديس مرقوريوس أبي سيفين. وظل الكرسي بعده خالياً مدة ثلاثة أشهر وستة وعشرين يوماً. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    من مزامير أبينا داود النبي ( 135 : 1 ، 2 )
    اعتَرِفُوا للربِّ فإنَّهُ صَالحٌ، وإنَّ إلى الأبَدِ رحمتهُ. اعتَرِفُوا لإله الآلهة، فإنَّ رحمتهُ ثابتة إلى الأبَد. هللويا

    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 14 : 1 ـ 11 )
    لا تَضطرب قُلوبُكُم. أنتم تؤمنون باللَّـه فآمِنُوا بي أيضاً. في بيت أبي منازلُ كثيرةٌ، ولولا ذلك لكُنتُ أقُول لكُم. أنِّي أمضي لأُعدَّ لكُم مكاناً، وإنْ مَضيتُ لأُعِدّ لكُم مكاناً فسوف آتي أيضاً وآخُذُكُم إليَّ، حتَّى تَكُونوا أنتُم أيضاً معي، حيثُ أكون أنا وأنتُم تَعرفون الطَّريق حيثُ أنا ذاهب.قال لهُ توما: " ياربُّ، لسنا نَعلمُ أين تذهبُ، فكيف نَقدرُ أنْ نَعرف الطَّريق؟ " قال لهُ يسوع: " أنا هو الطَّريقُ والحقُّ والحياةُ. ليس أحدٌ يأتي إلى الآب إلاَّ بي. لو كُنتُم عرفتُمُوني لعرَفتُم أبي أيضاً. ومِنَ الآن تعرفُونهُ وقد رأيتُمُوهُ ". قال لهُ فيلُبُّس: " ياربُّ، أرِنا الآبَ وكفانا ". قال لهُ يسوع: " أنا معكُم كُل هذا الزمان ولم تَعرفني يا فيلُبُّس! مَن رآني فقد رأى الآب، فكيف تقُولُ أنتَ: أرِنا الآبَ؟ ألستَ تُؤمنُ أنِّي أنا في أبي وأبي فيَّ؟ الكلامُ الذي أُكلِّمُكُم بهِ لا أتكلَّمُ بهِ مِنْ نفسي وحدي، بل الآبَ الحال فيَّ هو الذي يَعملُ أعمالهِ. آمِنوا بي أنِّي أنا في أبي وأبي فيَّ، وإلاَّ فآمِنوا بي مِنْ أجل الأعمال.
    ( والمجد لله دائماً)
    +++
                  

06-10-2013, 02:34 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الاثنين من الأسبوع السادس من الخماسين المقدسة)
    10 يونيو 2013
    3 بؤونة 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 46 : 1 )
    يا جميعَ الأُمم صَفِّقوا بأيديكُم، هلِّلوا للَّهِ بصوتِ الابتهاج. هللويا

    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 6 : 30 ـ 34 )
    واجتمع الرُّسُلُ إلى يسوع وأخبروهُ بكُلِّ شيءٍ، ما عملوه وما علَّمُوا بهِ. فقال لهُم: " تعالوا أنتُم وحدكم إلى موضعٍ خلاءٍ واستريحُوا قليلاً ". لأنَّ القادمين والذَّاهبين كانوا كثيرين، فلم يجدوا فُرصةٌ ليأكلوا. فذهبوا في السَّفينة إلى موضعٍ خلاءٍ مُنفردين. فرآهُمُ الجموع مُنطلقين، وعرفهُ كثيرون. فأسرعوا إلى هُناك مُشاةً مِنْ كُلِّ المُدُن، فسبقُوهُم. فلمَّا خرج أبصر جمعاً كثيراً، فتحنَّن عليهم إذ كانوا كخرافٍ لا راعي لها، فبدأ يُعلِّمُهُم كثيراً.
    ( والمجد للَّـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 46 : 6 ، 7 )
    رَتِّلوا لإلهنا، رَتِّلوا لملِكنا رَتِّلوا، رَتِّلوا بفهمٍ، لأنَّ الربَّ مَلِكُ على جميع الأُممِ. هللويا

    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 8 : 22 ـ 26 )
    وجاءوا إلى بيت صيدا، فقدَّموا إليه أعمى وطلبوا إليه أن يَلمسه، فأمسك بيد الأعمى وأخرجه إلى خارج القرية، وتَفَلَ في عينيه، ووضع يديه عليه وسأله: " ماذا تُبصِر؟ " فتطلَّع قال: " أني أرى النَّاس كأشجارٍ يمشونَ ". ثم وضع يديه على عينيه أيضاً، فأبصر وشُفِيَ ورأى كل شيء جلياً. فأرسله إلى بيته قائلاً: " لا تدخل القرية، ولا تقل لأحدٍ فيها ".
    ( والمجد للَّـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
    ( 8 : 2 ـ 4 )
    لأنَّ نامُوس رُوح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني مِنْ ناموس الخطيَّة والموت. لأنَّهُ ما كان النَّامُوسُ عاجزاً عنهُ، بسبب ضعف الجسد، أرسَل اللَّهُ ابنهُ في شبهِ جسد الخطيَّة، ومِن أجل الخطيَّة، دانَ الخطيَّة بجسده، ليتمَّ فينا بِرّ النَّامُوس، نحنُ السَّالكين ليس حسب الجسد بل حسب الرُّوح. فإنَّ الذين هُم جسديون فبما للجسد يهتمُّون، والذين هُم حسب الرُّوح فبما للرُّوح يهتمُّون.
    ( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة يوحنا الرسول الأولى
    ( 5 : 8 ـ 13 )
    إن كُنَّا نَقبَلُ شهادَةَ البشر، فَشَهادةُ اللَّه أعظَمُ، وهذه هيَ شهادةُ اللَّهِ التي قد شهدَ بها عن ابنهِ. مَن يُؤمِن بِابن اللَّهِ فإن هذه الشهادة عنده في نفسه. ومَن لم يؤمن باللَّه، فَقَد جَعَلهُ كاذباً، لأنَّه لم يصدق بالشَّهادة التي شَهدَ بها اللَّه عن ابنهِ. وهذه هيَ الشَّهادةُ: أنَّ اللَّهَ أعطانا الحياة الأبديَّة، وهذهِ الحياةُ هيَ في ابنهِ. فمَن كان مُتمسكاً بالابن فهو أيضاً مُتمسك بالحياةُ، ومن لم يكن بابن اللَّهِ متمسكاً فليست لهُ الحياةُ.كتبتُ إليكُم بهذا كي تَعلَموا أنَّ لكُم حياةً أبديَّةً أيُّها المؤمنونَ بِاسم ابن اللهِ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأنَّ العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا مَن يعمل مشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 9 : 23 ـ 31 )
    ولمَّا تَمَّت أيَّامٌ كثيرةٌ تشاور اليهودُ ليقتلوهُ، فعلِمَ شاول بمكيدتهم. وكانوا يحرسون أبواب المدينة نهاراً وليلاً ليقتلوهُ. فأخذهُ التَّلاميذُ ليلاً وأنزلوه من السُّور مُدلِّين إياه في زنبيل. فلمَّا جاء شاولُ إلى أُورشليمَ حاول أن يلتصقَ بالتَّلاميذ، فكانوا يخافونه إذ لم يصدقوا أنَّهُ تلميذٌ. فأخذهُ برنابا وجاء به إلى الرُّسل، وحدَّثهُم كيف قد أبصرَ الرَّبَّ في الطَّريق وأنَّهُ كلَّمهُ، وكيف قد تكلَّم علانية بدمشقَ بِاسم يسوعَ. وكان معهُم يدخلُ ويخرجُ في أُورشليمَ ويجاهرُ بِاسم الرَّبِّ يسوعَ. وكان يكلم ويُباحثُ اليونانيِّينَ، فحاولوا أن يقتلوه. فلمَّا عَلِمَ الإخوة أنزلوهُ إلى قيصريَّة ثم أرسلوهُ إلى طرسوس. فأمَّا الكنائس في جميع اليهوديَّةِ والجَلِيلِ والسَّامِرةِ فكان لها سلامٌ، وترتيب وبنيان وكانت تَسِيرُ في مخافةِ الربِّ، وبِتَعزيةِ الرُّوحِ القُدُسِ كانت تَتكاثَرُ.
    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ...
    اليوم الثالث من شهر بؤونه المبارك
    لا يقرأ السنكسار في الكنيسة في هذه الأيام من كل عام
    1.بناء أول كنيسة لمار جرجس ببلدتي برما وبئر ماء بالواحات.
    2.نياحة القديسة مرتا المصرية.
    3. شهادة القديس الشهيد اللاديوس الأسقف.
    4.نياحة البابا قسما البطريرك ( 44 ).
    5.نياحة القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة.
    1 ـ فى مِثل هذا اليوم بُنيت أول كنيسة على اسم الشَّهيد العَظيم مار جورجيوس بالديار المصريّة ببلدة بئر ماء بالواحات، كما كُرِّست بِاسمه فى مِثل هذا اليوم أيضاً كنيسة فى بلدة برما مركز طنطا. وذلك أنه بعد هلاك دقلديانوس ومُلك الملك البار قسطنطين هُدِمَت هياكِل الأوثان، وبُنيت الكنائس على أسماء الشُّهداء الأبطال، الذين جادوا بدمائهم فى الذود عن الإيمان.وكان بالديار المصرية قَومٌ مِن الجنود المسيحِيِّين، وهبوا جُزءاً مِن الأرض المُقامة عليها برما الآن. وكان مِن بَينهم شاب تَقي وديع، يُقيم بِقطعة مِنها مع بعض المُزارعين. وكان بتلك الجهة بِئر لِلشُرب. فسمع هذا الشاب بعجائب العظيم فى الشهداء جورجيوس، فسعى حتى حَصل على سيرتهُ، وكتبها وصار يتعزى بقراءتها بغير ملل.وحدث فى ليلة اليوم الرابع والعشرين من شهر بشنس، وهو قائم يُصلِّي أن رأى جماعة من القـديسين وقد نـزلوا بجـوار هـذه البئـر، يُسـبِّحـون الله ويُرتِّلون بأصواتٍ ملائكية، وهم مُحاطون بنور سماوي، فاستولت عليه الدهشة. وعندئذٍ تقدم إليه واحد منهم فى زى جندي، وعرَّفه أنه جورجيوس الذى استشهد على يد دقلديانوس. وأمره أن يبني له كنيسة فى هذا الموضع، لأن هذه مشيئة الرب. ثم ارتفعت عنه الجماعة إلى السَّماء وهم يُمجدون العَلِيّ. وقضى الشاب ليلته مُتيقظاً حتى الصباح، ومرت عليه عدة أيام وهو يفكر كيف يبني هذه الكنيسة، وهو لايملك ما يقوم بنفقات جزء بسيط منها.وفى إحدى اللَّيالي وهو واقف يُصلِّي، ظهر له الشهيد العظيم جورجيوس وحدد له مكان الكنيسة. ثم أرشده إلى مكان وقال له: احفر هنا وستجد ما تبني به الكنيسة. ولما استيقظ فى الصباح ذهب إلى حيث أرشده الشهيد الجليل، وحفر فوجد اناء مملوءاً ذهباً وفضة، فسبَّح الله وعظَّم قديسه وبنى الكنيسة. ثم استدعى الأب البطريرك وكرَّسها فى مثل هذا اليوم. وبُنيت المنازل بجوار هذه الكنيسة، وسُميت هذه الجهة ( بئر ماء ) نسبة إلى بئر الماء الذى بُنيت بجوارها الكنيسة. ويُجرى الاحتفال بهذا التذكار المجيد فى هذه البلدة سنوياً. وهناك تظهر الآيات الباهرة من إخراج الشياطين وشفاء المرضى بشفاعة هذا الشهيد العظيم. صلاته تكون معنا. آمين.ونُقِلت أعضاء القديس جورجيوس التى كانت محفوظة فى بيعته من مدينة بئر ماء بالواحات إلى دير أنبا صموئيل بمعرفة رهبانه، وذلك فى أيام الأب القديس متاووس البطريرك ( 87 )، ورئاسة الأب القس زكري ابن القمص والأب الراهب سليمان القلموني. وفى عهد رئاسة البابا غبريال البطريرك ( 88 ) نُقِلت أعضاء القديس إلى الكنيسة المعروفة بِاسمه بمصر القديمة وكان ذلك فى يوم 16 أبيب سنة 1240 ش ( 10 يولية سنة 524 م ). صلاته تكون معنا. آمين.
    2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً تنيحت المجاهدة الناسكة القديسة مرتا. وُلِدت بمصر من أبوين مسيحيين غنيين. ولما شبت اندفعت وراء الأميال الشريرة فهوت فى نجاسة السيرة، ولكن رحمة الله تداركتها من العلاء، فحركتها للذهاب إلى الكنيسة فى يوم عيد الميلاد. فلما وصلت إلى بابها وهمت بالدخول، منعها الخادم الموكل بالباب قائـلاً: " انكِ غير مُستحقة أن تدخُلى بيت اللـه المُقدَّس، وأنت كما تعلمين " . وحصلت بينهما ضجة سمعها الأسقف، فأتى إلى الباب ليرى ما الخبر . فلما رأى الفتاة قال لها : " أما تعلمين أن بيت الله مقدس ولا يدخله غير الطاهر؟ " . فبكت وقالت : " اقبلني أيها الأب، فإنني تائبة من هذه اللحظة، ومصممة على عدم العودة إلى الخطية " . فقال لها: " إن كان الأمر حقاً كما تقولين فاحضري لي ملابسك الحريرية وزينتك الذهبية وتعالي إلى هنا ". فمضت بسرعة وأحضرت كل ما كان لها من حلي وملابس، وقدَّمتها إلى الأب الأسقف فأمر بإحراقها فى الحال. ثم حلق شعر رأسها وألبسها ثياب الرهبنة، وأرسلها إلى أحد أديرة الراهبات، وهناك جاهدت جهاداً عظيماً. وكانت تقول فى صلاتها: " يارب إن كنت لم أحتمل الفضيحة من خادم بيتك، فلا تفضحني أمام قديسيك وملائكتك ". ولبثت مدة خمس وعشرين سنة فى الجهاد، لم تخرج فى أثنائها من باب الدير حتى تنيحت بسلام. صلاتها تكون معنا. آمين
    3 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً. استشهد القديس اللاديوس أسقف إحدى بلاد المشرق. وذلك أنه كان فى يوم من الأيام يوبِّخ الوالي يوليكيوس على عبادته الأصنام. فقال له الوالي: إذا كنت فى نظرك كافراً لأني لا أعبد المصلوب، فها أنا أجعلك أنت أيضاً تترك عبادته. تم سلَّمه لأحد نوابه وأمـره أن يُعذبه بلا رحمة مدة سنة. ولما لم ينثنِ عن عزمه الصادق أوقــد ناراً فى حفرة وطرحه فيها فلم تمسسه بأذى. فآمن جمع كثير وأمـر الوالي بقطع رؤوسهم، وأخيراً أخرجوا القديس من الحفرة وأمر بضرب عنقه، فاستودع روحه بيد السيد المسيح ونال إكليل الشهادة.صلاته تكون معنا. آمين.
    4 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً: تنيح البابا قسما الأول سنة 446 ش ( 24 يونية سنة 730 م ) وأصله من أبي صير، وترهب بدير أبي مقار، ورُسِمَ بطريركاً رغماً عنه يوم الأحـد 30 برمهات سنة 445 ش ( مارس 729 م )، ولم يبرح منذ توليه الكرسي عن السؤال كي ينيح الله نفسه سريعاً. فأجاب الله طلبته بعد أن تولى على الكرسي مدة سنة واحدة وثلاثة شهور.صلاته تكون معنا. آمين.
    5 ـ وفيه أيضاً تنيح القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة، وذلك فى سنة 1630 للشهداء الأبرار ( 10 يونيو سنة 1914 م ). وُلِدَ هذا القديس وكان اسمه بولس فى سنة 1545 ش ( 1829 م ) بعزبة جلده مركز ملَّوى مديرية المنيا من والدين تقيين فربياه تربية مسيحية وأدخلاه الكُتَّاب، فتلقى فيه العـلوم الدينية والتراتيل الكنسية. ولمَّا أظهر نبوغاً بين أقرانه رسمه الأنبا يوساب أسقف صنبو شماساً على كنيسة جلـده، ومال قلبه إلى الرهبنة فقصد دير المحرق ورُسِمَ راهباً بِاسم بولس غبريال المحرقي فى التاسعة عشرة من عمره. وكان وديعاً متواضعاً طاهر السيرة كثير الانفراد للصلاة، فأحبه الرهبان حُباً جماً، وسمع به وقتئذٍ الأنبا ياكوبوس أسقف المنيا، فاستدعاه إليه واستبقاه مدة بالأسقفية رقاه فى أثنائها إلى رتبة قس، ولما عاد إلى ديره الذى كان عامراً وقتئذٍ بالرهبان الأتقياء، اتفقت كلمتهم على أن يختاروه رئيساً للدير لهم بعد وفاة رئيسهم. ورُقيَ قمصاً فى أيام البابا ديمتريوس الثاني البطريرك ( 111 )، ولبث خمس سنوات رئيساً للدير، كان فيها الدير ملجأ لآلاف الفقراء حتى أُطلِقَ عليه أب الفقراء والمساكين. ولم يأل جهداً فى مدة رئاسته نحو تحسين حالة الدير روحياً ومادياً وإنماء ثروته وإصلاح أراضيه الزراعية. وكان كلما ازداد براً بالفقراء وإحساناً لليتامى والأرامل، ازداد حقد بعض الرهبان عليه، لأنهم كانوا يعتبرون هذه الأعمال الخيرية إسرافاً وتبذيراً. فتذمروا عليه وشكوه إلى الأنبا مرقس مطران البحيرة الذى كان قائماً وقتئذٍ بالنيابة البطريركية لوفاة البابا ديمتريوس، فقبِل شكايتهم وعزله من رئاسة الدير. وبعد زمن يسير من اعتزاله الرئاسة، ترك دير المحرق وذهب إلى دير البراموس، وأقام به مدة لا عمل له إلا درس الكتاب وتعليم الرهبان، وكان رئيس الدير وقتئذٍ القمص يوحنا الناسخ، الذى صار فيما بعد البابا كيرلس الخامس البطريرك ( 112 ). وذهب إلى دير البراموس مع القمص بولس رهطٌ من رهبان دير المحرق، الذين لم يعجبهم حال إخوانهم المُتذمرين به. وفى سنة 1597 ش ( سنة 1881 م ) اختاره البابا كيرلس الخامس، أسقفاً لإبروشية الفيوم والجيزة، بدلاً من أسقفها المتنيح الأنبـا ايساك، فتمت رسامته بِاسم الأنبا ابرآم. وقد اشتهر فى مدة أُسقفيته بأمرين : الأول : عطاياه للفقراء الكثيرين الذين كانوا يقصدون دار الأُسقفية فيهبهم كل ما يكون لديه من المال. وقد جعل دار الأسقفية مأوى لكثيرين منهم. وكان يُقدِّم ثياباً للعريانين وطعاماً للجائعين، ولم يسمح مُطلقاً بأن يُقدَّم إليه طعام أفخر مما يُقدَّم للفقراء. واتفق مرة أن نزل ليتفقد الفقراء وهم يتناولون فلاحظ أن الطعام الذى قُدِّم إليه فى ذلك اليوم، كان أفخر مما وجده أمامهم . فساوره الحزن وفى الحال أقال الراهبة التى كانت موكلة بخدمة الفقراء من عملها. أما الأمر الثاني الذىاشتهر به فهو صلاة الإيمان التى جرت بواسطتها على يديه آيات شفاء عديدة، حتى ذاع اسمه فى أنحاء القُطر وبعض بلدان أورُبا أيضاً، وكان يقصده المرضى أفواجاً على تبايُن أديانهم فيتباركون بصلاته وينالون الشفاء. وكان الأنبا ابرآم واسع الإطلاع على الكتب المقدسة، يُلقي على زائريه دائماً نصائح وتعاليم وعظات تدل على وفرة علمه بأسرار الكتاب المقدس، ولكن الأهم من ذلك أنه كان ذا صفات نقيَّة وفضائل جمّة. ومن أخص تلك الصفات إنكاره لذاته إنكاراً شديداً، وزهده الحقيقي فى ملاذ الحياة وأمجادها، فطعامه ولباسه لم يتجاوزا قط حد الضرورة، ونفسه لم تكن تطمح إلى أبهة المناصب والرتب، حتى أن البطريرك لما أراد أن يرفعه إلى رتبة المطرانية، اعتذر عن قبولها بقوله أن الكتاب المقدس لا يذكر من رُتب الكنيسة إلا القسيسية والأسقفية. ومن صفاته أيضاً أنه كان صريحاً إلى أقصى حدود الصراحة فى إبداء رأيه. ولا ينظر فيما يقول إلا إلى الحقِّ لذاته فتتضاءل أمامه هيبة العظماء ومراكز الكُبراء أمام هيبة الحقّ وجلاله. ولذلك كان مطارنة الكنيسة وأساقفتها يتقون غضبه ويتمنون رضاه. وانتقل الأنبا ابرآم إلى النعيم فى 3 بؤونه سنة 1630 ش ( 10 يونيه 1914 م ) فشيَّعه إلى القبر أكثر من عشرة آلاف نفس من المسلمين والمسيحيين، ووُضِعَ جثمانه الطاهر فى المقبرة المُعدة له فى دير العذراء بالعزب. وقد ظهرت منه آيات كثيرة بعد وفاته حيث لم تزل مقبرته مزاراً لذوي الحاجات والأوجاع.بركة صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    من مزامير أبينا داود النبي ( 27 : 10 ، 9 )
    خلِّص شَعبَكَ، وبارِك ميراثكَ. ارعَهُم وارفعهُم إلى الأبد. الرَّبُّ عِزٌّ لشعبهِ. هللويا

    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 16 : 15 ـ 23 )
    كُلُّ ما لأبي فهو لي. لِهذا قُلتُ لكُم إنَّهُ يأخُذُ مِمَّا لي ويُخبِرُكُم. بعد قليل لا ترونني، وأيضاً بعد قليل ترونني، لأنِّي ذاهبٌ إلى الآب.قال قومٌ مِنْ تلاميذه، بعضُهُم لبعض: " ما هذا الكلام الَّذي يقُولهُ: بعد قليلٍ لا ترونني، ثُمَّ بعد قليلٍ ترونني، ولأنِّي ذاهبٌ إلى الآب؟ " فكانوا يقولون ما هو هذا القليلُ الَّذي يقُوله؟ لسنا نعلمُ ماذا يقول ". فعلم يسوع أنَّهُم كانوا يُريدُون أن يسألُوهُ، فقال لهُم: " أَعَنْ هذا الكلام تتباحثون بعضكم مع بعض، لأنِّي قُلتُ لكم: بعد قليلٍ لا ترونني، ثُمَّ بعد قليل أيضاً ترونني. الحقَّ الحقَّ أقُولُ لكُم: إنَّكُم أنتم ستبكُون وتنُوحون والعالمُ يفرحُ. وأنتُم تحزنُون، ولكنَّ حُزنكُم يتحوَّل إلى فرح. المرأةُ حين تلدُ تحزنُ لأنَّ ساعتها قد جاءت، فإن ولدت الولد لا تعُودُ تذكُرُ الشِّدَّة من أجل الفرح، لأنها ولدت إنساناً في العالم. وأنتُم أيضاً، الآن تحزنون. وسأراكُم أيضاً فتفرحون، وفرحكُم لا ينزعُه أحدٌ منكُم. وفي ذلك اليوم لا تسألُوني شيئاً. الحقَّ الحقَّ أقُولُ لكُم: إنَّ ما تسألونهُ مِنَ الآب بِاسمي فإياه يُعطيكُم.
    ( والمجد للَّـه دائماً )
    +++
                  

06-12-2013, 04:17 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    أعتقد أن هذا الموضوع هام .. وهام جداً ..

    مَن هو السيد المسيح فى الأديان الثلاثة ..

    + فى اليهودية ..
    + فى المسيحية ..
    + فى الإسلام ...

    (يسوع | المسيا | سيدنا عيسى في القرآن)

    من هو المسيح؟

    فهرس البحث

    1- من هو المسيح؟
    2- الكتاب المقدس يعلمنا أن العبادة والسجود لله وحده
    3- آخرون يؤكدون ألوهيته: من أصدقائه - من اليهود - إخوتنا المسلمون في القرآن
    4- لماذا ينبغى لنا أن نؤمن بالمسيح يسوع؟
    5- من هو يسوع؟ شخصيته - انتصاره على الموت
    6- لماذا أتى يسوع؟
    7- لماذا مات يسوع؟
    أ) الحرية من الخطية
    ب) الحرية من العبودية
    جـ) الحرية من الخوف
    د) القدرات الجديدة
    هـ) القدرة على معرفة الله
    و) القدرة على محبة الآخرين
    ز) القدرة على التغيير

    # صفحات ذات صلة
    # للمزيد نرجو مراجعة

    وقت المحاكمة يقول البشير مرقس 14: 61-64: "أما هو فكان ساكتًا ولم يجب بشيء. فسأله رئيس الكهنة أيضًا: أأنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع: أنا هو. فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال: ما حاجتنا بعد إلى شهود؟ قد سمعتم التجاديف. فحكموا عليه أنه مستوجب الموت".

    أليس هذا غريبا؟ ماذا قال المسيح حتى يمزق رئيس الكهنة ثيابه ويكسر الوصية لاويين 10: 6، معرضًا نفسه للموت؟‍‍ وما هي التجاديف التي قالها المسيح حتى تجعل رئيس الكهنة في غير حاجة إلى شهود،‍‍ ويصدر الحكم فورًا بالموت؟ لقد قال: "أنا هو".

    في لغتنا العربية الجميلة "أنا هو" لا تعني شيئًا يستوجب كل غضب رئيس الكهنة! لكن في اللغة الأصلية التي سمعها السامعون وقتها تعني اسم الجلالة الله "أنا هو الذي أنا هو" (خروج 3: 14).

    فحينما سأل رئيس الكهنة السيد المسيح: "أأنت ابن المبارك؟" قال له: "أنا الله". فحقَّ للرئيس أن يمزق ثيابه ويقول: سمعتم التجاديف! إنسان يقول عن نفسه إنه الله. إنه مستوجب الموت.

    يوحنا 10: 33: "أجابه اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا". ثم قلت لها: إن المعول عليه هو اللغة الأصلية وفهم السامعين لها؟ لقد فهم سامعو المسيح ما يعنيه بكلامه، فقد كان يعلن لهم أنه الله.

    يوحنا 19: 7: "أجابه اليهود (أجابوا بيلاطس الوالي): لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله". ثم صرخوا: "اصلبه! اصلبه!". فقال لهم بيلاطس: "خذوه أنتم واصلبوه لأني لست أجد فيه علة". فأجابه اليهود بالقول السابق، والذي فهموه من كلامه معهم.

    لقد فهم اليهود معنى البنوة لله وهو أنها تمام المعادلة لله. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا

    يوحنا 5: 17، 18: "فأجابهم يسوع: أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال إن الله أبوه معادلًا نفسه بالله".

    يوحنا 8: 56-58: قال المسيح: "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح". فقال له اليهود: "ليس لك خمسون سنة بعد، أفرأيت إبراهيم؟!". قال يسوع: "الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن". فرفعوا حجارة ليرجموه.

    هنا يعلن السيد المسيح ألوهيته، فكلمة "كائن" (دائم الوجود) هي "يهوه" اسم الجلالة "الكائن والذي كان والذي يأتي". وعرف اليهود المعنى، لذلك رفعوا حجارة ليرجموه.


    صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة تمثل السيد المسيح وهو جالس على عرش المجد ومحاط بطريقة رمزية بالأربع حواري. وفي اليد اليسرى للسيد المسيح لفافة من الورق تحمل مقطعًا من الإنجيل، ومحاط بلفافة أخرى من الورق بالحبر الأحمر. صنع الأيقونة إبراهيم وأوهان الأرمني عام 1464 بالتقويم القبطي (1748 ميلادية). - محفوظة في متحف المقتنيات في مكتبة الإسكندرية، مصر

    السيد المسيح هو الوحيد الذي لم يتردد أبدًا في أقواله. لم يؤجل سائلًا وجَّه إليه سؤالًا بحُجَّة أنه سيسأل من أرسله. ولم يقل أبدًا "هكذا قال السيد الرب" لكنه كان يقول "سمعتم إنه قيل، أما أنا فأقول" وهذا القول في منتهى الخطورة إذا كان من شخص عادي، فهو يقول إنه يكمل شريعة موسى "أما أنا فأقول". فالمسموح له أن ينطق بهذا القول هو أعلى من موسى، أو هو الله نفسه. ولا يمكن لأحد أقل من مُعلِن شريعة موسى أن يقول هذا. فلا بد أن يكون قائل "أما أنا فأقول" هو الله نفسه الذي له حق توضيح قانونه حتى يستطيع الناس تطبيقه (مثل حق المشرع في وضع اللائحة التفسيرية لتشريعه). المسيح هو الوحيد الذي لم يعتذر أو يناقض نفسه، بل قال: "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (مرقس 13: 31)

    الكتاب المقدس يعلمنا أن العبادة والسجود لله وحده

    لوقا 4: 8 "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد"

    يوحنا 4: 24 "الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا".

    ومع هذا نجد السيد المسيح يقبل هذا السجود من كثيرين دون اعتراض:

    من الأبرص في متى 8: 2 "وإذا أبرص قد جاء وسجد له قائلا: يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني. فمد يسوع يده ولمسه قائلًا: أريد فاطهر".

    من المولود أعمى يوحنا 9: 35-38 "أؤمن يا سيد وسجد له"

    من التلاميذ متى 14: 33 "والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله".
    من توما يوحنا 20: 27-29 "أجاب توما وقال له: ربى والهي". هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا

    آخرون يؤكدون ألوهيته:

    من أصدقائه:

    بولس في فيلبي 2: 9-11 "لذلك رفعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب"

    بولس في تيطس 2: 13 "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح".

    بطرس في متى 16: 15-17 "قال لهم وأنتم من تقولون إني أنا. فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي"

    بطرس في أعمال 2: 36 "فليعلم يقينًا جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربًا ومسيحًا".

    يوحنا المعمدان في لوقا 3: 22 "ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة، وكان صوت من السماء قائلًا: أنت ابني الحبيب. بك سررت".

    توما في يوحنا 20: 28 "أجاب توما قائلًا : ربي والهي"

    استفانوس في أعمال 7: 59 "فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول: أيها الرب يسوع اقبل روحي". ونحن نعرف أن لا أحد يستطيع أن يأخذ الروح إلا معطيها، ومعنى قول استفانوس للمسيح "اقبل روحي" اعتراف بألوهيته، وأنه الوحيد الذي له حق أخذ الروح.

    الذين لم يؤمنوا بألوهيته :

    من اليهود:

    و للحديث بقية ..
    (منقول من موقع كنيسة القديس تكلا هيمانوت )
    والرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

06-12-2013, 04:17 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    أعتقد أن هذا الموضوع هام .. وهام جداً ..

    مَن هو السيد المسيح فى الأديان الثلاثة ..

    + فى اليهودية ..
    + فى المسيحية ..
    + فى الإسلام ...

    (يسوع | المسيا | سيدنا عيسى في القرآن)

    من هو المسيح؟

    فهرس البحث

    1- من هو المسيح؟
    2- الكتاب المقدس يعلمنا أن العبادة والسجود لله وحده
    3- آخرون يؤكدون ألوهيته: من أصدقائه - من اليهود - إخوتنا المسلمون في القرآن
    4- لماذا ينبغى لنا أن نؤمن بالمسيح يسوع؟
    5- من هو يسوع؟ شخصيته - انتصاره على الموت
    6- لماذا أتى يسوع؟
    7- لماذا مات يسوع؟
    أ) الحرية من الخطية
    ب) الحرية من العبودية
    جـ) الحرية من الخوف
    د) القدرات الجديدة
    هـ) القدرة على معرفة الله
    و) القدرة على محبة الآخرين
    ز) القدرة على التغيير

    # صفحات ذات صلة
    # للمزيد نرجو مراجعة

    وقت المحاكمة يقول البشير مرقس 14: 61-64: "أما هو فكان ساكتًا ولم يجب بشيء. فسأله رئيس الكهنة أيضًا: أأنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع: أنا هو. فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال: ما حاجتنا بعد إلى شهود؟ قد سمعتم التجاديف. فحكموا عليه أنه مستوجب الموت".

    أليس هذا غريبا؟ ماذا قال المسيح حتى يمزق رئيس الكهنة ثيابه ويكسر الوصية لاويين 10: 6، معرضًا نفسه للموت؟‍‍ وما هي التجاديف التي قالها المسيح حتى تجعل رئيس الكهنة في غير حاجة إلى شهود،‍‍ ويصدر الحكم فورًا بالموت؟ لقد قال: "أنا هو".

    في لغتنا العربية الجميلة "أنا هو" لا تعني شيئًا يستوجب كل غضب رئيس الكهنة! لكن في اللغة الأصلية التي سمعها السامعون وقتها تعني اسم الجلالة الله "أنا هو الذي أنا هو" (خروج 3: 14).

    فحينما سأل رئيس الكهنة السيد المسيح: "أأنت ابن المبارك؟" قال له: "أنا الله". فحقَّ للرئيس أن يمزق ثيابه ويقول: سمعتم التجاديف! إنسان يقول عن نفسه إنه الله. إنه مستوجب الموت.

    يوحنا 10: 33: "أجابه اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا". ثم قلت لها: إن المعول عليه هو اللغة الأصلية وفهم السامعين لها؟ لقد فهم سامعو المسيح ما يعنيه بكلامه، فقد كان يعلن لهم أنه الله.

    يوحنا 19: 7: "أجابه اليهود (أجابوا بيلاطس الوالي): لنا ناموس، وحسب ناموسنا يجب أن يموت، لأنه جعل نفسه ابن الله". ثم صرخوا: "اصلبه! اصلبه!". فقال لهم بيلاطس: "خذوه أنتم واصلبوه لأني لست أجد فيه علة". فأجابه اليهود بالقول السابق، والذي فهموه من كلامه معهم.

    لقد فهم اليهود معنى البنوة لله وهو أنها تمام المعادلة لله. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا

    يوحنا 5: 17، 18: "فأجابهم يسوع: أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل. فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال إن الله أبوه معادلًا نفسه بالله".

    يوحنا 8: 56-58: قال المسيح: "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح". فقال له اليهود: "ليس لك خمسون سنة بعد، أفرأيت إبراهيم؟!". قال يسوع: "الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن". فرفعوا حجارة ليرجموه.

    هنا يعلن السيد المسيح ألوهيته، فكلمة "كائن" (دائم الوجود) هي "يهوه" اسم الجلالة "الكائن والذي كان والذي يأتي". وعرف اليهود المعنى، لذلك رفعوا حجارة ليرجموه.


    صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة تمثل السيد المسيح وهو جالس على عرش المجد ومحاط بطريقة رمزية بالأربع حواري. وفي اليد اليسرى للسيد المسيح لفافة من الورق تحمل مقطعًا من الإنجيل، ومحاط بلفافة أخرى من الورق بالحبر الأحمر. صنع الأيقونة إبراهيم وأوهان الأرمني عام 1464 بالتقويم القبطي (1748 ميلادية). - محفوظة في متحف المقتنيات في مكتبة الإسكندرية، مصر

    السيد المسيح هو الوحيد الذي لم يتردد أبدًا في أقواله. لم يؤجل سائلًا وجَّه إليه سؤالًا بحُجَّة أنه سيسأل من أرسله. ولم يقل أبدًا "هكذا قال السيد الرب" لكنه كان يقول "سمعتم إنه قيل، أما أنا فأقول" وهذا القول في منتهى الخطورة إذا كان من شخص عادي، فهو يقول إنه يكمل شريعة موسى "أما أنا فأقول". فالمسموح له أن ينطق بهذا القول هو أعلى من موسى، أو هو الله نفسه. ولا يمكن لأحد أقل من مُعلِن شريعة موسى أن يقول هذا. فلا بد أن يكون قائل "أما أنا فأقول" هو الله نفسه الذي له حق توضيح قانونه حتى يستطيع الناس تطبيقه (مثل حق المشرع في وضع اللائحة التفسيرية لتشريعه). المسيح هو الوحيد الذي لم يعتذر أو يناقض نفسه، بل قال: "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (مرقس 13: 31)

    الكتاب المقدس يعلمنا أن العبادة والسجود لله وحده

    لوقا 4: 8 "للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد"

    يوحنا 4: 24 "الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا".

    ومع هذا نجد السيد المسيح يقبل هذا السجود من كثيرين دون اعتراض:

    من الأبرص في متى 8: 2 "وإذا أبرص قد جاء وسجد له قائلا: يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني. فمد يسوع يده ولمسه قائلًا: أريد فاطهر".

    من المولود أعمى يوحنا 9: 35-38 "أؤمن يا سيد وسجد له"

    من التلاميذ متى 14: 33 "والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن الله".
    من توما يوحنا 20: 27-29 "أجاب توما وقال له: ربى والهي". هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا

    آخرون يؤكدون ألوهيته:

    من أصدقائه:

    بولس في فيلبي 2: 9-11 "لذلك رفعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثوا باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب"

    بولس في تيطس 2: 13 "منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح".

    بطرس في متى 16: 15-17 "قال لهم وأنتم من تقولون إني أنا. فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي"

    بطرس في أعمال 2: 36 "فليعلم يقينًا جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربًا ومسيحًا".

    يوحنا المعمدان في لوقا 3: 22 "ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة، وكان صوت من السماء قائلًا: أنت ابني الحبيب. بك سررت".

    توما في يوحنا 20: 28 "أجاب توما قائلًا : ربي والهي"

    استفانوس في أعمال 7: 59 "فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول: أيها الرب يسوع اقبل روحي". ونحن نعرف أن لا أحد يستطيع أن يأخذ الروح إلا معطيها، ومعنى قول استفانوس للمسيح "اقبل روحي" اعتراف بألوهيته، وأنه الوحيد الذي له حق أخذ الروح.

    الذين لم يؤمنوا بألوهيته :

    من اليهود:

    و للحديث بقية ..
    (منقول من موقع كنيسة القديس تكلا هيمانوت )
    والرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

06-12-2013, 08:20 AM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    هدية خاصة بالزميل/أرنست
    إنها قصّة الهداية يا أرنست
    أصلحنا الله وإياكم/آمين

                  

06-12-2013, 06:51 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: عماد موسى محمد)

    الأخ الحبيب عماد ..

    شكراً لمداخلتكم الكريمة .. فيا أخى إن أردت أن
    أذكر أسماء من جاءوا الى المسيحية من الإخوة المسلمين
    لما اتسعت هذه الساحة لذكرهم ..

    ولكننى أود أن أعطيك هذا الرابط لترى بعينك
    وتسمع بأذنيك .. شيئاً عن هذا الداعية الذى أتيتم به
    وهو يوسف إستس .. فى حلقة تحت عنوان :
    " يوسف إستس فى الميزان "

    http://www.youtube.com/watch?v=e-ngQ1iH514

    والشكر لكم مرة أخرى ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

06-13-2013, 05:46 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    تابع ما قبله .. من هو السيد المسيح ...

    من اليهود :

    على الرغم من عدم إيمانهم بألوهية السيد المسيح يعترف كتابهم بذلك: إشعياء النبي في 7: 14 "يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل (ومعناه: الله معنا)." ما رأيك أين المعجزة هنا..؟ قالت عمانوئيل.. قلت عمانوئيل تعني الله معنا،.. ولو كنت يهوديًا أسمع كلمات النبي عام 700 قبل الميلاد، لقلت فورًا: إن الله كان دائمًا معنا منذ أيام الأجداد والآباء، أيام إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى والأنبياء. لم يتخلَّ عنا لحظة. وكان وجوده وسيره أمامنا يميزنا عن كل الشعوب، لذلك فعمانوئيل ليست المعجزة.. قالت: إذا "العذراء تحبل وتلد".. قلت لو انك سمعت هذا الكلام أيام إشعياء وقبل نور إعلان العهد الجديد عن القديسة العذراء لقلت إنها ليست المعجزة، فأي عذراء تحبل وتلد حينما تتزوج إن لم يكن هناك أي مانع للحمل. وهو لم يذكر هنا شيئًا عن الزواج أو عدمه، فإذا رأيت عذراء اليوم وغابت عنك عاما كاملا ثم رأيتها ومعها طفلا يمكن أن أقول "العذراء ولدت". فتقول لنا العذراء: نعم غبت عنكم عاما تزوجت فيه وسافرت وأنجبت طفلًا أثناء غيابي..

    إذًا لا توجد هنا معجزة. فقالت محدثتي: لست اعرف إذًا أين المعجزة؟ فقلت لها "السيد نفسه هو المعجزة، يتجسد ليصير إنسانًا!! الإله الروح يصبح مثل البشر"!! قالت: "لا يمكن.. مستحيل. هذا ضرب من الخيال". قلت: "نعم لذلك فهي معجزة، فوق العادة، خارقة للطبيعة فتُسمى معجزة، والله على كل شيء قدير ولا يعسر عليه أمر، إن أراد يكون، وان أمر يصير.

    وإشعياء 9: 6 يؤكد صحة ما أقول: "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنًا وتكون الرياسة على كتفه، ويُدعى اسمه عجيبًا، مشيرًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام". نعم يولد لنا ولد؟ الله يصير إنسانًا.. وجاء في ملء الزمان ولم يعرفوه.. جاء من العذراء القديسة مريم ولم يكرموه..!!!

    وإخوتنا المسلمون بالرغم من عدم إيمانهم بألوهيته يقول كتابهم:

    سورة آل عمران 3: 45


    "إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" (سورة آل عمران 45:3) المسيح اسمه كلمة الله!! وهل هناك فرق بين الله وكلمته؟ الله وكلمته واحد، فأن سمعت شخصًا يحدثك تليفونيًا، هل تقول له: "أهلًا يا كلمة فلان!!" أم تقول: "أهلًا يا فلان"؟ بالرغم من سماعك لكلمة فلان. فالكلمة وصاحبها واحد. الكلمة هي المعبر عن شخصية المتكلم. قالوا إن الكلمة هنا هي "كن" فيكون التي خلق بها الله المسيح!!!! وهنا يظهر سؤالان:

    إن كان هذا هو المقصود والكلمة مؤنث فلماذا قال: كلمة اسمه وليس اسمها؟!!

    ولماذا لم يدعَ آدم كلمة الله؟ ألم يخلقه الله بكلمة كن فيكون؟!!

    إن الوحيد من كل أنبياء القرآن الذي سمى كلمة الله هو المسيح!! لماذا؟؟ لأن المسيح هو الله.

    سورة النساء 4: 171

    "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ".

    أضاف إلى اسم المسيح الاسم: روح الله، وكأنه يريد أن يثبت الفكرة الأولى لمن يشك في أنه الله فيقول عنه إنه أيضًا روح الله. وهل هناك فرق بين الله وروحه؟!! أليس الله وروحه واحدًا؟ فكم بالحري إذ كان المسيح كلمة الله وروحه أيضًا؟!! أليس هذا تأكيدًا على ألوهية المسيح؟!!

    سورة مريم 19: 34

    "ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (أي يشكون)".

    عيسى قول الحق؟!!! ومن هو الحق؟ إنه الله سبحانه. لم يقل إن عيسى عنده الحق، أو يعرف الحق، بل هو نفسه الحق. فهل هناك تأكيد أكثر من ذلك على أن المسيح هو الله!!!! هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا

    أختم حديثي معك بما قاله أستاذ جامعي كان يومًا ما "لاأدريًا" ثم آمن بالمسيح، قال:

    "أحاول أن أمنع من يجرَّب أن يقول: إني اقبل المسيح كمعلم أخلاقي عظيم، ولكني لا أقبل دعواه بأنه الله، فهذا ما لا يجب أن يقوله عاقل!! فلو جاءك شخص لا تعرفه وقال لك: أنا الله!!! وتركك قبل أن تسأله البرهان، فماذا يكون رد فعلك؟

    هناك احتمالان:

    # إما أن يكون صادقًا في دعواه، فأنت لم ترَ الله قبل ذلك ، لأنه لا يراه أحد ويعيش، لكن في ذات الوقت الله يستطيع أن يكون في الهيئة التي يريدها، لذلك فاحتمال الصدق وارد.

    # وإما يكون كاذبًا!! وفي هذه الحالة هناك احتمالان:

    # إما يكون كاذبًا ولم يعرف أنه كاذب فيكون مخدوعًا عن إخلاص وبذلك يكون مجنونًا..

    # أو يكون كاذبًا ويعرف أن ما يقوله كذب، فأعطى الصورة الخاطئة عن قصد، فيكون بذلك مخادعًا.. ولو ترك نفسه لحكم الموت نتيجة لهذا الادعاء الكاذب، لكان أحمق..

    فلو طبقنا هذه النظرية على السيد المسيح (مع الاعتذار الشديد) الذي قال كما ذكرت إنه الله، فهناك احتمالان:

    إما أن يكون صادقًا، وليس أمامك إلا أن تسجد له وتقول: "ربى وإلهي".

    أو يكون كاذبًا، فلو كان كذلك لكان هناك احتمالان:

    # كاذبًا عن إخلاص، أي لم يعرف انه كاذب، فيكون بذلك مخدوعًا، فيكون مجنونًا!! فهل كان المسيح كذلك؟؟!!! حاشا وألف حاشا. لقد شهد أعداؤه قبل أصدقائه قائلين:

    إنجيل متى 13: 54 "ولما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بُهتوا وقالوا: من أين لهذا هذه الحكمة والقوات؟".

    أنجيل مرقس 6: 2، 3 "ولما كان السبت ابتدأ يعلم في المجمع. وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين: من أين لهذا هذه؟ وما الحكمة التي أُعطيت له حتى تجرى على يديه قوات مثل هذه؟ أليس هذا هو النجار ابن مريم؟".

    إنجيل لوقا 2: 52 "وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس"

    واسمع ما يقوله القرآن في سورة آل عمران 3: 45 عن السيد المسيح "وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ".. الذي لم يفعل خطية وهو الشفيع في الآخرة!!!!

    إذًا ليس أمامنا إلا افتراض آخر: إنه كاذب وهو يعرف ذلك. فكيف يعلم تلاميذه الصدق ويقول: "ليكن كلامكم نعم نعم لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير"؟؟

    ثم لو كان يعرف أنه كاذب، وأن نتيجة ذلك أنه سيُساق إلى الموت صلبًا لما سكت، بل أعلن فورًا كذبه لأن الحياة غالية، أو قُل إنه واتته فرصة ذهبية للخروج من هذه الورطة حينما قال له بيلاطس: "أما تكلمني؟ ألست تعلم أن لي سلطانًا أن أصلبك وسلطانًا أن أطلقك؟"!!! فيعلن فورًا كذبه ويعتذر عن كل ما قال. لكن اسمع بماذا أجابه يسوع:

    "لم يكن لك عليَّ سلطان البتة لو لم تكن قد أُعطيت من فوق".

    إذًا هذا الفرض أيضًا مرفوض. فلا يبقى أمامنا إلا الاحتمال الأول، وهو أنه الله الواجب العبادة.

    وللموضوع بقية ..

    ...
                  

06-13-2013, 10:52 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    يتبع .. من هو السيد المسيح ..

    لماذا ينبغى لنا أن نؤمن بالمسيح يسوع؟

    لأنه ببساطة هو الإيمان الحقيقي، وهو لذلك على قدر كبير من الأهمية. ولكن كيف نعرف انه الإيمان الحقيقي؟ انه يمكننا اختبار حقائق الإيمان المسيحي، لأنها ترتكز على وقائع تاريخية، أي على حياة و موت و قيامة يسوع المسيح. إن إيماننا المسيحي يرتكز على مصادر تاريخية موثوق بها. ويسوع نفسه يعطى الدلائل اليوم على انه حي وعلى انه يُخلِص الذي يؤمن به.

    من هو يسوع؟

    مما لاشك فيه أن يسوع شخصية فريدة من نوعها في التاريخ البشرى، حتى إننا نقسم التاريخ إلى قسمين أحدهما قبل والآخر بعد مجيء يسوع.

    ان يسوع كان ومازال ابن الله. وان كان بعض الناس يقولون انه كان فقط احد الحكماء الدينيين، ولكن هذا القول لا يثبت أمام الحقائق التالية مطالبه وحقوقه: لقد قال يسوع انه ابن الله وانه والآب واحد، وهو قام بغفران الخطايا على الأرض، وهو سوف يدين العالم في يوم الدين على موقفنا تجاهه.

    واليك بعض الآيات: قال يسوع "أنا والآب واحد" (يوحنا 10: 30)، "فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج (المُقعد - الكسيح) يا بنيّ مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف. من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده. فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم. أيّما أيسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك؟ أم أن يقال قم واحمل سريرك وامش؟ ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض إن يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجّدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط." (مرقس 2: 5-12)، قال يسوع "لأنه كما أن الآب يُقيم الأموات ويُحيي كذلك الابن أيضًا يُحيي من يشاء. لان الآب لا يُدين أحدًا بل قد أعطي كل الدينونة للابن. لكي يُكرم الجميع الابن كما يُكرمون الآب. من لا يُكرم الابن لا يُكرم الآب الذي أرسله. الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5: 21-24).

    شخصيته

    لا يوجد من يماثل يسوع في المحبة والرحمة والكمال. وتعاليمه هى من أنقى وأفضل ما نطقت به شفاه إنسان. وهو الله الذي تجسد في صورة إنسان مع الرغم من صعوبة تصور هذا الأمر.

    انتصاره على الموت

    انه من الحقائق المدهشة فعلًا أن يسوع قد قام من الأموات، وعندما جاء أتباعه وتلاميذه إلى القبر في صباح الأحد لم يجدوا غير الأقمطة التي دُفن بها يسوع، أما يسوع نفسه فقد قام من الأموات. وفى الأسابيع الستة التالية لقيامته ظهر إحدى عشر مرة لما يكثر عن 500 انسان. وعلى إثر ذلك تغيرت حياة المؤمنين به تغيرا جذريا، ومن يومها بدأت الكنيسة الأولى فى النمو والزيادة باستمرار. ان القبر الفارغ يشهد على قيامة يسوع من الأموات ويشهد على صحة تعاليمه وأقواله وأفعاله. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا

    لماذا أتى يسوع؟

    يسوع هو الشخص الوحيد الذي قرر بمحض إرادته أن يأتي إلى عالمنا هذا متحملا آلام الصليب وموته الكفاري لرفع خطايانا ، فقد قال "لان ابن الإنسان (يسوع) أيضًا لم يأت ليُخَدم بل ليخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مرقس 10: 45). وتعد عملية الصلب من أبشع عمليات الإعدام، ولقد تعرض يسوع للجلد ثم حمل الصليب حتى الإعياء، وعند مكان الصلب قام صالبيه بتسمير يديه ورجليه على خشبة الصليب وتُرك ليموت بهذه الطريقة المؤلمة. و الإنجيل يخبرنا أن هذه الآلام لا تُقاس بالآلام الروحية والنفسية التي لازمت يسوع عندما حمل على نفسه خطايانا وآثامنا.

    لماذا مات يسوع؟

    موت يسوع هو خطة الله لخلاص البشر من خطاياهم وقد أوحى الله بها للأنبياء في العهد القديم مثل موسى وداود وأشعياء وغيرهم.

    وقد قال يسوع أنه يموت من أجلنا، وهذا يعنى انه مات بدلا عنا، وذلك لأنه يحبنا ولا يريد أن نُعاقب بسبب الخطايا والآثام التي تستحق الموت، وذهاب يسوع للصلب بدلًا عنا يعنى انه صُلب كفارة لأجلنا، وبعد قيامته من الأموات قال لتلميذي من تلاميذه: "أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء. أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده، ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (لوقا 24: 25-27).

    فمن أجل محبته لنا جميعا أسلم ذاته فدية عنا. والفدية هى الثمن الذي يُشترى به العبد، ليُطلق سراحه فيما بعد، كذلك المسيح دفع الفدية بدمه على الصليب، لكي يعتقنا من الخطية والذنب والعبودية والخوف.

    الحرية من الخطية

    وذلك وان كنا نشعر بأننا خطاة أم لا، فإننا في الحقيقة جميعنا خطاة أمام الله لأننا كم أخطأنا إليه بالفكر والقول والفعل حيث تعدينا على وصايا الله المقدسة. و"أجرة الخطية هى موت" (رومية 6: 23)، والمقصود هنا هو الموت الروحي أي الانفصال التام عن الله الحي، وهى عقوبة نستحقها جميعا. ولكن يسوع تحمل هذه العقوبة عنا وهكذا نقف أمام الله وكأننا بدون خطية، وذلك على حساب دم يسوع.

    الحرية من العبودية

    قال يسوع: "الحق الحق أقول لكم أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية." (يوحنا 8: 34)، ولقد مات المسيح عنا ليُحررنا من هذه العبودية القاسية، لذلك قال يسوع: " فان حرركم الابن (أى يسوع) فبالحقيقة تكونون أحرارًا" (يوحنا 8: 36).

    الحرية من الخوف

    لقد جاء يسوع إلى عالمنا لكي "يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ويعتق أولئك الذين خوفًا من الموت كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية" (عبرانيين 2: 14)، فالآن لا نخاف الموت. فالذين حررهم يسوع لا تنتهي حياتهم بالموت بل ينتقلوا إلى ملكوت الله في السماء. ويسوع الذي حررنا من عبودية الخوف من الموت قادر أن يحررنا أيضا من كل المخاوف الأخرى.

    القدرات الجديدة:

    هذا ما سنعرفه فى الحلقات القادمة ..
    إن شاء الرب وعشنا ..
    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

06-14-2013, 02:38 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    تابع ما قبله .. من هو السيد المسيح ..

    القدرات الجديدة

    وعندما ترك يسوع عالمنا هذا ترك لنا الروح القدس المُعزى، وكل من يسأل يسوع أن يدخل حياته وقلبه وان يحل فيه بروحه القدوس فهو يستجيب له ويعطيه الحرية والقدرات التالية:

    القدرة على معرفة الله

    بسبب الخطية، ينشأ حاجز يفصلنا عن الله، فالكتاب المقدس يقول: "بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع." (إشعياء 59: 2)، وعندما مات يسوع على الصليب تمزق هذا الحاجز بين الله وبيننا حتى انه يمكننا من خلال يسوع أن نأتي إلى الله وتكون لنا معه علاقة حية، بل وأيضًا يجعلنا الله من خلال الإيمان بيسوع أبناءًا له. ومن خلال الروح القدس أي روح الله الحي تكون لنا ثقة في الله وهو يساعدنا أيضا على التعمق في العلاقة مع الله، وهو يعلمنا كيف نصلى إلى الله وكيف نفهم كلمته المقدسة أي الكتاب المقدس.

    القدرة على محبة الآخرين

    يعلمنا الإنجيل أنه: "نحن نحبه (أي الله) لأنه هو أحبنا أولًا. أن قال أحد أني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب. لان من لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره" (1 يوحنا 4: 19)، ونحن عندما نرى الصليب نعرف مدى محبة الله لنا، وعندما يحل الروح القدس في قلوبنا تحل هذه المحبة أيضا فينا، حتى أننا نصبح قادرين على محبة الله ومحبة الآخرين أيضا. عندها نصبح قادرين على حياة جديدة ملؤها المحبة وبعيدة عن التمحور حول الذات ورغباتها وشهواتها.

    القدرة على التغيير

    فهناك من يدّعى انه من المستحيل تغير البشر، ولكن عندما يحل الروح القدس في حياة الإنسان فإنه يعطيه القدرة على تغيير حياته للأفضل، فيعلمنا بولس الرسول في الإنجيل المقدس أن "ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غلاطية 5: 22)، فهذه الصفات الطيبة تنمو فينا بحلول الروح القدس فينا حتى أن الخطاة والزواني والقتلة والمجرمين ومدمني المخدرات والكحوليات وغيرهم يتحولون إلى قديسين بفعل الروح القدس في حياتهم.
    +++
    والرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز
    ارنست
    +++
                  

06-14-2013, 04:15 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    وهذا موضوع جديد .. عن :
    الأدلة على صحة الإيمان المسيحي | هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

    سؤال: ما هي الأدلة على صحة الإيمان المسيحي؟! هاتوا براهينكم إن كنتم صادقين، أو كما يقول القرآن في سورة البقرة 111: هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ!


    الإجابة:

    أولًا: اعتراف القرآن!

    في عرضنا هذا لما يقوله كتاب القرآن، فليس هذا عن إيمان بالطبع -وإلا فلماذا بقينا في المسيحية!- ولكن إن حاولت أن أثبت لك إيماني فقط من كتبي -التي تنادي بتحريفها- فما الفائدة.. ولكني فقط أحدثك بلغتك! فكتاب الله واحد، ولا يتناقض عبر العصور فيأتي بما هو ضد ما قاله الله سابقًا، فالله واحد، هو هو، أمسًا، واليوم، وإلى الأبد.

    1- لقد اعترف القرآن بكتابنا المقدس وأنه موحى به من الله وأنه هدى ونور للناس في قوله عن التوراة: "قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ..؟ قُلِ اللَّهُ" (سورة الأنعام 91). وفي قوله عن الإنجيل "وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ" (سورة الحديد 27). وفي قوله عن الإنجيل والتوراة معًا: "وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ" (سورة آل عمران 3، 4). وعن سلامة الكتاب المقدس من التحريف: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم" (سورة النساء 47). بل والإحالة إليه للتأييد والتدليل في قوله: "فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ" (سورة يونس 94)... إلخ.

    2- ولقد اعترف القرآن كذلك بثالوثنا تفصيلًا؛ الله، وكلمته، وروح قدسه. وذلك في قوله: "إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" (سوره آل عمران 45). وفي قوله: "تَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ" (سورة البقرة 87، 253). وهذا هو ثالوثنا؛ الله الذي نطلق عليه لفظ الآب أي المصدر أو العلة العاقلة للوجود، وكلمته التي نطلق عليها الإبن لأنه مولود من العقل الأزلي، وروحه القدوس روح الحياة في الله ولكل الوجود.

    3- لقد اعترف بإلوهية المسيح في قوله: "إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى" (سورة آل عمران 45). وفي قوله: "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ" (سورة النساء). وهذا هو إيماننا الكامل بالمسيح أنه كلمة الله وجوهره روحي (روح منه) وأنه من السماء وليس من هذا العالم (كلمته ألقاها إلى مريم) وأنه مُرسَل من الله (ورسول منه).

    4- لقد اعترف بسر تجسده: "فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا" (سورة مريم 17). وفي قوله: "إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا. قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا. قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ.. وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا" (سورة مريم 19-21). وهذا هو إيماننا أنا المسيح ولد بقدرة الله على خلاف الطبيعة بطريقة معجزية تفوق إدراك البشر. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.

    5- لقد اعترف بموته وقيامته من الموت وصعوده إلى السماء "السَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا" (سورة مريم 33). وكذلك في قوله "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ" (سورة آل عمران 55)..

    6- لقد اعترف بأن العذراء مريم التي ولدت المسيح هي فوق كل نساء العالم "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ" (سورة آل عمران 42). وهذا هو إيماننا في العذراء القديسة مريم أنها كأم المسيح فاقَت كل نساء العالم في الكرامة.

    7- لقد اعترف بأعمال المسيح الإلهية والتي تخص الله وحده وذلك في قوله عن كخالِق من الطين "أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ" (سورة آل عمران 49). وفي قوله عنه كشافي للأمراض ومقيم للموتى: "وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ" (سورة آل عمران 49). وفي قوله عنه كعالِم للغيب "وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (سورة آل عمران 49). وفي قوله إنه لا سلطان لإبليس عليه في قوله: "وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" (سورة آل عمران 36). ويؤكد معنى هذه الآية تفسير الرازي لوجاهة المسيح في الدنيا بقوله "سمعت رسول الله يقول ما من مولود من بني آدم إلا نخسه الشيطان حين يولد فيستهِل صارِخًا من نَخْسِهِ إياه، إلا مريم وابنها".

    وهذا هو إيماننا بالمسيح أنه به خُلِقَ كل شيء وأنه شفى المرضى وأقام الموتى وأنبأ بالغيب، وليس لإبليس سلطان عليه.

    والى اللقاء مع البرهان الثانى .. فى الحلقة القادمة إن شاء الله ..

    البرهان الثاني على صحة المسيحية: رعاية أقباط مصر:

    و الى هنا أعاننا الرب .. وسنتابع معاً الأدلة على صحة الإيمان المسيحى ..
    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++

                  

06-15-2013, 06:14 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    البرهان الثاني على صحة المسيحية: رعاية أقباط مصر:

    إن أقرب برهان إلى إدراكنا في مصر، وهو دليل ملموس لنا جميعًا على صحة الإيمان المسيحي، وأنه ديانة إلهية هو -حسب قول دارسو تاريخ مصر من عصر الرومان إلى يومنا هذا- إنه معجزة بقائنا نحن ملايين الأقباط أحياء إلى هذا اليوم ورعاية الله لنا بالرغم من عوامل الإبادة التي مررنا بها عبر العصور المتتالية سواء بالاستشهاد أو بالاضطهاد أو الإذلال أو بالنفي والسبي أو بالهجرة... ويندهش الكثيرون لصمود الإيمان المسيحي في مصر لعشرات القرون من السنين بالرغم من كل هذا... إلخ.



    البرهان الثالث: ظهور النور من قبر السيد المسيح:

    إنه برهان عملي محسوس ومنظور على مستوى كل العالم على صحة الإيمان المسيحي ذلك هو شهادة الله له بظهور نور من قبر السيد المسيح في سبت النور لعيد القيامة كل عام، وإشعال الشموع منه وتوزيعها على كل الموجودين من مندوبي كنائس العالم. وهذا أمر ليس مخفيًا على أحد ومكشوف لكل العالم. وظهور النور من قبر بعينه دونًا عن سائر قبور البشر يدل على أن صاحب هذا القبر كائن سماوي. ولكن من البديهي أنه ليس هناك كائن سماويي يُدفَن في قبر إلا إذا كان قد لبس جسدًا ومات ثم دفن. ومَنْ هذا يا تُرى غير كلمة الله الذي نزل من السماء وتجسد من العذراء وذاق الموت على الصليب ودُفِنَ ثم قام من الموت وترك القبر فارِغًا، وجعل بزوغ النور منه في تِذكار قيامته كل عام برهانًا على قيامته حقًا من الموت؟ وبرهانًا على صدق رسالته!



    البرهان الرابع: وجود الكفن المقدس:

    إن الكفن الذي كان ملفوفًا فيه جسد المسيح، أجرى عليه فريق من الباحثين على مدى العصور وحتى يومنا هذا دراسات علمية بأحدث الأجهزة التكنولوجية، وأثبتوا فيها أن هذا هو كفن المسيح الذي يحمل كل علامات آلامه وصلبه. والكفن حقيقة قائمة وموجودة ويعتبر شهادة محسوسة ومنظورة. ومن الجدير بالذكر أن هذا كفن السيد المسيح ما يزال موجودًا في تورينو بإيطاليا.


    البرهان الخامس: ظهور السيدة العذراء:

    لا أحد ينكر حقيقة ظهور السيدة العذراء في مصر وفي أماكن متفرقة من أرجاء العالم المسيحي على مدى الأجيال المتعاقبة، ثم تكثيف ظهورها بجسمها النوراني على قِباب الكنائس بجوار الصليب مرات عديدة في أماكن متفرقة في مصر في الفترة من إبريل 1968 إلى بداية عام 2001، واستمرار ظهورها يوميًا عدة ساعات من الليل مصحوبًا بظواهر سماوية من أنوار وسحب من بخور وحمام من نور.. ثم تجدد ظهورها عام 2002 في أسيوط.. إلخ.

    إن هذا يحمل تعزية وتشجيعًا وتثبيتًا للإيمان باعتباره انكشافًا على العالم غير المنظور ورؤية السماء بمن فيها.. فهل هناك أكثر من انكشاف السماء على الأرض بظهور العذراء يقينًا على صحة الإيمان المسيحي؟!


    البرهان السادس: المعجزات الكُبرى على مرّ التاريخ:

    يذكر التاريخ معجزات كُبرى تمت على مشهد من ولاة مصر على مر العصور نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: نقل جبل المقطم في حكم المعز لدين الله الفاطمي، وفيضان النيل في عهد محمد علي باشا، والتأكد من ظهور النور من قبر المسيح في القدس أمام إبراهيم باشا بن محمد علي باشا.

    ونذكر كذلك زيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمشاهدة ظهور العذراء بالزيتون، وبعد التأكد من رؤيتها أصدر الإتحاد الاشتراكي بيانًا يؤكد هذا الظهور. ثم صَدَّق الرئيس بعد ذلك على تخصيص الأرض المواجهة لكنيسة القديسة العذراء مريم بالزيتون والتي كانت جراجًا لهيئة النقل العام لتُقام عليها كاتدرائية للقديسة العذراء، وهذا ما تم فعلًا. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.



    البرهان السابع: تطلع الكثيرين للنهج على درب المسيحية:

    من البراهين القوية على صدق المسيحية تطلُع كثير من الشعوب وأصحاب الديانات إلى اقتفاء أثر روحانياتها وفضائلها وأساليب عباداتها وتشريعات أحوالها الشخصية وأنشطتها الاجتماعية... وبهذا التطلع بدأت بعض الديانات تلبس ثوب المسيحية الكاملة وهذا كله تمهيد لانضمامهم لحظيرة الإيمان بالمسيح تحقيقًا لما تنبأ به في قوله "لي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضًا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد" (يوحنا16:10).. (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا).
    +++
                  

06-16-2013, 02:45 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )


    ( الأحد السادس من الخمسين المقدسة )
    16 يونيو 2013
    9 بؤونة 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 145 : 1 ، 9 )
    سَبِّحي يا نَفسي للـرَّبِّ، أُسَبِّحُ الرَّبَّ في حياتي، وأُرَتِّلُ لإلَهِي ما دُمتُ موجُوداً. يَمْلِكُ الرَّبُّ إلى الدَّهرِ، وإلَهُكِ يا صِهيَونُ مُنذُ جيلٍ إلى جيلٍ. هللويا
    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 12 : 28 ـ 37 )

    فجاء إليهِ واحدٌ مِنَ الكتبة وقد سمعهُم يتباحثون، وعَلِمَ أنَّهُ أجابهُم حسناً، وسألهُ: " ما هيَ الوصيَّة التي هيَ أوَّلُ الكُلِّ؟ " فأجاب يسوع: " إنَّ الأولى هي هذه: اسمع يا إسرائيلُ. الرَّبُّ إلهُكَ ربٌّ واحدٌ. وتُحبُّ الرَّبَّ إلهكَ مِنْ كُلِّ قلبِكَ، ومِنْ كُلِّ نفسِكَ، ومِنْ كُلِّ أفكارِكَ، ومِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ. هذه هيَ الوصيَّةُ الأولى. والثانية هيَ هذه: تُحبُّ قريبك كنفسك. لا وصيَّةٌ أُخرى أعظم مِنْ هاتيْنِ ". فقال لهُ الكاتِبُ: " حسناً يا مُعَلِّمُ. بالحَقِّ قُلت، أنَّ اللَّه واحدٌ وليس آخرُ سِواهُ. ومحبَّتُهُ مِنْ كُلِّ قلبِكَ، ومِنْ كُلِّ نفسِكَ، ومِنْ كُلِّ فهمك،
    ومحبَّةُ قريبك، هُما أعظم مِنْ جميع المُحرقات والذَّبائح ". فلمَّا رآهُ يسوع قد أجاب بعقل، قال لهُ: " لستَ بعيداً مِنْ ملكوت اللَّه ". ولم يجسُر أحدٌ أنْ يسألهُ بعد!.
    ثُمَّ أجاب يسوع وقال وهو يُعلِّمُ في الهيكل: " كيف يقولُ الكتبةُ أنَّ المسيح هو ابنُ داود؟ وداود نفسهُ قال بالرُّوح القُدُس: قال الرَّبُّ لرَبِّي: اجْـلِسْ عنْ يَمِيني، حتَّى أضع أعْداءَكَ تحت قدميْكَ. فَداوُدُ نَفْسُهُ يقول عنهُ إنَّهُ الرَّبّ. فمِنْ أيْنَ هو ابنُهُ؟ " وكان الجمعُ الكثيرُ يسمعُهُ بسُرُورٍ.

    ( والمجد للَّـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 146 : 1 )

    سَبِّحُوا الرَّبَّ فإنَّ المزمُورَ جَيِّدٌ، ولإلَهِنَا يَرضي التَّسبِيحُ. الرَّبُّ يَبنِي أُورُشليمَ، مُتَفرِّقِي إسرائِيلَ الرَّبُّ يَجمَعُهُم. هللويا

    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 14 : 8 ـ 14 )

    قال لهُ فيلُبُّس: " ياربُّ، أرِنَا الآبَ وكفانا ". قال لهُ يسوع: " أنا معكُم كُل هذا الزمان ولم تَعرفني يا فيلُبُّس! مَن رآني فقد رأى الآب، فكيف تقُولُ أنتَ: أرِنَا الآبَ؟ ألستَ تُؤمنُ أنِّي أنا في أبي وأبي فيَّ؟ الكلامُ الذي أُكلِّمُكُم بهِ لا أتكلَّمُ بهِ مِنْ نفسي وحدي، بل الآبَ الحال فيَّ هو الذي يَعملُ أعمالهِ. آمِنوا بي أنِّي أنا في أبي وأبي فيَّ، وإلاَّ فآمِنوا بي مِنْ أجل الأعمال. الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: مَنْ يؤمنُ بي فالأعمالُ التي أنا أعملُها يَعملُها هو أيضاً، ويعملُ أعظم مِنها، لأنِّي ماضٍ إلى الآب. ومهما تسألوهُ بِاسمي أفعلُهُ لكُم ليتمجَّد الآبُ بالابن. وما تسألونهُ بِاسمي فهذا أفعلُهُ.

    ( والمجد للَّـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس

    ( 15 : 57 ـ 16 : 1 ـ 8 )

    ولكِنْ شكراً للَّه الذي أعطانا الغَلَبَة بِرَبِّنا يسوعَ المسيحِ. فلذلك يا إخوتي الأحبَّاءَ، كونوا ثابتين، غيرَ مُتزعْزِعِينَ، زائدين في عَمَلِ الرَّبِّ دائماً، عَالِمِينَ أنَّ تَعَبَكُم ليس هو باطلاً في الرَّبِّ .
    وأمَّا ما يُجمَع لأجْلِ القْدِّيسِين، فكما أوصيتُ كنائس غلاطِيَّة هكذا افعلوا أيضاً. في يوم الأحد، فليضع كُلُّ واحدٍ مِنكُم عندهُ، خازناً ما تيسَّر، حتَّى إذا جئتُ لا يكونُ أيضاً جَمعٌ. ومتي حَضَرْتُ، فالذين تختارونهُم أُرْسِلُهُمْ بِرَسائِلَ لِيَحْمِلوا صدقاتكُمْ إلى أُورُشليم. وإنْ كان الأمر يَسْتَحِقُّ أنْ أذهب أنا أيضاً إلى هُناك، فيذهبون معي.
    وسأجيءُ إليكُم متى اجتزتُ بِمَكِدُونِيَّةَ، لأنِّي أجتازُ بِمَكِدُونِيَّةَ. ولعلِّي أمكُـثُ عندكُـم أو أُشتِّي أيضاً لكي تُشيِّعُوني إلى حيث أذهبُ. ولستُ أُحب أنْ أراكُم الآن في العُبور، لأنِّي أرجُو أنْ أمكُث عندكُم زماناً إنْ أَذِنَ الربُّ. ولكنَّني أمكُثُ بأفسس إلى يوم الخمسين.

    ( نعمة اللَّـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الأولى

    ( 1 : 2 ـ 12 )

    لِتُكثَر لكم النِّعمة والسَّلامُ. مُباركٌ الرَّبّ الإلَه أبو ربِّنا يسوع المسيح، الذى بكثرة رحمته وَلَدَنَا ثانيةً لرجاءٍ حيٍّ، بقيامة يسوع المسيح من الأموات، للميراث الذى لا يَفنى ولا يتدنَّس ولا يضمحلُّ، محفوظٌ لكم في السَّمَوات، أنتم المحروسين بقوة اللَّه، بالإيمان للخلاص المُستَعدّ أن يُعلَن في الزمن الأخير. الذي به تبتهجون الآن يسيراً، وإن كان يجب أن تتألموا بتجارب متنوِّعة، لكي تكون تزكية إيمانكم كريمة أفضل من الذَّهب الفاني، المُجرَّب بالنَّار، لتوجَدُوا بفخر ومجدٍ وكرامةٍ عند استعلان يسوع المسيح، ذلك الذي وإن لم تروه تحبُّونه. ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به، فَتَبتهجون بفرحٍ لا يُنْطَقُ بِه ومَجِيدٍ، نائلين غاية إيمانكم خلاص أنفسكم. الخلاصَ الذي فَتَّشَ وبَحَثَ عنهُ الأنبياء، الَّذينَ تنبَّأوا عَن النِّعمَةِ التي لأجلِكُم، وبحثوا عن الزمن الذي كان يَدلُّ عليهِ روحُ المسيح المُتكلِّم فيهم. إذ سَبقَ فشَهِدَ على آلام المسيح، والأمجاد الآتية بعدها. الَّذينَ أُعْلِنَ لهُم أنَّهُم ليس لأنفسهم، بل لكم كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أُخْبِرتُمْ بها أنتُم الآن، بواسطة الذين بَشَّروكُم بالرُّوح القُدُس المُرْسَلِ مِنَ السَّماءِ. والتي تَشتَهي الملائكة أن تَطَّلِعَ عليها.

    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأنَّ العالم يزول وشهوته معه،
    وأمَّا مَن يعمل مشيئة اللَّـه فإنَّه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار

    ( 20 : 1 ـ 16 )

    وبعدَما انتهى الشَّغَبُ، دعا بولسُ التَّلاميذَ ووعظهم وودَّعهُم، وخرج ليذهبَ إلى مكدونيَّةَ. ولمَّا اجتازَ في تلكَ النَّواحي ووعظهُم بكلام كثيرٍ، جاءَ إلى بلاد هلاَّسَ، فصرفَ ثلاثةَ أشهرٍ هناكَ. ثمَّ إذ حصلت مكيدةٌ مِن اليهودِ عليهِ وهو مزمعٌ أن يصعدَ إلى سوريَّةَ، صارَ رأيٌ أن يرجعَ إلى مكدونيَّةَ. فرافقهُ سوسيباتروس بِرُّس البيريُّ، ومِن أهلِ تسالونيكي: أرسترخسُ وسكوندُسُ وغايوسُ الدَّربيُّ وتيموثاوسُ. ومِن أهلِ آسِيَّا: تيخيكُسُ وتروفيمُسُ. هؤلاءِ سَبقوا وانتظرونَا في ترواسَ. وأمَّا نحنُ فسافَرنَا في البحرِ بعدَ أيَّام الفَطير مِن فيلِبِّي، ووافيناهُم في خمسَةِ أيَّامٍ إلى ترواسَ، حيثُ مكثنا عندهم سبعَةَ أيَّام.
    وفي أول الأسبوع ( يوم الأحد ) إذ اجتمعنا لكسرِ الخبزِ، خاطبهُم بولُس وهو مُزمعٌ أن يخرج في الغد، وأطالَ الكلامَ إلى نصفِ اللَّيل. وكانت مصابيح كثيرةٌ في العلِّيَّة التي كانوا مُجتمعينَ فيها. وكان شابٌّ اسمُهُ أفتيخوس جالساً في الطَّاقةِ مُثقلاً بنومٍ عميقٍ. وإذ كانَ بولُس يتكلَّم، فغلبَ عليهِ النَّومُ فسقطَ مِن الطَّبقةِ الثَّالثةِ إلى أسفلُ، وحُملَ مَيِّتاً. فَنَزَلَ بُولُسُ واستلقى عليه وعانقه قائلاً: " لا تضطربوا لأنَّ نفسَهُ فيهِ ". ثمَّ صَعِدَ وكسَّر الخبز وأكل وتكلَّم كثيراً إلى الفجر. وهكذا خرجَ. وأتوا بالفَتى حيّاً، وتَعزَّوا تَعزيةً ليستْ بقليلةٍ.
    وأمَّا نَحنُ فرَكبنا أولاً في السَّفينةِ ووصلنا إلى أسُّوسَ، مُزمِعينَ أن نَأخُذَ بولسَ مِنْ هُناكَ، لأنَّهُ كان قد أمرنا هكذا مُزمِعاً أن يَمشيَ على قدمهِ. فلمَّا تَقابلنا معهُ في أسُّوسَ أخذناهُ وأتينا إلى مِيتيليني. وفي الغد سافرنا مِنْ هناك وأقبلنا مُقابلِ خيوسَ. وفي المساءِ وصلنا إلى سَاموسَ، وبعد ذلك أتينا إلى ميليتوس، لأنَّ بولسَ كان قد عَزمَ أنْ يُقلعَ ويتجاوزَ أفسُسَ لكي لا يتأخر في أسيا، لأنَّهُ كان يُسرِعُ حتى إذا أمكنهُ يكونُ في أورشليمَ في يومِ الخَمسِينَ.

    ( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ..

    اليوم التاسع من شهر بؤونه المبارك
    1.نياحة صموئيل النبى.
    2.شهادة القديس لوكيانوس وأربعة آخرين معه.
    3.نقل أعضاء القديس مرقوريوس إلى مصر.

    1 ـ فى مثل هذا اليوم من سنة 2947 للعالم تنيح الصدِّيق العظيم صموئيل النبي. وقد ولِدَ هذا البار فى رامتايم صوفيم من جبل أفرايم. واسم أبيه ألقانا وأمه حنَّة. وكانت عاقراً وبمداومتها الطلبة رزقها الله صموئيل. فربته فى بيتها ثلاث سنوات، ثم قدَّمته إلى هيكل الله كما سبق أن نذرت قبل الحَبَل به. فخدم عالي الكاهن إلى أن كبر. وكان وَلدا عالي قد سلكا سلوكاً ردياً فدعا الرب صموئيل فى إحدى الليالي وهو نائم، فظنَّ أن عالي هو الذى يدعوه، فذهب إليه وقال له: هل دعوتني يا سيدي. فأجابه: لا، ارجع اضطجع. فلما مضى دعاه الرب ثانية وثالثة، وهو فى كل مرة يقوم ويذهب إلى عالي. فعلِم عالي أن الرب هو الذى يدعوه فقال له: ارجع اضطجع وإذا دعاك تقول: تكلَّم يا رب لأن عبدك سامع. ولما دعاه الرب وأجابه كما علَّمه عالي قال له الرب: " هوذا أنا فاعل أمراً كل من سمع به تَطِنُّ أُذناه. فى ذلك اليوم أُقيم على عالي كل ما تكلَّمتُ به على بيته. أبتدئ وأكمِّل. وقد أخبرته بأني أقضي على بيته إلى الأبد من أجل الشر الذى يعلم أن بنيه قد أوجبوا به اللعنه على أنفسهم ولم يردعهم. ولذلك أقسمت لبيت عالي أنه لا يُكَفَّـر عن شـرِّ بيت عالي بذبيحة أو بتقدمةٍ إلى الأبد " (1) .
    وبعد هذا أمر الرب أن يمسح شاول بن قيس ملكاً على إسرائيل. ولما خالف شاول أوامر الرب مسح صموئيل داود بن يسَّى ملكاً بأمر الرب، وتنبأ وحكم بني إسرائيل عشرين سنة.

    صلاته تكون معنا. آمين.

    2 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً شهادة القديس لوكيانوس وأربعة آخرون معه. وكان كاهناً للأوثان فى عهد الملك أوريليانوس قيصر. وأبصر تعذيب الشهداء بالضرب والحرق وتقطيع الأعضاء كما شاهد كثيرين يُلقون فى النار ولم تمسسهم بأذى، فتعجب وتحقق أنه ليس لأوثانه قوة على فعل مثل هذا، وأن الإله الذى يفعل هذه الآيات هو الإله الحق. وللحال صرخ قائلاً: "أنا مسيحي، أنا مسيحي". فقبضوا عليه وقدموه للملك فوبخه على ذلك ووعده ثم توعده. وإذ لم يرجع عن عذبه كثيراً ثم طرحه فى السجن، وعاد الملك فاستحضره مع أربعة من المسيحيين وألقوهم فى النار. فأرسل الله مطراً غزيراً أطفأ النار. أخيراً علقوه على خشبة، وسمَّروا جسده بمسامير كبيرة، فأسلم الروح فى يد الرب. أما الأربعة الآخرون فقد قُطِعت رقابهم. ونال الجميع إكليل الشهادة.
    صلاتهم تكون معنا. آمين.

    3 ـ وفى مثل هذا اليوم أيضاً: نُعيِّد بتذكار نقل أعضاء القديس مرقوريوس أبي سيفين إلى كنيسته فى مصر، وذلك فى عهد رئاسة البابا يوأنس الرابع والتسعين من باباوات الإسكندرية (2) .

    صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.


    من مزامير أبينا داود النبي ( 147 : 1 ، 5 )

    سَبِّحي يا أُورُشليمُ الرَّبَّ، سَبِّحِي إلهَكِ يا صِهيونُ. تَهُبُّ رِيحُهُ فَتُسِيلُ المِيَاهَ. هللويا

    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 16 : 23 ـ 33 )

    الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم: إنَّ ما تسألونهُ مِنَ الآب بِاسمي فإياه يُعطيكُم. إلى الآن لم تسألوا شيئاً بِاسمي. سَلُوا فتأخُذوا، ليكون فرحُكُم كاملاً.
    قلتُ لكُم هذا بأمثالٍ، وستأتي ساعةٌ حين لا أُكلِّمُكُم بأمثالٍ، بل أُخبرُكُم عن الآب علانيةً. وفي ذلك اليوم تسألون بِاسمي. ولا أقولُ لكُم إنِّي أسألُ الآب مِنْ أجلكُم، فإنَّ الآب هو أيضاً يُحبُّكُم، لأنَّكُم أحببتُموني، وآمنتُم أنِّي مِنْ الآب خرجتُ. خرجتُ مِنْ الآب، وأتيتُ إلى العالم، وأيضاً أترُكُ العالم وأمضي إلى الآب.
    قال لهُ تلاميذهُ: " هوذا الآن تتكلَّمُ علانيةً ولستَ تقولُ شيئاً بمثلٍ! الآن نعلمُ أنَّكَ عارفٌ بكُلِّ شيءٍ، ولستَ بمحتاج أنْ يسألكَ أحدٌ. بهذا نُؤمنُ أنَّك مِنَ اللَّـه خرجتَ ". أجابهُم يسوع: " أتُؤمنون الآن؟ ها تأتي ساعةٌ، وقد أتت، لتتفرَّقوا كُلُّ واحدٍ إلى موضعهِ، وتتركوني وحدي. ولستُ وحدي لأنَّ أبي معي. قلتُ لكُم هذا ليكون لكُم فيَّ سلامٌ. في العالم لكُم ضيقٌ، ولكن ثقووا: أنا قد غلبتُ العالم ".

    ( والمجد للَّـه دائماً )
    +++
                  

06-18-2013, 04:02 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى ..
    هذه كلمات جميلة عن الإيمان .. (منقول)

    ليس الإيمان (أو الأمانة) هو مجرد عقائد جامدة تحفظها عن ظهر قلب، من علم اللاهوت وتعليم الكنيسة، بل الإيمان هو بالحري يقين داخلي عميق، وثقة كاملة بالله وصفاته وعمله. إيماننا بالله ووجوده ورعايته وحفظه، يعطينا سلامًا داخليًا، وراحة في القلب والفكر، واطمئنانًا بأن الله مادام موجودًا، إذن فهو يهتم بنا أكثر مما نهتم بأنفسنا، لذلك علينا أن نعيش في هذا السلام ونثبت فيه (1). كثير من الناس يؤمنون بالله ظاهريًا. ومجرد إيمان عقلي ومن الناحية العملية لا وجود لهذا الإيمان (2). قال القديس بولس الرسول (جربوا أنفسكم، هل أنتم في الإيمان. امتحنوا أنفسكم) (2كو 13: 5). فليس مجرد الإيمان العقلي والإيمان الاسمي هو إيمان حقيقي، وإنما الإيمان هو حياة يحياها الإنسان في الله، تظهر في كل أفعاله وكل مشاعره (3).


    من الآيات الجميلة في كتاب الله حول موضوع الإيمان والاختيار في الحياة: "الحياة والموت أمام الإنسان فما أعجبه يُعطَى له" (سيراخ 15: 18)، ولهذا وضعنا تلك الصورة إلى يمين هذا الكلام هنا في موقع الأنبا تكلا، لِتُعَبِّر عن الاختلاف والاختيار.. قال الكتاب أيضًا: "لَسْتُ أَخْجَلُ، لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ" (2 تيمو 1: 12).

    الإيمان عمومًا هو الأسس العامة التي نؤمن بها كمسيحيين بمختلف الطوائف، أما العقيدة فهي التفاصيل الفرعية والاختلافات بين الطوائف وخلافه..

    +++
    والى لقاء آخر .. الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز ..
    ارنست
    +++
                  

06-19-2013, 02:22 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الكتاب المقدس والعلم الحديث - منقول من موقع القديس تكلا هيمانوت
    "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ" (2تي16:3)

    عنوان هذا القسم الأصلي كان "الكتاب المقدس والعلم الحديث"، ولكننا آثرنا أن نضع العنوان الآخر لأن كثير من الباحثين من الأخوة المسلمين الأعزاء ينظرون لهذه النقطة بهذا الشكل، فالعنوان هدفه فقط وصول الباحث لهذه الصفحة، وليس كنوع من الرد على موضوعات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.. فنحن موقع مسيحي لا علاقة لنا بالإسلام. والكتاب المقدس أعظم وأسمى من أي إعجاز علمي..

    الكتاب المقدس الذي بدأ موسى النبي في كتابة أسفاره الأولى من 1500 سنة قبل الميلاد، يحوي الكثير من النظريات العلمية في خباياه، ولازال العلم يبحث عنها ويكتشفها تبعًا.. ورغم أنه ليس كتابًا علميًا بل كتابًا روحيًا إلهيًا، إلا أنه الصخرة القوية التي تحطمت عليها كل النظريات العلمية الباطلة والخاطئة، لذلك فهو المقياس الحقيقي لصدق أية نظرية علمية.

    فقد حوى الكتاب المقدس الكثير من الحقائق العلمية، وبه أكثر من 300 عقار طبي استعملها قدماء بني إسرائيل في وصفاتهم الطبية.. كما ذكر الكتاب المقدس موضوع خلقة النباتات قبل الحيوان، وهذا ما يوافق العلم الحديث.. وبه العديد من الحقائق العلمية الحديثة.. إلخ.

    هذا البحث الذي قمنا بإعداده هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت، ليس الهدف منه الرد على موضوعات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم المنتشرة بين الإخوة المسلمين في الدول الإسلامية، فهو نافع لكل مَنْ يتساءل حول علاقة الكتاب المقدس بالعلم الحديث، وهل من إعجاز في الكتاب المقدس، سواء من الإخوة المسيحيين أو غيرهم..

    ...
    والى لقاء آخر ..
    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز
    ارنست
    +++
                  

06-19-2013, 02:46 PM

عمر عثمان عبد الوهاب

تاريخ التسجيل: 03-08-2013
مجموع المشاركات: 1026

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    عمو ارنستو اصحي واسهر انت ياللخو
    وفنجل عويناتك كوباااااار واحرس خاتمتك


    نحن ابليس بنصحالو فجر كل يوم



    الغريبة في ناس هنا بصاقعو ويحاورو هذا البائس وهو في ذمتهم


    ماعارف ده من باب شنو يعني
                  

06-20-2013, 05:22 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: عمر عثمان عبد الوهاب)

    جنة عدن:

    قبل بداية الزلازل والتوابع وتدنيس الإنسان المتمثل في خطئية آدم وحواء، كان هناك مكان جميل على كوكب الأرض ليس له نظير آخر. حقًا.. إنه الجنة.. ويقع في مكان يُطلَق عليه "عَدْن". ووصف الكتاب المقدس في (تك4:2-17) هذا المكان الجميل الذي بدأت فيه حياة البشرية على كوكب الارض، بأنه "بستان عدن".

    هل قصة جنة عدن Garden of Eden حقيقية؟ وهل لجنة عدن وجود حقيقي على الأرض؟ أم هي في موضع آخر غير الأرض؟ وهل العلم يؤيد وجود تلك الجنة؟

    لقد جاء في الكتاب المقدس: "وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس. اسم الواحد فيشون.. واسم النهر الثاني جيحون.. واسم النهر الثالث حداقل.. والنهر الرابع الفرات" (تك10:2-14). ولكي يكون هذا الكلام صحيحًا، ينبغي أن نتأكد من وجود الأربعة أنهار. وبالبحث الأولي نلاحظ وجود نهرين في العراق باسم نهر "الفرات" ونهر "دجلة"، وهو نهر "حداقل". ومن هنا يصبح احتمال وجود جنه عدن في العراق أمرًا متوقعًا. ولكن أين باقي الأنهار؟

    لقد حاول الكثير من الباحثين في البحث عن باقي الأنهار عبر التاريخ، وكانت آراء كثيرة في هذا الصدد. فالبعض أعلن أن المقصود بالنهرين فيشون وجيحون هو نهر النيل، وآخرون يقولون أنهما نهر آراس أو نهر الهندوس.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ولكن هذه التخمينات لا تتفق مع ما يذكره الكتاب المقدس، لبُعد المسافة بين هذه الأنهار وبين نهري دجلة (حداقل) والفرات. واقترح البعض أن اسم نهر "كوخا" في جنوب غرب إيران، حيث كان هذا النهر يصل قديمًا في الخليج العربي (الفارسي) مع نهري دجله والفرات.

    إلى أن أتى العالِم والباحث الألماني "دلتش" واكتشف في بابل قائمة بأسماء الأنهار القديمة التي كانت معروفة وقتئذ، فوجد من بينها أسماء "فيشانو" وهو القريب من "فيشون"، و"جيجانو" وهو متشابه مع "جيحون". ووجد أنهما كانا قريبين جدًا من دجلة والفرات.

    ومن المُلاحَظ علميًا لأي نهر أنه بدايته يكون كثير الفروع، ثم ينحصر عدد هذه الفروع تدريجيًا.. وهذا واضح بالنسبة لنهر النيل الذي يحكي لنا تاريخه أنه كان قبلًا كثير الفروع.. ولازلنا نكتشف آثارًا لتلك الفروع القديمة للنيل.

    ومن هنا يتضح أن جنة عدن كانت في أرض العراق.. وهذا ما تؤكده عدة نقاط، منها:

    1- أن العرق من البلاد قديمة التاريخ جدًا.

    2- أن أراضي العراق من أخصب الأراضي في العالم. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    3- الوثائق الأثرية تشير أن سهول العراق الكائنة إلى جنوب غرب بابل كانت تُدعى عدن.

    فلنسأل الله أن يعم السلام في العراق الشقيق.. بل وكل العالم...

    +++
                  

06-20-2013, 01:35 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الطوفان و نوح النبي -1

    إهتمت المؤسسات العلمية الكبيرة بتمويل البحوث والدراسات حول كثير من الأمور الإنسانية
    مقدمة، كعلاج كثير من الأمراض، وإستكشاف أعماق الأرض، وإستخراج خيراتها، والصعود إلى الفضاء لإستكشاف أسراره.. ويتوصل العلم كل يوم إلى نتائج مبهرة في كل مجال لخدمة ورفاهية الإنسان، وتوصل العلماء إلى معرفة الكثير من أسرار الكون.

    ولكن يوجد سر غامض يرجع تاريخه إلى ما يقرب من 5 آلاف سنة، وهذا السر لم يسع العلماء والباحثون إلى الكشف عنه طوال هذه السنوات.

    هو سر بناء خشبي ضخم على شكل سفينة موجودة على إرتفاع نحو 14000 قدمًا على جبل آرارات (جبل أراراط) بتركيا، مدفون تحت الجليد.

    سر مركب خشبية تحدث عنها المستكشفون منذ 700 سنة قبل الميلاد.

    هذه المركب كتبت عنها وسائل الإعلام، وتحدثت عنها السلطات الحربية التركية، مقرين ومعترفين بوجودها في الثمانينات من القرن التاسع عشر.

    تلك المركب التي تم تصويرها عن طريق بعثة دراسية سنة 1955، حيث وجدت على عمق 35 قدمًا تحت سطح الجليد. وعلى أخشاب هذه المركب أجريت اختبارات علمية عديدة؛ وقد أثبتت هذه الاختبارات أن عمر المركب يتراوح ما بين 1200 إلى 5000 سنة.

    وفي بداية السبعينات قامت طائرات التجسس الأمريكية والأقمار الصناعية الحربية الخاصة بالتنبؤات الجوية بتصوير هذا الهيكل الخشبي على جبل أرارات.

    إن هذا السر العجيب يكشف حقيقته الكتاب المقدس الذي يعتبر المصدر التاريخي الوحيد الذي أرَّخ تفاصيل هذا البناء الضخم.

    وكنا نحتاج للكثير من البحث والدراسة للتأكد. هل هذا البناء الخشبي الضخم الموجود حاليًا على جبل ارارات هو فلك نوح الذي تحدث عنه سفر التكوين؟! وكيف وصل إلى هذا المكان؟

    صورة في موقع الأنبا تكلا: سفينة نوح - من الفن القبطي على أحد حوائط كنيسة الخروج - دير البجوات - الصحراء الغربية - مصر

    وفي أيامنا هذه يعرف حوالي بليون ونصف بليون من الناس مسيحيون ويهود ومسلمون قصة نوح الذي نجا من الطوفان العظيم (تك 6-8).

    وتسلمت الأجيال السابقة هذه القصة بتسليم كامل، وعاشت القصة في تاريخ البشرية على مدة 5000 سنة.

    ولكن بعد ظهور البحث العلمي، واهتمام البعض بالتشكيك في صحة هذه القصة وغيرها من قصص الكتاب المقدس، كان لزامًا على البشرية تسخير البحث العلمي لتأكيد هذه القصة كحقيقة مؤكدة كما ذكرها الكتاب المقدس. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة للبناء الخشبي الموجود فوق جبل آراراط

    ولعلم الآثار دورًا هامًا في تأكيد صحة هذه القصة وغيرها من قصص الكتاب المقدس، ولقد كان لنابليون بونابارت وحملاته العسكرية الفضل الأول في ذلك؛ فقد أتى نابليون بونابرت لغزو مصر ومعه 328 سفينة و38000 شخص من باريس. وبالرغم من أن حملة نابوليون بونابارت على مصر كانت حملة فاشلة بكل المقاييس العسكرية (حيث لم يتمكن من الاستيلاء على البلاد أكثر من سنة واحدة)، غير أن الحملة كان لها نتائج علمية مبهرة.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). حيث رافَق نابليون بونابرت 120 من العلماء والفنانين تركزت مهمتهم في البحث في أرض مصر.. وكانت ثمرة هذا البحث العثور على حجر من البازلت الأسود سنة 1798 م في رشيد سني باسمها (حجر رشيد). وكان هذا الحجر هو البداية الأولى لدور علم الآثار في خدمة الكتاب المقدس. وبفك رموز اللغات الثلاثة المكتوبة على الحجر –وهي اللغة الهيروغليفية [الكتابة المستخدمة في مصر القديمة] واللغة الديموطيقية [الشكل المبسط للكتابة المصرية القديمة] واللغة الإغريقية- بدأت معرفة أسرار الماضي، وكانت وسيلة لإلقاء الضوء على قصص الكتاب المقدس من خلال علم الآثار.

    +++
                  

06-21-2013, 08:33 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الأعزاء
    الآن ..
    وعلى قناة الكرمة ..
    حلقة جديدة من البرنامح الجميل ..
    .. " أنا مش كافر "
    و للعلم .. ان مقدم البرنامج كان مسلماً ..
    وأصبح مسيحياً بعد أن اختبر حلاوة المسيح
    والمسيحية .. وكم كان اختباره إختباراً شيقاً

    وأيضاً من خلال الرابطين التاليين:
    http://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    http://www.alkarmatv.com/ar/watch-live-streaming

    أرجو المشاهدة والإستماع والرب يبارك حياتكم ..

    أخوكم وعمكم العجوز
    ارنست
    +++
                  

06-22-2013, 07:46 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    ولنتابع معاً ..

    ""
    الطوفان و نوح النبي -2
    الطوفان والتاريخ

    هل قصة نوح حقيقة (سفر التكوين 6-8)؟!

    هل قصة نوح النبي أسطورة هادفة في الكتاب المقدس؟ أم هي قصه واقعية حدثت بالفعل؟

    هل من الممكن أن يكون قد تم بناء الفلك بالفعل، وظل عائمًا لمدة 13 شهرًا تقريبًا؟

    هل من الممكن أن توجد سفينة (فلك) بالضخامة التي تسع كل المخلوقات؟ وهل كانت من القوة حتى تثبت أمام العواصف والأمطار الغزيرة؟

    هل بالفعل تغطت الأرض بالمياه؟

    St-Takla.org Image: Mtn. Ararat, by NASA صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة من الفضاء لجبل اراراط - تصوير ناسا
    St-Takla.org Image: Mtn. Ararat, by NASA

    صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة من الفضاء لجبل اراراط - تصوير ناسا

    مجموعة من الأسئلة تحتاج لدراسة علمية، وتحتاج إلى أدلة وبراهين قوية ومقنعة لأجل تأكيد ثقتنا في كل ما كتب في الكتاب المقدس.

    أولًا: الطوفان والتاريخ:

    إن حدثًا كهذا لا يمكن أن يطويه التاريخ.. فقد كان يعتبر كارثة عالمية.. وقد تم تسجيله في الكتاب المقدس، ولكن ليس فقط.. فهذه القصة موجودة في خلال أكثر من 200 شكل على مدار التاريخ.. عند سكان الإسكيمو في أمريكا الشمالية، وشعوب سيبيريا، وشعوب فنلندا وشعوب أيسلندا، وأيضًا في الجنوب في نيوزيلندا، وعند سكان أستراليا الأصليين، وفي أطراف أمريكا الجنوبية.. إلخ. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    طوفان نوح -3
    الصفحة التالية الإعجاز العملي في الكتاب المقدس
    الكتاب المقدس والعلم الحديث


    طوفان نوح -1
    الصفحة السابقة
    +++
                  

06-23-2013, 04:54 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الكرام ..

    كم هو جميل .. أن يختبر الإنسان محبة الله ..

    هذا إختبار .. تدمع له العيون .. وهو عبارة عن إختبار القس
    الفيليبينى دكتور والى والذى حكم علية بالإعدام فى المملكة العربية

    http://islamexplained.com/UVG/UVG_video_playe.../1145/316------.aspx

    إلا .. و تشاء العناية الإلهية أن يخلى سبيله قبل 24 ساعة تقريباً قبل تنفيذ حكم الإعدام ..

    أرجو المشاهدة .. وبالمناسبة هناك ترجمة باللغة العربية ..

    الرب يبارك حياتكم ..
    أخوكم وعمكم العجوز
    ارنست
    +++
                  

06-24-2013, 01:25 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الطوفان و نوح النبى -3
    الطوفان وعلم الأنثروبولوجى

    صورة في موقع الأنبا تكلا: لوح الطوفان لملحمة جيلجاميش لأحد الأساطير باللغة الأكادية حول موضوع طوفان

    ثانيًا: لقد سجل علم الانثروبولوجي Anthropology كثير من القصص التي تناقلتها الأجيال، ومن بين الباحثين الذي كرسوا جهودهم للوصول إلى حقيقية الطوفان عالِم كندي يُدعى د. آرثر كوستانس Dr. Arthur Custance، وهو عضو المعهد الكندي الملكي للعلوم الإنسانية، وهو دار للغة المسمارية ولغات الشرق الأوسط.. وكتب هذا العالم بحثًا عن معتقدات العالم في الطوفان.. وقد إتفقت جميعها في سبب الطوفان، وعن الشخص الواحد الذي أنقذه الرب هو وعائلته، واتفقوا أيضًا في أن كل سكان العالم الحاليين قد إنحدروا من الناجين، وفي وجود الحيوانات في الفلك واستخدامها في الاستطلاع.. وإن إختلفوا في المكان الذي استقر فوقه الفلك. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    ومن الجدير بالذكر أن قصة الطوفان مدونة قبل إنتشار المسيحية على الألواح الطينية والحجرية..

    يقول جون ستيوارت ميل John Stuart Mill "لئن كان هناك تشابه بين رواية الكتاب المقدس والمخطوطات الكلدانية القديمة، فإن المقارنة بين رواية الكتاب المقدس والمخطوطات المذكورة تثبت أن تاريخ المخطوطات الكلدانية أحدث من تاريخ الكتاب المقدس، وأن رواية هذه المخطوطات قد شوَّهتها خرافات العصور القديمة".
    +++
                  

06-25-2013, 11:09 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الطوفان و نوح النبي -4
    الطوفان وعلم الأركيولوجي

    ثالثًا: و علم الاركيولوجي Archeology يدرس ما يتعلق بالأجناس البشرية التي إنقرضت، لذا تتوقف دراسة العلماء فيه على التنقيب في باطن الأرض للبحث عن مخلفات الأجناس القديمة، ومن أشهر ما وجدوا، قصة تتطابق مع أحداث الطوفان مكتوبة على ألواح طينية وتسمى بـ"ألواح جلجاميش" Gilgamesh Tablets. ففي أثناء حكم الملك الآشوري "أشوربانيبال" Ashurbanipal (699-627 ق. م.) كان هناك اهتمام كبير بالسجلات التي تتعلق بالمباني القديمة والمكتبات.. ولما مات الملك اشور بانيبال أغلقت مكتبته في نينوى، وكانت تحتوي على 100.000 من الألواح الطينية، وقد طواها النسيان حتى اكتشفها فريق من علماء الآثار البريطانيين في الخمسينات من القرن التاسع عشر.
    صورة في موقع الأنبا تكلا: جبل أراراط

    ويحكي د. كليفورد ويلسون Dr. Clifford Wilson أنه عندما عثر الباحثون على الآثار المطمورة لم تكن الألواح كاملة، وفي سنة 1873 أرسلت إحدى الصحف شخصًا يدعى جورج سميث George Smith الذي يعمل في المتحف البريطاني إلى نينوى بالعراق للبحث عن باقي الألواح الناقصة.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وبعدما وجدها بصعوبة، لاحظ أنها مكتوبة بلغة الأكادي وهي تنتمي إلى التراث القديم في الشرق، ونشأت القصة عن السومريين، وهم الشعب الذي اتخذوا أور عاصمة لهم في العراق.

    وهذه القصة ترجع إلى تاريخ كتابة سفر التكوين بيد موسى النبي. فموسى كتاب كتابه الأول نحو عام 1475 ق.م. أي نحو 1400 سنة بعد الطوفان. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    وتوجد قصص أخرى عن الطوفان منها ما في مصر القديمة وأسكندنافيا والصين والإسكيمو والهند.. إلخ.

    طوفان نوح -5
    الصفحة التالية الإعجاز العملي في الكتاب المقدس
    الكتاب المقدس والعلم الحديث

    +++
                  

06-26-2013, 06:42 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الطوفان و نوح النبي -5
    الطوفان وعلماء الجيولوجي و البيولوجي (أ)


    رابعًا: لقد كان الطوفان حدثًا مأساويًا بدأ ببروق ورعود ثم أمطار، ما لبثت أن انهمرت بغزارة.. فكانت هناك أمطارًا تسقط من السماء في غزارة ومياه تنفجر من أعماق الأرض في قوة.. ومع الوقت تندفع المياه في كل موضع، وتقتلع من أمامها الأشجار، وتُسقِط بقوة كل بناء وتُغرِق بين أمواجها كل كائن حي، وبالتدريج ترتفع المياه فيرتفع معها الفلك، وترتفع حتى تغطي كل الجبال بما في ذلك أعلاها..

    ولكن كيف حدث هذا؟ ومن أين جاءت كل هذه المياه؟!

    St-Takla.org Divider فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

    لابد أن الأرض تزلزلت وتشققت لتخرج مياهها الجوفية إلى سطحها، ولابد من مصدر لتلك المياه المنهمرة في قوة وغزارة من السماء..

    ولابد أنت يترك الطوفان أثرًا على الأرض وجبالها على مر التاريخ، ولابد لدارس القشرة الأرضية أن يكتشف لنا خبايا وخفايا أسرار الطوفان.

    ولقد اهتم الباحثون والدارسون بدراسة سطح الأرض خلال المئتي سنة الماضية للوصول إلى أسرار الطوفان، ونشأت عدة نظريات نتيجة لهذه الدراسات، تبدأ برفض الطوفان وتتدرج إلى أن تنتهي بالطوفان الشامل الذي شمل كل الكرة الأرضية، وسوف نلقي الضوء على أربعة من هذه النظريات:

    1- النظرية الأولى:

    وهي نظرية قديمة لا تقبل ما سجله الكتاب المقدس في سفر التكوين، وأصحاب هذه النظرية ينكرون حدوث الطوفان بالصورة التي ذكرها سفر التكوين.

    St-Takla.org Divider فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

    دوارد هايكس

    وهي لا تنكر حدوث الطوفان ولكنها تحدد أنه كان مجرد موجة مَدّية.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وأصحاب هذه النظرية يقبلون كل ما جاء من تفاصيل عن الطوفان في سفر التكوين، ولكنهم يعللون حدثه بموجة مدية، وهي تعني إرتفاع مياه الشواطئ بصورة نادرة لظروف استثنائية بسبب الرياح العاصفة وليس لطوفان كوني شامل.. مثلما حدث في مأساة تسونامي Tsunami يوم 26 ديسمبر 2004.

    وبالنظر إلى هذه النظرية بنظرة علمية، نتفق مع أصحابها أنه بالتأكيد صاحَب الطوفان موجات مدية بسبب الزلازل التي صاحبت الطوفان، ولكن هذه الموجات المدية لا تصلح لأن تكون سببًا للطوفان، لأن الموجات المدية ترتفع وما تلبث أن تتراجع، ولكنها لا يمكن أن تستمر هذا الزمن الطويل الذي يجعل الأرض مغمورة لمدة عام تقريبًا!

    St-Takla.org Divider فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

    3- النظرية الثالثة:

    وهي تلك النظريه التي تبناها جوزيف سميث Joseph Smith عام 1839، وهي تدور حول فكرة فيضان محلي غمر منطقة ما بين النهرين فقط (العراق حاليًا).

    صورة في موقع الأنبا تكلا: سير تشالز ليونارد ولى 1880-1960

    صورة في موقع الأنبا تكلا: سير تشالز ليونارد ولى 1880-1960

    وأكد سميث أنه لا يمكن أن يكون الطوفان شاملًا، معللًا ذلك بإستحالة وجود مياه بهذه الكمية التي تغمر الأرض كلها، وترتفع فوق الجبال، ويقول من أين أتت؟! وإلى أين ذهبت؟! ولقد إختلق قصة معجزة تبرر حدوث الطوفان وهي حدوث فوالق عظيمة Faults في منطقة الشرق الأوسط أدت إلى إندفاع المياه الجوفية إلى أعلى وإنخفاض مناطق من الأرض.. إلخ.

    وقد أيده في ذلك سير ليونارد وولي Sir Leonard Woolley سنة 1929 ود. ستيفن لانجدون Dr. Stephen Langdon، وخاصة بعد حفريات أور التي تم إكتشافها في العراق نحو عام 1930. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    ولكن بعد مدة بسيطة تغيرت نظرتهما حيث تم إكتشاف أن الرواسب الطبيعية في كل من أور وكبش غير متزامنة، وتحقق العلماء أن الفيضان الذي حدث في أور في وقت من الأوقات غمر جزءًا من المدينة فقط، وأن رواسب أور لا تغير من أحداث الطوفان.
    +++
                  

06-26-2013, 02:32 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الطوفان و نوح النبي -6
    الطوفان وعلم الجيولوجي (ب)

    4- النظرية الرابعة:

    توجد أدلة جيولوجية كثيرة تؤكد فكرة الطوفان الشامل الذي غمر الأرض كلها أكثر من تأييد النظريات الثلاثة الأخرى، ومن هذه الأمثلة:

    1- إنتشار الرواسب في العالم كله:

    فمثل هذه الفيضانات كان لابد وأن ترسب كمية هائلة من الرسوبيات في جميع أنحاء العالم، ولقد قدر علميًا أن أكثر من 0.5% من سطح الأرض هو طبقة رسوبية.. فالولايات المتحدة على سبيل المثال بها رواسب هائلة في كاليفورنيا وهضبة كولورادو والسهول في أواسط الغرب، وفي الهند أيضًا توجد أشهر الرواسب على عمق 60.000 قدما.. مما يؤكد قدمها.

    2- إنتشار الحيوانات والنباتات المتحجرة في كل أنحاء العالم:

    فلقد عثر علماء الجيولوجيا على رواسب في جميع انحاء العالم تحتوي على حيوانات ونباتات وأشياء من صنع الإنسان متحجرة في مناطق جيولوجية متعددة.. وتحتاج هذه الكائنات إلى سرعة نقل ودفن قبل التحلل، وهذا يحدث في الفيضانات الشديدة..

    وقد عثر العلماء حديثًا في جبال روكي الحالية على حيوانات مفصلية من ذوات الثلاثة فصوص محفوظة متحجرة، ووجدوا حشرات دقيقة أخرى متحجرة ومحفوظة دون أي أثر لتحللها، وهذا يوحي بأنها لم تمت موتًا بطيئًا بل بسبب كارثة مفاجئة مثل فيضان عظيم.

    3- وجود أسماك محفوظة في الصخور:

    St-Takla.org Image: Fish fossils صورة في موقع الأنبا تكلا: حفريات الأسماك

    صورة في موقع الأنبا تكلا: حفريات الأسماك

    إن وجود أسماك أو قواقع في الصخور يبدو غريبًا وغامضًا، حيث أن الأسماك لا تُدفَن بسهولة. وكما يقول العالم إيمانويل فليكوفسكي Imanuel Velikovsky أن الأسماك عندما تموت يطفو جسمها على السطح، أو يغوص إلى القاع، وسرعان ما تلتهمها الأسماك الأخرى في ساعات.. غير أن الأسماك المتحجرة التي عثر عليها في الصخور الرسوبية غالبًا ما وجدت محفوظة في حالة جيدة، وعظامها سليمة لم يصيبها أذى. ولم توجد في حالة مزرية أو بأعداد قليلة، بل وجدت على هيئة أفواج كاملة على مساحات كبيرة يصل عددها بالبلايين. كما أنها وجدت في حالة صراع عنيف مع الموت، ولكن بلا أدنى علامة تدل على هجوم الحيوانات الأخرى عليها. وهذه الأسماك تغطي مساحة تصل إلى مئات الأميال!! والجيولوجي د. هيو ميللر Hugh Miller يصف ذلك بكل وضوح.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ويتحدث أيضًا هاري لاد من المساحة الجيولوجيه بالولايات المتحدة الأمريكية عن مجمع سمكي في سانتا باربارا بولاية كاليفورنيا، حيث توجد أكثر من بليون سمكة طولها 8:6 بوصات ماتت على مساحة أربعة أميال مربعة في قاع الخليج.. والسؤال هو كيف تم حسبها هناك ما لم يكن بسبب فيضان؟!

    4- وجود نباتات وحيوانات فقارية في مناطق باردة:

    كما وجدت مقبرة أخرى تم إكتشافها بالقرب من دياموند فيل يونج في طبقة رسوبية تجذب إليها السياح، حيث تقدم لنا نماذج سليمة من الأسماك والنباتات المتحجرة من أحسن النماذج في العالم لأسماك ضخمة يتراوح طولها من 8:6 بوصات، وسعف نخيل يتراوح عرضه من 4:3 أقدام.. ووجود ف النخيل يؤكد النظرية الجيولوجية أن المناخ كان قاريًا على عكس المناخ الحالي، حيث تتعرض الجبال في الوقت الحاضر للعواصف الثلجية.. كما تحتوي الرواسب على مجموعة غريبة من الكائنات من تماسيح وأسماك أبو منقار وذئب البحر، وبعض الطيور والزواحف كالسلاحف، وبعض الحيوانات الرخوية والثدييات والحشرات المختلفة، ولكها تؤكد وجود فيضان شديد وتؤكد تغير المناخ على سطح الأرض.. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    5- وجود مزيج من الحفريات المتحجرة في جميع أنحاء العالم:

    وجد مزيج من كائنات حية تنتمي إلى مواطن وبيئات مختلفة، ويعتقد الكثير من العلماء أن هذا يحدث بفعل عملية تُسمى allochthonous، والتي يتم فيها نقل المواد بسرعة من موقعها النهائي حيث يتم ترسيبها في ظروف الفيضانات، ويؤكد هذا الاعتقاد رواسب الكهرمان البلطيقية الشهيرة في غرب أوروبا. والتي قام ببحثها بحثًا شاملًا دقيقًا دكتور هربرت نلسون المدير السابق لمعهد النبات السويدي.

    6- وجود الكائنات محفوظة بحالة جيدة:

    صورة في موقع الأنبا تكلا: أدق تفاصيل النباتات واضحة في هذه الحفرية

    ومن المدهش أنه في بعض الحالات ترسبت أوراق النباتات وبقت محفوظة في حالة نضرة وحالة الكلوروفيل فيها جيدة، لدرجة أنه يمكن تمييز أنواع الألفا من البيتا فيها!

    وهناك حقيقة تضاهي حفظ الكلوروفيل chlorophyll وهي وجود الأجزاء الرخوة من الحشرات مثل العضلات والأدمة (باطن الجلد) والبشر والألوان مثل الميلاتنين واللينوكروم وأيضًا وجود الغدد ومحتويات الأمعاء! وكذلك الشعر والريش وقشور الأسماك..

    والمفترض أن كل هذه الأشياء تتحلل وتتلف في أيام محدودة وربما ساعات، وهذا يؤكد دقة عزلها في فترة قصيرة جدًا وبسرعة مذهلة.

    7- كشف أشياء من صنع الإنسان في الصخور الرسوبية:

    فعلى سبيل المثال عثر عام 1851 في كتلة مختلطة مكورة من الرواسب على وعاء معدني منقوش، وكانت هذه الكتلة في دورشستر Dorchester بولاية ماساتشوستس Massachusetts الأمريكية كما يذكر في مجلة Scientific American أن إنفجارا قويًا حدث في الصخور قرب دورشستر دفع إلى الخارج كتلة هائلة، ومنها بعض القطع التي تزن عدة أطنان، ونثر الإنفجار بعض القطع في جميع الجهات.. ومن بين هذه القطع إناء معدني على شكل جرس.. وكذلك فقد إكتشف كورتز Kurtz من نامبا Nampa عن دمية من الطين لفتاة، وكان هذا التمثال على عمق 300 قدم من سطح الارض في طبقة الرمل الخشن..

    8- العثور على حفريات بحرية متحجرة على قمم الجبال:

    تم العثور على حفريات بحرية متحجرة على إرتفاعات عالية، وأيضًا على قمم الجبال، وهذا يعتبر دليلًا من الأدلة الجيولوجيه القوية على حدوث الطوفان.

    وقد تم العثور على عظام أسماك ومحارات القواقع البحرية والأسماك الصدفية على قمة جبل إفريست. وعندما تسلق الجيولوجيون جبل اراراط اكتشفوا أن على القمة أصدافًا بحيرية، كما تم اكتشاف بحيرتين مالحتين في المناطق المجاورة لجبل أراراط (بسبب إنحسار مياه المحيطات التي غمرت الجبال، وتبقي بعض المياه على هيئة بحيرة مغلقة).

    وبحيرة فان Lake Van في شرق تركيا بها المثل، وأيضًا بحيرة أورميا Lake Urmia في إيران.. كما تم العثور على قطع ملحية في حجم حبات العنب مما يدل على أن المحيط كان على إرتفاع أعلى من 7000 قدما مما هو عليه الآن..

    صورة في موقع الأنبا تكلا: مثال لبعض الحمم المتوسدة في بازلت جبل أورانج
    St-Takla.org Image: Pillow lava at Orange Mountain Basalt

    صورة في موقع الأنبا تكلا: مثال لبعض الحمم المتوسدة في بازلت جبل أورانج

    9- وجود حمم متوسدة على ارتفاع 140000 قدمًا من جبل أرارات:

    والحمم المتوسدة Pillow Lava عبارة عن حمم بركانية تتعرض لتبريد ريع تحت الماء مما يجعلها تأخذ أشكالًا مستديرة تشبه الوسادة. ووجود هذه الحمم على إرتفاعات تصل إلى 14000 قدمًا على جبل أراراط يفيد بأن هذه الجبال كانت مغمورة بالمياه في ذلك الوقت، وأن هناك حركات أرضية من زلازل وبراكين قد حدثت في ذلك الوقت مما أدى إلى خروج حمم بركانية من باطن الأرض.

    من كل هذه الأدلة العلمية نتأكد من:

    1- من حقيقة الطوفان كحدث ذكره الكتاب المقدس.

    2- أن الطوفان كان شاملًا لكل الأرض كتأكيد للكتاب المقدس.

    طوفان نوح -7
    الصفحة التالية الإعجاز العملي في الكتاب المقدس
    الكتاب المقدس والعلم الحديث

    +++
                  

06-27-2013, 05:22 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الطوفان و نوح النبي -7
    كيف حدث الطوفان؟!

    * فكرة البيت الزجاجي وحل لغز الطوفان

    يتفق الكثير من العلماء على أن الأرض ما قبل الطوفان كانت تغطيها مظلة من بخار الماء تخلق نوعا من البيت الزجاجي لوقاية النباتات السرخسية والطحالب، ومثل هذا التأثير الناشئ من وجود سحابة دائمة تغطي الطبقة السفلى من الغلاف الجوي كان يوفر بيئة صالحة للحياة أفضل مما هو الآن. ولعل هذا يعلل أن حيوانات ما قبل الطوفان كانت أكبر من مثيلاتها.

    فلقد كانت الفراشات لها أجنحة يصل طولها إلى 20 بوصة، وكانت هناك أنواع من الطيور طول أجنحتها 20 قدمًا، وتضع بيضًا قدره 11 بوصة.

    حتى بالنسبة للإنسان الأول الذي عاش ما قبل الطوفان فلقد كان يعيش عمرًا أطول يصل إلى تسعة قرون بل وأكثر (عمر متوشالح 969)، بل وأكد العلماء من خلال الحفريات أن جسمه كان أكثر طولًا وأكثر قوة.

    والأشكال التالية توضح حال الأرض قبل الطوفان:

    العلاقة بين الحرارة على سطح الأرض، مقارنة بالإرتفاعات

    فالشكل رقم (1) يمثل رسمًا بيانيًا يوضح العلاقة بين الحرارة على سطح الأرض، مقارنة بالإرتفاعات، حيث كان الغلاف الجوي مختلفًا عما هو عليه حاليًا، فالغلاف الجوي سابقًا كان يحتوي على بخار ماء 5:3 أضعاف البخار حاليًا. وكان هذا البخار يتحرك كما هو حاليًا في الطبقة السفلية، وهي تسمى التروبوسفير Troposphere.

    وكانت نسبة ثاني أكسيد الكربون 8:6 مرات ضعف الوضع الحالي، حيث كانت 0.2 إلى 0.25% في حين أنها حاليًا حوالي 0.03%. وزيادة نسبة بخار الماء وثاني اكسيد الكربون في الماضي كانت تساعد على منع الإشعاعات طويلة الموجة الصادرة من الأرض من المرور إلى الطبقات الأعلى، وهذا يعني منع الحرارة من التسرب إلى الطبقات الأعلى، مما يجعل الأرض في ذلك الوقت تحتفظ تقريبًا بكل حرارتها. وهذا يؤكد أن حرارة الجو في ذلك الحين كانت أعلى، بالإضافة إلى أن درجة حرارة مياه البحار والمحيطات كانت مرتفعة.. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    طبيعة الغلاف الجوى كانت تجعله يعمل كمرشح

    والشكل رقم (2) يوضح أن طبيعة الغلاف الجوى كانت تجعله يعمل كمرشح كما هو في الرسم؛ فكان الإشعاع قصير الموجة يرشح خلال المستوى العلوي لطبقة الأوزون Ozone في الطبقه العليا للغلاف الجوي المسمى الأيونوسفير Ionosphere.

    وهكذا تتم تصفية الإشعاعات الداخلة إلى الارض من الأشعة فوق البنفسجية قصيرة الموجة، في حين تنفذ الإشعاعات الطويلة الموجة من خلال الأوزون، وأيضًا تمر في الطبقة الوسطى من الغلاف الجوي المسمى الستراتوسفير Stratosphere، وينعكس جزء من الموجة ولكن يدخل الجزء الباقي، وينتشر في مظلة بخار الماء في الطبقة السفلية للغلاف الجوى التراتوسفير Tratosphere. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وهكذا فإن الإشعاع الموجي الطويل للشمس يمتص والإشعاع الموجى الطويل للأرض يظل محبوسًا، وهكذا تظل درجة الحرارة تحت المظلة السفلية مرتفعة.

    فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

    الأرض قبل وبعد الطوفان

    أما الشكل (3) فيوضح الأرض قبل وبعد الطوفان (حاليًا)، وهو يوضح المظلة الخارجية والمظلة الداخلية. فالمظلة الخارجيه للأرض وهي تتكون من الاوزون كانت أكثر سُمكًا قبل الطوفان، حيث أنها لكي ما تتحلل كانت تحتاج إلى إشعاعات طويلة الموجة صادرة من الأرض. وهذه الإشعاعات والتي تلعب الآن دورًا هامًا في تقليل الإوزون لم تكن تلعب هذا الدور قبل الطوفان؛ حيث كما سبق أن ذكرنا أنها كانت محبوسة في الغلاف الجوي السفلي بفضل مظلة بخار الماء وثاني أكسيد الكربون.

    طوفان نوح -8
    الصفحة التالية الإعجاز العملي في الكتاب المقدس
    الكتاب المقدس والعلم الحديث

    +++
                  

06-27-2013, 02:14 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الطوفان و نوح النبي -8
    الأرض والغلاف الجوي قبل وبعد الطوفان

    اضغط هنا لمشاهدة لقطة فيلمية عن هذا الموضوع ومن هنا نرى أن الارض ما قبل الطوفان كان لها مظلة مزدوجة، أما الآن فلها مظلة واحدة عالية مخففة.

    ففي مرحلة ما قبل الطوفان كان للأرض:

    1- مظلة سميكة وأكثر فاعلية من الأوزون.

    2- مظله سميكه فعالة منخفضة من بخار الماء.

    3- خليط مركز من ثاني أكسيد الكربون مع الأكسجين Oxygen و النيتروجين Nitrogen.

    and#8592; فيلم فلاش: الكرة الأرضية: السحاب - الدوران - الجو.

    الارض ما قبل الطوفان كان لها مظلة مزدوجة، أما الآن فلها مظلة واحدة عالية مخففة

    وهذا ما يوضحه الجدول التالي (شكل رقم 4):

    الأرض قبل الطوفان الأرض بعد الطوفان
    20% أكسجين 5:3% بخار ماء 21% اكسجين 1.5:0.5% بخار ماء
    74% نيتروجين 10% أوزون 77% نيتروجين 3:1% اوزون
    0.25:0.20% ثاني أكسيد الكربون 0.03% ثانى اكسيد كربون


    الغاز ما قبل الطوفان ما بعد الطوفان
    نيتروجين 75:74% 77%
    أكسجين 20:19% 21%
    بخار ماء 6:4% غير متنوع 1.5:0.5% متنوع جزئي
    ثاني أكسيد الكربون 0.25:0.20% 0.3%
    في الغلاف العلوي 10 أجزاء في المليون 3:1 اجزاء فى المليون
    فى الغلاف السفلي صفر 0.01:0.001% جزء في المليون
    ومما يؤكد أن نسبة ثاني أكسيد الكربون كانت قبل الطوفان أعلى منها حاليًا في الغلاف الجوي:

    1- الغنى العظيم في الأوراق الخضراء والحياة النباتية حتى في مناطق آلاسكا وسيربيا (المجمدة حاليًا)، مما يؤكد وجود كربون وافر قبل الطوفان.. وتعد متواجدة في الغلاف الجوي في طبقة البايوسفير Biosphere كما كانت قبل الطوفان. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    2- أن الحجر الجيري وتركيبه CaCo3 و الدولوميت Ca-Mg (Co3)2 يشكلان نسبة عالية جدًا من طبقات الأرض، ويرجع تكوينها إلى كارثة طبيعية؛ حيث ذاب الكثير من الكربون في المياه الجوفية مكونًا المركبات الكربونية على هيئة رسوبيات..

    St-Takla.org Image: Co2 صورة في موقع الأنبا تكلا: سي أو تو

    صورة في موقع الأنبا تكلا: سي أو تو

    3- بسبب البرودة التي حلت بمياه البحار والمحيطات وخاصة في المناطق الباردة منها مما أذاب كميات أكبر من الكربون على هيئة Co2 "ثاني أكسيد الكربون" حيث أن ثانى إكسيد ألكربون يذوب بنسبة أعلى في المياه الباردة، وهذا ما يحدث بالفعل في صناعة المياه الغازية.

    وهذه الأدلة الثلاثة تؤكد أن ثاني أكسيد الكربون قبل الطوفان كان موجودًا بنسبة أكبر، وهذا يتماشى مع الحقيقة العلية بأن المادة لا تفنى؛ فالكربون لا يزال مخزونًا في أرضنا ولكن بصورة غير ما كانت عليه في الماضي، حيث كان على هيئة ثاني أكسيد الكربون بنسبة عالية في الغلاف الجوي.

    نوح و الطوفان -9
    الصفحة التالية الإعجاز العملي في الكتاب المقدس
    الكتاب المقدس والعلم الحديث

    +++

                  

06-27-2013, 09:39 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الأعزاء
    الآن ..
    وعلى قناة الكرمة ..
    أبونا الورع مكارى يونان ..
    ..

    وأيضاً من خلال الرابطين التاليين:
    http://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    http://www.alkarmatv.com/ar/watch-live-streaming

    أرجو المشاهدة والإستماع الى كلماته المباركة والترانيم الشجية التى تمس الروح ..


    أخوكم وعمكم العجوز
    ارنست
    +++
                  

06-28-2013, 02:36 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الأعزاء
    اليوم الجمعة ..
    وبعد ساعتين تقريباً ..
    وعلى قناة الكرمة ..
    أبونا الورع مكارى يونان ..
    ..

    وأيضاً من خلال الرابطين التاليين:
    http://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    http://www.alkarmatv.com/ar/watch-live-streaming

    أرجو المشاهدة والإستماع الى كلماته المباركة والترانيم الشجية التى تمس الروح ..


    أخوكم وعمكم العجوز
    ارنست
    +++
                  

06-29-2013, 05:02 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الخميس )
    صوم الرسل
    27 يونيو 2013
    20 بؤونة 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 8 )
    لم يتركْ إنساناً يَظلِمهم، وبكَّتَ ملوكاً مِن أجلِهم، قائلاً : " لا تمَسوا مُسحائي، ولا تُسيئوا إلى أنبيائي. هللويا.

    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 37 ـ 51 )
    وفيما هو يتكلَّم سألهُ فريسيٌّ أن يأكل عنده، فدخل واتَّكأ. وأمَّا الفريسيُّ لمَّا رأى تعجَّب أنه لم يغتسل أوَّلاً قبل الأكل. فقال له الربُّ: " أنتم الآن أيُّها الفريسيُّون تنقُّون خارج الكأس والصحفة، وأمَّا داخلكم فمملوءٌ اختطافاً وخبثاً. أيُّها الجهال، أليس الذى صنع الخارج صنع الدَّاخل أيضاً؟ بَـلْ أَعطوا ما عندكم صدَقة، وهـا كل شيءٍ يتطهر لكم. ولكن وَيْـلٌ لكم أيُّها الفريسيُّون، لأنكم تُعشِّرون النَّعناع والسَّذاب وكل بقلٍ، وتتجاوزون عن الحقِّ ومحبَّة الله. وكان يجب أن تفعلوا هذه وأن لا تتركوا تلك الأُخر! ويلٌ لكم أيُّها الفريسيُّون، لأنكم تُحبُّون المجلس الأوَّل فى المجامع، والتحيَّات فى الأسواق. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون فإنكم مِثل القبور التى ليست ظاهرة، والناس عليها ماشون ولا يعلمون! ". فأجاب واحدٌ من النَّاموسيِّين وقال له: " يا أيُّها المعلِّم، عندما تقول هذه تشتمنا نحن أيضاً ". أما هو فقال: " وأنتم أيضاً أيُّها الناموسـيُّون ويلٌ لكم، لأنكم تُحمِّلون النَّاس أحمالاً عثرة وأنتم لا تمسُّون الأحمال بإحدى أصابعكم. ويلٌ لكم، فإنكم تبنون قبور الأنبياء، وآباؤكم قتلوهم. فأنتم إذاً تشهدون وتُسرون بأعمال آبائكم، لأنهم هم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم. ومن أجل هذا أيضاً قالت حكمة الله: إنِّي أُرسِل إليهم أنبياء ورسلاً، فيقتلون منهم ويطردونهم كيما يُنتقم من هذا الجيل لدم جميع الأنبياء المسفوك منذ إنشاء العالم، من دم هابيل إلى دم زكريَّا بن برخيا الذى أُهلِكَ بين المذبح والبيت. نعم إني أقول لكم: إنه سيُطلب من هذا الجيل!.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 12 )
    أَرسل موسى عبدَهُ، وهارون الذى اختارَه، جعل فيهما أقوال آياته وعجائبه، كى يحفظوا حقوقهُ، ويطلبوا ناموسَهُ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 17 : 1 ـ 9 )
    وبعد ستَّة أيَّام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنَّا أخاه وأصعدهم على جبل عالٍ منفردين وحدهم. وتجلَّى قُدَّامهم، وأضاء وجهه كالشَّمس، وابيضت ثيابه كالنُّور. وإذا موسى وإيليَّا قد ظهرا له يُخاطبانه. فأجاب بطرس وقال ليسوع: " ياربُّ، إنه حسنٌ لنا أن نكون ههنا! أتشاء أن نصنع هنا ثلاث مظالَّ. واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لإيليَّا ". فبينما هو يتكلَّم وإذا سحابةٌ نَيِّرةٌ قد ظلَّلتهم، وإذا صوتٌ من السَّحابة قائلاً: " هذا هو ابني الحبيب الذى سُرت به نفسي فأطيعوه ". فلمَّا سمع التَّلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدّاً. فجاء إليهم يسوع ولمسهم وقال لهم: " قوموا ولا تخافوا ". فرفعوا عيونهم فلم يروا أحداً إلاَّ يسوع وحده.وفيما هم منحدرين من الجبل أوصاهم يسوع قائلاً: " لا تُعلِموا أحداً بالرؤية إلى أن يقوم ابن البشر من الأموات ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 11 : 17 ـ 27 )
    وبالإيمان قرَّب إبراهيم إسحق حين جُرِّب. وقرَّب ابنه الوحيد ذاك الذى قَبِلَ المواعيد بسببه، الذى قيل له: " أنه بإسحق يُدعى لك زرعٌ ". وافتكر فى نفسه أن الله قادرٌ أن يقيمه من الأموات، فمن أجل هذا أخذه بمثلٍ. بالإيمان من أجل ما سيكون بارك إسحق يعقوب وعيسو. بالإيمان يعقوب عنـد موته بـارك كـل واحــد من ابنـي يوسـف، وسـجـَد على رأس عصـاه.بالإيمان يوسف عند موته ذكر خروج بني إسرائيل وأوصى من أجل عظامه. بالإيمان موسى، لما وُلِدَ، أخفاه أبواه ثلاثة أشهر، لأنهم رأيا أن الصَّبيَّ جميلاً، ولم يخافوا من أمر الملك. بالإيمان موسى لمَّا كَبِرَ أنكر أن يُدعَى ابناً لابنة فرعون، وشاء بالأحرَى أن يتألم مع شعب الله أفضل من أن يتنعَّم بالخطيَّة زمناً يسيراً، إذ جعل عار المسيح عنده أنه غنىً عظيماً أوفر من كنوز مصر، لأنه كان ينتظر حُسن المُجازاة. بالإيمان ترك مصر ولم يَخفْ من غضب الملك، لأنه كان مداوماً للغير منظور كأنه واحدٌ منظورٌ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الثانية
    ( 1 : 19 ـ 2 : 1 ـ 8 )
    وثابتٌ عندنا كلام الأنبياء، هذا الذى هو نعم ما تصنعونه إذا تأملتم إليه، كمثل سراج مضيءٍ فى موضع مُظلم، حتى يظهر النَّهار، والنور يشرق ويظهر فى قلوبكم، وهذا أولاً فاعلموه: أن كل نبوَّات الكتب ليس تأويلها فيها من ذاتها خاصة. وليست بمشيئة البشر جاءت نبوَّة فى زمان، بل تكلَّم أُناس بإرادة الله بالروح القدس.وقد كانت أنبياء كذبة فى الشَّعب، مثل ما يكون فيكم مُعلِّمون كذابون، هؤلاء الذين يأتون ببدع هلاك. والسيِّد الذى اشتراهم يجحدونه، ويجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً. وكثيرون ينجذبون نحو نجاساتهم، ومن قِبَـلِهم يُجدَّف على طريق الحقِّ. وبالظُّلم وكلام الباطل يتَّجرون بكم، هؤلاء الذين دينونتهم منذ البدء لا تبطل، وهلاكهم لا ينعس. فإن كان الله لم يُشفِق على الملائكة الذين أخطأوا، لكن أسلمهم فى وثـاق الظُّلمة والزمهرير ليُحفَظوا للدينونة مُعـذَّبين، والعـالم الأول لم يُشـفِـق عليه، لكن نوحـاً الثَّامـن المُنـادِي بالبِّر حفظه، وأتى بماء الطوفان على العالم المُنافق. والمدن الأُخر سادوم وعامورة أحرقهما وحكم عليهما بالخسف، وجعلهما عِبرةً للمنافقين الذين سيكونون، والصدِّيق لوط خلَّصه من ظلمهم، ومن تقلبهم الرديء وسلوكهم النجس. لأنه بالنَّظر والسَّمع كان الصدِّيق ساكناً بينهم، ويوماً فيوماً كانوا يُحزِنون نفس الصدِّيق بأعمال مُخالفة للناموس.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 15 : 21 ـ 29 )
    لأن موسى منذُ الأجيال الأولى كان له من يكرز به فى كل مدينة، فى المجامع إذ يقرأونه فى كل سبتٍ. حينئذٍ رأى الرُّسل والقسوس وكل الكنيسة أن يختاروا رجالاً منهم ليرسلوهم إلى أنطاكية مع بولس وبرناباس: يهوذا الذى يُدعَى برساباس، وسيلاس، رجلين مُتقدِّمين فى الإخوة. وكتبوا بأيديهم هكذا: " الرسل والقسوس والإخوة يُهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأُمم فى أنطاكية وسوريَّة وكيليكيَّة: إذ قد سَمعنا أن قوماً منكم قد خرجوا فأقلقوكم، إذ يميلون أنفسكم بأقوال التى لم نقولها. فقد رأينا واجتمعنا برأيٍ واحدٍ واخترنا رجليْن وأرسلناهما إليكم مع حبيبينا برناباس وبولس، أُناس قد بذلوا أنفسهم عن اسم ربِّنا يسوع المسيح. فأَرسلنا معهما يهوذا وسيلاس، وهما أيضاً يخبرانكم بهذا القول. لأنَّ الرُّوح القدس قد ارتضَى ونحن أيضاً أن لا نزيد عليكم ثقلاً أكثر، غير هذه الضرورية: احفظوا نفوسكم من ذبائح الأوثان، ومن الدم الميت، والمخنوق، ومن الزنى، وهذه إذا حفظتم نفوسكم منها فَنِعِمَّا ما تصنعون. كونوا مُعَافينَ.
    (لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ..
    اليوم العشرون من شهر بؤونه المبارك
    نياحة القديس أليشع النبى.
    فى مثل هذا اليوم من سنة 3195 للعالم، تنيح القديس أليشع النبى. وُلِدَ هذا النبى فى إحدى قرى إسرائيل اسمها علموت. واسم أبيه شافاط وكان خادماً للقديس إيليا النبى. ولما كان وقت صعود إيليا النبى إلى السماء مضى معه إلى الأردن، وقال له إيليا: " سلنى ما شئت؟ " فطلب أن تتضاعف روحه عليه. وكان كذلك فحلَّت عليه روح إيليا مضاعفة.وقد شق البحر وعبره. ولما دخل أريحا وخرج منها تبعه صِبية وكانوا يهزأون به فالتفت إليهم ولعنهم. فخرجت دبتان من الوعر افترستا منهم اثنين وأربعين ولدا. واشتكت له زوجة أحد الانبياء أن زوجها مات وعليه دَين، والدائن يلح فى طلبه. ولمَّا علم أن عندها قليلاً من الزيت، طلب منها أن تستعير أوعية فارغة كثيرة على قدر استطاعتها. وبصلاته بارك الرب الزيت فامتلأت كل الأوعية، ثم باعت منه المرأة وسددت دينها. كما أقام ابن الشونمية من الموت.ولما قصده نعمان السريانى أبرأه من برصه. فقدم له أموالاً كثيرة وثياباً مُذهبة فلم يقبلها. ولما أخذها تلميذه جيحزى لنفسه وعلم النبى بذلك بالروح غضب عليه فبرص هو وبنوه وكل نسله وصنع أليشع آيات أخرى كثيرة. وقد مكث يتنبأ نحو الخمسين سنة. ولما توفى ووُضِع فى القبر، اتفق أن قوماً أتو بميت ووضعوه فى هذا القبر. فلما مس جسد هذا النبى عادت إلى الميت الحياة ورجع إلى أهله.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    من مزامير أبينا داود النبي ( 98 : 5 ـ 6 )
    مُوسَى وهارونُ فى كهنتهِ. وصَموئيلُ فى الَّذينَ يَدعونَ بِاسمه. كانوا يَدعونَ الربَّ وهو كانَ يَستجيبُ لهُم. بعمودِ الغمام كان يُكلِّمهُم. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 23 : 14 ـ 36 )
    الويلُ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تُغلقون ملكوت السَّموات قُدَّام النَّاس، فأنتم لا تدخلون ولا تدعون الآتين أن يدخلوا. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تطوفون البحر والبر لتصنعوا غريباً واحداً، وإذا كان فتصيرونه ابناً لجهنَّم مضاعفاً عليكم. ويلٌ لكم أيُّها القادة العميان القائلون: من يحلف بالهيكل فليس بشيءٍ، ومَن يحلف بذهب الهيكل كان عليه. أيُّها الجُهَّال والعُميان، أيُّما أعظم: الذَّهب أم الهيكل الذى يُقدِّس الذَّهب؟ ومن يحلف بالمذبح فليس بشيءٍ، ومن يحلف بالقربان الذى فوقه كان عليه. يا أيُّها الجُهَّال والعُميان، أيُّما أعظم: القربان أم المذبح الذى يُقدِّس القربان؟ فمَن يحلف بالمذبح فقد حلف به وبكلِّ ما فوقه. ومَن يحلف بالهيكل فقد حلف به وبالسَّاكن فيه، ومَن يحلف بالسَّماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تُعشِّرون النَّعناع والشِّبثَّ والكمُّون وتركتم عنكم أثقل النَّاموس: الحكم والرَّحمة والإيمان. وكان يجب أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. أيُّها القادة العُميان، الذين يُصفُّون عن البعوضة ويبلعون الجمل. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون، لأنكم تنظفون خارج الكأس والصَّحفة، وداخلهما مملوء اختطافـاً ونجاسـة. أيُّها الفريسـيُّ الأعمى، طهِّـر أولاً داخل الكأس والطاس لكي يتطهَّر خارجهما. الويلُ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تُشبهون قبوراً تبدو مُبيَّضة خارجها يظهر حسناً، وداخلها مملوء عظام أمواتٍ وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضاً: تبدو ظواهركم للناس مثل الصدِّيقين وبواطنكم مُمتلئة رياءً وكل إثم. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتُزيِّنون مدافن الأبرار، وتقولون: لو كُنَّا فى أيَّام آبائنا لم نكُن شركاءهم فى دم الأنبياء. فتشهدون إذاً على نفوسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء. وأكملتم أنتم أيضاً مِكيال آبائكم. أيُّها الحيَّات أولاد الأفاعي، كيف تهربون من دينونة جهنَّم؟ من أجل هذا هأنذا أُرسِل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة، فتقتلون منهم وتَصلِبونَ، وتجلِدون منهم فى مجامعكم، وتطردونهم من مدينة إلى مدينة، لكي ما يأتي عليكم كل دم زكيٍّ سُفِكَ على الأرض، من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريَّا بن براخيَّا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحقَّ أقول لكم: إن هذه جميعها تأتي على هذا الجيل.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

07-02-2013, 04:31 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الطوفان و نوح النبي -9
    مظلة بخار الماء قبل و بعد الطوفان

    * ولكن، هل من دليل في الكتاب المقدس يؤكد فكرة مظلة بخار الماء قبل الطوفان؟!

    St-Takla.org Image: Atmosphere layers صورة في موقع الأنبا تكلا: طبقات الغلاف الجوي حاليًا

    صورة في موقع الأنبا تكلا: طبقات الغلاف الجوي حاليًا

    بالتأكيد يوجد العديد من الآيات لو دققنا فيها لتأكدنا من هذه الحقيقة، ومنها على سبيل المثال:

    "وقال الله ليكن جلد في وسط المياه وليكن فاصلا بين مياه ومياه. فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد. وكان كذلك" (تك7،6:1).

    وهنا الجَلَدْ تعني الغلاف الجوي والمياه التي تحت الجلد تعني البحار والمحيطات، ولكن ماذا عن المياه التي فوق الجلد؟ إنها بخار الماء الذي كان يظلل الأرض، لذا يمكن كتابة الأعداد السابقة من الكتاب كما يلي:

    [وقال الله ليكن جلد (الغلاف الجوى) في وسط المياه، وليكن فاصلا بين مياه ومياه. فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد (المحيطات والبحيرات والبحار والمستنقعات) والمياه التي فوق الجلد (مظلة بخار الماء) وكان كذلك.]


    ومما يؤكد وجود بخار الماء فوق سطح الأرض في بداية الخلق، قول الكتاب المقدس: "كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض، وكل عشب البريه لم ينبت بعد، لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض، ولا كان إنسان ليعمل الارض، ثم كان ضباب يطلع من الأرض ويسقي وجه الإرض" (تك6،5:2).

    ويمكننا أن نستنتج من هذه الفقرة أمرين:

    1- أن المطر لم يكن موجودًا على الإطلاق قبل الطوفان.

    2- أن الأرض كانت تُروى بالندى، والذي يعتمد على تشبع الجو ببخار الماء، وفروق بسيطة في درجات الحرارة بين الليل والنهار.

    St-Takla.org Image: The atmosphere before the deluge صورة في موقع الأنبا تكلا: الغلاف الجوى قبل الفيضان


    ولم يكن هناك رياح قبل الطوفان كذلك. وذلك بسبب وحدة درجة الحرارة تقريبًا.. فكانت جميع مناطق العالم لهم نفس الدرجة تقريبًا.. وكان هناك فروق بسيطة جدًا في الحرارة بين النهار والليل. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ونفس الأمر نجده في كوكب الزهرة كمان كتب كينيث ويفر Kenneth Weaver مساعد رئيس تحرير الجريدة الجغرافية الأهلية بأمريكا National Geographic. فبسبب وجود غلاف جوي من ثاني أكسيد الكربون أكثر من الأرض 100 مرة، فتكون درجة حرارة كوكب الزهرة 900 ف، وهذا الغلاف حافظ على تلك الدرجة وعلى ثباتها تقريبًا.. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    ومن المناسب أن نذكر في هذه الجزئية أيضًا شرح لموضوع "ريح النهار" المذكور في (تك8:3). فيشرح لنا الجغرافي باتن Patten أنه بحلول الغسق وهبوط درجة الحرارة درجتين أو ثلاثة، كان الغلاف الجوي الذي يكاد يكون مشبعًا يصل إلى درجة التشبع الكامل. ويصل إلى نقطة تكوين الندى فيحدث قطرات الماء، فتتكون طبقة باردة من الندى، وهذا يؤدي إلى نوع من البرودة الخفيفة، والتي سماها الكتاب المقدس ريح النهار.

    إن ما قام به بخار الماء قديمًا قبل الطوفان، يقوم به حاليًا ولكن بصورة أقل كل من الأوزون وثاني أكسيد الكربون، في ضبط درجة حرارة الأرض. ويؤكد د. موريس أن غطاء بخار الماء الهائل الذي كان موجودًا في الطبقة السُفلى من الغلاف الجوي كان يكفي كمصدر لمياه الأمطار الغزيرة التي استغرقت 40 يومًا.

    نوح و الطوفان -10
    الصفحة التالية الإعجاز العملي في الكتاب المقدس
    الكتاب المقدس والعلم الحديث

    +++

                  

07-02-2013, 05:34 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الطوفان و نوح النبي -10
    المياه الجوفية وتحت السطحية وتأثيرها على الطوفان

    وهنا نقف أمام سؤالين:

    1- هل مياه بخار الماء كانت هي المصدر الوحيد للأمطار؟

    2- إذا كانت الرياح غير موجودة في جو ما قبل الطوفان، فكيف حدث هذا التكاثف المفاجئ والكلي للأبخرة الموجودة في المظلة؟

    عندما يبدأ الكتاب المقدس حديثه عن الطوفان، يتحدث أولًا عن المياه الجوفية وتحت السطحية قبل أن يتحدث عن الأمطار.

    "انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم، وانفتحت طاقات السماء" (تك11:7). وهنا يؤكد الكتاب أنه كان يوجد مخزون آخر للمياه ليس على هيئة أبخرة محيطة بالأرض، ولكن على هيئة مياه مضغوطة تحت القشرة الأرضية، ويؤكد العلماء أنها كانت مياه ساخنة واقعة تحت ضغط شديد.

    St-Takla.org Image: Sketch by Leonardo Davinci (1452-1519) showing the movement of water from the earch during the deluge - but this artwork never became final صورة في موقع الأنبا تكلا: سكيتش للرسام العالمي ليوناردو دا فينشي (1452-1519) حول حركة المياه من الأرض في عملية الطوفان - ولكن هذا العمل لم يتحول إلى رسم نهائي
    St-Takla.org Image: Sketch by Leonardo Davinci (1452-1519) showing the movement of water from the earch during the deluge - but this artwork never became final

    صورة في موقع الأنبا تكلا: سكيتش للرسام العالمي ليوناردو دا فينشي (1452-1519) حول حركة المياه من الأرض في عملية الطوفان - ولكن هذا العمل لم يتحول إلى رسم نهائي

    وقام العلماء بدراسة أسباب إنطلاق هذه المياه المخزونة وحدوث الطوفان. ويقترح د. موريس تفسيرًا بسيطًا أن المياه المخزونة تحت القشرة الأرضية إنفجرت فجأة في نقطة ضعيفة من الشفرة الأرضية، ويلاحظ أن أي انهيار في نقطة محدودة يمكن أن يتسبب في لسلة متوالية من ردود الأفعال تؤدي إلى انهيارات عديدة في أماكن متفرقة من العالم.

    كما يقول د. موريس أنه في حالة حدوث حركات أرضية قد تؤدي إلى تكاثف الأبخرة، فينتج عنها تساقط كميات كبيرة من الأمطار. ويذكر أمثلة عملية معاصرة لذلك منها ثورة بركان كراكاتورا Krakatau سنة 1883، والذي يقع بين جزر جاوه وسومطره، والذي ذكرته الموسوعات العلمية البريطانية Encyclopedia Britannica في طبعتها الحادية عشر سنة 1910. وأيضا ذلك في موسوعة فنك وواجنل Funck and Wagnll's سنة 1960، ولقد كانت أعنف ثورة بركانية عرفها التاريخ في العصر الحديث، وكان يشكل 18 ميلًا مربعًا، ودمر الجزء الأكبر من الجزيرة. ولقد أحدث دوى أحد إنفجاراته أعلى دوى سمعه الإنسان؛ إذ سمع صوته على مسافة 3000 ميلًا! ولقد شعر العالم كله بذبذبات الضجة التي أحدثها الإنفجار والزلزال المصاحب له، وأثناء الانفجار ارتفع الغبار وقطع الصخور إلى إرتفاع وصل إلى 17 ميلًا، والأكثر من هذا أن الحبيبات الدقيقة من الغبار التي اندفعت إلى الطبقات الأعلى من الغلاف الجوي إنتشرت في معظم أنحاء الأرض!

    وفي باندونج Bandong (على بعد 150 ميلًا من مركز الأنفجار) أظلمت السماء بسبب الرماد المتصاعد حتى أن الناس اضطروا إلى استخدام المصابيح في المنازل وقت الظهيرة، واستمر تساقط الغبار البركاني على الأرض مرة أخرى مدة 3 سنوات بمعدل 14 مليون طن في السنة! وقد أدى البركات إلى تكوين موجات مدية بلغ ارتفاعها 50 قدما، وأدت إلى إهلاك أكثر من 36000 شخصًا على طول سواحل سومطره وجاوه. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). ولقد سبب الغبار انخفاضًا في درجة الحرارة لمدة سنتين أو ثلاثة، كما نتجت عنه أمطار على الكرة الأرضية خلال الستة أسابيع التالية للانفجار.

    St-Takla.org Image: Krakatau volcano, 1883 - a painting from the 19th century, showing the huge black cloud صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة لبركان كراكاتاو سنة 1883 المرعب - صوره من القرن التاسع عشر وتوضح السحابة السوداء الضخمة

    صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة لبركان كراكاتاو سنة 1883 المرعب - صوره من القرن التاسع عشر وتوضح السحابة السوداء الضخمة

    ويقدم العلماء هذا الانفجار كدليل علمي يؤكد اندفاع المياه من تحت الأرض أيام الطوفان وارتباطها بفتح طاقات السماء وسقوط أمطار غزيرة لمدة 40 يوما ثم بدأت تقل بالتدريج. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    ويضيف الجيولوجي البريطاني ديفيز L. M. Daves أنه حدثت انخفاضات في سطح الأرض في أماكن كثيرة مما ساعد على غمر الأرض كلها بالماء. ربما كانت نتيجة إحداث فراغات تحت سطح الأرض نتيجة لخروج المياه منها..

    ويقول د. فريدريك فيلبي Dr. Fredrick Filpy في كتابه إعادة النظر في الطوفان: من الواضح أن العبارة صحيحة، فإما أن تهبط الأرض أو يرتفع مستوى الماء.. وكلاهما يؤكد أن الانخفاضات الأرضية كانت مصاحبة لأحداث الطوفان.

    ويعتقد د. فيلبى أن جزءًا كبيرًا من جنوب شرق آسيا هبط بالفعل ولم تبق منه سوى بعض الجزر كسومطره وبورينو وجاوه وأيضًا أشباه الجزر، وأن الأرض في تلك المناطق كانت قبلًا متصلة، ولكن نتيجة للحركات الأرضية انخفض كثير منها.

    ومثال لذلك بحر اليابان والبحار الصفراء بالقرب من الصين، والتي كانت قبلًا مرتفعة ولكنها انخفضت.

    والبحر الأحمر يعطينا صورة واضحة للانخفاضات الشديدة في الأرض؛ إذ تحدث في فترة من الزمان نتيجة لسلسلة من الفوالق تؤدي إلى انخفاض جزء كبير من القشرة الأرضية تمتلئ بعدئذ بالماء.

    وهكذا نرى ثلاثة عوامل لعبت دورًا رئيسًا في حدوث الطوفان الشامل، وهي:

    1- مظلة بخار الماء التي كانت تغطي الأرض.

    2- خزانات المياه المضغوطة تحت الأرض.

    3- هبوط كتل كبيرة من اليابسة وبالتالي ارتفاع البحار.

    نوح و الطوفان -11
    الصفحة التالية الإعجاز العملي في الكتاب المقدس
    الكتاب المقدس والعلم الحديث


    +++
                  

07-03-2013, 05:09 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)
                  

07-04-2013, 04:11 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 8 )
    لم يتركْ إنساناً يَظلِمهم، وبكَّتَ ملوكاً مِن أجلِهم، قائلاً : " لا تمَسوا مُسحائي، ولا تُسيئوا إلى أنبيائي. هللويا.

    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 37 ـ 51 )
    وفيما هو يتكلَّم سألهُ فريسيٌّ أن يأكل عنده، فدخل واتَّكأ. وأمَّا الفريسيُّ لمَّا رأى تعجَّب أنه لم يغتسل أوَّلاً قبل الأكل. فقال له الربُّ: " أنتم الآن أيُّها الفريسيُّون تنقُّون خارج الكأس والصحفة، وأمَّا داخلكم فمملوءٌ اختطافاً وخبثاً. أيُّها الجهال، أليس الذى صنع الخارج صنع الدَّاخل أيضاً؟ بَـلْ أَعطوا ما عندكم صدَقة، وهـا كل شيءٍ يتطهر لكم. ولكن وَيْـلٌ لكم أيُّها الفريسيُّون، لأنكم تُعشِّرون النَّعناع والسَّذاب وكل بقلٍ، وتتجاوزون عن الحقِّ ومحبَّة الله. وكان يجب أن تفعلوا هذه وأن لا تتركوا تلك الأُخر!ويلٌ لكم أيُّها الفريسيُّون، لأنكم تُحبُّون المجلس الأوَّل فى المجامع، والتحيَّات فى الأسواق. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون فإنكم مِثل القبور التى ليست ظاهرة، والناس عليها ماشون ولا يعلمون! ". فأجاب واحدٌ من النَّاموسيِّين وقال له: " يا أيُّها المعلِّم، عندما تقول هذه تشتمنا نحن أيضاً ". أما هو فقال: " وأنتم أيضاً أيُّها الناموسـيُّون ويلٌ لكم، لأنكم تُحمِّلون النَّاس أحمالاً عثرة وأنتم لا تمسُّون الأحمال بإحدى أصابعكم. ويلٌ لكم، فإنكم تبنون قبور الأنبياء، وآباؤكم قتلوهم. فأنتم إذاً تشهدون وتُسرون بأعمال آبائكم، لأنهم هم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم. ومن أجل هذا أيضاً قالت حكمة الله: إنِّي أُرسِل إليهم أنبياء ورسلاً، فيقتلون منهم ويطردونهم كيما يُنتقم من هذا الجيل لدم جميع الأنبياء المسفوك منذ إنشاء العالم، من دم هابيل إلى دم زكريَّا بن برخيا الذى أُهلِكَ بين المذبح والبيت. نعم إني أقول لكم: إنه سيُطلب من هذا الجيل!.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 12 )
    أَرسل موسى عبدَهُ، وهارون الذى اختارَه، جعل فيهما أقوال آياته وعجائبه، كى يحفظوا حقوقهُ، ويطلبوا ناموسَهُ. هللويــا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 17 : 1 ـ 9 )
    وبعد ستَّة أيَّام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنَّا أخاه وأصعدهم على جبل عالٍ منفردين وحدهم. وتجلَّى قُدَّامهم، وأضاء وجهه كالشَّمس، وابيضت ثيابه كالنُّور. وإذا موسى وإيليَّا قد ظهرا له يُخاطبانه. فأجاب بطرس وقال ليسوع: " ياربُّ، إنه حسنٌ لنا أن نكون ههنا! أتشاء أن نصنع هنا ثلاث مظالَّ. واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لإيليَّا ". فبينما هو يتكلَّم وإذا سحابةٌ نَيِّرةٌ قد ظلَّلتهم، وإذا صوتٌ من السَّحابة قائلاً: " هذا هو ابني الحبيب الذى سُرت به نفسي فأطيعوه ". فلمَّا سمع التَّلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جدّاً. فجاء إليهم يسوع ولمسهم وقال لهم: " قوموا ولا تخافوا ". فرفعوا عيونهم فلم يروا أحداً إلاَّ يسوع وحده.وفيما هم منحدرين من الجبل أوصاهم يسوع قائلاً: " لا تُعلِموا أحداً بالرؤية إلى أن يقوم ابن البشر من الأموات ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 11 : 17 ـ 27 )
    وبالإيمان قرَّب إبراهيم إسحق حين جُرِّب. وقرَّب ابنه الوحيد ذاك الذى قَبِلَ المواعيد بسببه، الذى قيل له: " أنه بإسحق يُدعى لك زرعٌ ". وافتكر فى نفسه أن الله قادرٌ أن يقيمه من الأموات، فمن أجل هذا أخذه بمثلٍ. بالإيمان من أجل ما سيكون بارك إسحق يعقوب وعيسو. بالإيمان يعقوب عنـد موته بـارك كـل واحــد من ابنـي يوسـف، وسـجـَد على رأس عصـاه.بالإيمان يوسف عند موته ذكر خروج بني إسرائيل وأوصى من أجل عظامه. بالإيمان موسى، لما وُلِدَ، أخفاه أبواه ثلاثة أشهر، لأنهم رأيا أن الصَّبيَّ جميلاً، ولم يخافوا من أمر الملك. بالإيمان موسى لمَّا كَبِرَ أنكر أن يُدعَى ابناً لابنة فرعون، وشاء بالأحرَى أن يتألم مع شعب الله أفضل من أن يتنعَّم بالخطيَّة زمناً يسيراً، إذ جعل عار المسيح عنده أنه غنىً عظيماً أوفر من كنوز مصر، لأنه كان ينتظر حُسن المُجازاة. بالإيمان ترك مصر ولم يَخفْ من غضب الملك، لأنه كان مداوماً للغير منظور كأنه واحدٌ منظورٌ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الثانية
    ( 1 : 19 ـ 2 : 1 ـ 8 )
    وثابتٌ عندنا كلام الأنبياء، هذا الذى هو نِعِمَّا تصنعونه إذا تأملتم إليه، كمثل سراج مضيءٍ فى موضع مُظلم، حتى يظهر النَّهار، والنور يشرق ويظهر فى قلوبكم، وهذا أولاً فاعلموه: أن كل نبوَّات الكتب ليس تأويلها فيها من ذاتها خاصة. وليست بمشيئة البشر جاءت نبوَّة فى زمان، بل تكلَّم أُناس بإرادة الله بالروح القدس.وقد كانت أنبياء كذبة فى الشَّعب، مثل ما يكون فيكم مُعلِّمون كذابون، هؤلاء الذين يأتون ببدع هلاك. والسيِّد الذى اشتراهم يجحدونه، ويجلبون على أنفسهم هلاكاً سريعاً. وكثيرون ينجذبون نحو نجاساتهم، ومن قِبَـلِهم يُجدَّف على طريق الحقِّ. وبالظُّلم وكلام الباطل يتَّجرون بكم، هؤلاء الذين دينونتهم منذ البدء لا تبطل، وهلاكهم لا ينعس. فإن كان الله لم يُشفِق على الملائكة الذين أخطأوا، لكن أسلمهم فى وثـاق الظُّلمة والزمهرير ليُحفَظوا للدينونة مُعـذَّبين، والعـالم الأول لم يُشـفِـق عليه، لكن نوحـاً الثَّامـن المُنـادِي بالبِّر حفظه، وأتى بماء الطوفان على العالم المُنافق. والمدن الأُخر سادوم وعامورة أحرقهما وحكم عليهما بالخسف، وجعلهما عِبرةً للمنافقين الذين سيكونون، والصدِّيق لوط خلَّصه من ظلمهم، ومن تقلبهم الرديء وسلوكهم النجس. لأنه بالنَّظر والسَّمع كان الصدِّيق ساكناً بينهم، ويوماً فيوماً كانوا يُحزِنون نفس الصدِّيق بأعمال مُخالفة للناموس.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 15 : 21 ـ 29 )
    لأن موسى منذُ الأجيال الأولى كان له من يكرز به فى كل مدينة، فى المجامع إذ يقرأونه فى كل سبتٍ. حينئذٍ رأى الرُّسل والقسوس وكل الكنيسة أن يختاروا رجالاً منهم ليرسلوهم إلى أنطاكية مع بولس وبرناباس: يهوذا الذى يُدعَى برساباس، وسيلاس، رجلين مُتقدِّمين فى الإخوة. وكتبوا بأيديهم هكذا: " الرسل والقسوس والإخوة يُهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأُمم فى أنطاكية وسوريَّة وكيليكيَّة: إذ قد سَمعنا أن قوماً منكم قد خرجوا فأقلقوكم، إذ يميلون أنفسكم بأقوال التى لم نقولها. فقد رأينا واجتمعنا برأيٍ واحدٍ واخترنا رجليْن وأرسلناهما إليكم مع حبيبينا برناباس وبولس، أُناس قد بذلوا أنفسهم عن اسم ربِّنا يسوع المسيح. فأَرسلنا معهما يهوذا وسيلاس، وهما أيضاً يخبرانكم بهذا القول. لأنَّ الرُّوح القدس قد ارتضَى ونحن أيضاً أن لا نزيد عليكم ثقلاً أكثر، غير هذه الضرورية: احفظوا نفوسكم من ذبائح الأوثان، ومن الدم الميت، والمخنوق، ومن الزنى، وهذه إذا حفظتم نفوسكم منها فَنِعِمَّا ما تصنعون. كونوا مُعَافينَ.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، فى بيعة اللـه المقدسة. آمين.)
    حدث فى مثل هذذا اليوم ..
    اليوم السادس والعشرون من شهر بؤونه المبارك
    1. نياحة النبي العظيم يشوع نون.
    2. تكريس بيعة الملاك جبرائيل.
    1 ـ فى مثل هذا اليوم من سنة 2570 للعالم تنيح النبى العظيم يشوع بن نون. وُلِدَ فى مصر سنة 2460 للعالم ( أي قبل خروج الشعب الإسرائيلى من عبودية فرعون بثلاث وخمسين سنة ). كان تلميذاً وخادماً لموسى النبى، الذى بعد أن أخرج شعب الله بقوة الذراع الإلهي والعجائب العظيمة، وأوصلهم إلى قرب جبل سينا، صعد إلى الجبل آخذاً معه يشوع خادمه لسماع الوحى واستلام الوصايا. وفى أثناء حرب إسرائيل ضد عماليق كان يشوع قائداً للجنود.ولما انتخب موسى اثنى عشر رجلاً ــ واحداً من كل سبط ـ وأرسلهم ليتجسسوا أرض الميعاد، كان يشوع واحداً منهم. وقد أتم خدمته بكل أمانة. وقرر هو وكالب وحدهما الأخبار الصادقة عن أرض الميعاد. ولذلك دخل الاثنان فقط تلك الأرض دون جميع الشعب الإسرائيلى، الذى خرج من مصر، الذين لكونهم تذمروا وشكوا فى صدق مواعيد الله، فقد أقسم تعالى برجزه أنهم لا يدخلون إلى راحته. ولكن أولادهم الذين وُلِدُوا لهم بعد خروجهم من مصر هم الذين دخلوا تلك الأرض مع يشوع وكالب.ولما تنيح العظيم موسى سنة 2553 للعالم خاطب الله يشوع قائلاً: " إن موسـى عبدى قد مات. فالآن قم أعبر هذا الأردن، أنت وكل هذا الشـعب إلى الأرض التى أنا مُعطيها لهم أي لبنى إسرائيل كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته كما كلَّمت موسى. من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات جميع أرض الحثيين، وإلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخومكم. لا يقف إنسان فى وجهك كل أيام حياتك. كما كنتُ مع عبدى موسى أكون معك. لا أُهملك ولا أتركك، تشدد وتشجع. لأنك أنت تُقسِّم لهذا الشعب الأرض، التي حلفت لآبائهم أن أُعطيهم. إنما كن متشدداً وتشجع جداً لكى تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التى أمرك بها موسى عبدي. لا تمل عنها يميناً ولا شمالاً لكى تفلح حيثما تذهب. لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكى تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذٍ تصلح طريقك وحينئذٍ تفلح ".فتقوى قلب يشوع وأرسل جاسوسين سراً تجسسا الأرض، ودخلا بيت راحاب الزانية فخبأتهما ثم أنزلتهما من الكوة لأن بيتها كان بحائط السور. وذلك بعد أن أمَّناها على نفسها وعلى كل أهل بيتها. ثم فتح أريحا بعد أن طاف حول أسوارها مرات متعددة وهو يهتف، فانهدمت أسوارها العظيمة، وصعد الشعب إلى المدينة وقتلوا كل من فيها من إنسان وحيوان، بعد ما أخرجوا راحاب وأباها وأمها وإخوتها وكل من لها وعشيرتها خارج المحلة. وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما فيها. أمَّا الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد فقد جعلوها فى خزانة بيت الرب. واستحيا يشوع راحاب الزانية وكل بيت أبيها لأنها خبأت الرسولين.وكان الرب مع هذا الصدِّيق، فقتل ملوكاً، وفتح مدناً كثيرة فخافته الأُمَم.ولعظم الخوف احتال أهل جبعون فلبسوا ثياباً بالية ونعالاً مُرقَّعة وصيَّروا خبز زادهم فتاتاً. ومضوا إلى يشوع وقالوا له نحن جئنا من أرض بعيدة، نريد منك الأمان والعهد. فأجابهم يشوع ومشايخ بنى إسرائيل: " اُنظروا لئلاَّ تكونوا ساكنين فى هذه الأرض ". فأجابوهم: " من أرض بعيدة جئنا على اسم الرب إلهكم. هذا خبزنا سُخنا تزودناه من بيوتنا يوم خروجنا لكى نسير إليكم: وها هو الآن يابس قد صار فتاتاً. وهذه ثيابنا ونعالنا قد بليت من طول الطريق جداً ". فأمَّنوهم وحلفوا لهم. وبعد ثلاثة أيام سمعوا أنهم قريبون إليهم وأنهم ساكنون فى وسطهم. فلعنهم يشوع وجعلهم عبيداً ينقلون الحطب لخدمة بيت الرب. وحارب يشوع خمسة ملوك الأموريين حيث ساعدته يد الرب بنزول الحجارة كالمطر على الأعداء. وكان الشعب يقاتلهم أمام مدينة جبعون، فأوقف الشمس إلى أن أباد الخمسة الملوك مع كل عساكرهم. وحسب أوامر الله قسَّم الأرض بين بنى إسرائيل، وأعطى الكهنة بلاداً لسكناهم وأرضاً لمواشيهم. ثم أفرد خمس مدن يلتجئ إليها كل قاتل بغير قصد. ولمَّا أكمل نحو مئة وعشر سنين، ووصل إلى شيخوخة صالحة استدعى الشُّيوخ والرؤساء والقضاة والمُعلِّمين، ووعظهم ونبههم أن لا يحيدوا عن عبادة الله تعالى. ووضع لهم الرسوم والفرائض اللازمة ثم تنيح بسلام. " صلاته تكون معنا. آمين. "
    2 ـ وفيه أيضاً تذكار تكريس كنيسة بِاسم الملاك الجليل جبرائيل المُبشِّر، بجبل النقلون بالفيوم. " شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين. "


    من مزامير أبينا داود النبي ( 98 : 5 ـ 6 )
    مُوسَى وهارونُ فى كهنتهِ. وصَموئيلُ فى الَّذينَ يَدعونَ بِاسمه. كانوا يَدعونَ الربَّ وهو كانَ يَستجيبُ لهُم. بعمودِ الغمام كان يُكلِّمهُم. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 23 : 14 ـ 36 )
    الويلُ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تُغلقون ملكوت السَّموات قُدَّام النَّاس، فأنتم لا تدخلون ولا تدعون الآتين أن يدخلوا. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تطوفون البحر والبر لتصنعوا غريباً واحداً، وإذا كان فتصيرونه ابناً لجهنَّم مضاعفاً عليكم. ويلٌ لكم أيُّها القادة العميان القائلون: من يحلف بالهيكل فليس بشيءٍ، ومَن يحلف بذهب الهيكل كان عليه. أيُّها الجُهَّال والعُميان، أيُّما أعظم: الذَّهب أم الهيكل الذى يُقدِّس الذَّهب؟ ومن يحلف بالمذبح فليس بشيءٍ، ومن يحلف بالقربان الذى فوقه كان عليه. يا أيُّها الجُهَّال والعُميان، أيُّما أعظم: القربان أم المذبح الذى يُقدِّس القربان؟ فمَن يحلف بالمذبح فقد حلف به وبكلِّ ما فوقه. ومَن يحلف بالهيكل فقد حلف به وبالسَّاكن فيه، ومَن يحلف بالسَّماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تُعشِّرون النَّعناع والشِّبثَّ والكمُّون وتركتم عنكم أثقل النَّاموس: الحكم والرَّحمة والإيمان. وكان يجب أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. أيُّها القادة العُميان، الذين يُصفُّون عن البعوضة ويبلعون الجمل. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون، لأنكم تنظفون خارج الكأس والصَّحفة، وداخلهما مملوء اختطافـاً ونجاسـة. أيُّها الفريسـيُّ الأعمى، طهِّـر أولاً داخل الكأس والطاس لكي يتطهَّر خارجهما. الويلُ لكم أيُّها الكتبة والفريسيُّون المراؤون، لأنكم تُشبهون قبوراً تبدو مُبيَّضة خارجها يظهر حسناً، وداخلها مملوء عظام أمواتٍ وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضاً: تبدو ظواهركم للناس مثل الصدِّيقين وبواطنكم مُمتلئة رياءً وكل إثم. ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتُزيِّنون مدافن الأبرار، وتقولون: لو كُنَّا فى أيَّام آبائنا لم نكُن شركاءهم فى دم الأنبياء. فتشهدون إذاً على نفوسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء. وأكملتم أنتم أيضاً مِكيال آبائكم. أيُّها الحيَّات أولاد الأفاعي، كيف تهربون من دينونة جهنَّم؟ من أجل هذا هأنذا أُرسِل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة، فتقتلون منهم وتَصلِبونَ، وتجلِدون منهم فى مجامعكم، وتطردونهم من مدينة إلى مدينة، لكي ما يأتي عليكم كل دم زكيٍّ سُفِكَ على الأرض، من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريَّا بن براخيَّا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحقَّ أقول لكم: إن هذه جميعها تأتي على هذا الجيل.
    ( والمجد للـه دائماً )

    +++
                  

07-05-2013, 05:20 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الطوفان و نوح النبي -11
    كيف حدث الطوفان؟ وما الذي سبَّبه؟!

    ولكن يبقى السؤال الأخير:

    St-Takla.org Image: The rain continued for forty days صورة في موقع الأنبا تكلا: الأمطار استمرت لمدة 40 يوما

    صورة في موقع الأنبا تكلا: الأمطار استمرت لمدة 40 يوما

    من أين كانت البداية؟ ما هي الشرارة الأولى التي فجرت ينابيع الغمر، وفتحت طاقات السماء، وبسببها تكاثفت الأبخرة المحيطة بالأرض وتساقطت سريعًا كأمطار؟

    أولًا: نتيجة عبور كوكب سيّار بالقرب من الأرض:

    يقول د. فيلبي أن عبور كوكب صغير سيار على مسافة من الأرض وبسبب الجاذبية، يؤدي إلى إحداث دمارًا شديدًا بالأرض، مما سبَّب في النهاية إلى إنهيار مظلة البخار المحيطة بالكرة الأرضية، كما أدى إلى انفجارات تحت سطح الأرض.

    ولقد قام الجغرافي د. دونالد باتن بأبحاث كثيرة حول نظرية الطيران المنخفض، وأكد أن له الجاذبية المتبادلة بين كوكب الأرض والكواكب السيارة، قد تسببت في انهيار المظلة، وإحداث الموجات المدية والانفجارات البركانية، وتبعًا لذلك أدى إلى ارتفاعات هائلة في قاع البحر، مما أعاد تشكيل سطح الأرض بصورة جديدة.

    ويعتقد باتن أيضًا أن للمذنبات دورًا إيجابيات في إحداث الطوفان، حيث تحمل كمية هائلة من الغاز المتجمد، وحبيبات الثلج، وأجسامًا صلبة في درجة حرارة -200 ف، وقد إلتقط الغلاف الجوي بعضًا من هذه الأجسام التي تحمل شحنة كهربية.

    ويؤكد د. فيلبي هذا الكلام بقول: "إن زرع غلافنا الجوي بحبيبات صلبة شديدة البرودة وبغبار شهبي، يعلل بسهولة طوفان المطر الذي رآه نوح، ويؤكد سقوط كمية هائلة من الثلج على سيبيريا Siberia.

    ثانيًا: نتيجة اصطدام شهب بالأرض:

    St-Takla.org Image: A body hitting earth صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثيل لجسم يصطدم بالأرض

    ويؤكد ديف بالسيجر Dave Balsiger و تشارلز سيليار Charles Sellieer في مؤلَّفهما "بحث في فلك نوح"، أنه نتيجة دراستهما وأبحاثهما أمكن التوصل إلى أن اصطدام الشهب بالأرض كفيل بأن يُحدِث ارتجاجًا شديدًا بالقشرة الأرضية. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). كمان أنه أوجد ظروفًا مواتية لإحداث الطوفان الشامل، نتج عنه زلازل وبراكين وارتفاعات في قاع البحار والمحيطات، وأدى بالأكثر إلى انهيار مظلة البخار المحيطة بالأرض. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    والمعروف أن فرص سقوط شهب على سطح الأرض في قرون ما قبل التاريخ أكثر بكثير مما هو بعد التاريخ، وتؤكد ذلك الموسوعة البريطانية The Encyclopedia Brittanica.. وذلك مثل شهب ونسلو Winslow في أريزونا بأمريكا، وريس كيسيل Ries Kessel في بافاريا Bavaria بألمانيا (70 كم من شمال غربي ميونخ).. وقد حدث مؤخرًا عام 1908 مثال لهذا في وادي تانجاسكا Tunguska في سيبريا.. ودمر غابات يزيد نصف قطرها على 20 ميلًا، وسبب هزات أرضية تم رصدها في العالم كله! كل هذا بسبب شهب صغير جدًا لا يُقارَن بالشهب التي سقطت في الماضي البعيد.

    نوح و الطوفان -12
    الصفحة التالية الإعجاز العملي في الكتاب المقدس
    الكتاب المقدس والعلم الحديث


    +++
                  

07-05-2013, 05:47 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    أحبائى الأعزاء ..
    اليوم الجمعة ..

    و الآن ..
    وعلى قناة الكرمة ..
    أبونا الورع مكارى يونان ..
    ..

    وأيضاً من خلال الرابطين التاليين:
    http://www.alkarmatv.com/watch-alkarma-na

    http://www.alkarmatv.com/ar/watch-live-streaming

    أرجو المشاهدة والإستماع الى كلماته المباركة والترانيم الشجية التى تمس الروح ..


    أخوكم وعمكم العجوز
    ارنست
    +++
                  

07-06-2013, 02:50 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الطوفان و نوح النبي -12
    أين ذهبت مياه الطوفان؟! ونتائج ما بعد الطوفان..


    صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة فنية اسمها الصباح الذي تلا الفيضان - للفنان جوزيف مالورد وليم تيرنر - 1775-1851

    أين ذهبت مياه الطوفان؟! هل تبخرت مرة ثانية؟ هل تسربت بين حبيبات القشرة الأرضية مكونة المياه التحت سطحية والمياه الجوفية؟

    إن الأمر ليس بهذه الحيرة، فالمياه التي غطت كل الأرض ووزنها الضخم يعمل في اتجاهين: الأول أفقي والثاني رأسي.. ومحصلة القوة الأفقية أدت إلى إبعاد اليابسة عن بعضها البعض، أي أدى إلى زيادة المسافة بين القارات، مما أدى إلى إتساع حوض الماء في العالم، وهذا الأمر لازال قائمًا حتى وقتنا هذا..

    أما القوة الرأسية فأدت إلى:

    أ- تعميق حوض الماء

    ب- كرد فعل لهذه القوة، أدت إلى إرتفاع الجبال أكثر مما كان.

    ومن هنا حدثت أربعة متغيرات:

    1- إنخفاض قاع البحر.

    2- إتساع حوض المياه (البحار).

    3- إرتفاع قمم الجبال.

    4- إنخفاض منسوب المياه كنتيجة للعوامل الثلاثة السابقة.

    نتائج ما بعد الطوفان:

    أولًا: تغيير جغرافية الأرض:

    وهو ما نعني به المناخ وتغير شكل القشرة الأرضية.. وذلك بسبب فقدان مظلة بخار الماء التي كانت تحيط بالكرة الأرضية.. ويتحدث المزمور عن موضوع تكوين السحب، وعدم حدوث طوفان مرة أخرى قائلًا: "المؤسس الأرض على قواعدها فلا تتزعزع إلى الدهر والأبد. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). كسوتها الغمر كثوب فوق الجبال، تقف المياه من انتهارك، تهرب من صوتك رعدك، تفر، تصعد إلى الجبال، تنزل إلى البقاع، إلى الموضع الذي أسسته لها. وضعت لها تخمًا لا تتعداه.. لا ترجع لتغطي الأرض" (مز5:104-9).

    وبسبب تكوين الجبال الشاهقة، أدى ذلك إلى سرعة كشف اليابسة (بعد 40 يومًا). مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    ثانيًا: عمر الإنسان:

    أدى زوال بخار الماء إلى دخول كميات كبيرة من الإشعاع من أنواع متعددة، وربما أيضًا إلى دخول غبار وغازات من كواكب أخرى، مخترقة الغلاف الجوي الذي تغير لفقدانه لذلك السُمك الهائل من البخار، الذي كان بمثابة المصفاة.. وكل هذا أدى إلى إنقاص عمر الإنسان.. كما هو موضح من الدراسة في الشكل التالي:

    St-Takla.org Image: Bible life span before and after the deluge صورة في موقع الأنبا تكلا: رسم جدول يوضح مدة حياة بعض الأشخاص في الكتاب المقدس قبل وبعد الطوفان

    صورة في موقع الأنبا تكلا: رسم جدول يوضح مدة حياة بعض الأشخاص في الكتاب المقدس قبل وبعد الطوفان

    صورة في موقع الأنبا تكلا: قوس قزح يظهر فى السماء
    St-Takla.org Image: Rainbow in the sky

    ثالثًا: ظهور قوس قزح:

    ويقول د. موريس أن قوس قُزَح الذي أعطاه الله هو نتيجة أخرى لتغير الغلاف الجوي للأرض بعد الطوفان، فقوس قزح هو انعكاس لضوء الشمس يظهر عادة بعد المطر؛ حيث يظهر حينما ينكشف جزء من السماء بعد اختفاء السحب. ولقد ظهر لأول مرة بعد الطوفان كعلامة ميثاق من الله لنوح أنه لن يعود يهلك الأرض بالطوفان (تك17،11:9).

    ومن الجدير بالذكر أن قوس قزح لم يظهر سابقًا لأن كل السماء كانت مغطاة بالسحب وبخار الماء الكثيف..
    +++
                  

07-07-2013, 08:58 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الأحد)
    صوم الرسل
    7 يوليو 2013
    30 بؤونة 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 92 : 2 )
    رَفَعَت الأنهارُ ياربُّ، رَفَعَت الأنهارُ صوتها، ترفعُ الأنهارُ صوتها مِن صوتِ مياهٍ كثيرةٍ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 14 : 15 ـ 21 )
    ولمَّا كان المساء جاءَ إليه تلاميذُه قائلين: " إن الموضع قفرٌ والوقت قد عبر. اِصرِف الجمع لكي يذهبوا إلى القُرى ويبتاعوا لهُم طعاماً ". أمَّا هو فقال لهُم: " لا حاجةَ لهُم أن يمضوا. أعطوهُم أنتُم ليأكُلوا ". أمَّا هُم فقالوا له: " ليس عندنا ها هنا إلاَّ خمسةُ أرغفةٍ وسمكتان ". فقال لهم: " ائتوني بها إلى هُنا ". فأمر الجموع أن يتَّكئوا على العُشب. ثمَّ أخذ الخمسةَ أرغفة والسَّمكتين، ورفع نظره نحو السَّماء وباركها وكسَّرها وأعطى الأرغفة للتَّلاميذ، والتَّلاميذ أعطوا الجموع. فأكلت الجموع وشبعوا. ثمَّ رفعوا ما فضل مِن الكِسر: اثنتَيْ عشرةَ قُفَّةً مملوءةً. والآكلون كانوا خمسةِ آلاف رجُل، ما عدا الأولاد والنِّساء.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 96 : 11 )
    نُورٌ أشرق للصِّدِّقينَ، وفرحٌ للمُستقيمينَ بقلبهِم. افرحوا أيُّها الصِّدِّيقونَ بالربِّ، واعترفوا لذِكر قُدسِهِ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 6 : 35 ـ 44 )
    وبعدَ ساعاتٍ كثيرةٍ تقدَّم إليه تلاميذه وقالوا: " الموضع خلاءٌ والوقت قد مضى. اصرفهم لكي يمضوا إلى الحقول والضِّياع حولنا ويبتاعوا لأنفُسهم ما يأكلونه ". أمَّا هو فأجابَ وقال لهُم: " أعطوهُم أنتُم ليأكلوا ". فقالوا له: " أنمضي ونبتاع خُبزاً بمائتي دينارٍ ونُعطيهُم ليأكُلوا؟ " فقال لهم:" كم رغيفاً عندكُم؟ اذهبوا وانظروا ". ولمَّا علموا قالوا له:" خمسة أرغفةٍ وسَمَكَتان ". فأمرهم أن يُتكئوا الجمع رفاقاً رفاقاً على العُشب الأخضر. فاتَّكأوا جميعهم جماعاتٍ جماعاتٍ: مئَةً مئَةً وخمسينَ خمسينَ. فأخذ الأرغفة الخمسة والسَّمكتين، وشخصَ نحو السَّماء، وبارك ثمَّ كسَّر الأرغفة، وأعطى التَّلاميذ ليُقدِّموا إليهم، وقسَّم السَّمكتين للجميع، فأكل الجميع وشبعوا. ثمَّ رفعوا اثنتي عشرةَ قُفَّةً مملوءةً من الكِسر، ومن السَّمك. وكان الذين أكلوا من الأرغفة نحو خمسةِ آلافِ رجُل.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
    ( 14 : 18 ـ 25 )
    أشكُر الله أنِّي أتكلَّم بألسِنةٍ أكثر من جميعكُم. ولكني أُريد أن أقول خمس كلماتٍ في الكنيسة بفهم، لأعظ آخَرين، أكثر من عشرة آلاف كلمةٍ بلسانٍ. أيُّها الإخوة، لا تكونوا أولاداً في أذهانكم، بل كونوا أولاداً في الشَّرِّ، وأمَّا في أذهانكم فكونوا كاملين. لأنَّه مكتوبٌ في النَّاموس:" إنِّي سأُكلِّم هذا الشَّعب بألسنةٍ أُخرى وبشفاه أُخرى، وهكذا أيضاً لا يسمعون لي يقول الربُّ ". إذاً الألسِنة تكون آيةٌ لا للمؤمنين، بل لغير المؤمنين. أمَّا النُّبوَّةُ فليست لغير المؤمنين، بل للمؤمنين. فإن اجتمعت الكنيسة كلُّها في مكانٍ واحدٍ، وكان الجميع يتكلَّمون بألسنةٍ، فدخل عامِّيُّون أو غير مؤمنين، أفلا يقولون: إنَّكم مجانين؟ ولكن إن كان الجميع يتنبَّأُون، فدخل أحدٌ غير مؤمنٍ أو عامِّيٌّ، فإنَّه يُوَبَّخُ من الجميع. ويُمتَحن من الجميع. وهكذا تصير خفايا قلبه ظاهرةً، وهكذا يَخِرُّ على وجهه ويسجد لله، مُعترفاً أنَّ الله بالحقيقة كائنٌ فيكُمْ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة معلمنا يعقوب الرسول
    ( 5 : 1 ـ 8 )
    هَلُمَّ الآن أيُّها الأغنياء، ابكوا مولولين على شقاوتكم القادمة عليكم. غناكم قد فسد، وثيابكم قد أكلها العُثُّ. ذهبكُم وفضَّتكُم قد صدِئا، وصدأُهُما يكون شهادةً عليكُم، ويأكُل لحومَكُم مثل النَّار! قد كنزتُم في الأيَّام الأخيرة. هوذا أُجرة الفَعلة الذين حصدوا كوركم، المظلومة منكم تصرخ، وأصوات الحصَّـاديـن قـد دخـلـت إلى مسـامع ربِّ الجـنود. قد تنـعَّـمتُـم عـلـى الأرض، وتلذَّذتُم وربَّيتُم قُلوبَكم، ليوم الذَّبح. حكمتم على البارِّ وقتلتُموه.ولا يقاومكُم! فتأنَّوا أيُّها الإخوة إلى مجيء الربِّ. هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثَّمين، صابراً عليه حتى ينال الثَّمر المُبكِّر والمُتأخِّر. فتأنَّوا أنتُم وثبِّتوا قلوبكم، لأنَّ مجيء الربِّ قد اقتربَ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 24 : 1 ـ 9 )
    وبعد خمسة أيَّام انحدَر حنانيَّا رئيس الكهنة مع الشُّيوخ وخطيبٍ اسمه ترتُلُّوس. فهؤلاء جاءوا وعرضوا للوالي ضدَّ بولس. فلمَّا دُعيَ، ابتدأ ترتُلُّوس في الشِّكاية قائلاً: " إنَّنا حاصلون بواسطتك على سلام جزيل، وقد صار لهذه الأُمَّة قيام بعنايتك. في كل زمان وفي كل مكان فنقبل ذلك منكَ أيُّها العزيز فِيلِكسُ بكل شُكرٍ. ولئلاَّ أُعوِّقك أكثر، ألتمس منكَ أن تسمعني بالاختصار بحلمِكَ. فإنَّنا إذ وجدنا هذا الرَّجل مُستهزئاً مُفسِداً ومُهيِّج اضطرابات بين جميع اليهود الذين في المسكونة، ومِقدام شيعة النَّاصريِّينَ، هذا هو الذي قد شرع أن يُنجِّس الهيكل أيضاً، قد أمسكناه وأردْنا أن نحكم حسب ناموسِنا. لكن لِيسياس الأمير قد أتى بعنفٍ شديدٍ وأخذه من بين أيدينا، وأمر المُشتكين عليه أن يأتوا إليكَ. ومنه يُمكنُكَ إذا فحصته أن تعلم جميع هذه الأمور التي نشتكي بها عليه ". ثمَّ وافقه اليهود قائلين: " إنَّ هذه الأُمور قد صارت هكذا ".
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    جدث فى مثل هذا اليوم ..
    اليوم الثلاثون من شهر بؤونه المبارك
    ميلاد القديس يوحنا المعمدان
    في هذا اليوم كان ميلاد القديس يوحنا المعمدان. هذا الذي لم تلد النساء أعظم منه. وهو الذي سجد للمسيح وهو بعد في بطن أمه. واستحق أن يضع يده على رأس ابن الله وقت العماد. وجاء عنه في الإنجيل المقدس: " وأما اليصابات فتم زمانها لتلـد فولـدت ابناً، وسَمِع جيرانها وأقربـاؤها أن الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها. ولما كان في اليوم الثامن جاؤا لختتنوا الصَّبي ودعوه بِاسم أبيه زكريا. فقالت أُمُّه لا بل يُسمى يوحنا. فقالوا لها: ليس أحد في عشيرتك تسمى بهذا الاسم. ثم أومأوا إلى أبيه ماذا يُريد أن يُسميه فطلب لوحاً وكتب قائلاً: اسمه يوحنا. فتعجب الجميع. وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلَّم وبارك الله ... وتنبأ عن ابنه أنه سيُدعَى نبياً للعليِّ، وينطلق أمام وجه الرب ليُعِد طريقه ". ( لو2 : 57 ـ 76 ) ولمَّا كان ابن سنتين، واتفق مجئ المجوس وقتل هيرودس الأطفال، وشى بعضهم عن هذا الطفل وطلبه الجند ليقتلوه. فحمله زكريا، وأتى به إلى الهيكل وقال للجند: " من هذا المكان تسلمته ". فخطفه الملاك وأتى به إلى بريَّة الزيفانا. فاغتاظ الجند وقتلوا أباه زكريا. ولهذا السبب قال الرب لليهود: " يأتي عليكم كل دم زكي سُفِكَ على الأرض من دم هابيل الصدِّيق إلى دم زكريا بن براشيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح ". أمَّا الصبي يوحنا فكان ينموا ويتقوى بالروح وظل منذ أيام طفولته. يسكن البرية وعاش فيها أكثر من عشرين سنة عيشة ملائكية حتى يوم ظهوره لإسرائيل.وكان لباس يوحنا من وبر الإبل وعلى حقويه منطقة من جلد، وكان طعامه الجراد والعسل البري وقد أقام بالبريَّة مواظباً على الصلاة والتقشف، إلى أن أمره الله تعالى ـ لتتم النبوة ـ أن يبشر الشعب بمجئ مخلص العالم. لأنه مُرسل من الله ليشهد للنور لكى يؤمن الكل بواسطته. ولم يكن هو النور بل ليشهد للنور. وفي السنة الخامسة عشرة من ملك طيباريوس قيصر حينما كان بيلاطس البنطى والياً على اليهودية، وهيرودس رئيس ربع على الجليل، وفيلبُّس أخوه رئيس ربع على أيطورية وبلاد تراكونيتس، وليسانيوس رئيس ربع على أبيلية، وحنان وقيافا رئيسا للكهنة. كانت كلمة الله إلى يوحنا بن زكريا في البرية فجاء إلى بقعة الأردن كلها يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا، كما هو مكتوب في سفر إشعياء النبيّ: " صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. وكل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض، والمعوج يستقيم ووعر الطريق يصير سهلاً، ويُعاين كل بشر خلاص الله ". وفي تلك الأيام أقبل يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية ويقول:" توبوا فقد اقترب ملكوت السَّموات ".حينئذٍ كان يخرج إليه أهل أورشليم وكل اليهودية وجميع بقعة الأردن فيعتمدون منه في الأردن معترفين بخطاياهم. وإذ كان الشعب ينتظر، والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله هو المسيح، أجابهم يوحنا قائلاً: " أنا أُعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أحل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ ".حينئذٍ أتى يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه، فمنعه يوحنا قائلاً: " أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إليَّ " فأجابه يسوع قائلاً: " اسمح الآن لأنه هكذا ينبغي لنا أن نُتمم كل برٍّ " . حينئذٍ تركه. فلمَّا اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء فانفتحت له السَّموات ورأى روح الله نازلاً مثل حمامة وحالاً عليه " وإذا صوت من السَّموات قائلاً: هذا هو ابنى الحبيب الذي به سررت ".ثم جاء تلاميذ يوحنا إليه وقالوا له: " يا مُعلِّم هوذا الذي كان معك في عبر الأردن الذي أنت قد شهدت له هو يعمد والجميع يأتون إليه. أجاب يوحنا وقال لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئاً إن لم يكن قد أُعطيَ من السَّماء. أنتم أنفسكم تشهدون لي أني قلت لست أنا المسيح، بل إني مُرسَلٌ أمامه. مَن له العروس فهو العريس، وأمَّا صديق العريس، الذي يقف ويسمعه، فيفرح فرحاً من أجل صوت العريس. إذاً فرحي هذا قد كمل. ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص. الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الأرض هو أرضي ومن الأرض يتكلَّم. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع. وما رآه وسمعه به يشهد وشهادته ليس أحدٌ يقبلها، ومن قَبِلَ شهادته فقد ختم أن الله صادقٌ لأن الذي أرسله الله يتكلَّم بكلام الله. لأنه ليس بكيل يُعطي الله الروح. الآب يحب الابن وقد دفع كل شيءٍ في يده. الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله ".ولمَّا رأى يوحنا أن كثيرين من الفريسيين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم: " يا أولاد الأفاعي مَن أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي؟ فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة ولا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً لأني أقول لكم أن الله قادر أن يُقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم. والآن قد وُضِعت الفأس على أصل الشجرة. فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تُقطع وتُلقى في النار ".ولمَّا كان هيرودس أنتيبا بن هيرودس المدعو الكبير، قد تزوج بهيروديا امرأة أخيه فيلبُّس ضد كل الشرائع، أتى إليه القديس يوحنا المعمدان، مُوبِّخاً إياه على هذا الذنب وعلى كل الشر الذي كان يصنعه، فأمر بناءً على تحريض هيروديا الفاجرة أن يُقبَض على يوحنا ويُقيَّد بالسلاسل ويُوضَع في السِّجن داخل الحصن المدعو ماكرونده.واستمر يوحنا في هذا السِّجن، مدة سنة كاملة، دون أن يمكن لهيرودس أن يقتله. وكان تلاميذه يترددون بكل شجاعة على معلمهم وهو في السجن، كما أنه لم يُهمل واجباته نحوهم، مُبرهناً لهم أن يسوع هو المسيح المنتظر. وحينما شاع في كل مكان خبر العجائب التى كان مخلِّصنا يصنعها، كان يوحنا يريد أن يكون تلاميذه شهود عيان لعجائب المسيح حتى يثبتوا على الإيمان به.فأرسل وهو في السجن اثنين من تلاميذه يقولان ليسوع: " هل أنت المسيح الآتي أم ننتظرآخر؟ " فأجاب يسوع وقال لهما: " اذهبا وأعلِما يوحنـا بما سمعتما ورأيتما. العُمي يُبصِرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصُم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يُبشَّرون. وطوبى لمن لا يشك في ".ثم قال يسوع للجموع عن يوحنا: " ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا ؟ أإنساناً لابساً ثياباً ناعمة ؟ هوذا الذين عليهم اللباس الناعم في بيوت الملوك. أم ماذا خرجتم لتنظروا ؟ أنبياً ؟ نعم. أقول لكم وأفضل من نبيّ. فان هذا الذي كُتِبَ عنه: هأنذا مُرسِل ملاكي أمام وجهك الذي يُهيئ طريقك أمامك. الحق أقول لكم لم يقم بين مواليد النِّساء، أعظم من يوحنا المعمدان. ولكن الأصغر في ملكوت السَّموات أعظم منه. ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت الله يُغصَبُ. والغاصِبونَ يختطفونه. لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا. وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليَّا المُزمِع أن يأتي. من له أُذنان للسمع فليسمع. وبمن أُشبِّه هذا الجيل. يُشبه صبياناً جلوساً في السوق يصيحون بأصحابهم قائلين: زمرنا لكم فلم ترقصوا. نُحنا لكم فلم تلطموا. جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فقالوا أن به شيطاناً. وجاء ابن البشر يأكل ويشرب، فقالوا هوذا أَكُولٌ وشِرِّيب خمرٍ. مُحبُّ للعشارين والخطاةِ. والحكمة تبرَّرت من بنيها ".وقال السيد المسيح له المجد عن يوحنا المعمدان أيضاً : " كان هو السِّراج المُوقَد المُنير وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة ".وكانت هيروديا تريد التخلُّص من يوحنا المعمدان، فدبَّرت مكيدتها في يوم الاحتفال بميلاد هيرودس. فلمَّا كان مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط، فأعجبت هيرودس، ولذلك وعدها بقسم أن يُعطيها كل ما تطلبه. فتلقنت من أُمّها ثم أتت وقالت: " أعطني ههنا رأس يوحنا المعمدان في طبق ". فحزن الملك، ولكن من أجل اليمين والمتكئين معه أمر أن تُعطاه. وأرسل فقطع رأس يوحنا في السجن. وأتى بالرأس في طبق ودفع به إلى الصبية فجاءت بها إلى أُمها. فجاء تلاميذه وأخذوا جسده ودفنوه وأتوا وأخبروا يسوع. فلمَّا سمع مضى من هناك في سفينة إلى البرية، وتبدل فرح الجمع بعيد هيرودس حزناً. أما الرأس فطار من أيديهم وهو يصرخ قائلاً: " لا يحلُّ لك أن تأخذ امرأة أخيك ".وحدث موت القديس يوحنا في أواخر السنة الحادية والثلاثين، أو في بدء السنة الثانية والثلاثين للمسيح. وقد شابه هذا القديس الملائكة بسيرته الطاهرة، وامتلأ من الروح القدس وهو في بطن أُمه ومات شهيداً للحقِّ.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    من مزامير أبينا داود النبي ( 142 : 6 ، 7 )
    بَسطتُ يديَّ إليكَ. صارت لك نفسي مِثل أرضٍ عديمة الماءِ. استجب لي ياربُّ عاجلاً. فقد فَنيت رُوحِي. هللويا.

    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 9 : 12 ـ 17 )
    وكان النَّهار قد بدأ يَميل. فتقدَّم إليه الاثنا عشر وقالوا لهُ: " اصرف الجمع ليذهبوا إلى القُرى التي حولنا والحقول ليستريحوا ويجدوا ما يأكلونه، لأنَّنا هَهُنا في موضع خلاءٍ ". فقال لهم: " أعطوهم أنتم ليأكلوا ". فقالوا: " ليس عندنا أكثر من خمسة أرغفةٍ وسمكتين، إلاَّ أن نذهب ونبتاع طعاماً لهذا الشَّعب كلِّه ". لأنَّهم كانوا نحو خمسة آلافِ رجُلٍ. فقال لتلاميذه: " أتكِئُوهُم فِرَقاً خمسينَ خمسينَ ". ففعلوا هكذا وأتكأُوا الجميع. فأخذ الأرغفة الخمسة والسَّمكتين، ونظر إلى السَّماء وباركها، ثُمَّ كسَّرها وأعطى التَّلاميذ ليُقدِّموا للجمع. فأكلوا وشبعوا جميعاً. ورفعوا ما فضل عنهم من الكسر اثنتا عشرة قُفَّةً مملوءةً.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

07-08-2013, 02:37 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الاثنين)
    صوم الرسل
    8 يوليو 2013
    1 أبيب 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 67 : 24 ـ 25 )
    تُبادِرُ الرؤساءُ إلى كلِّ المُرتِّلين، في وسطِ صبايا ضارباتٍ بالدفوفِ. في الكنائس باركوا اللـه، والربُّ مِن ينابيع إسرائيلَ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 26 : 6 ـ 13 )
    وفيما كان يسوعُ في بيتِ عنيا في بيتِ سمعان الأبرص، جاءت إليه امرأةٌ معها قارورةُ طيبٍ كثير الثَّمن، فسكبتهُ على رأسِهِ وهو مُتَّكئٌ. فلمَّا رأى تلاميذهُ ذلك تقمقموا قائلين: " لماذا كان هذا الإتلافُ ؟ لأنَّه كان يُمكن أن يُباع هذا بكثيرٍ ويُعطى للفُقراءِ ". فعلِمَ يسوعُ وقال لهم: " لماذا تُتعبونَ المرأةَ ؟ فإنَّها قد عمِلَت بي عملاً حسناً ! لأنَّ الفُقراء معكُم في كلِّ حينٍ، وأمَّا أنا فلستُ معكُم في كلِّ حينٍ. لأنَّ هذه قد سَكَبَت هذا الطِّيبَ على جسدي لتَكْفيني. الحقَّ أقولُ لكُم : حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كلِّ العالم يُخبرْ أيضاً بما فعلتهُ هذه المرأة تذكاراً لها.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 8 : 2 ، 3 )
    مِن أفواهِ الأطفال والرُّضعان هيأتَ سُبحاً، لأنِّي أرى السَّمَواتِ أعمالَ يديكَ، والقمر والنجوم أنتَ أسَّستَها. هللويا.

    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 4 : 15 ـ 24 )
    قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أعطني هذا الماء لكي لا أعطشَ ولا آتي إلى هنا لأستقيَ ". قال لها يسوعُ: " اذهبي وادعي زوجكِ وتعاليْ إلى هنا ". أجابت المرأةُ وقالت: " ليسَ لي زوجٌ ". قال لها يسوعُ: " حسناً قلتِ ليسَ لي زوجٌ، لأنَّه كان لكِ خمسةُ أزواجٍ، والَّذي معكِ الآنَ ليسَ هو زوجكِ. هذا قُلتِ بالصِّدقِ ". قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أرى أنَّك نبيٌّ! آباؤُنا سجدوا على هذا الجبل، وأنتُم تقولون إنَّ موضع السجود في أورشليمَ الذي ينبغي أن يُسجدَ فيهِ ". قال لها يسوعُ: " يا امرأةُ، صدِّقيني أنَّه تأتي ساعةٌ، حتَّى أنَّه لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم يُسجد للآب. أنتم تسجدونَ للذي لا تعرفونه. أمَّا نحن فنسجُد للذي نعرفه. لأنَّ الخلاصَ هو من اليهود. ولكن ستأتي ساعةٌ، وهيَ الآن، حين السَّاجدون الحقيقيُّونَ يَسجدون للآب بالرُّوح والحقِّ، لأنَّ الآب أيضاً يطلب مثل هؤلاء الذين يسجدون له. الله روحٌ هو. والذين يسجدون له يجب أن يسجدوا بالرُّوح والحقِّ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
    ( 5 : 8 ـ 21 )
    سيروا إذاً كأولاد النُّور. لأنَّ ثمرَ الروح هو في كلِّ صلاحٍ وبرٍّ وحقٍّ. مُختبرين مَا هو مَرضيٌّ عند الرَّبِّ. ولا تشتركوا في أعمال الظُّلمة غير المُثمرةِ بل بالحريِّ وبِّخوها. لأنَّ الأمور التي يفعلونها سرّاً، ذكرُها أيضاً من العار. ولكنَّ كلَّ ما يوبِّخهُ النُّور يُعلن. لأنَّ كلَّ ما أُظهِرَ فهو نورٌ. ومن أجل هذا يقول: " قُم أيُّها النَّائم وقُمْ واقفاً من بين الأمواتِ فيُضيءَ لكَ المسيحُ ". فانظروا الآن يا إخوتي نظراً شافياً بالتَّدقيق كيف تسيرون لا كجهلاء بل كحكماء. مُفتدين الوقت لأنَّ الأيَّام شرِّيرةٌ. من أجل هذا لا تكونوا أغبياء بل افهموا ما هيَ إرادة الرَّبِّ. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه عدم الصحة بل كونوا كاملين بالرُّوح، ومكلِّمين أنفسكم بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وتراتيل روحيَّة، مُسبِّحين ومُرتِّلين للربِّ في قلوبكم. شاكرين كلَّ حينٍ على كلِّ شيءٍ في اسم ربِّنا يسوع المسيح واللـه الآب. خاضعين بعضكم لبعض في خوفِ المسيح.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
    من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 3 : 5 ـ 14 )
    لأنه هكذا كانت قديماً النِّساءُ القدِّيساتُ أيضاً المتوكِّلاتُ على الله، يُزيِّنَّ أنفسهنَّ خاضعاتٍ لرجالهنَّ، كما كانت سارةُ تُطيعُ إبراهيم وتدعوه سيِّدى. التي صرتُنَّ لها أولاداً، صانعاتٍ الخير، وغير خائفاتٍ خوفاً من أحد البتَّة.كذلك أنتم أيضاً أيُّها الرِّجالُ، كونوا ساكنينَ معهُنَّ عالمين أن النِّساء آنية ضعيفــة، مُعطينَ إيَّـاهُنَّ كرامــةً، كالوارثاتِ أيضــاً نعمة الحيــاة بأي نـوع لكي لا تُعاقَ صلواتكُم. والنهايةُ، كونوا جميعاً برأي واحدٍ، وكونوا مشتركين في الآلام. وكونوا مُحبيِّن الإخوة رحومين مُتواضعين، غير مُجازينَ عن شرٍّ بشرٍّ أو عن شتيمةٍ بشتيمةٍ، بل بالعكس مُبارِكينَ، لأنكم لهذا الأمر دُعيتم لكي ترثوا البركة. لأنَّ من أراد أن يُحبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحةً، فليكفُفْ لسانهُ عن الشَّرِّ وشفتيه من أن يَتكلما بالمَكْرِ، وليَحِد عن الشَّرِّ ويصنع الخير، وليطلُب السَّلام ويَجِدَّ في أثرهِ. لأنَّ عيني الرَّبِّ تنظران الأبرارُ وأُذنيهِ تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الرَّبِّ ضدُّ فاعلي الشَّرِّ.فمن ذا الذي يمكنه أن يؤذيكم إذا كنتم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتُم من أجل البرِّ، فطوباكم. وأمَّا خوفهُم فلا تَخافوهُ ولا تضطربوا.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 21 : 5 ـ 14 )
    ولكن حدث لمَّا استَكملنَا الأيَّام خرجنا ومشينا، وهم يُشيِّعوننا، مع نساءٍ أيضاً وأولادهم إلى خارج المدينة. فجثونا على رُكبنا على الشَّاطئ وصلَّينا. ولمَّا ودَّعنا بعضنا بعضاً ركبنا السفينة. وأمَّا أولئك فرجعوا إلى خاصَّتهم.وأمَّا نحن فأقلعنا من صور، وأقبلنا إلى بتولمايس ( عكا ) فسلَّمنا على الإخوة وأقمنا عندهم يوماً واحداً. ثم خرجنا في الغد وجئنا إلى قيصريَّة، فدخلنا بيت فيلُبُّس المُبشِّر، إذ كان واحداً من السَّبعة وأقمنا عنده. وكان لهذا أربع بناتٍ عذارى كنَّ يتنبَّأنَ. وبينما نحن مُقيمونَ هناك أيَّاماً كثيرةً، جاء واحد من اليهوديَّة نبيٌّ اسمه أغابوس. فجاء إلينا، وأخذ منطقة بولس، وربط يَدَيْ نفسه ورجليه وقال : " هـذا ما يقوله الرُّوح القـدس : إن الرَّجُـل الذي له هذه المِنْطَقَةُ، سيربُطهُ اليهود هكذا في أورشليم ويُسلِّمونه إلى أيدِي الأُمَم ". فلمَّا سمعنا هذا طلبنا إليه نحنُ والإخوة الذين في ذلك المكان أن لا يصعد إلى أورشليم. حينئذٍ أجاب بولس وقال: " ماذا تفعلون؟ تَبْكُونَ وتُحزنون قلبي، لأنِّي مُستعدٌّ ليس أن أُربط فقط، بل مُستعدٌّ أن أموتَ أيضاً في أورشليم لأجل اسم الربِّ يسوع ". ولمَّا لم يُقنَع سكتنا قائلين: " لتكن إرادةُ الربِّ ".
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ..
    اليوم الأول من شهر أبيب المبارك
    1.شهادة القديسة أفرونية الناسكة.
    2. نياحة القديسين بيوخا وبناين القسين.
    1ـ في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة الناسكة العذراء أفرونية. هذه القديسة كانت لها خالة تُسمى أوريانة رئيسة على دير كان موجوداً بين النهرين فيه خمسون عذراء فربَّتها بخوف اللـه وعلَّمتها قراءة الكتب الإلهية. فنذرت نفسها للسيد المسيح، وجاهدت الجهاد الحسن بالنسك والصوم يومين يومين، والصلاة بغير انقطاع. ولما أصدر دقلديانوس أمره بعبادة الأوثان، واستشهد كثيرون من المسيحيين على يديه. سمعت العذارى بذلك فخُفنَ وخرجنَ من الدير واختبأن. ولم يبقَ فيه إلاَّ القديسة أفرونية وأُخت أُخرى والرئيسـة. ولمَّا كان الغد أتى رُسـل الملك إلى الديـر وقبضوا على الرئيسة وأهانوها. فقالت لهم أفرونية : خذوني أنا، واتركوا هذه العجوز. فأخذوها أيضاً مُقيدة بالحبال إلى الوالي. وكان عمرها في ذلك الوقت عشرين سنة، وكانت جميلة المنظر. وكانت الأُم تتبعها، فعرض عليها الوالي عبادة الأوثان ووعدها بوعود كثيرة فلم تقبل. فأمر بضربها بالعصى. ثم أمر بتمزيق ثوبها. فصرخت فيه الأم قائلة : " يشقك الربُّ أيُّها الوحش المفترس، لأنكَ تقصد التشهير بهذه الصبية اليتيمة ". فاغتاظ وأمر أن تُعصر القديسة أفرونية بالمعصرة ويُمشط جسدها بأمشاط من حديد، إلى أن تهرأ لحمها. فكانت تُصلِّي إلى الرب طالبة منه المعونة. ثم قطع لسانها وقلع أسنانها. وكان الرب يقويها ويصبرها. وأخيراً أمر بذبحها، فنالت إكليل الشهادة. فأخذ أحد الأتقياء جسدها ولفه بلفائف غالية، ووضعه في صندوق مُذهب. صلاتها تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي هذا اليوم أيضاً تنيح القديسان المجاهدان بيوخا وبناين. وكانا كاهنين على كنيسة تونة التي من أعمال تندا. وكان أبوهما ناظراً على تلك الكنيسة. وحدث أنه بينما كان القس بناين يُقدِّس على المذبح، أن جاءه من يدعوه ليرى أباه، الذي كان يحتضر في تلك اللحظة. فأجابه قائلاً: " لا أقدر أن أنزع عني لباس التقديس قبل الانتهاء، وإن كان الرب يشاء سأبصره قبل وفاته، وإلاَّ فلتكن إرادة اللـه ". وهكذا طلبه أبوه ثلاث مرات، وهو يجيب بهذا. ولمَّا أكمل القداس وجد أن أباه قد تنيح. وكانت أواني الكنيسة موضوعة في مكان لا يعرفه إلاَّ هو. فمضى القس إلى برية شـيهيت واجتمع بالقديس دانيال قمص البرية. وهذا أرشده بالإلهام الإلهي إلى مكان الأواني. فعاد وأخرجها. وسار هذان القديسان سيرة فاضلة كاملة حتى تنيحا بسلام. صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    من مزامير أبينا داود النبي ( 44 : 16 )
    يُدخلنَ إلى المَلكِ عذارى في إثرِها. جميعُ أقربائها إليه يقدَّمْنَ. يَبلُغنَ بفرحٍ وابتهاجٍ يَدخُلنَ إلى هيكلِ المَلكِ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 1 ـ 13 )
    حينئذٍ يُشبهُ ملكوت السَّمَوات عشر عذارى، أخذن مصابيحهُنَّ وخرجن للقاء العريس. وكان خمسٌ منهُنَّ جاهلاتٍ، وخمسٌ حكيماتٍ. أمَّا الجاهلاتُ فأخذنَ مصابيحهُنَّ ولم يأخذنَ معهُنَّ زيتاً، وأمَّا الحكيماتُ فأخذن زيتاً في آنيتهنَّ مع مصابيحهنَّ. وإذ أبطأ العريسُ نعسنَ جميعهنَّ ونِمنَ. ففي منتصف اللَّيل صار صراخٌ: هوَذا العريس قد أقبل، فاخْرُجنَ للقائهِ! حينئذٍ قامت جميع أولئك العذارى وزينَ مصابيحهنَّ. فقالت الجاهلات للحكيمات: أعطيننا من زيتكنَّ فإنَّ مصابيحنا تنطفئُ. فأجابت الحكيمات قائلاتٍ: لعله لا يكفي لنا ولكنَّ، فالأحرى أن تذهبن إلى الباعة وابتعنَ لكُنَّ. وفيما هُنَّ ذاهباتٌ ليبتعنَ جاء العريسُ، والمستعدَّاتُ دخلنَ معه إلى العُرس، وأُغلق الباب. وأخيراً جاءت بقيَّة العذارى أيضاً قائلاتٍ: ياربنا ياربنا افتح لنا. فأجاب وقال الحقَّ أقول لكُنَّ: إنِّي لا أعرفكُنَّ. فاسهروا إذاً لأنَّكُم لا تعرفونَ اليومَ ولا السَّاعةَ.
    +++
                  

07-09-2013, 01:51 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الثلاثاء)
    صوم الرسل
    9 يوليو 2013
    2 أبيب 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 39 : 8 ، 3 )
    بشَّرتُ بعدلِكَ في جماعةٍ عظيمةٍ. هوذا لا أمنعُ شفتيَّ. وأقامَ على الصَّخرة رجليَّ. وسهَّل خطواتي. هللويا.

    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 6 : 6 ـ 13 )
    وكان يطوفُ القُرى المُحيطة يُعلِّمُ. ودعا الاثنى عشر وابتدأ يُرسلهم اثنين اثنين، وأعطاهم سُلطاناً على الأرواح النَّجسة، وأوصاهم أن لا يحملوا شيئاً معهُم في الطَّريق غير عصاً فقط، ولا خُبزاً ولا مزوداً ولا نُحاساً في مناطقهم. بل يكونوا مشدودين بنعالٍ، ولا يلبسوا ثوبين. وقال لهم: " حيثما دخلتُم بيتاً فأقيموا فيه حتَّى تخرجوا من هناك. وكل موضع لا يقبلكم ولا يَسـمعُ لكم، فبينما أنتم خارجون منه انفُضوا الغبـار الذي تحت أرجـلكم شهادةً عليهم. الحقَّ أقول لكم: ستكون لسدوم وعمورة يوم الدِّين راحة أكثر ممَّا لتلك المدينة ". فخرجوا وصاروا يكرزون أن يتوبوا. وأخرجوا شياطين كثيرةً، ودهنوا بزيتٍ مرضى كثيرين فشفوهُم.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 104 : 1 )
    اعترفوا للربِّ وادعوا بِاسمه. نادوا في الأُمَم بأعمالِه. حدِّثوا بجميع عجائبه. افتخروا بِاسمه القُدوس. هللويا.

    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 10 : 17 ـ 30 )
    وفيما هو خارجٌ على الطَّريق، أسرع واحدٌ وجثا على ركبتيهِ وسأله: " أيُّها المُعلِّم الصَّالح، ماذا أعمل لأرثَ الحياة الأبديَّة؟ " فقال له يسوعُ: " لماذا تدعوني صالِحاً؟ ليسَ أحدٌ صالِحاً إلاَّ واحدٌ وهو الله. أنت تعرف الوصايا: لا تقتُل. لا تزن. لا تسرق. لا تشهد بالزُّور. لا تظلم. أَكرم أباك وأُمَّك ". فقال له:" يا مُعلِّم هذه كلُّها حفظتُها مُنذ حداثتى ". فنظر إليه يسوع وأَحبَّه، وقال له: " أتُريد أن تكون كاملاً يعوزك شيءٌ واحدٌ. اذهب وبع كل مـالك وأعطه للمسـاكين، فتربح لك كنزٌاً في السَّـماء، وتعالَ اتبعني حاملاً الصَّليب ". أمَّا هو فاغتمَّ على القول ومضى حزيناً لأنَّه كان ذا أموالٍ كثيرةٍ.فنظر يسوع وقال لتلاميذه: " ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله! " فخاف التَّلاميذ من الكلام. فأجابهم يسوع أيضاً وقال: " يا بَنيَّ، ما أعسر دخول المُتَّكلين على الأموال إلى ملكوت الله! مرور جمل من ثَقب إبرةٍ أيسر من أن يدخل غنيٌّ إلى ملكوت الله! " فبُهتوا إلى الغاية قائلين له : " مَن يستطيع أن يَخلُص؟ " فنظر إليهم يسوع وقال: " عند النَّاس غير مُستطاع، ولكن ليس عند الله، لأنَّ كلَّ شىءٍ مستطاعٌ عند الله ". وابتدأ بُطرس يقول له: " ها نحنُ قد تركنا كلَّ شىءٍ وتبعناك ". فأجاب يسوع وقال: " الحقَّ أقولُ لكُم: ليس أحدٌ ترك بيتاً أو إخوةً أو أخواتٍ أو أباً أو أُمَّاً أو امرأةً أو أولاداً أو حقولاً، لأجلي ولأجل الإنجيل، إلاَّ ويأخُذ مئَة ضعفٍ الآن في هذا الزَّمان، بيوتاً وإخوةً وأخواتٍ وأُمَّهاتٍ وأولاداً وحقولاً، مع اضطهاداتٍ، وفي الدَّهر الآتي الحياة الأبديَّة ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول الثانية إلى تلميذه تيموثاوس
    ( 3 : 10 ـ 4: 1 ـ 18 )
    وأمَّا أنتَ فقد اتبعت تعليمي، ومثالي، ورسمي الأول، وإيماني، وأناتي، ومحبَّتي، وصبري، والاضطهادات، والآلام، التي أصابتني في أنطاكية وإيقونيَّة ولسترة. وجميع الاضطهادات قد احتملتها! ومن جميعها أنقذني الربُّ. وجميع الذينَ يريدون أن يعيشوا بالتَّقوى في المسيح يسوع يضطهـدون. ولكن النَّاس الأشرار الخدَّاعين سيتقدَّمون في الشَّر، بالأكثر ضالِّين ومُضِلِّينَ. وأمَّا أنتَ فاثبت على ما تعلَّمته وأيقنته، عارفاً ممَّن تعلَّمت. وأنكَ مُنذ الطُّفوليَّة تعرف الكُتب المُقدَّسة، القادرة أن تُحكِّمكَ للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع. لأن جميع الكتب المُوحى بها من الله، نافعة للتَّعليم والتَّوبيخ، للتَّقويم والتَّأديب الذي في البرِّ، لكي يكون رجل الله مُستعدَّاً، ثابتاً في كل عمل صالح. أنا أشهد أمام الله والمسيح يسوع، الذي يَدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته : اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقـتٍ مناسـبٍ وغيـر مناسبٍ. وبِّخ، عظ. انتهر بكل أناةٍ وتعليم. لأنه سيكون وقتٌ لا يقبلون فيه التَّعليم الصَّحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين ويسدُّون آذانهم، فيصرفون مسمعهم عن الحقِّ، ويميلون إلى الخُرافات. وأمَّا أنتَ فاستيقظ في كل شيءٍ. واقبل الآلام. واعمل عمل المُبشِّر. تمِّم خدمتكَ.فإنِّى أنا أيضاً سوف أنتقل، ووقت انحلالي قد حضر. قد جاهدتُ الجهاد الحَسن، وأكملت السَّعي، وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضِعَ لي إكليل البرِّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الربُّ الحاكم العادل، وليس لي وحدي فقط، بل ولجميع الذين يحبُّون ظهوره أيضاً.أسرع أن تأتى إلىَّ عاجلاً، لأن ديماس قد تركني إذ أحبَّ العالم الحاضر وذهب إلى تَسَالُونيكي، وكريسكيس إلى غلاطيَّة، وتيطس إلى دلماطيَّة. ولوقا وحده معي. خُذ مَرقُس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة. أمَّا تيخيكس فقد أرسلْته إلى أفسس. والعباءة التي تركتها في تَرُواس عند كاربُس، أحضرها متى جئتَ، مع الكُتب أيضاً ولا سيَّما الرُّقوق. إسكندر الحدَّاد فعل بي شروراً كثيرة. ليُجازيهِ الربُّ حسب أعماله. فهذا احتفظ منه أنتَ أيضاً لأنه قاوم أقوالي جـدّاً. في احتجاجي الأول لم يأتي إليَّ أحـدٌ، بل الجميع تركوني. لا يُحسب عليهم. ولكن الربَّ وقفَ معي وقوَّاني، لكي تتمَّ بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقِذتُ مِن فم الأسد. وسيُنجِّيني الربُّ من كل عمل رديءٍ ويُخلِّصني لِملكوته السَّماويِّ. هذا الذي له المجد إلى دهر الدُّهور. آمين.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 5 : 1 ـ 1ن4 )
    أطلب إلى الشُّيوخ الذين بينكُم، أنا الشَّيخ شريككُم، والشَّاهِد لآلام المسيح، وشَريك المجد العتيد أن يُستَعلن، ارعوا رَعيَّة الله التي بينكُم وتعاهدوها، لا بالقهر بل الاختيار، كمثل الله ولا ببخل بل بنشاط، ولا كمَن يتسلَّط على المَواريث، بل صائرينَ أمثلةً للرَّعيَّة. ومتى ظهر رئيس الرُّعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يضمحل.كذلك أنتُم أيُّها الشُّبَّان اخضعوا للشُّيوخ، وكونوا جميعاً مُتسربلينَ بالتَّواضع بعضكم لبعض، لأن الله يُقاوِم المُستكبرين، ويُعطي نعمةً للمتواضعين. فتواضعوا تحت يد الله القويَّة لكي يرفعكُم في زمان الافتقاد، مُلقينَ كلَّ همِّكُم عليه، لأنه هو يعتني بكم. كونوا مُتيقِّظينَ واسهروا. لأن إبليس عدوكم يجول كأسدٍ زائر، يلتمس مَن يبتلعه. فقاوموه، راسخينَ في الإيمان، عالمين أن نفس هذه الآلام تُجرَى على إخوتكم الذين في العالم.وإله كل نعمةٍ الذي دعاكُم إلى مجدهِ الأبديِّ في المسيح يسوع، بعدما تألَّمتُم يسيراً، هو يهيئكُم، ويثبِّتكُم، ويقوِّيكُم، ويمكِّنكُم. له السُّلطان والمجد إلى الأبد. آمين. بيد سلوانس الأخ الأمين،ـ كما أظُنُّ ـ كتبتُ إليكُم بكلماتٍ قليلةٍ واعظاً وشاهداً، أن هذه هيَ نعمة الله بالحق التي فيها تَقُومُونَ. تُسلِّم عليكُم الصِّديقة المُختارة التي في بابلون ( مصر )، ومرقس ابني. سلِّموا بعضُكُم على بعض بقبلة المحبَّة. السَّلامُ لكُم جميعاً أيُّها الذينَ في المسيح يسوع.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 15 : 36 ـ 16 : 1 ـ 5 )
    من بعد أيَّام قالَ بولسُ لبرنابا: لنرجِع ونفتقد الإخوَةَ في كلِّ مدينةٍ بَشَّرنا فيها بكلِمةِ الربِّ وكيف حالَهم. وكان برنابا يُريدُ أَنْ يأخُذ معهما يوحنا الذي يُدعَى مَرقُس. وأمَّا بولسُ فكان يُريدُ أَنَّ الذي فارقهُما من بمفيليَّةَ ولمْ يأتِ معهُما للعملِ لا يَأخُذانه معهما. فَحَصَلَ بينهُما مُغَاضبةٌ حتى فارقَ أَحدهُما الآخَرَ، وبرنابا أخذ مرقس وأقلعَ إلى قُبرصَ. أمَّا بُولسُ فاختارَ سِيلا وخَرجَ وقد أُستودِعَ مِنْ الإخوةِ إلى نعمةِ اللّهِ. فاجتازَ في الشام وكليكيَّةَ يُثبِّتُ الكنائِسَ.ثُمَّ وصلَ دَربةَ ولِسترَةَ وإذا تلميذٌ كانَ هُناكَ اسمُهُ تيموثاوسُ ابنُ امرأةٍ يهوديَّةٍ مؤمنةٍ وكان أَبوه يونانياً، وكان مَشهوداً لهُ مِن الإخوة الذينَ في لِسترَةَ وإيقُونيةَ. فأرادَ بولسُ أنْ يَخْرُجَ هذا مَعهُ فَأَخَذَهُ وخَتَنَهُ من أجْلِ اليهودِ الذينَ كانوا في ذلكَ الموضِع لأنَّ الجميعَ كانوا يَعرِفونَ أَنَّ أباهُ كانَ يونانياً. وإذ كانا يطوفان في المُدنِ كانا يشتَرِعان لهُم ناموساً بأنْ يَحفظوا الأوامرَ التي قَرَّرَها الرُّسُلُ والقُسُوسُ الذينَ بأُورشليمَ. فكانت الكنائِسُ تَتَشَدَّدُ في الإيمانِ وتزدادُ في العَددِ كُلَّ يَومٍ.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ...
    اليوم الثاني من شهر أبيب المبارك
    نياحة تداؤس الرسول أحد الاثنى عشر.
    في مثل هذا اليوم تنيح القديس تداؤس، وكان قد انتخبه الرب ضمن الاثنى عشر رسولاً. ولما نال نعمة المعزى مع التلاميذ جال في العالم وبشر بالإنجيل. ورد كثيرين من اليهود والأُمم إلى معرفة اللـه وعمَّدهم. ثم ذهب إلى بلاد سوريا، وبشر أهلها فآمن كثيرون على يديه. وقد نالته من اليهود والأمم اهانات وعذابات كثيرة. ثم تنيح بسلام." صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين. "

    من مزامير أبينا داود النبي ( 95 : 1 )
    سبِّحوا الربِّ تسبيحاً جديداً. سبِّحي الربِّ يا كلّ الأرضِ. سبِّحوا الربِّ وباركوا اسمه. بَشِّروا من يوم إلى يوم بخلاصِه. هللويا.

    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 1 : 1 ـ 11 )
    بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله: كما هو مكتوبٌ في إشعياء النَّبيِّ: " هأنذا أُرسِل ملاكي أمام وجهك، الذي يُهيِّئ طريقك قُدَّامك. صوت صارخ في البريَّة: أعِدُّوا طريق الربِّ، وسهِّلوا سُبله ". وكان يوحنَّا يُعمِّد في البريَّة ويكرِز بمعموديَّة التَّوبة لمغفرة الخطايا. وكان يخرج إليه جميع أهل كورة اليهوديَّة وكل أهل أُورشليم ويعتمدون منه في نَهر الأردُنَّ، مُعترفين بخطاياهُم. وكان يوحنَّا يلبَس وَبَر الإبِل، ومِنطقةً مِن جلدٍ على حَقوَيهِ، وكان يأكُل جراداً وعسَلاً برِّيّاً. وكان يكرز قائلاً: " يأتي بعدي من هو أقوى منِّي الذي لست أهلاً أن أنحني وأحلَّ سيور حذائه. أنا عمَّدتكم بماء وأما هو فسيُعمِّدكم بالرُّوح القدس ". وفي تلك الأيَّام جاء يسوع من ناصرة الجليل واعتمد من يوحنَّا في نهر الأردن. وللوقت وهو صاعِدٌ من الماء رأى السَّموات قد انشقَّت، والرُّوح مِثلَ حمامةٍ نازِلاً واستقر عليه. وكان صوتٌ مِن السَّموات: " أنتَ هو ابني الحبيب الذي به سُرِرتُ ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

07-10-2013, 04:24 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الطوفان و نوح النبي -13
    الفلك والإعجاز العلمي للكتاب المقدس

    بالتأمل في مواصفات الفُلك (السفينة الكبيرة) يمكننا استنتاج دور عمل الروح القدس في كتابة سفر التكوين (تكوين 6، 7، 8)، وبخاصة أحداث الطوفان.. ومن هذه المواصفات:

    فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

    * أبعاد الفلك:

    لقد بنى نوح النبي الفلك بنسبة 6:1 العرض إلى الطول، مخالفًا بذلك الأنماط التي تُبنى عليها السفن في أيامه وبعده. وقد كان الفينيقيون أصل الملاحة يبنون سفنهم بنسبة 2:1 فقط. والرومان بنسبة 10:1.. ولكن الله هو الذي وضع هذا المقياس، ونلاحظ أنه بعد تطور علم بناء السفن وبعد إنشاء المعاهد والكليات المتخصصة في هذه الدراسات، وصل الإنسان إلى النسبة الموجودة في فلك النبي نوح كأفضل نسبة بين الطول والعرض.

    فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت


    صورة في موقع الأنبا تكلا: فلك نوح

    * سعة الفلك:

    يقول الكتاب المقدس "وهكذا تصنعه ثلثمائة ذراعًا يكون طول الفلك، وخمسين ذراعا يكون غرضه، وثلاثين ذراعًا يكون إرتفاعه" (تك15:6). وحول السعة الكاملة للفلك قام العالم ويليام ماثيو باتريك William Mathew Petric (أحد علماء الأركيولوجي Archeology – وهو العلم الذي يبحث في صفات الشعوب المنقرضة)، قال أن الفلك عبارة عن سفينة كبيرة جدًا، وأن وحدة مقياسها (الذراع) التي كانت تستخدم قديمًا طولها 22.5 بوصة، وعلى هذا الأساس فالفلك سفينة ضخمة طولها 562.5 قدمًا، وعرضها 93.5 قدما، وارتفاعها 65.15 قدما.

    ومن دراسته أيضًا نرى أن قاع الفلك كان مُفَلطحًا في أسفله، ومربعًا عند الأطراف، وقائم الزوايا غير مقوس، وليس له مؤخرة أو مقدمة.. وهذا يجعل حمولته تزيد عن حمولة أي سفينة أخرى بنفس المقاسات بمقدار الثلث. وعلى ذلك كان حجم الفلك 2.958.000 قدمًا مكعبًا.. وهذا الحجم يجعل حمولتها ضخمة جدًا كحمولة قطار شحن به ألف عربة من العربات الكبيرة!

    * حمولة الفلك:

    هل يُعقَل أن سفينة نوح النبي مهما كانت سعتها أن تحمل كل الكائنات؟ بالرد المتسرع دون دراسة سنؤكد أنه لا يمكن ذلك، ولكن بالدراسة المتأنية المتعمقة سنلاحظ أن هذا الرد كان متيسرًا جدًا.

    وليتنا ندخل معًا في دراسة لهذه النقاط التي تؤكد صدق الوحي:

    1- الحيوانات المُراد إدخالها هي الحيوانات التي ستتأثر بالطوفان، أي الحيوانات التي تعيش على اليابسة والتي لا يمكنها السباحة في المياه أو على سطحها.. والمعروف أن 60% من الكائنات الحية (الحيوانية) تعيش في الماء. وبالتالي المراد إدخاله الفلك 40% فقط من الكائنات.

    2 المراد إدخاله في الفلك هو زوج من كل جنس Genuus وليس من كل نوع Species كقول الكتاب: "من الطيور كأجناسها، ومن البهائم كأجناسها، ومن كل دبابات الأرض كأجناسها؛ اثنين من كل تدخل إليك لاستبقائها" (تك 20:6). مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    St-Takla.org Image: Stained glass art at a church showing some animals from Noah's Ark صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة من زجاج أحد الكنائس تصور بعض الحيوانات الخاصة بفلك نوح


    صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة من زجاج أحد الكنائس تصور بعض الحيوانات الخاصة بفلك نوح

    والمعروف أن الجنس أشمل من النوع، فالجنس الواحد يشمل كثيرًا من الأنواع.. فيمكننا أن نقول عن الكلاب (جنس الكلاب)، أما أنواعها فكثيرة جدًا.. إلخ. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). والكائنات التي لها الجنس الواحد حتى لو اختلفت أنواعها يمكن أن تتزاوج وتنجب كأي نوع من الخيول مع بعضها مثلًا.. أما الأجناس المختلفة حتى لو تزاوجت وأنجبت فتنجب نسلًا عقيمًا ليس لديه القدرة على الإنجاب (مثل الخيل مع الحمير).

    وكان المطلوب من نوح أن يُدخِل من كل جنس أثنين وليس من كل نوع، وهذا يقلل جدًا عدد الكائنات التي تدخل الفلك.

    3- وبالبحث أيضًا وجد أن 70% من الكائنات التي تعيش على اليابسة حشرات صغيرة الحجم، لا تأخذ حيزًا ووزنها يمكن إهماله.

    ولقد أجرى الدكتور هوارد أوسجود Howard Osgood إحصائية عن الحيونات التي تشكل وزنًا له اعتباره، والموجودة في منطقة العراق حيث عاش نوح النبي، والتي بنبغي أن تدخل الفلك، فوجدها كما يلي:

    * حيوانات من حجم الفأر إلى حجم الغنم: وعددها 575 حيوانًا

    * حيوانات من حجم الغنم إلى حجم الجمل: وعددها 290 حيوان

    ووجد أنه لا توجد في منطقة العراق حيوانات أكبر من حجم الجمل.. وإذا فرضنا أن نصف فلك نوح النبي يخصص للحيوانات، والصف الآخر لطعامها، نجد أن الأمر كان سهلًا جدًا على فلك بهذه السعة.. بل ومدة تجهيز الفلك (120 سنة) كانت كافية لتجهيزه وتخزين الأطعمة ولتجميع الحيوانات، وهذا مما يؤكد صحة وصدق الكتاب المقدس.

    فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

    * تهوية الفلك:

    يقول الكتاب المقدس على لسان الله لنوح النبي: "وتصنع كوى الفلك، وتكمله إلى حد ذراع من فوق" (تك16:6).. وهذا يعني أن فتحة التهوية عبارة عن نافذة (فتحه) ارتفاعها ذراعًا بمحيط الفلك من كل الجوانب.. وهذا يعني:

    1- أن مساحة التهوية مناسبة جدًا لحجم الفلك وهي 2.460 قدمًا مربعًا.

    St-Takla.org Image: Wind, clipart صورة في موقع الأنبا تكلا: الرياح، كليبار

    2- أن الفتحة في جميع الاتجاهات مما يعطي فرصة للهواء الداخل من كل اتجاه، ويجعله قادر على أن يدفع الهواء الفاسد من الاتجاه الآخر بسهولة لوجود فتحة في كل اتجاه.

    3- وجود الفتحة لأعلى يعطي فرصة لانتشار الهواء الداخل إلى جميع أجزاء الفلك دون إحداث تيارًا شديدًا يؤثر على صحة الكائنات الموجودة، حيث أن الهواء البارد النقي الداخل كثافته أعلى، فبعد دخوله يهبط رويدًا رويدًا بهدوء إلى أسفل، لينتشر بهدوء في كل أجزاء الفلك.

    4- تقليل تأثير ضغط الرياح wind pressure على الفلك، حيث أن وجود الفتحات يجنب الفلك الميل والغرق نتيجة اصطدام الهواء بعنف، حيث أن هذه الفتحات تسمح بعبور الهواء منها من جانب، وخروجها من الجانب الآخر مما يخفف ضغط الرياح على جانبي الفلك.

    ومن هنا نرى أن التهوية كانت جيدة جدًا ومدروسة دراسة عميقة توضح أن الله هو الذي وضع نظامها.
    +++
                  

07-10-2013, 10:03 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    يونان النبي والحوت -1
    مقدمة حول شخصية يونان و قصة الحوت

    صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية تمثل الحوت يبتلع يونان النبي

    لقد عبر الكتاب المقدس آلاف السنين مواجهًا وبكل قوة الانتقادات الموجهة له منتصرًا على النقد متخطيًا كل عقبة ليؤكد لنا أنه كتاب الكتب.. كتاب الحقائق التي لا تتغير ولا تقبل نقدًا، فهو كتاب الله الذي لا يخطئ. ومن ضمن الأجزاء التي تعرضت لنقد شديد قصة يونان النبي والحوت.

    حيث يتكلم عنه الكتاب المقدس قائلًا: "وأما الرب فأعد حوتًا عظيما ليبتلع يونان، فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام و ثلاث ليال.. وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر" (يو17:1؛ 10:2).

    فكيف يحدث هذا؟ فإن كان الله قد دبَّر حوتًا ليتلقى يونان Jonah فور إلقائه من السفينة التي كان هاربًا عليها، فإنه يتلقاه للموت والفناء وليس للحياة والبقاء.. يموت سواء بأسنانه أو غرقًا في لجة البحر أو اختناقًا داخل أحشاء الحوت، أو حتى يموت عصرًا نتيجة ضغط أعضاء الجهاز الهضمي للحوت لطحنه وهضمه مع باقي المأكولات، وإن لم يمت عصرًا فهو يموت هضمًا حيث يذوب بالعصارات الهاضمة التي تفرز لهضم الأطعمة داخل الحوت. فكيف ليونان أن يبقى حيًا؟!

    أولًا: حقيقة شخصية يونان:

    1- قصة يونان النبي لم تذكر فقط في سفر يونان ولكنها في سجل ملوك بني إسرائيل، فنجدها في سفر الملوك الثاني (2مل25:14)، فيعلن الكتاب اسمه واسم أبيه ومكان إقامته، بل واسم الملك الذي كان يحكم البلاد في وقته.

    صورة في موقع الأنبا تكلا: يونان النبي

    2- بل نجد ذكره أيضًا في العهد الجديد وعلى لسان السيد المسيح نفسه: "جيل شرير وفاسق يطلب آية، ولا تعطى له أية الا آيه يونان النبي. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام و ثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة ايام وثلاث ليال" (مت40:39:12). فقول السيد المسيح لا يؤكد فقط حقيقة يونان، بل حقيقة دخوله إلى جوف الحوت كرمز لدفنه وقيامته. وذكره السيد المسيح مرة أخرى في تبكيته لليهود: "رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه؛ لأنهم تابوا بمناداة يونان" (مت41:12). مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.


    ثانيًا: يونان النبي والحوت:

    وإن كانت شخصية يونان شخصية حقيقة مؤكدة بالكتاب المقدس، فالمشكلة تتعلق بعلاقته بالحوت، والتي تظهر لأول وهلة أنها من نسج الخيال. فهل من الممكن لحوت أن يبتلع إنسانًا ويبقى داخله حيًا ثلاثة أيام؟! ولا يتعرض للموت بأي طريقة من المذكورة في مقدمة هذا القسم؟! هل هو مجرد حلم مزعج حلمه يونان؟ بالطبع لا، فشهادة السيد المسيح واضحة كل الوضوح في هذا الأمر.
    +++
                  

07-11-2013, 02:27 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)


    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الخميس)
    صوم الرسل
    11 يوليو 2013

    4 أبيب 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 67 : 33 ، 4 )
    عجيبٌ هو الله فى قدِّيسِيه. إلهُ إسرائيلَ هو يُعطي قوةً وعِزاً لشعبِهِ. والصِّدِّيقون يَفرحون ويتهلَّلون أمامَ اللهِ. ويَتَنَعَّمون بالسرورِ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 16 ـ 23 )
    ها أنا أُرسِلكُم كغنم فى وسَطِ ذئابٍ فكونوا حُكماءَ كالحيَّاتِ وبُسطاءَ كالحمام. واحذروا مِن النَّاسِ، لأنَّهُم يُسلِّمونكُم إلى مجالسَ وفى مجامعهِمْ يَجْلِدُونكم. وتُقـَـدَّموا أمامَ ملـوكٍ وولاةٍ مِن أجـْـلي شهادةً لهُـم وللأُمَم. فَـمَتَى أَسْـلَمُوكُمْ فلا تَهْتَمُّوا كيفَ أو بِما تَتَكَلَّمُون، لأنَّكُم تُعطونَ فى تِلكَ السَّاعةِ ما تَتكَلَّمون بِه. لأنَّ لستُم أنتُم المُتَكلِّمين بَل روحُ أبيكُم الَّذى يتَكَلَّمُ فيكُم. وسَيُسلِّم الأخ أخاه إلى الموتِ ويُسلِّم الأبُ ولدَهُ، ويَقُـومُ الأولادُ على آبائِهمْ ويَقْتُلونهم. وتكونون مُبْغَضِينَ مِن الجَميع مِن أجْلِ اسمي، والذى يَصبُر إلى المُنْتَهى فهذا يَخلُصُ. فإذا طَردوكُم فى هذه المدينةِ فاهربوا إلى الأُخرى، فإنِّي الحقَّ أقول لكُم لا تُتَمِّمُون جولانِ مُدُن إسرائيلَ حتَّى يأتي ابنُ الإنسانِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 96 : 11 )
    نُورٌ أَشرقَ للصدِّيقين. وفرحٌ للمُستقيمين بقلبهِم. افرحوا أيُّها الصدِّيقونَ بالربِّ. واعترفوا لذكرِ قُدسِهِ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 13 : 9 ـ 13 )
    فانظُروا إلى نفوسِكُم، لأنَّهُم سيسلِّمونكُم إلى مجالسَ وسيَضربونكُم فى المحافِل وتُوقفُونَ أمامَ ولاةٍ وملوكٍ مِن أجْلي شهادةً لهُم ولجميع الأُمَم. ويَنبَغي أوَّلاً أنْ يُكرزَ بالإنجيلِ. فإذا قدَّموكُم ليُسلِّموكُم فلا تَهتمُّوا مِن قَبْلُ بِما تتكلَّمونَ به، لأنَّكُم تُعطونَ فى تِلكَ السَّاعـةِ ما تتكلَّمـونَ به، لأنَّ لستُم أنتُم المُتكلِّمينَ بَل الرُّوحُ القُدسُ. وسيسلِّم الأخُ أخاهُ إلى الموتِ والأبُ يُسلِّم ابنهُ، ويقومُ الأولادُ على آبائِهم ويقتلونَهُم. وتَكونونَ مُبغَضِينَ مِن الجميع مِنْ أجْلِ اسمي، والَّذى يَصبرُ إلى المُنتهَى فهَذا يَخلُصُ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 12 : 3 ـ 14 )
    فتفكَّروا فى الذى احتملَ هكذا مِن الخطاةِ المُقاومينَ لنفوسِهِم وحدهُم لئلاَّ تَكلُّوا وتَخُوروا فى نفوسِكُم.فإنَّكُم لمْ تَقفوا حتَّى الدَّم مُجاهِدينَ ضِدَّ الخطِيَّةِ. وقد نَسِيتُمُ التَّعليمَ الَّذى خاطبكُم به كبنينَ. يا ابني لا تَحتقِرْ تأديبَ الربِّ ولا تَخُرْ إذا وَبَّخَكَ. لأنَّ الذى يُحبُّه الربُّ يؤدِّبهُ ويَضربُ كلَّ ابنٍ يَقبَلُهُ. فاصبروا على التَّأديبِ فيُكلِّمكُم اللهُ كالبنينَ، فأيُّ ابنٍ لا يؤدِّبهُ أبوهُ، ولكنْ إنْ كُنتُم بلا تأديبٍ المُشترِكُ فيه الجميع فأنتُم إذاً نُغولٌ لا بنونَ. ثُمَّ وإنْ كان لنا آباء جسدانيونَ مُؤدِّبينَ كُنَّا نَستَحي منهم، أفَلا نَخضَعُ بالأولى لأبي الأرواحِ فنَحيا. لأنَّهُ أولئِكَ أَدَّبونا أيَّاماً قليلةً حسبَ إرادتهِم، وأمَّا هذا فلِمَنفعَتنا بالأكثر لكى ننالَ مِن قداستهِ. ولكنَّ كلَّ تأديبٍ فى وقتهِ الحاضِر لا تَجدهُ للفرحِ بَل للحَزَنِ، وأمَّا أخيراً فَيُعطي الَّذينَ يتدرَّبونَ بهِ ثمرَ برٍّ للسَّلام. لذلكَ قوِّمُوا الأيَاديَ المُستَرخِيَةَ والأرجُلَ المُخلَّعَةَ، واصنعُوا لأرجُلِكُم مَسَالِكَ مُستقيمَةً لكى لا يميلَ الأعرَجُ بَل بالحَريِّ يَبرأ. اسعوا فى أَثر الصُّلح مع جميع النَّاسِ وأيضاً فى الطهارةِ التى بِدونِها لنْ يَرَى أحدٌ الربَّ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 4 : 12 ـ 19 )
    يا أحبائي لا تَستغرِبوا مِن البَلوى المُحرِقَة التى تحدث بَينْكُم لأجْلِ تجربتكُم كأنَّهُ أمرٌ غريبٌ قد أصابكُم، بَل كما اشتَرَكتُم فى أوجاع المسيح، افرحُوا لكى تَفرحُوا بِابتهاج فى استِعلانِ مَجدِهِ أيضاً. وإنْ عُيِّرتُم بِاسم المسيح، فَطُوبَى لكُم، لأنَّهُ ذا المَجد والقوَّة وروح اللهِ يَحلُّ عليكُم. فلا يَتألَّم أحَدُكُم كقاتِلٍ أو سارِقٍ أو فاعِل شرٍّ أو كناظِر إلى ما ليسَ لهُ. ولكنْ إنْ كانَ كَمَسيحيٍّ فلا يَخجَلْ، بَل يُمَجِّدُ اللهَ بهَذا الاِسم. لأنَّهُ الوقتُ لابتِداءِ القَضاءِ مِن بَيتِ اللهِ. فإنْ كان قد ابتدأ أوَّلاً مِنَّا، فَمَا هى عاقبةُ الَّذينَ لا يُطِيعُونَ إنجيلَ اللهِ؟ وإنْ كانَ البارُّ بالجَهْدِ يَخلُصُ، فالخاطئُ والمُنافِقُ أينَ يَظهَرانِ؟ فإذاً الَّذينَ يَتألَّمونَ كمشِيئةِ اللهِ، فليَستَودِعوا أنفسَهُم للهِ الخالق الأمين فى عملِ الخيرِ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 7 : 44 ـ 8 : 1 )
    وأمَّا خَيمةُ الشَّهادةِ فكانت مع آبائنا فى البرِّيةِ، كما أَمَرَ الذى كلَّمَ موسَى أنْ يَصنعَها على حسب المِثالِ الَّذى كانَ قد رآهُ، هَذه التى قد أَدخَلَها آباؤنا مَعهم وقَبِلُوها مع يشوعَ فى مُلكِ الأُمَم الَّذينَ طردهُم اللهُ مِن وَجْهِ آبائنا، إلى أيام داودَ الَّذى وَجَدَ نِعمَةً أمامَ اللهِ، والتمسَ أنْ يَصنعَ مَسكَناً لإلهِ يَعقوبَ. ولكنَّ سُليمانَ بَنَى لهُ بَيتاً. ولكنَّ العَليَّ لا يَسكُنُ فى مصنوعاتِ الأيادي، كما يقول النبي: السَّماءُ كرسيٌّ لي، والأرضُ موطئٌ لقَدمَيَّ. أيَّ بيتٍ تَبنوهُ لي قال الربُّ أو أيٌّ هو مكانُ راحَتي؟ أليسَتْ يَدي خَلقتْ هذه الأشياءَ كلَّها؟ يا قُساةَ الرِّقابِ، وغيرَ المَختونِينَ بقلوبِهم وآذانِهم، أنتُم فى كلِّ حينٍ تُقاوِمونَ الرُّوحَ القُدسَ. كمَا كانَ آباؤكُم كذلِكَ أنتُم أيضاً. مَنْ مِن الأنبياءِ لمْ يَضطَهِدهُ آباؤكُم، وقد قَتَلوا الَّذينَ سَبَقوا فأنذروا بِمجيءِ البارِّ، هَذا الَّذى أنتُم الآنَ أسلَمتمُوه وقتلتُموه، وأنتُم الَّذينَ قَبِلتُم النَّاموسَ بترتيبِ ملائكةٍ ولمْ تَحفظوهُ؟ فلمَّا سَمِعوا هذا احتدُّوا بقلبِهم وجعلوا يَصِرُّونَ أسنانهَم عليه. وأمَّا استفانوسُ فَشَخَصَ إلى السَّماءِ وهو مُمتلئٌ مِن الإيمانِ والروح القُدسِ، فرأى مَجدَ اللهِ، ويسوعَ قائِماً عن يمينِ اللهِ. فقال: " ها أنا أَنظرُ السَّمَواتِ مَفتوحةً، وابنَ البشر قائِماً عن يمينِ اللهِ ". فصَاحوا جميعهُم بصوتٍ عظيم وسَدُّوا آذانَهُم، وهَجَموا عليهِ جميعهُم بنهضةٍ، وأخرَجوه خارِج المدينةِ ورجَموهُ. والشُّهودُ وضَعوا ثيابَهُم عند رِجلَي شابٍّ اسمه شَاوُلُ. ورجَموا استفانوسَ وهو يَدعُو ويقولُ: " أيُّها الربُّ يسوعُ اقْبَلْ رُوحِي ". ثُمَّ جَثا على رُكبَتَيهِ وصَرَخَ بصوتٍ عظيم قائِلاً : " ياربُّ لا تحسِب عليهم هذه الخطيَّةَ ". وإذ قالَ هَذا رَقَـدَ. وأمَّا شَاوُلُ فكانَ مُوافِقاً على قتلِهِ.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، فى بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ..
    اليوم الرابع من شهر أبيب المبارك
    تذكار نقل أعضاء القديسين أباكير ويوحنا
    فى هذا اليوم نُعيد بنقل أعضاء القديسين الجليلين أباكير ويوحنا وذلك أنه بعد أن نالا إكليل الشهادة كما هو مذكور تحت اليوم السادس من شهر أمشير، أخذ بعض المؤمنين جسديهما، ووضعوهما فى كنيسة القديس مرقس الإنجيلى قبلى الإسكندرية، وظلا بها إلى زمان القديس كيرلس الكبير عمود الدين. حيث ظهر له ملاك الرب، وأمره بنقل أعضاء هذين القديسين إلى كنيسة القديس مرقس الأخرى التى على البحر. فنقلهما بكرامة عظيمة. ثم بنى لهما كنيسة بتلك الجهة. ورتبوا لهما عيداً فى هذا اليوم. وكان بجانب الكنيسة هيكل لعبادة الأوثان، يجتمع فيه كثيرون من الوثنيين، ولما رأوا العجائب التى تظهر فى كنيسة القديسين، آمن كثيرون منهم بالسيد المسيح. بركة صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    من مزامير أبينا داود النبي ( 33 : 18 ، 19 )
    كثيرةٌ هي أحزان الصدِّيقين. ومن جميعها يُنجِّيهم الربُّ. يَحفظُ الربُّ جميعَ عِظامِهم. وواحدةٌ منها لا تنكَسِرُ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 11 : 53 ـ 12 : 1 ـ 12 )
    وفيمَا هو يقول هذا ابتدأَ الكتبةُ والفرِّيسيُّونَ يَنظرونَ رَدِياً، ويكلِّمونهُ فى أمورٍ كثيرةٍ، ويَمكُرونَ لِيَصطادوهُ بكلمةٍ مِن فمهِ. وفى أثناءَ ذلِكَ إذ اجتمعَ رَبَواتٌ كثيرةٌ، حتَّى داسَ بعضُهُم بعضاً، ابتدأَ يسوعُ يقولُ لتلاميذِهِ: " أولاً تَحرَّزوا لأنفسِكُم مِن خميرِ الفرِّيسيِّينَ الَّذى هو رياؤهُم، فليسَ شئٌ مكتومٌ إلاَّ وسيظهَرُ، ولا خفيٌ إلا وسيُعلَمُ. والَّذى تقولونهُ فى الظُّلمةِ سيُسمعُ فى النُّورِ، وما قلتموهُ فى الأذنِ فى المَخادع يُنادَى به على السُّطوح. ولكنْ أقولُ لكُم يا أصدقائي: لا تخَافُوا مِنَ الَّذينَ يَقتلُونَ جَسَدَكُم، وبعد ذلِكَ ليسَ لهُم أنْ يَفعلوا شيئاً أكثرَ. بَـل أُعلِمكُم مِمَّنْ تخافُونَ: خَافُوا مِنَ الَّذى بعدما يَقتُلُ، لهُ سلطانٌ أنْ يُلِقِيَ فى جَهنَّمَ. نَعَم أقولُ لكُم: مِنْ هَذا خَافُوا‍. أَلَيسَتْ خَمسَةُ عصافيرَ تُباعُ بِفَلْسَيْنِ، وواحدٌ مِنها لا يُنسَى قُدَّام اللهِ؟ بَل شُعورُ رؤوسِكُم أيضاً جميعُها مُحصاةٌ. فلا تَخافُوا الآنَ. أنتُم أفضَلُ مِنْ عَصافيرَ كثيرةٍ. وأقولُ لكُم: إنَّ كُلَّ مَنْ يَعترفُ بي قُدَّامَ النَّاسِ، يَعترفُ بهِ ابنُ الإنسانِ أيضاً قُدَّامَ مَلائِكةِ اللهِ. ومَنْ أَنكَرَني قُدَّامَ النَّاسِ، يُنكَرُ قُدَّامَ مَلائِكةِ اللهِ. وكُلُّ مَنْ يقول كلمةً على ابنِ الإنسانِ يُغفَرُ لهُ، وأمَّا مَنْ يُجدِّف على الرُّوح القُدسِ فلن يُغفَرُ لهُ. ومَتَى قدَّمُوكُم إلى المجامِع والرُّؤساءِ والسَّلاطِينِ فلا تَهتمُّوا كيفَ أو بِمَا تُجِيبونَ أو بِمَا تَقولونَ، لأنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُعلِّمُكُم فى تِلكَ السَّاعةِ مَا يَجِبُ أنْ تَقولوهُ.
    ( والمجد للـه دائماً)
                  

07-12-2013, 02:52 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    يونان النبي والحوت -2
    الحوت.. بين اللغة والعلم

    أولًا: اللغة وحوت يونان

    نحن نعلم أن الكتاب المقدس كتب بلغتين أساسيتين، فكتب العهد القديم باللغة العبرية والعهد الجديد باللغة اليونانية. وبالرجوع للعهد القديم نجد أن الكلمة التي استعملت في قصة يونان وترجمت "حوت" هي كلمة "دوج"، ولقد وردت هذه الكلمة في العهد القديم 19 مرة، وترجمت في كل مرة بعبارة "سمكة" fish، إلا أن في قصة يونان ترجمت "حوت" في حين أن كلمة حوت بالعبري "تنين" وفي العهد الجديد حيث كتب باللغة اليونانية نجد أن الكلمة اليونانية المستخدمة هي "كيتوس" وترجمت أيضًا إلى "حوت" whale، ولكنها تعني في الواقع "وحش من الأعماق".

    من هذا نرى أن ما ابتلع يونان قد يكون حوتًا أو وحشًا من الأعماق أو سمكة كبيرة، ويمكننا أن نستبعد عبارة وحش الأعماق هذه لأنها تعني سمكة كبيرة أو حوتًا ضخمًا.

    ثانيًا: العلم وحوت يونان:

    أ) الحيتان:

    هي نوع من الحيوانات الثديية التي تلد وهي ترضع أولادها، وهي تعيش في الماء. وهي تنقسم نوعين:

    St-Takla.org Image: Mysticete whale صورة في موقع الأنبا تكلا: حوت عديم الأسنان

    St-Takla.org Image: Denticete whale صورة في موقع الأنبا تكلا: حوت ذو أسنان

    الأول: ذوات الأسنان Denticete

    الثاني: عديمة الأسنان Mysticete


    ولأول وهلة نجد أن النوع الأول لا يمكن أن يكون هو المقصود، وإلا تعرض يونان للموت بأسنانه. ولهذا علينا أن نبحث في النوع الثاني.

    1- عدم وجود أسنان حيث يوجد في الجزء الخلفي من تجويف الفم صفائح رقيقة تتصل بالفكين العلوي والسفلي، ويصل عددها إلى 300 تقريبًا، ويستخدمها في أسلوب أكله الغريب، حيث تندفع هذه الحيتان فاتحة فمها للماء، وما يحمله من أطعمة، ثم تغلق الفكين باللسان الماء إلى الخارج مستبقية الطعام خلف هذه الحواجز.

    St-Takla.org Image: Balaenoptera Musculus whale صورة في موقع الأنبا تكلا: حوت من نوع بالاينوبتيرا ماسكولوس

    2- هذه الحيتان من الأنواع الضخمة جدًا، فمنها النوع المعروف باسم Megapetera Medosa، والذي يبلغ طوله 50 قدمًا، ونوع آخر يسمى Balaenoptera Musculus وطوله يتراوح ما بين 75-95 قدمًا، ووزنه حوالي 150 طنًا.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وفي أحد المرات سد أحد هذه الحيتان قناة بنما لضخامته. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    3- تتميز أيضًا بمعدتها المعقدة التي تتكون من عدة حجرات قد تصل إلى ستة حجرات، ومن الممكن لمجموعة من الناس أن تختبئ في إحداها.

    4- الحوت يتنفس الهواء مباشرة ويخزنه في تجويفًا أنفيًا كبيرًا جدًا طوله 14 قدمًا، وعرضه سبعة أقدام وارتفاعه سبعه أقدام، وذلك لاستخدام مخزون الهواء للتنفس عند النزول إلى أعماق البحر لفترة طويلة.

    5- هذا النوع من الحيتان إذا ابتلع جسمًا كبيرًا يحوله على هذه الحجرة الممتلئة هواء ولا يُدخِله إلى معدته بل ويسعى ليقلبه خارجًا على الشاطئ بعيدًا عن المياه حتى لا يبتلعه مرة أخرى.

    ومن خلال دراستنا للحيتان يمكننا أن نجزم أن أحدها من الأنواع الضخمة العديمة الأسنان قد ابتلع يونان وحوَّله إلى تجويف الرأس الممتلئ بالهواء حتى اقترب الحوت من الشاطئ، وهناك ألقى يونان.

    يا لها من غواصة عظيمة أرسلت في وقتها المناسب لاستبقاء حياة يونان بل ونقله سليمًا إلى الشاطئ.. إنه عمل الله العجيب.

    St-Takla.org Divider فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

    ب) الأسماك:

    ولاستكمال الدراسة العلمية علينا أن نبحث أيضًا في هل يوجد من الأسماك أحجام تتناسب مع حجم الإنسان؟ وإذا وجدت هذه الأحجام، فهل هي مؤهلة لمكوث يونان بها ثلاثة أيام؟

    بالبحث نجد أنه من جهة الحجم فهناك سمكة القرش الكبير الذي يبتلع أجسامًا أكبر من حجم الإنسان، ولكن هذه الأسماك مفترسة تمزق فريستها أولًا ثم تبتلعها.

    St-Takla.org Image: Rhincodon Typus whale, it doesn't attack man, and eats phytoplankton صورة في موقع الأنبا تكلا: حوت من نوع راينكودون تايبوس وهو لا يهاجم الإنسان، ويأكل الفايتوبلانكتون


    صورة في موقع الأنبا تكلا: حوت من نوع راينكودون تايبوس وهو لا يهاجم الإنسان، ويأكل الفايتوبلانكتون

    ولكن توجد أنواع من الأسماك أيضًا يمكنها أن تبتلع إنسانًا ولكنها ليست من نوع سمك القرش المؤذي وهو Rhinodon Typicus (أو Rhincodon Typus)، ومنه Whale shark، Shark Indopa Bone، Cific Shark.. وتتميز هذه الأنواع بعدة مميزات تؤهلها لابتلاع إنسان دون أن تؤذيه، ومن هذه المميزات:

    1- كبر حجمه الذي يصل إلى 36 قدمًا.

    2- له تجويف فم كبير يصل طوله إلى حوالي 15 قدمًا.

    3- لا توجد أسنان بتجويف الفم.

    4- يسبح على سطح المياه فاتحًا فمه في أغلب الأحيان.

    ومن الجدير بالذكر أنه مذكور في الموسوعات العالمية بأنه أشهر مثال على الحيتان التي لا تهاجم الإنسان (معظم أنواع الحيتان لا تهاجم الانسان)..

    +++
                  

07-13-2013, 02:33 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    يونان النبي والحوت -3
    التاريخ وحوت يونان

    لقد سجل التاريخ أحداثًا متشابهة لقصة يونان سواء بالنسبة للحيتان أو بالنسبة للأسماك.

    St-Takla.org Image: The whale throws Jonah ob the beach, by Gustave Dore صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة للرسام العالمي جوستاف دوريه - الحوت يلقي يونان على الشاطئ

    أ) بالنسبة للحيتان:

    تذكر القصص:

    1- أن شخصًا وزنه 100 كجم قد تمكن من المرور من فم حوت ميت إلى تجويف أنف الحوت.

    2- نشرت مجلة Sunday School Times أن ك لب أحد صائدي الحيتان فقد منه مرة، ولكنه وجده حيًا بعد ستة أيام في رأس أحد هذه الحيتان.

    ومن هنا يسجل لنا التاريخ إمكانية حدوث قصة يونان، حيث يسجل أمثلة مشابهة.

    ب) بالنسبة للأسماك:

    1- فقد أحد الجنود في جزر هاواي وبعد 30 يومًا تمكن صيادي جزيرة هاواي أن يصطادوا سمكة من نوع Rhinodon Typicus وكانت المفاجأة أنهم وجودوا هيكلًا عظميًا متماسكًا غير مكسور لرجل طوله 6 أقدام.

    2- حادثة مشابهة في جزر هونولولو حيث اختفى اثنان خرجا في مركب، وخرجت السفن للبحث عنهما. ولكنهم لم يعثروا سوى على المركب مقلوبة على بُعد 30 ميلًا من الشاطئ، وبعد عدة أيام تمكن بعض من الصيادين من اصطياد سمكة من نفس النوع R. T. فوجد بأحد هذه الأسماك جثة أحد التاجرين. حيث تعرفا عليه من أسنانه الصناعية. ولقد ذكرت هذه القصة وقتها وكالة الأنباء المتحدة United Press. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    3- والحادثة الثالثة حدثت في القنال الإنجليزي (أسكتلندا) حيث كان أحد البحارة من الأسطول الإنجليزي يقوم بالصيد، فسقط من المركب فتلقفته سمكة عظيمة من نوع RT السابق الذكر، وفرت هاربة أمام زملاء هذا البحار. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). فانطلقت السفن تبحث عنها، فوجدوها بعد 48 ساعة، وتمكنوا من اصطيادها بقنبلة زنتها رطلًا، وبعد سحبها والتفتيش داخلها لاستخراج جثة البحار (اسمه جيمس بارتلي)، كانت المفاجأة أنهم وجدوه حيًا ولم يمت، ولكنه كان في غيبوبة فنقلوه إلى المستشفى وخرج منها سليمًا. بل وتم عرض هذا البحار في معرض بلندن تحت اسم "يونان القرن العشرين". وقد نشرت كذلك إحدى الجرائد الفرنسية هذا الحادث تحت عنوان: "يونان الثاني" Le Deuxieme Jonas.

    St-Takla.org Image: His Grace the late Bishop Ghrighorios صورة في موقع الأنبا تكلا: نيافة الحبر الجليل المتنيح أنبا اغريغوريوس

    وفي عام 1953 نجح بعض البحارة في بحر الشمال (بين هولندا وأنجلترا) من طعن أحد الحيتان بهلب السفينة، ثم حقنوه ببعض المواد حتى يحتفظوا به أطول فترة ممكنة.. ولما جذبوه تبين لهم أن طوله أكثر من 84 قدمًا (أي ما يزيد على 25 مترًا)، وكان قلبه بحجم بقرة، وأما رأسه فثلث طول جسمه (أي بمثابة غرفة طولها نحو ثمانية أمتار (8 متر) تتسع لعدد من الناس. وفعلًا أتوا بفتاة كبيرة، فنزلت إلى فمه واختفت في فكه الأسفل اختفاء تامًا، وذلك ليبرهنوا أنه من الممكن أن يبتلع الحوت لا إنسانًا واحدًا، بل أكثر من إنسان.

    المهم أن هذا الحوت سموه أيضًا "حوت يونان" Jonah's Whale، وخصصوا له سفينة تحمله وتطوف به حول العالم كله، حتى يراه كل انسان.. ومن الجدير بالذكر أن نيافة الأنبا غريغوريوس المتنيح قد رآه أكثر من مرة (في مانشستر بإنجلترا – في أكسفورد بانجلترا أيضًا – في ميدان التحرير بالقاهرة حين عُرض في عام 1955 للجمهور برسم دخول 5 قروش :)

    فهل بعد هذا كله لا تصدق قصة يونان؟ فالكتاب المقدس يشهد لها، والعلم يؤكدها، والتاريخ يسندها بأمثلة حية.

    +++
                  

07-14-2013, 10:45 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الاحد)
    14 يوليو 2013
    7 أبيب 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 19 : 7 و 10 )
    الآنَ علِمتُ أنَّ الربَّ قد خلَّصَ مسيحَهُ، يستجيبُ له من سماءِ قُدِسهِ. ياربُّ خَلِّص مَلِكَك واستجب لنا. في اليوم الذي ندعوكَ فيهِ. هللويا.
    إنجيل العشية
    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 9 : 1 ـ 6 )
    ودَعَا تلامِيذَهُ الاثني عَشرَ، وأعطَاهُم قُوَّةً وسُلطاناً على جَمِيع الشَّياطِين وشِفَاءِ الأمراض، وأرسلهُم ليَكرزوا بملَكُوتِ اللهِ ويَشفُوا المَرضى. وقال لهُم: " لا تَحمِلوا شيئاً للطَّريقِ، لا عصاً ولا مزوداً ولا خُبزاً ولا فضَّةً، ولا يكُونُ للواحِد ثوبان. وأي بَيتٍ دخَلتُمُوهُ فهُناكَ أقِيموا، ومِنْ هُناكَ أخرُجوا. وكلُّ مَنْ لا يَقبَلكُم فاخرُجوا مِنْ تِلكَ المدينةِ، وانفُضوا غبار أرجُلِكُم شهادةً عليهم ". فَلمَّا خَرَجُوا كانُوا يَطوفونَ كلَّ قريةٍ يُبشِّرونَ ويَشفونَ في كلِّ مَوضِع.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 30 : 26 ، 19 )
    أحبُّوا الربَّ يا جميعَ قديسيه، لأنَّ الـربَّ يحفظُ الأُمناء. ما أعظمَ جُودَك ياربُّ الذي ذَخَرتَهُ للذينَ يَخافونَك. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 28 : 1 ـ 20 )
    وبعد السبت، عند فجر أول الأُسبوع، جاءت مريم المجدليَّة ومريم الأُخرى لتنظُرا القبر. وإذا زلزلةٌ عظيمةٌ قد حدثت، لأنَّ ملاك الربِّ نزل من السَّماء ودحرج الحجر عن باب القبر، وجلس عليه. وكان منظرهُ كالبرق، ولباسهُ أبيض كالثَّلج. ومِن خوفِهِ اضطرب الحرَّاس وصاروا كأمواتٍ. فأجاب الملاك وقال للمرأتين: " لا تخافا أنتُما، فإنِّى أعلم أنَّكُما تطلُبان يسوع الذي صُلِبَ. ليس هو ههُنا، بل قام كما قال. هلُمَّا انظُرا الموضِع الذي كان موضوعاً فيه. واذهبا سريعاً قولا لتلاميذه: إنه قد قام من بين الأموات. وها هوذا يسبقكُم إلى الجليل. هُناك ترونه. ها أنا قد قُلتُ لكُما ". فخرجتا سريعاً من القبر بخوفٍ وفرحٍ عظيم، مُسرعتين لتُخبرا تلاميذه. وإذا يسوع استقبلهما قائلاً: " سلامٌ لكما ". فأمَّا هُما فأمسكتا بقدميه وسجدتا له. حينئذٍ قال لهما يسوع: " لا تخافا. اذهبا اعلما إخوتي أن يذهبوا إلى الجليل، وهناك يرونني ".وفيما هما ذاهبتان إذا قومٌ من الحُرَّاس جاءوا إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشُّيوخ، وتشاوروا، وأخـذوا فضَّةً وأعطوها للجند قائلين: " قولوا‎ إن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحنُ نيامٌ. وإذا سمع الوالي هذا القول نُقنعه نحنُ، ونصيِّركم مُطمئنِّين ". أمَّا هُم فأخذوا الفضَّة‎ وفعلوا كما علَّموهم، فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم. وأمَّا الأحد عشر تلميذاً فمضوا إلى الجليل إلى الجبل، الذي وعدهم به يسوع. ولمَّا رأوه سجدوا له، ولكنَّ بعضهم شَك. فتقدَّم يسوع وخاطبهم قائلاً: " إني قد أُعطِيت كل سُلطان في السَّماء وعلى الأرض، فامضوا الآن وتلمذوا جميع الأُمَم‎ وعمِّدوهم بِاسم الآب والابن والروح القدس. وعلِّموهم أن يحفظوا جميع الأُمور التي أوصيتكم بها. وها أنا معكُم كلَّ الأيَّام إلى انقضاء الدَّهر ". آمين.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
    ( 9 : 1 ـ 27 )
    ألستُ أنا حراً؟ ألستُ أنا رسولاً؟ أمَا رأيتُ يسوعَ المسيحَ ربَّنا. ألستُم أنتُم عملِي في الرَّبِّ. إن كُنتُ لستُ رسولاً إلى آخرين فإنَّما أنا إليكُم رسولٌ. لأنَّكُم أنتُم ختمُ رسالتي في الرَّبِّ. هذا هو احتِجَاجي عندَ الذين يفحصونني: أليس لنا سُلطانٌ أن نأكُلَ ونشربَ؟ أليس لنا سُلطانٌ أن تتبعنا أُخت زوجة كباقي الرُّسُل وإخوة الرَّبِّ وكيفا ( وصفا )؟ وأَمْ أنا وبرنابا وحدَنا ليسَ لنا سُلطانٌ أن لا نَشتَغِل؟ مَن تَجَنَّدَ قَطُّ بنفقَةِ نَفسِهِ؟ ومَنْ يَغرسُ كرماً ولا يأكُل من ثمره؟ أو مَنْ يَرعى قطيع غنم ولا يأكُل مِن لبنِ القطيع؟ ألعلِّي أتكلَّمُ بِهذا كَإنسـانٍ؟ أَم ليسَ النَّاموسُ نفسـه أيضاً يقولُ هــذا؟ فإنَّهُ مكتوبٌ أيضاً في ناموسِ موسى: " لا تَكُمَّ ثَوراً دَارِساً ". ألعلَّ الله تُهِمُّهُ الثِّيرانُ؟ أَم يَقولُ مُطْلَقاً مِن أجلِنا؟ لأنَّهُ مَكتوبٌ مِن أَجلِنا. أنه ينبغي للحَرَّاثِ أن يَحرُثَ عَلَى رجاءٍ، وَللدَّارِسِ أن يَترجَّى أن يَأخُذَ. إن كُنَّا نَحنُ قَد زَرَعنَا لَكُمُ الرُّوحيَّاتِ، أفَعَظيمٌ إذا حَصَدنا مِنكُمُ الجَسَدِيَّاتِ؟ إن كان آخرون شُركاءَ في سُلطانِكُم فَنحنُ بالأَولَى كثيراً؟ لكِنَّنا لم نَستَعمِل هذا السُّلطانَ بَل نَحتملَ كُلَّ شيءٍ لئلاَّ نَجعَلَ عَثرَةً لإنجيلِ المسيح. ألستُم تعلَمونَ أنَّ الَّذينَ يعمَلون في الهياكلِ يأكُلونَ مِمَّا للهَيكلِ؟ والَّذينَ يُلازِمونَ المَذبَحَ يَقتَسِمونَ مع المَذبَح؟ هكذا أيضاً رَسَمَ الرَّبُّ: أنَّ الَّذين يُنادونَ بالإنجيلِ، مِن الإنجيلِ يَعيشونَ. أمَّا أنا فَلَم أستَعمِل شيئاً من هذا، ولا كَتَبتُ هذا لِكَي يَصِيرَ فيَّ هَكَذا. لأنَّهُ خيرٌ لي أن أموتَ مِن أن يُعطِّلَ أحدٌ فَخري. لأنَّه إن كُنتُ أُبَشِّرُ. فَلَيسَ لي فَخرٌ، إذ الضَّرورةُ مَوضُوعَةٌ عليَّ. فَوَيلٌ لي إن كُنتُ لا أُبَشِّرُ. فإنَّه إن كُنتُ أفعَلُ هذا طوعاً فلي أجرٌ، ولكن إن كانَ كَرْهاً فقد استؤمنتُ على وكالةٍ. فما هو أجري إذ وأنا أُبَشِّرُ أجعَلُ إنجيل المَسيح بلا نفقةٍ، حتَّى لم أستعمِل هذا السلطان في الإنجيل. فإنِّي إذ كُنتُ حُرّاً مِن الجميع، استعبَدتُ نفسي للجميع لأربح الأكثرينَ. فصِرتُ لليَهُودِ كيَهُوديٍّ لأربح اليَهودَ. وصرت للَّذينَ تَحتَ النَّاموسِ كأنِّي تحت النَّاموسِ. مع أنِّي لستُ تحت النَّاموس لأربح الَّذينَ تَحتَ النَّاموسِ. وصِرت للَّذينَ بلا نَامُوسٍ كأنِّي بلا نَاموسٍ. مع أنِّي لستُ بلا ناموس اللـه، بل تَحتَ ناموسٍ للمسيح لأربَحَ الَّذينَ بلا نَاموسٍ. صِرتُ للضُّعَفاءِ كضعيفٍ لأربح الضُّعَفاءَ. صِرتُ للجميع كل نوع لأُخلِّصَ على كلِّ حالٍ قوماً. وهذا كُله أنا أفعَلُهُ لأجل الإنجيلُ، لأكُونَ شَريكاً فيهِ. ألستُم تَعلمُونَ أنَّ الَّذين يَركُضونَ في الميدانِ جميعُهُم يَركُضُونَ، ولكنَّ واحداً فقط هو الذي يأخُذ الجَعالة؟ هكذا اركُضوا أنتم لكي تَنالوا. وكلُّ مَنْ يُجَاهدُ يَضبُطُ نفسَهُ في كلِّ شيءٍ. أمَّا أولئك فَلِكـي يأخذوا إكليلاً يَفنَى، وأمَّا نحنُ ( فإكليلاً ) لا يَفنَى. إذاً، أنا أركُضُ هكذا كأنَّهُ ليسَ عَن غير يَقينٍ. هكذا أُلاكم كأنِّي لا أضربُ الهواء. بل أَقمَعُ جَسَدِي وأَستَعبِدُهُ، حتَّى بعدَ مَا بشرتُ للآخرينَ لا أصيرُ أنا نفسي مرفوضاً.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 1 : 1 ـ 12 )
    بطرس، رسولُ يسوع المسيح، للمُختارين المُتغرِّبين في شتات بُنتُس وغلاطية وكبَّادوكيَّة وآسيَّا وبيثينيَّة، بمقتضى علم الله الآب السَّابق، في تقديس الرُّوح للطَّاعة، ورشِّ دم يسوع المسيح. لِتُكثَر لكم النِّعمة والسَّلامُ. مُباركٌ الله أبو ربِّنا يسوع المسيح، الذى بكثرة رحمته وَلَدَنَا ثانيةً لرجاء حيٍّ، بقيامة يسوع المسيح من الأموات، للميراث الذى لا يَبلى ولا يتدنَّس ولا يضمحلُّ، محفوظاً لكم في السَّموات، أنتم المحروسين بقوة الله، بالإيمان للخلاص المُستَعدّ أن يُعلَن في الزمن الأخير. الذي به تبتهجون الآن يسيراً، وإن كان يجب أن تتألموا بتجارب متنوِّعة، لكي تكون صفوة إيمانكم كريمة أفضل من الذَّهب الفاني، المُجرَّب بالنَّار، لتوجَدُوا بفخر ومجدٍ وكرامةٍ عند استعلان يسوع المسيح، ذلك الذي وإن لم تروه تحبُّونه. هذا الذي لم تروه وآمنتم به، فتهللوا بفرح لا يُنطق به ومُمجد، وتأخذوا كمال إيمانكم وخلاص أنفسكم. الخلاصَ الذي فَتَّشَ وبَحَثَ عنهُ الأنبياء، الَّذينَ تنبأوا عَن النِّعمَةِ التي صارت فيكم، وبحثوا عن الزمن الذي كان يَدلُّ عليهِ روحُ المسيح المتكلم فيهم. إذ سَبقَ فشَهِدَ على آلام المسيح والأمجاد الآتيـة بعدها. الَّذينَ أُعلِـنَ لهُـم لأنَّهُم لا لأنفسـهم، كانـوا يعمـلون بل جعلـوا نفوسهم لكُم خُدَاماً بهذه الأمور التي أُخبرتم بها أنتُم الآن بواسطة الذين بَشَّروكُم بالرُّوح القُدُس المُرسَل مِنَ السَّماءِ. والتي تَشتَهي الملائكة أن تَطَّلِعَ عليها.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 5 : 12 ـ 21 )
    وجَرَت على أيدي الرُّسُل آياتٌ وعجائبُ كثيرةٌ في الشَّعبِ. وكان الجَميع مُجتمعينَ بنفسٍ واحدةٍ في رواقِ سُليمانَ. وأمَّا الباقون فَلم يَكُن أحدٌ يَجسُرُ أن يَلتَصِقَ بهم، لكن كان الشَّعبُ يُعظِّمهُم. وبالأكثر كان جمهورٌ من رجالٍ ونساءٍ يؤمنونَ ويَنضمونَ للرَّبِّ، حتَّى إنَّهُم كانوا يُخرجونَ المرضى في الشَّوارع ويَضعونَهُم على أسِرَّة وفِراش، حتَّى إذا مرَّ بُطرُس يُخَيِّمُ ولو ظلُّهُ على أحدٍ منهُم. وكان جمهورُ مِنْ المُدنِ المُحِيطَةِ يَصعدونَ ويأتونَ بالمرضى والمُعذَّبينَ مِن الأرواحَ النَجسةِ. فكانوا يُبرأون جميعُهُم. فقام رئيسُ الكهنةِ وجميعُ الَّذينَ معهُ، الَّذين هُم شِيعَة الصَّدُّوقِيِّين وامتَلأُوا غَيرَةً. فأَلقَوا أيدِيَهُم على الرُّسُلِ ووَضَعُوهُم في حَبْسِ العَامَّةِ. ولكن ملاكَ الربِّ فتحَ أبواب السِّجن في اللَّيلِ وأخرجهُم وقال: " اذهبوا وكلِّموا الشَّعبِ في الهيكلِ بجميع كلام هذه الحياة ". فلمَّا سَمِعوا بكَّروا ودخلوا الهيكل وجَعَلوا يُعلِّمونَ. ثمَّ جاءَ رئيسُ الكهنةِ وكل الَّذينَ معهُ، واجتمعوا في المجمع مع كلُّ شيوخ بني إسرائيلَ، وأرسلوا إلى الحبس ليُؤتى بهم.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ...
    اليوم السابع من شهر أبيب المبارك
    1. نياحة الأنبا شنوده رئيس المتوحدين .
    2. شهادة القديس إغناطيوس أسقف أنطاكية في رومية.
    1 ـ في مثل هذا اليوم تنيَّح الأب القديس الناسك الأنبا شنوده رئيس المتوحدين. وقد وُلِدَ هذا القديس ببلدة شندويل من أعمال أخميم. وكان أبوه مُزارعاً يملك أغناماً كثيرة. ولمَّا نشأ شنوده سلَّمه أبوه رعاية الغنم. فكان يرعاها ويُعطي غذاءه للرعاة، ويظل هو صائماً طول يومه. وأخذه أبوه ومضى به إلى خاله الأنبا بيجول ليُبارِكه، فوضع الأنبا بيجول يد الصَّبي على رأسه وقال: " بارِك عليَّ أنت، لأنك ستصير أباً لجماعة كثيرة ". وتركه أبوه عنده ومضى. وفي ذات يوم سمع صوت من السماء قائلاً: " قد صار شنوده رئيساً للمتوحدين ". ومن ذلك الحين صار يجهد نفسه بالنُّسك الزائد والعبادة الكثيرة. ولمَّا تنيح الأنبا بيجول حلَّ شنوده محلَّه، فاتبع نظام الشركة الرهبانية، الذي وضعه القديس باخوميوس، وأضاف عليه تعهداً يوقِّعه الراهب قبل دخوله الدير. وبلغ عدد الرهبان في أيامه 1800 راهب. ولا يزال هذا الدير قائماً حتَّى الآن غرب سوهاج، يضم كنيسة ويُعرف بدير الأنبا بيشوى. وبنى الأنبا شنوده ديراً آخر، بلغ عدد رهبانه 2200 راهب ومازال حتَّى الآن، يضم كنيسة، ويُعرف بدير الأنبا شنوده.وحدث أن قائداً في الجيش، استأذنه ليُعطيه منطقته ليلبسها أثناء الحرب، لكي ينصره اللـه، فأعطاها له، وانتصر فعلاً على أعدائه. وصار الأنبا شنوده ضياء لكل المسكونة بعظاته ومقالاته، والقوانين التي وضعها لمنفعة الرهبان، والرؤساء والعلمانيين رجالاً ونساءً.وقد حضر مجمع المائتين بأفسس مع الأب القديس البابا كيرلس الرابع والعشرين. وبكَّتَ نسطور المُجدِّف.
    وعند نياحته طلب من تلاميذه أن يسندوه حتى يسجد لخالقه. فسجد ثم أوصاهم أن يترسموا خُطاه وقال لهم: " أستودعكم اللـه " وتنيح بسلام.صلاته تكون معنا. آمين.
    2 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً: استشهد القديس إغناطيوس في رومية سنة 107 م. هذا الذي انتخبوه أسقفاً على أنطاكية بعد القديس بطرس الرسول في سنة 69 م وذلك في عهد الملك تراجان الذي لمَّا علم أن هذا القديس قد اجتذب بتعاليمه كثيرين إلى الإيمان بالسيد المسيح استحضروه وسأله: " هل أنت إغناطيوس الثيئوفورس؟ " فأجابه " أنا هو ". فاستفهم منه عن المعني المقصود من اسمه. فأجابه معناه : " حامل اللـه ". فقال له: " أتظن أننا لا نحمل آلهتنا لتنصرنا في الحروب؟ ". فأجابه: " كيف تكون تلك التماثيل آلهة؟ اعلم أنه لا إله إلا اللـه وحده الذي خلق السماء والأرض، وابنه يسوع المسيح الذي تجسد ليُخلِّص البشر، فلو كنت تؤمن به لكنت في هذا المُلك سعيداً ".فحاول الإمبراطور إغراءه لترك المسيحية فرفض، فاستشاط غضباً، وأمر أن يُقيَّد بالسلاسل، ويؤخذ إلى روما ليُلقى للوحوش.فبادر إغناطيوس بتقبيل السلاسل، التي ستكون وسيله إلى نواله إكليل الشهادة. وقد سعى المؤمنون أن يُخلِّصوه بدفع أموال للجند، فرفض لأنه كان مُتعطشاً للاستشهاد.وذهب في طريقه إلى أزمير وكتب منها رسالة للمسيحيين بروما، مِن فقراتها:" أخشى أن تكون محبتكم ضرراً. فإذا أَردتم أن تمنعوا الموت عنِّي، فلا يعسر عليكم ذلك. ولكن ائذنوا لي أن أُذبح حيث أُعِدَ المذبح. أنني حنطة ينبغي أن أُطحن لأكون خبزاُ يُقدَّم ليسوع المسيح. وحيثما لا تعود تُشاهدني ألحاظ البشر، أُشاهِد أنا ربّنا يسوع المسيح ". ولمَّا وصل إلى روما طرحوه للوحوش، فهجم أسدٌ وأمسكه من عنقه، فأسلم الروح بيد الربِّ، ثم تركه الأسد وعاد إلى مكانه. فحمل بعض المؤمنين جسده بإكرام عظيم إلى مكان أَعدوه له في أنطاكية.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    من مزامير أبينا داود النبي ( 88 : 6 )
    اللهُ المُمجدُ في مؤامرة القدِّيسين، عظيمٌ هو ومرهوبٌ على جميع الَّذينَ حوله. هللويا.

    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 10 : 1 ـ 20 )
    وبعد ذلك عيَّن الربُّ سبعين آخرينَ وأرسلهُم اثنَيْن اثنَيْن أمام وجههِ إلى كلِّ مدينةٍ وموضع حيث كانَ هو مُزمِعاً أن يَمضي إليه. فكانَ يقول لهُم: إنَّ الحَصَاد كثيرٌ ولكنَّ الفَعَلة قليلون، فاطلُبوا إلى ربِّ الحَصَاد أنْ يُرسِل فَعَلَةً إلى حصادهِ. اذهبوا. ها أنا أُرسِلكُم مِثل حُملانٍ في وسطِ ذئابٍ. لا تحمِلوا كيساً ولا مِزوَداً ولا أحذيَة ولا تُسلِّموا على أحدٍ في الطَّريق. وأيُّ بيتٍ دخلتُموهُ فقولوا أولاً السَّلام لهذا البيتِ. فإنْ كان هُناك ابنُ السَّلام يَحِلُّ سلامُكُم عليه وإنْ لمْ يَكُن فسلامُكُم يَرجع إليكُم. وأقيموا في ذلك البيتِ آكِلينَ وشارِبين ممَّا عندهُم، لأنَّ الفاعِل مُستحقٌ أُجرَتهُ، لا تنتقِلوا من بيتٍ إلى بيتٍ. وأَيَّةُ مدينةٍ دخلتُموها وقَبِلوكم إليهم فَكُلوا ممَّا يُقدَّم لكُم. واشفوا المرضى الَّذين فيها. وقولوا لهُم: قـد اقتربَ منكُم ملكوتُ اللهِ. وأَيَّةُ مدينةٍ دخلتُموها ولم يَقبَلُوكُم فاخرُجُوا إلى شوارعِها وقولوا: حتَّى الغُبارُ أيضاً الذي لَصِقَ بأرجُلِنا من مدينتِكُم نَنفُضُهُ لكُم، ولكن اعلَمُوا هذا أنَّهُ قد اقتربَ منكُم مَلكوتُ اللهِ. وأقول لكم: أنَّهُ سَيَكونُ لِسَـدُوم في ذلك اليوم راحةٌ أكثرُ مِن تِلكَ المدينةِ.ويلٌ لكِ يا كُورَزِينُ، ويلٌ لكِ يا بيتَ صَيدا، لأنَّهُ لـو صُنِعـتْ في صُور وصَيـدا هذه القـوات التي صُنِعـتْ فيكُمـا لتَابَتَا قَـديماً جالِسَـتَيْـن في المُسُـوحِ والرَّمادِ. ولكنَّ صُور وصَيدا سـتكون لهُما راحـة في الدينونةِ أكثر مما لكما. وأنتِ يا كفرَناحوم أَترتفِعِين إلى السَّماءِ ( إنكِ ) سَتَنْحطِّينَ إلى أسفلِ الجحيم. الذي يسمعُ مِنكُم فقد سَمِعَ مِنِّي، والذي يُرذِلكُم يُرذِلُني، والذي يُرذِلُني يُرذِل الذي أرسَلَني. فَرَجَعَ السَّبعونَ بِفرح قائلينَ: ياربُّ حتَّى الشَّياطِينُ تخضعُ لنا بِاسمِكَ. فقال لهُم: رأيتُ الشَّيطانَ ساقِطاً مِن السَّماءِ مِثْلَ البَرقِ. ها أنا أعطَيتكُم السُّلطان لِتَدوسُوا الحيَّاتِ والعقاربَ وكلَّ قوَّةِ العدوِّ ولا يَضُرُّكُم شيءٌ. ولكِن لا تَفرَحُوا بِهذا أنَّ الأرواحَ تَخضَعُ لكُم بل افرَحُوا أنَّ أسماءَكُم مكتوبة في السَّمَواتِ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

07-15-2013, 03:11 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الاثنين)
    15 يوليو 2013
    8 أبيب 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 111 : 1 )
    طُوبَى للرَّجُلِ الخائف مِن الرَّبِّ. ويهوى وصاياه جداً. يقوى زرعُهُ على الأرضِ، ويُبارَكُ جيلُ المُستَقيمينَ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 14 ـ 23 )
    وكأنَّما إنسانٌ مُسافـرٌ دَعا عبيدَهُ وسلَّمهُم أموالَهُ، فأعطَى واحداً خَمسَ وزناتٍ، وآخَرَ وَزنتينِ، وآخَرَ وَزنةً. كُلَّ واحدٍ على قدرِ طاقتِهِ وسافرَ. فمضَى الَّذى أخذَ الخمسَ وزناتٍ وتاجَرَ بِها، فرَبِحَ خمسَ أُخَرَ. وهكذا أيضاً الَّذى أخذَ الاثنتينِ، رَبِحَ اثنتيـنِ أُخريَينِ. وأمَّا الَّذى أخذَ الواحـدةَ فمضَى وحفرَ فى الأرضِ وأخفى فضَّةَ سيِّدهِ. وبعدَ زمانٍ طويلٍ جاءَ سيِّدُ أُولئكَ العبيدِ وحاسبهُمْ. فجاءَ الَّذى أخذَ الخمسَ وزناتٍ وقدَّمَ خمسَ وزناتٍ أُخَرَ قائلاً: يا سيِّدُ، خمسَ وزناتٍ أعطيتَني. هُوَذا خمسُ وزناتٍ أُخَرُ ربِحْتُهَا. فقال لهُ سيِّدهُ: حسناً أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمينُ. كُنتَ أميناً على القليلِ فأُقِيمُكَ على الكثيرِ. اُدخُلْ إلى فرحِ سيِّدكَ. ثُمَّ جاءَ الَّذى أخذَ الوزنتينِ وقال: يا سيِّدُ، وزنتينِ سلَّمتَني. هُوَذا وزنتانِ أُخريانِ ربِحتُهُما. قال له سيِّدُهُ: نِعِمَّا أيُّها العبدُ الصَّالحُ والأمينُ. كُنتَ أميناً على القليلِ فأُقيمُكَ على الكثيرِ. اُدخُلْ إلى فرحِ سيِّدكَ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 131 : 1 و 7 )
    اُذكُر ياربُّ داودَ وكلَّ دعتهِ، كما أقسم للرب ونذرَ لإلهِ يعقوبَ. كهنتُكَ يَلبسُونَ العدلَ، وأبرارُكَ يبتهجونَ. من أجل داودَ عبدكَ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 6 : 17 ـ 23 )
    ونزلَ معهُم ووقفَ في موضع خلاءٍ مع جمع مِن تلاميذهِ وجمهور كثير مِن الشَّعبِ مِن جميع اليهوديَّةِ وأُورُشَليمَ وساحِل صورَ وصَيدا الَّذينَ جاءوا ليَسـمعوا منهُ ويَشـفيهم مِن أمراضِهمْ، والمُعذَّبونَ مِن الأرواح النَّجسـةِ، كانَ يَشفيهُم. وكانَ الجمعُ يَطلبُ أنْ يَلمسهُ لأنَّ قوَّةً كانتْ تخرُجُ منهُ وتَشفِي الجَميعَ. ورفعَ عينيـهِ إلى تلاميـذهِ وقالَ لهُم: طـُوباكُم أيُّها المَسَـاكينُ بالروح، لأنَّ لكُم ملكوتَ السَّمواتِ. طُوباكُم أيُّها الجياعُ الآنَ لأنَّكُم تُشبَعونَ. طُوباكُم أيُّها الباكونَ الآنَ لأنَّكُم ستَضحكونَ. طُوباكُم إذا أبغضكُم النَّاسُ وأفرَزوكُم وعيَّروكُم وأخرجُوا اسمكُم كشرِّيرٍ مِن أجلِ ابنِ الإنسانِ، افرحوا فى ذلكَ اليوم وتهلَّلوا، فهوَذا أجْرُكُم عظيمٌ فى السَّماءِ، لأنَّ آباءَهُم هكذا كانوا يَفعلونَ بالأنبياءِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 11 : 17 ـ 31 )
    بالإيمان قرَّب إبراهيم إسحق حين جُرِّب. وقرَّب ابنه الوحيد ذاك الذى قَبِلَ المواعيد بسببه، الذى قيل له: " أنه بإسحق يُدعى لك زرعٌ ". وافتكر فى نفسه أن الله قادرٌ أن يقيمه من الأموات، فمن أجل هذا أخذه بمثلٍ. بالإيمان من أجل ما سيكون بارك إسحق يعقوب وعيسو. بالإيمان يعقوب عنـد موته بـارك كـل واحــد من ابنـي يوسـف، وسـجـَد على رأس عصـاه. بالإيمان يوسف عند موته ذكر خروج بني إسرائيل وأوصى من أجل عظامه. بالإيمان موسى، لما وُلِدَ، أخفاه أبواه ثلاثة أشهر، لأنهم رأيا أن الصَّبيَّ جميلاً، ولم يخافا من أمر الملك. بالإيمان موسى لمَّا كَبِرَ أنكر أن يُدعَى ابناً لابنة فرعون، وشاء بالأحرَى أن يتألم مع شعب الله أفضل من أن يتنعَّم بالخطيَّة زمناً يسـيراً، إذ جعل عار المسـيح عنده أنـه غنىً عظيـماً أوفر من كنوز مصر، لأنه كان ينتظر حُسن المُجازاة. بالإيمان ترك مصر ولم يَخفْ من غضب الملك، لأنه كان مُتشدِّداً للغير منظور كأنه واحدٌ منظورٌ. بالإيمانِ صنعَ الفصحَ ورشَّ الدَّمَ لئلاَّ يَمسَّ المهلكُ أبكارَهُم. بالإيمانِ عبروا في البحر الأحمر كما في أرض يابسةٍ، الأمرُ الذي لمَّا شرعَ فيهِ المصريُّونَ غرقوا. بالإيمانِ سقطت أسوارُ أريحا بعدما طِيفَ حولها سبعةَ أيَّام. بالإيمانِ راحابُ الزَّانيةُ لم تَهلِك مع العُصاةِ، إذ قَبلتِ الجاسوسينِ بسلام.

    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة يعقوب الرسول
    ( 1 : 12 ـ 21 )
    طُوبى للرَّجلِ الذي يصبر في التجربة، لأنَّهُ إذا صار مختاراً ينالُ " إكليل الحياة " الذي وعد به الرَّبُّ للذين يُحِبُّونَهُ. فلا يقُل أحدٌ إذا جُرِّبَ أن اللـه قد جرَّبنى، لأنَّ الله غيرُ مُجرَّبٍ بالشُّرور، وهو لا يُجرِّبُ أحداً. ولكنَّ كلَّ واحدٍ يُجرَّبُ إذا انجذبَ وانخدعَ من شهوة نفسه. ثُمَّ إنَّ الشَّهوةُ إذا حبلتْ فإنَّها تلدُ خطيَّئةً، وأمَّا الخطيَّئة إذا كمَلَت فإنَّها تلد الموت. لا تضلُّوا يا إخوتي وأحبَّائي. كلُّ عطيَّةٍ صالحةٍ وكلُّ موهبةٍ تامَّةٍ فهي من فوقُ، نازلةٌ من عند أبِ الأنوار، الذى ليسَ عندهُ تغييرٌ ولا شبهُ ظل يزولُ. قد شاء فولدنا بكلمةِ الحقِّ لكي نكون باكورةَ خلائقه. واعلموا يا ‘إخوتي الأحبَّاءَ، ليكن كلُّ إنسانٍ منكُم مُسرعاً في الاستماع، مُبطئاً في الغضبِ، لأنَّ غضبَ الإنسانِ لا يصنعُ برَّ اللهِ. لذلكَ اطرحوا كلَّ
    نجاسةٍ وكثرة الشر، واقبلوا بوداعةٍ الكلمةَ المغروسةَ جديداً التى يُمكنها أن تُخلِّصَ نُفوسكُم.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 19 : 11 ـ 20 )
    وكان الله يصنع على يدي بولس قوَّاتٍ كثيرة، حتَّى أنهم كانوا يأخذون عمائماً وخِرقاً من على جسده ويضعونها على المرضى، فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشِّرِّيرة.فابتدأ قومٌ من اليهود الطَّوَّافين المُعَزِّمِينَ أن يُسمُّوا بِاسم الربِّ يسوع على الذين بهم الأرواح الشرِّيرة قائلين: " نستحلفكم بالربِّ يسوع الذي يَكرز به بولس! " وكان سبعة بنين لواحد يُدعَى سكاوا، يهوديّ رئيس كهنة يفعلون هذا. فأجاب الرُّوح الشرِّير وقال لهم: " أمَّا يسوع فأنا أعرفه، وبولس أنا أَعْلَمُهُ، أمَّا أنتم فمَن أنتم؟ " فوثب عليهم الرجل الذى كان به الرُّوح الشِّرير، وتسلط عليهم وقوي عليهم، حتَّى هربوا من ذلك البيت عراةً مشدوخي الرؤوس. وصار هذا ظاهراً لجميع اليهود واليونانيِّين السَّاكنين في أفسس. فوقع خوفٌ على جميعهم، وكان اسم الربِّ يسوع يتعظَّم. وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مُعترفين ومُخبِرِينَ بأفعالهم، وكان كثيرون من الذين يستعملون السِّحر يُقدِّمون كتبهم ويحرقونها أمام الجميع. وحسبوا أثمانها فوجدوها تُقدَّر بخمسة ربوات من الفضَّة. هكذا كانت كلمة الربِّ تنمو وتقوى بشدَّةٍ.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ...
    اليوم الثامن من شهر أبيب المبارك
    1. نياحة القديس أنبا بيشوى كوكب البريَّة.
    2. شهادة أبيروه وأتوم.
    3. شهادة بلانا القس.
    4. شهادة أنبا بيمانون.
    5. نياحة القديس كاراس السائح.
    1 ـ في هذا اليوم تنيح القديس صاحب الذكر الحسن كوكب البرية الأنبا بيشوى. وقد وُلِدَ ببلدة تُدعى شنسا من أعمال مصر. وكان له ستة أخوة. ورأت أمه رؤيا كأن ملاكاً يقول لها: " الرب يقول لكِ أعطيني أحد أولادك ليخدمنى ". فأجابته: " خذ يا سيدي من تريده ". فأمسك الملاك بيد الأنبا بيشوى، وكان رقيقاً نحيف الجسم فقالت أمه للملاك: " خـذ يا سيدى واحداً قوياً ليخدم الرب ". فأجابها: " هذا هو الذي اختاره الرب ".وبعد ذلك أتى الأنبا بيشوى إلى برية شيهيت، وترهَّب عند الأنبا بمويه الذي رهَّب الأنبا يحنس القصير. وأجهد نفسه في نسك زائد وعبادة كثيرة حتى استحق أن يظهر له السيد المسيح.وقد ظهر له الملك البار قسطنطين في رؤيا وقال له: " لو عرفت مقدار هذه الكرامة التي للرهبان ، لتركت مُلكي وترهبت ". فقال له الأنبا بيشوى: " وأنت الذي قد استأصلت العبادة الوثنية، ورفعت شأن المسيحية. ألم يُعطِكَ المســيح شيئاً؟ " فأجابه قسـطنطين: " لقد أعطاني كثيـراً، ولكن ليس مثل كرامة الرهبان ".وظهر في أيامه شيخ سائح بجبل أنصنا اشتهر بالتقوى فجمع حوله جماعة كثيرة، ونسى نفسه فأضلَّه الشيطان، وكان يُعلِّم بأنه لا يوجد روح قدس. فاغتر بأقواله كثيرون وسمع بذلك الأنبا بيشوى. فذهب إليه ومعه قففه، ولكل قفة ثلاث آذان ولمَّا اجتمع بالشيخ وأتباعه سألوه عن السبب الذي لأجله جعل للقفة ثلاث آذان. فأجابهم: " أنا لي ثالوث. وأعمل كل شيء على مثاله ". فقالوا له : " إذاً يوجد شيء يُسمى الروح القدس ". فعند ذلك أخذ يوضح لهم من أقوال الكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد. ويبيِّن لهم أن الروح القدس هو أحد الأقانيم الثلاثة إلى أن أقنعهم فعادوا جميعاً إلى معرفة الحقّ. ثم عاد هو إلى ديره ببرية شيهيت . ولمَّا أغار البربر على البرية تركها وسكن في جبل أنصنا وهناك تنيَّح. ولمَّا انقضي زمن الاضطهاد أحضروا جسده مع جسد الأنبا بولا الطموهى إلى ديره ببرية شيهيت.صلاته تكون معنا آمين.
    2 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً: استشهد القديسان أبيروه وأتوم. وقد وُلِدَا هذان القديسان ببلدة سنباط من أبوين مسيحيين تقيين محبين لأعمال البر والصَّدقة. واسم الأب يوحنا والأم مريم وكان القديس أبيروه أشقر اللون، أجعد الشعر، طويل القامة، أزرق العينين. والقديس أتوم طويل القامة، أبيض اللون، أكحل العينين، أسود اللحية. ولمَّا بلغ أبيروه الثلاثين من عمره، وأتوم السابعة والعشرين، ظلاَّ يلازمان الكنيسة وقت القدسات ويداومان على الصدقة وإضافة الغرباء. ولمَّـا ثـار الاضطهـاد أخـذا بضاعـة وذهبا إلى الفرما ليبيعاها فوجدا مع بعض الجند جسد قديس يُدعى " نوا "، فابتاعاه منهم بفضة ووضعاه في تابوت من رخام داخل منزلهما. وعلَّقا أمامه قنديلاً فظهرت منه آيات كثيرة. وتأمل القديسان في زوال الدنيا ونعيم الآخرة. فوزعا أموالهما على المساكين، وذهبا إلى الإسكندرية، واعترفا بالمسيح أمام الوالي. فعذبهما كثيراً بالضرب والسِّياط، إلى أن سال دمهما على الأرض. ثم علَّقهما وأوقد تحتهما. فنزل ملاك الرب وأنزلهما، وشفاهما من جراحاتهما. ثم أرسلهما الوالي إلى الفرما. فلمَّا رأى واليها شجاعتهما وجمال منظرهما عرض عليهما السجود للأوثان. ولمَّا رفضا قلع أظافر أيديهما وأرجلهما ووضعهما على أسياخ من حديد، وأوقد تحتهما. وفى هذه الأثناء ماتت زوجة الوالي فسألهما أن يسامحاه عما صنع بهما. فصلَّيا إلى اللـه من أجلها فأقامها اللـه من الموت، فآمن الوالي وكل من معه. وأطلق القديسين فعادا إلى بلدهما سنباط، وفرَّقا ما بقيَ من أموالهما، وأعطيا جسد القديس " نوا "، إلى رجل تقي يُسمى صرابامون، وأوصياه أن يُعلِّق أمامه قنديلاً على الدوام. ثم ذهبا إلى الوالي واعترفا بالمسيح، فأمر بضربهما وسحبهما في المدينة حتَّى جرى دمهما على الأرض. فأخذت منه امرأة صماء خرساء ودهنت به أُذُنيها ولسانها: فانفتحت أذناها وانطلق لسانها في الحال، ومجَّدت السيد المسيح واعترفت به، فأمر الوالي بقطع رؤوسهم جميعاً، فنالوا إكليل الشهادة. وكان حاضراً صرابامون التقي، فأخذ وبعض أهالي سنباط جسدي القديسين وكفنوهما وحملوهما إلى بلدهم، حيث بنوا لهما كنيسة وضعوهما فيها، ووضعوا معهما جسد القديس " نوا ". ويُقال أنهما الآن بكنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة. صلاتهما تكون معنا .آمين.
    3 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس بلانا القس، من بلدة برا بكرسي سخا. فإنه لمَّا سمع باضطهاد المؤمنين وقتل القديسين فرَّق كل أمواله على الفقراء والمساكين، ومضى إلى أنصنا، واعترف أمام الوالي بِاسم السيد المسيح. فعذَّبه كثيراً بأنواع مختلفة حتَّى أسلم روحه بيد الرب.صلاته تكون معنا. آمين.
    4 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس بيمانون. كان شيخ بلدة بنكلاوس من أعمال البهنسا. وكان غنياً رحوماً على الفقراء. فظهر له السيد المسيح في رؤيا وقال له: " قم امضِ إلى الوالي واعترف بِاسمى، فأنَّ لكَ هناك إكليلاً معدّ لكَ " . فلمَّا استيقظ من نومه فرَّق كلّ أمواله على الفقراء والمساكين، ثم صلَّى وخرج إلى البهنسا، واعترف بالسيد المسيح. فلمَّا اعترف أنه شيخ البلدة، طالبه بأواني الكنائس التي في بلدته، وعرض عليه عبادة الأوثان. فأجابه قائلاً: " إنِّي لا أُسلِّم الأواني. أمَّا عبادة الأوثان فإنِّي لا أعبد إلاَّ ربي يسوع المسيح ". فأمر الوالي بقطع لسانه وتعذيبه بالمعصرة والحرق، وكان الرب يُخلِّصه ويشفيه. ثم أرسله الوالي إلى الإسكندرية، وهناك أُودِعَ السجن، وكان ليوليوس الاقفهصي أخت بها شيطان، فصلَّى عنها هذا القديس فشُفيت. وشاعت هذه المعجزة فآمن جمع كبير. فغضب الوالي وعذَّبه بالمعصرة وقلع أظافره. وكان الربُّ يقويه ويشفيه.فلمَّا تعب الوالي من تعذيبه أرسله إلى الصعيد، وهناك قطعوا رأسه ونال إكليل الشهادة، فحمل غلمان يوليوس الاقفهصي جسده إلى بلده. صلاته تكون معنا. آمين.
    5 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً تنيَّح القديس كاراس، شقيق الملك ثاؤدوسيوس الكبير. هذا القديس عرف جيداً فساد العالم وسرعة زواله، فترك كل ماله وخرج لا يقصد جهة معلومة، فأرشده اللـه إلى البرية الغربية الداخلية، وهناك قضى سنين كثيرة وحده، لمْ يُبصِر خلالها إنساناً ولا حيواناً، وكان في برية شيهيت قس قديس يُسمى بمويه، وهو الذى كفَّنَ جسد القديسة ايلارية. وهذا الأب اشتهى أن يرى واحداً من عبيد المسيح السواح، فساعده الربّ حتَّى دخل البرية الداخلية، فأبصر كثيرين من القديسين، وكان كل منهم يُعرِّفه عن اسمه، والسبب الذي أتى به إلى هنا، أمَّا هو فكان يسأل كلاً منهم قائلاً: " هل يوجد من هو أكثر توغلاً في البرية منك؟ ". فيجيبه: " نعم " وهكذا حتَّى وصل إلى القديس كاراس آخِر الجميع. وهذا ناداه من داخل مغارته قائلاً : " أهلاً بالأنبا بمويه قس شيهيت ". فدخل إليه وبعد السلام سأله الأنبا كاراس عن أمور العالم وأحوال الولاة والمؤمنين، ولمَّا كان المساء صلَّى القديس كاراس كثيراً، وسجد على الأرض وأسلم الروح بيد الرب، فكفَّنهُ الأنبا بمويه بعباءته وانثني راجعاً يُخبر عن سيرته وهو يمجد الله.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    من مزامير أبينا داود النبي ( 1 : 1 ، 2 )
    طُوبَى للرَّجُل الذي لم يَسلُك في مَشورةِ المُنافقينَ، وفي طَريقِ الخُطاةِ لمْ يقفْ، وفي مَجلِس المُستَهزِئينَ لمْ يَجلِسْ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 4 : 23 ـ 5 : 1 ـ 16 )
    وكانَ يسوع يطوفُ في كل الجليل يُعلِّم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل وجع في الشَّعب. فذاع خبرُه في جميع سوريَّة. فأحضروا إليه جميع السُّقَماء بالأمراض والأوجاع المُختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم. وتبعه جموعٌ كثيرةٌ مِن الجليل والعشر مُدن وأورشليم واليهوديَّة ومِن عبر الاردُنِّ.ولمَّا رأى الجموعَ صعدَ إلى الجبل، فلمَّا جلسَ جاء إليه تلاميذه. ففتحَ فـاه وعلَّمهُم قائلاً: " طُـوبى للمسـاكين بالرُّوح، لأنَّ لهُم ملكـوت السَّـموات. طُوبَى للذين ينوحون الآن، لأنَّهُم يَتَعـزَّون. طُوبَى للودعاء، لأنَّهُم يرثونَ الأرض. طُوبى للجياع والعطاش إلى البرِّ، لأنَّهُم يُشبَعونَ. طُوبى للرُّحماء، لأنَّهُم يُرحَمون. طُوبى للأنقياء القلب، لأنَّهُم يُعاينون الله. طُوبى لصانعي السَّلام، لأنَّهُم أبناء الله يُدعَون. طُوبى للمَطرودين مِن أجل البرِّ، لأنَّ لهُم ملكوت السَّموات. طُوباكُم إذا طردوكُم وعيَّروكُم وقالوا عليكُم كلَّ كلمةٍ شريرةٍ، مِن أجلي، كاذبين. افرحوا وتهلَّلوا، لأنَّ أجرَكُم عظيمٌ في السَّموات، لأنَّهُم هكذا طردوا الأنبياء الَّذينَ قَبلَكُم.أنتُم ملح الأرض، وإذا فَسَدَ المِلح فبماذا يُملَّح؟ لا يَصلُح بعد لشىءٍ، إلاَّ لأن يُطرح خارجاً ويُداس مِن النَّاس. أنتُم نور العالم. لا يُمكِن أن تُخفَى مدينةٌ موضوعةٌ على جبل، ولا يوقدونَ سراجاً ويضعونه تَحتَ مِكيال، بل يوضع على المنارة فيُضيء لكُلِّ مَن في البيت. فليُضئ نورُكُم هكذا قُدَّام النَّاس، لكي يَروا أعمالَكُم الحسنة، ويُمجِّدوا أباكُم الَّذي في السَّموات.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

07-16-2013, 05:05 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    رجال الدين والعلم -1
    بعض الشخصيات الدينية وعلاقتها بالعلوم

    لم يشعر المسيحيون لحظة في أي عصر بوجود أي تعارض بين الكتاب المقدس والعلوم الطبيعية والفيزيائية وغيرها.. فكل يوم يزداد إيماننا بالكتاب المقدس، وبصدق الوحي الإلهي.. فلم تولد لحظة بها نزاع حول هل يحل ذلك الأمر أم لا.. وهل يتعارض العلم مع الدين أم لا.. (لسنا نتحدث عن بعض الأمور الشاذة مثل محاولات استنساخ البشر أو الهندسة الوراثية في البشر أو غيره من الأمور التي تعتبر ضد أخلاقيات العلم، وتعتبر خطيئة ضد الدين نفسه أيضا).. ولكن ما نعنيه هنا أن الله أعطانا العلم، لنستفيد به، ونفيد الآخرين.. وأعطانا كتابه القدوس، الذي يتفق تمامًا مع كل الأمور العلمية.. وسيستمر في إبهارنا بالحقائق العلمية الموجودة فيه..

    وهنا نضع أمامك عزيزي القارئ بعض الشخصيات المسيحية التي أثرت العلم.. واستفادت به.. ومجّدت الله من خلاله..

    St-Takla.org Image: Roger Bacon صورة في موقع الأنبا تكلا: روجر بيكون

    1) لا ننسى دور أسقف طليلة دون ريموندو في نقل علوم العرب والعلم الإغريقي إلى اللاتينية حتى جعل من طليلة أن تستحق لقب مدينة النور والعلم.

    2) الراهب الإنجليزي روجر باكون Friar Roger Bacon of Oxford 1214-1294 هو أول من نادى بإتباع العلمي التجريبي، وأنه من خلال التجربة العلمية الدقيقة يمكن أن نكتشف الكثير من حقائق الكون، وكان أن عوقب بالنفي مرتين.

    3) وقد ارتبط المنهج العلمي باسم فرنسيس بيكون (1561-1626) الذي عبر عن المعالم الرئيسية للمنهج العلمي في كتاب وضعه في جزأين في عام 1620 وسماه الأرجانون الجديد Novum Organum مشيرًا بذلك إلى انتهاء فكر أرسطو ذلك لأن كتاب أرسطو في المنطق كان يسمى بـ"الأرجانون" أي "الأداة" ويقصد بها العقل البشري.

    4) الراهب البولندي "نقولا كوبرنيكوس": مؤسس علم الفلك الحديث، كان كوبرنيكوس (1473-1543) كاهنًا لكاتدرائية فراونبرج، وكان نابغة في الفلك الرياضي، قاد ثورة علمية إنتقلت بالعلم من عالم العصور الوسطى إلى العلم الحديث. وقد نشر الصورة الجديدة للعالم المتمركز حول الشمس في كتابة "حركات الكرات السماوية"، وفي عام 1453 وهو على فراش الموت نشر كتابه التفسيرات Commentariolus وأهداه إلى البابا بول الثالث.

    بعض الأطباء والعلماء المسيحيين حتى القرن السادس الميلادي:

    5) ديسقوريدس: كتب خمسة مجلدات عن المفردات الطبيعة، وظلت كتبه تُدرَّس في مصر خلال العصر القبطي والعربي.

    6) فليمون الإسكندراني: من القرن الثاني الميلادي، وله مؤلفات في تعليم الطب.

    7) كلسوس: ويعتبر من أهم مصادر الطب السكندري. وله مؤلفات في أخلاقيات تشريح الأحياء وأجساد الموتى.. ومقارنة بين المدرسة التجريبية والمدرسة النظرية في الطب..

    8) أركجينيس: وهو جراح من عهد تراجان، استخدم البتر لعلاج الأورام والقروح.

    St-Takla.org Image: Saint Kolta the Physician صورة في موقع الأنبا تكلا: الشهيد القديس قلتة الطبيب

    9) أنبا قلته الأنصناوي: وهو مذكور في بردية شاسيناه الطبية، وعاش في القرن الثالث الميلادى، واستشهد في عهد دقلديانوس الملك.

    10) الشهيدان قزمان و دميان: ولهما بيعة (كنيسة) باسم "أبو قزمان الطبيب" بالمحلة الكبرى.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وقد رسم الفنانون صورتهما يزرعان ساقًا صحيحة بدلًا من ساق مصابة بالغرغرينة.

    11) البابا ديونيسيوس الحكيم: من القرن الثالث الميلادي، وكان فيلسوفًا وطبيبًا ومديرا للمدرسة اللاهوتية.

    12) اصطفن و مارنيوس الإسكندرانيين: وهما من ضمن الأطباء الذين قاموا بعمل الوصفات الطبية.

    13) أبو للونيوس الراهب والطبيب: عاش في نتريا (وهي ميناء على القناة التي كانت تربط بين فرع النيل وبحيرة مريوط بطرف الصحراء)، وقد عشا في القرن الرابع الميلادي.

    14) زينون القبرصي: من القرن الرابع الميلادى، وكان أستاذًا للطب في أكاديمية الإسكندرية.

    15) بولس الأجيني أو القوابلي: درس ومارَس الطب والجراحة وأمراض النساء في الأسكندرية، وألَّق كتابًا عن التوليد.

    16) أثيوس الأميدي: ولد عام 502 م وعاصر بولس الاجيني في القرن السادس الميلادي. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    17) أمبيد وكيلز: وهو فيلسوف وطبيب وكاهن، وضع نظرية تكوين العالم من العناصر الأربعة (الماء – التراب – الهواء – النار)، وكان مهتمًا بما جاء عن أبقراط المولود في جزيرة قوس في عام 460 م، والذي يُنسَب إليه قسم الأطباء (المستخدم حتى الآن)، كما أنه صاحب نظريه الاختلاط (البلغم – الدم – الصفراء – السوداء).

    St-Takla.org Image: A page of one of the Coptic Sehedic dialects manuscript, discovered in 1930, dated back to the sixth century صورة في موقع الأنبا تكلا: صفحة من أحد المخطوطات المكتوبة باللهجة الصعيدية من اللغة القبطية - وهي مخطوطة مكتشفة سنة 1930، وترجع إلى القرن السادس الميلادي

    18) القديسان أباكير و يوحنا: ولهما بيعه بالقرب من منطقة أبوقير بمدينة الإسكندرية (وقد سميت المنطقة على اسم اباكير=ابوقير أو أبي قير) حيث يرقد جسداهما. أما معجزات الشفاء التي تمت بواسطتهما فهي مدونة باللغتين اليونانية والعربية.

    19) أوريباسيوس: ألف موسوعة طبية (الجوامع في الطب) في مجالات التغذية والتمرينات الرياضية والفصد والمواد الطبية والأمراض والتجبير.. الخ. واعتمد عليه الكثير من أطباء البيزنطيين والعرب، حيث نقله عيسى بن يحيى إلى اللغة العربية.

    St-Takla.org Divider فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

    وتوجد عدة آلات جراحية قديمة محفوظة في المتحف القبطي في القاهرة بمصر..

    وقد تم كشف اللثام عن اهتمام القبط (الأقباط) بالدراسات الطبية حيث عثر بوريانت Bouriant سنة 1887 على بردية قبطية في الدير الأبيض (دير الأنبا شنوده رئيس المتوحدين في سوهاج بمصر).

    ثم عُثِرَ على برديه أخرى بقرية "الشيخة" بمديرية جرجا، وقد نشرها "إميل تشاسينا" سنة 1921 مترجمة من اللغه القبطية إلى اللغة الفرنسية. وكان بها الكثير من الشرح عن تجارب جديدة غير معروفة، ووصف لأمراض ولزقات مستخلصة من النباتات والمواد المعدنية..

    ويحدد المترجم زمن كتابتها بالقرن التاسع أو العاشر. وطولها حوالي 48 م، وعرضها 27 سم. والبرديتان بمكتبة الفاتيكان الآن.

    +++
                  

07-16-2013, 04:03 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    رجال الدين والعلم -2
    القديس لوقا الطبيب وأسلوبه الطبي

    وربما يكون من المناسب في هذا الصدد أيضًا أن نتعرض للقديس لوقا الطبيب.. فله أسلوب طبي رائع.. وهو الوحيد بين البشيرين الذي وصف لنا معجزات السيد المسيح وصفًا طبيًا..

    وقد أجمع المؤرخون والناقدون مثل السير وليام رامزي الأسكتلندي Sir William Ramsay والأستاذ أدولف فون هرنك الألماني Harnack والدكتور هوبارت الأيرلاندي Hobart وعشرات غيرهم –أجمعوا- على الاعتراف بدقة القديس لوقا الإنجيلي والطبيب كمؤرخ، وأثبتوا بصفة قاطعة –استنادا إلى دراستهم لأسلوبه اللغوي- أنه كان طبيبًا من المتعمقين في فنهم، وأنه استخدم عشرات من الاصطلاحات الطبية التي لا نجد لها أي أثر خارج المؤلفات الطبية اليونانية.

    St-Takla.org Image: Saint Luke painting the portrait of St. Mary and Baby Jesus صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة أيقونة القديس لوقا الطبيب و الإنجيلي يرسم صورة السيدة العذراء الأم والطفل يسوع

    وقد أوضح لنا معلمنا بولس الرسول أن القديس لوقا كان طبيبًا (كو14:4). وقيل أنه قبل تلمذته للسيد المسيح كان تلميذًا لأكبر علماء الطب في زمانه. ومن المعروف أنه لم يكن مسموحًا لأحد أن يمارس مهنة الطب في عهد الرومان قبل أن يجتاز عدة امتحانات صعبة جدًا.. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    ولعل القديس لوقا كان وراء بعض النصائح الطبية التي ذكرها معلمنا بولس لتلميذه تيموثاوس مثل:

    1- "لا تكن في ما بعد شرَّاب ماء، بل استعمل خمرا قليلًا من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تي23:5).

    2- "لأن الرياضة الجسدية نافعة لقليل" (1تي8:4).

    إذ أن القديس بولس الرسول يشير إلى وجود لوقا معه في قوله: "لوقا وحده معي" (2تي11:4).

    * وصف القديس لوقا لبعض الأمراض:

    1- مرض حماة سمعان (لوة39،38:4).

    2- الرجل الذي به روح يصرعه (لو38:9-43).

    3- المرأة المنحنية التي بها روح ضعف (لو11:13-17).

    4- المرأه نازفة الدم (لو43:8-49).

    5- الرجل الذي كان فيه شياطين (لو27:8).

    * بعض الكلمات والعبارات الطبية في كتاباته فقط:

    1- صرعه.. ولم يضره بشيء.. (لو35:4) meson exhlqen ap autou mhden blayan auton.

    2- حمى شديدة.. (لو38:4؛ أع8:28) puretw megalw

    3- المفلوج (لو24،15:5؛ أع57:8؛ 33:9) paralelumenoV.

    St-Takla.org Image: Medicine symbol صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز الطب

    * كلمات مشتركة مع الأطباء اليونانيين:

    1- في مثل السامري الصالح (لو30:10-35):

    أ) بين حي وميت hmiqanh

    ب) جراح traumata

    ج) ضمد katedhsen

    د) صب زيتًا وخمرًا epicewn elaion kai oinon

    2- في مثل الغني ولعازر (لو20:16-25):

    أ) مضروبًا بالقروح hlkwmenos

    ب) معذب odunwmai

    3- الجدع (لو13:14) anapeirouV

    4- الصحة (أع16:3) oloklhrian

    5- يبرد (لساني) (لو24:16) katayuxh

    6- ويُغشى (لو26:21) apoyucontwn

    7- الهذيان (لو 24:26) manian peritrepei

    التعارض!
    الصفحة التالية الإعجاز العملي في الكتاب المقدس
    الكتاب المقدس والعلم الحديث

    +++
                  

07-17-2013, 05:48 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    التعارض بين العلم والكتاب المقدس!! -1
    متى يوجد تعارض بين العلم والكتاب؟!

    St-Takla.org Image: Icon of God the geometer - the compass in the 13th century was one of the symbols of God's work in creation صورة في موقع الأنبا تكلا: لقد كان المنقل في القرن الثالث عشر رمزًا لعمل الله في الخلق.. وهذه الأيقونة من أحد المخطوطات تحمل عنوان: الله المهندس
    St-Takla.org Image: Icon of God the geometer - the goniometer in the 13th century was one of the symbols of God's work in creation

    كما أوضحنا في مقدمة قسم "رجال الدين والعلم" أنه لم يحدث قط أن شعر المسيحيون بأن الدين يتعارض مع العلم في أي شيء.. ولا أن الله قد يرفض العلم وتقدمه.. بل هو الذي خلقه.. وهو الذي أعطى الإنسان العلم.. وأمره بالاستفادة منه.. فقد قال الله في سفر يشوع بن سيراخ الحكيم: "أعط الطبيب كرامته لأجل فوائده، فإن الرب خلقه" (سي1:38). الله هو مبدع هذا الكون بما فيه من علوم وفنون.. فكيف يظن البعض أن العلم والدين لا يتفقان؟!

    ولكن.. متى يحدث تعارض بين العلم والكتاب المقدس؟ وهل يمكن أن يحدث هذا؟!

    التعارض الذي نتحدث عنه ليس هو في وجود أخطاء في الكتاب المقدس مضادة للحقائق العلمية.. بل هو إساءة إستخدام الإنسان للعلم، بصورة يرفضها الدين، بل وحتى الأخلاق..! وبالطبع نحن نقصد هنا الإنسان والجنس البشري.. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    من أمثال هذه الأمور: الاجهاض – الإستناخ – تأجير الأرحام – بنوك البويضات المخصبة - الهندسة الوراثية.. إلى غير ذلك..

    +++
                  

07-17-2013, 03:19 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    التعارض بين العلم والكتاب المقدس!! -2
    الاستنساخ Cloning

    St-Takla.org Image: Dolly the sheep, first successful cloning صورة في موقع الأنبا تكلا: النعجه دولى وتجربة الآستنساخ الأولى الناجحة

    صورة في موقع الأنبا تكلا: النعجه دولى وتجربة الآستنساخ الأولى الناجحة

    الإستنساخ هو إمكان إنتاج نسخة طبق الأصل من كائن ما، مستخدمين خلية منه، وبويضة من كائن آخر من نفس النوع، ليكون بمثابة جنين يُزرَع في رحم مستعار، وينتج لنا هذا المخلوق "النسخة"..!

    وبعد نجاح التجربة مع النعجة دوللي، وتم إنتاج نسخة طبق الأصل من إحدى خلاياها.. بدأ الحديث حول إمكانية عمل ذلك في البشر!!!

    يقول قداسة البابا شنودة الثالث عن هذا الأمر: الأصل في خلق الله للعالم هو وجود ذكر وأنثى.. وجعل الأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع.. وأن ما دون ذلك هو خروج على الأخلاق وكل الديانات. فالاستنساخ يعتبر جريمة في حق الإنسانية، ويحط من كرامة الإنسان.. والطفل المستنسخ لا يعرف له نسب، ولا يعرف له عائلة ينتمي إليها..

    مع توضيح أن عملية الإستنساخ البشري هذه، لا تعتبر خلق إنسانًا.. حيث الخلق يكون من العدم.. بل هو استخدام لمادة موجودة بالفعل.. فالله هو أصل الوجود.. معطي الحياة وخالقها.. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    St-Takla.org Image: H. G. Bishop Moussa, Bishop of Youth صورة في موقع الأنبا تكلا: نيافه الحبر الجليل الانبا موسي آسقف الشباب

    ويقول نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب أن الجانب المضيء في موضوع الاستنساخ عمومًا (وليس استنساخ البشر) هو تمكين العلماء من التعامل مع الأمراض، فينتجون أعضاء أو صمامات أو أمصال.. كما يكمن للهندسة الوراثية العلاج بالجينات، أو حتى الوقاية بالجينات من أمراض وراثية (حوالي 5000 خطأ أو مرض وراثي تم التعرف عليها جينيًا).

    ويضيف نيافة الانبا موسي أنه بالنسبة للحيوانات قد يستطيع العلماء إنتاج سلالات أفضل من الأبقار مثلًا، تنتج ألبانًا ذات كفاءة بروتينية عالية، وتصلح للأطفال المبتسرين.. أو لإنتاج مزيد من اللحوم أو الألبان أو الأصواف.. أو لمنع حيوان معين من الانقراض..

    وبالنسبة للنباتات قد يتمكن العلماء من إنتاج سلالات تقاوم العطش والملوحة والآفات الزراعية وتتحمل الأجواء المختلفة..
    +++
                  

07-18-2013, 01:41 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    التعارض بين العلم والكتاب المقدس!! -3
    الإجهاض Abortion

    سؤال: اريد ان اسال عن الاجهاض في حالة عوق الجنين (وعند عمل أشعة تليفزيونية وُجِدَ بالجنين تشوهات تعوقه بعد ولادته) او اذا كانت حياة الام بخطر هل هوا حرام في المسيحية؟ هل إجهاض الجنين في هذه الحالة خطيئة أو قتل لنفس؟ ما رأي الكنيسة؟

    سؤال: عندي ابنين، أحدهما في أولى ثانوي، والآخر في سادسة ابتدائي، وسني 41 عام. وامرأتي 40 عام وحامل في 40 يوم. وأخشى أن يأتي طفل ثالث فيكون مصيره التعب لأني لا أضمن ظروفي المادية. هل أعمل على إنزاله؟

    سؤال: هل المسيحية تحدد النسل؟ وهل عمليات الإجهاض محرمه في المسيحية؟

    الإجهاض هو التخلص من الجنين في مراحله الأولى من داخل رحم الأم..

    وهو ببساطة يحول الأم إلى قاتلة (إن فعلت ذلك عمدًا).. فلو أُعطِيَ هذا الجنين الفرصة، كان يمكن أن يخرج، وتكون له حياة.. وما أدرانا أي مستقبل كان ينتظره.. ربما كانت أسرة تلك العائلة تتشرف به!

    وإن وافق الزوج على إجراء عملية الإجهاض، فهو يعتبر مشترك في الجريمة!

    St-Takla.org Image: Hands of God صورة في موقع الأنبا تكلا: بين يدي الله الحنون

    وأيه امرأة يطلب منها زوجها أن تجهض جنينها، يجب ألا تطيعه في ذلك إطلاقًا، إلا لو كانت الولادة تتسبب في وفاتها.. فالحالة الوحيدة التي تسمح فيها الكنيسة بالإجهاض، هي أن تكون حالة الأم الصحية لا تسمح لها بالولادة والولادة ستتسبب في موتها. فإنقاذًا لها نفضل نزول كائن لم يتكون بعد، عن أن تموت إنسانة لها كيان قائم (نفضل حياة الأم لأنها كائن موجود، بينما الجنين لم يخرج إلى الوجود بعد).

    إن إجهاض الجنين ليس فقط قتلًا لابن، إنما هو قتل لطفل كان يمكن أن يصير ابنًا لله. فهو كان سيتعمد بعد ولادته ويصبح ابنًا لله والكنيسة، وقد تناولنا هذا الأمر سابقًا في مقالات أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا.. وقتله وحرمانه من تلك البنوة، عبارة عن خطية مركبة.

    ومن الجدير بالذكر أن الديداكية وهي قوانين الآباء الرسل في الفصل الثاني تتحدث عن هذا الأمر فتقول: "لا تقتل طفلًا بالإجهاض ولا تقتل طفلًا حديث الميلاد"، وهو أمر صريح عن هذا الموضوع.

    نعود الآن للأسئلة.. بخصوص سؤال إنزال الطفل بسبب الظروف المادية.. فإذا أنزلته تكون قاتل نفس. فالجنين نفس يريد لها الله الحياة، وأنت بإنزاله تمنعها من الحياة. إذا كنت لا تريد أولاد كان عليك منع الحمل قبل حدوثه. لكن ما دام الحمل قد حدث، أصبحت المسألة خارجة عن يديك.

    أما حول موضوع اكتشاف إعاقة ما في الجنين، فقد أجاب قداسة البابا شنوده الثالث على هذا الأمر سابقًا في مجلة المصور.. فنراه يقول: ليس من حقنا أبدًا أن نقتل نفس مهما كانت مشوهة كما أنه ليس من حقنا أن نقتل أنفسنا. فقاتل جنين عبارة عن جريمة قتل.

    أما كون أنه مشوه أو مُعاق. فهل نحن نستطيع أن نقتل كل المشوهين في العالم؟! ليس هذا من حقنا. فالمشوه له حق الحياة. ليس لنا أن نتحكم في أرواح الناس ونقتل المشوهين. أما من ناحية أن الأم في الشهور الأولى، فحتى لو كانت حامل في يوم واحد ليس من حقنا أن نصرح لها بقتل الجنين.
    +++
                  

07-18-2013, 02:09 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    التعارض بين العلم والكتاب المقدس!! -4
    الهندسة الوراثية Genetic Engineering

    نرى بعض العلماء يتحكمون في النسل وتشكيله بما يسمونه "الهندسه الوراثيه". فهل تصرفهم هذا يؤثر على الدين؟ وعلى إيماننا بقدرة الله كخالق؟!

    ممارسة هذه العلمية أيضًا هي أحد الجوانب التي يتعارض فيها العلم الحديث مع الكتاب المقدس..

    يجيب قداسة البابا شنودة الثالث:

    إنهم يلجأون إلى طريقة التهجين للحصول على أصناف معينة.

    كما يحدث في تهجين الحيوانات للحصول على أصناف جديدة أقوى.. أو ما يحدث في تطعيم أصناف من النباتات بأصناف أخرى للوصول إلى أنواع أجود. ولكن الخطورة مع هؤلاء أنهم بدأوا في تطبيق نفس النظرية العلمية على الإنسان!

    St-Takla.org Image: His Holiness Pope Shenouda III in a press conference صورة في موقع الأنبا تكلا: قداسه البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في حديث صحفي

    إنهم يختارون حيوانات منوية من رجال بصفات خاصة، يخصبون بها بويضات من نساء لهم صفات خاصة، للوصول إلى نوعية من البشر بطريقة أطفال الأنابيب.

    (مع ملاحظة أن موضوع أطفال الأنابيب هذا ليس خطأ إذا كان الحيوان المنوي والبويضة من زوجين).

    ويمكن أن يحتفظوا في متحفهم بالبويضات المخصبة من كل الأنواع: فيها الأبيض والأشقر والأسمر والأسود والطويل والقصير.. وفيها التي تتصف بصفات معينة كالذكاء والفن والشعر والموسيقى.. أو التي تتصف بقوة الشخصية أو الحكمة أو الإرادة أو الروح المرحة أو الروح الجادة..!

    ويتركون لمن تأتي إليهم من النساء الحرية في اختيار البويضة المخصبة التي تريدها لكي تزرع في رحمها! كأن تقول: "أريد ولدًا أبيض، طويل القامة، أشقر الشعر، عيناه خضراوان. ويكون ذكيًا ومرحًا وإداريًا"!!

    وطبعًا هذا كله ضد الدين، وضد علم الأسرة والاجتماع. ويظهر فيه كبرياء الإنسان وغروره.

    1- ففي هذا الوضع يفقد الشخص هويته وانتماءه his identity.

    فلا يعرف من هو أبوه الحقيقي؟ ومن هي أمه صاحبة البويضة المخصبة. وإن كان يعرف الأم الحاضنة التي لا دخل لها في نسبه، والتي ربما لا تتصف بشيء من صفاته. وأيضا لا يعرف ما هو جنسه، وما هو أصله، وما هو موطنه!!

    2- يدخل في رحم المرأة ما لا يحق دخوله شرعًا.

    لأنه حتى لو كانت البويضة من نفس المرأة، لا يجوز من الناحية الدينية أن تخصب بحيوان منوي لي من زوجها الشرعي.. فكم بالأولى لو كانت حتى البويضة ليست لها.

    وهنا نسأل: بأي حق تصير أمًا؟! وقد قامت مشاكل في بلاد الغرب بين الأم صاحبة البويضه، والأم التي احتضنت البويضة في رحمها، وولدت وأرضعت..!

    3- غرور من الإنسان أن يتدخل في تشكيل الطبيعة البشرية.

    إن كان قد تدخل في الحيوان والنبات، فإن الإنسان ذا الطبيعة العاقلة الناطقة، ليس له أن يتدخل في عقليته ومواهبه وشكله وطبيعته عمومًا.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وليس له أن يدعي أنه يمكنه الحصول بذلك على تكون الإنسان المثال الذي تشتهيه الأجيال "سوبرمان" Superman! أو يغرق العالم بأصناف منه أو من غيره، أو جيل من الأغبياء، أو من أصحاب المواهب..!!

    إن مشكلة برج بابل التي عاقب الله عليها في (تك1:11-9) هي أخف بكثير مما يفعله أصحاب نظرية الهندسة الوراثية باسم العلم!!

    4- ومع كل هذا، فما يعمله هؤلاء العلماء هو من باب الصناعة وليس الخلق. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    فهم لا يستطيعون أن يخلقوا حيوانًا منويًا واحدًا، ولا بويضة بشرية واحدة. إنما هم يتصرفون فيما خلقه الله من المنويات والبويضات.

    كذلك هم لا يستطيعون أن يوجِدوا حيوانات منوية لها صفات خاصة من المواهب، إنما يأخذونها كما هي مع بما وضعه الله فيها من مواهب، ثم يحاولون أن يتعاملوا معها علميًا، وكذلك مع البويضات؟

    5- كذلك تتداخل في عملياتهم نواح من الاجهاض..

    St-Takla.org Image: Genetic engineering صورة في موقع الأنبا تكلا: الهندسه الوراثيه

    وذلك بخصوص البويضات المخصبة، التي تُهمَل، أو التي لا يجدونها صالحة للاستعمال، أو التي تُباد في بعض العمليات.

    6- كذلك عملياتهم ضد قدسية الزواج.

    لأنهم يخصبون أية بويضة من أي حيوان منوى، بدون أية رابطة شرعية أو دينية بينهما، وحتى بدون مبدأ الإيجاب والقبول.

    وكأنهم إن حصلوا على أبناء، يكون جميعهم أبناء غير شرعيين.

    7- وهم أيضًا يتدخلون في الطبيعة البشرية، ويتحكمون في الجينات Genes، وفي الهرمونات Hormones والكروموزومات Chromosomes، ويشكلونها حسبما يريدون.

    8- ونحن لا نعرف مصير ما يعملون.

    إن الأجيال المقبلة هي التي ستحكم على نتائج كل تلك العمليات، فما أسهل أن يبدو نجاح ظاهري مبدئي في بعض العلميات، ويثبت المستقبل كارثة لا ندري مداها..

    9- وهنا سؤالًا أخطر:

    ماذا لو ازداد غرور العلماء أو حبهم للاستطلاع في إنتاج أنواع من البشر دخل في تركيبهم أنواع من الحيوانات؟!!!

    في الواقع أن الأمر يحتاج من الدول أن تُسَنّ قوانين لمنع التمادي في حب الاستطلاع هذا. ولا يُترَك العلم إلى لون من التسيب يقف فيه ضد الدين، وقوانين الأسرة والمجتمع والأخلاق..

    +++
                  

07-19-2013, 05:13 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    التعارض بين العلم والكتاب المقدس!! -5
    الإنسان أمامه الاستفادة من العلم أو الانحراف به!

    نحن ننتظر ماذا سيفعل الإنسان بالعلم؟! هل سيجعل منه وسيلة لنمو الإيمان وبناء الإنسان؟ أم وسيلة للدمار وتشويه البشر؟!

    St-Takla.org Image: Science صورة في موقع الأنبا تكلا: العلم

    إن الله خلق الإنسان حرًا، وعليه أن يختار، ويتحمل مسئولية اختياره.. ولقد أعطاه العقل وزنه لخيره، ولكنه يستطيع أن ينحرف بها لتصير شريرة مدمرة.. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    إن اكتشاف الطاقة النووية ساعَد في إنتاج الكهرباء من أجل نمو الصناعة.. لكن الإنسان انحرف بها للتدمير في هيروشيما و ناجازكي!!

    كما أن نوبل اكتشف الديناميت لإنشاء الطرق، لكن الآنسان استخدمه في تدمير نفسه!

    كذلك فشبكة الإنترنت جاءت لنشر المعلومات البنّاءة، ولكن الإنسان أفسدها إذ وضع عليها أفلامًا مدمرة!!

    حقًا قال الكتاب عن الله والإنسان: "هو صنع الإنسان في البدء، وتركه في يد اختياره.. وأضاف إلى ذلك وصاياه وأوامره.. فإن شئت حفظت الوصايا، ووفيت مرضاته. وعرض لك النار والماء فتمد، يدك إلى ما شئت.. الحياة و الموت امام الانسان فما أعجبه يُعطى له.. إن حكمة الرب عظيمة هو شديد القدرة ويرى كل شيء.. وعيناه إلى الذين يتقونه.. ويعلم كل أعمال الإنسان.." (سى14:15-20).
    +++
                  

07-19-2013, 08:17 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    الكتاب المقدس والعلم الحديث

    كل الكتاب هو موحى به من الله

    إن حقيقة الكتاب المقدس مطلقة.. وأما نظريات العلم فنسبية..

    فليتمجد اسم الله فينا، ولنحفظ هذا الكتاب في قلوبنا وصدورنا، ولنستمع إلى وصاياه وإلى نصائحه، ونعمل بها، ولنضعه موضع الصدارة؛ نُقبِّله ونحترمه ونُجِلّه.. ونصغى إليه بكل انتباه وأدب يليق به.. لأنه رسالة الله إلينا.

    نختتم هذا البحث بأقوال الحكيم يشوع إبن سيراخ.. وهو يسبح الله.. وينطق بآيات الشكر والحب لخالق الأكوان...

    إلهنا الذي له كل الكرامة، والذي حفظ كتابه الإلهي المقدس كل تلك العصور، وإلى اليوم، ليحفظنا جميعًا إلى التمام، غير عاثرين في شيء.. متذكرين قول الله: "السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول" (مت35:24؛ مر31:13).

    St-Takla.org Image: Arabic Bible صورة: الكتاب المقدس

    له المجد.. وله السبح.. إلى الأبد.. آمين.

    "سألت الأرض فأجابت: لست أنا هو

    سألت البحر وأعماقه وما فيه من زواحف وأحياء فأجابتني كلها: لست أنا هو

    سألت النسيم العليل والعواصف العاتية والهواء وما فيه من عناصر، فقالت لي: إنك مخطئ.. : لست أنا هو

    سألت السماء والشمس والكواكب والقمر أجابتني كلها: لست أنا هو

    سـالت جميع الخلائق التي تحيط بمنافذ حواسي الجسدية فقال لي: لست أنا هو

    إذن، أنبئيني: أين هو؟

    فصرخت كلها بصوت واحد: هو الذي صنعنا" (القديس أغسطينوس).

    إصحاح الخلق - من سفر يشوع بن سيراخ (سي43)

    الجلد الطاهر فخر العلاء.. ومنظر السماء مراى مجده..

    الشمس عند خروجها تبشر بمراها.. هي آلة عجيبة صنع العلي. عند هاجرتها تيبس البقعة، فمن يقوم امام حرها؟ الشمس كنافخ في الاتون لما يصنع في النار.. تحرق الجبال ثلاثة اضعاف، وتبعث ابخرة نارية، وتلمع باشعة تجهر العيون.. عظيم الرب صانعها الذي بامره تسرع في سيرها..

    والقمر بجميع احواله الموقتة، هو نبأ الازمنة وعلامة الدهر.. من القمر علامة العيد، هو نير ينقص عند التمام.. باسمه سمي الشهر وفي تغيره يزداد زيادة عجيبة.. ان في العلاء محلة عسكر تتلالا في جلد السماء.. هناك بهاء السماء ومجد النجوم وعالم متالق والرب في الاعالي.... عند كلام القدوس تقوم لاجراء احكامه، ولا ياخذها في محارسها فتور..

    انظر الى قوس الغمام، وبارك صانعها، ان رونقها في غاية الجمال.. تنطق السماء منطقة مجد ويد العلي تمدانها.. مصدر المقال موقع أنبا تكلاهيمانوت.

    بامره عجل الثلج ورشق بروق قضائه.. وبه انفتحت الكنوز وطارت الغيوم كذوات الاجنحة.. بعظمته شدد الغيوم فانقضت حجارة البرد.. بلحظاته تتزلزل الجبال وبارادته تهب الجنوب.. عند صوت رعده تتمخض الارض عند عاصفة الشمال وزوبعة الريح.. يذري الثلج كما يتطاير ذوات الاجنحة وانحداره كنزول الجراد.. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). تعجب العين من حسن بياضه وينذهل القلب من مطره.. و يسكب الصقيع كالملح على الارض واذا جمد صار كاطراف الاوتاد..

    تهب ريح الشمال الباردة فيجمد الماء، يستقر الجليد على كل مجتمع المياه ويلبس المياه درعا.. تاكل الجبال وتحرق الصحراء وتتلف الخضر كالنار.. يسرع الغمام فيشفي كل شيء والندى الناشئ من الحر يعيد البهجة.. بكلامه طامن الغمر وانبت فيه الجزائر.. الذين يركبون البحر يحدثون بهوله.. نسمع باذاننا فنتعجب.. هناك المصنوعات العجيبة الغريبة انواع الحيوانات خلائق الحيتان..

    به ينتهي الى النجاح وبكلمته يقوم الجميع.. إنا نكثر الكلام ولا نستقصي وغاية ما يُقال أنه هو الكل.. ماذا نستطيع من تمجيده وهو العظيم فوق جميع مصنوعاته..؟! مرهوب الرب وعظيم جدا وقدرته عجيبة.. إرفعوا الرب في تمجيده ما استطعتم فلا يزال ارفع.. باركوا الرب وارفعوه ما قدرتم، فإنه أعظم من كل مدح.. بالغوا في رفعه قدر طاقتكم، لا تكلوا فانكم لن تدركوه.. من رآه فيخبر؟! ومن يكبره كما هو..؟!

    و هناك خفايا كثيرة أعظم من هذه؛ فإن الذي رأيناه من أعماله هو القليل..

    إن الرب صنع كل شيء، وأتى الأتقياء الحكمة.

    +++
                  

07-21-2013, 01:11 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    - مدخل: حياتنا الكنسية

    الحياة الكنسية هي حضور الله معنا، هي إدراك الحياة مع المسيح الهنا وفادينا ومخلصنا، هي معرفة الله واليقين به في حياتنا، هي الإتحاد برب المجد بالمسيح، هى إختبار عمل الروح القدس فينا، لأنه ينقل الينا حياة المسيح، هي حياة الشهادة لملكوت الله.

    St-Takla.org Image: A COC : Coptic Orthodox Church: St. Takla Himanot Church, Alexandria, Egypt صورة: كنيسة قبطية أرثوذكسية : الكنيسة القبطية التي هي باسم القديس تكلاهيمانوت بالإسكندرية، مصر

    الحياة الكنسية هي حياة الكنيسة كلها مع الرب يسوع المسيح إلهها وفاديها ومخلصها، الكنيسة بكل أعضائها السمائيين والأرضيين، القديسون الذين في السماء، والمؤمنون الذين على الأرض، الكنيسة التي هي الكائن الحي المقدس، لأنها جسد رينا يسوع المسيح الحي القدوس "وأخضع كل شيء تحت قدميه وإياه جعل رأسا فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده ملء الذي يملأ الكل في الكل" (اف 1: 22 و23).

    الحياة الكنسية هي إدراك الله والكنيسة والملكوت. هي أن يعيش في داخلنا وفي أعماقنا الإيمان الحقيقى الحي والمعاش بربنا يسوع المسيح، وأن نعيش الكنيسة بكل مكوناتها المقدسة في داخلنا، ونختبر جمال عمقها الروحي، وأصالتها الأرثوذكسية، وأن نعيش من أجل الحياة الأبدية التي هي الجعالة التي نسعى إليها، ونريد تحقيقها (1 كو9:24)، وهذا عندما يكون هناك إرتباطا حقيقيًا بحياة الكنيسة. إرتباطٌ مقدسٌ لا ينفك ولا يضمحل. إرتباطٌ قائمٌ على مفاعيل الأسرار المقدسة في حياتنا، نلمس من خلالها المسيح الهنا وفادينا ومخلصنا الصالح، كما عبر القديس يوحناالحبيب قائلًا: "الذي شاهدناه ولمسته ايدينا من جهة كلمة الحياة، فإن الحياة أُظهرت، وقد رأيناه ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا، الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكى يكو لكم شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهى الآب، مع إبنه بسوع المسيح" (1يو1: 1 3).

    و أيضًا في الحياة الكنسية نحن نرتبط بالقديسين، إرتباطًا وثيقًا، حيث نتمتع بأبوتهم التي هي إمتداد لأبوة الله لنا، ومستمدة منه، فأبوة القديسين هي سر الحب الطاهر والمقدس الذي يتدفق في قلوبنا نحو المسيح، وهي مذاق لفردوس النعيم، وهي شهوة الملكوت التي تقدس كل قلب أحب الرب يسوع المسيح، وأراده أبًا أبديًا.

    وهذه الأبوة الروحية هي إستمرار لإنسكاب الأبوة الإلهية في قلوب الذين نالوا التبنى، وهي وعد الخلاص لكل الذين قبلوا الصليب في حياتهم، وبكل تبعياته المقدسة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وهي عطاء للشركة مع المسيح يسوع، وإستعلان مجده الإلهي، وهي الوجود في حضرة الله الدائمة.

    كما أن أبوة القديسين هي الدخول في محبة الأبوة الإلهية والإرتشاف من حنانها وحبها وصدقها، وهي تأكيد وتأصيل للعمل الإلهى في الإنسان الذي بدأ قبل أن يخلقه، وأُظهر يوم الخلاص، وأُستعلن في كلمة الله المتجسد، وتجلى على الصليب فوق الجلجثة، وتمجد بالقيامة والصعود والجلوس عن يمين الآب.

    حقًا إن الآباء هم جزء من التقليد الكنسى المقدس في حياتنا الكنسية، وهذا التقليد هو عمل وحياة الروح القدس في الكنيسة المستمر والدائم. لذلك نحن نؤمن بوجودهم في حياتنا، وبدورهم وعملهم معنا، وندرك مكانتهم في الكنيسة، ومن ثم نأخذ بركتهم، ونطلب شفاعتهم وصلواتهم وطلباتهم.
    +++
                  

07-22-2013, 10:38 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الاثنين)
    22 يوليو 2013
    15 أبيب 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 39 : 3 )
    فأقام على الصَّخرةِ رجليَّ. وسهَّل خطواتى. وجعل في فمي تسبيحاً جديداً. وسُبحاً لإلهنا. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 7 : 22 ـ 25 )
    لأنه يوجد كثيرونَ سيقولونَ لي في ذلك اليَوم: ياربُّ ياربُّ، أَليسَ بِاسمك تنبَّأنا، وبِاسمك أخرجنا شياطين، وبِاسمك صنعنا قوَّاتٍ كثيرةً؟ فحينئذٍ أُظهِر لهم إني لا أعرفكُم قطُّ! إذهبوا عنِّي يا فاعلي الإثم!فكلُّ مَن يَسمع أقوالي هذه ويعمل بها، أُشبِّهُه برجلٍ عاقلٍ، بنى بيته على الصَّخر. فنزل المطر، وجاءت الأنهارُ، وهبَّت الرِّياحُ، وصدمت ذلك البيت فلم يسقُط، لأنَّ أساسه كان ثابتاً على الصَّخرِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 88 : 16 ، 13 )
    حقي ورحمتي معهُ، وبِاسمي يرتفع قرنهُ، حينئذٍ بالوحي تكلَّمتُ مع بنيِكَ، وقلت إنِّي وضعتُ عوناً على القويِّ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 13 : 23 ـ 30 )
    فقال له واحدُ: " يا سـيِّد، أقليلٌ هم الذين يخلُصون؟ " فقال لهم: اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضَّيِّق، فإنِّي أقول لكم: إنَّ كثيرين سيطلبون أن يدخلوا ولا يقدرون وإذا بلغ أن يقوم ربُّ البيت ويُغلِق الباب، فتبتدئون بالوقوف خارجاً وتقرعون الباب قائلين: يا ربُّ يا ربُّ، افتح لنا، فيجيب ويقول لكم: لا أعرفكم من أين أنتُم! حينئذٍ تبتدئون تقولون: أكلنا قُدَّامك وشربنا، وعلَّمت في شوارعنا. فيقول لكم: إني لا أعرفكم من أين أنتم! اذهبوا عنِّي يا جميع فاعلي الظُّلم. هناك يكون البُكاء وصرير الأسنان، مَتَى رأيتم إبراهيم وإسحق ويعقوب وجميع الأنبياء في ملكوت الله، وأنتم مطرحون خارجاً. ويأتون من المشارق والمغارب ومن الشمال والجنوب، ويَتَّكِئُونَ في ملكوت اللهِ. هوذا آخِرُونَ يكونون أوَّلين. وأوَّلون يكونون آخِرِينَ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس
    ( 3 : 1 ـ 8 )
    وأنا أيضاً أيُّها الإخوة لم أستطع أن أُكلِّمكم كروحيِّين، بل كجسديِّين كأطفالٍ في المسيح، سَقَيتُكم لبناً لا طعاماً، لأنكم لم تكونوا بعدُ تستطيعون، وحتى للآن أيضاً لا تستطيعون، لأنكم بعد جسديُّون. فأنه إذ فيكم حسدٌ وخِصامٌ، ألستم جسديِّين وتسلكون بحسب البشر؟ لأنه إذا قال ‎‎‎‎‎‎‎‎واحدٌ: " أنا لبُولُس " وآخر: " أنا لأبُلُّوس " أفلستُم جسديِّين؟فمَن هو أبُلُّوس، ومن هو بولُس؟ بل خادمان آمنتُم بواسطتهما، وكما أعطى الربُّ لكلِّ واحدٍ: أنا غرستُ وأبُلُّوس سقى، لكن الله كان يُنْمِي، إذاً ليس الغارسُ شيئاً ولا السَّاقي، بل الله الذي يُنْمِي، والغارس والسَّاقي هما واحدٌ، ولكن كل واحد سيأخُذُ أُجرته بحسب تعبِهِ.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الثانية
    ( 1 : 1 ـ 11 )
    سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله، إلى الذين نالوا معنا إيماناً مُكرماً مساوياً لنا. ببرِّ إلهنا والمُخلِّص يسوع المسيح. لتكثر لكم النِّعمة والسَّلام بمعرفة الله ويسوع المسيح ربِّنا.كما أن كلَّ شيءٍ قد صار لنا بقوة لاهوته للحياة والتَّقوى، التى أُعطِيَت لنا مجاناً بمعرفة الذي دعانا بمجده والفضيلة، وبواسطة هذه الأمجاد الجليلة، التى أُعطِيَت لنا للكرامة لكى تصيروا بها شُركاء الطَّبيعة الإلهيَّة، هاربين من شهوة الفساد التى في العالم. ولهذا عينه ـ وأنتم باذلون كل اجتهاد ـ قـدِّموا في إيمانكم فضيلة، وفى الفضيلة معرفة، وفى المعرفة تعفُّفـاً، وفى التَّعفُّف صبراً، وفى الصَّبر تقوى، وفى التَّقوى مودَّة أخويَّةً، وفى المودَّة الأخويَّة محبَّة. لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت، تُصَيِّركُمْ لا مُتكاسلين ولا غير مُثمرين لمعرفة ربِّنا يسوع المسيح. لأن الذي ليس عنده هذه، هو أعمى قصير البَصر، قد نسيَ تطهير خطاياه السَّالفة. لذلك بالأكثر اجتهدوا أيُّها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين بالأعمال الصَّالحة. لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تَزِلُّوا أبداً. لأنه هكذا يُقدَّم لكم بغنى دخول إلى ملكوت ربِّنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح الأبديِّ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 15 : 13 ـ 29 )
    وبعدما سكتا أجاب يعقوب قائلاً: " أيُّها الرِّجال إخوتنا، اسمعوني. سمعان قد أَخبر كيف افتقد الله أولاً الأُمَم ليأخذ منهم شعباً على اسمه. وهذا توافقه أقوال الأنبياء، كما هو مكتوبٌ: سأرجع بعد هذا وأبني أيضاً خيمة داود السَّاقطة، وأبني أيضاً ردمها وأُقيمها ثانية، لكي يطلب الباقون من النَّاس الربَّ، وجميع الأُمَم الذين دُعِيَ اسمى عليهم، يقول الربُّ الصَّانع هذا الأمر، المعروف عند الربِّ منذُ الأزل. لذلكَ أنا أقضي أن لا يُثَقَّل على الرَّاجعين إلى اللهِ من الأُمَم، بل يُرسَل إليهم أن يمتنعوا عن ذبائح الأصنام، والزِّنى، والمخنوق، والدَّم المائت. لأنَّ موسى منذُ الأجيال الأولى كان له من يكرز به في كل مدينة، في المجامع إذ يقرأونه في كل سبتٍ.حينئذٍ رأى الرُّسل والقسوس وكل الكنيسة أن يختاروا رجالاً منهم ليرسلوهم إلى أنطاكية مع بولـس وبرناباس: يهـوذا الذي يُدعَـى برسـاباس، وسيلاس، رجُلين مُتقدِّمين في الإخوة. وكتبوا بأيديهم هكذا: " الرسل والقسوس والإخوة يُهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأُمَم في أنطاكية وسوريَّة وكيليكيَّة: إذ قد سَمعنا أن قوماً منكم قد خرجوا فأقلقوكم، إذ يُميلون أنفسكم بأقوال التي لم نقولها. فقد رأينا واجتمعنا برأيٍ واحدٍ واخترنا رجُليْن وأرسلناهما إليكم مع حبيبينا برناباس وبولس، أُناس قد بذلوا أنفسهم على اسم ربِّنا يسوع المسيح. فأَرسلنا معهما يهوذا وسيلاس، وهما أيضاً يخبرانكم بهذا القول. لأنَّ الرُّوح القدس قد ارتضَى ونحن أيضاً أن لا نزيد عليكم ثقلاً أكثر، غير هذه الضرورية: احفظوا نفوسكم من ذبائح الأوثان، ومن الدَّم الميت، والمخنوق، ومن الزِّنى، وهذه إذا حفظتم نفوسكم منها فَنِعِمَّا ما تصنعون. كونوا مُعَافينَ.
    ( لم تزَلْ كَلمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ...
    اليوم الخامس عشر من شهر أبيب المبارك
    1. نياحة أنبا افرآم السريانى.
    2. شهادة كرياكوس ويوليطة أمه.
    3. شهادة أنبا هرسيوس.
    4. نياحة أنبا آمون أسقف سخا.
    1ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً من سنة 379م تنيَّح الأب القديس الأنبا افرآم السرياني. وُلِدَ في مدينة نصيبين في أوائل الجيل الرابع من أبوين وثنيين في أيام الملك البار قسطنطين. واتفق له أن اجتمع بالقديس يعقوب مطران نصيبين، الذي وعظه وعلَّمه حقائق الإيمان المسيحي، فآمن افرآم على يديه، وتعمَّد منه ولبث عنده. وأخذ في التعبد الزائد حتى فاق أهل زمانه، وصار يُجادِل الأُمَميين، ويتغلب عليهم بالنعمة التي فيه. ولمَّا اجتمع مجمع نيقية صحب معلمه مار يعقوب إلى هناك.وحدث في أحد الأيام والقديس افرآم قائم في الصلاة أن رأى عموداً من نور، مُمتداً من الأرض إلى السماء. فلمَّا تعجب من ذلك سمع صوتاً يقول له: " هذا الذي رأيته هو القديس باسيليوس أسقف قيصرية ". فاشتاق أن يراه وذهب إلى قيصرية، ودخل الكنيسة ووقف في زاوية منها فرأى القديـس باسيليـوس وهو مُرتـدي بدلـة الكهنوت مُوشــاة بالذهـب. فشـكَّ فـي قداسته. فأراه الرب حمامة بيضاء حلَّت على رأسه.ثم ألهم اللـه القديس باسيليوس بوجود القديس افرآم، فاستدعاه بِاسمه فعجب الأنبا افرآم كيف عرفه وسلَّما على بعضهما. ثُمَّ رسمه القديس باسيليوس شماساً فزاد في نسكه. وظهرت منه فضائل عظيمة تفوق الوصف. منها أن أحد النِّساء المحتشمات استحت أن تعترف للقديس باسيليوس مشافهة. فكتبت خطاياها منذُ صباها في قرطاس، وأعطته للقديس باسيليوس. فلمَّا تناوله وعرف ما فيه صلَّى من أجلها فابيضَّ القرطاس إلاَّ من خطية واحدة كانت عظيمة. فبكت المرأة وتضرعت إليه أن يُصلِّي عنها ليغفر لها اللـه خطيتها هذه. فقال لها: " اذهبي إلى البرية حيث القديس افرآم وهو يُصلِّي من أجلك ". فذهبت إليه وأعلمته بذلك. فقال لها: " أنا رجل غير أهل لهذه الدرجة. فعودي إلى القديس باسيليوس لأنَّه رئيس كهنة، وأسرعي قبل خروجه من هذا العالم ". ولمَّا رجعت المرأة وجدته قد تنيَّح، وهو محمول على رؤوس الكهنة. فبكت وألقت القرطاس على نعشه. وصلت إلى اللـه مستشفعة بالقديس، ثم أخذت القرطاس فوجدته قد صار أبيض.وقد صنع القديس افرآم آيات كثيرة. وفي أيامه ظهر ابن ديصان وكان كافراً، فجادله هذا الأب حتَّى تغلب عليه. وقد وضع مقالات وميامر كثيرة جداً.ولمَّا أكمل جهاده انتقل إلى الرب . صلاته تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً: استشهد القديس كرياكوس ويوليطة أمه. عندما كان عمر كرياكوس ثلاث سنوات، بارحت أمه أيقونية موطنها، ومعها ولدها إلى طرسوس، هرباً من الوالي الذي كان يُعذِّب المسيحيين، ولكنها وجدته هناك. فسعوا بها لديه. فاستحضرها وعرض عليها عبادة الأوثان ، فقالت له: " أن قولك هذا لا يقبله طفل ابن ثلاث سنوات ". فقال لها: " نسأل طفلك هذا ". فأنطق اللـه الطفل وصاح قائلاً : " إن معبوداتك حجارة وأخشاب صنعة الأيدي، وليس إله إلاَّ سيدى يسوع المسيح ". فاندهش الحاضرون وافتضح الوالي، ولذلك عذَّبه عذاباً يفوق سنه، وعذَّب أُمّه أيضاً بأنواع كثيرة، وكان الرب يُقيمهما سالمين، وشاهد ذلك أُناسٌ كثيرون، فآمنوا بالسيد المسيح ونالوا إكليل الشهادة. وأخيراً أمر الوالي بقطع رأسيهما، ونالا إكليل الحياة. صلاتهما تكون معنا. آمين.
    3ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس الجليل أنبا هرسيوس بصول. صلاته تكون معنا. آمين
    4ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً تنيح أنبا آمون أسقف سخا." شفاعته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين. "

    من مزامير أبينا داود النبي ( 60 : 1، 2 )
    استمع يا الله طلبتي. اصغَ إلى صلاتي. على الصَّخرةِ رفعتني وأرشدتني. صِرتَ رجائي وبُرجاً حصِيناً. هللويا

    من إنجيل معلمنا لوقا البشير (14 : 25 ـ 35 )
    وكان جموعٌ كثيرةٌ سائرين معه، فالتفت وقال لهم: " مَن يأتى إليَّ ولا يُبغِض أباه وأُمَّه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتَّى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً. ومن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يُمكنه أن يصير لي تلميذاً. فإنه مَن منكم يُريد أن يبني بُرجاً أفلا يجلس أوَّلاً ويحسب النَّفقة، وهل عنده ما يُكمِّله؟ لئلاَّ يضع الأساس ولا يقدر أن يُكمِّله، فيبتدئ جميع النَّاظرين يهزأون به، قائلين: إنَّ هذا الرَّجُل ابتدأ يبني ولم يقدر أن يُكمِّلهُ. أو أيُّ ملك يمضى إلى محاربة ملك آخر، أفلا يجلس أوَّلاً ويتشاور: هل يقدر أن يُلاقي بعشرة آلافٍ الذي يأتي عليه بعشرين ألفاً؟ وإلاَّ فما دام بعيداً منه يُرسِل شفاعةً طالباً سِلماً. فهكذا كلُّ واحدٍ منكم إن لم يترك جميع أمواله لا يقدِر أن يصير لي تلميذاً.الملحُ جيدٌ. فإن فسد الملح فبماذا يُمَلح؟ فلا لأرضٍ يصلح ولا لمزبلةٍ، بل يُلقى خارجاً. مَن لهُ أُذنان للسَّمع فليَسمع! ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++

    (عدل بواسطة Sudany Agouz on 07-22-2013, 10:39 PM)

                  

07-23-2013, 10:35 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث
    ما هو الخير؟

    كلنا نؤمن بالخير. ونريد أن نعمل الخير.

    ولكننا نختلف فيما بيننا في معني الخير وفي طريقته. وما يظنه أحدنا خيرًا. قد لا يراه كذلك! فما هو الخير؟ وما هي مقاييسه؟

    لكي نحكم علي أي عمل بأنه خير: ينبغي أن يكون هذا العمل خيرًا في ذاته. وخيرًا في وسيلته.. وخيرًا في هدفه. وبقدر الإمكان يكون أيضًا خيرًا في نتائجه..

    وسنحاول أن نتناول هذه النقاط واحدة فواحدة. ونحللها.. وسؤالنا الأول: ما معني أن يكون العمل خيرًا في ذاته؟

    في الواقع أن كثيرين بنيّة طيبة قد يعملون أعمالًا يظنونها خيرًا. وقد تكون علي عكس ذلك تمامًا.
    مثال ذلك الأب الذي يدلّل ابنه تدليلا زائدًا. يتلفه!
    ومثال ذلك أيضا الأب الذي يقسو علي ابنه قسوة تجعله يطلب الحنان من مصدر آخر ربما يقوده إلي الانحراف!
    وقد يظن كل من هذين الأبوين أنه يفعل خيرًا. وأن أسلوبه هو التربية السليمة الصالحة. بينما يكون مخطئًا في فهم معني الخير..
    وربما يكون الخير في مرحلة متوسطة بين التصرفين: بين التدليل والشدة. وقد يكون في التدليل حينًا. وفي الشدة حينًا آخر. حسبما تقتضي الظروف والأسباب.


    وإذا شك إنسان فيما يكون خيرًا. عليه أولًا أن يتروي حتى يتثبت. ومن الممكن أيضًا أن يسترشد بغيره.
    يستشير شخصًا راجح الفكر وواسع العقل. وذا خبرة في مثل هذا الأمر. فيضيف إلي عقله عقلًا. وربما يطرق معه زاوية معينة. أو يعرض له بعض ردود الفعل.
    من أجل ذلك أوجد الله المشيرين وذوي الخبرة والفهم. كل منهم دليل في طريق الحياة. كما أوجد المربين والحكماء. وجعل هذه المشورة أيضًا في مسئولية الوالدين والمعلمين والقادة. وكل من يؤتمنون علي التربية والتوعية والإرشاد.

    ولكن يُشترط في المرشد الذي يدل الناس علي طريق الخير. أن يكون هو نفسه حكيمًا. صافيًا في روحه.
    وينبغي أن يكون هذا المرشد عميقًا في فهمه. لئلا يضل غيره من حيث لا يدر ي ولا يقصد. فقد قال السيد المسيح "وأعمي يقود أعمي. كلاهما يسقطان في حفرة".
    حقًا ما أصعب السقطة التي تأتي نتيجة أن يتبوأ إنسان غير مؤهل مسئولية الإرشاد. فيضّيع غيره. فلا يصح إذن أن يسرع شخص بإقامة نفسه علي هداية غيره. نتيجة ثقة زائفة بذاته.
    لذلك كان كثيرون من المتواضعين يهربون من مراكز القيادة الروحية. عارفين أن الشخص الذي يقود غيره في طريق ما. أو ينصح غيره نصيحة ما. إنما يتحمل أمام الله مسئولية نصائحه وإرشاداته.

    فعلي الإنسان حينما يسترشد. أن يدقق في اختيار مرشديه:
    ولا يسمع لكل قول. ولا يجري وراء كل نصيحة مهما كان قائلها. ولا يتبع الناس بل يتبع الحق. لأنه "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" فنصائح الناس يجب أن تكون موافقة لوصايا الله.
    إذن الخير مرتبط بالحق الخالص. ومرتبط بكلام الله إن أحسن الناس فهمه. وإن أحسنوا تفسيره. وإن ساروا وراء روحه لا حرفه.
    إن كلام الله هو الحق الخالص. والخير الخالص
    ولكن تفسير الناس لكلام الله. قد يكون شيئا آخر!
    إن كلام الله يحتاج إلي ضمير حي يفهمه. وإلي قلب نقي يدركه. وما أخطر أن نحدّ كلام الله بفهمنا الخاص! وما أخطر أن نفتر بفهمنا. ونظن أنه الحق ولا حق غيره! وأنه الفهم السليم ولا فهم غيره!

    إن الذي يريد أن يعرف الخير. عليه أن يتواضع..
    يتواضع. فيسأل ويقرأ ويبحث ويتأمل. محاولًا أن يعمل وأن يفهم. وحينما يسأل. عليه أن يسأل الروحيين المتواضعين الذين يكشف لهم الله أسراره. كما يسأل الحكماء الفاهمين. ذوي المعرفة الحقيقية والإدراك العميق. وكما قال الشاعر:
    فخذوا العلم علي أربابه .. واطلبوا الحكمة عند الحكماء
    لو كنا جميعا نعرف الخير. ما كنا نتخاصم وما كنا نختلف..
    علينا إذن في تواضع قلب أن نصلي كما صلي داود النبي من قبل: "علّمني يا رب طرقك.. فهمني سبلك".
    إن الصلاة بلاشك. هي وسيلة أساسية لمعرفة الحق والخير.
    وبها يكشف الله للناس الطريق السليم الصحيح.

    وهنا نسأل سؤالًا هامًا:
    هل ضمير كل إنسان هو الحكم في معرفة الخير؟ وهل يتبعه بلا نقاش؟
    بداءة أقول: يجب علي كل إنسان أن يطيع ضميره (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولكن يجب أيضًا أن يكون ضميره صالحا. فهناك ضمائر تحتاج إلي هداية.
    إن الأخ الذي قتل أخته دفاعًا عن الشرف!. أو الأخ الذي قتل أخته. لأنها أرادت أن تتزوج بعد وفاة زوجها الأول.. ألم يكن كل منهما مستريح الضمير في قتله لأخته؟! ألم يسر كل منهما علي هدي من ضميره. وكان ضميره مريضًا؟!
    إن الضمير يستنير بالمعرفة: بالوعظ والتعليم والإرشاد والنصح. وبالقراءة السليمة.. فلنداوم علي كل ذلك. لكي يكون لنا ضمير صالح أمام الله.
    لأننا كثيرًا ما نعمل عملًا بضمير مستريح. واثقين أنه خير! ثم يتضح لنا بعد حين أنه كان عملًا خاطئًا. فنندم علي ذلك العمل الذي كان يريحنا ويفرحنا من قبل!
    ومثل هذا العمل قد يسمي في الروحيات أحيانًا "خطيئة جهل".
    إن الإنسان الصالح ينمو يومًا بعد يوم في معرفته الروحية.

    وبهذا النمو يستنير ضميره أكثر. ويعرف ما لم يكن يعرفه. ويدرك أعماقًا من الخير لم يكن يعرفها قبلًا. وربما بعض فضائله السابقة يتضح له كأنها لاشيء. بل يستصغر نفسه حينما كان يتيه بها في يوم ما!
    من هنا كان القديسون متواضعين.. لأنهم بنموهم في الفضيلة يتكشفون كل يوم ضآلة الفضائل التي جاهدوا من أجلها زمانًا طويلًا!
    وذلك بسبب نمو ضميرهم. واستنارته في معرفة الخير.

    الخير أيضا يرتبط بنسيانه: إذ ننسي الخير الذي نفعله. من فرط انشغالنا بخير أعظم نريد أن نعمله.. أو ننسي أننا عملنا هذا الخير. موقنين أن الله هو الذي عمله بواسطتنا. وكان يمكن أن يعمله بواسطة غيرنا. لولا أنه من تواضعه ومحبته. شاء أن يتم هذا الخير علي أيدينا. علي غير استحقاق منا لذلك.
    ما هو الخير؟
    الخير هو أن ترتفع فوق ذاتك ولذاتك. وأن تطلب الحق أينما وجد. وتثبت فيه. وتحتمل لأجله. الخير هو النقاء والقداسة والكمال.

    الخير لا يتجزأ. فلا يكون إنسانًا خيرًا وغير خير في نفس الوقت.
    أي لا يكون صالحًا وشريرًا في وقت واحد.
    الإنسان الخير ليس هو الذي تزيد حسناته علي سيئاته. فربما سيئة واحدة تتلف نقاوته وصفاء قلبه. إن ميكروبا واحدًا كاف لأن يلقي إنسانًا علي فراش المرض. ليس هو محتاجًا إلي مجموعات متعددة من الجراثيم. لكي يحسب مريضًا!! تكفي جرثومة واحدة. هكذا خطية واحدة تضيّع نقاوة الإنسان.

    إن الشخص الشرير ليس هو الذي يرتكب كل أنواع الشرور.
    إنما بواسطة شر واحد يفقد نقاوته. مهما كانت له فضائل متعددة.
    فالسارق إنسان شرير. لا نحسبه من الأخيار. مهما كان في نفس الوقت لطيفًا أو بشوشًا. أو متواضعًا أو متسامحًا. أو كريمًا أو خدومًا.
    والظالم إنسان شرير. وكذلك القاسي والشتّام. وقد يكون أي واحد من هؤلاء شجاعًا. أو مواظبًا علي الصلاة والصوم!
    فإن أردت أن تكون خيّرًا. سر في طريق الخير كله. ولا تترك شائبة واحدة تعكر نقاء قلبك. ولا تظن انك تستطيع أن تغطي رذيلة بفضيلة.. أو أن تعوّض سقوطك في خطيئة معينة. بنجاحك في زاوية أخري من زوايا الخير.. بل في المكان الذي هزمك الشيطان فيه. يجب أن تنتصر.. علي نفس الخطية. وعلي نفس نقطة الضعف.

    كن خيّرًا. وقس نفسك بكل مقاييس الكمال. وأعرف نواحي النقص التي فيك. وجاهد لكي تنتصر عليها..
    فنحن مطالبون بأن نسير في طريق الكمال حسبما نستطيع. لأن النقص ليس خيرًا.
    والخير ليس هو فقط أن تعمل الخير. بل بالأكثر أن تحب الخير الذي تعمله. فقد يوجد إنسان يفعل الخير مرغمًا دون أن يريده. أو أن يعمل الخير بدافع من الخوف. أو بسبب الرياء. لكي ينظره الناس. أو لكي يكسب مديحًا أو لكي يهرب من انتقاد الآخرين...!
    وقد يوجد من يفعل الخير وهو متذمر ومتضايق. كمن يقول الصدق ونفسيته متعبة. ويود لو يكذب وينجو. أو من يتصدق علي فقير. وهو ساخط وبوده ألا يدفع!
    فهل نسمي كل ذلك خيرًا ؟
    بل عمق الخير. هو محبة الخير الذي تفعله...

    فقد يوجد من يفعل الخير لمجرد إطاعة وصية الله. دون أن يصل قلبه إلي محبة الوصية! كمن لا يرتكب الزنا والفحشاء. لمجرد وصية الله التي تقول "لا تزن". دون أن تكون في قلبه محبة العفة والطهارة! وفي ذلك قال القديس جيروم: يوجد أشخاص عفيفون وطاهرون بأجسادهم. بينما تكون نفوسهم زانية!
    مثال آخر: من يدفع من ماله صدقة للفقراء. لمجرد إطاعة الوصية. ويكون كمن يدفع ضريبة أو جزية! دون أن تدخل محبة الفقراء إلي قلبه..

    كل هؤلاء اهتموا بالخير في شكلياته. وليس في روحه. والخير ليس شكليات. وليس لونا من المظاهر الزائفة. إنما هو روح. ويكمن في القلب.
    لذلك فاختبار الخير يكون بمعرفة حالة القلب من الداخل.
    ولكي نحكم علي أي عمل بأنه خير. يجب أولًا أن نفحص دوافعه وأسبابه وأهدافه. فالدوافع هي التي تظهر لنا خيرية العمل من عدمها.
    فقد يوبخك اثنان: أحدهما بدافع الحب. والآخر بدافع الإهانة.. ويكون عمل أحدهما خيرًا. وعمل الآخر شرًا. وقد يشترك اثنان في تنظيم سياسي وطني: أحدهما من أجل حب الوطن والتفاني في خدمته. والآخر من أجل حب الظهور أو حب المظاهر. وهنا الهدف يختلف. والنية تختلف..

    الخير أيضًا ليس عملًا مفردًا أو طارئًا. إنما هو حياة.
    فالشخص الرحيم ليس هو الذي أحيانًا يرحم. أو الذي ظهرت رحمته في موقف معين.. إنما الرحيم هو الذي تتصف حياته كلها بالرحمة. فتظهر الرحمة في كل أعماله. وفي كل معاملاته: في أقواله وفي مشاعره. حتى في الوقت الذي لا يباشر فيه عمل رحمة.
    الخير هو اقتناع داخلي بالحياة الصالحة. مع إرادة مثابرة مجاهدة في عمل الخير وتنفيذه.. هو حب صادق لفضيلة. مع حياة فاضلة.
    الخير هو شهوة في القلب لعمل الصلاح. تعبر عن ذاتها وعن وجودها بأعمال صالحة. وليس هو مجرد روتين إلى للعمل الصالح.
    ما لم يصل الإنسان إلي محبة الخير. والتعلق به. والحماس لأجله. والجهاد لتحقيقه. فهو لا يزال في درجة المبتدئين.
    "وللمقال بقية".
    +++
                  

07-25-2013, 00:22 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الاربعاء)
    24 يوليو 2013
    17 أبيب 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 67 : 24 ـ 25 )
    تُبادِرُ الرؤساءُ إلى كلِّ المُرتِّلين، في وسطِ صبايا ضارباتٍ بالدفوفِ. في الكنائس باركوا اللـه، والربُّ مِن ينابيع إسرائيلَ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 26 : 6 ـ 13 )
    وفيما كان يسوعُ في بيتِ عنيا في بيتِ سمعان الأبرص، جاءت إليه امرأةٌ معها قارورةُ طيبٍ كثير الثَّمن، فسكبتهُ على رأسِهِ وهو مُتَّكئٌ. فلمَّا رأى تلاميذهُ ذلك تقمقموا قائلين: " لماذا كان هذا الإتلافُ ؟ لأنَّه كان يُمكن أن يُباع هذا بكثيرٍ ويُعطى للفُقراءِ ". فعلِمَ يسوعُ وقال لهم: " لماذا تُتعبونَ المرأةَ ؟ فإنَّها قد عمِلَت بي عملاً حسناً ! لأنَّ الفُقراء معكُم في كلِّ حينٍ، وأمَّا أنا فلستُ معكُم في كلِّ حينٍ. لأنَّ هذه قد سَكَبَت هذا الطِّيبَ على جسدي لتَكْفيني. الحقَّ أقولُ لكُم : حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كلِّ العالم يُخبرْ أيضاً بما فعلتهُ هذه المرأة تذكاراً لها.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 8 : 2 ، 3 )
    مِن أفواهِ الأطفال والرُّضعان هيأتَ سُبحاً، لأنِّي أرى السَّمَواتِ أعمالَ يديكَ، والقمر والنجوم أنتَ أسَّستَها. هللويا.

    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 4 : 15 ـ 24 )
    قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أعطني هذا الماء لكي لا أعطشَ ولا آتي إلى هنا لأستقيَ ". قال لها يسوعُ: " اذهبي وادعي زوجكِ وتعاليْ إلى هنا ". أجابت المرأةُ وقالت: " ليسَ لي زوجٌ ". قال لها يسوعُ: " حسناً قلتِ ليسَ لي زوجٌ، لأنَّه كان لكِ خمسةُ أزواجٍ، والَّذي معكِ الآنَ ليسَ هو زوجكِ. هذا قُلتِ بالصِّدقِ ". قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أرى أنَّك نبيٌّ! آباؤُنا سجدوا على هذا الجبل، وأنتُم تقولون إنَّ موضع السجود في أورشليمَ الذي ينبغي أن يُسجدَ فيهِ ". قال لها يسوعُ: " يا امرأةُ ، صدِّقيني أنَّه تأتي ساعةٌ، حتَّى أنَّه لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم يُسجد للآب. أنتم تسجدونَ للذي لا تعرفونه. أمَّا نحن فنسجُد للذي نعرفه. لأنَّ الخلاصَ هو من اليهود. ولكن ستأتي ساعةٌ، وهيَ الآن، حين السَّاجدون الحقيقيُّونَ يَسجدون للآب بالرُّوح والحقِّ، لأنَّ الآب أيضاً يطلب مثل هؤلاء الذين يسجدون له. الله روحٌ هو. والذين يسجدون له يجب أن يسجدوا بالرُّوح والحقِّ ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
    ( 5 : 8 ـ 21 )
    سيروا إذاً كأولاد النُّور. لأنَّ ثمرَ الروح هو في كلِّ صلاحٍ وبرٍّ وحقٍّ. مُختبرين مَا هو مَرضيٌّ عند الرَّبِّ. ولا تشتركوا في أعمال الظُّلمة غير المُثمرةِ بل بالحريِّ وبِّخوها. لأنَّ الأمور التي يفعلونها سرّاً، ذكرُها أيضاً من العار. ولكنَّ كلَّ ما يوبِّخهُ النُّور يُعلن. لأنَّ كلَّ ما أُظهِرَ فهو نورٌ. ومن أجل هذا يقول: " قُم أيُّها النَّائم وقُمْ واقفاً من بين الأمواتِ فيُضيءَ لكَ المسيحُ ". فانظروا الآن يا إخوتي نظراً شافياً بالتَّدقيق كيف تسيرون لا كجهلاء بل كحكماء. مُفتدين الوقت لأنَّ الأيَّام شرِّيرةٌ. من أجل هذا لا تكونوا أغبياء بل افهموا ما هيَ إرادة الرَّبِّ. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه عدم الصحة بل كونوا كاملين بالرُّوح، ومكلِّمين أنفسكم بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وتراتيل روحيَّة، مُسبِّحين ومُرتِّلين للـربِّ في قلوبكم. شاكرين كلَّ حينٍ على كلِّ شيءٍ في اسم ربِّنا يسوع المسيح واللـه الآب. خاضعين بعضكم لبعض في خوفِ المسيح.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 3 : 5 ـ 14 )
    لأنَّه هكذا كانت قديماً النِّساءُ القدِّيساتُ أيضاً المتوكِّلاتُ على الله، يُزيِّنَّ أنفسهنَّ خاضعاتٍ لرجالهنَّ، كما كانت سارةُ تُطيعُ إبراهيم وتدعوه سيِّدى. التي صرتُنَّ لها أولاداً، صانعاتٍ الخير، وغير خائفاتٍ خوفاً من أحد البتَّة.كذلك أنتم أيضاً أيُّها الرِّجالُ، كونوا ساكنينَ معهُنَّ عالمين أن النِّساء آنية ضعيفــة، مُعطينَ إيَّـاهُنَّ كرامــةً، كالوارثاتِ أيضــاً نعمة الحيــاة بأي نـوع لكي لا تُعاقَ صلواتكُم. والنهايةُ، كونوا جميعاً برأي واحدٍ، وكونوا مشتركين في الآلام. وكونوا مُحبيِّن الإخوة رحومين مُتواضعين، غير مُجازينَ عن شرٍّ بشرٍّ أو عن شتيمةٍ بشتيمةٍ، بل بالعكس مُبارِكينَ، لأنكم لهذا الأمر دُعيتم لكي ترثوا البركة. لأنَّ من أراد أن يُحبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحةً، فليكفُفْ لسانهُ عن الشَّرِّ وشفتيه من أن يَتكلما بالمَكْرِ، وليَحِد عن الشَّرِّ ويصنع الخير، وليطلُب السَّلام ويَجِدَّ في أثرهِ. لأنَّ عيني الرَّبِّ تنظران الأبرارُ وأُذنيهِ تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الرَّبِّ ضدُّ فاعلي الشَّرِّ.فمن ذا الذي يمكنه أن يؤذيكم إذا كنتم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتُم من أجل البرِّ، فطوباكم. وأمَّا خوفهُم فلا تَخافوهُ ولا تضطربوا.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 21 : 5 ـ 14 )
    ولكن حدث لمَّا استَكملنَا الأيَّام خرجنا ومشينا، وهم يُشيِّعوننا، مع نساءٍ أيضاً وأولادهم إلى خارج المدينة. فجثونا على رُكبنا على الشَّاطئ وصلَّينا. ولمَّا ودَّعنا بعضنا بعضاً ركبنا السفينة. وأمَّا أولئك فرجعوا إلى خاصَّتهم.وأمَّا نحن فأقلعنا من صور، وأقبلنا إلى بتولمايس ( عكا ) فسلَّمنا على الإخوة وأقمنا عندهم يوماً واحداً. ثم خرجنا في الغد وجئنا إلى قيصريَّة، فدخلنا بيت فيلُبُّس المُبشِّر، إذ كان واحداً من السَّبعة وأقمنا عنده. وكان لهذا أربع بناتٍ عذارى كنَّ يتنبَّأنَ. وبينما نحن مُقيمونَ هناك أيَّاماً كثيرةً، جاء واحد من اليهوديَّة نبيٌّ اسمه أغابوس. فجاء إلينا، وأخذ منطقة بولس، وربط يَدَيْ نفسه ورجليه وقال : " هـذا ما يقوله الرُّوح القـدس : إن الرَّجُـل الذي له هذه المِنْطَقَةُ، سيربُطهُ اليهود هكذا في أورشليم ويُسلِّمونه إلى أيدِي الأُمَم ". فلمَّا سمعنا هذا طلبنا إليه نحنُ والإخوة الذين في ذلك المكان أن لا يصعد إلى أورشليم. حينئذٍ أجاب بولس وقال: " ماذا تفعلون؟ تَبكُونَ وتُحزنون قلبي، لأنِّي مُستعدٌّ ليس أن أُربط فقط، بل مُستعدٌّ أن أموتَ أيضاً في أورشليم لأجل اسم الربِّ يسوع ". ولمَّا لم يُقنَع سكتنا قائلين: " لتكن إرادةُ الربِّ ".
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ...
    اليوم السابع عشر من شهر أبيب المبارك
    شهادة القديسة أوفيمية.
    في مثل هذا اليوم استشهدت القديسة أوفيمية. وذلك أنه لمَّا عبر بريسقوس أحد نواب دقلديانوس ببعض القدِّيسين، وكانوا مربوطين بسلاسل في رقابهم كالكلاب، ورأتهم هذه القديسة، التهبت جوارحها بالغيرة، وتأثر قلبها فبكت، ثم لعنت الملك وأوثانه، ووبَّخت الوالي قائلة: " يا قاسي القلب أما تُشفق على هؤلاء القوم القدِّيسين! أو لا تخشى أن يُهلِكك إلههم! ". فغضب الوالي وأبلغ أمرها إلى دقلديانوس، فاستحضرها وسألها عن معتقدها فاعترفت أنها مسيحية، فعذَّبها بالضرب والحرق حتَّى أسلمت روحها الطاهرة بيد الرب. صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائما.آمين

    من مزامير أبينا داود النبي ( 44 : 16 )
    يُدخلنَ إلى المَلكِ عذارى في إثرِها. جميعُ أقربائها إليه يقدَّمْنَ. يَبلُغنَ بفرحٍ وابتهاجٍ يَدخُلنَ إلى هيكلِ المَلكِ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 1 ـ 13 )
    حينئذٍ يُشبهُ ملكوت السَّمَوات عشر عذارى، أخذن مصابيحهُنَّ وخرجن للقاء العريس. وكان خمسٌ منهُنَّ جاهلاتٍ، وخمسٌ حكيماتٍ. أمَّا الجاهلاتُ فأخذنَ مصابيحهُنَّ ولم يأخذنَ معهُنَّ زيتاً، وأمَّا الحكيماتُ فأخذن زيتاً في آنيتهنَّ مع مصابيحهنَّ. وإذ أبطأ العريسُ نعسنَ جميعهنَّ ونِمنَ. ففي منتصف اللَّيل صار صراخٌ: هوَذا العريس قد أقبل، فاخْرُجنَ للقائهِ! حينئذٍ قامت جميع أولئك العذارى وزينَ مصابيحهنَّ. فقالت الجاهلات للحكيمات: أعطيننا من زيتكنَّ فإنَّ مصابيحنا تنطفئُ. فأجابت الحكيمات قائلاتٍ: لعله لا يكفي لنا ولكنَّ، فالأحرى أن تذهبن إلى الباعة وابتعنَ لكُنَّ. وفيما هُنَّ ذاهباتٌ ليبتعنَ جاء العريسُ، والمستعدَّاتُ دخلنَ معه إلى العُرس، وأُغلق الباب. وأخيراً جاءت بقيَّة العذارى أيضاً قائلاتٍ: ياربنا ياربنا افتح لنا. فأجاب وقال الحقَّ أقول لكُنَّ: إنِّي لا أعرفكُنَّ. فاسهروا إذاً لأنَّكُم لا تعرفونَ اليومَ ولا السَّاعةَ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

07-25-2013, 05:52 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    2- الإنسان الخيِّر

    الخير هو أن ترتفع فوق مستوى ذاتك ولذاتك.. وأن تطلب الحق أينما وجد، وتثبت فيه وتحتمل من أجله.

    الخير هو النقاوة، هو الطهر والقداسة.. هو الكمال.

    الخير لا يتجزأ:

    فلا يكون إنسان خيرًا وغير خير في وقت واحد..

    أي لا يكون صالحًا وشريرًا في نفس الوقت.

    الإنسان الخير:

    ليس هو الذي تزيد حسناته على سيئاته!

    فربما سيئة واحدة تتلف نقاوته وصفاء قلبه!

    أن نقطة حبر واحدة كافية لأن تعكر كوبًا من الماء بأكمله، وميكروبًا واحدًا كاف لأن يلقى إنسانًا على فراش المرض. ليس هو محتاجًا إلى مجموعات متعددة من الجراثيم لكي يحسب مريضًا!! تكفى جرثومة واحدة.. كذلك خطية واحدة يمكنها أن تضيع قداسة الإنسان..

    إن الشخص الشرير ليس هو الذي يرتكب كل أنواع الشرور. إنما بواسطة شر واحد يفقد نقاوته مهما كانت له فضائل متعددة..

    فالسارق إنسان شرير. لا نحسبه من الأخيار. وربما يكون في نفس الوقت لطيفًا أو بشوشًا، أو متواضعًا، أو متسامحًا، أو كريمًا، أو نشيطًا..

    والظالم إنسان شرير، وكذلك القاسي، وكذلك الشتّام، وقد يكون أي واحد من هؤلاء غيورًا أو شجاعًا، أو مواظبًا على الصلاة والصوم..!

    إن أردت أن تكون خيرًا، سر في طريق الخير كله.. ولا تترك شائبة واحدة تعكر نقاء قلبك.

    ولا تظن أنك تستطيع أن تغطى رذيلة بفضيلة.

    أو أن تعوض سقوطك في خطيئة معينه، بنجاحك في زاوية أخرى من زوايا الخير.. بل في المكان الذي هزمك الشيطان فيه، يجب أن تنتصر.. على نفس الخطية، وعلى نفس نقطة الضعف..

    كن إنسان خيرًا، قس نفسك بكل مقاييس الكمال. واعرف نواحي النقص فيك، وجاهد لكي تنتصر عليها.. فهكذا علمنا الإنجيل المقدس: "كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل.. كونوا قديسين، كما أن أباكم الذي في السموات هو قدوس.." (مت48:5).

    نحن مطالبون إذن بأن نسير في طريق الكمال، لأن النقص ليس خيرًا.. والخير ليس هو فقط أن تعمل الخير.. بل بالأحرى أن تحب الخير الذي تعمله..

    فقد يوجد إنسان يفعل الخير مرغمًا دون أن يريده، أو أن يعمل الخير بدافع الخوف، أو بدافع الرياء لكي ينظره الناس أو لكي يكتسب مديحًا.. أو لكي يهرب من انتقاد الآخرين. وقد يوجد من يفعل الخير وهو متذمر ومتضايق: كمن يقول الصدق ونفسيته متعبة، وبوده لو يكذب وينجو. وكمن يتصدق على فقير وهو ساخط، وبوده ألا يدفع..

    فهل نسمى كل ذلك خيرًا.. ؟!

    قد يوجد من يفعل الخير لمجرد إطاعة وصية الله، دون أن يصل قلبه إلى محبة تلك الوصية! كمن لا يرتكب الزنا والفحشاء، لمجرد وصية الله التي تقول: "لا تزن"، دون أن تكون في قلبه محبة العفة والطهارة..! وفي ذلك قال القديس جيروم: (يوجد أشخاص عفيفون وطاهرون بأجسادهم، بينما نفوسهم زانية!!)

    ومثال ذلك أيضًا، الذي يتصدق على الفقراء لمجرد إطاعة الله، ويكون كمن يدفع ضريبة أو جزية!! دون أن تدخل محبة الفقراء إلى قلبه..!

    كل هؤلاء اهتموا بالخير في شكلياته، وليس في روحه..!

    والخير ليس شكليات، وليس لونًا من المظاهر الزائفة. إنما هو روح وقلب.. ولذلك اهتم الله بحالة القلب، أكثر من ظاهر العمل. وهكذا قال: "يا أبني أعطني قلبك"..

    من أجل هذا، لكي نحكم على العمل بأنه خير، يجب أولًا أن نفحص دوافعه وأسبابه وأهدافه. والدوافع هي التي تظهر لنا خيرية العمل من عدمها.. فقد يوبخك اثنان: أحدهما بدافع الحب، والآخر بدافع الإهانة. وقد يشتركان في نفس كلمات التوبيخ (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولكن عمل أحدهما يكون خيرًا وعمل الآخر يكون شرًا.. وقد يشترك اثنان في تنظيم سياسي وطني، أحدهما من أجل حب الوطن والتفاني في خدمته، والآخر من أجل حب الظهور أو حب المناصب.. الهم إذن في الدافع والنية..

    والخير ليس عملًا مفردًا أو طارئًا، إنما هو حياة..

    فالشخص الرحيم ليس هو الذي أحيانًا يرحم، أو الذي ظهرت رحمته في حادث معين.. إنما الرحيم هو الذي تتصف حياته كلها بالرحمة. تظهر الرحمة في كل أعماله وفي كل معاملاته، وفي أقواله، وفى مشاعره، حتى في الوقت الذي لا يباشر فيه عمل الرحمة..

    الخير هو اقتناع داخلي بحياة القداسة، مع إرادة مثابرة مجاهدة في عمل الخير وتنفيذه.. هو حب صادق للفضيلة، مع حياة فاضلة.

    الخير هو شهوة في القلب لعمل الصلاح تعبر عن ذاتها وعن وجودها بأعمال صالحة وليس هو مجرد روتين إلى للعمل الصالح..!

    هو - حسب رأى القديسين - استبدال شهوة بشهوة.. ترك شهوة المادة، من أجل التعلق بشهوة الروح.. والتخلص من محبة الذات، من فرط التعلق بمحبة الآخرين..

    ما لم تصل إلى محبة الخير، والتعلق به، والحماس لأجله، والجهاد لتحقيقه، فآنت ما تزال في درجة المبتدئين، لم تصل بعد لغاية، مهما عملت أعمالًا صالحة..!

    والذي يحب الخير، يحب أن جميع الناس يعملون الخير..

    لا تنافس في الخير..

    فالتنافس قد توجد فيه ناحية من الذاتية..

    أما محب الخير، فإنه يفرح حتى ولو رأى جميع الناس يفوقونه في عمل الخير، ويكون بذلك سعيدًا.. المهم عنده أن يرى الخير، وليس المهم بواسطة مَنْ! به أو بغيره..

    لذلك فعمل الخير بعيد عن الحسد وعن الغيرة..

    والإنسان الخير يقيم في حياته تناسقًا بين فضائله، فلا تكون واحدة على حساب الأخرى..

    خدمته مثلًا للمجتمع، لا تطغى على اهتمامه بأسرته. ونشاطه لا يطغى على أمانته لعمله. بل أن صلاته وعبادته، لا يصح أن تفقده الأمانة تجاه باقي مسئولياته..

    إن الفضيلة التي تفقدك فضيلة أخرى، ليست هي فضيلة كاملة أو خيرة.. إنما الفضائل تتعاون معًا.. بل تتداخل في بعضها البعض..

    فهكذا نتعلم من الله نفسه تبارك اسمه: فعدل الله مثلًا لا يمكن أن يتعارض مع رحمته، بل لا ينفصل عنها. عدل رحيم، ورحمة عادلة. عدل الله مملوء رحمة الله، فليس من جهة الفصل نتكلم، إنما من جهة التفاصيل، لكي تفهم عقولنا القاصرة عن إدراك اللاهوتيات..

    والخير ليس هو سلبية، بل إيجابية:

    ليس هو سلبية تهدف إلى البعد عن الشر، إنما هو إيجابية في عمل الصلاح ومحبته. فالإنسان الخير ليس هو فقط الذي لا يؤذى غيره، بل بالحرى الإنسان الذي يبذل ذاته عن غيره.. ليس فقط الإنسان الذي لا يرتكب خطية، إنما بالحرى الذي يعمل برًا..

    والإنسان الخير هو الذي يصنع الخير مع الجميع، حتى مع الذين يختلفون معه جنسًا أو لونًا أو لغةً أو مذهبًا أو عقيدة..

    إنه كالينبوع الحلو الصافي، يشرب منه الكل.. وكالشجرة الوارفة يستظل تحتها الكل. إن الينبوع والشجرة لا يسألان أحدًا: ما هو جنسك؟ أو ما هو لونك؟ أو ما هو مذهبك؟!

    الخير يعطى دون أن يتفرس في وجه من يعطيه ويحب دون أن يحلل دم من يحبه..
    +++
                  

07-26-2013, 04:10 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    3- كلمة أخرى عن الخير

    تكلمنا في المقالات السابقة عن: الخير، والعمل الخيِّر، والإنسان الخير..

    وبقى أن نكمل هذا الموضوع بكلمة بسيطة عن الخير وعن وسائله أيضًا..

    قلنا من قبل إن الخير لابد أن يكون في ذاته، وخيرًا في هدفه، وخيرًا في وسيلته، وبقدر الإمكان يكون خيرًا في نتيجته.

    ونحن نتكلم عن الخير بمعناه النسبي فقط، أقصد بالنسبة إلى ما نستطيع إدراكه من الخير، وما نستطيع عمله من الخير.. وأقصد الخير بقدر فهمنا البشرى له، وبقدر طاقتنا المحدودة في ممارسته..

    لذلك فالإنسان الخير يعمل باستمرار على توسيع طاقاته في عمل الخير. ولا يرضى عن الخير الذي يعمله من أجل اتجاهه نحو خير أكبر.. وفي اشتياقه نحو اللامحدود، يشعر في أعماقه بأن هناك آفاقًا في الخير أبعد بكثير وأوسع مما يفهمه حاليًا.

    وربما بعدما نخلع هذا الجسد المادي، وندخل في عالم الروح.. سننظر إلى ما عملناه قبلًا من خير، فنذوب خجلًا! ونتوارى منه حياء!! فكم بالأولى ما قد ارتكبناه من شر..؟!

    لهذا فإن مستوى الخير عند القديسين أعلى من مستواه عند البشر العاديين. ومستوى الخير عند الملائكة أعلى بكثير من مستواه عند البشر أجمعين. أما مستواه عند الله، فإنه غير محدود، وغير مدرك.. حقًا ما أعجب قول الكتاب عن الله: "إن السماء ليست طاهرة قدامه، وإلى ملائكته ينسب حماقة"..

    إن الله هو صاحب الخير المطلق، وأعمالنا تعتبر خيرًا بقدر ما تدخل فيها يد الله.. وبقدر ما نسلم إرادتنا لمشيئة الله الصالحة، فيعمل الله فينا، ويعمل الله بنا، ويعمل الله معنا.. ونكون نحن مجرد أدوات طيعة في يد الله الكلية الحكمة والكلية القداسة..

    وبقدر بعدنا عن الله، نبعد عن الخير..

    يبعد الإنسان عن الخير، عندما يعلن استقلاله عن الله..

    عندما يرفض أن يقود الله حياته. وعندما تبدأ إرادته البشرية أن تعمل منفردة!

    أما القديسون فإنهم يحيون حياة التسليم، التسليم الكامل لعمل الله فيهم.. هؤلاء لا تكون عليهم دينونة في اليوم الأخير.. وكأن كلا منهم يقول للرب في دالة الحب: (على أي شيء تحاكمني يا رب؟ وأنا من ذاتي لم أعمل شيئًا! كل شيء بك كان، وبغيرك لم يكن شيء مما كان.. فيك كانت حياتي، وفي يدك استسلمت إرادتي..).

    حياة الخير إذن، هي حياة التسليم.

    هي الحياة التي فيها يسلم الإنسان نفسه لله كل فكره، وكل مشاعره، وكل إرادته، وكل عمله.. فإذا ما فكر، يكون له فكر الله، وإذا عمل فإنما يعمل ما يريده الله، أو ما يعمله الله بواسطته..

    فهل أعمالك أيها القارئ العزيز هي أعمال الله؟ أم هي أعمال بشرية قابلة للزلل والخطأ والسقوط..؟

    والخير كالماء.. دائمًا يمشى، ولا يقف..

    و إن وقف، أصابه الركود!

    لذلك فالخير باستمرار يمتد إلى قدام، وينمو ويكبر. وباستمرار يتحرك نحو الناس ونحو الله.. لا يتوقف وينتظر مجيء الناس إليه يخطبون وده، بل هو يتجه إليهم، ويذهب دون أن يطلبوه.. ولأنه الخير، لذلك فيه عنصر المبادرة..

    والخير فيه لذة. حتى إن كان مملوءًا آلاما، فآلامه حلوة، تريح القلب، ويجد الإنسان فيها عزاءًا..

    والخير لا يشترك إطلاقًا مع الشر، لأنه أية شركة للنور مع الظلمة.

    لذلك نحن لا نوافق إطلاقًا على المبدأ المكيافيللى Machiavelli القائل بأن الغاية تبرر الواسطة (الوسيلة)، أي أن للغاية الخيرة يمكن أن تكون تبريرًا للواسطة الخاطئة..!

    إن وسيلة الخير ينبغي أن تكون خيرًا مثله. والخير لا يقبل وسيلة شريرة توصل إليه. إذ كيف يجتمع الضدان معًا؟!

    فالذي يلجأ إلي الكذب لينقذ إنسانًا، والذي يلجأ إلي القسوة والعنف لكي ينشر بهما الحق أو ما يظنه حقًا، والذي يلجأ إلي الرشوة لكي يحقق لنفسه خيرًا، والذي يلجأ إلي الإجهاض لكي ينقذ فتاة، كل أولئك استخدموا وسائل شريرة لكي يصلوا بها إلي الخير أو ما يظنونه خيرًا..

    ولكن لعل البعض يسأل:

    ماذا نفعل إذن، إن كنا مضطرين إلي هذه الوسائل؟!

    أقول إن هذه كلها وسائل سهلة وسريعة، يلجأ إليها الإنسان تلقائيًا دون أن يحاول أن يبذل مجهودًا للوصول إلي الخير، دون أن يبذل تضحية، ودون أن يتعب أو يحتمل..

    فالكذب مثلًا حل سريع وسهل. أما الإنسان الحكيم الخير، فإنه يفكر ويجهد ذهنه بعيدًا عن هذه الوسيلة ويقينًا أنه سيصل إلى وسيلة أخرى تريح ضميره..

    كذلك العنف والقسوة، كلاهما حل سهل يلجأ إليه إنسان لا يريد أن يتعب في الوصول إلي حل آخر وديع ولطيف..

    إن الخير يريدك أن تتعب لأجله..

    ولا تلجأ إلي الحلول السهلة، السريعة الخاطئة..

    وبمقدار تعبك من أجل الخير، تكون مكافأتك عند الله. وبهذا المقياس تقاس خيريتك (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. إن الحل السهل أو التصرف السهل، يستطيعه كل إنسان. أما الذي يكد ويتعب للوصول إلي تصرف سليم، فإنه يدل على سلامة ضميره وحبه للخير.

    قال السيد المسيح له المجد: (أدخلوا من الباب الضيق) لأنه واسع هو الباب، ورحب هو الطريق الذي يؤدي إلي الهلاك، وكثيرون يدخلون منه. ما أضيق الباب وأكرب الطريق، الذي يؤدي إلى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه..).

    إذن ينبغي أن تتعب من أجل الخير، ينبغي أن تجد لذة في هذا التعب.

    عليك أيضًا أن تفحص الوسائل التي تستخدمها للوصول إلى الخير، وتتأكد من أنها وسائل خيرة.. لأن هناك طرقًا رديئة قد يسلكها البعض من أجل محبتهم للخير!! وكما قال البعض: (كم من جرائم قد ارتكبت باسم الفضيلة)!!

    إن الشيطان عندما يفشل في إقناعك بطريق الشر، ويجدك مصرًا على طريق الخير، حينئذ يقول لك: "خذني معك"..!

    وهكذا قد تسير في طريق الخير، ويسير معك الشيطان، ويرشدك في الطريق ويوجهك، ويقدم لك الوسائل، والخطط، والحلول..!!

    والشيطان حينما يفقد السيطرة على الهدف أو على نوع العمل، قد يقنع بالسيطرة على الوسيلة.

    أما أنت أيها القارئ المبارك، فلا تترك للشيطان شيئًا فيك، ولا تدخله معك في خططك ومشروعاتك الخيرة، ولا تجعله يكسب أية جولة في صراعه معك..

    واطلب من الله أن تكون نتائج عملك خيرًا أيضًا.

    ولا شك أنك قد لا تستطيع أحيانًا أن تتحكم في النتائج. وقد تتدخل في الأمر عوامل شريرة خارجة عن إرادتك، محاولة أن تفسد نتائج مجهوداتك الخيرة..

    إنك كما تجاهد بكل قوتك في أن تعمل الخير، كذلك فإن الشيطان يعمل بكل قوته لكيما يعرقل عملك.. ولكن لا تيأس، فإن الله موجود..

    لهذا قلت إن العمل الخير، تكون نتائجه -بقدر الإمكان- خيرًا أيضًا..
    +++
                  

07-27-2013, 01:49 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    4- مقياس الطول ومقياس العمق (روحانية العبادة)

    أود في هذا المقال أن أحدثكم عن روحانية العبادة لكي يختبر الإنسان مقدار درجته في العبادة، هناك مقياسان:

    أما مقياس الطول، فهو مقدار الوقت الذي يقضيه الإنسان مع الله في كافة نواحي العبادة: في الصلاة، في التأمل، في الترتيل، في الألحان، في التسبيح، في القراءات الروحية..

    في مقياس الطول لا أريد أن أحداثك عن الدرجات الروحية العالية لئلا تقع في اليأس. لا أريد أن أحدثك عن حياة الصلاة الدائمة فربما لا يكون هذا هو طريقك في الحياة، وقد تكون هذه من درجات النساك العابدين. ولا أريد أن أحدثك عن تدريب صلب العقل الذي سار فيه القديس مقاريوس الإسكندري، ولا عن حالات اختطاف الفكر، ولا عن تدريب خلط كل عمل من أعمال الحياة بالصلاة.

    ولا أريد أن أحدثك عن أمثال القديس أرسانيوس الذي كان يقف للصلاة وقت الغروب والشمس وراءه، ويظل واقفًا مصليًا حتى تطلع الشمس أمامه مقضيًا الليل كله في الصلاة..

    ولكني أحب أن أسألك كم تعطى الله من وقتك؟ وكم تعطى لأمور العالم من وقتك؟ وهل هي نسبة عادلة؟ وهل الوقت الذي تقضيه في العبادة كاف لغذاء روحك؟

    هناك إنسان يزعم أنه يصلى كل يوم. وقد يكون مجموع صلواته في اليوم بضع دقائق، لا تشبع روحه ولا تشعره بالصلة بالله..

    وقد يقف إنسان ليصلى، وسرعان ما يشعر بالسأم والملل، ويحب أن ينهى صلاته بأية طريقة كما لو كان عبئًا ثقيلًا عليه!! ذلك لأن قلبه جاف من الداخل ليست فيه محبة الله..

    وقد يعتذر إنسان عن الصلاة بضيق الوقت. وقد يكون السبب الحقيقي هو عدم وجود الرغبة وليس عدم وجود الوقت!

    إن أكبر رد على مثل هذا الإنسان هو داود النبي الذي كان ملكًا، وقائدًا للجيش، ورب أسرة كبيرة جدًا، ومع ذلك نراه يصلى "عشية وباكر ووقت الظهر". ويقول لله: "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك".. ولا يكتفي بالنهار بل يقول أيضا: "في نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك". ولا يكتفي بالليل بل يقول: "كنت أذكرك على فراشي، وفي أوقات الأسحار كنت أرتل لك". ولا ينهض فقط في وقت السحر بل يقول للرب: "سبقت عيناي وقت السحر، لأتلو في جميع أقوالك ومع كل صلوات الليل هذه، نراه يقول في شوق إلى الله: "يا الله أنت ألهي، إليك أبكر، عطشت نفسي إليك"..

    وفى النهار يقول: "محبوب هو أسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي"..

    إنه مثل جميل، لرجل من رجال الصلاة، كان مشغولًا جدًا، وعليه مسئوليات وأعباء لا حصر لها، ومع ذلك نجح في عمل الصلاة، وضرب مثالًا رائعًا لمقياس الطول في العبادة.. فلا يصح إذن أن نعتذر بالمشغوليات. لأننا إن آمنا بأهمية أمر من الأمور، نستطيع أن نوجد له وقتًا. المشكلة إذن في عدم وجود الرغبة.

    وقد يكون السبب هو عدم الإحساس بالاحتياج إلى الصلاة.. مثال ذلك الشاب الذي زارني في إحدى المرات وقال لي: "إن شاء الله ستبدأ امتحاناتي يوم السبت، فأرجوك أن تذكرني في صلواتك يوم الأربعاء لأنها مادة صعبة". فقلت له: (وماذا عن امتحان يوم السبت؟). فأجاب: "إنها مادة سهله لا تحتاج إلى صلاة"..! نعم، ما أكثر تلك الأمور التي نراها لا تحتاج إلى صلاة.. إنها الثقة بالنفس أو بالظروف المحيطة أو ببعض المعونات البشرية، التي تجعلنا نشعر أننا لسنا في حاجة إلى صلاة.. كأننا ننتظر الوقت الذي يسمح فيه الله بضيقة أو مشكلة، وحينئذ فقط نصلى!!

    أعود إلى سؤالي: ماذا عن مقياس الطول في حياتك الروحية؟ وهل أنت من جهة وقت العبادة في نمو مستمر؟

    أما عن مقياس العمق فهو حالة القلب أثناء العبادة.. فقد يصلى إنسان وقتًا طويلًا ولكن في غير عمق.. بصلوات سطحية أو بصلوات من العقل فقط أو من الشفتين وليست من القلب، أو بصلوات من عقل غير مركز يطيش أثناء الصلاة في العالميات..!

    إن مقياس العمق في الصلاة يجعلنا نسأل الأسئلة الآتية:

    هل صلواتك بحرارة؟ وهل هي بإيمان؟ وهل هي بحب وشوق نحو الله؟ وهل صلواتك في انسحاق وتواضع قلب؟ وهل هي في خشوع وهيبة شديدة لله؟ وهل هي في تركيز وجمع للعقل؟ وهل صلواتك تشعر فيها بالصلة الحقيقية أمام الله كما لو كان قائمًا أمامك تخاطبه وجهًا لوجه (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)؟ وهل هي من القلب حقًا أم من الشفتين فقط؟ وهل تتكلم فيها مع الله بدالة وثقة؟ وهل أنت تجد لذة في صلاتك وتتمنى لو استمرت معك كل الوقت أم أنك تؤدى فرضًا لابد أن تؤديه؟ وهل صلواتك من أجل نفسك فقط أم من أجل الآخرين أيضًا؟ وهل صلاتك هي لله وحده أم فيها عناصر الرياء ومحبة الظهور أمام الناس..

    إنها أسئلة كثيرة إن أجبت عليها تعرف مقدار العمق الذي لك في عبادتك..

    ويدخل في مقياس العمق نوعية الصلاة أيضًا.. فهل صلاتك مجرد طلب، أم فيها أيضًا عنصر الشكر، وعنصر التسبيح والتمجيد، وعنصر التوبة والانسحاق والاعتراف بالخطية..

    ثم أيضًا هل صلاتك بفهم؟

    هل تعنى كل كلمة تقولها لله؟ وهل تفهم معاني الألفاظ التي ترددها وبخاصة في الصلوات المحفوظة وفي المزامير؟

    ويبقى بعد كل هذا أن نسأل: هل أنت حقًا تصلى؟ هل ينطبق عليك مقياس العمق؟ هل تشعر أن صلواتك قد وصلت فعلًا إلى الله؟ وهل تشعر أنه قبلها، وأنك مطمئنًا واثقًا أن الله سيعمل معك عملًا..

    وهل في صلاتك تشعر أنك حفنة من تراب تحدث خالق الكون العظيم، فتقف أمامه في خشوع تشكره على الشرف الذي منحك إياه إذ سمح لك أن تقف أمامه..

    إن قست نفسك بهذين المقياسين، مقياس الطول ومقياس العمق، ووجدت نفسك لم تبدأ بعد حياة العبادة، فنصيحتي لك أن تبدأ من الآن، وأن تحسن حالتك يومًا بعد يوم.. ولا تنهمك في أمور العالم الانهماك الذي يجفف قلبك ويقسي روحك ويجعلك تنظر إلى أمور العبادة بعدم اكتراث!!

    أيها القاري العزيز، ضع أمامك على الدوام قول السيد المسيح: "ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟! أو ماذا يعطى عوضًا عن نفسه "؟!.. اهتم إذن بنفسك واحرص على أبديتك. ولتكن لك علاقة عميقة بالله. وان وجدت صعوبة في بداية الطريق فلا تيأس. وان حاربك الشيطان فقاومه، واثبت في عبادتك. وسيأتي الوقت الذي تذوق فيه جمال الحياة الروحية فتجدها شهية وممتعة، فتأسف على الأيام التي ضاعت عبثًا من حياتك. ابدأ في عمل الصلاة، وفي صلاتك اذكر ضعفي. وليكن الرب معك يقويك على عمل مرضاته..

    5- بين السرعة و البطئ
    الصفحة التالية مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية
    كتب البابا شنوده الثالث
    +++
                  

07-28-2013, 04:47 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    5- بين السرعة والبطء

    هل الصالح الإسراع في العمل أم البطء فيه؟ انه سؤال حير الكثيرين، وتعددت فيه الآراء، وتناقضت، وبقى الناس حائرين بين السرعة والبطء.

    نسمع أحد الشعراء يشجع على التروي والتأني فيقول:

    قد يدرك التأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل

    ولكن هذا الكلام لا يعجب شاعرًا آخر فيرد عليه قائلًا:

    وكم أضر ببعض الناس بطؤهمو وكان خيرًا لهم لو أنهم عجلوا

    وهكذا بقى الأمر كما هو، موضع حيرة: هل نبت في الأمر بسرعة، أم نتأنى ونتروى.. فما هو الحل؟

    لا شك أن كثيرًا من الأمور لا يمكن أن تقبل التباطؤ. وقد يكون البطء فيها مجالًا للخطر والخطأ، ويحسن فيها الحزم والبت السريع.

    فمثلًا لا يصح أن يتباطأ إنسان في التوبه. لأن كل وقت يمر عليه في الخطيئة، إنما يزيد عبوديته لها.

    و يحول الخطأ إلى عادة، وقد يحول العادة إلى طبيعة. وربما يحاول الخاطئ أن ينحل من رباط شهواته فلا يستطيع، أو قد يستطيع أخيرًا بمرارة وصعوبة وبعد جهاد مميت. كل ذلك لأنه أبطأ في توبته وفي معالجة أخطائه..

    وبالمثل فإن التباطؤ في معاجلة الأمراض الجسدانية، قد ينقلها إلى مراحل من الخطر يصعب فيها علاجها أو يستحيل.. وبالمثل في مسائل التربية، حيث يؤدى التباطؤ في تقويم الطفل أو الشاب إلى إفساده.

    وقد صدق الشاعر الذي قال:

    إن الغصون إذا قومتها اعتدلت و لا يلين -إذا قومته- الخشب

    هناك إذن مواقف تحتاج إلى بت سريع وإلى حزم قبل أن تتطور إلى أسوأ، وقبل أن يسبق السيف العزل.. وربما تحتاج إلى تصرف قد يكون مؤلمًا، ولكنه يكون لازمًا وحاسمًا بقدر ما يكون سريعًا وحازمًا. وهناك علاقات ضارة وصداقات معثرة ينبغي أن تؤخذ من أولها بحزم. كذلك قد توجد اتجاهات فكرية مخزية، أو اتجاهات سلوكية منحرفة، إن لم يسرع المجتمع في التخلص منها، فقد تقاسى هذا التباطؤ أجيال وأجيال..

    ومع هذا الفضل الذي ننسبه إلى السرعة، هناك مواقف كثيرة تحتاج إلى التباطؤ وإلى التأني والتروي، ويتلفها الإسراع أو الاندفاع.

    فمتى يصلح التباطؤ إذن؟

    من النصائح الجميلة في الكتاب المقدس، قول الوحي الإلهي: "ليكن كل إنسان مسرعًا في الاستماع، مبطئًا في التكلم، مبطئًا في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله".

    نعم إن التباطؤ في الغضب فضيلة عظمى. فإن الذي يسرع به الغضب، قد يصل إلى الاندفاع، وفي اندفاعه قد يفقد سيطرته على أعصابه، أو قد يفقد سيطرته على تفكيره.. وهكذا يخطئ..

    لذلك حاذر من أن تأخذ قرارًا حاسمًا في ساعة غضبك، لئلا بذلك تضر نفسك أو تضر غيرك (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. إنما تحاول أن تهدئ نفسك أولًا.. ثم بعد ذلك فكر وأنت في حالة هدوء.. أو ببطء في الموضوع وأجل الأمر إلى أن تهدأ. إن القرارات السريعة التي تصدر في حالة غضب، تكون في غالبيتها عرضة للخطأ.

    قد يطلق إنسان امرأته، إن أسرع باتخاذ قرار في ساعة غضب.. وقد يفقد أعز أصدقائه، وقد يتخلى عن عمله، بل قد يهاجر أيضًا من وطنه، كل ذلك لأنه أخذ قرارًا سريعًا في ساعة انفعال، ولم يتباطأ، ولم يؤجل الموضوع إلى أن يهدأ.

    بل قد ينتحر إنسان ويفقد حياته، لأنه أسرع باتخاذ قرار في ساعة انفعال، أو قد يسرع بقتل غيره، أو يأخذ ثأره، كل ذلك في ساعة انفعال.. لذلك أمر الله أن يكون الشخص منا بطيئًا في غضبه.. لا يغضب بسرعة. وإن غضب لا يقرر شيئًا بسرعة..

    وإن قرر إنسان شيئًا بسرعة، فلا مانع من أن يرجع في قراره. وقد يظن البعض أنه ليس من الرجولة ولا من حسن السمعة أن يرجع إنسان في كلمته، أو يلغى قرارًا له. ولكن الحكمة تقتضي منا أن يراجع الإنسان نفسه فيما اتخذه من قرارات سريعة..

    اترك القيادة لعقلك، لا لأعصابك. إن أسرعت في التصرف في حالة انفعال، تكون مقادًا بأعصابك لا بعقلك، وفي هذا خطر عليك وعلى غيرك.

    وحاذر من أن تكتب رسالة إلى غيرك في ساعة غضب، لأنك ستندم على ما كتبته ويؤخذ وثيقة ضدك.. وإن لم تستطع أن تقاوم نفسك، وكتبت مثل هذه الرسالة، فنصيحتي لك أن تتباطأ في إرسالها. اتركها في مكتبك يومين أو ثلاثة، ثم عاود قراءتها مرة أخرى، فستجد أنها تحتاج إلى تعديل وتغيير أو تجد أنك استغنيت عنها ولم تعد تتحمس لإرسالها..

    أن التباطؤ في الغضب قد يصرفه.. الغضب يحركه شيطان سريع الحركة، والتباطؤ يشل حركته ويوقفه عن العمل.. فإن دخلت في نقاش أدى بك إلى الغضب، أجله لوقت آخر، حتى تهدأ..

    كذلك البطء في التكلم نافع ومفيد.. استمع كثيرًا قبل أن تتكلم.. حاول أن تفهم غيرك.. حاول أن تلم بالموضوع إلمامًا كاملًا. أعط نفسك بهذا البطء فرصة لمعرفة ما ينبغي أن تقوله. وهكذا يكون كلامك عن دراسة، وبروية وهدوء، فلا تخطئ.

    وأن تكلمت فليكن كلماتك هادئة.. لا تسرع في حديثك، بل تخير ألفاظك. زنها جيدًا بميزان دقيق قبل أن تلفظها. وأن تلفظها. وإن وجدت عبارة منها غير مناسبة، أبدلها بغيرها.. وهذا لايتأتى لك إلا إذا كنت مبطئًا في التكلم، غير مندفع فيه.

    إن الكلمة الخاطئة التي تقولها، لا تستطيع أن تسترجعها مرة أخرى. لقد خرجت من فمك وانتهى الأمر، ووصلت إلى آذان سامعيك، وتسجلت، وحسبت عليك.. ربما يمكنك أن تعتذر عنها، أو تندم عليها، ولكن لا يمكنك أن تسترجعها داخل فمك. لقد حسبت عليك.. لذلك تباطأ في كلامك..

    إن العربة المندفعة بسرعة هائلة، لا تستطيع أن تقف فجأة، أو تغير اتجاهها وهى مسرعة، كذلك المسرع في كلامه: ربما لا يمكنه أن يغير أسلوبه فجأة إن أحس بخطئه، وقد لا يحس.. أما الذي يبطئ في كلامه ويتخير ألفاظه، فما أسهل عليه أن يعدل أسلوبه إن شعر بخطأ..

    الهادئ في كلامه يناقش الفكرة قبل أن يتكلم بها. أما المسرع في حديثه، فيقول الفكرة ثم يناقشها بعد ذلك، وقد تكون خاطئة! وقد يضطر إلى أن يسحب فكرته، أو يتنازل عنها، أو يعترف بخطئها. وقد يصيبه حرج في كل ذلك بسبب إسراعه..

    وكما ينفع البطء في الغضب والكلام، كذلك ينفع البطء في إصدار الأحكام. لا تحكم بسرعة. ولا تصدق كل ما يقال. ولا تقبل وشاية أو دسيسة ضد إنسان. إنما فكر كثيرًا، ولا تصدر حكمك إلا بعد مزيد من التروي والفحص، فهناك أخبار ربما تصلك من أصدقائك أو من أبنائك أو من مرؤوسيك أو من رؤسائك، أو من مصادر غير موثوق بها، لذلك تباطأ في حكمك.

    و مما ينفع فيه البطء أيضًا، البطء في الرغبات.. إذا أتتك رغبة، فلا تسرع في تنفيذها، لأنك لا تضمن فربما تكون من الشيطان. وأن كانت رغبة مقدسة، فلا تلهبك السرعة إليها لأن السرعة تورث القلق واللهفة والاضطراب وتوقعك في تعب الانتظار..

    اطرح رغبتك بين يدي الله، وهو سيختار لها الموعد المناسب بحكمته الإلهية. وفي بطء رغباتك تعلم الصبر. وانتظر الرب.. وإذا طلبت من أحد شيئًا، فلا تلح عليه الحاحًا أن ينفذ بسرعة، لئلا يتضايق منك، ولئلا تكون هناك عوائق أمامه تحتاج إلى وقت وأنت لا تدرى.
    +++
                  

07-29-2013, 02:02 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    6- أنصاف الحقائق

    هناك موضوع معين يتسبب في كثير من المشاكل، وفي كثير من الخصومات ويخلق جوًا من النزاع، ومن سوء التفاهم بين الناس..

    ليتنا نحلل هذا الموضوع لكي نصل إلى حله..

    إنه مشكلة أنصاف الحقائق.

    إن الحقيقة هي كل متكامل، وليست جزءًا قائمًا بذاته. وأنصاف الحقائق ليست كلها حقائق..

    و كثير من الناس يشوهون الحقيقة، ولا يقدمون لها صورة سليمة، بسبب استخدامهم أنصاف الحقائق..

    وفى كل قضية تقدم إلى المحاكم، كل طرف من المتنازعين يقدم نصفًا للحقيقة، يصورها تصويرًا خاصًا، ويقدم الطرف الآخر النصف الآخر، ولا تظهر الحقيقة إلا باجتماع النصفين معًا.

    لأن الذي يقدم نصف الحقيقة لا يكون منصفًا. فتقديم الأنصاف ليس فيه إنصاف..

    قد تشرح إساءة الناس إليك، دون أن تشرح الأسباب التي دفعتهم إلى هذه الإساءة، وتكون في حديثك عن إساءاتهم، مهما كان كلامك صادقًا، مجرد معبر عن نصف الحقيقة. وعندما تجلس إليهم وتناقشهم في اتهاماتك لهم، ويدافعون عن أنفسهم، حينئذ يقدمون لنا النصف الآخر من الحقيقة الذي لم تذكره أنت.

    ليتك كلما تتهم إنسانًا، تنصفه أيضًا بأن تذكر النصف الآخر من الحقيقة الذي يدافع به هو عن نفسه.

    ففي دفاعك نوع من النبل ومن محبة الحق، ومن الإنصاف.. وليتك تدافع عنه أمام نفسك قبل أن تتهمه، فربما هذا الدفاع يمنعك من الاتهام..

    كثيرًا ما سمعت زوجات وأزواجًا في مشاكل عائلية قد تتطور إلى طلاق، فأسمع أنصاف حقائق. استمع إلى الزوجة فتشعرني بأن زوجها وحش كاسر، قاسى الطبع سيئ المعاملة، واستمع إلى الزوج، فيشعرني بأن الزوجة مستهترة أو مقصرة في واجباتها. ويندر أن يذكر واحد من الطرفين حجج الآخر..

    وبسبب أنصاف الحقائق قد يحدث سوء تفاهم بين الناس. وسنضرب لذلك أمثلة.. قد يشكو ابن من أن والده لا يقوم باحتياجاته ولوازمه ولا يصرف عليه، وربما يكون النصف الآخر من الحقيقة أن الأب لا يملك ما يصرفه على ابنه، ولو كان يملك ما قصر في حقه.. وقد تشكو سيدة من أن صديقة لها أخلفت موعدها معها. وربما يكون النصف الآخر أن هذه الصديقة معذورة، وقد منعها زوجها من الذهاب وهى لا تستطيع أن تصرح بهذا لأسباب خاصة..

    وقد نحكم على طالب بأنه فاشل في دراسته، ونقسو عليه في حكمنا. وربما يكون النصف الآخر من الحقيقة أن ظروفه العائلية قاسية جدًا، لا تساعده اطلاقًا على الاستذكار، أو أن ظروفه المالية لا تساعده على شراء الكتب اللازمة..

    ليتنا نكون مترفقين في أحكامنا، فنحن قد نرى الخطأ فقط، دون أن نرى أسبابه ودوافعه وظروفه.

    لقد خلق الإنسان محبًا للخير بطبيعته، وما الشر إلا دخيل عليه. وللشر في حياة الإنسان أسباب كثيرة، ربما يكون بعضها خارجًا عن إرادته. وقد يرجع بعضها إلى عوامل بيئية، أو وراثية، أو لأمور ضاغطة يعلمها الله وحده. لذلك كونوا مترفقين بالناس..

    وقد يكسر إنسان قانونًا من القوانين، أو نظامًا من الأنظمة. وربما يكون هذا الكسر هو نصف الحقيقة، ويكون النصف الآخر هو خطأ في هذا القانون أو في هذا النظام يحتاج إلى تعديل.. لهذا كانت كثير من الدول تعدل في أنظمتها، وتطور في قوانينها (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). لأن المشرعين ليسوا آلهة. ولهذا أيضًا كان المنصفون ينظرون دائمًا إلى روح القانون وليس إلى حرفيته.

    إن الذين يتمسكون بحرفية القوانين وينسون روحها، لا يكونون عادلين في أحكامهم.. ومن أمثال هؤلاء الذين يتمسكون بحرفية وصية من وصايا الله، دون أن يدخلوا إلى روح الدين وعمقه، ودون أن يتكشفوا الأسباب والأهداف التي من أجلها وضع الله تلك الوصية..

    والذين يتمسكون بأنصاف الحقائق، إما يفعلون ذلك عن جهل أو عن عمد وعن معرفة.. فإن فعلوا ذلك عن معرفة يكونون مدانين، لأنهم أخفوا الحقيقة، وقد يكون وراء الإخفاء خطأ آخر أبشع.. ولذلك تطلب غالبية المحاكم من الشهود أن يقولوا: "الحق، كل الحق، ولا شيء غير الحق" فعبارة: "كل الحق " عبارة لها وزنها ولها عمقها..

    ومشكلة أنصاف الحقائق بدأ النقاد المنصفون يتحاشونها.. كان الناقد قديمًا يكتفي بذكر العيوب والنقائص فقط. وهكذا كان ينقص بدلًا من أن ينقد.. أما الناقد المنصف فهو الذي يحلل الأمر تحليلًا، ويذكر ما فيه من مزايا ومن عيوب، من نواحي قوة ونواحي ضعف. وقد يُرجع كل شيء إلى أسبابه، في صدق، وفي إنصاف..

    وقد يقع الإنسان في أنصاف الحقائق نتيجة لكراهية أو تعصب أو تحيز أو ميل خاص.. مثال ذلك مدير عمل لا يذكر موظفًا معينًا إلا بالإساءة والتجريح، ولا يذكر موظفًا آخر إلا بالتقدير والإطراء، ويكون لكل منهما ما له وما عليه.. ولكنها أنصاف الحقائق..

    وقد تدخل مشكلة أنصاف الحقائق في الرئاسة والإرادة.. فلا يتذكر المدير أو الرئيس إلا سلطته فقط، وكيف أنه صاحب حق في أن يأمر وينهى، ويعين ويعزل، كأنه متسلط في مصائر الناس. وفى ذلك ينسى النصف الآخر من الحقيقة، وهي آن الرئاسة محدودة بقانون وبضمير وبمسئولية أمام الله، وبواجبات من الرعاية الحقة وينبغي أن يحيط بها كل رئيس عمل جميع من تشملهم إدارته ومسئوليته..

    وقد تدخل مشكلة أنصاف الحقائق في حياتنا الروحية، حينما نعمل لدنيانا فقط، وننسى حياتنا الأخرى.. حينما نهتم بكيف نعيش ههنا على الأرض، وننسى النصف الآخر من الحقيقة وهو أننا سنقدم عن حياتنا هذه حسابًا أمام الله في اليوم الأخير، يوم لا يجدي عذر، ولا ينفع شفيع..

    وقد تدخل أنصاف الحقائق هذه في مسائل التربية.. فيظن الأب المسكين أن كل واجبه هو مستقبل أبدى من حيث تعليمه وتوظيفه، وأكله وشربه وصحته وكافة احتياجاته المادية. وينسى النصف الآخر من الحقيقة وهو واجبه حيال أبدية هذا الابن وروحياته وعلاقته بالله..

    ومشكلة أنصاف الحقائق هذه قد تدخل في الحياة الاجتماعية، وتسبب متاعب كثيرة وبخاصة في الفهم الخاطئ للحرية. فقد يقول إنسان: "أنا حر. أفعل ما أشاء" وينسى النصف الآخر من الحقيقة وهو أن عليه أن يمارس حريته بشرط ألا يتعدى على حريات غيره من الناس..

    فالذي يقيم حفلة ويرفع مكبرات الصوت فيها كما يشاء، وينتشر هذا الصوت العالي في كل مكان، مدعيًا بأنه حر. إنما ينسى حريات الآخرين، وكيف أن هذا الصوت قد يزعج نائمًا في فراشه، أو مريضًا محتاجًا إلى الراحة، أو تلميذًا يذاكر دروسه، أو قومًا يتحدثون في موضوع ما أو أي شخص يريد أن يستغل وقته في شيء آخر غير سماع هذا الحفل..

    ليتنا ننظر إلى الحقائق كاملة.. ولا نكتفي بأنصاف الحقائق، لئلا تضللنا..

    +++
                  

07-30-2013, 03:17 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الاثنين)
    29 يوليو 2013
    22 أبيب 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 4 : 7 ، 8 ، 9 )
    قد ارتَسمَ علينا نور وجِهكَ ياربُّ. أعطيتَ سروراً لقلبي. لأنكَ أنتَ وحدكَ ياربُّ. أسكنتَني على الرَّجاءِ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 16 : 24 ـ 28 )
    حينئذٍ قال يسوع لتلاميذه: " مَن يُريد أن يتبعني فليُنكِر نفسه ويحمل صليبهُ ويتبعني، لأن مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلكها، ومَن يُهلك نفسه من أجلي يجدها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلَّه وخسر نفسه؟ أو ماذا يُعطِي الإنسان فداءً عن نفسه؟ فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذٍ يُجازي كل واحدٍ حسب أعماله. الحقَّ أقول لكم إن من القيام ههُنا قوماً لا يَذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في مجد أبيه ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 5 : 12 ، 13 )
    ويفتخر بِكَ كلّ الذينَ يُحبُّونَ اسمكَ. لأنكَ أنتَ ياربُّ باركتَ الصِّدِّيقَ. مِثل سلاح المسرَّة. كللَّتنا. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 34 ـ 42 )
    " لا تظنُّوا إني جئتُ لأُلقي سلاماً على الأرض. ما جئت لأُلقي سلاماً بل سيفاً. فإني أتيت لأفرِّق الإنسان ضدَّ أبيه، والابنة ضدَّ أُمِّها، والعروس ضدَّ حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته. من أحبَّ أباً أو أمّاً أكثر منِّي فلا يستحقُّني، ومَن أحبَّ ابنه أو ابنته أكثر منِّي فلا يستحقُّني، ومَن لا يحمل صليبه ويتبعني فلا يستحقُّني. مَن وجدَ نفسه يُضِيعُهَا، ومن أضاع نفسه من أجلي يجدها. مَن يقبلكم فقد قبلني، ومن يقبلني فقد قَبِلَ الذي أرسلني. ومَن يقبل نبيّاً بِاسم نبيٍّ فأجر نبيٍّ يأخذ، ومَن يقبل بارّاً بِاسم بارٍّ فأجر بارٍّ يأخُذ. ومَن يسقي أحد هؤلاء الصِّغار كأس ماءٍ باردٍ فقط بِاسم تلميذٍ، فالحقَّ أقولُ لكم أنه لا يُضِيعُ أجرَهُ ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
    ( 8 : 18 ـ 30 )
    لأني أظُن أن آلام هذا الزَّمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلَن فينا. لأن انتظار الخليقة يتوقَّع استعلان أبناء الله. لأن الخليقة قد أُخضِعَت للباطل لا عن إرادة، بل من أجل الذي أخضعها على الرَّجاء. لأن الخليقة نفسها أيضاً ستُعتق من عبوديَّة الفساد إلى حرِّية مجد أولاد الله. فإننا نعرف أن كلَّ الخليقة تئنُّ وتتمخَّض معناً حتى الآن. وليس هى فقط، بل نحن أيضاً الذين لنا باكورة الرُّوح، نحن أنفسنا أيضاً نئنُّ في أنفسنا، متوقِّعين التَّبنِّي فداءَ أجسادنا. لأننا بالرَّجاء خَلَصنَا. ولكنَّ الرَّجاء المنظور ليس رجاءً، لأن ما ينظره أحدٌ فإياه يرجو أيضاً ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقَّعه بالصَّبر. وكذلك الرُّوح أيضاً يُعضِّد ضعفنا، لأننا لسنا نعلم ما نُصلِّي لأجله كما ينبغي. ولكن الرُّوح نفسه يشفع فينا بتنهُدات لا يُنطَق بها. ولكنَّ الذي يَفحصُ القلوب يعلم ما هو فكر الرُّوح، لأنه قد تشفع لله عن القدِّيسين.ونحن نعلمُ أن الذين يحبُّون الله، وهم الذين مدعوُّون حسب قصده السابق. يجعل كل الأشياء تعمل معهم للخير. لأن الذين سبق فعرَفهم سبق أيضاً فعيَّنهم شُركاء صورة ابنه، ليكون هو بِكراً بين إخوة كثيرين. والذين سبق فعيَّنهم، فهؤلاء دعاهم أيضاً. والذينَ دعاهم، فهؤلاء برَّرهم أيضاً. والذينَ برَّرهم، فهؤلاء مجَّدهم أيضاً.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 3 : 8 ـ 15 )
    والنِّهاية، كونوا جميعاً برأي واحدٍ، وكونوا مشتركين في الآلام. وكونوا مُحبِّين الإخوة، رحومينَ، ومُتواضعينَ. غير مُجازين عن شـرٍّ بشـرٍّ أو عن شتيمة بشتيمة، بَلْ على العكس مُبارِكِين، لأنكم لهذا الأمر دُعيتم لكى ترثوا البركة. لأن من أراد أن يُحبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحة، فليَكفُف لسانه عن الشرّ. وشفتيه عن أن يتكلَّما بالمَكر، وليَحد عن الشرِّ ويصنع الخير، وليطلب السَّلام ويَجِدَّ في أَثَرِه. لأن عيني الربِّ تنظر الأبرار، وأُذنيه تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الربِّ ضدُّ فاعلي الشرِّ.فمن ذا الذي يُمكنه أن يؤذِيكم إذا كُنتم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتم مِن أجل البرِّ، فطوباكم. وأمَّا خَوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا، بل قدِّسوا الربَّ المسيح في قلوبكم.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، وأما مَن يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 19 : 23 ـ 40 )
    وحدث في ذلك الوقت اضطرابٌ ليس بقليل بسبب الطَّريق، لأن واحداً اسمه ديمتريوس، صائغ فضة صانع هياكل فضة لأرطاميس، كان يُربِّح الصُّنَّاع ربحاً ليس بقليل. فجمعهم مع الصُّنَّاع الآخرين الذين حوله وقال لهم: " أيُّها الرِّجال أنتم تعرفون أن ربحنا إنَّما هو من هذه الصِّناعة. وأنتم تنظرون وتسمعون أنه ليس من أفسس فقط، بل وحتى من جميع آسيَّا، استمال بولس هذا جمعاً كثيراً قائلاً: أن هذه التى تُصنع بالأيادى وليست آلهةً. فليس نصيبنا هذا وحـده في خطر مِن أن يحصل في إهانة، بل أيضـاً هيكل أرطاميس ـ الآلهه العظيمة ـ أن يُحسب لا شيء، وإنه سوف تُهدم عظمتها، هيَ التى يعبدها جميع آسيَّا وكل المسكونة ". فلمَّا سمعوا هذا امتلأوا غضباً، وطفقوا يصرخون قائلين: " عظيمةٌ هى أرطاميس التى لأهل أفسس ". فامتلأت المدينة اضطراباً وجروا جميعاً بنفس واحدة إلى المشهد خاطفين معهم غايوس وأرسترخُس المكدونيَّين، رفيقي بولس في السَّفر.ولمَّا كان بولس يريد أن يدخل إلى الجمع، لم يدعه التَّلاميذ. وآخرون من رؤساء المدينة ـ كانوا أصدقاءه ـ أرسلوا يطلبون إليه أن لا يُسلِّم نفسه إلى المشهد. وآخرون كانوا يصرخون بشيءٍ آخرَ، لأن المحفل كان مُضطرباً، وأكثرهم لا يدرون لأيِّ شيءٍ كانوا قد اجتمعوا. فاجتذب اليهود إسكندر من الجمع، فأشار إسكندر بيده يريد أن يحتجَّ للجمع. فلمَّا عرفوا أنه يهوديٌّ، صار صوتٌ واحدٌ من الجميع صارخين نحو مدَّة ساعتين قائلين: " عظيمة هى أرطاميس التى لأهل أفسس ".فلمَّا هدَّأ الكاتب الجمع قال: " أيُّها الرِّجالُ الأفسسيُّون، مَن هو مِن الناس لا يعرف أن مدينة الأفسسيِّين مُتعبِّدة لأرطاميس العظيمة ولتمثالها الذي هبط من زَفْسَ؟ وليس أحد يقدر أن يُقاوم هذه الأشياء، فلذا ينبغى أن تكونوا ثابتين ولا تفعلوا شيئاً بخفة. لأنكم أتيتم بهذَيْن الرَّجلين إلى هنا، وهما ليسا سارقي هياكل، ولا مُجدِّفين، على آلهتكم. فإن كان ديمتريوس والصُّنَّاع الذين معه لهم دعوى على أحدٍ، فإنه تُقام أيَّامٌ للقضاء، ويوجد ولاةٌ، فليرافعوا بعضهم بعضاً. وإن كنتم تطلبون شيئاً آخر، فإنه يُقضَى بينكم في محفلٍ شرعيٍّ. لأنَّنا في خطر أن نُحاكَم من أجل اضطراب هذا اليوم. وليس حُجَّةٌ يُمكننا من أجلها أن نُعطِي جواباً عن هذا الشَّغب ". ولمَّا قال هذا صرف المحفل.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ...
    اليوم الثاني والعشرون من شهر أبيب المبارك
    1. شهادة مقاريوس ابن واسيليدس الوزير.
    2. شهادة القديس لاونديوس.
    1 ـ في مثل هذا اليوم استشهد القديس العظيم مقاريوس بن واسيليدس الوزير. وذلك أنه لمَّا عرضوا عليه أوامر الملك دقلديانوس القاضية بعبادة الأوثان، لم يكترث بها. ولمَّا عَلِمَ الملك بذلك أرسله إلى والي الإسكندرية، فودَّعَ والدته وأوصاها بالمساكين والضعفاء، ومضى مع الرسل، فظهر له السيد المسيح في رؤيا وشجعه وأعلمه بما سيناله. فلمَّا وصل مدينة الإسكندرية وقف أمام أرمانيوس الوالي لاطفه وخادعه كثيراً لعلمه أنه ابن الوزير واسيليدس، وإذ لم يرجع عن عزمه عذَّبَه بكل نوع وبينما هو يُعذَّب خُطِفت نفسه وشاهدت منازل القديسين. وبعد ذلك أرسله الوالي إلى نقيوس. وهناك عذَّبوه، وقطعوا لسانه وزراعيه وجعلوا مسامير ساخنه في جنبيه. وقد أجرى اللـه على يديه آيات كثيرة. من ذلك أن قوماً اجتازوا به حاملين ميتاً. فطلب القديس من السيد المسيح أن يُظهِر مجده. فقام الميت لوقته وأعلم الحاضرين بما رأى الجحيم، وأن المسيح هو رب الكل، فآمن كثيرون وقُطِعت رؤوسهم ونالوا إكليل الشهادة. ثم اتفق حضور أريانا والي أنصنا. فأخذ القديس معه عند عودته. ولمَّا وصلوا إلى شطانوف توقفت السفينة عن السير ولم يستطيعوا تحريكها من مكانها فأمر الوالي الجند فأصعدوا القديس إلى البر حيث قطعوا رأسه. وهكذا أكمل جهاده ونال إكليل الشهادة.ولمَّا تولى الملك قسطنطين البار، أرسل من قِبَله القائد أولوجيوس وأمره بفتح الكنائس وترميم المُتهدِّم منها وهدم هياكل الأوثان. فظهر له القديس في رؤيا وأعلمه بمكان جسده. فذهب إلى حيث أرشده وأخرج الجسد وبنى على اسمه كنيسة ووضع فيها الجسد. وقد أجرى اللـه منه آيات كثيرة.صلاته تكون معنا. آمين.
    2 ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً استشهد القديس لاونديوس.وُلِدَ في طرابلس من والدين مسيحيين. وكان حسن الصورة، كاملاً في سيرته، لطيفاً في معاشرته، مُداوماً على قراءة الكتب الإلهية، وبالأكثر سفر المزامير حتَّى حفظه. ولمَّا انتظم في سلك الجندية، كان يعظ رفاقه الجنود، ويُبين لهم فساد عبادة الأوثان. وينصحهم أن يقلعوا عن عبادتها. فمنهم من أطاع. والبعض الآخر أغراهم الشيطان فمضوا إلى القائد، وعرَّفوه أن لاونديوس يحتقر الأصنام ويُعلِّم أن المسيح هو الإله الحقيقى. فاستحضره القائد وسأله عن ذلك فأجابه بقول القديس بولس: " مَن سيفصلنا عن محبة المسيح أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عُري أم خطر أم سيف ". فغضب القائد وطرحه في السجن. وفي اليوم التالى استحضره وقال له: بأية قوة تجرؤ على مخالفة الملك، وتردّ الناس عن عبادة الآلهة؟. فأجابه القديس: حقاً أنني أودّ أن يُقبِل الناس جميعهم إلى طاعة المسيح وأنت إذا تركت ضـلالك وعبدت المسيح ترث الملكوت الأبدي، فأمر بضربه حتَّى جرى دمه على الأرض، وهو يُسبِّح اللـه ويُقدِّسه، فرثى له أحد الجنود، وتقدَّم منه وقال له: أنني أُشفق عليك كثيراً، ولذلك أُريدك أن تذبح للآلهة، فيُعفى عنك. فصرخ فيه القديس قائلاً: اذهب عنِّي يا شيطان. فزاد القائد في تعذيبه حتَّى أسلَمَ روحه الطاهرة وهو في السجن. وأتت امرأه مؤمنة غنية وبذلت أموالاً كثيرة للجنود وللسجَّان حتَّى أخذت الجسد وكفَّنته في ثوب مُذهب ووضعته في تابوت داخل بيتها حتَّى انقضى زمن الاضطهاد .صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    من مزامير أبينا داود النبي ( 67 : 33 ، 4 )
    عجيبٌ هو الله في قدِّيسِيه. إلهُ إسرائيلَ هو يُعطي قوةً وعِزاً لشعبِهِ. الصِّدِّيقون يَفرحون ويتهلَّلون أمامَ اللهِ. ويَتَنَعَّمون بالسرورِ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 12 : 4 ـ 12 )
    ولكن أقول لكم يا أصدقائي: لا تخافوا من الذين يقتلون جسدكم، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر. بل أُريكم مِمَّن تخافون: خافوا من الذي بعدما يَقتُل، له سلطانٌ أن يُلقي في جهـنَّم. نعم أقول لكـم: من هـذا خافـوا ! أليست خمسة عصافير تُباع بفلسـين، وواحـدٌ منها ليس منسـيّاً أمام اللـه؟ بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها محصاةٌ. فلا تخافوا إذاً. أنتم أفضل من عصافير كثيرةٍ. وأقول لكم: كل من يعترف بي قُدَّام النَّاس، يعترف به أيضاً ابن الإنسان قُدَّام ملائكة الله. ومن أنكرني قُدَّام النَّاس، يُنكَر أيضاً قُدَّام ملائكة الله. وكل مَن قال كلمةً على ابن الإنسان يُغفَرُ له، وأمَّا مَن يُجدِّف على الرُّوح القدس فلا يُغفر له. ومَتَى قدَّموكم إلى المجامع والرُّؤساء والسَّلاطين فلا تهتمُّوا كيف أو بما تُجاوِبون أو بما تقولون، لأن الرُّوح القدس يُعلِّمكم في تلك السَّاعة ما يجب أن تقولوه ".
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

07-31-2013, 01:52 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    7- رحلة الخبر إلى أذنيك

    ليس كل ما يصل إلى أذنيك هو صدق خالص. فلا تتحمس بسرعة لكل ما تسمع، ولا لكل ما تقرأ.. ولا تتخذ إجراء سريعًا لمجرد كلام سمعته عن إنسان ما.. بل تحقق أولًا، واعرف أن كثيرًا من الكلام يقطع رحلة طويلة قبل أن يصل إلى أذنيك..

    صدق الحكيم الذي قال: (لا تصدق كل ما يقال)..

    اجعل عقلك رقيبًا على أذنيك، وافحص كل ما تسمعه، ولا تصدق كل خبر، لئلا تعطى مجالًا للوشاة وللكاذبين، ولمن يخترعون القصص، ولمن يصنعون الأخبار، ولمن يدسون، ويشهدون شهادة زور.. كل هؤلاء يبحثون عن إنسان سهل يصدقهم.. وكما قال عنهم أمير الشعراء أحمد شوقي:

    قد صادفوا أذنا صغواء لينة فاسمعوها الذي لم يسمعوا أحدا

    و ما أجمل قوله أيضًا عن مثل هذا الذي يصدق كل ما يسمعه، ويقبل الأكاذيب كأنها صدق:

    أثر البهتان فيه و انطوى الزور عليه

    ياله من ببغاء عقله في أذنيه

    نعم، لو كنا نعيش في عالم مثالي، أو في وسط الملائكة لأمكنك حينئذ أن تصدق كل ما تسمعه، ولا تتعب ذاتك في فحص الأحاديث. ولكن مادام الكذب موجودًا في العالم، وما دمنا نعيش في مجتمع توجد فيه ألوان من الناس يختلفون في نوع أخلاقياتهم وفي مدى تمسكهم بالفضيلة، فإن الحكمة تقضى إذن أن ندقق ونحقق قبل أن نصدق.. واضعين أمامنا قول الكتاب: "افحصوا كل شيء، وتمسكوا بالحسن".

    ولكن قد يقول إنسان: "أنني أصدق هذا الخبر على الرغم من غرابته، لأنني سمعته من إنسان صادق لا يمكن أن يكذب".

    نعم، قد يكون هذا الإنسان صادقًا، ولكنه سمع الخبر من مصدر غير صادق، أو من مصدر غير دقيق.. قد يكون الشخص الذي حدثك أو الذي حدث من حدثك، جاهلًا بحقيقة الأمر، أو على غير معرفة وثيقة أكيدة بما يقول. أو قد يكون مبالغًا أو مازحًا أو مداعبًا. أو ربما يكون قد سمع خطأ، أو أن المصادر التي استقى منها معلوماته غير سليمة.

    أو ربما يكون المصدر الأصلي الذي أخذ عنه هذا وذاك، غير خالص النية فيما يقول، وله أسباب شخصية تدفعه إلى طمس الحقائق، أو إلى الدس والإيقاع بين الناس. أو قد يكون من النوع الذي يتباهى بمعرفة الأخبار والسبق إلى نشرها بين الناس، فيقول ما يصل إليه بسرعة دون تحقيق.. وقد يكون محبًا للاستطلاع يلقى بالخبر ليعرف ما مدى وقعه على الناس..

    ولكن ربما يقول القائل أنني لم أسمع هذا الخبر من واحد فقط، وإنما من كثيرين مما يجزم بصحته..!! فتقول إنه لا يصح أن نحكم عن طريق السماع دون تحقيق، حتى لو سمعنا من كثيرين. فما أكثر ما يكون كلام الكثيرين على وفرة عددهم، له مصدر واحد مخطئ (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. وما أكثر ما تتفق جماعة كبيرة من الناس على كذب مشترك، مثلما فعل أخوة يوسف حينما بلغوا أباهم خبرًا كاذبًا عن ابنه قائلين إن وحشًا قد افترسه.. وما أكثر شهود الزور الذين سمعنا عنهم من الكتاب المقدس ومن كتب التاريخ..

    إن وصية " لا تشهد بالزور " موجهة إلى السامع، كما هي موجهة إلى المتكلم. فالذي يسمع الكذب ويقبله، إنما يشجع الكاذب على الاستمرار في كذبه، ويحيط نفسه بأناس أشرار غير مخلصين.

    وكذلك فإن ناقل الكذب يعتبر كاذبًا، وشريكًا في الكذب وفي نشره.. ويدخل تحت هذا العنوان أيضا مروجو الإشاعات الكاذبة. وقد يقع في هذا الأمر أيضا "البسطاء" الذين يصدقون كل ما يسمعونه، ويتكلمون عنه كأنه حقيقة، دون فحص أو تأكيد. وفي الحقيقة لا نستطيع أن نسمى مثل هذه بساطة. لأن البساطة في جوهرها هي عدم التعقيد، ونحن نؤمن بالبساطة الحكيمة.. فقد قال السيد المسيح: "كونوا بسطاء.. وحكماء..".

    اثنان يشتركان في خطية الكذب: ناقل الكذب، وقابل الكذب، وكلاهما يشتركان مع الكاذب الأصلي في نشر كذبه.

    وأن كانت بعض المشاكل تسبب أحيانًا عن نقل الكلام، فإن أخف الناس ضررًا من ينقلون الكلام كما هو، كما يفعل جهاز تسجيل الصوت، الأمين المخلص، الذي لا يزيد على ما قيل شيئًا، ولا ينقص، ويعطى صورة دقيقة عما قيل..

    إنما بعض الناس يأخذون الكلام، ويضيفون عليه رأيهم الخاص واستنتاجاتهم وأغراضهم، ويقدمون كل ذلك لإنسان آخر، كأنه الكلام المباشر الذي نطق به من قد سمعوه..!

    انظروا ماء النيل وقت الفيضان وهو بنى اللون من كثرة ما حمل من طمي.. هذا الماء كان في أصله ماء صافيًا رائقًا عندما نزل مطرًا من السماء على جبال الحبشة. ولكنه طوال رحلته في الطريق ظل ينحت الطمي من الصخور ويختلط بالطين حتى وصل إليك بهذه الصورة.. هكذا كثير من الأخبار التي تصل إليك مشبعة بالطين، ربما كانت رائقة صافية في أولها. والفرق بينهما وبين ماء النيل أن طينه مفيد للأرض، أما الطين الذي خلطه الناس في نقلهم للأحاديث، فإنه ضار وخطر ومفسد للعلاقات.

    كثير من الأخبار عندما تصل إليك تكون أخبارًا مختلفة جدًا عن الواقع. وسأضرب لذلك مثلًا:

    يقول شخص لآخر: "ألم تسمع؟ لقد حدث كذا مع فلان". فيجيبه: "لا شك أنه قد غضب لذلك جدًا". فيقول له: "طبعًا". ويوصل الخبر لثالث ويقول له: "فلان غضب جدًا لأنه حدث معه كذا". فيجيبه: "من غير المعقول أن يكون قد غضب فقط، لابد أنه سينتقم" ويصل الخبر الرابع أنه سينتقم، فيجيب: "حسب معرفتي لطبعه لابد أنه سيدبر دسيسة لمن أغضبه". ويصل الخبر الخامس فيقول: "ربما يرسل خطابًا لمصلحته ويتهمه باتهامات". فيجيبه سادس: "لا يبعد أن يقول عنه إنه شيوعي مثلًا". ويصل الخبر لسابع فيسرع إلى الشخص المقصود ويقول له: "خذ حذرك، فلان أرسل خطابًا إلى مصلحتك يقول عنك إنك شيوعي"..!!!

    يحدث كل هذا، وربما يكون الشخص الذي يتكلمون عنه قد تضايق في وقتها واستطاع أن يصرف غضبه، ويسامح من أغضبه!! أو قد يكون قد أخذ الأمر ببساطة ولم يتأثر، وانتهى الأمر.. وقد يحدث سوء تفاهم بسبب الخطاب المزعوم المرسل إلى المصلحة!! الذي لا وجود له على الاطلاق.

    لذلك أكرر وأقول: (لا تصدق كل ما يقال).. ولا تكن سمّاعًا، بل افحص ودقق وحقق.. على الأقل في الأمور الهامة الخطيرة..

    رحلة الخبر إلى أذنيك

    ليس كل ما يصل إلى أُذنيك هو صدق خالص. فلا تتحمَّس بسرعة لكل ما تسمع ولا لكل ما تقرأ. ولا تتخذ إجراءًا سريعًا لمُجرَّد كلام سمعته من إنسان ما. بل تحقق أوَّلًا. واعرف أن كثيرًا من الكلام يقطع رحلة طويلة قبل أن يصل إلى أُذنيك.

    «« صدق الحكيم الذي قال: "لا تُصدِّق كل ما يُقال". لهذا اجعل عقلك رقيبًا على أُذنيك، وافحص كل ما تسمعه. ولا تُصدِّق كل خبر، لئلا تُعطي مجالًا للوشاة والكاذبين، ولِمَن يخترعون القصص، ولِمَن يؤلِّفون الأخبار، ولِمَن يدسُّون ويشهدون شهادة زور. كل هؤلاء يبحثون عن إنسان سهل يُصدِّقهم. وقد قال عنهم أمير الشعراء أحمد شوقي:

    قد صادفوا أذنًا صفواء ليِّنة

    فأسمعوها الذي لم يُسمعوا أحدًا

    وما أجمل قوله أيضًا عن مثل هذا الذي يُصدِّق كل ما يسمعه، ويقبل الأكاذيب كأنها صدق:

    أثَّر البهتان فيهِ

    يا له من ببغاءٍ

    وانطوى الزورُ عليهِ

    عقله في أُذنيهِ

    «« نعم لو كُنَّا نعيش في عالم مثالي، أو في وسط الملائكة، لأمكنك حينئذ أن تُصدِّق كل ما تسمعه، ولا تتعب ذاتك في فحص الأحاديث ولكن ما دام الكذب موجودًا في العالم، وما دمنا نعيش في مُجتمع توجد فيه ألوان من الناس يختلفون في نوع أخلاقياتهم، وفي مدى تمسكهم بالفضيلة، فإنَّ الحكمة تقتضي إذن أن نُدقِّق ونُحقِّق قبل أن نُصدِّق، وأن نفحص كل شيء ونتمسَّك بما هو حق، ولكن قد يقول أحدهم: " إنني أُصدِّق هذا الخبر على الرغم من غرابته، لأنني سمعته من إنسان صادق لا يمكن أن يكذب".

    نعم، قد يكون هذا الإنسان صادقًا، ولكنه سمع الخبر من مصدر غير صادق، أو من مصدر غير دقيق... أو قد يكون الشخص الذي حدَّثك أو نقل الخبر إلى مَن حدَّثك، جاهلًا بحقيقة الأمر، أو على غير معرفة وثيقة أكيدة بما يقول ... أو قد يكون مبالغًا أو مازحًا أو مداعبًا. أو رُبَّما يكون قد أخطأ في السماع أو الفهم. أو أن المصادر التي استقى منها معلوماته غير سليمة...

    ««أو رُبَّما يكون المصدر الأصلي الذي أخذ عنه هذا وذاك غير خالص النية فيما يقول، وهناك أسباب شخصية تدفعه إلى طمس الحقائق، أو إلى الدَّس والإيقاع بين الناس. أو قد يكون من النوع الذي يتباهى بمعرفة الأخبار والسبق إلى نشرها بين الناس. فيقول ما يصل إليه بسرعة بدون تحقيق... وقد يكون مُحبًَّا للإستطلاع، يلقي الخبر ليعرف ما مدى وقعه على الناس.

    «« ولكن رُبَّما يقول القائل: " إني لم أسمع هذا الخبر من فرد واحد فقط، إنَّما من كثيرين، مما يجزم بصحته".

    فنقول: إنه لا يصح أن نحكم عن طريق السماع دون تحقيق، حتى لو سمعنا من كثيرين (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)! فما أكثر ما يكون كلام الكثيرين على وفرة عددهم، له مصدر واحد مخطئ ... وما أكثر ما تتفق جماعة كبيرة من الناس على كذب مشترك، وفي التاريخ أمثلة كثيرة عن هذا الأمر. وما أكثر ما تتفق مجموعة من شهود الزور على أمر ما، وهكذا تفعل أيضًا مجموعات من ناشري الشائعات...

    «« إنَّ وصية "لا تشهد بالزور" كما أنها موجهة إلى المُتكلِّم، هى أيضًا موجهة إلى السامع. فالذي يسمع الكذب ويقبله، إنَّما يُشجِّع الكاذب على الاستمرار في كذبه. وبقبوله، يحيط نفسه بأُناس مخطئين غير مخلصين.

    «« وكذلك فإنَّ ناقل الكذب يُعتبر كاذبًا، وشريكًا في نشر الكذب. وقد يقع تحت هذا العنوان أيضًا مروجو الشائعات الكاذبة. بل قد يقع في هذا الفخ، البسطاء الذي يُصدِّقون كل ما يسمعونه! ويتكلَّمون عنه. كأنه حقيقة، دون فحص أو تدقيق. وفي الحقيقة لا نستطيع أن نُسمِّي مثل هذه بساطة. لأنَّ البساطة في جوهرها هى عدم التعقيد، وليس قلة الفهم أو البعد عن الحكمة والتدقيق. ونحن نؤمن بالبساطة الحكيمة، وبالحكمة البسيطة...

    «« اثنان يشتركان في خطية الكذب: قابل الكذب، وناقل الكذب. وكلاهما يشتركان مع الكاذب الأصلي في نشر كذبه.

    وإن كانت بعض المشاكل تتسبَّب أحيانًا من نقل الكلام، فإن أقل الناس ضررًا مَن ينقلون الكلام هم، كما يفعل جهاز تسجيل الصوت ( الريكوردر ) الأمين المُخلص، الذي لا يزيد شيئًا على ما قيل، ولا ينقص، بل يُعطي صورة دقيقة صادقة عمَّا قيل.

    «« إنَّما بعض الأشخاص قد يسمع كلامًا، فيتناوله ويضيف عليه رأيه الخاص ومفهومه الخاص، واستنتاجه وأغراضه وظنونه، ويُقدِّم كل ذلك معًا لإنسان آخر، كأنه الكلام المُباشر الذي سمعه مِمَّن نطق به!!

    «« انظروا يا إخوتي ماء النيل وقت الفيضان، وهو بني اللون من كثرة ما حمل من طمي ... هذا الماء كان في أصله ماءً نقيًَّا صافيًا رائقًا عندما نزل مطرًا من السماء على جبال الحبشة. ولكنه طوال رحلته في الطريق، كان ينحت الطمي من الصخور، ويختلط بالطين حتى وصل إلينا في الفيضان بصورته وهو بُني اللون طيني...

    هكذا كثير من الأخبار التي تصل إليك مُشبَّعة بالطين، رُبَّما كانت رائقة صافية في بادئ الأمر. والفرق بينها وبين ماء النيل، أن طينه مُفيد للأرض. أمَّا الطين الذي خلطه الناس في نقلهم للأحاديث، فإنه ضار وخطر ومُفسد للعلاقات...

    «« كثير من الأخبار عندما تصل إليك، تكون أخبار مختلفة جدًا عن الواقع. وسأضرب لذلك مثلًا:

    مُجرَّد خبر هو: حدث حوار ساخن بين صديقين في أحد الموضوعات. وصل هذا الخبر إلى زميل لهما فقال: "وقد سمعت أن أحدهما جرح شعور صديقه أثناء الحوار جرحًا غائرًا، وأهانه إهانة شديدة". ووصل هذا الكلام إلى شخص آخر، فأضاف: " وطبيعي أن هذا الذي أهين قد غضب غضبًا شديدًا وتألَّم". ووصل الخبر إلى شخص ثالث، فقال: " وسمعت أيضًا أنه قال بعد ذلك: " صديقي هذا هو خطيب أختي. فإن تزوَّجها سوف يهينها كما أهانني، ويجعل حياتها مُرًَّا وعلقمًا". ووصل هذا الكلام إلى شخص رابع، فأضاف: " وقد سمعت أنه ذهب إلى أسرته محملًا بهذه المشاعر، وحكى لهم كل شيء وهو متضايق ومتألِّم". وسمع هذا الكلام شخص خامس، فقال: " وطبيعي أن أب هذه الأُسرة قال في اجتماع عائلي: نشكر اللَّه الذي كشف لنا هذا الشخص العنيف قبل أن يتزوج ابنتنا. لا شكَّ أنه إذا تمَّ زواجه بها، سيجعل حياتها جحيمًا لا يُطاق". ووصل هذا الكلام إلى شخص سادس، فقال: " ولابد أنه في اجتماع الأُسرة نوقش موضوع فك تلك الخطوبة". ووصل هذا الكلام إلى شخص سابع، فأسرع ونشر خبرًا في إحدى المجلات بعنوان: (مأساة فتاة مخطوبة)، قال فيه: "حدثت مشادة حامية بين صديقين، أدَّت إلى خلاف بينهما، ثم بين أُسرتيهما. وانتهى بفك الخطوبة التي بين أحدهما وأخت الآخر. وانتظروا التفاصيل بالأسماء في العدد المُقبل".

    «« حدث كل هذا بينما الصديقان اعتبرا حوارهما موضوعيًا وليس شخصيًا. وخرجا منه وهما في صفاء تام، دون أن يترك أي أثر سيئ في نفسية أحدهما ضد الآخر. ولكن هكذا كانت رحلة الخبر عن حوارهما الساخن.

    لذلك أقول مرَّة أخرى: لا تُصدِّق كل ما يُقال. بل حقِّق ودقِّق، قبل أن تُصدِّق.
    +++
                  

08-01-2013, 06:11 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    8- القلب الكبير

    لا يكن قلبك ضيقًا..

    يتأثر بسرعة، ويتضايق بسرعة، ويندفع للانتقام لنفسه..

    بل كن كبيرًا في قلبك، وواسع الصدر، تحتضن في داخلك جميع المسيئين إليك.

    وحينئذ ستشعر بالسلام الداخلي، وتدرك بركة القلب الكبير..

    القلب الكبير لا تتعبه إساءات الناس، ولا يقابل الإساءة بالإساءة. إنما تذوب جميع الإساءات في خضم محبته وفي لجة احتماله.

    القلب الكبير أقوى من الشر.

    الخير الذي فيه أقوى من الشر الذي يحاربه. ودائمًا ينتصر الخير الذي فيه.. ومهما أسىء إليه، يبقى كما هو، دائم المحبة للناس، مهما صدر منهم.. وفي إساءاتهم، نراه لا ينتقم منهم، بل يعطف عليهم..

    إنهم مساكين، قد غلبهم الشر الذي يحاربهم.. وهم يحتاجون إلى من يأخذ بيدهم، وينقذهم من هذا الشر الذي خضعوا له في إساءاتهم لغيرهم..

    وإذا انتقم الإنسان لنفسه، يكون الشر قد غلبه، وأخضعه لحب الانتقام، وأضاع من قلبه التسامح والاحتمال والمودة..

    ومحبتنا للناس توضع تحت الاختبار عندما نتعرض لإساءاتهم.

    كل إنسان يستطيع أن يحب من يحبه، ويحترم من يحترمه، ويكرم من يكرمه.. كل هذا سهل لا يحتاج إلى مجهود. ولكن نبيل هو الإنسان الذي يحب من يكرهه، ويكرم من يسئ إليه. وفي هذا يقول السيد المسيح في عظته المشهورة على الجبل: "لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم.. وإن سلمتم على أخوتكم فقط فأي فضل تصنعون؟! " أليس الخطاة أيضًا يفعلون هكذا؟! " وأما أنا فأقول لكم: أحبو أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم".

    هنا ولا شك تكون المحبة بلا مقابل. أي أن الإنسان المحب لم يأخذ محبة في مقابل محبته. لم يأخذ أجرًا على الأرض، ولذلك يكون كل أجره محفوظًا في السماء، إذ لم يستوف منه شيئًا على الأرض.

    إن القلب الكبير ليس تاجرًا: يعطى حبًا لمن يقدم له حبًا، أو يعمل خيرًا مع الذي ينقذه شكرًا.

    إنه يصنع الخير مع الكل، بلا مقابل. يعمل الخير لأن هذه هي طبيعته. لذلك فإنه يعمل الخير مع من يستحقه، ومع الذي لا يستحقه أيضًا، مع المحب ومع المسيء، مع الصديق ومع العدو.. مثل الشمس التي تشرق على الأبرار والأشرار، ومثل السماء التي تمطر على الصالحين والطالحين (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. بل أنه درس نتعلمه من الله نفسه، الذي يحسن إلينا حتى ونحن في عمق خطايانا.

    إن القلب الكبير لا يعامل الناس كما يعاملونه، وإنما يعاملهم حسب سموه وحسب نبله. وهو لا يتغير في سموه وفي نبله طبقًا لتصرفات الناس حياله. إنه لا يرد الإساءة بالإساءة لأنه لا يحب أن تصدر عنه إساءة لأحد، ولو في مجال الرد.

    أما الضعاف فإنهم يتأثرون بتصرفات الناس، ويتغيرون تبعًا لها.

    و هنا نسأل:

    ما معنى رد الإساءة بالإساءة، ومقابلة الخطأ بالخطأ؟

    لقد أجاب القديسون على هذا الأمر، وشرحوه في جملة نقاط لا مانع من أن نوضحها في هذا المقال:

    1- هناك إنسان يرد الإساءة بمثلها: التصرف بتصرف، والشتيمة بشتيمة، والإهانة بإهانة.. وقد يرى نفسه أنه تصرف بعدل ولم يخطئ، لأن هناك من يردون الإساءة بأشد منها، ويعللون ضمائرهم بأنهم في موقف المعتدى عليه.

    2- هناك نوع آخر لا يرد الإساءة بمثلها، فلا يقابل إهانة بإهانة، أو شتيمة بشتيمة. ولكن الرد يظهر في ملامحه: في نظرة احتقار، أو تقلب الشفتين بازدراء، أو في صمت قاتل.. الخ.

    3- وقد يوجد من لا يفعل شيئًا من هذا، ولكن رده يكون داخليًا، في قلبه وفي نيته. ويتصور في قلبه أشياء تحمل معنى رد الإساءة أو أشد، ولكنها مخفاة..

    4- و يوجد إنسان قد لا يفعل في الداخل من الإساءة. ولكنه إذا سمع أن المسيء أصابه مكروه يفرح بالخبر، ويرى أن الله قد انتقم له. وبهذا لا يكون قلبه نقيًا تجاه من أساء إليه..

    5- وقد يوجد إنسان لا تحاربه هذه المشاعر، بل قد يحزن حقًا إذا حدث مكروه لمن أساء إليه، ولكنه في نفس الوقت لا يفرح إذا حدث خير لهذا المسيء. إذ يرى انه لا يستحق الخير، فيتضايق لأخباره المفرحة، وبهذا لا يكون قلبه نقيًا من جهته..

    6- إنسان آخر قد لا يفعل شيئًا من هذا كله. ولكن إساءة المسيء تظل عالقة بذهنه. آه لم ينسها، لأنه لم يغفر بعد.. هذا أيضًا لم يصل بعد إلى الحب الكامل الذي ينسى الإساءة ولا يعود يذكرها. لأن المحبة – كما يقول الكتاب تستر كثرة من الخطايا.

    7- وقد يوجد شخص ينسى الإساءة، ويستمر في نسيانها زمنًا. ثم تحدث إساءة جديدة من نفس الشخص، فيرجع ويتذكر القديمة أيضًا التي كان قد نسيها، ويتضايق بسبب الاثنتين معًا.. وبهذا يدل على أنه لم يغفر الإساءة القديمة، وأنها لم تمت في قلبه، وإنما كانت نائمة ثم استيقظت. مثل جرح ربما يكون قد اندمل، ولكن موضعه ما يزال حساسًا، أقل لمسة تؤذيه..

    إن هناك طريقتين لمواجهة الإساءة: طريقة التصرف، وطريقة الترسيب.

    أما طريقة التصرف فهي الطريقة الروحية، التي بها يصرف الإنسان الغضب بطريقة سليمة: بإنكار الذات، بلوم النفس، بعامل المحبة، بالبساطة..

    أما طريقة الترسيب فتشبه دواء في زجاجة يبدو صافيًا من فوق، بينما هو مترسب في أسفلها، وأقل رجه تعكر السائل كله الذي يملأ الزجاجة. إن هذا الصفاء الظاهري من فوق، ليس هو صفاءًا حقيقيًا طاهرًا..

    ولكن لعل إنسان يقول: كيف يمكننا الوصول إلى تلك الدرجات الروحية من صفاء القلب تجاه الإساءة؟ ألا تبدو غير ممكنة..؟

    إنها قد تبدو صعبة أو غير ممكنة بالنسبة إلى القلوب الضيقة التي لم تمتلئ بالمحبة بعد ولا بالاتضاع. أما القلب الكبير فإنه يتسع لكل شيء. انه لا يفكر في ذاته ولا في كرامته، بل يفكر في راحة الآخرين وفي علاجهم. لذلك لا تهزه الإساءات..

    كذلك هو يعلم أن المسيء، إنما قبل كل شيء - يسئ إلى ذاته لا غيره. إن الذي يقترف الإساءة إنما يسئ إلى مستواه الروحي وإلى نقاوة قلبه وإلى أبديته. ولكنه لا يستطيع أن يضر غيره ضررًا حقيقيًا.. فالذي يشتم غيره مثلًا، إنما يبرهن على نوع أخلاقياته هو، دون أن يضر المشتوم في شيء. يبقى المشتوم في مستواه العالي، لا تقلل الشتيمة من جوهر معدنه الكريم، بل هي تدل على خطأ مقترفها.. والذي أصابته هذه الإهانة، إن كان قلبه نقيًا كبيرًا، فإنه لا يتأثر: يأخذ موقف المتفرج الذي يرثى لضعفات غيره، لا موقف المنفعل.

    وهكذا تتضح أمامنا درجات روحية لمواجهة الإساءة وهي:

    احتمال الإساءة، ومغفرة الإساءة، ونسيان الإساءة، ومحبتك لمن أساء إليك. ففي أية درجة من هذه كلها تضع نفسك أيها القارئ العزيز؟

    درب نفسك على هذه الدرجات الروحية، لكي تصل إلى نقاوة القلب. وإن لم تستطع أن تصل إلى أية واحدة منها، فعلى الأقل لا تبدأ بالإساءة إلى غيرك..

    خذ موقف المظلوم لا موقف الظالم. واعلم أن الله سيقف إلى جانبك. وأما الظالم فإنه يعادى الله قبل أن يعاديك، وسيقف الله ضده.

    و عندما يقف الله معك ضد ظالميك، قل له كما قال السيد المسيح: "يا أبتاه اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون"..
    +++
                  

08-01-2013, 08:04 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    9- القلب الحنون

    تحدثنا في مقالين آخرين:

    عن القلب الكبير المملوء بالتسامح والعفو..

    وعن القلب الهادئ المملوء بالسلام والطمأنينة.

    ونريد اليوم أن نعرض للقلب الحنون، المملوء بالشفقة والحب..

    القلب القاسي، باستمرار يحطم ويهدم. وقسوته لا تشفق، ولا ترحم. إنه نار تأكل كل شيء، حتى نفسها..

    أما القلب الحنون العطوف، فإنه يفيض رقة وإشفاقًا على كل أحد، حتى الذين لا يستحقون، وحتى على أعدائه..

    وحنو الإنسان على غيره، قد يشمل الكائنات جميعًا.. فيحنو على العصفور المسكين، وعلى الفراشة الهائمة، وعلى الزهرة الذابلة.. بل قد يحنو على الوحش المفترس، مثل القديس الذي رأى أسدًا يئن من شوكة في قدمه، فانحني وأراحه منها..

    وقد يكون الحنو في نواح مادية أو جسدية، وقد يكون في نواح نفسية أو روحية.

    وخلاصة الأمر أن القلب المملوء حنانًا، يفيض بهذا الحنان في كل المجالات، وعلى الكل. فيشفق على الفقير المحتاج، وعلى المريض المتألم، كما يشفق على البائس والمتعب نفسيًا، وعلى الساقط في الخطية المحتاج إلى من يأخذ بيده ليقيمه.

    والحنان ليس مجرد عاطفة في القلب، وإنما تتحول فيه العاطفة إلى عمل جاد من أجل إراحة الغير.

    إن الحنان النظري هو حنان قاصر، حنان ناقص، يحتاج إلى إثبات وجوده بالعمل. ولهذا قال القديس يوحنا الحبيب: "يا أخوتي، لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق".

    إن القلب الحنون يمكنه أن يكسب الناس. أما القلب القاسي فينفرهم.

    الناس يحتاجون إلى من يعطف عليهم، إلى من يأخذ بيدهم، إلى من يشجع الضعيف، ويقيم الساقط، ويفهم ظروف الناس واحتياجاتهم. وتكون له روح الخدمة فيخدم الكل، ويساعد الكل، ويعين الكل، ولا يحتقر ضعفات أحد.. كما قال الكتاب: "شددوا الركب المخلعة، وقوموا الأيدي المسترخية"..

    وقيل عن السيد المسيح إنه كان: "لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ".. هذه الفتيلة المدخنة ربما تهب ريح فتشعلها، فتضئ مرة أخرى..

    و كان حنوه يشمل الروح والجسد معًا. وهكذا قيل عنه في الإنجيل المقدس إنه: "كان يجول يصنع خيرًا".. كان يشفق على الأرواح الساقطة فيقيمها بالتوبة، ويشفق على الأجساد المريضة فيشفيها.. "يطوف المدن والقرى: يكرز ببشارة الملكوت، ويشفى كل مرض وكل ضعف في الشعب".

    أحضروا إليه مرة امرأة خاطئة قد ضبطت في ذات الفعل، وانتظروا منه أن يحكم برجمها حسبما تقضى الشريعة (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أما هو فقال لهم: من منكم بلا خطية، فليرمها بأول حجر". وانصرف المطالبون برجمها لأنهم أيضًا خطاة. واطمأنت المرأة. فنظر إليها السيد المسيح وقال لها: وأنا أيضًا لا أدينك.. أذهبي بسلام. ولا تعودي تخطئي أيضًا".. هذا هو الحنو الذي يكسب القلب، ويقوده إلى التوبة.. فليتنا نحنو على الخطاة، لكي نكسبهم إلى الله.

    إن الله يحنو علينا، حتى ونحن في عمق خطايانا. ومن دلائل حنوه أنه يستر ولا يكشف.

    كم من أناس قد غطسوا في الشر حتى غطاهم، وما يزال الله يستر.. لم يكشفهم، ولم يفضحهم، ولم يعلن خطاياهم للناس.. لأنهم ربما لو انكشفوا لضاعوا، وانسد أمامهم الطريق إلى التوبة بعد فقدهم لثقة الناس.

    إن القلب الحنون يستر خطايا الناس. لا يتحدث عنها، ولا يشهر بها، ولا يقسو في الحكم عليها.. بل قد يجد لهم عذرًا، أو يخفف من المسئولية الواقعة عليهم.. وأن قابلهم لا يفقد توقيره لهم، معطيًا إياهم فرصة للرجوع.. بل قد يضحى بنفسه من أجلهم، ويتحمل المسئولية عوضًا عنهم إن استطاع.

    قال القديس يوحنا ذهبي الفم: "إن لم تستطع أن تمنع من يتكلم على أخيه بالسوء، فعلى الأقل لا تتكلم أنت".

    "وأن لم تستطع أن تحمل خطايا الناس، وتنسبها إلى نفسك لكي تبررهم، فعلى الأقل لا تستذنبهم وتنشر خطاياهم".

    أن القلب الحنون يعيش في مشاعر الناس. يتصور نفسه في مكانهم، ولا يجرح أحدًا ويبرهن على نقاوة قلبه بعطفه على الكل..

    وهو يعرف أن الطبيعة البشرية حافلة بالضعفات..

    و إن أقوى الناس ربما تكون في حياته ثغرات..

    و قد يسقط، إن اشتدت الحرب عليه، وأن تخلت عنه النعمة الحافظة..

    لذلك ينظر إلى الناس في حنو، في قيامهم وفي سقوطهم أيضًا.

    كان القديس يوحنا القصير إن سمع عن أحد أنه سقط، يبكى. فإن سئل في ذلك يقول: (معنى هذا أن الشيطان نشيط. وإن كان قد أسقط أخي اليوم، فقد يسقطني أنا غدًا..). وهكذا -في أتضاع- لم يضع هذا القديس نفسه في مرتبة أسمى من غيره. وبكل حنو نظر إلى سقطة غيره، ونسبها إلى عمل الشيطان، لا إلى فساد طبع ذلك الأخ.

    وبهذا كان أقوى المرشدين الروحيين هم الذين يفهمون النفس البشرية، ولا يقسون عليها في ضعفاتها.

    إن القلب الحنون لا يعامل الناس بالعدل المطلق مجردًا، إنما يخلط بعدله كثيرًا من الرحمة. ولا يجعل عدله عدلًا جافًا حرفيًا يطبق فيه النصوص، بل أيضًا يقدر الظروف المحيطة، سواء كانت عوامل نفسية أو تربوية أو عوامل اجتماعية.

    أما الذي يصب اللعنات على كل مخطئ، دون أن يقدر ظروفه أو يفحص حاله، فإنه قلب لا يرحم..

    القلب الحنون لا يحكم على أحد بسرعة.. بل يعطى كل أحد فرصة للدفاع عن نفسه، ولتوضيح موقفه..

    و هو أيضًا لا يكثر اللوم والتوبيخ، وإن وبخ، فإنما يكون ذلك بعطف وليس بقسوة. وقد يقدم لتوبيخه بكلمة تقدير أو كلمة حب، حتى يكون التوبيخ مقبولًا. وأن احتاج الأمر منه إلى حزم وشدة وعنف، فقد يفعل ذلك مضطرًا. ولكنه في مناسبة أخرى يصلح الموقف، ويعالج بالحنو نفسية ذلك المخطئ.

    والقلب الحنون لا يخجل أحدًا، ولا يحرج أحدًا. وقد يشير إلى الخطأ من بعيد، بألفاظ هادئة. وربما بطريق غير مباشر، وربما في السر وليس في أسماع الناس.

    أما الذي يرجم الناس بالحجارة، فعليه أن يتروى، لئلا يكون بيته من زجاج. وليعلم أن كل الفضائل بدون المحبة ليست شيئًا. والمحبة تتأنى وتترفق. والحكمة هي أن نكسب الناس بالحنو، وأن لا نخسر الناس بالقسوة.
    +++
                  

08-02-2013, 07:48 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)
                  

08-03-2013, 07:06 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    10- الذين يعطون

    تكلمنا عن القلب الحنون، الذي يعطف على الناس روحيًا. هذا القلب يعطف أيضًا ماديًا، وباستمرار يعطى..

    وهذه هي شيمة الذين يعطون: يعطون بحب، وبسخاء وباستمرار، وبدون أن يطلب منهم.. وبراحة داخلية..

    ما أجمل أن نشرك الله معنا في أموالنا، فيكون له نصيب منها.

    وما نعطيه لله، لا نحسبه جزءًا ضائعًا من مالنا، وإنما نحسبه بركة كبيرة لباقي المال.

    إذ أن الله عندما يأخذ من مالنا شيئًا، إنما يبارك هذا المال، فيزيد أكثر من الأصل بما لا يقاس. ويصبح مالًا مباركًا، ويعوضه الرب أضعافا من جهات أخرى. ونجد أننا بهذا العطاء قد زدنا ولم ننقص.

    وفى الواقع أننا لا نعطى الله من مالنا، بل من ماله هو.. إن كل شيء نملكه هو ملك لله، ونحن مجرد أمناء عليه، مجرد وكلاء لله في هذا المال الذي استودعنا إياه لكي ننفقه في الخير. حقًا، ما الذي نملكه نحن؟! نحن الذين قيل عنا إننا:"عراة جئنا إلى الأرض، وعراة نعود إلى هناك".. الله هو المالك الحقيقي لكل ما نملك. وما أصدق داود النبي حينما قال لله " من يدك أعطيناك"..

    وقد ظهر العطاء في التوراة في وصية العشور، حيث طلب الله من الناس أن يدفعوا العشور من كل ما يملكون.

    ولكن العشور لم تكن كل شيء في العطاء.. كانت هناك أيضًا البكور، والنذور، والتقدمات، والقرابين، والنوافل.

    وفي البكور كان الإنسان يعطي أوائل ثمار الأرض. أول حصيده يقدمه للرب، لكي يبارك الرب كل الحصاد. كما كان يقدم المولود البكر من كل حيواناته، حتى ابنه هو البكر، كان يقدمه لخدمة الرب، كما قال الرب في التوراة " قدس لي كل بكر، كل فاتح رحم".

    ما أجمل أن نعطي البكور للرب: المرتب الأول الذي يتقاضاه الإنسان، والعلاوة الأولى وأول إيراد خاص يصل إليه. فمثلًا أجرة أول عملية يجريها الجراح يقدمها للرب وأول كشف للطبيب، وأول درس خصوصي للمدرس، وأول عمل يد للصانع. وهكذا يبارك الله كل أعمالنا لأنها بدأت به، وقدمنا أولى ثمارها له..

    بل أن بكور الوقت نقدمها لله أيضًا.. الساعة الأولى في النهار نقدمها لله. أول كلمة ننطق بها كل يوم تكون كلمة موجهه إلي الله. أول عمل نعمله في يومنا يكون مختصًا بالله وعبادته. وبهذا يبارك الله يومنا ويقدسه وبنفس الوضع أول يوم في عامنا يكون يومًا للرب.

    وفي عطائنا لا يصح أن نحاسب الله بالدقة الحرفية. فإن دفعنا العشور مثلًا، لا يجوز أن نقول لله: "كفاك هذا! ليس لك شيء عندنا بعد!"

    كلا، إن العشور والبكور هي الحد الأدنى للعطاء، وأما العطاء فلا حدود له، أنه يختص بالقلب الحنون العطوف الذي يعطي عن حب مهما كانت قيمة العطاء، دون أن يحاسب الله على ما يعطيه..

    ولقد جاءت المسيحية فرفعت العطاء عن مستوى العشور. وقالت: "من له ثوبان، فليعط الذي ليس له". ولم تكتف بهذا، بل تطورت إلي العطاء بغير حدود. فقال السيد المسيح في الإنجيل المقدس: "من سألك فأعطه. ومن طلب منك، فلا ترده".

    هكذا لم يقتصر العطاء على العشور والبكور والنذور.. بل بقى باب الكمال مفتوحًا لما هو أكثر من هذا (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. فعندما جاء الشاب الغني إلي السيد المسيح يستلهم منه معرفة الطريق الذي يوصله إلي الحياة الأبدية، أجابه بتلك الوصية الجميلة الخالدة..

    "إن أردت أن تكون كاملًا، أذهب وبع كل مالك وأعطيه للفقراء، وتعال أتبعني".

    هذه الوصية، نفذها القديس انطونيوس حرفيًا وبها أسس الحياة الرهبانية فباع ثلاثمائة فدان كان يملكها من أجود الأطيان، ووزع ثمنها على الفقراء، وعاش حياة الزهد والنسك..

    وسير القديسين تحكي لنا صور عجيبة للعطاء..

    فالقديس الأنبا سرابيون الناسك، رأى رجلًا فقيرًا، وإذ لم يكن له ما يعطيه، باع إنجيله وأعطاه ثمنه. وفي ذلك الوقت لم تكن هناك مطبوعات، وكان الإنجيل مخطوطة ثمينة.. ثم مر بعد ذلك فرأى فقيرًا آخر. وإذ لم يكن له شيء أخر يعطيه، خلع ثوبه وأعطاه له. ورجع إلي مسكنه بلا ثوب ولا إنجيل. فلما سأله تلميذه: (أين إنجيلك يا أبي؟)، أجابه: (كان هذا الإنجيل يقول لي: "اذهب بع كل مالك وأعطيه للفقراء " فبعته لأنه كان كل ما لي).. فقال له تلميذه: (وأين ثوبك؟) فأجابه: (خلعته ليلبسه المسيح..).

    ولعل أجمل ما في العطاء، أن يعطى. الإنسان من أعوازه..

    لأن الشخص الذي يعطى من أعوازه، إنما يفضل غيره على نفسه، بل يتعب لأجل إراحة غيره. وهذا هو منتهى الحب الذي فيه تزول الذاتية، وتحل في موضعها محبة الغير.. وقد مدح السيد المسيح الأرملة الفقيرة التي وضعت شيئًا ضئيلًا في الصندوق. وقال إنها أعطت أكثر من الجميع، لأنها أعطت وهي محتاجة..

    إن القلب الحنون دائمًا يعطى. وإن لم يجد شيئًا يعطيه، فإنه يعطى كلمة حب..

    و قد يوجد شخص يقترض لكي يعطى غيره. أو يطلب من الآخرين لكي يعطى للمحتاجين. ومن هنا نشأت الجمعيات الخيرية التي تجمع لتعطى..

    ولكن أهم عطاء هو القلب ذاته. أعط الناس من قلبك، قبل أن تعطيهم من جيبك.

    أعطهم عاطفة، قبل أن تعطيهم مالًا. أظهر لهم أنك شخص محب، وليس مجرد شخص محسن.. والعطاء الخالي من الحب يكون عملًا اجتماعيًا أو إداريا، ولكنه ليس عملًا روحيًا.

    والقلب الحنون عندما يعطى، إنما يشعر أنه يتعامل مع الله ذاته:

    من مال الله، يعطى عيال الله، دون أن يشعر بأي فضل من جهته.

    هذا القلب العطوف يعطى للكل..

    لا يقتصر على الأصدقاء والأحباء، وذوى القربى، وبنى جنسه، وأخوته في الدين والمذهب. كلا، بل يضع أمام عينيه أن يريح الكل، ويشفق على الكل. وبهذا يكسب الكل، ويحيط نفسه بجو من المحبة.

    والقلب العطوف يعطى دون أن يطلب منه.

    هو دائم التفكير في احتياجات الناس، دون أن يقولوا له.

    يريد أن يريح الناس، يريد أن يسعدهم. وأن وضعت في يده مسئولية، يستخدمها لراحة الناس. وإن وهبه الله ثروة أو سلطة أو أية إمكانية، فإنه يستخدمها لأجل راحة الناس، كل الناس.

    والقلب العطوف لا يستطيع أن ينام، إن سمع أن هناك شخصًا متعبًا أو محتاجًا. بل يظل يفكر ماذا يفعل لأجله.

    لذلك كان من المستحيل على مثل هذا القلب أن يؤذى أحدًا، لأنه يتألم لآلام الناس، أكثر من تألمهم هم.

    +++
                  

08-04-2013, 09:54 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    11- القلب المطمئن المملوء بالسلام

    ما أعمق القلب الذي يعيش في سلام داخلي، يملك الهدوء عليه، وكل ضيقات العالم لا تزعجه.

    إنه يستمد سلامه من الداخل، وليس من الظروف المحيطة.. لذلك فإن الظروف الخارجية لا تزعزعه.

    حقًا، إنه ليس من صالح الإنسان أن يجعل سلامه يتوقف على سبب خارجي: إن اضطربت الأحوال يضطرب معها، وإن هدأت يهدأ. سبب خارجي يجعله يثور، وسبب يجعله يفرح، وسبب يبكيه، وسبب يبهجه.. مثل هذا يكون كما قال الشاعر:

    كريشه في مهب الريح طائرة لا تستقر على حال من القلق

    الرجل القوى يجعل الظروف الخارجية تخضع لمشاعره، تخضع لقوة قلبه، لا أن تتحكَّم في انفعالاته. ولا يخضع هو لها..

    إن حدث حادث معين، يتناوله في هدوء، يفحصه بفكر مستقر، ويبحث عن حل له. كل ذلك وهو متمالك لأعصابه، متحكم في انفعالاته. وبهذا ينتصر، ويكون أقوى من الأحداث، ويحتفظ بسلامه الداخلي.. وذلك لأن قلبه كان أكبر من الظروف وأقوى من الأحداث.. وما أصدق ذلك الكاتب الروحي الذي قال:

    إن قطعة من الطين يمكنها أن تعكر كوبًا من الماء، ولكنها لا تستطيع أن تعكر المحيط..

    يأخذها المحيط، ويفرشها في أعماقه، ويقدم لك ماءً رائقًا..

    لذلك أيها القارئ العزيز، كن واسع القلب. كن رحب الصدر. كن عميقًا في داخلك. قل لنفسك في ثقة: أنا لا يمكن أن أضعف، ولا يمكن أن تنهار معنوياتي أمام الأخبار المثيرة، أو أمام الضغطات الخارجية. مهما حدث، فسأحاول أنى لا أنفعل. وإن انفعلت، سأحاول أن أسيطر على انفعالاتي.. سأبتسم للضيقات، وسأكون بشوشًا أمام الضغطات.. وسأثبت -بقوة من الله- حتى تمر العاصفة.

    لا تفكر في الضيقة التي أصابتك، ولا في أضرارها ومتاعبها. بل فكر في إيجاد حل لها.

    إن كثرة التفكير في الضيقة هي التي تحطم الأعصاب وتتعب النفس أحيانًا يكون التفكير في الضيقة أشد إيلامًا للنفس من الضيقة ذاتها. إن التفكير في الضيقات هو الذي يجلب الأحزان والأمراض والهم والفكر. وهو لون من الانهيار ومن الخضوع تحت ثقل الضيقة.

    أما التفكير في إيجاد حل للضيقة، فهو الذي يعمل على سلام النفس وراحتها.

    ضع في نفسك أن كل ضيقة لها حل..

    وكل ضيقة لها مدى زمني معين تنتهي فيه.

    فكر في حل لضيقتك، فإن وصلت إليه تستريح. وإن لم تصل، ثق بروح الإيمان أن لدى الله لهذه الضيقة حلول كثيرة، وأنه -تبارك اسمه- قادر أن يعينك وأن يحل جميع إشكالاتك. وتذكر ضيقات سابقة قد حلها الله، ومرت بسلام.

    واحذر من أن يوقعك الشيطان في اليأس، أو أن يصور لك الأمر معقدًا لا حل له.. فإن الإنسان المؤمن لا ييأس.

    المؤمن يعرف أن الله موجود، وانه إله رحيم، ورحمته غير محدودة، وهو ضابط الكل، والعالم كله في قبضة يديه (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. وأن الله يدبر كل شيء حسنًا، ولا بد أنه سيتدخل ويعمل عملًا.. لذلك فإن المؤمن يستريح في أعماقه، ويلقى على الرب كل همه، ويستودعه جميع إشكالاته..

    أما الذي يستسلم لليأس، فإنه يضيع نفسه. وقد يتصرف في يأسه أي تصرف خاطئ يكون أكثر ضرارًا من المشكلة القائمة نفسها.

    مثال ذلك الذي ييأس من مشاكل الحياة فينتحر.. أو مثال تلك الفتاة التي تخطئ، وتيأس من إيجاد حل لمشكلتها، فتستسلم للخطيئة وتضيع..

    إن القلب القوى لا يستسلم للضيقات، والقلب الأقوى لا يشعر بالضيقة، لأنها لم تضايقه. وأتذكر أنني قلت في إحدى المرات:

    إن الضيقة قد سميت ضيقة لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها.

    ولو كان القلب متسعًا، ما شعر أنها ضيقة. لو كان متسعًا، ما تضايق منها.. الضيق إذن في قلوبنا، وليس في العوامل الخارجية.. وإن تعكرنا نحن، تبدو أمامنا كل الأمور متعكرة وإن تعبنا في الداخل، تبدو أمامنا كل الأمور متعبة.. أليس حقًا أن أمرًا من الأمور قد يضايق إنسانًا ما، وفي نفس الوقت لا يتضايق منه إنسان آخر، هو نفس الأمر..

    ليس المهم إذن في نوع الأحداث التي تحدث لنا، بل المهم بالأكثر هو الطريقة التي نتقبل بها الأحداث ونتصرف معها.

    الإنسان القوى الذي يصمد أمام الإشكالات، يزداد قوة. والإنسان الضعيف الذي ينهار أمامها، يزداد ضعفًا. فالإشكالات، فالإشكالات هي نفس الإشكالات.. ولكنها تقوى شخصًا وتزيده صلابة ومراسًا وحنكة، وتضعف شخصًا أخر، وتزيده انهيارًا وخورًا وحزنًا.

    لذلك كونوا أقوياء من الداخل، وخذوا من الضيقات ما فيها من بركة، وليس ما فيها من ألم..

    لقد سمح الله بالضيقات من أجل فائدتنا ونفعنا. وفي ذلك قال القديس يعقوب الرسول: "احسبوه كل فرح يا أخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة". إن المؤمن يشعر أن الله قد سمح له بالضيقة من أجل نفعه، لذلك يفرح بالضيقة.

    وبهذا يقدم لنا الكتاب درجة روحية أعلى من احتمال الضيقات، وهى الفرح بالضيقات.. إن المسألة تحتاج إلى إيمان. لأنك ربما ترى الضيقة فقط ولا ترى الخير الإلهي الكامن فيها..

    إن هذا الخير لا تراه بالعين المادية، ولكنك تراه بالأيمان، بثقتك في عمل الله المحب وحسن رعايته.. مثال ذلك يوسف الصديق: أحاطت به التجارب والضيقات حتى اتهم اتهامات باطلة وألقى في السجن. ولكن السجن كان طريقة إلى الملك إن أهل العالم قد تزعجهم التجارب، أما الإنسان المؤمن فهو ليس كذلك.

    إن المتاعب قد تحيط به من الخارج، ولكنها لا تدخل مطلقًا إلى داخل نفسه..

    إنه كالسفينة الكبيرة التي تمخر عباب المحيط، تضطرب الأمواج حولها، وهى سائرة في رصانة نحو هدفها، طالما أن المياه ما تزال خارجها.. مسكينة تلك السفينة، إن وُجِدَ ثقب في نفسيتها، واستطاعت المياه أن تنفذ إلى داخلها..!! احذروا أيها الأحباء من أن تدخل المياه إلى أنفسكم.

    واعلموا في كل ضيقة أن التجارب التي يسمح بها الله، لها شروط منها:

    1- أنها على قدر احتمالكم،

    2- وأيضا كل تجربة معها المنفذ

    3- وإنها لابد تؤول إلى نفعكم، إن أحسنتم استخدامها.

    إن الله في محبته للبشر، لا يسمح أن تحل تجربة بإنسان يكون احتمالها أكثر من طاقته. كل التجارب التي يسمح بها الله هي في حدود احتمالنا. والتجارب القوية، لا يسمح بها الله إلا للناس الأقوياء الذين يحتملونها.. ما أجمل قول الكتاب: "ولكن الله أمين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوها" (1 كو 10: 13).

    4- والتجارب هي مدرسة للصلاة..

    إنها تدرب الإنسان كيف يحنى ركبتيه أمام الله، وكيف يرفع قلبه قبل أن يرفع يديه، طالبًا العون من الله، الذي هو معين من لا معين له ورجاء من لا رجاء له عزاء صغيري القلوب، وميناء الذين في العاصف.
    +++
                  

08-05-2013, 12:28 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    في جريدة الأهرام يوم 11 ديسمبر 2011

    جحيم الرغبات

    أيها القارئ العزيز, لتكن رغبتك الأولي والعظمي هي الحياة مع الله. أما باقي الرغبات فلتكن داخل هذه الرغبة العظمي. واحذر من أن تعيش في جحيم الرغبات العالمية التي تستعبد من يخضع لها أو يسعى إليها.

    † بحث أحد الحكماء في أسباب السعادة والشقاء. فوصل إلي حقيقة عميقة في فهمها وهي: أن أهم سبب للشقاء هو وجود رغبة لم تتحقق: فقد يعيش الإنسان فقيرا. ويكون سعيدا في نفس الوقت. ولكن إن دخلت إلي قلبه رغبة في الغني ولم تتحقق, حينئذ يتعب ويشقي. وأيضا قد يكون الإنسان مريضا وراضيا شاكرا, يقابل الناس في بشاشة وابتهاج, لا يشقيه المرض. ولكن المريض الذي تدخل في قلبه رغبة في الشفاء ولم تتحقق فهذا بلا شك يتعب في رغبته.

    † إن رحلة الرغبات داخل القلب تتعبه وتضنيه, وترهقه وتشقيه: إنه يشتاق, ويشقي في اشتياقه. يريد ويجاهد ويتعب لكي يصل. ويلتمس الوسائل, فيفكر ويقابل ويكتب ويشكو, ويروح ويجيء, ويسعى ويتعب في سعيه. وقد ينتظر طويلا متي تتحقق الرغبة, ويشقي في انتظاره. يصبر ويضيق صدره, ويمل ويضجر. ويدركه القلق حينا, واليأس حينا آخر. أو قد يتعبه الخوف من عدم الوصول إلي نتيجة. وربما يتعب من طياشة الفكر ومن أحلام اليقظة, أو من أن رغباته مجرد آمال, مجرد قصور في الهواء, لا يراها إلا إذا أغمض عينيه! وقد ينتهي سعيه وتعبه إلي لا شيء. ويحرم من رغبته التي يود تحقيقها, فيشقي بالحرمان.

    † وأخطر من هذا كله, فإن آماله وأغراضه قد تجنح به عن طريق الصواب. فتقوده إلي الخداع, أو اللف والدوران, أو التذلف والتملق, أو الكذب أو الرياء, أو ما هو أبشع من كل هذا. وقد صدق أحد الحكماء حينما قال: لابد أن ينحدر المرء يوما إلي النفاق, وإن كان في قلبه شيء يود أن يخفيه.

    † والعجيب في هذه الرغبات الأرضية, أنها تشقي الإنسان حتى إن تحققت! ذلك لأنها لا تقف عند حد.. فقد يعيش الإنسان في جحيم الرغبات زمنا. حتى إذا ما تحققت له رغبة, وفرح بها وقتا ما ما تلبس أن تقوده إلي رغبة أخري, إلي خطوة أخري في طريق الرغبات الذي لا ينتهي! إن الرغبات عندما تتحقق يلتذ بها, وتقوده اللذة إلي طلب المزيد وللوصول إلي هذا المزيد, قد يجره إلي تعب جديد، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. .. ويكون كمن يشرب من ماء, مالح, كلما شرب منه يزداد عطشا. وكلما يزداد اشتياقًا إلي الماء, في حلقة مفرغة لا يستريح فيها ولا يهدأ.

    † صاحب الرغبة يعيش في رعب: إما خوفًا من عدم تحقق رغبته. أو خوفًا من ضياعها إن كانت قد تحققت.

    ومن القصص اللطيفة في هذا المجال: أن رجلًا فقيرًا لا يملك شيئًا علي الإطلاق, كان يعيش في منتهي السعادة. يضحك ملء فمه, ويغني من عمق قلبه. وفي إحدى المرات رآه أحد الأمراء وأعجب به. فمنحه كيسًا من الذهب. فأخذ الرجل الفقير كيس الذهب إلي بيته. وبدأت الآمال والرغبات تدخل إلي قلبه: أية سعادة سيبنيها بهذا المال! ثم لم يلبث الخوف أن ملك عليه, لئلا يسرق أحد منه هذا الذهب قبل أن يبني سعادته به, فقام وخبأ الكيس وجلس مفكرًا. ثم قام وغيَّر المكان الذي أخفاه فيه. ثم حاول أن ينام ولم يستطع. وقام ليطمئن علي الذهب.. وفي تلك الليلة فقد سلامة. حتى قال لنفسه: أقوم وأعيد هذا الذهب إلي الأمير, وأنام سعيدًا كما كنت.

    † إن الإنسان قد يقاد من رغباته, ورغباته تمثل نقطة ضعف فيه, يقوده الناس منها: وما الإنسان الذي تكون رغباته في أيدي الناس, في حوزتهم أو في سلطانهم أو في إرادتهم! وبإمكانهم أن يحققوها له, وبإمكانهم أن يحرموه منها. لذلك يعيش عبدا للناس. تتوقف سعادته علي رضاهم.

    † لقد عاش النساك في سعادة زاهدين لا تتعبهم الرغبات... هؤلاء قد ارتفعوا فوق مستوي الرغبات الأرضية. ولم تعد لهم سوي رغبة واحدة مقدسة هي الحياة مع الله والتمتع بعشرته. وهذه لا يستطيع أحد من الناس أن يحرمهم منها. وهكذا فإن سعادة الناسك الزاهد تنبع من داخله, من قبله, من إحساسه بوجود الله معه. وإذ تتبع سعادته من داخله, لا تصير تلك السعادة رهنا للظروف الخارجية, كما لا يتحكم الناس فيها.

    حقا أي شيء في العالم يمكن أن تتعلق به رغبات الروحيين ؟! لا شيء.. فليس في العالم سوي المادة والماديات, ومشتهيات الجسد والنفس... أما رغباتهم هم فتتعلق بالله وسمائه وبعالم الروح. لذلك ليس في العالم شيء يشتهونه. لو كان الذي يشتهونه في هذه الأرض, لتحولت الأرض إلي سماء. إن الروحيين أعلي من رغبات العالم وأسمي. العالم لا يعطيهم بل هم بركة للعالم. وبسببهم يرضي الله علي الأرض. وإنهم نور للعالم يبدد ظلماته. وهم بهجة للأرض ونعمة... هؤلاء لا يعيشون مطلقا في جحيم الرغبات الأرضية.

    ولقد تأملت في حياتي أحد هؤلاء الزاهدين المرتفعين عن مستوي الرغبات الأرضية فناجيته بآبيات من الشعر قلت فيها:

    كل ما حولك صمت وسكون

    هدوء يكشف السر المصون

    هل تري العالم إلا تاف ها

    يشتهي المتعة فيه التاف هون؟

    هل تري الآمال إلا مجمرا

    يتلظي بلظاه الآملون

    لست منهم هم جسوم بينما

    أنت روح فر من تلك السجون

    نعم ما أجمل أن يعيش الإنسان سعيدا بالله. يمكن أن تكون له رغبات داخل محبة الله ولكن لا يمكن أن تستعبده الرغبات.

    تكون الرغبات مفتاحًا في يده, ولا تكون أغلالًا في يديه.
    +++
                  

08-06-2013, 04:28 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    13- يعيش خارج نفسه

    إن نفسك أمانة في عنقك.

    ستقدم عنها حسابًا في اليوم الأخير.

    فاهتم بنفسك، واهتم بأبديتك، وحاذر من أن تعيش حياتك خارج نفسك.

    فما أقسى أن يعيش الإنسان خارج نفسه.

    هل فكرت أيها القارئ العزيز في أبديتك؟ أعنى في مصيرك الأبدي، في المكان الذي ستستقر فيه أخيرًا بعد رحلة هذا العمر؟ إنه سؤال خطير ينبغي أن تفكر فيه، وأن تعد حياتك كلها من أجله..

    إن لك نفسًا واحدة إن ربحتها، ربحت كل شيء وإن خسرتها خسرت كل شيء.

    ففكر في مصير هذه النفس، التي لا يوجد في هذا العالم كله ما هو أثمن منها. وفي ذلك قال السيد المسيح:

    "ماذا يستفيد الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟‍! "

    إن الشيطان مستعد أن يعطيك كل شيء، في مقابل أن يربح نفسك له.. هو مستعد أن يعطيك الغنى والشهرة والمجد واللذة، في مقابل أن يأخذ منك نفسك.. وكثير من الناس تغريهم أمثال هذه الأمور، فينسون أنفسهم..

    كثير من الناس تغريهم أمور العالم الحاضر، حتى يصبح التفكير في الأبدية أمرًا ثقيلًا عليهم! تراهم يهربون من هذا الموضوع، ولا يحبون التحدث فيه، لأنه يزعج بهجتهم، ويعطل تمتعهم بالحياة.. ومع ذلك فهذا الموضوع حقيقة قائمة، الهرب منها لا يمنع وجودها..

    والشيطان مستعد أن يشغل الإنسان بأي شيء، على شرط ألا يفكر في أبديته، وألا ينشغل بخلاص نفسه..

    والشيطان مستعد أن يشغل الإنسان بأي شيء، لكي لا يضع أمام عينيه ذلك اليوم الرهيب الذي يقف فيه أمام منبر الله العادل، ليعطى حسابًا عما فعله في هذه الحياة الدنيا. نعم ذلك اليوم الرهيب، الذي تفتح فيه الأسفار، وتكشف الأعمال، وتعلن الأفكار والنيات..

    ما أكثر المشغولين عن نفوسهم بأمور أخرى، لذلك هم يعيشون خارج نفوسهم..

    قد جرفهم العالم بكل مشاغله ومشاكله، وبكل شهواته ونزواته، وبكل أخباره وأفكاره.. وإن فكروا في نفوسهم، فإنما يفكرون من حيث ارتباطها بأمور العالم، وليس من حيث ارتباطها بالأبدية..!

    آمالهم وأحلامهم مركزة هنا، في هذا التراب، في أمجاد هذا العالم الزائل الذي قال عنه الكتاب إن " العالم يبيد، وشهوته معه". ويندر أن يفكر أحد منهم في العالم الآخر، في أمجاد السماء، في ذلك النعيم الأبدي الذي قال عنه بولس الرسول: "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر ما أعده الله لمحبي اسمه القدوس"..

    إننا نعيش في عالم مشغول.. عن خلاص نفسه.. ليس لديه وقت للتفكير في مصيره (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. عالم تجرفه دوامة عنيفة في أبعاد سحيقة، خارج نفسه.. لذلك حسن قال الكتاب عن الابن الضال الذي تاب أخيرًا، إنه " رجع إلى نفسه"..

    لقد نجح الشيطان في أن يشغلنا جميعًا، حتى لا يبقى لنا وقت للتفكير في أبديتنا.. بل إن استطاع واحد منا أن يهرب من مشغوليات العالم، لكي ينشغل بالله وحده، بأن يهدأ في البرية عابدًا ناسكًا مصليًا، مهتمًا بخلاص نفسه، مناجيًا الله طوال ليله ونهاره، مرتفعًا عن تفاهات العالم وأباطيله، نرى الشيطان يتهكم عليه ويقول: انظروا هذا الهارب من العالم!! هذا الخائف العاجز!! أية رسالة له؟ وأية منفعة؟! إن هدف الشيطان واضح: يريد أن يشغل هذا العابد أيضًا، أو هذا المصلى، حتى يرجع إلى مشاكل العالم ومشاغله..!

    إن الشيطان يعدل خططه وأساليبه طبقًا للظروف ومقتضيات الحال..

    كان يقنع الناس في القديم بأن الله هو تلك الأصنام والأوثان.. فلما فشل في ذلك الأمر، قدم للبشر فلسفات مضلة.. فلما فشلت تلك أيضًا، قدم لهم الشهوات واللذة حتى يغريهم بعيدًا عن الله.. فإن تنبه الناس لإغراءاته، يقدم لهم شيئًا آخر هو المشغولية الدائمة..

    إنه لا يهمه نوع السلاح الذي يحارب به.. إنما المهم عنده أن يربح على كل حال قومًا.. فقد يحارب بهذا السلاح أو ذاك، أو بكل تلك الأسلحة جميعها، لكي يصل إلى هدف واحد، وهو أن ينفرد بالإنسان، بعيدًا عن الله، في متاهة.. خارج نفسه..

    و إن اتجه الإنسان نحو الصلاح والخير، وعجز الشيطان عن إبعاده، يحاول حينئذ أن يجعل سعى الإنسان للخير خارج نفسه!.. فيدعو الناس للخير، دون أن يهتم بالسلوك فيه.

    يكون كما قال أحد الآباء، كمن يشبه أجراس الكنائس، التي تدعو الناس إلى دخول الهياكل دون أن تدخل هي إليها.. أو كما قال أحد الاقتصاديين: يكون الخير عنده للتصدير الخارجي، وليس للاستهلاك المحلى..!

    هذا الإنسان يتصل بالخير عن طريق المعرفة، وليس عن طريق الممارسة.

    إنه يتحمس للخير لكي يسير فيه الناس، لا لكي يسير هو فيه. إنه يشبه ذلك الرجل الذي بكته الشاعر بقوله

    يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم

    تصف الدواء لذي السقام وذوى الضعفى كيما يصح به وأنت سقيم

    ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

    من أجل هذا الإنسان قال السيد المسيح له المجد: "أخرج أولًا الخشبة من عينك، قبل أن تخرج القذى من عين أخيك"..

    إن كثيرين يهتمون بأخطاء غيرهم، دون أن يهتموا بأخطاء أنفسهم.

    يتحمسون في مناقشة أخطاء الغير، كأنهم بلا أخطاء! يتأثرون بأخطاء الغير ويثورون عليها، كأنهم هم الذين سيحاسبون عليها في اليوم الأخير..! وأما أخطاؤهم هم فلا يبصرونها.. هم أمام أنفسهم ولا يصلحون لذلك، لأنهم يعيشون خارج أنفسهم! بل أن أخطاءهم ينسبونها إلى غيرهم، كما قال الشاعر:

    نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا

    أيها القارئ الكريم، اهتم بنفسك.. وقبل أن تفكر في أخطاء غيرك، جاهد لكي تصلح أخطاءك..

    وقبل أن تطبق المثاليات على غيرك من الناس، طبقها على نفسك أولًا. وبدلًا من أن تكون واعظًا لسواك، كن عظة، كن قدوة، كن درسًا عمليًا، كن نموذجًا.. ولكن حاذر من أن تفعل الخير لكي تكون قدوة، وإلا عشت خارج نفسك. وإنما افعل الخير من أجل نفسك، لكي تكون نقيًا ومقبولًا أمام الله ومحبًا له..

    وإن كنت قد عشت هذا الزمان كله خارج نفسك، ادخل الآن إليها، واكتشف خباياها، وأصلحها.. ولا تنشغل بأخطاء الناس، أو ما تظنها أخطاء، فربما تكون ظالمًا في ظنك.. ضع أمامك ذلك المثل المشهور الذي يقول:

    " من كان بيته من زجاج، لا يقذف الناس بالحجارة".
    +++
                  

08-06-2013, 06:20 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    14- المحبة هي قمة الفضائل

    المحبة هي الفضيلة الأولى بل هي جماع الفضائل كلها. وعندما سئل السيد المسيح عن الوصية العظمى في الناموس، قال إنها المحبة" تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك.. وتحب قريبك كنفسك" " وبهذا يتعلق الناموس كله والأنبياء".

    وقد جاء السيد المسيح إلى العالم لكي ينشر المحبة، المحبة الباذلة المعطية، محبة الله للناس، ومحبة الناس لله، ومحبة الناس بعضهم لبعض. وهكذا قال لرسله القديسين: "بهذا يعلم الجميع أنكم تلاميذى، إن كان فيكم حب بعضكم نحو بعض".. وبهذا علمنا أن نحب الله، ونحب الخير.. ونطيع الله من أجل محبتنا له، ومحبتنا لوصاياه..

    تربطنا بالله علاقة الحب، لا علاقة الخوف. إن الخوف يربى عبيدًا، أما الحب فيربى الأبناء، وقد نبدأ علاقتنا مع الله بالمخافة ولكنها يجب أن تسمو وتتطور حتى تصل إلى درجة الحب، وعندئذ يزول الخوف.

    وفى إحدى المرات قال القديس العظيم الأنبا انطونيوس لتلاميذه: (يا أولادي، أنا لا أخاف الله). فلما تعجبوا قائلين: (هذا الكلام صعب يا أبانا)، حينئذ أجابهم القديس بقوله: (ذلك لأنني أحبه، والحب يطرح الخوف إلى خارج).

    والإنسان الذي يصل إلى محبة الله، لا تقوى عليه الخطية. يحاربه الشياطين من الخارج، وتتحطم كل سهامهم على صخرة محبته. وقد قال الكتاب: "المحبة لا تسقط أبدًا". وقال سليمان الحكيم في سفر النشيد: "المحبة قوية كالموت.. مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة". ولذلك قال القديس أوغسطينوس: (أحبب، وأفعل بعد ذلك ما تشاء)..

    وقد بلغ من أهمية المحبة أنها سارت اسمًا لله. فقد قيل في الكتاب المقدس: "الله محبه، من يثبت في الله، والله فيه"..

    إن المحبة هي قمة الفضائل جميعًا. هي أفضل من العلم، وأفضل جميع المواهب الروحية، وأفضل من الإيمان ومن الرجاء.. ولهذا قال بولس الرسول:

    إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة، ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسًا يطن أو صنجًا يرن، وإن كانت لي نبوءة، وأعلم جميع الأسرار وكل علم، وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال، وليست لي محبة، فلست شيئًا".

    " العلم ينفخ، والمحبة تبنى".

    إن الدين ليس ممارسات ولا شكليات ولا فروضًا، ولكنه حب.. وعلى قدر ما في قلب الإنسان من حب لله وحب للناس وحب للخير، هكذا يكون جزاؤه في اليوم الأخير..

    إن الله لا تهمه أعمال الخير التي يفعلها الناس، إنما يهمه ما يوجد في تلك الأعمال من حب للخير ومن حب لله..

    فهناك أشخاص يفعلون الخير ظاهرًا وليس من قلوبهم، وهناك أشخاص يفعلون الخير مجبرين من آخرين، أو بحكم القانون، أو خوفًا من الانتقام، أو خوفًا من العار، أو خجلًا من الناس.. وهناك أشخاص يفعلون الخير من أجل مجد ينالونه من الناس في صورة مديح أو إعجاب.. كل هؤلاء لا ينالون أجرًا إلا إن كان الحب هو دافعهم إلى الخير..

    لذلك ينبغي أن نخطط بكل فضيلة بالحب، ونعالج كل أمر بالحب، يكون الحب دافعنا، ويكون الحب وسيلتنا، ويكون الحب غايتنا (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ونضع أمامنا قول الكتاب: "لتصر كل أموركم في محبة".

    + تدخل الحب في كل الفضائل:

    كما ينبغي أن يدخل الاتضاع في كل فضيلة لكي يحفظها من الزهو والخيلاء والمجد الباطل، كذلك ينبغي أن يدخل الحب في كل فضيلة لكي يعطيها عمقًا ومعنى وحرارة روحية.. ولنضرب لذلك بضعة أمثلة..

    الصلاة مثلًا، هل هي مجرد حديث مع الله؟ إنها أكبر من ذلك، إنها اشتياق القلب لله، وهى تعبير عن الحب الداخلي..

    لذلك قال داود النبي في مزاميره: "يا الله أنت إلهي، عطشت نفسي إليك التحقت نفسي وراءك.. كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه، كذلك اشتاقت نفسي إليك يا الله.. محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي". "وجدت كلامك كالشهد فأكلته"..

    والذهاب إلى بيت الله، أهو نوع من العبادة، أم هو أيضًا حب؟ نسأل في هذا داود النبي، فيقول في مزاميره: "مساكنك محبوبة، أيها الرب إله القوات. تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب". "فرحت بالقائلين لي: إلى بيت الرب نذهب".. "واحدة طلبت من الرب، وإياها التمس، أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي..".

    ليست الصلاة فقط هي علاقة حب، ولا الذهاب إلى بيت الله فحسب، وإنما العبادة كلها.. إن العبادة ليست هي حركة الشفتين بل القلب، إنها حركة القلب نحو الله. إنها استبدال شهوة بشهوة: ترك لشهوة العالم، من أجل التعلق بشهوة الله..

    كذلك خدمة الله، والسعي لخلاص أنفس الناس.. كلها أعمال حب.. الخادم هو الإنسان الذي يحب الناس، ويهتم بمصيرهم الأبدي، ويسعى إلى خلاص نفوسهم. إنه كالشمعة التي تذوب لكي تضئ للآخرين، يقول مع بولس الرسول: "وددت لو أكون أنا نفسي مرفوضًا، من أجل أخوتي وأنسبائي حسب الجسد".. "من يفتر وأنا لا ألتهب؟!".

    لذلك كل إنسان يخدم الله، عليه أن يتعلم الحب أولًا، قبل أن يخدم الناس.. فالناس يحتاجون إلى قلب واسع، يحس إحساسهم، ويشعر بهم ويتألم لآلامهم، ويفرح لأفراحهم، ويحتمل ضعفاتهم، ولا يحتقر سقطاتهم، بل أيضًا يحتاجون إلى قلب يحتمل جحودهم وصدودهم وعدم اكتراثهم. وبالحب نستطيع أن نربح الناس..

    والإنسان الذي يعيش بالحب، عليه أن يحب الكل. إن القلب الضيق هو الذي يحب محبته فقط، أما القلب الواسع فيحب الجميع حتى أعداءه.

    ولهذا قال السيد المسيح له المجد: "أحبو أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم".. وأعطانا مثلًا وقدوة من الله نفسه الذي: "يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين".

    لذلك علينا أن نحب الكل، ولا نضيق بأحد ونأخذ درسًا حتى من الطبيعة.. نتعلم من النهر الذي يعطى ماءه للكل، يشرب منه القديس، كما يشرب منه الخاطئ.. انظروا إلى الوردة كيف تعطى عبيرها لكل من يعبر بها، يتمتع برائحتها البار والفاسق، حتى الذي يقطفها، ويفركها بين يديه، تظل تمنحه عطرها حتى آخر لحظة من حياتها..

    ليتنا نعيش معًا بالحب، وأقصد به الحب العملي، كما قال الكتاب: "لا نحب باللسان ولا بالكلام، بل بالعمل والحق".. لأن كثيرين قد يتحدثون عن الحب، وأعمالهم تكذبهم، هؤلاء الذين وبخهم الله بقوله: "هذا الشعب يعبدني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا"..

    وأهم ما في الحب هو البذل، وأعظم ما في البذل هو بذل الذات.. لذلك قال السيد المسيح: "ليس حب أعظم من هذا، أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه". فلنحب الناس جميعًا، لأن القلب الخالي من الحب، هو خال من عمل الله فيه، هو قلب لا يسكنه الله.

    وإن لم نستطع أن نحب إيجابيًا فعلى الأقل لا نكره أحدًا. فالقلب الذي توجد فيه الكراهية والحقد هو مسكن للشيطان..

    إن لم نستطع أن نحب الناس، فعلى الأقل لا نكرههم، وإن لم نستطع أن ننفع الناس، فعلى الأقل لا نؤذيهم..

    فليعطنا الله محب البشر، الذي أحب الكل في عمق، أن نحب بعضنا بعضًا، بالمحبة التي يسكبها الله في قلوبنا، له المجد الدائم إلى الأبد. آمين..
    +++
                  

08-06-2013, 08:50 PM

السر جميل
<aالسر جميل
تاريخ التسجيل: 05-29-2013
مجموع المشاركات: 721

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    من الفيسبوك ...
    Quote: لك التحية ايها السوداني العجوز و اعتب على كل اصحاب الردود المسلمين لماذا لم يتطرقو لمحاضرات العلامة الشيخ الجليل أحمد ديدات و مقارعته و اسكاته لاساطين و قسيسي النصارى و قارعهم الحجة بالحجة في عقر دارهم حتى لم يجد كل من ناظره شئ ليحاجج به كيف فاتكم هذا العلم ؟ و لمن لا يعرف الشيخ احمد ديدات رحمه الله - و هذا شئ يؤسف له - يبحث عن مناظراته في يوتيوب ، الا رحم الله الشيخ المناضل أحمد ديدات



    http://www.youtube.com/watch?v=blrvV_JbXU0
                  

08-06-2013, 08:55 PM

السر جميل
<aالسر جميل
تاريخ التسجيل: 05-29-2013
مجموع المشاركات: 721

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: السر جميل)
                  

08-07-2013, 03:20 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: السر جميل)

    الأخ الحبيب السر جميل ..

    شكراً لمداخلتكم الكريمة ..

    وفى البداية أود أن أرحب بكم فى هذا المنبر العامر ..

    أما بخصوص الداعية أحمد ديدات .. فاننى استمعت له كثيراً .. ولم أر
    فيه قط بأنه يستحق كل هذه الدعاية .. وهل تعلم أخى أى نهاية كانت
    نهايته ..

    عمومياً .. اكرر شكرى لكم أخى ..
    ودمتم ..
    أخوكم وعمكم العجوز
    ارنست
    +++
                  

08-08-2013, 06:35 AM

السر جميل
<aالسر جميل
تاريخ التسجيل: 05-29-2013
مجموع المشاركات: 721

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    شكراً كثيراً عمي العجوز ارنست ...

    أولاً : كما هو موثق في عام 1996 بعد عودة الشيخ من أستراليا من رحلة دعوية أصيب بمرضه ...
    أقعده طريح الفراش طيلة تسع سنوات، وقيل انه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي...
    في 1996 بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكري منذ فترة طويلة وقد أصيب بجلطة في الدماغ...
    وأمضى آخر تسع سنوات من حياته على السرير في منزله في جنوب إفريقيا حيث قامت زوجته حواء ديدات بالإعتناء به...
    توفي صباح يوم الاثنين الثامن من أغسطس 2005م الموافق الثالث من رجب 1426 هـ...

    ثانياً: أعتقد هذه النهاية ليست بالغرابة والإستفهام الذي أشرت إليه ...
    وإذا أعتنق المسيحية أو أي ديانة أخــري كان يكون ما أشرت إليه منطقياً ...
    ونحن لا نحكم على الناس بأي نهاية كانت لهم وإنما بما عمل وأنجز وسيرتة بين الناس....
    ونحن نشهد للرجل قدم الكثير في مجال حوار الأديان والخاتمة على دين الإسلام ....
    وعموماً نحن نؤمن لايمكننا تحدد نهاياتنا وكيف تكون وهي بطبيعة الحال لا يمكن الحكم عليها الا في حالات معينة تغير الديانة مثلاً...
    وإذا كنت فعلاً قد شاهدت مناظراته كثيراً أتبع الرجل أسلوب منطقي في الحوار وبالإدلة والبراهين ومن السهولة التحقق من صحة حديثه ...
    وأذا أتبعت التحليل العلمي للبحث في مناظراته لا تذكر عبارة "لا يستحق كل هذه الدعاية" لانها ببساطة غير منصفه ...

    ثالثاً: كنت أتوقع منك تعليق عن هذا الفيديو وبعض النقاط التي أثارها الشيخ ديدات وكانت بدون إجابة مقنعة من الطرف الآخر ...
    للأسف هذا البوست ضخم يعصب على الإطلاع عليه من الأول ولكن ما أوردته في الصفحات الأخيرة عبارة عن مقالات عن المسيحية ...
    وهذا جيد وسأحاول قدر المستطاع قراءة مزيد من الصفحات حتي لا أكرر أسئلة طرحت أو ردود ذكرت ...
    ولكن أرجو التركيز على أمر مهم جداً إذا ما قدر لنا مواصلة هذا الحوار الهادئ وهو التركيز على المسيحية والإسلام كديانات ...
    وليس تطبيق البابا شنودة وشيخ أحمد ديدان والعجوز ارنست والسر جميل وإذا ما إتفقنا على هذا المبدأ أسعد بالحوار معك مجدداً


    ومع أكيد إحترامي ،،،
                  

08-10-2013, 05:13 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: السر جميل)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    15- كيف تحب الناس ويحبك الناس؟

    هناك قواعد هامة، عليك أن تتبعها لكي تكسب محبة الناس، ونحاول هنا أن نعرض لبعض منها.

    1- ضع هدفًا واضحًا أمامك، أن تكسب محبة الناس، حتى لو أدى الأمر أن تضحى في سبيل ذلك..

    هناك أشخاص يهمهم ذواتهم فقط، ولا يهتمون بالآخرين. لا يبالون إن غضب فلان أو رضى. أما أنت فاحرص على شعور كل أحد، وحاول أن تكسب كل أحد، لأن الكتاب يقول: "رابح النفوس حكيم". وإن عرفت أن واحدًا من الناس متضايق منك، فلا يهدأ قلبك حتى ترضيه. اجعل كل أحد يحبك، وكما قال الكتاب: "أن استطعتم فعلى قدر طاقتكم سالموا جميع الناس". لذلك قدم للناس محبتك، واكتسب محبتهم، واعتبر أن محبة الناس كنز ثمين يجب أن تحرص عليه.

    2- وفي سبيل محبة الناس، احترم كل أحد، حتى من هو أصغر منك وأقل شأنًا.

    كثير من الناس يحترمون من هم أكبر منهم أو من هم أعظم مركزًا، ولكنهم يتجاهلون من هم أقل منهم، وبهذا يخسرون الكثير. أما أنت فتدرب على احترام الكل وتوقير الكل. لا تقل كلمة فيها إقلال من شأن أحد، أو جرح لشعور إنسان. ولا تعامل أحدًا باستصغار أو باحتقار، ولا تتجاهل أحدًا مهما كان مجهولًا. درب نفسك على عبارات تقدير وتوقير بالنسبة إلى أولادك أو أخوتك الصغار أو مرؤوسيك أو خدمك..

    واعلم أن أمثال هذه العبارات سوف لا تنسى، سيتذكرها أولئك الصغار طول العمر، وسترفع من روحهم المعنوية، وستجعلهم يحبونك. إن كثيرًا من الكبار ينسون احترامك لهم لأنه شيء عادى بالنسبة إليهم. أما الصغار فلا ينسون. احترامك لهم عمل باق لا يضيع. واعرف أن الله لا يحتقرنا على الرغم من الفارق اللانهائي بين عظمته وضآلتنا، والله مع ذلك يتنازل ويكلمنا، ويتضع مستمعًا إلينا ساعيًا لخلاص أنفسنا.

    3- لذلك فإن تواضعك للناس هو عامل هام في كسب محبتهم لك.

    لا تكلم أحدًا من فوق، ولا تتعال على أحد، بل عامل الكل باتضاع، فإن الناس يحبون المتضعين. إن كان لك مركز كبير، إنس مركزك، وعش مع الناس كواحد منهم. لا تشعرهم بفارق..

    في إحدى المرات سألني أحد الآباء نصيحة، فقلت له: (كن ابنًا وسط أخوتك، وكن أخًا وسط أبنائك) ذلك لأن الاتضاع يستطيع أن يفتح حتى القلوب المغلقة (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. والناس قد يخافون من هو عال وكبير بينهم، ولكنهم يحبون من ينسي مركزه في محبتهم. أكتسب أذن محبة الناس لك لا خوفهم منك. ولا يكن هدفك أن يهابك الناس وإنما أن يحبوك. لا تطلب أن تكون فوق رؤوسهم، وإنما أطلب أن تكون داخل قلوبهم.

    ولا تظن أن تواضعك للناس، يقلل من شأنك، بل على العكس إنه يرفعك أكثر.. تذكر قول الشيخ الروحاني: (في كل موضع حللت فيه، كن صغير أخوتك وخديمهم).. وقد قال السيد المسيح: "من وضع نفسه يرتفع، ومن رفع نفسه يتضع".. وما أجمل تلك النصيحة التي وجهها الشيوخ الحكماء لرحبعام الملك ابن سليمان الحكيم حينما قالوا له: "إن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب، وأحببتهم وخدمتهم، يكونوا لك عبيدًا كل الأيام"..

    4- إن أردت أن يحبك الناس، اخدمهم، وساعدهم، وابذل نفسك عنهم.. أشعرهم بمحبتك بما تقدمه لهم من معونة ومن عطاء ومن بذل. أن الذين يحبون ذواتهم، يريدون باستمرار أن يأخذوا وأن ينالوا وأن يكسبوا. أما أنت فلا تكن كذلك. درب نفسك على البذل والعطاء. لتكن علاقتك بالناس تهدف إلى مصلحتهم هم لا إلى مصلحتك أنت. انظر كيف تريحهم، وكيف تجلب السرور إلى قلوبهم، وتدخل الفرح إلى حياتهم.. بهذا يحبونك..

    إن أكثر إنسان مكروه هو الشخص الأناني، وأكثر إنسان محبوب هو الشخص الخدوم، الباذل المعطى.

    لا تظن أن الطفل هو فقط الذي تعطيه فيحبك، بل حتى الكبير أيضًا.. الله نفسه علاقته مع الناس علاقة إعطاء وبذل، وكذلك الرسل.. الأم محبوبة جدًا لأنها باستمرار تعطى وتبذل..

    وإن لم يكن لك شيء تعطيه للناس، أعطهم ابتسامة لطيفة وكلمة طيبة. أعطهم حبًا، أعطهم حنانًا أعطهم كلمة تشجيع.. أعطهم قلبك.. أظهر لهم أنك تريد، وأنك مستعد، لكل تضحية من أجلهم..

    5- و إن أردت أن يحبك الناس، قابلهم ببشاشة ولطف..

    إن الشخص البشوش شخص محبوب.. الناس أيضًا يحبون الإنسان المرح والإنسان اللطيف، والإنسان الذي ينسيهم آلامهم ومتاعبهم بكلامه العذب وشخصيته المريحة.. لذلك حاول باستمرار أن تكون بشوشًا.. حتى في عمق متاعبك وضيقاتك إنس متاعبك لأجل الناس..

    لا تكلم أحد وأنت مقطب الوجه صارم الملامح، إلا في الضرورة الحتمية لأجل الصالح. أما في غير ذلك فكن لطيفًا..

    كلم الناس بكل أدب وذوق، لا تعبس وجهك..

    6- إن إردت أن تكسب محبة الناس، لا تكن كثير الانتهار، أو كثير التوبيخ.. إن الكلمة القاسية موجعة تتعب الناس. والكلمة الجارحة قد تضيع المحبة وتبددها، فلا تكن كثير الانتهار.. إن أردت أن توجه لومًا أو نصيحة، فليكن ذلك بهدوء ووداعة وفي غير غلظة. ولا تشعر الناس بكثرة توبيخك أنك تكرههم. وإن أردت أن تقول كلمة توبيخ، فلتسبقها عبارة تقدير أو عبارة مديح أو مقدمة لطيفة تمهد الجو لقبول التوبيخ. أو على الأقل تخير الألفاظ في توبيخك فلا يكن جارحًا مهينًا، ولا يكن أمام الناس حتى لا يشعر من توبخه بالذل والخزي.. كذلك لا توبخ على كل صغيرة وكبيرة وإنما على الأمور الهامة فقط، إذ لا يوجد إنسان يخلو من الزلل. ويمكنك أن توجه الناس دون أن تجرحهم. ولا توبخ كل أحد، لأن سليمان الحكيم يقول: "وبخ حكيمًا يحبك، وبخ مستهزئًا يبغضك"..

    وإذا انتقدت فلا تكن قاسيًا في نقدك، إنما تكلم عن النقط الحسنة قبل أن تذكر السيئة. إذا انتقدت أحدًا لا تحطمه بل كن رفيقًا به. وليكن هدف النقد هو البناء وليس الهدم..

    7- وإن أردت أن يحبك الناس، دافع عنهم، وامدحهم..

    حساس جدًا هو القلب المسكين الذي يجد الكل ضده، ووسط هؤلاء يعثر على إنسان يدافع عنه. إنه يهبه كل قلبه.. لذلك دافع عن الناس، وبخاصة من تجده في مأزق أو من تجد الضغط شديدًا عليه، أو من تراه مظلومًا أو في حاجة إلى من يدافع عنه..

    وفى تعاملك مع الناس تذكر حسناتهم وانس سيئاتهم. وتأكد أن كل إنسان مهما كانت حياته مظلمة، لا بد ستجد فيه بعض نقط بيضاء تستوجب المديح.. ابحث عن هذه النقط البيضاء وامتدحها وأبرزها واظهر له أنك تعرفها وتقدرها. عندئذ سيحبك ويكون مستعدًا لقبول توجيهك أو توبيخك بعد أن أظهرت له حبك..

    لتكن ألفاظك بيضاء، حاول أن تكثر من ألفاظ المديح لمن يستحقها.. لا تكن شتامًا، ولا هدامًا، ولا مستهزئًا، ولا متهكمًا على الآخرين.. اضحك مع الناس، ولكن لا تضحك على الناس. اشعر كل أحد بتقديرك له، وأعلن هذا التقدير أمام الكل.. استفد من الخير الذي في الناس قبل أن تنقد الشر الذي فيهم. اعتبر أن الشر الذي في الناس دخيل عليهم، وواجبك أن تنقذهم منه لا أن تحطمهم بسببه.

    8- وإن أردت أن يحبك الناس فلتكن إنسانًا فاضلًا فيه الصفات المحببة إلى الناس.

    لا تظن أن الناس يحبون عبثًا أو بلا مقابل، بل يحبون الشخص الذي تتركز فيه الصفات التي يحبونها.. يحبون الإنسان القديس، والإنسان الشجاع والإنسان الناجح والإنسان الذكى.. فلتكن فيك صفات جميلة.. عندئذ سيحبك الناس بسببها.. لذلك إن أردت أن يحبك الناس قوم نفسك أولًا..

    أصلح العيوب التي فيك التي يكرهها الناس، عندئذ يحبك الناس..

    إن واجهك أحد بعيب فلا تغضب، بل اختبر نفسك جيدًا فربما يوجد هذا العيب فيك. حينئذ اشكر من وجهك إليه ولا تحزن منه..

    9- و إن أردت أن يحبك الناس، احتمل الناس.

    لا تنتقم لنفسك، ولا تقابل السيئة بمثلها، ولا تغضب على مَنْ يسئ إليك.. كل إنسان له ضعفات فاحتمل الناس. لا تتضايق بسرعة، ولا تخسر الناس بسبب أخطائهم، بل اغفر لكل من يخطئ إليك.. وعندما يرجع لنفسه ويذكر احتمالك له ستزداد محبته لك.. وحتى الذين لا يرجعون لا تخسرهم أيضًا بل اذكر قول القديس يوحنا ذهبي الفم حينما قال: (من لا توفقك صداقته، فلا تتخذه لك عدوًا).

    10- و إن أردت أن يحبك الناس كن مخلصًا لهم، وكن حكيمًا في إخلاصك.

    عامل الناس بكل إخلاص، واحذر من أن تكون محبتك لهم ضارة بهم. بل لتكن محبتك في حكمة استخدم المديح ولكن لا تستخدم التملق ولا الرياء. واستخدم الحنو، ولكن ابعد عن التدليل الضار.. كن مخلصًا في حبك للناس، هدفك صالحهم وليس مجرد أن يحبوك.

    والله المحب قادر أن يسكب المحبة في قلوبنا جميعًا لنحب بعضنا بعضًا كما أحبنا هو في قلبه الواسع الكبير.
    +++
                  

08-11-2013, 04:10 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    16- الأسرة السعيدة يجمعها الفهم والحب

    إن أول علاقة ينشئها الإنسان في حياته هي علاقته بأمه، ثم علاقته بأبيه. لولاهما ما كان له وجود، ولولاهما ما بقى كما هو الآن. إن أقل غلطة تقع فيها الأم أو يقع فيها الأب من جهة تربية الابن والحفاظ عليه، كافية لتغيير مصير هذا الابن وخط سيره في الحياة. لذلك من أول الواجبات على الأبناء، العرفان بجميل الوالدين.

    من أجل هذا أمر الله بمحبة الوالدين وطاعتهما واحترامهما. وأن وصية إكرام الوالدين هي أولى الوصايا الخاصة بالعلاقات البشرية التي كتبت ضمن الوصايا العشر، وسلمت إلينا على يد موسى النبي.

    ما أقسى على قلب الأم أن تتعب دهرًا طويلًا من أجل وليدها، حتى إذا شب وكبر، يتنكر لها وكأنه لا يعرفها..إن الإنسان الذي يخون أمه وينسى محبتها، من الصعب أن يخلص لأحد من الناس.. حتى إن كان للأم أخطاء حالية، فلا يصح أن ننسى لها تعبها القديم كله.. إن شيئًا من الحب ومن العطف ومن الاحترام نقابلها به، يكفى جدًا لأن يذيب مشاعرها، فتقابله بالتجاوب السريع..

    إن محبة الوالدين غريزة فينا، لذلك فالخروج عنها هو نوع من الشذوذ، ضد طبيعتنا. انها فضيلة لا نبذل في سبيل اقتنائها شيئًا من الجهد.. لذلك كانت عقوبة الابن العاق شديدة جدًا. لذلك يقول الكتاب: "ملعون من يستخف بأبيه وأمه". وجاء في أمثال سليمان الحكيم: "العين المستهزئة بأبيها، والمحتقرة إطاعة أمها، تقورها غربان الوادي، وتأكلها فراخ النسر"..

    وهناك وسائل كثيرة لإكرام الوالدين، نذكر من بينها النجاح في الحياة. لا شك أن الابن الناجح يفرح قلب أمه، ويرفع رأس أبيه. بينما الابن الفاشل أو الجاهل هو مرارة قلب لأبيه وأمه، وسبب خزي وعار لكليهما. لذلك فإن نجاح الابن يعد من أعظم الهدايا التي يقدمها لوالديه. أما إن كان فاشلًا في حياته، فإن أباه لا يعرف أين يخفى وجهه.. إن أوغسطينوس في فترة ضلاله كان مصدر ينبوع دموع مرة لأمه القديسة مونيكا.

    ومن مظاهر إكرام الوالدين الاهتمام بهما وأعالتهما وبخاصة في حالات الشيخوخة والمرض والاحتياج.

    قرأت قصة مؤداها انه في إحدى المرات غزا جيش الأعداء بلدًا من البلاد وقتل الجنود كل من فيها. وكان في تلك البلدة شابان على معرفة بقائد الجيش الذي غزا المدينة، وكانا قد فعلا معه جميلًا من قبل، أراد أن يرده لهما. فقال لهما: (أحملا أثمن ما عندكما، واهربا من البلد بسرعة، وأنا أضمن سلامتكما). فدخل الشابان إلى بيتهما ليحملا أثمن ما عندهما. فحمل أحد الشابين أباه، وحمل الآخر أمه، وتركا المدينة..

    ومن إكرام الوالدين أيضًا المحبة والاحترام، على أن يكون هذا الحب عمليًا أيضًا، فيعمل الابن على إراحة والديه، وكسب رضائهما، ونوال بركتهما (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). يظهر لهما محبته باستمرار. ويظل هكذا حتى بعد موتهما، يحفظ وصية كل منهما، ويقيم الصلوات من أجلهما.

    ولا يصح أن يعامل الابن أبويه بنفس المستوى، كلمة بكلمة، وغضبة بغضبة، ونقدًا بنقد. إن من حقهما أن يوبخاه، ومن واجبه أن يسمع دون أن يرد. بل يحاول الاستفادة من توبيخهما، متذكرًا قول الكتاب: "أمينة هي جراح المحب، وغاشية هي قبلات العدو".

    ومن علامات احترام الوالدين خدمتهما في كل ما يحتاجان إليه، دون أن يطلبا ذلك. بل على الابن أن يكون حساسًا جدًا من هذه الناحية، يدرك ما يلزم والديه فيحضره لهما دون أن يضطرهما إلى الطلب. عندما دخلت أم سليمان الملك لتزوره، قام عن عرشه، وسجد لها إلى الأرض، وأحضر كرسيًا وأجلسها بجواره..

    وعلامات احترام الوالدين عدم الخجل من مركزهما إن كانا فقيرين. إن يوسف الصديق عندما كان نائب فرعون في مصر ووزيره الأول. لم يستح من والده يعقوب وكان راعيًا للغنم، فقدمه للملك وأكرمه فرعون من أجله.. من الخطأ أيضًا أن يظن ابن أن والده من جيل قديم عفا عليه الزمن، أو من عصر بال وتقاليد متأخرة..

    ومن علامات إكرام الوالدين الطاعة والخضوع. على أن تكون طاعة حقيقية صادرة من القلب، وطاعة سريعة بدون تأخر، وطاعة بغير تذمر، وإنما برضى وثقة، وطاعة حتى في غيابهما، وطاعة بغير خداع. وتكون أيضًا طاعة صادقة وليست طاعة شكلية..

    إذ قد يوجد ابن يريد أن يطيع والديه شكليًا. فإن رفضا له طلبًا، يظل يضغط ويلح، ويضغط ويلح وقد يتضايق وقد يحزن، ويظل هكذا حتى يحصل على موافقتهما.. وينفذ ما يشاء ويفتخر بأنه لم يخالف والديه مطلقًا، وهو يعلم تمامًا أن موافقتهما شكلية تمت بالضغط من جانبه، وإنها مجرد موافقة لسان وليست موافقة قلب. حقًا إن هذا الابن قد أطاع من جهة المظهر لكنه لم ينل رضى والديه ولم يرح قلبهما في تصرفه..

    على أن من شروط طاعة الابن لوالديه أن تكون طاعة مقدسة في حدود وصايا الله.. ولا يصح أن يطيع أبًا أو أمًا فيما يخالف وصايا الله، ولا يطيع والدًا منحرفًا يبعده عن طريق الرب، لأن الطاعة لله أولى. وكما قال الكتاب: "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس".

    كن طائعًا خاضعًا في كل شيء، بكل اتضاع حتى الموت من أجل والديك.. أنكر ذاتك وأنكر مشيئتك، وأنكر كرامتك.. ولكن لا تنكر ضميرك..

    لأجل هذا يجب على الوالدين أن يكونا دقيقين ورقيقين في أوامرهما. كل أمر يصدر منهما للأبناء يجب أن يكون مملوءًا بالحكمة، وموافقًا لكلام الله، وفي حدود إمكانيات الابن في التنفيذ. أن وصية الله التي تقول لنا: "أيها الأبناء، أطيعوا آباءكم في الرب"، تقول أيضًا: "أيها الآباء، لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا".

    ولا يصح أن نأخذ نصف الحقيقة، وننسى النصف الآخر. ويجب أن نعلم أن كل حق يقابله واجب. من حق الأب أن يطاع، ومن واجبه أن يأمر بما يليق، ويراعى شعور ابنه.. وكذلك الأم..

    إن الأم التي توقع ابنها في حيرة وإشكال: أيهما أولى بالإرضاء، أمه أو زوجته؟! هي أم قاسية على ابنها. وأن كانت تحبه، فلا داعي إلى إحراجه بخصامها مع زوجته.. ترفقوا ببنيكم، لئلا يفشلوا..

    نعود إلى إكرام الوالدين، فنقول إن هذه الوصية يمكن أن تتسع فوق نطاق القرابة الجسدية.

    فهناك أنواع كثيرة من الأبوة والأمومة يجب إكرامها. هناك نوع من القرابات في مستوى الأبوة والأمومة كالعم والخال مثلا والعمة والخالة. وهناك أبوة السن أعنى إكرام الكبار الذين هم في سن الوالدين. وهناك الأبوة الروحية كالمعلم والكاهن والمرشد الروحي وأب الاعتراف وكالآباء القديسين في تاريخنا. وهناك أبوة المركز ويدخل في نطاقها طاعة الرؤساء.. وفوق الكل هناك أبوة الله لنا.

    و هناك أيضًا أبوة الوطن فكلنا أبناء لمصر، كلنا أبناء للنيل. كلنا أبناء لوطننا العزيز الذي يجب أن نكرمه في عيد الأسرة وفي كل حين.
    +++
                  

08-12-2013, 00:32 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة لقداسة البابا نشرت في جريدة الأهرام يوم 27 نوفمبر 2011

    فلسفة الأخذ والعطاء

    هل نحن في الحياة نأخذ أم نعطي؟ أم نحن نأخذ ونعطي؟ أم نأخذ ولا نعطي..؟ لكي نفهم كل هذا, علينا أن ندرك ما هي فلسفة الأخذ والعطاء.

    † كلنا في الحياة نأخذ ونعطي, وسعيد هو الإنسان الذي مهما أعطي, يشعر أنه يأخذ أكثر مما يعطي, أو أنه لا يشعر إطلاقًا بأنه يعطي.. بينما مسكين ذلك الشخص الذي لا يظن أنه لا يأخذ شيئًا أو هو لا يشعر بما يأخذه.. إنه يعيش تعيسًا في الحياة, شاعرًا بالظلم, وشاعرًا بالعوز والاحتياج, وقد يقضي عمره كله في التذمر وفي الضجر والشكوى, وفي الافتقاد إلي الحب.

    † واحد فقط يعطي باستمرار دون أن يأخذ من أحد, انه الله, والله وحده يعطي الكل, ولا يأخذ من أحد شيئًا. ذلك لأنه لا يحتاج إلي شيء فهو مكتف بذاته, كامل في كل شيء يملك كل شيء, ولا يوجد عند أحد شيء يعطيه لله.

    لكن لعل البعض يسأل: ألسنا في الصلاة نعطي الله وقتًا, ونعطيه قلبًا وشعورًا وخشوعًا وحبًا؟ كلا ليس هذا هو المفهوم الحقيقي للصلاة, بل إننا عندما نصلي, إنما نأخذ من الله معونة, ونأخذ منه نعمة وبركة, ونأخذ كافة احتياجاتنا الروحية والمادية, بل نأخذ أيضا لذة التخاطب معه ولذة الوجود في عشرة الله.

    والذي يظن أنه في الصلاة يعطي الله وقتا, ما أسهل عليه أن يمتنع أحيانًا عن الصلاة محتجًا بأنه ليس له, وقت ليعطيه!

    في الواقع إننا نصلي لأننا محتاجون إلي الله, لذلك نبسط إليه أيدينا إشارة إلي أخذنا منه, إن أفواهنا تتقدس عندما تلفظ اسمه القدوس, ولاشك أنه تواضع كبير من الله عز وجل أن يسمح لنا بمخاطبته, لهذا ففي كل مرة نسجد للصلاة, ينبغي أن نشكر الله -تبارك اسمه- علي تواضعه وسماحه لنا بمخاطبته.

    وعندما يقول الله: يا ابني أعطني قلبك.. فان ما يقصد: اعطني هذا القلب لكي أطهره وأقدسه, وأملأه حبًا ونقاء, وأجعل فيه ما يحتمله من كل أنواع الفضائل, وأرفعه عن مستواه الأرضي لكي أجلسه في السماويات.

    † وعموما من جهة موقفنا من العطاء, نحن لا نملك شيئًا لنعطيه, فكل الذي لنا هو ملك لله, قد استودعنا إياه, وقد أخذناه منه لنعطيه لغيرنا, فكل ما نتبرع به لمشروعات الخير, إنما نقول عنه لله ما سبق أن قاله داود النبي: من يدك أعطيناك تماما كالابن الصغير الذي يقدم هدية في عيد الأسرة لأبيه أو أمه, ومن هنا قد أخذ المال الذي اشتري به هذه الهدية.

    إن الله قد أعطانا اليد التي تعطي, وأعطانا الخير الذي نعطي منه, بل قد أعطانا أيضا محبة العطاء والقدرة علي العطاء, حقًا إن موهبة العطاء قد أخذناها منه, قد تفضل الله وأنعم بها علينا, هي جزء من عمله فينا, وجزء من مؤازرة نعمته علينا, لان كل موهبة صالحة هي نازلة من فوق من عند الله.

    † كل شيء نعطيه سنجده في الأبدية, وسنري أكثر منه بكثير في المكافأة السمائية إذن فالشيء الذي نعطيه, أو الذي يعطيه الله عن طريقنا, هي محجوز لنا فوق, لم يضع.. وفي الواقع إننا لم نعطه, وإنا قد ادخرناه.. وبالإضافة إلي ذلك فإنما نحن نعطي الفانيات لكي نأخذ الباقيات, نعطي الأرضيات ونأخذ السماويات.. لا شك إذن أننا نأخذ أكثر مما نعطي.

    † لذلك أيها القارئ العزيز, عود نفسك علي العطاء, فقد قال السيد المسيح له المجد: "مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ" (سفر أعمال الرسل 20: 35). أعط بفرح لا بتضايق، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لان الكتاب يقول: المعطي المسرور يحبه الرب، ونص الآية هو: "الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 9: 7). إذن ليكن عطاؤك هو عن حب وعن عاطفة, وبسخاء وكرم, أعط وأنت موسر, وأعط وأنت معوز, والذي يعطي من أعوازه يكون أعظم بكثير من الذين يعطون عن سعة وأجره أكبر في السماء.

    † وإن لم يكن لك ما تعطيه لغيرك أعط ابتسامة طيبة, أو كلمة تشجيع, أو عبارة تفرح قلب غيرك. ولا تظن أن هذا العطاء المعنوي أقل من العطاء المادي في شيء, بل أحيانًا يكون أعمق أثرا, ولكن حذاري أن تكتفي بالعطاء المعنوي إن كان بإمكانك أن تعطي المادة أيضًا.

    وأشعر ـ عندما تعطي أنك تأخذ فالسعادة التي يشعر بها قلبك حينما يحقق سعادة لغيره, هي شيء أسمي من أن يقتني بالمال, راحة الضمير التي تأخذها, وفرحة القلب برضا الناس, كلها أمور أسمي من المادة, يأخذ علي الأرض ويأخذ أعظم منها في السماء.

    † عندما تعطي, لا تحقق كثيرًا مع الذين تعطيه, وإلا كنت في موضع القاضي وليس العابد, لا تحقق كثيرًا لئلا تخجل الذي تعطيه, وتريق ماء وجهه. حسن إنك قد أعطيته حاجته, فأعطه أيضًا كرامة وعزة نفس, ولا تشعره بذلة في الأخذ,.

    † وعندما تعطي انس أنك قد أعطيت, ولا تتحدث عما فعلته, بل لا تفكر فيه, ولعل هذا بعض ما قصده السيد المسيح حينما قال في العطاء, لا تجعل شمالك تعرف ما تفعله يمينك، ونص الآية هو: "لاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ" (إنجيل متى 6: 3), وإنك تذكرت قل لنفسك, أنا لم أعط هذا الإنسان شيئًا, بل هو الذي أعطاني فرصة لأسعد بهذا الأمر أن الأم عندما تعطي ابنها حنانا إنما تسعد هي نفسها بهذا الحنان. وهي عندما ترضعه إنما تشعر براحة, ربما أكثر من راحته هو في الرضاعة, لذلك فان عمل الحب هو عمل متبادل, يأخذ فيه الإنسان أثناء إعطائه لغيره.

    † كذلك عندما تأخذ احذر من تأخذ شيئًا من الشيطان ولا من جنوده, والشيطان عندما يعطي, يأخذ أكثر مما يعطيك, قد يعطيك لذة الجسد, ويأخذ منك كرامة الروح, قد يعطيك كرامة أمام الناس, ويأخذ منك فضيلة الاتضاع, أو يعطيك اللهو والعبث, ويسحب منك الحكمة والرزانة.. تخطيء إذن إن ظننت انك تأخذ منه شيئًا.
    +++
                  

08-12-2013, 04:23 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    قراءآت اليوم من الانجيل المقدس:

    اف 5 : 8 – 21

    لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلا ًظُلْمَةً وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ. لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرٍّ وَحَقٍّ مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ الرَّبِّ. وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا. لأَنَّ الأُمُورَ الْحَادِثَةَ مِنْهُمْ سِرّاً ذِكْرُهَا أَيْضا ًقَبِيحٌ. وَلَكِنَّ الْكُلَّ إِذَا تَوَبَّخَ يُظْهَرُ بِالنُّورِ. لأَنَّ كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ. لِذَلِكَ يَقُولُ: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ». فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ،. مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لاَ تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ. وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ،. مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّهِ وَالآبِ. خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ.

    نعمة الله الأب فلتحل على أراوحنا يا أبائي واخواتى أمين

    1بط 3 : 5 – 14

    فَإِنَّهُ هَكَذَا كَانَتْ قَدِيماًالنِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضاًالْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ، يُزَيِّنَّ أَنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ،. كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْرَاهِيمَ دَاعِيَةًإِيَّاهُ «سَيِّدَهَا». الَّتِي صِرْتُنَّ أَوْلاَدَهَا، صَانِعَاتٍ خَيْراً، وَغَيْرَ خَائِفَاتٍ خَوْفاًالْبَتَّةَ. كَذَلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَة ًكَالْوَارِثَاتِ أَيْضاًمَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ. وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعا ًمُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ،. غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً. لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ وَيَرَى اَيَّاما ًصَالِحَةً، فَلْيَكْفُفْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ أَنْ تَتَكَلَّمَا بِالْمَكْرِ،. لِيُعْرِضْ عَنِ الشَّرِّ وَيَصْنَعِ الْخَيْرَ، لِيَطْلُبِ السَّلاَمَ وَيَجِدَّ فِي أَثَرِهِ. لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلَكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشَّرِّ. فَمَنْ يُؤْذِيكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِالْخَيْرِ؟. وَلَكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا،.

    (لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى فى العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه، أما من يعمل بمشيئة الله فإنة يبقى إلى الأبد)

    اع 21 : 5 – 14

    وَلَكِنْ لَمَّا اسْتَكْمَلْنَا الأَيَّامَ خَرَجْنَا ذَاهِبِينَ وَهُمْ جَمِيعاًيُشَيِّعُونَنَا مَعَ النِّسَاءِ وَالأَوْلاَدِ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ. فَجَثَوْنَا عَلَى رُكَبِنَا عَلَى الشَّاطِئِ وَصَلَّيْنَا. وَلَمَّا وَدَّعْنَا بَعْضُنَا بَعْضاً صَعِدْنَا إِلَى السَّفِينَةِ. وَأَمَّا هُمْ فَرَجَعُوا إِلَى خَاصَّتِهِمْ. وَلَمَّا أَكْمَلْنَا السَّفَرَ فِي الْبَحْرِ مِنْ صُورَ أَقْبَلْنَا إِلَى بُتُولِمَايِسَ فَسَلَّمْنَا عَلَى الإِخْوَةِ وَمَكَثْنَا عِنْدَهُمْ يَوْما ًوَاحِداً. ثُمَّ خَرَجْنَا فِي الْغَدِ نَحْنُ رُفَقَاءَ بُولُسَ وَجِئْنَا إِلَى قَيْصَرِيَّةَ فَدَخَلْنَا بَيْتَ فِيلُبُّسَ الْمُبَشِّرِ إِذْ كَانَ وَاحِداًمِنَ السَّبْعَةِ وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ. وَكَانَ لِهَذَا أَرْبَعُ بَنَاتٍ عَذَارَى كُنَّ يَتَنَبَّأْنَ. وَبَيْنَمَا نَحْنُ مُقِيمُونَ أَيَّاماًكَثِيرَةًانْحَدَرَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ اسْمُهُ أَغَابُوسُ. فَجَاءَ إِلَيْنَا وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ بُولُسَ وَرَبَطَ يَدَيْ نَفْسِهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالَ: «هَذَا يَقُولُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: الرَّجُلُ الَّذِي لَهُ هَذِهِ الْمِنْطَقَةُ هَكَذَا سَيَرْبُطُهُ الْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي ا. فَلَمَّا سَمِعْنَا هَذَا طَلَبْنَا إِلَيْهِ نَحْنُ وَالَّذِينَ مِنَ الْمَكَانِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. فَأَجَابَ بُولُسُ: «مَاذَا تَفْعَلُونَ؟ تَبْكُونَ وَتَكْسِرُونَ قَلْبِي. لأَنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُرْبَطَ فَقَطْ بَلْ أَنْ أَمُوتَ أَيْضاً فِي أُورُشَلِيمَ لأَجْلِ اسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ». وَلَمَّا لَمْ يُقْنَعْ سَكَتْنَا قَائِلِينَ: «لِتَكُنْ مَشِيئَةُ الرَّبِّ».

    (لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللَّـه المُقدَّسة. آمين)

    المزمور
    مز 45 : 14 – 15

    يدخلن إلى الملك عذارى فى إثرها، جميع أقربائها إليه يقدمن، يبلغن بفرحٍ وابتهاج، يدخلن إلى هيكل الملك. هلليلويا

    مت 25 : 1 – 13

    «حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ. وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ. أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتاً. وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتاًفِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ. وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ. فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!. فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولَئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ. فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ. فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ. وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ وَأُغْلِقَ الْبَابُ. أَخِيراًجَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضاًقَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ يَا سَيِّدُ افْتَحْ لَنَا. فَأَجَابَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ. فَاسْهَرُوا إِذاًلأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ.

    (والمجد للَّـه دائماً)

    +++
                  

08-13-2013, 08:11 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    18- الذاتية و إنكار الذات

    لا تظنوا أيها الأخوة الأحباء أن عبادة الأصنام قد تلاشت من الأرض. فهناك صنم خطير يكاد يعبده الكل.. انه الذات ego..

    كل إنسان مشغول بذاته، معجب بذاته، يضع ذاته في المرتبة الأولى من الأهمية.. أو في المرتبة الوحيدة من الأهمية.. يفكر في ذاته، ويعمل من أجل ذاته، ويهمه أن تكبر هذه الذات، بل تصير أكبر من الكل، ويهمه أن تتمتع هذه الذات، بشكل اللذات، بأي ثمن، وبأي شكل.

    هذه هي الذاتية، أو التمركز حول الذات.. وفيها يختفي الكل، وتبقى الذات وحدها.. فيها ينسى الإنسان غيره من الناس، أو يتجاهل الكل، وتبقى ذاته في الصورة، وحدها.. ولا مانع من أن يضحى بالكل من أجل ذاته.. وأن يفكر هذا الإنسان في غيره، يكون تفكيره ثانويًا، في المرحلة التالية لذاته، أو قد يكون تفكيرًا سطحيًا، أو تفكير عابرًا..

    وإن أحب ذلك الإنسان الغارق في الذاتية، فإنه يحب من أجل ذاته، ويكون من يحبه مجرد خادم للذاته.. هو لا يحب الغير من أجل الغير، وإنما يحب من يشبعه في ناحية ما.. يحب مثلًا من يمدحه، أو من يقضى له حاجياته، أو من يشبع له شهواته، أو من يحقق له رغبة معينة.. فهو في الحقيقة يحب ذاته لا غيره. وما حبه لغيره سوى وسيلة يحقق بها محبته لذاته.

    لذلك لا مانع عند هذا الشخص أن يضحى بهذا الحب إذا اصطدم بذاته ورغباته.. ولعل هذا يفسر لنا الصداقات التي تنحل بسرعة إذا ما اصطدمت بكرامة ذاتية أو غرض ذاتي.. ولعل هذا يفسر لنا أيضًا الزيجات التي تنتهي إلى الطلاق أو إلى الانفصال بينما يظن البعض أنها قد بدأت بحب، وبحب عنيف أو عميق.. قطعًا أن ذلك لم يكن حبًا بمعناه الحقيقي، لأن في الحب تضحية، وفيه احتمالا وبذلا وعذرًا للآخرين. والمحبة كما قال الكتاب: "تحتمل كل شيء"..

    إنما مثل هؤلاء أشخاص كانوا يحبون ذواتهم فيما هم يتغنون بمحبتهم لغيرهم.

    كان في محبتهم عنصر الذاتية، لذلك ضحوا بهذه المحبة على مذبح الذاتية أيضًا.. إن المحبة تصل إلى أعماقها حينما تتكلل بالبذل.. إن المحب الحقيقي هو الذي يضحى من أجل أحبائه بكل شيء، ولو أدى الأمر أن يضحى بذاته.. وكما قال الإنجيل: "ليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه"

    أما المحبة التي تأخذ أكثر مما تعطى، فهي ليست محبة حقيقية، إنما محبة للذات. كذلك المحبة التي تحب لتأخذ.. إنها تحب ما تأخذه، ولا تحب من تأخذ منه.. لذلك كانت محبة الله محبة كاملة مثالية، لأنها باستمرار تعطى دون أن تأخذ ولذلك أيضًا كانت محبة الأم لطفلها محبة حقيقية، لأنها باستمرار تعطى وباستمرار تبذل..

    ولكن لعل إنسانًا يسأل: ولماذا لا نحب ذواتنا؟ وأية خطيئة في ذلك؟ ومن من الناس لا يحب ذاته؟! إنها غريزة في النفس..

    نعم، جميل منك أن تحب نفسك، ولكن تحبها محبة روحية (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). تحب ذاتك من حيث أن تهتم بنقاوة هذه الذات وقداستها وحفظها بلا لوم أمام الله والناس..

    و تحب ذاتك من حيث اهتمامك بمصيرها الأبدي ونجاتها من الدينونة الأخيرة حينما تقف أمام منبر الله العادل لتعطى حسابًا عن أعمالها وعن أفكارها ونياتها ومشاعرها.. هذا هو الحب الحقيقي للذات.. الحب الذي يطهر الذات من أخطائها ومن نقائصها، ويلبسها ثوبًا من السمو والكمال.

    وهناك شرط آخر لمحبة الذات الحقيقية، أن الإنسان في محبته لذاته يحب جميع الناس، ويكون مستعدًا أن يضحى من أجلهم بكل ما يملك، ولو ضحى بذاته أيضًا..

    لا يجوز لك أن ترتفع على جماجم الآخرين، ولا أن تبنى سعادتك على شقائهم، أو راحتك على تعبهم..

    ضع مصلحة الآخرين قبل مصلحتك، وفضل خيرهم على خيرك. ودرب ذاتك كيف تضحى من أجل الناس، سواء شعروا بهذه التضحية، أو لم يشعروا، وسواء شكروا عليها أو لم يشكروا..

    من هنا علمنا السيد المسيح فضيلة عظمى، وهى إنكار الذات.. وشرح لنا كيف أن الذي يحب أن يسير في طريق الرب، عليه أولًا أن ينكر ذاته.

    إن الشخص النبيل لا يزاحم الناس في طريق الحياة، بل يفسح لهم مجالًا لكي يعبروا، ولو سبقوه.. أنه يختفي لكي يظهر غيره، ويصمت لكي يتكلم غيره، ويمدح غيره أكثر مما يمدح نفسه، ويعطى مكانه ومكانته لغيره، وإن كان بذلك يسعد نفسه من نفوس الناس..

    إن الإنسان الكامل هو دائم التفكير في غيره، ومحبة غيره، وصالح غيره، وأبدية غيره، وقداسة غيره..

    أما ذاته فيضعها أخر الكل، أو يضعها خادمة للكل.. إنه لا ينافس أحدًا من الناس. فطريق الله يسع الكل.. وهو يشعر بسعادة عميقة كلما أسعد إنسانًا يجد سعادته في سعادته، وراحته، يجد فيهم ذاته الحقيقية. لا ذاته الشخصية.. إنه يفرح لأفراحهم، ولو كانت الآلام تحيطه من كل جهة.. وإن أصابهم ألم لا يستريح، وإن كانت وسائل الراحة تحت قدميه..

    إنه شمعة تذوب لكي تضئ للآخرين.. لا تفكر في ذاتها إنها تنقرض، إنما تنشغل بالآخرين كيف يستنيرون.. وفي أنارتها للناس لا تفرح بأنها صارت نورًا، إنما تفرح لأن الآخرين قد استناروا.. ذاتها لا وجود لها في أهدافها.. ولو فكرت في ذاتها، لما استطاعت أن تنير للناس..

    إن أنجح الناس في المجتمع هم الأشخاص المنكرون لذواتهم، وأكثر الناس فشلًا هم الأنانيون.

    إن انجح إداري هو الذي يعطي فرصة لكل إنسان أن يعمل، ويشرف على الكل في عملهم، ويبدو هو كما لو كان لا يعمل شيئًا بينما يكون هو مركز العمل كله. وأكثر إنسان محبوب في العمل، هو الذي كلما نجح عمله، يتحدث عن مجهود فلان وفلان، وينسب النجاح إلى كثيرين غيره، ويختفي هو كأنه لم يعمل شيئًا.. وكأنه يفرح بنجاح غيره لا بنجاح نفسه..

    إن الناس يفرحون بمن يعطيهم فرصة، وبمن يقدرهم، وبمن يشيد بمجهودهم. أما الإنسان المتمركز حول ذاته، الذي يخفى الناس لكي يظهر هو، ويعطل كل الطاقات لكي يمجد طاقاته الخاصة، فإنه يفشل في كسب محبة الناس، وقد يفشل العمل كله بسببه..

    الإنسان المخلص يهمه أن ينجح العمل، على أي يد تعمله. أما الأناني فيهمه أن يتم النجاح على يديه، ولو أدى الأمر إلى تعطيل العمل كله. إن ذاتيته هي العقبة الكؤود التي تعرقل كل نجاح.

    الإنسان المتمركز حول ذاته لا يفكر في راحة غيره، سواء كان راحة فرد أو راحة المجتمع كله. ربما لا يهتم بالصلح العام، ولا بالنظام العام، وإنما يرضيه فقط أن يجد طريقة. لذلك فإن الأنانيين هم أكثر الناس كسرًا للقوانين.

    الرجل الكامل ينكر ذاته في علاقته بالناس، وأيضًا في علاقته بالله.. وما أجمل قول المرتل في المزمور "ليس لنا يا رب ليس لنا، ولكن لاسمك القدوس أعطِ مجدًا".. إنه يبحث عن مجد الله وعن ملكوت الله أولًا وأخيرًا.. يهمه أن يطيع وصية الرب، ولو أدى به الأمر أن يغضب ذاته، أو يضغط على نفسه، أو يضحى براحته. إنه يبذل ذاته من أجل وصية الله..

    حتى في صلاته، ينسى ذاته ويذكر الله.. إنني أتعجب إذ أجد كثيرين في صلواتهم متمركزين حول ذواتهم.. كل صلواتهم طلبات خاصة.. يزحمون الصلوات بطلباتهم ورغبتهم، وأيضًا بخطاياهم واعترافاتهم.. أما الله وملكوته فلا يشغلهم في الصلاة.. ما أجمل ذلك المصلى الذي يقول في صلاته: (من أنا يا رب، التراب والرماد، حتى أتحدث عن ذاتي وطلباتي في صلاتي. أريد أن أنسى نفسي وأذكرك أنت، أريد أن أسبح في جمالك غير المدرك، وفي كمالك غير المحدود.. أريد أن أتأمل في صفاتك الإلهية التي تبهرني فأنسى ذاتي.. وعندما أنسى نفسي، سأجدها فيك، في قلبك الكبير المحب.. هذا القلب الذي أحبه من أعماقي، والذي أود أن أحيا عمري كله وأبديتي أيضًا متأملًا في محبته، وحنوه، وعفوه، ورقته، وطول أناته، وإشفاقه على الخطاة الذين أولهم أنا)..
    +++
                  

08-14-2013, 02:29 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    19- التواضع هو الفضيلة الأولى

    أريد في هذا المقال أن أكلمكم عن فضيلة جميلة وأساسية وهى الاتضاع.

    الاتضاع هو الفضيلة الأولى في الحياة الروحية.

    الاتضاع هو السور الذي يحمى الفضائل ويحمى المواهب، وكل فضيلة خالية من الاتضاع، عرضة أن يختطفها شيطان المجد الباطل، ويبددها الزهو والفخر والإعجاب بالنفس.

    لذلك إذا أعطاك الله موهبة من مواهبه، ابتهل إليه أن يعطيك معها اتضاعًا، أو أن يأخذها منك، لئلا تقع بسببها في الكبرياء وتهلك.

    الاتضاع إذن هو الأساس الذي تبنى عليه جميع الفضائل.

    ليس هو فضيلة قائمة بذاتها، إنما هو متداخل في جميع الفضائل، مثله كالخيط الذي يدخل في كل حبات المسبحة.

    والله يعطي مواهبه للمتواضعين، لأنه يعرف أنها لا تؤذيهم. ويقول الكتاب المقدس إن الله يكشف أسراره للمتضعين..هؤلاء الذين كلما زادهم الله مجدًا، زادوا هم انسحاقًا قدامه.

    من أجل كل هذا دعانا الله جميعًا أن نكون متضعين. وقد كان الاتضاع والوداعة، إحدى سمات السيد المسيح البارزة التي حببته إلى الكل.. وقد وصفه الإنجيل المقدس بأنه كان: "وديعًا ومتواضع القلب".

    وقد أتقن القديسون الاتضاع بصورة عجيبة..

    ولم يتواضعوا فقط أمام الله والناس، بل حتى أمام الشياطين، وهزموهم بهذا الاتضاع.

    القديس العظيم الأنبا انطونيوس أبو الرهبنة كلها، عندما كان الشياطين يحاربونه في عنف، كان يرد عليهم باتضاع قائلًا: (أيها الأقوياء، ماذا تريدون منى أنا الضعيف، وأنا عاجز عن مقاتله أصغركم)!! وكان يصلى إلى الله قائلًا: (انقدني يا رب من هؤلاء الذين يظنون أنني شيء، وأنا تراب ورماد).. فعندما كان الشياطين يسمعون هذه الصلاة الممتلئة اتضاعًا، كانوا يقشعرون كالدخان.

    وفي إحدى المرات ظهر الشيطان للمتوحد الناسك القديس مقاريوس الكبير وقال له: "ويلاه منك يا مقاره، أي شيء أنت تعمله ونحن لا نعمله؟! أنت تصوم، ونحن لا نأكل. وأنت تسهر، ونحن لا ننام، وأنت تسكن البراري والقفار، ونحن كذلك، ولكن بشيء واحد تغلبن " فسأله عن هذا الشيء. فقال له " بتواضعك تغلبنا"..

    في مرة أخري أبصر الأنبا انطونيوس فخاخ الشياطين منصوبة، فألقي نفسه على الأرض أمام الله، وصرخ قائلًا: (يا رب، من يستطيع أن يخلص منها؟!) فأتاه صوت يقول: (المتواضعون يخلصون منها).

    إن كان التواضع بهذه القوة التي تهزم الشياطين، فما هو التواضع إذن؟

    التواضع هو أن تعرف ضعفك، وأن تعرف سقطاتك وخطاياك، وأن تعامل نفسك على هذا الأساس.

    ليس التواضع أن تشعر بأنك كبير أو عظيم، وتحاول أن تتصاغر أو أن تخفي عظمتك (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. فشعورك بأنك كبير فيه نوع من الكبرياء. وشعورك بأنك تخفي عظمتك فيه إحساس بالعظمة تخفيها عن الناس، ولكنها واضحة أمام نفسك.

    أما التواضع الحقيقي فهو تواضع أمام نفسك أولًا. شعور حقيقي غير زائف، في داخل نفسك، إنك ضعيف وخاطئ حتى في عمق قوتك تشعر أن القوة ليست منك، إنما هي منحة سماوية من الله لك، أما أنت فبطبيعتك غير ذلك.

    اعرف يا أخي من أنت، فهذه المعرفة تقودك إلى الاتضاع. إنك تراب من الأرض. بل التراب أقدم منك، وجد قبل أن تكون. خلقه الله أولًا، ثم خلقك من تراب.

    أتذكر أنني (البابا شنودة 3) ناجيت هذا التراب ذات مرة في بضعة آيات قلت فيها:

    يا تراب الأرض يا جدي وجد الناس طرا

    أنت أصلي، أنت يا أقدم من آدم عمر

    ومصيري أنت في القبر، إذا وسدت قبر

    بل أنك يا أخي، إذا فكرت في الأمر باتضاع، تجد أن هذا التراب لم يغضب الله كما أغضبته أنت بخطاياك.

    لذلك أقول لك حقيقية هامة وهي:

    إن المتواضع الوحيد هو الله.

    الله هو الكبير الذي يتنازل ويكلمنا نحن الصغار، وهو القدوس الذي يتنازل ويعاملنا نحن الخطاة.

    أما نحن فالتواضع بالنسبة إلينا. ليس تنازلًا، وإنما هو مجرد معرفة للذات.

    إن عرفت هذا، فعامل نفسك إذن بما تستوجبه هذه المعرفة، ولا تطلب من الناس كرامة ولا مجدًا. وإن حوربت بهذا الأمر، رد على نفسك وقل: (أنا لا أستحق شيئًا بسبب خطاياي.. وإن كان الله من فرط رحمته قد ستر خطاياي عن الناس، ولكنني أعرفها جيدًا ولا أنساها لئلا أتكبر باطلًا)..

    احذر من أن تنسي خطاياك، لئلا تنتفخ، وتظن في نفسك الظنون، وتذكر قول ذلك القديس الذي قال:

    (إن نسينا خطايانا، يذكرها لنا الله. وإن ذكرنا خطايانا، ينساها لنا الله).

    اعترف بخطاياك أمام نفسك، وأمام الله، وإن استطعت فأمام الناس أيضًا.

    وإن لم تسطع، فعلي الأقل لا تمدح ذاتك أمامهم، ولا تقبل مديحهم لك وإن سمعته أذناك، فليرفضه قلبك وعقلك..

    ولا تسع وراء الكرامة. وتذكر قول مار اسحق:

    (من سعي وراء الكرامة، هربت منه، ومن هرب منها بمعرفة، سعت وراءه).

    ولا يكن تواضعك مظهريًا، أو باللسان فقط، إنما ليكن تواضعًا حقيقيًا من عمق القلب، وبيقين داخلي، ليكن تواضعًا بالروح.

    وإن عشت بالتواضع، ستحيا باستمرار في حياة الشكر.. ستشكر الله على كل شيء وفي كل حل، شاعرًا على الدوام أن الله يعطيك فوق ما تستحق.

    أما غير المتواضع، فإنه يكون في كثير من الأحيان متذمرًا ومتضجراَ، شاعرًا أنه لم ينل بعد ما يستحقه، وأنه يستحق الكثير، وأنه مظلوم، من الناس ومن الله!!

    والشخص المتواضع يعيش في سلام مع الكل، لا يغضب من أحد، ولا يغضب أحدًا.

    لا يغضب من أحد، لأنه باستمرار يلوم نفسه، ولا يلوم الناس. ولا يغضب أحدًا، لأنه يطلب بركة كل أحد وصلواته. فلنكن جميعًا متضعين لكي نكون أهلًا لعمل الله فينا، الله الذي لا يحد الذي تنازل واهتم بنا، له المجد الدائم إلى الأبد آمين.
    +++
                  

08-15-2013, 03:35 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالة لقداسة البابا شنودة سبق نشرها في جريدة الأهرام يوم 18 ديسمبر 2011

    محبة المديح والكرامة

    التعرض لمديح الناس شيء, ومحبة هذا المديح شيء آخر. فقد ينال الإنسان مديحا من الآخرين ولا يخطئ. ولكنه إذا أحب هذا المديح واشتهاه, وأصبح جزءا من رغباته. فحينئذ يكون قد أخطأ. وهكذا نقول: إن الرسل والأنبياء والقديسين والشهداء والقادة الفضلاء... كل أولئك مدحهم الناس ولم يخطئوا.

    † علي أن القديسين في كل جيل كانوا بقدر إمكانهم يهربون من المديح أيا كان مصدره. سواء أتاهم المديح من الناس, أو من الشيطان, أو من داخل أنفسهم. وبعضهم كان يتمادى في هذا الهروب. وبعيد عن كل أسباب المديح وكل مناسباته. حتى وصل الأمر إلي أن بعضا من هؤلاء القديسين المتواضعين كانوا يتحدثون عن نقائصهم وأخطائهم أمام الناس,ولا يدافعون عن خطأ ينسب إليهم. حتى إن لم يكن فيهم.

    † أما محبو المديح فإنهم أنواع ودرجات: وأقلهم خطأ هو الذي لا يسعى إلي المديح. ولكنه إذا سمع مديحا فيه من غيره, فإنه يسر بذلك في داخله ويبتهج. وقد يبدو صامتا لا يشعر أحد بما في داخله من إحساسات.

    † نوع آخر, هو حالة الشخص الذي يبتهج في داخله بسبب ألفاظ المديح التي يسمعها. ثم يحاول أن يستزيد منها. كأن يقول عبارات تجلب له مديحًا جديدًا. أو يجر الحديث إلي موضوعات مشرفة له. أو يتمني عند سماع المديح بألفاظ متضعة تجلب له المزيد من الثناء.

    † نوع ثالث هو حالة الشخص الذي إذ يشتهي المديح, يحاول أن يعمل أعمال بر أمام الناس لكي ينظروه فيمدحوه! وهذا النوع هاجمه السيد المسيح وقال عنه إنه قد استوفي أجره علي الأرض... ودعا الناس أن يعملوا الخير في الخفاء. والله الذي يري في الخفاء يجازيهم علانية.

    ولاشك أن الذين يعملون البر في الخفاء, إنما يفعلون الخير حبا في الخير, وليس حبا في المديح.

    † هناك نوع رابع لمحبة المديح, وهو أصعب من كل ما سبق. وهو حالة الشخص الذي لا يشبع مديح بعض الناس له, فإذا به يتطوع لمديح نفسه! وتحدث عن أعمال فاضلة له... وبهذا يقع في الزهو والتباهي والخيلاء... وقد يتمادى في هذا الأمر فيمدح نفسه بما ليس فيه.

    † نوع خامس أسوأ مما سبق. وهو حالة الشخص الذي يشتهي المديح وينتظر. وإذا لا يصل إليه, يكره من لا يمدحه, ويعتبره عدوًا قد قصر في حقه, فلم يقدره حق قدره, ولم يعترف بفضله... وقد يتمادى في هذا الأمر, فيتضايق أيضا ممن يمدحه, ولكن ليس بالقدر الذي كان ينتظره, وليس بالأسلوب الذي يشبع فيه نهمه إلي العظمة والفخر.

    † مثل هذا الشخص الذي يكره من لا يمدحه, ماذا تراه يفعل بمن ينتقده؟! إنه ولا شك لا يمكن أن يحتمل النقد ولا النصح ولا التوجيه. وطبعا لا يقبل التوبيخ ولا الافتقاد حتى ممن هو أكبر منه كأبيه بالجسد, أو أبيه الروحي, أو أي معلم أو مرشد أو رئيس! ويعتبر كل نصح أو توبيخ يوجه إليه, كأنه لون من الاضطهاد, يقابله بالتذمر أو بالاحتجاج أو بالثورة والغضب.

    † علي أن أسوأ درجة لمحبة المديح في نظري, هي حالة الشخص الذي من فرط محبته للمديح, يريد أن يحتكره لنفسه فقط, فلا يطيق أن يسمع مدحا لشخص آخر. وإلا فإنه يكره المادح ويحسد الممدوح! وهكذا يعتبر من يمتدح غيره, بأنه منحرف عن طريق صداقته. كما لو يشبهه بحالة زوجة تحب رجلا آخر غير زوجها! ومحب المديح هذا يحاول أن يقلل من شأن الشخص الآخر الذي سمع مدحا له. وربما يتهمه ظالما ويسيء إلي سمعته. وكل ذلك لكي يبقي وهو وحده, ولا شريك له, في إعجاب الناس.

    † من كل ما سبق نري أن محبة المديح تقود إلي رذائل عدة نذكر من بينها: فقد تقود من يحب المديح إلي الوقوع في الرياء, محاولا أن يبدو أمام الناس في صورة مشرفة نيرة خيرة غير حقيقته الداخلية, وقد يتظاهر بفضائل هو بعيد عنها تماما كأن يتظاهر بالصفح وهو حاقد, أو بالحب وهو يدس الدسائس, أو يتظاهر بالصوم وهو مفطر.

    † وقد يقع محب المديح في الغضب وعدم الاحتمال. فيغضب من كل من يوجه إليه نقدًا, أو يخطئ له رأيًا. كما يغضبه من يفضل أحدًا عليه. وتكون الكرامة صنما يتعبد له محبو المديح في كل حين. وقد تراه ثائرًا في أوقات كثيرة يصيح صارخًا: كرامتي كرامتي.

    † وقد يقع محب المديح في الحسد وفي الكراهية. ولا يكون قلبه صافيًا تجاه من يظن أنه ينافسه, أو في من يظن أنه نال كرامة أو منصبا أو مديحا هو أولي به منه! وقد تعذبه الغيرة والحسد بسبب كل هذا, وقد يجره الحسد إلي أخطاء أخري عديدة.

    † وقد يقع محب المديح في حالة عدم استقرار. فلا يثبت علي حاله, وإنما يختار لنفسه في كل مناسبة الوضع الذي يجلب له مديحا في نظر من يقابله حتى لو كان في عكس موقف سابق له، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى... وكثيرًا ما يقع محب المديح في الكذب أو المبالغة. وكثيرا ما يغطي أخطاءه أو نقائصه بأكاذيب أو ألوان من التحاليل, أو ينسب أخطاءه إلي غيره, ويظلم غيره لكي يتبرر هو, أو يشتهي موت غيره مما نال مركزا يشتهيه هو.

    † وعموما فإن محب المديح يخسر محبة الناس. لأن الناس تحب الإنسان المتواضع الذي يقدمهم علي نفسه في الكرامة, والذي يختفي لكي يظهروا هم, والذي يمدح كل أحد, ويحب كل أحد, ولا يكره منافسا له.

    ومحب المديح لا يخسر الناس. إنما يخسر أيضا أبديته. ويبيع السماء وأمجادها بقليل من المجد الباطل علي هذه الأرض الفانية. وكل الفضائل التي يتعب في اقتنائها, يبددها بمحبة المديح.

    ومحب المديح قد يقع في خداع الشياطين, التي تضلله برؤي وأحلام كاذبة وبظهورات خادعة.
    +++
                  

08-16-2013, 05:27 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    21- ما هي الصلاة وكيف تكون؟

    في بدء السنة الجديدة وقف كثيرون يصلون، وارتفعت أكف الضراعة إلى الله..

    ووسط صلوات الكثيرين، نريد أن نتحدث اليوم عن الصلاة: ما هي صلوات مقبولة، وأخرى غير مقبولة؟

    و ما شروط الصلوات المقبولة؟

    إن الصلاة جزء من طبيعة الإنسان، كأنها غريزة.. ومن هنا كان جميع الناس يصلون.. حتى أن الوثنيين أيضًا يعرفون الصلاة.. إن القلب بدون الله يشعر بفراغ كبير. فالله له وجود في حياتنا، ليس هو معتزلا عنا، يسميه الكتاب المقدس: "عمانوئيل" أى الله معنا.. ونلاحظ أن الطفل يقبل فكرة الله وفكرة الصلاة، بدون شرح، إنها فيه..

    إن قلنا إن الإنسان اجتماعي بطبعه، نستطيع أن نطبق هذه القاعدة جسديًا وروحيًا أيضًا.. فروح الإنسان تشتاق إلى الروح الكلى، وتجد لذة في الالتقاء به والجلوس إليه..

    الصلاة إذن هي اشتياق إلى الله.. روح الإنسان تشتاق إلى عشرة أخرى غير عشرة المادة.. وفي داخل كل منا اشتياق إلى غير المحدود. واشتياق آخر إلى مثالية عالية غير موجودة في هذا العالم.. ومن هنا يلجأ الإنسان إلى الله ليشبع شوقه الروحي..

    الصلاة هي أعمق ما في الروحيات.. هي تفرغ القلب لله.. هي عمل الملائكة، وعمل الإنسان عندما يتشبه بالملائكة.. هي عمل النساك والمتوحدين الذين تركوا كل شيء من أجل محبتهم لله، ووجدوا في هذه المحبة ما يكفيهم وما يغنيهم.

    الصلاة هي راحة النفس. هي الميناء الهادئ الذي ترسو عنده النفس بعيدًا عن أمواج العالم المتلاطمة. الصلاة هي واحة خضراء في برية العالم القاحلة.. هي الوقت الذي تلتقي فيه النفس بمن يريحها. تجد القلب الكبير الذي تأتمنه على أسرارها وتستطيع أن تحدثه بكل صراحة عن متاعبها وعن ضعفاتها وسقطاتها. وهى موقنة تمامًا أنه لن يحتقر سقوطها، بل يقابلها بكل حنو، ويعينها على القيام، ويشجعها..

    الصلاة هي خلوة النفس مع الله، هي لقاء مع الله، لقاء حب. هي التصاق بالله. هي تلامس قلب الإنسان مع قلب الله. هي تمتع النفس بالله.. وفي هذا قال داود النبي: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب"، وقال أيضًا: "أما أنا فخير لي الالتصاق بالرب"..

    الصلاة هي صلة بالله، وربما من هذا المعنى اشتق اسمها (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. وهكذا يكون الإنسان في حالة صلاة، إن وجدت هذه الصلة، وإن شعر بالوجود في حضرة الله، وإن أحس القلب أنه قائم فعلًا أمام الله، يتحدث إليه.. ليس المهم هو طول الصلاة ونوع الكلام بقدر ما تتركز الأهمية في وجود صلة مع الله.. إن لم توجد هذه الصلة لا يعتبر الإنسان مصليًا، مهما ركع ومهما سجد ومهما ظن أنه كان يتحدث مع الله.. إن اللمبات الكهربائية مهما كانت قوية وجميلة، فإنها تكون عديمة الفائدة ما لم يسر فيها التيار.. هكذا الصلاة..

    الصلاة هي تقديس للنفس، هي رفع الفكر إلى الله، ورفع القلب إلى الله. وعندما يرتفع الفكر إلى الله، يبعد عن المادة وعن محبتها والإنشغال بها، ويكون في مستوى أعلى، في مستوى روحي، وهكذا يتطهر الفكر بالصلاة ويتنقى، وكذلك القلب.. ويدخل كلاهما في جو آخر له سموه، يدخلان في عشرة الملائكة وأرواح الأبرار. وبمثل هذه الصلاة تبطل الأفكار الرديئة، وتبطل طياشة الأفكار، ويتجمع العقل في الله.

    و بالصلاة يصل الإنسان إلى ما يسميه القديسون"إستحياء الفكر" أى أن الفكر الذي يتقدس بالصلاة يستحى من التفكير في شيء ردئ. وهكذا يخجل الإنسان من أن يستضيف في ذهنه فكرًا شريرا في الموضع الذي كان يوجد فيه الله في العقل في وقت الصلاة.. وبهذا تساعد الصلاة على حياة التوبة والنقاوة..

    لكل هذا كانت الصلاة رعبًا للشياطين.. فالشياطين يخافون جدًا من عمل الصلاة، ويرونه سعيًا لإمدادات إلهية ومعونات سماوية تصل إلى النفس، فتحطم قوى الشياطين التي تحاربها. لذلك فإن الشياطين تحاول بكل قوتها أن تعطل الإنسان عن عمل الصلاة، ونقصد الصلوات الروحية التي تخيفهم.. أما الصلوات الفاترة أو السطحية فلا يهتم الشيطان بمقاومتها. إنها لا تؤذيه..

    إن الصلوات الروحية تسبب حسد الشياطين وتذكرهم بما فقدوه. وتشعرهم بالدالة الموجودة بين الله والإنسان فيتعبون.. ويحاولون أن يمنعوا الصلاة. فإذا أصر الإنسان على الصلاة، يحاول الشياطين أن يشتتوا فكره، ويقدموا له تذكارات ومشاغل وأفكارًا ليجذبوه إلى شيء آخر بعيدًا عن الحديث مع الله.

    الصلاة هي طعام الروح، هي غذاء الملائكة. هي عاطفة مقدسة تغذى القلب.. بل في أثنائها قد ينسى الجسد أيضًا طعامه، ولا يشعر بجوع. ومن هنا كان ارتباط الصوم بالصلاة. فعندما تتغذى الروح بالصلاة. ويمكنها أن ترفع الجسد معها وتشغله عن التفكير في طعامه، وتعطيه طعامًا آخر. وبهذا تستطيع الروح أن تحمل الجسد.. الصلاة هي حركة القلب، حتى بدون كلام.. إن الصلاة ليست مجرد حديث فقد تكون خفقة القلب صلاة، وقد تكون دمعة العين صلاة، وقد يكون رفع البصر إلى فوق، أو رفع اليدين نوعًا آخر من الصلاة.. إن الله يفهم اللغة التي نخاطبه بها خارج حدود الألفاظ، كالأب الذي يدرك مشاعر ابنه وطلباته دون أن يتكلم.. وهكذا يقول داود النبي لله: "أنصت إلى دموعي". ذلك لأن دموعه كان لها صوت خفي يسمعه الله..

    الصلاة هي تسليم حياتنا لله، هي إشراكه في حياتنا، هي رفض من الإنسان أن يستقل بحياته بعيدًا عن الله. فبالصلاة نطلب من الله أن يتدخل في حياتنا، ويدبرها حسب مشيئته الصالحة الطوباوية، معلنين في اتضاع أمام الله أننا لا نستطيع أن نعتمد على أذهاننا وحدها، وأننا لا نقدر أن نعمل شيء.

    إن الصلاة شرف عظيم، بها نصعد إلى الله، وبها نتلاقى معه، نحن التراب والرماد. وبالصلاة تتحول النفس إلى سماء وتتمتع بالوجود في حضرة الله والعجيب أنه مع هذا الشرف العظيم الذي للصلاة يمتنع البعض عن الصلاة، يمتنع التراب عن مخاطبة رب الأرباب خالق السماء والأرض الكلى القدرة..

    ليست الصلاة تفضلا منا على الله، كما لو كنا نعطى الله شيئا من وقتنا أو من مشاعرنا. وليست هي ضريبة يفرضها الله علينا. وليست هي عملًا نغصب عليه بأمر سماوي. كلا، إنما الصلاة هي أخذ لا عطاء. بها نأخذ من الله بركات وعطايا ومواهب دون أن نعطيه شيئًا. وإن كنا نقدم لله وقتًا أو نقدم له قلبًا، فإنما لكي يملأ هذا القلب من محبته، ويقدس هذا الوقت ببركته.. إن اعتقادنا الخاطئ في أن الصلاة إعطاء هو الذي يجعلنا في كبرياء وتمنع. نقصر في أدائها، أقصد: نقصر في حق أنفسنا أولًا وقبل كل شيء، لأننا نحن المستفيدون من الصلاة وليس الله. فلنحاول أن نصلى، لكي نأخذ بركة ومعونة، ولكي نتمتع بالله، ولكي تتقدس قلوبنا وحياتنا كلها. وإن صلينا، ليتنا نعرف كيف نصلى، وكيف نخاطب الله الذي له كل مجد وكرامة وعزة إلى الأبد آمين.
    +++
                  

08-17-2013, 04:07 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    22- الإيمان العملي

    أيها القارئ العزيز: لا شك أنك تعتقد في نفسك أنك شخص مؤمن وأن أيمانك بالله ليس هو موضع سؤال.

    فهل اختبرت اعتقادك هذا في ضوء "الإيمان العملي"؟! ولعلك تسأل: وما هو الإيمان العملي؟

    و للإجابة على هذا السؤال نقول: إن كثيرين يؤمنون بالله إيمانًا نظريًا، إيمانا فكريًا، إيمانًا يختص بالعقل فقط ولا يتعدى نطاق العقل.. أما الإيمان العملي، فهو الإيمان الذي تظهر ثماره وعلاماته واضحة في حياة الإنسان، بحيث تشهد أعماله وأقواله وسلوكه أنه شخص مؤمن.. لهذا يسأل القديس بولس الرسول ويقول: "لنختبر أنفسنا هل نحن في الإيمان". ولتوضيح هذا الأمر سأضرب بضعة أمثلة:

    أنت تؤمن أن الله موجود، وأنه عادل، وأنه يحكم للمظلومين، لماذا إذن تخاف؟ ولماذا تضطرب؟ وهل خوفك يدل على أنك شخص مؤمن؟!

    عن داود النبي يقول: "الرب نورى وخلاصي، ممن أخاف؟ الرب عاضد حياتي، ممن أجزع.. إن يحاربني جيش، فلن يخاف قلبي. وإن قام على قتال، ففي ذلك أنا مطمئن.. ".. داود النبي يؤمن أنه في رعاية الله، حمل صغير في غنم رعيته، ولذلك يخاطب الله قائلًا: "إن سرت في وادي ظل الموت فلا أخاف شرًا، لأنك أنت معي.. عصاك وعكازك هما يعزيانني"..

    حقًا، إن القلب المؤمن لا يخاف. الإنسان المؤمن الذي يثق برعاية الله له، لا يمكن أن يخاف. إن الخوف دليل عملي على ضعف الإيمان. ضعف الإيمان برعاية الله، وحمايته، وحفظه..

    إن المؤمن ينصت إلى صوت المزامير وهى تشجعه بقول الوحي الإلهي: "فلا تخش من خوف الليل. ولا من سهم يطير بالنهار.. يسقط عن يسارك ألوف، وعن يمينك ربوات. وأما أنت فلا يقتربون إليك بل بعينيك تتأمل، ومجازاة الخطاة تبصر".

    لهذا استطاع القديسون أن يواجهوا الأخطار بقلوب مملوءة بالسلام لا تعرف للخوف معنى.. وإن ضغطت عليهم الضيقات، وإن بدا أن أعداءهم أكثر قوة وعددًا، يرن في آذانهم القول الإلهي: "أنا معكم، لا تخافوا"، "الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون"، "إن الذين معنا أكثر من الذين علينا". عاش آباؤنا في البراري والقفار، في وسط الوحوش والحيات والعقارب ودبيب الأرض، ولم يخافوا.. وتعرضوا لهجمات الشياطين وحروبهم، ولم يخافوا.. كانوا مؤمنين بعمل الله معهم، وعمل الله من أجلهم..

    لذلك إن حاربك الخوف، وَبِّخ ذاتك وقُل: أين إيماني؟! اشعر باستمرار بأن الله موجود، وأنه يعمل، وأنه يحمي السائرين في طريقه؛ يحميهم من الأخطار التي يرونها، ومن الأخطار الخفية التي لا يعرفونها. هو يدافع عنا أكثر من دفاعنا عن أنفسنا.. ولكنه دائمًا يتدخل في الوقت المناسب في الوقت الذي تحدده حكمته الأزلية. فإن حاربك الخوف بسبب أن المعونة الإلهية بدت متباطئة في الوصول إليك، فلتتشجع بقول داود النبي في المزمور: "انتظر الرب، تقو وليتشجع قلبك، وانتظر الرب".. حالة واحدة تخاف منها. عندما تشعر أن الله قد تخلى عنك بسبب خطاياك.

    وحتى في هذه الحالة يستطيع المؤمن أن يجد حلًا إذ يشعر أنه بالتوبة يصطلح مرة أخرى مع الله، ويعود الله إليه، وتعود معونته. والتوبة في مقدور كل إنسان: يكفى أن يندم من كل قلبه، ويرفع قلبه إلى الله في انسحاق.. وإذ يشعر برجوع الصلة، ويزول الخوف ويطمئن (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. الإنسان المؤمن لا يخاف. والإنسان المؤمن حقًا، لا نخطئ. إنك قد تخجل من أن ترتكب خطيئة أمام أحد معارِفَك، أو أمام من توقرهم في داخلك، فكن بالأولى أمام الله!! إن الذي يضع الله أمام عينيه، لا شك أنه يستحى أن يخطئ قدامه.. مثلما عرضت الخطية على يوسف الصديق، فقال: "كيف أخطئ، وأفعل هذا الشر العظيم أمام الله؟!".

    أؤكد لكم أننا في كل مرة نخطئ، نكون قد نسينا الله، نسينا أنه يرانا ويبصر ما نفعله، وهكذا إيماننا في وجود الله قد ضعف.. في كل مرة نظلم غيرنا، نكون قد نسينا الله العادل، وفقدنا الإيمان بالله الذي يحكم للمظلومين.. في كل مرة نفعل ما لا يليق، لا تكون صورة الله واضحة أمام أعيننا..

    إن الإنسان المؤمن لا يخطئ، ليس فقط لإيمانه بأن الله يراه، وإنما أيضًا لإيمانه بأن الله سيحاسب وهو الديان الذي لا مهرب منه..

    لهذا كان الإباحيون يحاربون باستمرار فكرة وجود الله، ويتخذون الله عدوًا لهم، وتقود الإباحية إلى الإلحاد.. أما المؤمنون فتظهر ثمار إيمانهم في حياة العفة والطهارة والقداسة التي يسلكون فيها، وبها يشعر الناس أنهم مؤمنون. ولذلك قال السيد المسيح: "من ثمارهم تعرفونهم". فإن كنت تسلك في الخطية فلا تفتخر باطلًا، وتقول إنك إنسان مؤمن!! لئلا تكذبك أعمالك، وتقف شاهدة ضدك!

    إن الإيمان كما قلت من قبل، ليس مسألة عقلية أو نظرية، إنما يدخل في الحياة العملية، ويصبح إيمانًا عمليًا، تسمى الحياة فيه "حياة الإيمان".

    الإيمان إذن يتعارض مع الخوف، ويتعارض مع الخطيئة والشر.. هو أيضًا يتعارض مع التذمر والضجر. أنت تؤمن بالله. حسنًا تفعل. فهل تؤمن أن الله يصنع معك خيرًا؟ إن كنت تؤمن بهذا فلماذا تتذمر؟ ولماذا لا تحيا في حياة الرضا والشكر؟

    إن المؤمنين يحيون باستمرار في حياة الشكر، يشكرون الله في كل حين، على كل شيء.. يقبلون كل شيء من يد الله في رضى وفي فرح، لا يتذمرون ولا يتضجرون.. هم يؤمنون أنه ضابط للكل، وأنه يملك زمام الكون كله، ويدبر أموره حسب مشيئته الإلهية الصالحة. لذلك هم مطمئنون إلى عمل الله.. ما يعمله الله خير ومقبول. وكل ما يشاؤه الله هو نافع ومفرح. فلتكن مشيئته..

    المؤمنون لا يضعون مشيئة الله تحت مقاييس حكمتهم البشرية، إنما يخضعون حكمتهم البشرية لمشيئة الله، ويقبلون مشيئة الله في غير تذمر شاعرين أنها لصالحهم مهما كانت تبدو غير ذلك.. وحقًا كم من أمور تضايق منها الناس في بادئ الأمر ثم أثبتت لهم الأيام أنها كانت خيرًا وبركة.. لذلك فإن المؤمن يحيا باستمرار في حياة التسليم.

    حتى إن كان الأمر الذي يحدث للمؤمن هو شر واضح، فإنه لا يتذمر، شاعرًا بالإيمان أن الله قادر أن يحول الشر إلى خير.. إن أخوة يوسف صنعوا به شرًا، وامرأة فوطيفار الزانية فعلت به أيضًا شرًا، وقادته إلى السجن. ولكن الله حول ذلك الشر إلى خير.. كم من أمور يريد بها الناس ضررنا، ولكن هذه الأضرار في طريقها إلينا تمر على يد الله صانعة الخيرات، فتحول الضرر إلى خير.. فلنكن إذن مطمئنين شاعرين بالإيمان أن حياتنا في يد الله، وليست في أيدي الناس، ولنقل باستمرار تلك الآية الجميلة المعزية التي يقول فيها الوحي الإلهي: "كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الرب".

    الإيمان إذن يتعارض مع الخوف، ومع الخطيئة، ومع التذمر.. وهو أيضًا بالأكثر يتعارض مع اليأس.. ألست تؤمن أن الله قادر على كل شيء؟ آمن إذن أن الله قادر على حل جميع إشكالاتك، وقادر على إزالة جميع متاعبك. لا داعي إذن لليأس، فهو لا يتفق مع الإيمان.. وقل لنفسك باستمرار: "عند الله لكل مشكلة حل، أو حلول. وهو قادر على كل شيء. "غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله".

    لهذا نجد أن رجل الإيمان بشوش باستمرار، فرح القلب، مهما أحاطت به المتاعب لا يحزن ولا يكتئب ولا ييأس..

    إنه يعيش في الحل الآتي، وليس في المشكل الحاضر. يجعل الله بينه وبين المتاعب فتختفي المتاعب بينه وبين الله، لئلا يختفي إيمانه بالله.
    +++
                  

08-19-2013, 02:46 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    23- التوبة

    توجد موضوعات روحية تخص مجموعة معينة من الناس دون مجموعة أخرى. على أن هناك موضوعًا يخص الكل، مهما حاول البعض أن ينكر احتياجه إليه. أما هذا الموضوع فهو التوبة..

    كل إنسان يحتاج إلى التوبة. لأنه لا يوجد أحد بلا خطية. الكل معرض للخطأ. والذي يقول إنه لا يخطئ هو بغير شك واحد من اثنين: إما أنه إنسان لا يحاسب نفسه جيدًا، وإما أن مقاييسه الروحية في حاجة إلى تعديل.

    شعور الإنسان باحتياجه إلى التوبة، هو دليل صحة نفسه، دليل على أنه يريد أن يصلح حاله وقلبه. أما الذي لا يشعر بحاجته إلى التوبة، فلابد أنه سيبقى في أخطائه، تمنعه كبرياؤه من الاعتراف بالخطأ.. إنه بار في عيني نفسه، ولكنه ليس بارًا أمام الله وأمام الناس.. حتى أن القديسين أنفسهم كانوا يجاهدون من أجل التوبة، ولكن في مستويات عليا غير المستويات العادية..

    إن كان الأمر هكذا،

    فما هي التوبة إذن؟

    ليست التوبة هي مجرد ترك الخطية وعدم السلوك فيها.. فكثيرًا ما يحدث أن يترك الإنسان الخطية لأسباب غير روحية، يتركها ليس محبة للبر، وليس لمحبته لله وإنما لأسباب أخرى، يكون في خلالها خاطئًا دون أن يخطئ.

    فقد يبتعد الإنسان عن الخطيئة أحيانًا بسبب الكبرياء، أو بسبب العناد، أو بسبب الخجل، أو بسبب الخوف: الخوف من أن يضبط أو الخوف من النتائج. أو بسبب أن الفرصة لم تكن متاحة، أو بسبب أن الخطية معتذرة أو رافضة.. وقد يرفض الخطية من أجل التظاهر بالبر أو من أجل مديح الناس..

    وفى كل هذه الحالات لا تكون الخطية في سلوكه، وإنما قلبه.. هو يريد ولكنه لا يفعل.. والله فاحص القلوب والأفكار، يعرف تمامًا أن مثل هذا الإنسان ليس تائبًا. إنه لا يزال في حياة الخطيئة، ولا يزال للخطية سيطرة عليه، وإن كان لا يخطئ بالفعل..

    إن التوبة هي حالة تغيير في القلب. هي نقطة تحول في حياة الإنسان.. هي تجديد للقلب.. هي حياة جديدة يحياها الشخص تختلف اختلافًا كليًا عن حياته الأولى في السقوط.

    و قد يتغير إنسان ويسير في الفضيلة، ولكنه لا يعتبر تائبًا إلا إذا استمر في حياة الفضيلة دون أن يرجع إلى الوراء. فكثيرون يظنون أنهم تابوا، وأن حياتهم قد تجددت، ويستمرون في هذا الوضع الجديد مدة، ثم تحدث لهم نكسة روحية، فيرجعون إلى أخطائهم، والبعض يقومون ثم يسقطون، ثم يقومون ويسقطون. وفي هذه الذبذبة لا نستطيع أن نقول إنهم تابوا.. ربما يكونون في مجرد محاولات للتوبة.

    إن ترك الخطية ولو إلى فترة، ليس هو التوبة الحقيقية..

    فقد يبعد الشخص عن الخطية، أو تبعد الخطية عنه، ليس لأنه قد صار بارًا، وإنما لأنه في هذه الفترة بالذات غير محارب بهذه الخطيئة بالذات..

    إن الشيطان ذكى في حروبه، يعرف متى يحارب، وكيف يحارب، وبأية خطيئة يحارب الإنسان (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وإن وجد الإنسان مستعدًا استعدادًا كاملًا ومتحفزًا كل التحفز لمواجهته في ميدان معين، قد يترك هذا الميدان ويحاربه في موقع آخر.

    فإن وجدت نفسك مستريحًا فترة ما من خطيئة معينة، لا تظن أنك قد صرت نقيًا من جهتها. ربما يكون الشيطان قد تركك إلى حين ريثما يعد لك كمينًا في موضع آخر، ثم يرجع إلى محاربتك مرة أخرى على حين فجأة بهذه الخطيئة التي ظننت أنك قد تبت عنها. لذلك كن حريصًا باستمرار، يقظًا باستمرار، مستعدًا باستمرار، لأنك لا تعرف في أية ساعة أو بأي شكل تأتيك الحرب الروحية..

    وقد تستريح فترة من خطيئة معينة بالذات، ليس لأنك تبت عنها، وإنما بسبب شفقة الله عليك. أراد لك فترة راحة حتى لا تكل في الجهاد، أو لكيلا تقع في اليأس.. وربما تكون الخطيئة قد بعدت عنك بسبب صلوات بعض القديسين الذين تشفعوا فيك أن يمد لك الله يد المعونة حتى لا تسقط. ربما تكون القوة الحافظة المحيطة بك هي التي دافعت عنك، ولا يكون قيامك راجعًا لتوبة..

    هناك إذن فرق كبير بين إنسان منتصر في حياته الروحية، وإنسان غير محارب. وتظهر التوبة على حقيقتها إذا حوربت فانتصرت. وقد ينتصر إنسان في حرب خفيفة ولكنه يضعف ويسقط إذا كان أغراء الخطيئة شديدًا وقاسيًا. أما التائب الحقيقي فهو رجل الله الذي يحارب حروب الرب في عنفها وينتصر. تضغط عليه الخطية في أشد إغراءاتها، وفي أقسى صورها، وفي أقصى حدودها، وينتصر. ويستمر أمامه الأغراء، ويستمر في نصرته.. مثل يوسف الصديق..

    هذه هي التوبة. إنها حياة النصرة. حياة الإنسان الذي يجاهد من أجل الرب وينجح. حياة القلب الذي يرفض الخطية مهما ضغطت عليه..

    ترك الخطية هو بداية حياة التوبة. أما كمال التوبة فليس هو ترك الخطية، وإنما هو كراهية الخطية. وقد يكره الإنسان الخطية أحيانًا بعض الوقت اشمئزازًا منها أو كرد فعل لبشاعتها، ثم يرجع بعد حين، بعد زوال هذا الانفعال فيشتاق إليها مرة أخرى. ليست هذه هي التوبة. إنما التوبة هي كراهية حقيقية للخطية، كراهية دائمة بسبب أن هذه الخطية لم تعد تتفق إطلاقًا مع طبيعة الإنسان الجديدة التي تجددت بالتوبة..

    على أن كراهية الخطية هي حالة سلبية. أما الحالة الإيجابية فهي محبة الله. والتوبة الحقيقية هي النتيجة الطبيعية لدخول محبة الله في القلب. إنها استبدال شهوة بشهوة. إنها حلول شهوة البر محل شهوة العالميات. حلول الله محل العالم في قلب الإنسان.

    التوبة هي الدرجة الأولى في السلم الروحي. منها يرتقى الإنسان درجة درجة في حياة القداسة والنقاوة حيث يصل أخيرًا إلى الكمال. والكمال هو قمة الدرج الروحاني..

    وهذه القداسة، وهذا الكمال، لا يعلنهما الله للإنسان دفعة واحدة، لئلا يقع في صغر النفس، ويرى أنه ليس من السهل عليه الوصول..

    الكمال كالأفق، هو آخر ما تصل إليه رؤيتك. عنده ترى السماء والأرض متعانقتين. فإذا ما وصلت إليه ترى أفقًا آخرًا في انتظارك بعيدًا عنه. وعندما تصل إلى هذا الأفق الآخر تتطلع إلى أفق أبعد.

    وتظل تنتقل من أفق إلى فوق، ترقى من كمال إلى كمال أعلى. وأعلى ما يصل إليه الإنسان من كمالات هو جهالة بالنسبة إلى كمال الله الذي فيه يتركز الكمال الذي لا يحد، له المجد في كماله إلى الأبد، آمين.

    +++
                  

08-19-2013, 04:15 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    24- محاسبة النفس

    هناك فضيلة تلزم لكل إنسان، أيًا كانت درجته، وبدونها ما أسهل أن يضل وأن ينحرف هذه الفضيلة هي محاسبة النفس.

    أليس من العار أن نجتهد كثيرًا في محاسبة غيرنا من الناس، بينما أنفسنا لا نحاسبها!!

    نفترض مثاليات عالية نضعها أمام الآخرين، وإن تخلفوا عنها ولو قليلًا، ننصب لهم الموازين، ونكيل لهم الاتهامات، ونحاسبهم حسابًا عسيرًا، كأننا مسئولون عن كل أعمالهم.. أما أنفسنا، فنادرًا ما نضعها تحت الحساب.

    بينما في حقيقة الأمر نحن أقدر على محاسبة أنفسنا لا غيرنا.. أنفسنا معنا في كل حين، نعرف جميع خباياها، وجميع نواياها، وجميع ظروفها وأحوالها، ونعرف كل أعمالها وأفكارها، لذلك نحن نقدر على محاسبتها، ونكون عادلين في حسابنا، لأنه من معرفة يقينية أما غيرنا، فلا نعرف دواخله، ولا نعرف ظروفه وقد نظلمه في حكمنا. وما أصدق قول الكتاب: "لا يعرف الإنسان إلا روح الإنسان الساكن فيه".. فليتنا نحاسب أنفسنا لا غيرنا..

    ليتنا نحاسب أنفسنا بدلًا من أن يحاسبنا الناس. ما أجمل قول القديس مقاريوس الكبير: (احكم يا أخي على نفسك، قبل أن يحكموا عليك).. ويقينًا أننا لو حاسبنا أنفسنا، وعرفنا أخطاءنا، سوف لا نتضايق من محاسبة الناس لنا، وسوف لا نغضب منهم، بل نقول -ولو في داخلنا- "نحن بعدل جوزينا"..

    بل ليتنا نحاسب أنفسنا، قبل أن يحاسبنا الله في اليوم الأخير. إن محاسبتنا لأنفسنا، تقودنا إلى التوبة، إذ ندرك واقع سقطاتنا فنتوب عنها ونتركها، والتوبة تمحو الخطايا، وتستمطر مراحم الله، وتوقفنا بلا دينونة في اليوم الأخير..

    ومحاسبة النفس تقود الإنسان إلى الاتضاع، وتبعد عنه الغرور والكبرياء.. إنما يتعجرف الإنسان الذي لا يدرى حقيقة ذاته، ولا يعرف نقائصه وعيوبه.. أما الذي يحاسب نفسه، وتنكشف أمامه خطاياه وسقطاته وضعفاته، حينئذ يدرك أنه أقل بكثير مما كان يظن في نفسه، وتتضع نفسه من الداخل وان حاولت أن ترتفع يذكرها بما اكتشفه فيها من عيوب..

    ولكن كل ذلك يتم، إن كنا دقيقين في محاسبتنا لأنفسنا، غير مجاملين لها، وغير ملتمسين لها الأعذار في كل شيء..

    حقًا، ينبغي أن نكون حازمين في محاسبتنا لأنفسنا. ولا يصح أن نغطى كل ذنب بعذر، ولا يصح أن نبرر ذواتنا فيما نرتكبه من أخطاء، ولا يصح أن نلقى اللوم على الظروف أو على الآخرين أو على الضعف البشرى، ولا أن نخفى خطايانا وراء نيات حسنة. بل نكون صرحاء مع أنفسنا، غير مجاملين لها، ولا مدللين لها..

    فلنكن مدققين جدًا في محاسبتنا لأنفسنا، عطوفين جدًا في محاسبة الآخرين. لأننا لا نعرف ظروف الآخرين، فربما يكون لهم عذر. كذلك لا نعرف تكوينهم النفسي والعصبي، ولا نعرف كل ظروفهم العائلية والاجتماعية والصحية والوراثية. أما من جهة أنفسنا، فندرك أنها بلا عذر، ونعرف تمامًا مقدار الإرادة الخاطئة في عملها، ومقدار تدخل الظروف..

    وفى محاسبتنا لأنفسنا، ينبغي أن نحاسبها على كل شيء (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. على العمل الخاطئ، وعلى مجرد النية الخاطئة وعلى أخطاء الفكر والحس واللسان والشعور، وكل شيء.. ونحاسبها أيضًا على علاقتها بالله وبالناس.. ونحاسبها على مدى النمو في حياتها الروحية. لا يكفى أن يكون الإنسان بعيدًا عن الخطية، إنما يجب أن يكون سائرًا في الفضيلة وناميًا فيها.

    ينبغي أن نحاسب أنفسنا في ضوء مقاييس الكمال المطلوب منا. وهنا نوضح أنه كلما كان الإنسان ناميًا في معرفته الروحية دارسًا لحياة القديسين والأبرار، متعمقًا في فهم الفضيلة، فعلى هذا القدر يكون مستوى محاسبته لنفسه عاليًا. إن أصحاب القامات الروحية العالية يحاسبون أنفسهم على أخطاء قد لا يراها غيرهم أخطاء، ولكنها في نظرهم كذلك بحسب نموهم الروحي.

    إن الله أعطي لكل منا ضميرًا يحاسبه. وبعضنا يحاول أن يسكت هذا الضمير، وبعضنا يحاول أن يميته، وبعضنا يهرب منه وبعضنا يحاول أن يتحايل على ضميره بحيل عقلية لتبرير مسلكه.. ولكن الإنسان الصالح هو الذي يخضع لتوجيهات ضميره ويحنى نفسه لمحاسبته، بل يجعل هذا الضمير يستنير أكثر وأكثر، ويكون مرفهًا أكثر وأكثر، بالمداومة على القراءة الروحية والتأمل في الفضائل..

    لذلك ننصحك باستمرار أن تكون رقيبًا على نفسك. لا تجعل شيئًا من تصرفاتك أو من نواياك يفلت من مراقبتك. لا تترك دوامة المشغوليات تجرفك وتجعلك تنسى نفسك، فتقلل من مراقبتك لها. اتبع هذه المراقبة، بمحاسبة، وبمعاقبة، إن استلزم الأمر..

    قل لنفسك ما يخجل الناس من قوله لك. ربما تجرحك كلمة صريحة يواجهك بها الغير، ولكنك تستطيع أن تقول هذه الكلمة لنفسك. بل تستطيع أن تبكت ذاتك، وأن توبخ ذاتك، وأن تقوم ذاتك وتؤدبها، فهي تخضع لك..

    لا تترك نفسك على هواها، تسير حسبما تشتهي، دون رقيب أو مؤدب..

    وأعرف أنك خير قاض يحكم على نفسك، وأعرف أن الشخص المجتهد في محاسبة نفسه، إنما هو الشخص الحريص على خلاص نفسه، الحريص أن يحفظ ذاته نقيًا من كل شائبة ومن كل لوم..

    ومحاسبة النفس تقود إلي الصلاة وإلي الاعتراف.. إن حاسب الإنسان نفسه ووجدها قد أخطأت إلي الله أو إلي الناس، عليه أن يسكب ذاته أمام الله، ويعترف له بهذا الخطأ، ويطلب منه المغفرة، ويطلب منه أيضًا القوة على تجنب هذا الخطأ وعليه أيضًا أن يعترف لمن أخطأ إليه حتى يكسب رضاه ويصفي قلبه من جهته.. إلي باقي عناصر الاعتراف الأخرى..

    ولعل البعض يسأل: متى يتاح للإنسان أن يحاسب نفسه! إن البعض يحاسب نفسه في مناسبات معينة، وكأن يجلس في بداية سنة جديدة ويحاسب ذاته على سلوكه خلال السنة الماضية كلها، والبعض قد يحاسب نفسه قبل الذهاب إلي الاعتراف والبعض يحاسب نفسه في نهاية كل يوم، قبل أن ينام. والبعض يحاسب نفسه على كل فعل بعد هذا الفعل مباشرة، قبل أن يفقد تأثيره..

    ولكن أفضل الناس هو الذي يحاسب نفسه على العمل قبل أن يعمله. فيسأل نفسه: أيجوز لي أن أفعل كذا أو أن أقول كذا؟

    وإن فعلت هذا الأمر ألا أرتكب كذا وكذا من الإثم؟ وهكذا يتجنب الفعل الخاطئ، ويتجنب ما قد يسببه هذا الفعل من نتائج لا تليق..

    إن محاسبة النفس قد تقود الإنسان إلي حياة البر، أو على الأقل إلي حياة التوبة. وفي أقل القليل تقوده إلي حساسية الضمير وإلي يقظة القلب، وإلي التواضع والانسحاق.
    +++
                  

08-20-2013, 05:29 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    25- لا تُغَطِّ أخطائك بالأعذار

    في حياتك الروحية: واجه الواقع.. كن صريحًا مع نفسك، ومع الناس.. وإن أخطأت، لا تحاول أن تغطي الخطأ بالأعذار.. بل اعترف بالخطأ، في أتضاع وفي صدق وحاول أن تصلحه.

    ما أسهل على الضمير الواسع أن يجد عذرًا يغطي به أية خطيئة يقع فيها..!! ما أسهل عليه أن يبرر أي موقف، بأي كلام!

    إن الذين قتلوا سقراط Socrates، قالوا إنه يفسد عقول الشباب! ومجمع السنهدريم الذي حكم على السيد المسيح قال إنه مجدف!! وحتى يهوذا الخائن كان يغطي خطيئة بعذر..

    إن الأعذار باب واسع إن فتحناه، اتسع لكل فعل..

    إن الأعذار لا تعرف الخجل، وإن كان الخجل قد يدفع أحيانًا إليها!!

    الدافع الأول للأعذار هو تبرير الذات.

    والسبب الحقيقي للأعذار الخاطئة هو كبرياء النفس التي ترفض أن تعترف بالخطأ.

    والذات صنم يتعبد له الإنسان، ويريده أن يكون كاملًا وجميلًا في عينيه وفي أعين الناس..

    يسئ إلي البعض أن يبدو مخطئًا، لذلك يغطي خطأه بعذر أو بأعذار. ويكون العذر في حد ذاته خطأ آخر قد يحط من قدر الإنسان أكثر من الخطأ الذي يحاول أن يخفيه. وكما قال المثل: "عذر أقبح من ذنب".

    الإنسان الذي يبرر ذاته بمختلف الأعذار، هو إنسان يرفض أن يتوب.

    أما الاعتراف بالخطأ فهو دليل على صحة النفس، ودليل على الرغبة في التوبة، وإظهار لندم الإنسان على أخطائه. وقد صدق الكتاب حينما قال: "أنت بلا عذر أيها الإنسان".

    والأعذار قد تكون مكشوفة أحيانًا ومفضوحة، ومجالًا للسخرية، وموضعًا لشك الناس، وبخاصة إذا كثرت، أو إن كان الخطأ واضحًا للكل. لذلك على الإنسان أن يراجع نفسه كثيرًا قبل أن يحاول تغطية أخطائه بالأعذار.

    بل قد تكون الأعذار أحيانًا سببًا للإثارة، يتعب السامع.. ويكون خيرًا للمخطئ لو انه يصمت، إن لم يستطع الاعتراف. فالصمت لا يثير كالأعذار التي تدل على استهانة المخطئ بما فعله، وكأنه يظن الأمر طبيعيًا لا إثم فيه..!

    والأعذار قد تكون صادقة، وقد تكون مختلفة وغير حقيقية. والكذب معين لكل خطية، يقترب من كل مخطئ وبيده ورقة تين عريضة يحاول أن يستره بها. والأعذار الكاذبة خطيئة مزدوجة تدل على مرض الضمير..

    وقد تكون الأعذار لونًا من الخداع، أو شرحًا لما حدث على غير واقعه الحقيقي (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وقد يلجأ فيها الشخص إلى الاحتماء وراء أسباب ثانوية عن السبب الأساسي للفعل..

    وقد ينكشف عذر، فيغطيه صاحبه بعذر آخر..

    وهكذا يدخل في سلسلة لا تنتهي من الأعذار، كلها تصرخ قائلة: (إنني مجرد ستار لنفس أتعبتها الكبرياء أو أتعبها الخجل، فتريد أن تقف بريئة أمام الناس بأى سبب وبأية وسيلة..).

    إن الأعذار بهذه الصورة نوع من المكابرة، تحاول أن تخفى الحقيقة، وأن تلبس المذنب ثياب الأبرياء. وهى غير الأعذار البريئة الحقيقية التي تتقبلها النفس في رضى..

    ما أجمل أن يعترف الإنسان بخطئه.. فالاعتراف بالخطأ يدل على محبة الإنسان للحق والعدل وعدم تحيزه لنفسه.. وعدم مجاملته لذاته..

    والذي يعترف بالخطأ يدل أيضًا على صحة فهمه، وعلى أنه غير محب للمغالطة، وغير محب للمكابرة، وغير محب للرياء.

    والاعتراف بالخطأ دليل على التواضع..

    فالإنسان المتواضع لا يسلك في تبرير الذات، وإنما في تقويم الذات وتصحيح وضعها. وهو يحكم على نفسه، قبل أن يحكم الناس عليه. بل حتى لو كان الناس غير منتبهين لخطيئته، فإن هذا لا يمنعه من أن يعترف بأنه قد أخطأ في هذا الفعل أو ذاك..

    ما أقل المعترفين بأخطائهم، وما أكثر المبررين ذواتهم بالأعذار..

    و من أخطر الأعذار، الأعذار الشائعة عند الجميع، حتى أصبحت أمثالًا يتداولها الناس..

    فقد يجتاح المجتمع خطأ عام، يسلك فيه الكل. وإن عاتبت إنسانًا محبًا للحق في مثل هذا السلوك الخاطئ، ربما يجيبك بهذه الإجابة المحفوظة: (أعمل إيه؟ الناس كلها كده)! كما لو كانت عمومية الخطأ عذرًا يبرر وجوده..!

    كلا، فإن الإنسان المحب للحق، لا يصح أن ينحرف في أخطاء المجتمع الشائعة، بل يقاومها، ولو وقف في ذلك وحده.

    فهكذا كان المصلحون، بل هكذا كان الأبرار في كل جيل: لهم طابعهم الروحي الذي يميزهم. حتى لو أخطأ الكل فإنهم لا يخطئون، واضعين أمامهم قول الكتاب: "لا تشاكلوا هذا الدهر "، أى لا تكونوا شكله وشبهه. بل إن داود النبي يصرخ في المزمور ويقول: "نجنى يا رب من هذا الجيل".

    لقد كان نوح البار في وسط كله فساد في زمن الطوفان، ولكنه تميز عن معاصريه بقداسته، ولم يجار الوسط الفاسد. وهكذا أيضًا كان لوط في أرض سادوم.. وما أكثر الأمثلة.

    إلى جوار عذر الخطأ الشائع، يوجد عذر آخر عام وشائع:

    فقد يعتذر إنسان بضعف الطبيعة البشرية، أمام قوة الإغراءات الخارجية.. وقد يظن هذا مبررًا لسقوطه.

    والواقع أن الله لا يمكن أن يأمرنا بوصايا فوق مستوى إمكانيات إرادتنا، وإلا كان هذا لونًا من الظلم، وضربًا من التعجيز، كما قال الشاعر:

    ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء

    إن الله عندما يأمر بوصية ما، إنما يعطى النعمة التي تساعد على تنفيذها..

    وطبيعتنا البشرية ليست واقفة وحدها، وإنما هي مسنودة ومؤيدة بقوة الله. والله يعمل فينا، بقوته، وبنعمته، وبروحه القدوس.. وعندما نتجه نحو الخير، نجد كل قوى السماء تساندنا وتعيننا.. والملائكة، وأرواح القديسين، وصوت الله في ضمائرنا وفي قلوبنا.. وكم من مواقف انتصرنا فيها، وشعرنا يقينا بيد الله في العمل.. إنه هو الذي قال: "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا".

    لا يصح أن نصف الطبيعة البشرية على الدوام بالضعف وبالفساد.. إن الله قد وضع فينا قوى عجيبة، نحن للأسف لا نبصرها، وبالتالي لا نستخدمها. ثم بعد ذلك بكل جرأة نلوم طبيعتنا..

    وللأسف أيضًا يوجد من سقط ويقول: "لا يصح أن نقاوم الطبيعة "!!

    كلا، ليست هذه هي الطبيعة البشرية التي خلقها الله، لأن الله لا يخلق شيئًا فاسدًا!! حاشا.

    سِر أيها المبارك في طريق الله.. وتشدد، وتشجع.. وفي أخطائك لا تلتمس لنفسك الأعذار.

    لا تحاول أن تغطى أخطاءك، بل حاول أن تعالجها.

    +++
                  

08-20-2013, 05:24 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    ثياب الحملان

    قال السيد المسيح وهو يحذر تلاميذه من اليهود في أيامه "يأتونكم بثياب الحملان. وهم ذئاب خاطفة"!!

    أي يأتونكم بمظهر الطيبة والوداعة والمسالمة. وهم عناصر عنيفة فتاكة تشبه الذئاب التي تخطف. فما هي تأملاتنا في ثياب الحملان هذه. وفي أية المجالات يمكن أن تنطبق؟؟
    يمكن أن ينطبق هذا الوصف علي العدو الذي يلبس ثياب الأصدقاء. أو علي الخاطئ الذي يتظاهر بالبر. ويمكن أن ينطبق علي المرائين الذين قال عنهم السيد المسيح إنهم يشبهون القبور المبيضة من الخارج وفي داخلها عظام نتنة...

    وثياب الحملان يمكن أن يلبسها الشيطان نفسه..!

    فالشيطان يتقن أساليب الخداع. ويستطيع أن يظهر إن أراد في هيئة ملاك من نور. أو في صورة أحد الأنبياء أو القديسين. أو في هيئة روح من أرواح الموتى. وقد يتخذ له أي اسم من الأسماء وأي شكل وأي صوت.. ويستطيع الشيطان أن يظهر في رؤى كاذبة. أو في أحلام كاذبة. ويوجه الإنسان بطريقة ما...

    لذلك ينبغي علي كل إنسان أن يكون حريصًا وحكيمًا. وله موهبة التمييز.

    والكتاب ينصحنا بأن نميز الأرواح.. وإن لم يكن لأحد منا هذه الموهبة. حينئذ تنفعه المشورة الصالحة. حينما يذهب إلي أحد المختبرين. ويستشيره في أمثال هذه الأمور ليكشفها له. لأن الشياطين استطاعت أن تضل كثيرين صدّقوا خداعها ولم يكتشفوها. لأنها كانت تلبس ثياب الحملان.

    علي أن تعبير "ثياب الحملان" يمكن أن ينطبق أيضا علي الرذائل التي تلبس ثياب الفضائل وعلي الأخطاء التي تتسمي بغير أسمائها.

    إن الخطيئة التي تغري الأشرار وهي مكشوفة وصريحة. لا تستطيع أن تحارب الأبرار والقديسين هكذا. لأنها لو ظهرت لهم بوجهها الصريح لرفضوها. لذلك فإن الشيطان حينما يحاربهم بخطية معينة. قد يلبسها ثوب الفضيلة. أو يعطيها اسما يريح الضمير! وهكذا يضل غير الحكماء وغير العارفين. ومثل هذا التضليل يمكن أن يكشفه المرشد الروحي إذا ما عُرض عليه...

    وهذه الأسماء المستعارة التي تلبسها الخطية. قد يستخدمها أشخاص يعرفون تماما أنهم مخطئون. ولكنهم يخفون أخطاءهم بثياب الحملان. حتى لا يخجلوا أمام الآخرين. وحتي لا ينكشفوا.

    إن ثياب الحملان قد يقع فيها البعض عن طريق الجهل وعدم الخبرة. وقد يستخدمها البعض بأسلوب الخداع أو الرياء.

    وأمثال هؤلاء المرائين: إن استطاعوا أن يخدعوا غيرهم. إلا أنهم مكشوفون أمام الله فاحص القلوب والأفكار والنيات. ومكشوفون أيضا أمام ضمائرهم... وقد يكشفهم الناس كما يقول الشاعر:

    ثوب الرياء يشفّ عما تحته .. فإذا التحفت به فإنك عار
    علي أن هؤلاء المرائين. قد يصل بهم الاستهتار أحيانًا إلي أن يتهكموا علي البسطاء. لكي ينطوي عليهم الخداع.

    وثياب الحملان يستخدمها العقل أحيانًا لتبرير سلوك النفس:

    إن العقل لا يكون في كل وقت عقلًا صرفًا. أو مفكرًا في الحق تفكيرًا سليمًا.. وإنما كثيرًا ما يكون العقل خادما مطيعا لرغبات النفس... يحاول أن يبرر شهوات هذه النفس. وأن يبرر سلوكها. حتى لا تبدو مدانة أمام الضمير.. وهكذا يعطي الخطايا والنقائص أسماء مقبولة غير أسمائها الحقيقية.

    وسنحاول أن نضرب لذلك بعض الأمثلة:

    فالاستهتار مثلا يلبس ثياب الحملان. ويأخذ اسم الحرية!

    وكلمة الحرية كلمة جميلة لا يجادل أحد في سمو معناها.

    وتحت اسم الحرية يفعل الشخص ما يشاء. مُستخدمًا هذا الاسم الجميل في فعل ما لا يليق. ناسيًا أن الحرية في معناها الحقيقي. هي تحرر النفس من الأخطاء ومن الشهوات المعيبة..

    فالشخص الحر هو الذي لا تستعبده عادة رديئة أو شهوة بطالة أو طبع فاسد. وليس معني الحرية أن يكسر أحد وصايا الله ويقول أنا حر أفعل ما أشاء!! فمثل هذا الشخص ليس هو حرًا. بل هو مستعبد للشيطان وإغراءاته.. هو يحاول أن يُلبس الاستهتار ثياب الحملان (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ويعطيه اسم الحرية.!!

    وليست الحرية أن تكسر قواعد المرور. وتقول أنا حر أسير كيفما أشاء!! فهذه ليست حرية. إنما هي استهانة بالنظام العام...

    وفي بعض بلاد الغرب لبس الفساد. والشذوذ الجنسي. وإدمان المخدرات ثياب الحملان. وتسمي باسم الحرية الشخصية..

    وفي بعض البلاد لبس الإلحاد والانحراف الديني والمذهبي ثياب الحملان أيضا. وتسمي باسم الحرية الدينية وحرية العقيدة!! حتى أن بعضهم اعتنق عبادة الشيطان. وبني له بيوتًا للعبادة والممارسات.. وطالب الدولة بحمايتها. باسم الحرية!!

    كذلك قد تلبس الشهوة الجسدية ثياب الحملان. وتتسمي باسم الحب!

    والحب كلمة جميلة في معناها السامي تنال توقير الجميع...

    ولكن هل كل ما يسمونه حبًا. هو حب في حقيقته؟! ألا يجوز أن خطية ما تخشي أن تكشف عن حقيقتها الفاسدة. فتلبس ثياب الحملان وتتسمي بهذا الاسم الجميل؟! ألا يحدث أحيانًا أن شابًا يصادق فتاة صداقة غير بريئة مملوءة بالأخطاء الواضحة الفاضحة. ويسمي هذه العلاقة خطأً باسم الحب. وهي بعيدة عنه كل البعد!!

    أتذكر أنني مرة في حديث صحفي سئلت عن الفرق بين الحب والشهوة؟

    فقلت إن الحب يريد دائما أن يعطي. والشهوة تريد دائما أن تأخذ..

    إن الذي يحب فتاة محبة حقيقية. المفروض فيه أن يحب لها الخير.

    فلا يسيء إلي عفتها وطهارتها. ولا يسيء كذلك إلي سمعتها...

    فإن أتلف عفة هذه الفتاة. وأفقدها بساطتها. وأدخلها في خبرات خاطئة. وشغل عقلها. وضيّع وقتها أو مستقبلها. وعلّمها الكذب علي أهلها. وعوّدها العمل الخاطئ في الخفاء.. فلا يصح أن يقول علي الرغم من كل ذلك إنه يحبها..!

    فالذي يحب. ينبغي أن يكون طريقه سليمًا وواضحًا. ويعمل في النور وليس في الظلام. ولا يصح أن يكون الحب مجرد ثياب حملان تخفي في داخلها ذئابًا خاطفة..

    كذلك قد تلبس القسوة ثياب الحملان. وتتسمي بالحزم..

    فقد تعاتب أبًا قاسيًا يسوم أولاده ألوان العذاب. فيبرر موقفه بأنه ليس قاسيًا. وإنما هو حازم! ويطلق علي معاملته الفظة الخشنة لأبنائه اسم التأديب أو التربية! ويقول عن عنفه في تربية أبنائه إنها حفظ لهم حتى لا يخطئوا! بينما تكون قسوته بعيدة كل البعد عن أساليب التربية. وقد تأتي بعكس ما يريد. وتغرس في نفوس الأبناء الكبت والشعور بالظلم. والرغبة في الانطلاق من هذا البيت.. ولكنها ثياب الحملان التي يحاول بها الأب إخفاء وحشيته وقسوته!

    وثياب الحملان قد تدخل أحيانًا في بعض مجالات النصب علي عقول بعض البسطاء أو غير المتعلمين. وبخاصة في الأرياف..

    ہ وربما يدخل في هذا المجال المشتغلون بقراءة الكف "باعتباره علمًا" أو بقراءة الفنجان. أو بضرب الرمل ووشوشة الودع. أو بمعرفة البخت عن طريق النجوم. أو طريق البندول. وغير ذلك من الغيبيات.. وتسمية كل ذلك باسم الموهبة. أو الفراسة. أو النبوة وإدعاء معرفة المستقبل. وكلها ثياب حملان تخفي مجموعة من الإدعاءات..

    ہ ويدخل في مجال استغلال بساطة الناس: المشتغلون بالسحر و"العمل"! وإشعار بعض اليائسين والحائرين. بأنه قد عُمل لهم عمل يحتاج إلي فكه. أو إلي حجاب يحجب الشر عنهم. أو إلي الاتصال بالأرواح أو بالجن للتفاهم في هذا الأمر. وكل اتصال له أجره!

    قتل الأخت الخاطئة قد يلبس أيضا ثياب الحملان. تحت عنوان غسل شرف العائلة. ومحو العار عنها..

    وأيضًا الانتقام لقتل الأب أو الأخ بقتل قاتله. يلبس ثوبًا آخر من ثياب الحملان. ويعتبر لونًا من القوة وكرامة الأسرة. وقديمًا في أيام الجاهلية كانوا يجدون أحد ثياب الحملان يغطون به وأد البنات.. وجرائم كثيرة كانت تستتر وراء قوة الشخصية. وكان يبررها الذين مارسوا الحكم الاستبدادي والديكتاتوري أمثال هتلر في ألمانيا. وأيضًا روبسبير وشركائه بعد الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر.

    وبعض جرائم القذف والسب العلني تحاول أن تأخذ اسم حرية الصحافة. والاجتماعات الثورية قد تأخذ اسم الحرية السياسية وسب المرشحين لبعضهم البعض في الانتخابات تلبس ثوب الديمقراطية!!

    ومن ثياب الحملان المشهورة. ثوب آخر اسمه الفن:

    وكلمة الفن محبوبة من الجميع. ومن فروعها الفنون الجميلة وكل ما تشتمل عليه. ولكن "فنونًا" أخري ليست جميلة تنتحل هذا الاسم أيضًا!

    فهناك نوع من الرقص الخليع يسمونه أيضا فنًا. وكذلك بعض التماثيل والصور العارية التي تخدش الحياء تدخل في نطاق الفن. وعروض عديدة من الإباحية. ومن الأغاني العابثة. ومن الروايات المثيرة. تسمي أيضًا فنًا. وكلها تنطوي داخل ثياب الحملان. وإن رأي أن ينتقدها. يتهمونه بأنه يحارب الإبداع الفني!

    وما أكثر الأسماء المستعارة التي تلبسها أخطاء الناس:

    ويعوزني الوقت في هذا المقال أن أتحدث عنها بالتفاصيل:

    فالدهاء أو المكر أو الخبث. قد يتسمي بالذكاء أو بحسن التصرف!
    والإسراف قد يأخذ اسم الكرم. والتهكم أو المزاح الرديء. قد يتسمي باسم خفة الروح! والشتيمة والانتقاد المرّ والكلام الجارح ضد سياسات القادة. يسمونها كلها باسم الإصلاح.. والتعصب الرديء قد يأخذ اسم الغيرة المقدسة والتمسك بالدين. وأحيانًا يسمي الكذب بالكذب الأبيض لإخفاء حقيقته. والملابس الخليعة قد تأخذ اسم الموضة. وقد تختفي الرشوة تحت اسم الهدية. وتختفي السرقات تحت شكليات رسمية لا ترضي الضمير.. إلي آخر هذه الأنواع.

    وثياب الحملان قد يلبسها البعض في معاملاتهم للآخرين:

    فقد يسلك إنسان بأسلوب من التملق والنفاق. فإن عاتبته علي ذلك. يقول لك إن هذا لون من السياسة. أو من الحكمة. أو كسب الأصدقاء! بينما يستطيع أن يصل إلي ذلك بغير تملق.
    وقد يدسّ شخص عند رئيسه في حق زملائه. ويسمي الدس والوقيعة بأنه إخلاص منه لرئيسه وللصالح العام! وما هو إلا من ثياب الحملان.

    ومن ناحية أخري. قد يلبس ضعف الشخصية ثوب الطيبة والوداعة:

    وتحت اسم الطيبة قد يتلف أب أولاده. وقد يتلف رئيس أو مدير كل الهيئة التي تحت إدارته. لكونه يسلك بتساهل معيب يسميه الوداعة! والمفروض أن يكون الإنسان لطيفًا في غير ضعف. وحازمًا في غير عنف. وقد يعاقب ويكون طيب القلب في معاقبته. كما قد يعفو ويكون حازمًا خلال عفوه... وهكذا تكون الشخصية المتكاملة..

    ليتنا إذن نواجه الحقائق عارية وصريحة. ولا نسمي الأمور بغير أسمائها. لكي نستطيع أن نصحح أنفسنا من الداخل. ويصلح المجتمع الذي نعيش فيه.. أما ثياب الحملان فإنها تحاول أن تخفي العيوب دون إصلاحها..!
    +++
                  

08-21-2013, 02:44 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إذ هو عادل عند الله أنّ الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقاً" 2تساونيكي 6:1
    كل آلة صٌوّرت ضدك لا تنجح،وكل لسان يقوم عليكِ في القضاء تحكمين عليه!!؟؟
    هذه وعود المسيح لنا،وها أعيننا تري تحقيق وعوده بشكلٍ إلهي مذهل للعقل!!! إبتهجوا ياشهداء نجع حمّادي في السماء فالرب قد إنتقم نقمتكم !!! سبّحوا ورنّموا وهلّلوا ياشهداء الإسكندرية فإلهكم جبّار وقاهر في الحروب،وقد إنتقم نقمتكم!!! لا تخافوا يا شعب المسيح من ألسنة النار المتّقدة عليكم ،فسوف يسقط فيها ويحترق بها من أعدّها وخطّط لها !!! إنه يوم سقوطك ياهامان،ويوم إندحارك وإنحدارك يا أخيتوفل !!! من كان يصدّق هذا السقوط المدوّي للذين ألقوا أولاد المسيح في السجون والمعتقلات،هم الآن في السجون والمعتقلات ينتظرون حكم الله العادل؟؟؟!!! من كان يصدّق أن هؤلاء الذين إعتبروا أنفسهم آلهة لا تُمس ولا تُنتقد ،وأنهم فوق البشر ،موجودون الآن في غياهب السجون !!! من كان يصدّق أن الذين حوّلوا القتيل إلي جاني،وحوّلوا المظلوم والمجروح والمُضطهَد إلي ظالم ،هم الآن ينتظرون حكم الله العادل بعد أن سقطوا في الهوّة التي أعدّوها لآولاد الله!!! كنتَ يا شعب المسيح تصرخ من الظلم والقهر والإذلال ،وهم كانوا يسخرون ويستهزئون ويضحكون علي آلامك ومعاناتك وأحزانك !!! كان دم شهدائك يسيل علي تراب مصر التي تقدّست بأقدام المسيح ،وهم كانوا يقدمون للقاتل التكريم والتعظيم !!!؟؟
    حرقوا كنائسك ،وقتلوا أولادك وبناتك ،وضايقوك وظلموك ، لذلك كان عادل عند الله أن الذين ضايقوكم ،يجازيهم ضيقاً ،وسوف تري بعينيك يا شعب المسيح ،كيف أن إلهك جبّار في وسطك ،لن يتركك ولن يخذلك ،وسوف تفتّش علي منازعيك ومقاوميك ومخاصميك فلن تجدهم لأنهم سيتبدّدوا أمام نفخة من سيدك الرب حاميك وحصنك وملجأك وقوتك!!! الآن هل تصدّق قوة وذراع إلهك؟؟!! الآن سر مرفوع الرأس وقل "أنا مسيحي"..
    الرب قريب ..
    +++
                  

08-22-2013, 05:18 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    27- نقاوة الأفكار

    الإنسان الطاهر النقي، ينبغي أن يكون طاهر في جسده وروحه، وأيضًا طاهرًا في أفكاره و حواسه ومشاعره، وحتى في أحلامه وظنونه. و في هذا المقال أود أن أحدثكم عن نقاوة الأفكار.

    يجب أن يحرص الإنسان على نقاوة أفكاره، لأن فكره هو أيضًا ملك لله. وكما نحرص على قلوبنا أن تكون نقية لكي يسكن فيها الله، كذلك الحال مع عقولنا أيضًا.. وقد ورد في الكتاب المقدس قول الوحي الإلهي: "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك".

    إن الذي يترك فكره ينشغل بأمور خاطئة إنما يدل على أن الله لا يسكن قلبه، لأنه من داخل القلب تنبع الأفكار.. وقد قال الكتاب: "الرجل الصالح من كنز قلبه الصالح تخرج الصالحات. والرجل الشرير من كنز قلبه الشرير تخرج الشرور"..

    إن القانون لا يحاسبك على أفكارك ولكن الله يحاسبك على أفكارك. ومن هنا كان الضمير أقوى من القانون وأعمق. لأن الذي يحترس ألا يخطئ بفكره، من الصعب أن يخطئ بالعمل والفعل.. ومن هنا نقاوة الفكر سببًا في نقاوة الإنسان كله..

    إن أردت أن يكون فكرك نقيًا، أبعد عن الأسباب التي تسبب نجاسة الفكر، ابعد عن كل ما يجلب لك فكرًا خاطئًا.. وقد تأتى الأفكار بسبب قراءات خاطئة، أو سماعات رديئة، أو بسبب الوسط الخاطئ: من خلطة أو عشرة أو صداقة بطالة، وقد يتولد الفكر الرديء من فكر آخر رديء.. فابعد عن كل هذا لكي تحفظ أفكارك طاهرة.

    وقد تتولد الأفكار الخاطئة من رغبات أو شهوات رديئة داخل القلب. وفى الواقع إن الرغبات والأفكار يتعاونان معًا. يمكن لكل منهما أن يكون سببًا ونتيجة. الفكر الرديء يمكن أن ينجب شهوة رديئة. والشهوة الرديئة يمكن أن تلد فكرًا رديئًا. وفي أحيان كثيرة تكون أفكارك معبرة عن رغباتك. حاول أن تنقى قلبك من رغباته الرديئة، حينئذ تتنقى أفكارك تبعًا لذلك.

    والأفكار والشهوات قد يلدان أحلامًا أو ظنونًا، فالشيء الذي تفكر فيه أو الذي تشتهيه قد تحلم به. وبهذا تكون على الإنسان مسئولية في بعض الأحيان تجاه أحلامه. وكلما يتنقى قلب الإنسان وفكره، على هذا القدر تتنقى أحلامه (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وإن حلمت بشيء ضد أفكارك ورغباتك، فقد تنزعج وتصحو بسرعة ولا تستطيع أن تستمر في الحلم طويلًا..

    وقد تكون الأفكار الشريرة في بعض الأوقات مجرد حرب من الشيطان، يريد بها أن يعكر صفو قلبك، ويفقدك سلامك الداخلي. ولكن ليست كل الأفكار الشريرة حروبًا من الشياطين. إن بين حرب الأفكار والسقوط بالفكر فرقًا واسعًا.

    الفكر الشرير الذي هو مجرد حرب من الشيطان، يكون قلبك متمردًا عليه، وتحاول إرادتك بكل قوتها أن تطرده وأن تتخلص منه، ولا تقبله على الإطلاق. أما سقطة الإنسان بالفكر، فإنه يكون خلالها راضيًا بالفكر الشرير، أو ملتذًا به، وقد يحاول أن يستمر فيه ويستبقيه ويطيله، وقد يتعب إن طرأ سبب يقطع حبل هذه الأفكار. فهل حينما تخطر الأفكار الشريرة بذهنك، تكون مقاومًا لها بصدق، أم راضيًا بها؟ هنا المقياس، وهنا اختبار معدن نقاوتك..

    نصيحتي لك أن تقاوم الأفكار الشريرة وتهرب منها. إن حاربك فكر شرير، حاول أن تشغل ذهنك بشيء آخر لكي تهرب منه. يمكن أن تفكر في أمر آخر أكثر عمقًا، لكي تحول مجرى تفكيرك. ويمكن أن تنشغل بالقراءة في شيء ممتع، لكي تتحول أفكارك من ذلك الموضوع الردئ إلى موضوع القراءة. ويمكن أن تصلى سرًا وترفع قلبك إلى الله لكي يبعد الفكر عنك.. وإن لم ينفعك كل هذا انشغل بعمل يدوي أو تكلم مع أى إنسان لكي تطرد عنك الفكر..

    احذر أن تستسلم للفكر الخاطئ، لأن هذه خيانة منك لله وانضمام منك لأعدائه. وهروبك من الفكر من بدء وروده إلى ذهنك أسهل وأيسر من محاولتك الهروب بعد استبقائه فترة. لأن الفكر كلما استمر معك، يمارس سلطة عليك، ويخضع إرادتك لجاذبيته، حتى تصبح عبدًا له تنفذ مشيئته.. وإذا استمر معك الفكر قد يتحول إلى انفعال أو إلى رغبة أو إلى شهوة.. وقد يتطور إلى محاولة للتنفيذ وبهذا تنحدر من خطيئة فكر إلى خطيئة عمل..

    وقد يأتي الفكر الشرير من الفراغ. وكما يقول المثل: "فكر الكسلان معمل للشيطان". فالإنسان المنشغل، العمال، يتحكم في أفكاره، لأنه يوجهها حسب نوع مشغوليته. التلميذ المجتهد يوجه أفكاره في طريق دروسه، والعالم تشغل أفكاره في العلم، والرياضي في الرياضة، والعابد في العبادة. وأما الذي يقضي وقته في فراغ، يتعرض ذهنه للأفكار الشريرة. إنه لا يوجه أفكاره، بل الأفكار هي التي توجهه. نصيحتي لك أن تبدأ المبادرة. قم أنت بتوجيه أفكارك، ولا تترك الأفكار تعبث بك وتوجهك.

    إن الفكر يمكن أن يكون سلاحًا في يدك، ويمكن أن يكون سلاحًا ضدك، فاتخذه صديقًا لك لا عدوًا.

    اعرف أن أعظم المشروعات النافعة بدأت فكرة. وكل الأعمال الإنسانية العظيمة بدأت بفكرة. ونحن قد نحتاج إلي خبراء نستقدمهم من بلاد بعيدة أو قريبة، لكي نحصل من كل منهم على فكرة.. فلتكن أفكارك كنزًا لك ولغيرك. لتكن أفكارك بركة للمجتمع الذي تعيش فيه.

    فإن لم تستطع أن تجعل أفكارك مصدر نفع لك وللناس، فعلى الأقل لا تجعلها سبب ضياع لك يفقدك مصيرك الأبدي، ويفقدك نقاوة قلبك..

    لا تنتظر حتى يأتي الفكر الشرير إلي ذهنك ثم تتعب في مقاومته، بل ابدأ أنت واشغل فكرك بالصالحات.. ليكن لك كنز في التأملات المقدسة ومن الأفكار الإلهية وكنز من مشاعر الحب نحو الله، حتى يستحي منك ذهنك إن أراد الشيطان أن ينجسه أو يسقطه..

    وانشغل دائمًا بكل ما هو نافع وأعرف أن الله يقرأ أفكارك ويفحصها. لذلك ينبغي أن تخجل من نفسك كلما استسلمت للفكر الخاطئ.. وإن سقطت في الفكر فلا تيأس وتستمر، بل قم بسرعة وقوم أفكارك، وليكن الله معك، يهبك نقاوة الفكر كعطية مقدسة من عنده.
    +++
                  

08-22-2013, 02:22 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الاربعاء)
    21 أغسطس 2013
    15 مسرى 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 67 : 24 ـ 25 )
    تُبادِرُ الرؤساءُ إلى كلِّ المُرتِّلين، في وسطِ صبايا ضارباتٍ بالدفوفِ. في الكنائس باركوا اللـه، والربُّ مِن ينابيع إسرائيلَ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 26 : 6 ـ 13 )
    وفيما كان يسوعُ في بيتِ عنيا في بيتِ سمعان الأبرص، جاءت إليه امرأةٌ معها قارورةُ طيبٍ كثير الثَّمن، فسكبتهُ على رأسِهِ وهو مُتَّكئٌ. فلمَّا رأى تلاميذهُ ذلك تقمقموا قائلين: " لماذا كان هذا الإتلافُ ؟ لأنَّه كان يُمكن أن يُباع هذا بكثيرٍ ويُعطى للفُقراءِ ". فعلِمَ يسوعُ وقال لهم: " لماذا تُتعبونَ المرأةَ ؟ فإنَّها قد عمِلَت بي عملاً حسناً ! لأنَّ الفُقراء معكُم في كلِّ حينٍ، وأمَّا أنا فلستُ معكُم في كلِّ حينٍ. لأنَّ هذه قد سَكَبَت هذا الطِّيبَ على جسدي لتَكْفيني. الحقَّ أقولُ لكُم : حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كلِّ العالم يُخبرْ أيضاً بما فعلتهُ هذه المرأة تذكاراً لها.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 8 : 2 ، 3 )
    مِن أفواهِ الأطفال والرُّضعان هيأتَ سُبحاً، لأنِّي أرى السَّمَواتِ أعمالَ يديكَ، والقمر والنجوم أنتَ أسَّستَها. هللويا.

    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 4 : 15 ـ 24 )
    قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أعطني هذا الماء لكي لا أعطشَ ولا آتي إلى هنا لأستقيَ ". قال لها يسوعُ: " اذهبي وادعي زوجكِ وتعاليْ إلى هنا ". أجابت المرأةُ وقالت: " ليسَ لي زوجٌ ". قال لها يسوعُ: " حسناً قلتِ ليسَ لي زوجٌ ، لأنَّه كان لكِ خمسةُ أزواجٍ، والَّذي معكِ الآنَ ليسَ هو زوجكِ. هذا قُلتِ بالصِّدقِ ". قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أرى أنَّك نبيٌّ! آباؤُنا سجدوا على هذا الجبل، وأنتُم تقولون إنَّ موضع السجود في أورشليمَ الذي ينبغي أن يُسجدَ فيهِ ". قال لها يسوعُ: " يا امرأةُ، صدِّقيني أنَّه تأتي ساعةٌ، حتَّى أنَّه لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم يُسجد للآب. أنتم تسجدونَ للذي لا تعرفونه. أمَّا نحن فنسجُد للذي نعرفه. لأنَّ الخلاصَ هو من اليهود. ولكن ستأتي ساعةٌ ، وهيَ الآن، حين السَّاجدون الحقيقيُّونَ يَسجدون للآب بالرُّوح والحقِّ، لأنَّ الآب أيضاً يطلب مثل هؤلاء الذين يسجدون له. الله روحٌ هو. والذين يسجدون له يجب أن يسجدوا بالرُّوح والحقِّ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
    ( 5 : 8 ـ 21 )
    سيروا إذاً كأولاد النُّور. لأنَّ ثمرَ الروح هو في كلِّ صلاحٍ وبرٍّ وحقٍّ. مُختبرين مَا هو مَرضيٌّ عند الرَّبِّ. ولا تشتركوا في أعمال الظُّلمة غير المُثمرةِ بل بالحريِّ وبِّخوها. لأنَّ الأمور التي يفعلونها سرّاً ، ذكرُها أيضاً من العار. ولكنَّ كلَّ ما يوبِّخهُ النُّور يُعلن. لأنَّ كلَّ ما أُظهِرَ فهو نورٌ. ومن أجل هذا يقول: " قُم أيُّها النَّائم وقُمْ واقفاً من بين الأمواتِ فيُضيءَ لكَ المسيحُ ". فانظروا الآن يا إخوتي نظراً شافياً بالتَّدقيق كيف تسيرون لا كجهلاء بل كحكماء. مُفتدين الوقت لأنَّ الأيَّام شرِّيرةٌ. من أجل هذا لا تكونوا أغبياء بل افهموا ما هيَ إرادة الرَّبِّ. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه عدم الصحة بل كونوا كاملين بالرُّوح، ومكلِّمين أنفسكم بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وتراتيل روحيَّة، مُسبِّحين ومُرتِّلين للربِّ في قلوبكم. شاكرين كلَّ حينٍ على كلِّ شيءٍ في اسم ربِّنا يسوع المسيح واللـه الآب. خاضعين بعضكم لبعض في خوفِ المسيح.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 3 : 5 ـ 14 )
    لأنه هكذا كانت قديماً النِّساءُ القدِّيساتُ أيضاً المتوكِّلاتُ على الله ، يُزيِّنَّ أنفسهنَّ خاضعاتٍ لرجالهنَّ، كما كانت سارةُ تُطيعُ إبراهيم وتدعوه سيِّدى. التي صرتُنَّ لها أولاداً ، صانعاتٍ الخير، وغير خائفاتٍ خوفاً من أحد البتَّة.كذلك أنتم أيضاً أيُّها الرِّجالُ ، كونوا ساكنينَ معهُنَّ عالمين أن النِّساء آنية ضعيفة، مُعطينَ إيَّاهُنَّ كرامةً، كالوارثاتِ أيضاً نعمة الحياة بأي نوع لكي لا تُعاقَ صلواتكُم. والنهايةُ، كونوا جميعاً برأي واحدٍ، وكونوا مشتركين في الآلام. وكونوا مُحبيِّن الإخوة رحومين مُتواضعين، غير مُجازينَ عن شرٍّ بشرٍّ أو عن شتيمةٍ بشتيمةٍ، بل بالعكس مُبارِكينَ، لأنكم لهذا الأمر دُعيتم لكي ترثوا البركة. لأنَّ من أراد أن يُحبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحةً، فليكفُفْ لسانهُ عن الشَّرِّ وشفتيه من أن يَتكلما بالمَكْرِ، وليَحِد عن الشَّرِّ ويصنع الخير، وليطلُب السَّلام ويَجِدَّ في أثرهِ. لأنَّ عيني الرَّبِّ تنظران الأبرارُ وأُذنيهِ تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الرَّبِّ ضدُّ فاعلي الشَّرِّ.فمن ذا الذي يمكنه أن يؤذيكم إذا كنتم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتُم من أجل البرِّ، فطوباكم. وأمَّا خوفهُم فلا تَخافوهُ ولا تضطربوا.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 21 : 5 ـ 14 )
    ولكن حدث لمَّا استَكملنَا الأيَّام خرجنا ومشينا، وهم يُشيِّعوننا، مع نساءٍ أيضاً وأولادهم إلى خارج المدينة. فجثونا على رُكبنا على الشَّاطئ وصلَّينا. ولمَّا ودَّعنا بعضنا بعضاً ركبنا السفينة. وأمَّا أولئك فرجعوا إلى خاصَّتهم.وأمَّا نحن فأقلعنا من صور، وأقبلنا إلى بتولمايس ( عكا ) فسلَّمنا على الإخوة وأقمنا عندهم يوماً واحداً. ثم خرجنا في الغد وجئنا إلى قيصريَّة، فدخلنا بيت فيلُبُّس المُبشِّر، إذ كان واحداً من السَّبعة وأقمنا عنده. وكان لهذا أربع بناتٍ عذارى كنَّ يتنبَّأنَ. وبينما نحن مُقيمونَ هناك أيَّاماً كثيرةً، جاء واحد من اليهوديَّة نبيٌّ اسمه أغابوس. فجاء إلينا، وأخذ منطقة بولس، وربط يَدَيْ نفسه ورجليه وقال : " هـذا ما يقوله الرُّوح القـدس : إن الرَّجُـل الذي له هذه المِنْطَقَةُ، سيربُطهُ اليهود هكذا في أورشليم ويُسلِّمونه إلى أيدِي الأُمَم ". فلمَّا سمعنا هذا طلبنا إليه نحنُ والإخوة الذين في ذلك المكان أن لا يصعد إلى أورشليم. حينئذٍ أجاب بولس وقال: " ماذا تفعلون؟ تَبْكُونَ وتُحزنون قلبي، لأنِّي مُستعدٌّ ليس أن أُربط فقط، بل مُستعدٌّ أن أموتَ أيضاً في أورشليم لأجل اسم الربِّ يسوع ". ولمَّا لم يُقنَع سكتنا قائلين: " لتكن إرادةُ الربِّ ".
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ..
    اليوم الخامس عشر من شهر مسرى المبارك
    تذكار نياحة القديسة مريم المعروفة باسم مارينا الناسكة.
    في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار نياحة القديسة مارينا الراهبة كانت ابنة رجل مسيحي غني جداً، وكانت تسمى مريم فتيتمت من أمها وهى صغيرة جداً. فرباها أبوها وأدبها، ولما أراد أن يزوجها، ويمضي هو إلى أحد الأديرة، قالت له: " لماذا يا والدي تخلص نفسك وتهلك نفسي؟ ". فأجابها: " كيف أصنع بك وأنت امرأة ؟ ". فقالت له: " إنزع عني زي النساء، وألبسني زي الرجال ". ونهضت في الحال وحلقت شعرها وخلعت ملابسها ولبست زي الرجال. فلما رآها أبوها قوية في عزمها، مصممة على رغبتها، وزع كل ماله على الفقراء بعد أن أبقى له منه شيئاً يسيراً، وأسماها مارينا بدلاً من مريم.ثم قصد أحد الأديرة وسكن في قلاية هو وابنته. وقضيا عشر سنين وهما يجاهدان في العبادة. وبعدها تنيح الشيخ، وبقيت القديسة وحدها، فضاعفت صلواتها وأصوامها وزادت في نسكها. ولم يعلم أحد أنها امرأة، بل كانوا يظنون أن رقة صوتها إنما هو من شدة نسكها وسهرها في صلواتها. واتفق أن رئيس الدير أرسلها مع ثلاثة من الرهبان لقضاء مصالح الدير فنزلوا في فندق للمبيت، وكان أحد جنود الملك نازلاً فيه تلك الليلة، فأبصر الجندي ابنة صاحب الفندق، فإعتدى على عفافها، ولقنها بأن تقـول لأبيـها: " أن الأب مـارينا الراهـب الشـاب هـو الذي فعل ذلك ". فلما حملت وعرف أبوها ذلك، سألها فقالت: " إن الأب مارينا هو الذي فعل بي هذا الفعل ". فغضب أبوها لذلك، وأتي إلى الدير، وبدأ يسب الرهبان ويلعنهم. ولما إجتمع به الرئيس طيب خاطره وصرفه، ثم استدعى هذه القديسة ووبخها كثيراً. فبكت عندما وقفت على الخبر، وقالت: " إني شاب وقد أخطأت فإغفر لي يا أبي ". فحنق عليها الرئيس، وطردها من الدير، فبقيت على الباب مدة طويلة. ولما ولدت ابنة صاحب الفندق ولداً، حمله أبوها إلى القديسة وطرحه أمامها، فأخذته وصارت تنتقل به بين الرعاة وتسقيه لبناً. ثم زادت في صومها وصلاتها مدة ثلاث سنين، وهى خارج الدير إلى أن تحنن عليها الرهبان، وسألوا رئيسهم أن يأذن بدخولها فقبل سؤالهم وأدخلها الدير بعد أن وضع على القديسة قوانين ثقيلة جداً. فصارت تعمل أعمالاً شاقة، من طهي ونظافة وسقي الماء خارجاً عن الفروض الرهبانية والقوانين التي وضعت عليها. ولما كبر الصبي ترهب. وبعد أن أكملت القديسة مارينا أربعين سنة، مرضت ثلاثة أيام ثم تنيحت. فأمر الرئيس بنزع ملابسها وإلباسها غيرها، وحملها إلى موضع الصلاة. وعندما نزعوا ثيابها وجدوها امرأة فصاحوا جميعاً قائلين: " يا رب ارحم "، وأعلموا الرئيس، فأتى وتعجب وبكى نادماً على ما فعل. ثم إستدعى صاحب الفندق، وعرفه بأن الراهب مارينا هو امرأة. فذهب إلى حيث هيّ وبكى كثيراً، وبعد الصلاة على جثتها، تقدموا ليتباركوا منها. وكان بينهم راهب بعين واحدة، فوضع وجهه عليها فأبصر للوقت. ولما دفنت أمر اللـه شيطاناً فعذب ابنة صاحب الفندق والجندي صاحبها، وأتى بهما إلى حيث قبرها. وأقر الإثنان بذنبهما أمام الجميع.وقد أظهر اللـه من جسدها عجائب كثيرة. صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    من مزامير أبينا داود النبي ( 44 : 16 )
    يُدخلنَ إلى المَلكِ عذارى في إثرِها. جميعُ أقربائها إليه يقدَّمْنَ. يَبلُغنَ بفرحٍ وابتهاجٍ يَدخُلنَ إلى هيكلِ المَلكِ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 1 ـ 13 )
    حينئذٍ يُشبهُ ملكوت السَّمَوات عشر عذارى، أخذن مصابيحهُنَّ وخرجن للقاء العريس. وكان خمسٌ منهُنَّ جاهلاتٍ، وخمسٌ حكيماتٍ. أمَّا الجاهلاتُ فأخذنَ مصابيحهُنَّ ولم يأخذنَ معهُنَّ زيتاً، وأمَّا الحكيماتُ فأخذن زيتاً في آنيتهنَّ مع مصابيحهنَّ. وإذ أبطأ العريسُ نعسنَ جميعهنَّ ونِمنَ. ففي منتصف اللَّيل صار صراخٌ: هوَذا العريس قد أقبل، فاخْرُجنَ للقائهِ! حينئذٍ قامت جميع أولئك العذارى وزينَ مصابيحهنَّ. فقالت الجاهلات للحكيمات: أعطيننا من زيتكنَّ فإنَّ مصابيحنا تنطفئُ. فأجابت الحكيمات قائلاتٍ: لعله لا يكفي لنا ولكنَّ، فالأحرى أن تذهبن إلى الباعة وابتعنَ لكُنَّ. وفيما هُنَّ ذاهباتٌ ليبتعنَ جاء العريسُ، والمستعدَّاتُ دخلنَ معه إلى العُرس، وأُغلق الباب. وأخيراً جاءت بقيَّة العذارى أيضاً قائلاتٍ: ياربنا ياربنا افتح لنا. فأجاب وقال الحقَّ أقول لكُنَّ: إنِّي لا أعرفكُنَّ. فاسهروا إذاً لأنَّكُم لا تعرفونَ اليومَ ولا السَّاعةَ.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

08-23-2013, 02:59 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    عيد صعود جسد البتول الطاهرة مريم العذراء
    (يوم الخميس)
    22 أغسطس 2013
    16 مسرى 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 86 : 2 ، 5 ، 7 )
    أعمالٌ مجيدةٌ قد قِيلت لأجلِكِ يا مدينةَ اللهِ. وهو العليُّ الذى أسَّسها إلى الأبدِ. لأنَّ سُكنَى الفَرِحِينَ جميعهم فيكِ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 10 : 38 ـ 42 )
    وفيما هم سائرون دخلَ قريةً، فقَبِلَتهُ امرأةٌ اسمها مرثا فى بيتها. وكانت لهذه أختٌ تُدعَى مريم، وهى التى جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه. وأمَّا مرثا فكانت مرتبكةً فى قضاء خِدم كثيرةٍ. فقامت وقالت: " ياربُّ، أمَا يُعنِيك أمري بأن أُختى قد تركتنى أخدم وحدي؟ فقُل لها أن تُساعدني! " فأجاب يســوع وقال لها: " مرثا مرثا، أنتِ تهتمِّين وتضطربين لأجل أمور كثيرةٍ، ولكنَّ الحاجة إلى واحدٍ. وأمَّا مريم فاختارت النَّصيب الصَّالحَ الذي لن يُنزع منها إلى الأبدِ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 47 : 6 ، 1 )
    كَمِثل ما سمعناه كذلِكَ رأينا فى مدينةِ ربِّ القوَّاتِ فى مدينةِ إلهنا. عظيمٌ هو الربُّ ومُسبَّحٌ جدّاً. فى مدينةِ إلهنا على جبلِهِ المُقدَّس. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 12 : 35 ـ 50 )
    الرَّجُل الصَّالح من كنزه الصَّالح يُخرج الصَّلاح. والرَّجل الشِّرِّير من كنزه الشِّرِّير يخرج الشُّرور. ولكن أقول لكم: " إن كلَّ كلمةٍ باطلةٍ يقولها النَّاس سوف يُعطُون جواباً عنها فى يوم الدِّين. لأنك من كلامك تتبرَّر ومن كلامك يُحكم عليك ".حينئذٍ أجابه قومُ من الكتبة والفرِّيسيِّين قائلين: " أيُّها المُعلِّم، نُريد أن نرى منك آيةً ". أمَّا هو فأجاب وقال لهم: " الجيل الشِّرِّير والفاسق يطلب آيةً، ولن تُعطَى له آيةٌ إلا آية يونان النَّبيِّ. لأنَّه كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيَّام وثلاثة ليال، هكذا يكون ابن الإنسان فى قلب الأرض ثلاثة أيَّـام وثلاثة ليـال. رجـال نينـوى سيقومـون في الدِّيـن مع هـذا الجيــل ويدينونه، لأنَّهم تابوا بإنذار يونان، وهوذا أفضل من يونان ههنا! ملكة التَّيمن ستقوم فى الدِّين مع هذا الجيل وتدِينه، لأنها أتت من أقاصى الأرض لتسمع حكمة سُليمانَ. وهوذا أعظم من سُليمانَ ههنا! إذا خرج الرُّوح النَّجس من الإنسان يمضي إلى أماكن ليس فيها ماءٌ يطلب راحةً فلا يجد. حينئذٍ يقول: أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه. فيأتى ويجده فارغاً مكنوساً مُزيَّناً. فيمضي حينئذٍ ويأخذ معه سبعة أرواح أُخر أشرَّ منه، فيأتى ويسكن هناك، فتصير أواخر ذلك الإنسان أشرَّ من أوائلهِ. هكذا يكون أيضاً لهذا الجيل الشرِّير.وفيما هو يُخاطِب الجموع إذا أُمُّه وإخوته قد وقفوا خارجاً طالبين أن يُكلِّموه. فقال له واحدٌ مِن التَّلاميذ: " هوذا أُمُّك وإخوتكَ واقفون خارجاً يطلبون أن يتكلَّموا معك ". أمَّا هو فأجاب وقال للقائل له: " مَن هيَ أُمِّي ومَن هم إخوتي؟ " ثُمَّ مدَّ يده نحو تلاميذِهِ وقال: " ها أُمِّي وإخوتي. لأن كلَّ مَن يصنع إرادة أبي الذى فى السَّمواتِ هو أخي وأختي وأُمِّي.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين
    ( 9 : 1 ـ 12 )
    فأمَّا القُبة الأولى فكان فيها وصايا الخدمة وقدسٌ مزينٌ، لأن القبة الأولى وُضِعت وهى التى كانت فيها المنارة، والمائدة، وخبز التَّقدِمةِ. وتُدعَى القُدس. وبعد الحجاب الثَّاني القُبة التى تُدعَى " قُدس الأقداس " وكان فيها مِبخرةٌ من ذهبٍ، وتابوتُ العهـدِ المُصفَّح بالذَّهبِ من كلِّ جانبٍ، وكان فيها قِسطُ الذَّهب الذي فيه المنُّ، وعصاة هارون التى أفرخت، ولوحا العهدِ. وفوقها كان كاروبيم المجد مُظلِّلةٌ موضع الاستغفار. هذه التي ليس لنا أن نتكلَّم عنها بالتَّفصيل. فهذه لمَّا تُصنع هكذا، يدخل الكهنة إلى القبة الأولى فى كل حين لإتمام الخدمة. أمَّا القبة الثَّانية فيدخلها رئيس الأحبار وحده مرَّة فى كلِّ سنةٍ، وليس بغير دم الذي كان يُقدِّمه عن نفسه وعن جهالات الشَّعبِ، وهذا يُظهره الرُّوح القدس أن طريق الأقداس لم يُظهَر بعدُ، ما دامت القُبة الأولى قائمةٌ، التي هى رمزُ هذا الزمان الحاضر، الذى فيه كانوا يرفعون القرابين والذَّبائح، التي لا يمكنها بالنيَّة أن تُكمِّل من يخدم، إلا بالمطعم فقط والمشرب وغسلاتٍ مختلفةٍ التي هى فرائض جسديَّةٍ، وُضِعت إلى زمان التقويم.وأمَّا المسيح فهو قد جاء رئيس كهنةٍ للخيرات العتيدةِ، فبالمسكن الأعظم والأكمل، غير المصنوع بيدٍ، أي الذى ليس من هذه الخليقة، وليس بدم تيوس وعجول، بل بدمه بنفسه، دخل الأقداس مرَّةً واحدةً فوَجَدَ فداءً أبديّاً.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة يوحنا الرسول الثانية
    ( 1 : 1 ـ 13 )
    من الشَّيخ إلى السيدة المُختارة، وإلى أولادها الذين أنا أحبُّهم بالحقِّ، ولستُ أنا فقط، بل جميع الذين قد عرفوا الحقَّ. من أجل الحقِّ الثَّابت فينا وسيكون معنا إلى الأبد، تكون النِّعمةُ والرَّحمةُ والسَّلامُ معنا من الله الآبِ ومن ربِّنا يسوع المسيح، ابن الآبِ بالحقِّ والمحبَّةِ.فرحتُ جدّاً لأني وجدتُ من أولادك سالكين فى الحقِّ، كما أخذنا وصيَّة من الآبِ. والآن أطلب منكِ أيتها السَّيِّدة، لا كأنِّي أكتب إليكِ وصيَّةً جديدةً،بل التى كانت عندنا من البدء: أن نحبَّ بعضنا بعضاً. وهذه هى المحبَّة، أن نسلكَ بحسبِ وصاياه. هذه هيَ الوصيَّة، كما سَمِعتم من البدء أن تسلكوا فيها. لأنه قد جاء إلى العالم مُضِلُّونَ كثيرون، الذين لا يعترفون أن يسوع المسيح قد جاء فى الجسد. هذا هو المُضِلُّ. والضِّـدُّ للمسيح. فانظروا إلى أنفُسِكم لئلاَّ تفقِدوا ما عملتموه، بل تنالوا أجراً تاماً. كلُّ من يتعدَّى ولا يثبت فى تعليم المسيح فليس له إلهٌ. ومَن يثبُت فى تعليم المسيح فهذا له الآبُ والابنُ. ومَن يأتيكم، ولا يجيء بهذا التَّعليم، لا تقبلوه من البيت، ولا تقولوا له سلامٌ. ومن يقول له سلامٌ فهو شريكٌ له فى أعمالهِ الشريرةِ.إذ كان لي كثيرٌ لأكتبه إليكم، لم أُرِدْ أن يكون بورقٍ وحبرٍ، لأنِّي أرجو أن آتيَ إليكم وأتكلَّم فماً لفم، لكي يكونَ فرحكم كاملاً. يُسلِّمُ عليكِ أولاد أُختكِ المُختارةِ.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 1 : 1 ـ 14 )
    الكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس، عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلِّم به، إلى اليوم الذى فيه صَعِدَ إلى السَّماء، بعدما أوصى بالرُّوح القدس الرُّسل الذين اختارهم. الذين ظهر لهم حيّاً بعد ما تألَّم بآياتٍ كثيرةٍ، وهو يظهر لهم أربعين يوماً، ويتكلَّم عن ملكوت اللهِ. وفيما هو يأكل معهم أوصاهم أن لا يُفارقوا أورشليم، بل ينتظروا "موعد الآب الذى سمعتموه منِّي، لأن يوحنَّا عمَّد بالماء، وأمَّا أنتم فستُعَمَّدُونَ بالرُّوح القدس، وقد كان هذا ليس بعد أيام كثيرةٍ". أمَّا هم لما اجتمعوا كانوا يسألونه قائلين: " ياربُّ،هل فى هذا الزمن تردُّ المُلكَ إلى إسرائيل؟ " فقال لهم: " ليس لكم أن تعرفوا الأزمنةَ والأوقاتِ التى جعلها الآبُ تحت سلطانهِ، ولكنَّكم ستنالون قوَّةً مَتَى حلَّ الرُّوح القدس عليكم، وتكونون لي شهوداً فى أورشليم وفي كلِّ اليهوديَّة والسَّامرة وإلى أقصى الأرضِ ". ولمَّا قال هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابةٌ عن أعينهم. وفيما هم يشخصون وهو صاعدٌ إلى السَّماء، إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيضَ، وقالا: " أيُّها الرِّجال الجليليُّون، ما بالكم تنظرون إلى السَّماء؟ إن يسوع هذا الذى صعدَ إلى السَّماء عنكم هكذا يأتي كما رأيتموه مُنطلقاً إلى السَّماء ". حينئذٍ رجعوا إلى أورشليم من الجبل الذي يُدعَى جبل الزَّيتون، الذي هو بالقرب من أورشليم على سفر سبتٍ. ولمَّا دخلوا صعدوا إلى العِلِّيَّة التي كانوا يقيمون فيها: بطرس ويوحنَّا ويعقوب وأندراوس وفيلبُّس وتوما وبرثولماوس ومتَّى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا أخو يعقوب. هؤلاء كلُّهم كانوا يواظبون بنفسٍ واحدةٍ على الصَّلوة مع نساءٍ، ومريم أُمِّ يسوع، وإخوته.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، فى بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ...
    اليوم السادس عشر من شهر مسرى المبارك
    1.صعود جسد البتول الطاهرة مريم العذراء.
    2.نياحة البابا القديس متاؤس الرابع البطريرك الـ (102).
    1 ـ فى مثل هذا اليوم كان صعود جسد سيدتنا الطاهرة مريم والدة الإله. فإنها بينما كانت ملازمة الصلاة في القبر المقدس، ومنتظرة ذلك الوقت السعيد الذي فيه تنطلق من رباطات الجسد، أعلمها الروح القدس بإنتقالها سريعاً من هذا العالم الزائل. ولما دنا الوقت حضر التلاميذ وعذارى جبل الزيتـون، وكانت السـيدة مضطجعة على سـريـرها. وإذا بالسـيد قـد حضـر إليها، وحوله ألوف ألوف من الملائكة. فعزاها وأعلمها بسعادتها الدائمة المعدة لها. فسرت بذلك ومدت يدها وباركت التلاميذ والعذارى. ثم أسلمت روحها الطاهرة بيد إبنها وإلهها يسوع المسيح، فأصعدها إلى المساكن العلوية. أما الجسد الطاهر فكفنوه وحملوه إلى الجسمانية. وفيما هم ذاهبون به خرج بعض اليهود في وجه التلاميذ لمنع دفنها، وأمسك أحدهم بالتابوت فإنفصلت يداه من جسمه وبقيتا معلقتين، حتى أمن وندم على سوء فعله وبصلوات التلاميذ القديسين، عادت يداه إلى جسمه كما كانتا. ولم يكن توما الرسول حاضراً وقت نياحتها، واتفق حضوره عند دفنها، فرأى جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين به. فقال له أحدهم: " أسرع وقبل جسد الطاهرة القديسة مريم " ، فأسرع وقبله. وعند حضوره إلى التلاميذ، أعلموه بنياحتها، فقال: " أنا لا أصدق حتى أعاين جسدها. فأنتم تعرفون كيف أني شككت في قيامة السيد المسيح ". فمضوا معه إلى القبر وكشفوا عن الجسد فلم يجدوه، فدهش الكل وتعجبوا. فعرفهم توما الرسول كيف أنه شاهد الجسد الطاهر مع الملائكة صاعدين به. وقال لهم الروح القدس: " إن الرب لم يشأ أن يبقى جسدها في الأرض". وكان الرب قد وعد رسله الأطهار أن يريها لهم في الجسد مرة أخرى فكانوا منتظرين إتمام ذلك الوعد الصادق حتى اليوم السادس عشر من شهر مسرى حيث تم الوعد لهم برؤيتها، وهيّ جالسة عن يمين ابنها وإلهها، وحولها طغمات الملائكة. وتمت بذلك نبوة داود القائلة: " قامت الملكة عن يمين الملك ". وكانت سنو حياتها على الأرض ستين سنة. جازت منها اثنتى عشرة سنة في الهيكل.وثلاثين سنة في بيت القديس يوسف البار. وأربع عشرة سنة عند القديس يوحنا الإنجيلي، كوصية الرب القائل لها: " هذا ابنك ". وليوحنا: " هذه أمك ". شفاعتها تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي مثل هذا اليوم من سنة 1391ش ( 15 أغسطس سنة 1675م ) تنيح البابا متاؤس الرابع البطريرك الـ 102. وهو يعرف باسم متى الميري. ولد هذا الأب من أبوين مسيحيين تقيين، كانا من الأبرار الصالحين يعملان الصدقات والحسنات. وهما من أغنياء أهل مير من أقليم الأشمونين بكرسي قسقام المعروف بالمحرق وكانت لهما أراضاً زراعية متسعة ومواشي. وقد رزقا ثلاثة أولاد ذكور، أحدهم هذا الأب الفاضل، وكان أحب اخوته عند والديه، وكان اسمه أولاً جرجس. وقد اعتنيى بتربيته وهذباه بكل أدب ووقار. ولم يكلفاه كأخويه بالعمل في الحقل والزراعة، ولا برعي المواشي، بل جعلاه ينصرف إلى القراءة والتعليم، حتى صار عالماً بالكتب المقدسة أكثر من أهل جيله، وأصبح قادراً على تفسير معانيها لمن أشكل عليه أمرها. ولما كبر زهد هذا العالم الزائل، ومضى إلى دير السيدة العذراء المعروف بالبراموس في برية شهيت وأقام به ست سنوات، فتراءى له في حلم أن أبويه حزينان عليه، وعرفا عنه أنه مات لأنهم لم يهتديا إلى مكانه فقام لوقته وأعلم اخوته في الدير، فأشاروا عليه بالتوجه إلى بلده لرؤية والديه. فمضى إلى مير وسلم عليهما. فلما وقع نظرهما عليه، فرحا فرحاً عظيماً، وبعد ذلك أرادا أن يزوجاه، فلما علم القديس من أخ صديق له بما اعتزما عليه، هرب وعاد إلى ديره ثانياً، فتلقاه اخوته الرهبان بالترحاب والسرور وسكن مع هؤلاء القديسين، وسلك معهم سبيل المحبة والإخلاص، وخدمهم الخدمات الصادقة، فزكوه للرهبنة. وبعد ذلك رسم قساً على الدير. وبعد أيام من ذلك لبس الإسكيم، وصار يجهد نفسه بالسهر والصلاة والعبادة والسجود، أكثر مما فرض على غيره من الرهبان، فكان يصوم من الليل إلى الليل، وفي زمن الشقاء كان يصـوم يومين يومين. واستمر على هذا المنـوال مـدة حياته، حتـى اكتسـب رضـاء الرب بأعماله الصالحة وعبادته المرضية وتقشفه التقوي. ولما انتقل إلى رحمة اللـه البابا مرقس السادس البطريرك الـ 101 وطلب الآباء والكهنة والاراخنة أن يقيموا لهم راعياً صالحاً عوضاً عنه، سألوا رهبان البراري والأديرة عمن يصلح لهذا المركز السامي، فأرشدوهم إلى هذا الأب، فطلبوا إليه الحضور إلى مصر فرفض اجابة الطلب، فاضطروا أن يرسلوا جندياً من قبل الدولة فقبض عليه، وأتى به مقيداً.وأما أهل مصر فأمسكوا قساً آخر من الرجال القديسين يسمى يوحنا، وأرادوا أن يرسموه بطريركاً، فوقع خلاف بسبب ذلك، فقبض الوالي على المرشحين الاثنين، وحبسهما عنده مدة أربعين يوماً، ولما طال الأمر، اجتمع الأساقفة وأشاروا بعمل قرعة هيكلية، فعملت القرعة أمام الجمهور، كما عمل الجند أيضاً قرعة فيما بينهم بدار الولاية، وفي كل مرة كان يسحب اسم جرجس في القرعة، وفي بعض الليالي كان يشاهد جند الوالي شبه قنديل مضىء فوق رأس الأب جرجس، أثناء وجوده في السجن، فوقع عليه الإختيار بعد الإختلاف الكبير، ورضي به الشعب، فرسم في يوم الأحد 30 هاتور سنة 1377ش
    ( 6 ديسمبر سنة 1660م ) في عهد السلطان محمد الرابع العثماني. وكان الإحتفال برسامته فخماً عظيماً حضره كثيرون من طوائف المسيحيين على اختلاف مذاهبهم. ولما اعتلى الكرسي البطريركي في القلاية البطريركية بحارة زويلة، نظر في الأحكام الشرعية والأمور الكنسية بلا هوادة ولا محاباة، وكان متواضعاً وديعاً لا يحب الظهور والعظمة، فما كان يجلس على كرسي في الكنيسة، بل كان يقف بجانبه إلى إنتهاء الصلاة. ومن فضائله أنه كان يفتقد الأرامل والأيتام، وكان يزور المحبوسـين في السـجون وينظـر إلى الرهبـان المنقطعيـن بالأديــرة ويعتني بأمرهم ويقضي ما يحتاجون إليه. وكان محباً للأديرة والكنائس، وكانت معيشته بسيطة كعيشة الرهبان في البرية. وساد في أيامه الهدوء والطمأنينة.وقد استنارت الكنيسة بغبطته مدة رئاسته. وفي سنة 1387ش ( 1671م ) حصل وباء عظيم في مصر أفنى الكثير.وقام برسامة مطرانين على التعاقب لمملكة أثيوبيا بعد وفاة مطرانها يوأنس الثالث عشر، الأول: الأنبا خرستوذللو الثاني، وأقام هذا المطران على الكرسي من سنة 1665م إلى سنة 1672م في مدة الملك واسيليدس، والثاني: الأنبا شنوده الأول، وأقام على الكرسي من سنة 1672م إلى سنة 1694م في أيام يوحنا الأول. والبابا متاؤس الرابع كان آخر من سكن القلاية البطريركية في حارة زويلة، لأنه نقل كرسيه إلى حارة الروم في سنة 1660م أول أيام رسامته.وقد قاسى بعض الشدائد، اذ دخل الشيطان في قلب رجل مسيحي، فصار يمضي إلى بيت جامع الضرائب ويغرم المسيحيين فإشتد بهم الحال. فشكوه إلى البابا فأرسل إليه وأحضره، ونهاه فلم يرتدع عن غيه، فحرمه ومات شر ميتة، ومرة آخرى أتت إليه امرأة تشكو له بعلها بأنه طلقها وتزوج بأخرى، فأرسل وأحضره ومعه امرأته الثانية، وأمر بالتفرقة بينهما، فامتنعت المرأة وقالت: " كيف يكون هذا وأنا قد حملت منه؟ ". فقال لها البابا البطريرك: " إن السيد المسيح يفصل بين الشرعين ". ( بينك وبينها ). ولم تكد المرأة تخرج من القلاية حتى نزل الجنين من بطنها، فحصل خوف عظيم بسبب هذا الحادث، وانفصل الرجل عنها وعاد إلى امرأته الأولى، وصار هذا البابا محترماً مكرماً مهاباً من شعبه.وفي مرة أخرى أراد بعض المخالفين أن يهدموا كنيسة القديس مرقوريوس أبي سـيفين بمصر القديمـة ودخلوا الديوان وعينوا رئيسـاً لهـذا الأمر، فبلغ الخبر مسامع البابا، فاغتم كثيراً، وقضى تلك الليلة ساهراً متضرعاً إلى اللـه تعالى، متشفعاً بالشهيد مرقوريوس كي يحبط مؤامرة الأشرار وينجي الكنيسة من الهدم. فحدث والجند نيام أن سقط عليهم حائط فماتوا جميعاً، وشاع هذا الخبر في المدينة كلها، وبطلت تلك المؤامرة الرديئة، فمجدوا اللـه تعالى. وفي أيامه كان عدو الخير يهيج غير المؤمنين على المسيحيين، وكان المسيح عز شأنه يبدد مشورتهم ويهلكهم ببركة صلواته، لأنه كان يرعى رعية المسيح الرعاية الصالحة.ولما دنا وقت نياحته مضى إلى المقبرة التي تحوي أجساد البطاركة بمصر وقال لها: " إنفتحي واقبليني لأسكن بين اخوتي الأبرار ". ولما عاد إلى مكانه، مرض مرض الموت، فأرسل إلى الأساقفة والكهنة وأحضرهم وأوصاهم على رعية المسيح، كما أحضر الرئيسة من الدير وأعطاها كل ما عنده وأوصاها أن تسلمه لمن يأتي بعده لأنه وقف القيامة "، ثم تنيح بسلام في شيخوخة صالحة بعد أن أقام على الكرسي المرقسي مدة أربع عشرة سنة وثمانية شهور وتسعة أيام. وكانت مدة حياته خمسة وسبعين سنة، ودفن في مقبرة البطاركة بكنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة، وخلا الكرسي بعده سبعة أشهر. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    من مزامير أبينا داود النبي ( 44 : 14 ، 15 )
    ولهُ تسجُد بناتُ صور بالهدايا. ويتلقونَ وجهَهُ أغنياءُ شعبِ الأرض. كلُّ مجدِ ابنة الملك مِن داخلٍ. مُشتملة مُتزينة بأشكالٍ كثيرةٍ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 1 : 39 ـ 56 )
    فقامت مريم فى تلك الأيَّام وذهبت بسرعةٍ إلى الجبل إلى مدينة يهوذا، ودخلت بيت زكريَّا وسلَّمت على أليصاباتَ. وحدث لمَّا سَمِعت أليصاباتُ سلام مريم تحرك الجنين فى بطنها، وامتلأت أليصابات من الرُّوح القدس، وصرخت بصوتٍ عظيم وقالت: " مُباركةٌ أنتِ فى النِّساء ومُباركةٌ هيَ ثمرة بطنكِ! فمن أين لي هذا أن تأتى إلىَّ أمُّ ربي؟ فهوذا حين صار صوت سلامكِ في أُذنيَّ تحركَ الجنينُ بِابتهاج فى بطني. فطوبى للَّتي آمنت أن يتمَّ ما قيل لها من قِبَلِ الربِّ ".فقالت مريمُ: " تُعظِّمُ نفسي الربَّ، وتتهلَّلُ روحي باللهِ مُخلِّصي، لأنه نظرَ إلى اتِّضاع أَمَتهِ. فهوذا مُنذُ الآن جميعُ الأجيال تُطوِّبني، لأنَّ القديرَ صَنعَ بى عظائِمَ، واسمهُ قدُّوسٌ، ورحمتهُ إلى جيل الأجيال لخائفيهِ. صنعَ قوَّةً بذراعِهِ. شَتَّتَ المُستكبرين بفكر قلوبهم. أنزلَ الأقوياءَ عن الكراسيِّ ورفعَ المتواضِعين. أشبعَ الجياعَ خيراتٍ وصرفَ الأغنياءَ فارغين. عضَّدَ إسرائيلَ فتاهُ ليذكرَ رحمته، كما كلَّمَ آباءنا. إبراهيم وزرعَهُ إلى الأبد ". وأقامت مريمُ عندها نحو ثلاثة أشهُرٍ، وعادت إلى بيتِها.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

08-24-2013, 05:16 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    28- الشهوة والخوف

    ما هي شهواتك في الحياة؟ وهل أنت عبد لشهواتك، أم أن شهواتك طوع يديك، تحت سيطرة حكمة مقدسة؟ هل في شهواتك تستشعر خوفًا. أريد أن أحدثك في هذا المقال عن الشهوة والخوف.

    الإنسان العادي تقوده شهوته:

    وإذا استبدت به الشهوة تستطيع أن تخضع لها عقله وضميره، وتستطيع أن تتمرد على جميع أحبائه ومشيريه، وتبقى الشهوة وحدها، وتصير إرادة هذا الإنسان ذليلة أمام شهوته.. لا يسمع لصوت عقله، ولا يسمع لصوت ضميره، ولا يسمع لصوت أحبائه ومشيريه ومرشديه، إنما ينقاد لشهوة قلبه..

    وتتنوع الشهوات التي تقود الإنسان:

    هناك إنسان تقوده شهوة الجسد، وأخر تقوده شهوة المال، وثالث تقوده شهوة الشهرة أو شهوة العظمة، ورابع تقوده شهوة التسلط علي الآخرين، وخامس تقوده شهوة الانتقام. إلخ وهناك شهوات جيده قد تقود الإنسان أيضا مثل شهوة العلم، أو الرياضة، أو الموسيقي. ولكن عيب أمثال هذه الشهوات يكمن في عدم التوازن، إذا سيطرت علي الوقت أو العاطفة علي حساب أمور أخري هامة.

    وشهوات الإنسان قد تمثل نقطة ضعف فيه، وبخاصة إذا عرفت عنه، فيستطيع الغير أن يحرموه منها فيتعبوه. ولذلك فقد يضعف الإنسان أمام شهواته ومن أجل استبقائها أو من أجل تحقيقها قد يلجأ إلي طرق خاطئة كالتملق والرياء والمداهنة، وربما يلجأ إلي الكذب أو الخداع أو التحايل ليحقق شهوة ما.

    والشهوة قد يتبعها الخوف أحيانًا: إذ يخاف الإنسان من عدم تحقق شهوته، وإن كانت قد تحققت وأصبح يعيش فيها، فإنه قد يخشى ضياعها أو عرقلة طريقها بسبب من الأسباب. ولذلك حسنًا قال القديس أوغسطينوس:

    (جلست على قمة العالم، حينما أحسست في نفسي أني لا أشتهي شيئًا ولا أخاف شيئًا)

    حقًا، إن الإنسان الذي لا يشتهي شيئًا، لا يمكن أن يخاف إذ لا يوجد شيء يحرص عليه أو يخشى عليه من الضياع (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. وما أجمل ما قاله أحد القديسين في ذلك: (خير الناس من لا يبالي بالدنيا في يد من كانت)..

    ومن هناك كان الزهد أحد العوامل الأساسية في القضاء على الخوف. إن الإنسان الزاهد لا يخاف موتًا ولا سجنًا ولا إيذاءً، ولا حرمانًا من مشتهيات العالم، ولا أي تهديد من أي نوع. لأنه قد زهد كل شيء، ولم يعد يحرص على شيء يخشى أن يضيع منه..

    والشهوات قد تكون شهوات عالمية، أو شهوات مقدسة. الشهوات العالمية قد وقف منها الكتاب المقدس موقفًا حاسمًا في الآية المقدسة التي تقول (لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يبيد وشهوته معه). وذكر الكتاب أيضًا أن شهوات العالم تتركز في (شهوة الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة)

    ولما كان الإنسان لا يمكن أن يعيش بدون رغبة، لذلك كان على الرجل الحكيم أن يتحكم في شهواته، إن الإنسان الجاهل، أو الإنسان الخاطئ، أو الإنسان الضعيف، تتحكم فيه شهواته. أما البار فيسيطر على جميع رغباته، ولا يستسلم إطلاقا لشهوة خاطئة، ولا يجعل إرادته تخضع لأية رغبة ضد مشيئة الله.

    والرجل الحكيم لا ينتظر حتى تضغط عليه الشهوة، ثم بعد ذلك يقاومها، بل هو يتجنب هذه الشهوات من بعيد. أنه يسد أمام نفسه الطريق الذي تصل منه هذه الشهوات.. يبعد عن جميع المثيرات والمعثرات، ويتجنب العوامل الخارجية التي تغرس الشهوة في نفسه.. يبعد عن القراءات الخاطئة، والسماعات الخاطئة والصداقات الخاطئة، والمناظر الخاطئة.

    وفي نفس الوقت يقوى محبة الله ومحبة الفضيلة في قلبه، حتى تكون له حصانة داخلية، تصد عنه كل الحروب الخارجية التي تحارب القلب.

    إن شهوة الخير أقوى من شهوة الشر. والرجل البار يصد شهوة بشهوة. شهوة الخير هي شهوة الروح. وشهوة الروح قوية جدًا إن كانت صادقة وعميقة. كما أن شهوة الروح تسندها المعونة الإلهية. إذا اشتهت الروح خيرًا، نجد أن الله يؤيدها بكل قوة. إن الإنسان البار في شهواته المقدسة وفي محاربته للخطية لا يقف وحده. بل يسنده الله بنعمته، وتسنده الملائكة وأرواح القديسين..

    والشهوة الروحية لا تعرف خوفًا. الإنسان الروحي في محبته لله ومحبته للفضيلة لا يخاف، لأنه يشعر بقوة الله معه ويشعر باطمئنان داخلي سببه راحة الضمير وثقة القلب..

    إنما قد يخاف الإنسان الذي يسلك في الفضيلة خوفًا من الله وليس حبًا للفضيلة. الذي يسلك في البر خوفًا من العقوبة، هنا أو في العالم الآخر، وليس اقتناعًا بهذا البر وحبًا له. وليس هذا هو طريق الكمال، إنما قد تكون هذه مجرد بداية تحتاج إلى أن تتعدل وتتطور في الطريق.

    إننا نريد أن يصل كل إنسان إلى المستوى الروحي الذي فيه يحب الخير ويحب القداسة، ولا يجد صعوبة في السير في طريق الله، بل يجد في طريق الله لذة أقوى من محبة العالم كله.

    ونريد الشخص الذي يرفض الخطية ولا يندم على رفضه لها، ولا يشعر انه خسر شيئًا أو ضحى بشيء من أجل الله..

    نريد الشخص الذي يشعر أنه يحقق وجوده الحقيقي بمحبة الله وبالثبات فيه. ولا يري إطلاقًا أن محبة الله ستحرمه من ملاذ أخرى يشتهيها. كلا، أن طريق الله ليس فيه حرمان، إنما فيه سمو. إنما يشعر بالحرمان الشخصي الذي يشتهى الخطية، ويرى أن الله يمنعه عنها. فيتضايق من الله عدوًا له، ويقاوم الله.. مثل الوجوديين الملحدين الذين يظنون أن وجود الله يلغى وجودهم هم. فمن الخير لهم أن الله لا يوجد، لكي يتمتعوا هم بالوجود!!!

    هؤلاء قد أخطأوا المفهوم الصحيح للوجود.. ما هو هذا الوجود؟ هل هو الاستغراق في اللذة؟! هل هو تحقيق الشهوات أيا كانت خاطئة؟! هل هو السير في طريق الحرية المطلقة، أي أن تسير النفس حسب هواها دون مراعاة أية مثل أو مبادئ؟!

    إن الحرية الحقيقية هي تحرير النفس من الداخل، تحررها من الشهوات ومن الخوف.. وعند ذلك سيكون هواها هوى مقدسًا، وستكون لذتها في الله وفي وصاياه، وفي طريق البر والخير. وعندئذ ستحقق وجودها الحقيقي، وجودها المثالي الذي يضمن لها وجودًا في الأبدية السعيدة.
    +++
                  

08-25-2013, 00:11 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    مقالات روحية نشرت في جريدة الجمهورية للبابا شنودة الثالث

    29- التداريب الروحية

    حدثتكم في المقالات السابقة عن بعض الفضائل. أما في هذا المقال فأود أن أتحدث عن ممارسة تلك الفضائل.. وفي رأيي أن الممارسة تأتى عن طريق التداريب الروحية.

    الذي يريد أن يصل إلى الله، ينبغي أولًا أن يعرف الطريق الموصل إليه، ولكن المعرفة وحدها لا تكفى.. يجب أن يكمل الإنسان الطريق الواصل من المعرفة إلى الممارسة.

    ماذا يفيدك إن عرفت كل المعلومات عن الفضيلة، وأنت لا تسلك فيها؟! أو ماذا تستفيد إن عرفت كل المعلومات عن الله، وأنت غير ثابت فيه؟! إن المعرفة وحدها ربما تقود إلى الدينونة. لأن الكتاب يقول" الذي يعرف أكثر، يطالب بأكثر". ولكن ليس معنى هذا أن الجهل أسلم؛ فالقديس أوغسطينوس يقول: إن هناك فرقًا كبيرًا بين الجهل ورفض المعرفة. إن الذي يرفض أن يعرف، يدان أمام الله على رفضه للمعرفة، أو على عدم سعيه إليها إن كان ذلك في إمكانه..

    يبدأ الإنسان بمعرفة طريق الله، إما عن طريق القراءة أو السماع أو القدوة الصالحة أو صوت الضمير. ويتطور من المعرفة إلى الاقتناع، ثم إلى الرغبة والحماس، ثم إلى التنفيذ..

    إن البعض قد يقرأ عن الفضيلة، ويعجب جدًا بما يقرؤه، وقد يقتنع به، وقد يتحدث عنه، وقد يعظ به.. ولكنه يقف عند هذا الحد، ويبقى الحديث عن الفضيلة مجرد أفكار تعيش خارج حياته.. فكيف يمكنه أن يحول هذه المعلومات إلى حياة؟ اقترح لذلك فكرة التدريبات الروحية..

    والتداريب الروحية معناها أن الإنسان بدأ مرحلة جديدة وهى تدريب نفسه عمليًا على الفضيلة، أو تدريب نفسه على ترك خطية معينة، أو محاربة عادة خاطئة عنده أو أي عيب يراه في سلوكه. أو قد يدرب ذاته على معالجة ضعف معين في علاقته مع الله أو مع الناس..

    بهذه التدريبات تتحول المعلومات الروحية إلى حياة، ويتحول الاقتناع النظري إلى سلوك عملي وتتحول وصية الله إلى طبع في الإنسان.

    وبهذه التدريبات يواجه الإنسان ذاته، ويواجه الواقع، ويدخل في حرب روحية مع نفسه، ويحاول أن يخضعها للحق والبر.. ويعرف أيضًا العوائق التي تعترض طريقه الروحي..

    وسنحاول أن نأخذ مثالًا عمليًا ونحلله، لنفرض أن إنسانًا اكتشف في نفسه أنه إنسان سريع الغضب، وأراد أن يدرب نفسه على الهدوء والوداعة. فماذا يفعل؟

    ينبغي أولًا أن يكون مقتنعًا بفائدة هذا التدريب وعازمًا على السير فيه.

    من أجل هذا عليه أن يضع أمامه أضرار الغضب، وجمال الطبع الوديع الهادئ، ويستعرض أمامه بعض أقوال القديسين في ذلك، ولا مانع من أن يقرأ بعض السير الجميلة التي تحببه في فضيلة الوداعة. ويقنع نفسه أيضًا بتذكر ما جره على نفسه من قبل نتيجة لغضبه..

    بعد ذلك يراقب نفسه ويحاسبها. وفي كل مرة يحاربه الغضب يذكر نفسه بالتدريب (اقرأ مقالًا آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولا مانع من أن تكون له كراسة خاصة بالتدريبات (أو نوتة) يسجل فيها ما يحدث له بخصوص هذا التدريب. فإن نجح في تدريبه يشكر الله على ذلك، وإن فشل يحاول أن يحلل أسباب فشله.

    يعرف مثلًا: مع من ثار وغضب، ولأي سبب، وما هي الأخطاء التي وقع فيها أثناء غضبه. ويحاول أن يعرف هل هذا الغضب كان أمرًا عارضًا، أم أن له عنصر الثبات. أقصد هل هو دائم الغضب مع هذا الشخص بالذات، أو لهذا السبب بالذات؟ بحيث إذا اصطدم بنفس الشخص أو بنفس السبب لا بد أن يغضب؟ ثم يسأل نفسه هل كان الغضب هو العلاج الوحيد للموقف، أم كان ممكنًا أن يعالجه بطريقة أخرى؟ وهل هو قد تسرع في تصرفه؟ وهل كان ممكنًا بشيء من التفكير أو بشيء من طول الأناة أن يسلك بطريقة أهدأ وأسلم؟..

    إن محاسبة النفس هذه وتحليل تصرفاتها، أمر لازم لكل إنسان يريد أن يعالج أخطاءه.

    فإن وجد أنه مع إنسان معين لا بد أن يخطئ، يحاول أن يتحاشى هذا الإنسان، ويتفادى الحديث معه أو الخلطة به أو يحاول أن يحدد لنفسه سياسة حياله في المرات المقبلة حتى لا يفاجأ بنفس التصرف منه فيغضب. أو يحاول أن يصلح شعوره من جهته..

    كذلك عليه أن يعرف الأخطاء التي يقع فيها أثناء غضبه ويدرب نفسه على تركها، فإن كان في غضبه يرتفع صوته ويحتد، يدرب نفسه على الصوت المنخفض الخفيف، وإن كان في غضبه تحتد ملامحه ونظراته ويتغير شكل وجهه، حينئذ يدرب نفسه على هدوء الملامح. وإن كان في غضبه يستخدم الألفاظ الجارحة، يدرب نفسه على الألفاظ الهادئة.. إلخ.

    المهم أن يضع الإنسان نفسه تحت مراقبة، وتحت توجيه خاص، ولا يترك نفسه على حريتها تتصرف كما تشاء دون حساب ودون تعديل للاتجاه الخاطئ.

    الإنسان الذي يستخدم طريقة التدريبات الروحية هو إنسان ساهر على خلاص نفسه، مهتم بنقاوة قلبه. وهو أيضًا إنسان لا يجامل ذاته، ولا يدعي أنه بغير خطية.

    كلنا نخطئ. وعلينا أن نلتفت إلى أخطائنا فنعرفها ونعالجها.

    ويمكن أن يكون التدريب الروحي تحت إرشاد روحي يقود ويوجه. وعلى أية الحالات فإن الإنسان الذي يدرب نفسه باستمرار، سيأتي عليه وقت يصبح فيه خبيرًا بالحياة الروحية وبالمحاربات الروحية، بل يصبح أيضًا خبيرًا بالنفس البشرية وبما يتفاعل فيها من مشاعر وأحاسيس وأفكار.. ويمكنه بطول الخبرة أن يصلح لإرشاد غيره..

    إن الدين ليس مجرد معلومات يتلقاها الإنسان بل هو حياة. فما أسهل أن يتحول الشخص إلى دائرة معارف، ويبقى فارغًا من الداخل.. أما الدين فهو الوسيلة التي تقودنا إلى حياة الكمال. لذلك يقول لنا الرب في الإنجيل: "الكلام الذي أقوله لكم هو روح وحياة"..

    لذلك فإن المعرفة الدينية يجب أن تكون مجرد وسيلة توصيل إلى الحياة الفضلى. ولهذا لا يصلح كل إنسان لتدريس الدين. فالدين ليس مجرد علم.. إننا نريد أن نصل إلى الوضع الذي يصبح فيه مدرس الدين عبارة عن وسيلة إيضاح لجميع الفضائل، ويصبح فيه المدرس هو نفسه الدرس هو القدوة العملية والمثال العملي الذي يتعلم منه الناس، فلا يصير واعظًا بل عظة..

    وعلى كل إنسان يسمع عن الفضيلة أو يقرأ عنها، أن يأخذها مجالًا للتدريب العملي، ويبذل في اقتنائها كل جهده. مصليًا في كل حين أن يعطيه الرب قوة على السير في طريقة، وعلى النجاح فيما يدرب نفسه عليه..
    +++
                  

08-25-2013, 08:49 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    سبق نشرها في جريدة الأهرام يوم 1 يناير 2012

    أيهما أفضل‏:‏ الصمت أم الكلام

    نلاحظ أن غالبية قديسي البرية قد فضلوا الصمت. واضعين أمامهم قول سليمان الحكيم: كثرة الكلام لا تخلو من معصية. وفي ذلك أيضا قال القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك عبارته المشهورة: كثيرا ما تكلمت فندمت. وأما عن سكوتي فما ندمت قط.

    من أجل هذا صلي داود النبي قائلا: ضع يا رب حافظا لفمي, بابا حصينا لشفتي. وقال الوحي الإلهي: الاستماع أفضل من التكلم.

    وما أكثر ما تحدثت الكتب الروحية عن فضيلة الصمت, ودعت إليها, وذلك لكي يتخلص بها الإنسان من أخطاء اللسان وهي كثيرة: منها الكذب, والمبالغة, وكلام الرياء والتملق والنفاق, ومنها التهكم والكلام الجارح, والسب واللعن والإساءة إلي الآخرين. والنميمة, والتحدث بالباطل في سيرة الناس. ومنها الافتخار بالنفس, والتباهي ومدح الذات. ومنها الكلام البذيء, والقصص والفكاهات الخليعة. وكلام المجون ومنها أخطاء الإنسان في حق الله, كالتجديف, وكلام الكفر, والتذمر علي الله, ومنها التعليم الخاطيء, والضلالة والبدع.

    ومن أخطاء اللسان أيضا الثرثرة. ذلك لأن الله لم يخلق اللسان عبثا, لكي يتكلم بلا فائدة.

    لكل هذا فضل القديسون الصمت... ليس فقط لكي يبعدوا عن أخطاء اللسان, إنما أيضا لكي يتيح لهم الصمت فترة للصلاة والتأمل. ذلك لأن الإنسان لا يستطيع أن يتكلم مع الله والناس في الوقت نفسه. لهذا قال الشيخ الروحاني: سكت لسانك, لكي يتكلم قلبك وقال مار إسحق: الشخص الكثير الكلام, يدل علي أنه فارغ من الدخل أي أن قلبه فارغ من مناجاة الله, وفارغ من العمل الروحي للتأمل والصلاة.

    كلام المنفعة:

    يبقي بعد كل هذا سؤال مهم وهو:

    هل كل صمت فضيلة؟ وهل كل كلام خطيئة؟!

    كلا طبعا, قال داود النبي في المزمور: فاض قلبي بكلام صالح. إذا هناك كلام نافع مفيد. وذلك حينما نتكلم الصالحات.

    إن الصمت حالة سلبية, بينما الكلام حالة إيجابية.

    وإنما يدرب الناس أنفسهم علي الصمت, حتى يتدربوا علي الكلام النافع, الصمت إذن هو وضع وقائي, يحمينا إن كنا نتكلم بدافع بشري.

    أما إن كان الله هو الذي يفتح شفاهنا, وهو الذي يضع كلاما في أفواهنا, فحينئذ يكون كلامنا ـ لا صمتنا ـ هو العمل الفاضل.

    كان السيد المسيح يتكلم, والناس يتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه والشهيد استفانوس تكلم, فأفحم المجامع الخاطئة ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به.

    وقد قال سليمان الحكيم: فم الصديق ينبوع حياة وقد كان عظماء الناس يجوبون البر والبحر, لكي يسمعوا كلمة منفعة من المتوحدين والنساك في براري مصر وقفارها.
    كلام المنفعة هذا هو كلام من الله يضعه في أفواه أحبائه ليقدموه للآخرين, هادئًا كان أم شديدًا.

    ومن كلام المنفعة: كلمة النصح لمن يحتاج إليها. وكلمة العزاء لقلب حزين. وكلمة التشجيع ليائس أو لأحد الناشئين. وكلمة التعليم لبناء النفوس. وكلمة الحق للهداية والإرشاد. وكلمة البركة, وكلمة الحكمة.

    نسأل سؤالا بعد هذا, وهو: إن كان الكلام هكذا نافعا في بعض الأوقات. فهل يمكن أحيانًا أن يعتبر الصمت خطيئة, تماما كما يحسب كلام الشرير خطيئة؟! كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهل يمكن أن ندان علي صمتنا, كما ندان علي كلامنا في بعض الأوقات؟!

    نعم أحيانا ندان علي صمتنا.

    إن لكل شيء تحت السموات وقتا. وقد قال سليمان الحكيم: للسكوت وقت, وللتكلم وقت.

    فإن كان للتكلم وقت فلا شك أننا ندان إذا صمتنا فيه.

    الإنسان البار لا يتكلم حين يحسن الصمت. ولا يصمت حين يجب الكلام. إنما يعرف متى يتكلم وكيف يتكلم. ويضع لكلامه هدفا روحيا. وقد قال الحكيم: تفاحة من ذهب, في مصوغ من فضة, كلمة مقولة في موضعها.

    وكثيرا ما أمر الله الناس بالكلام, فكان يرسلهم أحيانا للإنذار, وأحيانا لإعلان حقه بين الناس.

    إن الله لا يكلم البشر مباشرة وإنما يكلمهم عن طريق خدامه من البشر هو يريدنا أن نعلن وصاياه للناس. وقد طلب منا أن نكون شهوده علي الأرض.

    فإن صمتنا عن الشهادة للحق, ندان علي صمتنا. وإن صمتنا, وبصمتنا أعطينا مجالا للباطل أن ينتشر وأن ينتصر, فإننا ندان علي صمتنا.

    وإن قصرنا في إنذار البعض, فأضر بنفسه أو بغيره, فحينذاك ندان أيضا علي صمتنا.

    إن رأيت إنسانا يكاد يسقط في حفرة وهو لا يدري, هل تقول وقتذاك إن الصمت فضيلة أم تحذره؟! وإن لم تحذره, ألا تدان علي صمتك, ويطالبك الله بدم ذلك الشخص؟!

    لهذا يكون هناك واجب من الرعاة والقادة أن يتكلموا وواجب مثله علي الآباء والأمهات, وعلي المعلمين وعلي كل من هو في مسئولية... كل هؤلاء عليهم أن يقولوا كلمة الحق, وأن يشهدوا لوصايا الله في العالم... ومثل هؤلاء يكون كلامهم في قول الحق أفضل من الصمت.

    فليعطنا الرب أن نعرف كيف ومتى نتكلم, وليعطنا الكلمة التي تتفق ومشيئته الصالحة... ولا ترجع فارغة. بل تثمر ثمرا في قلوب الناس.

    +++
                  

08-25-2013, 11:45 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    احبائى الكرام ...

    الآن أبونا مكارى على قناة الكرمة ..

    ومن على هذا الرابط .

    http://alkarmatv.com/alkarma-tv-live-streaming

    الرب يبارك حياتكم ...
    أخوكم وعمكم العجوز
    ارنست
    +++
                  

08-26-2013, 06:11 PM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الاثنين)
    26 أغسطس 2013
    20 مسرى 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 4 : 3 ، 4 ، 7 ، 8 )
    اعلموا أنَّ الربَّ قد جعلَ بارهُ عجباً. الربُّ يستجيبُ لي إذا ما صرختُ إليه. قد ارتسم علينا نور وجهك ياربُّ. أعطيتَ سروراً لقلبي. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 10 : 24 ـ 33 )
    ليس التِّلميذ أفضل من معلِّمه، ولا العبد أفضل من سيِّده. يكفي التِّلميذ أن يَصير كمعلِّمه والعبد مثل سيِّده. إن كانوا قد لقَّبوا ربَّ البيت بعلزبول، فكم بالحريِّ أهل بيته. فلا تخافوهم. لأن ليس خفيٌّ إلا ويستعلَن ولا مكتومٌ إلا ويُعــرَف. الذي أقـوله لكم في الظُّلمـة قولـوه في النُّور، والذى تسمعونه بآذانكم نادوا به على سـطوحكم، ولا تخافوا من الذي يقتلُ جسـدكم ونفسـكم لا يقدرون أن يقتلوها، بل خافوا بالحريِّ من الذي يقدر أن يُهلِك النفس والجسد كليهما في جهنَّم. أليس عصفوران يُباعان بفلس؟ وواحدٌ منهما لا يسقط على الأرض بدون إرادة أبيكم الذي في السموات. وأمَّا أنتم فحتَّى شعور رؤوسكم جميعها مُحصاةٌ. فلا تخافوا إذاً. أنتم أفضل من عصافير كثيرة. فكل مَن يعترف بي قُدَّام النَّاس أعترف أنا أيضاً به قُدَّام أبي الذي في السَّموات، ومَن ينكرني قُدَّام النَّاس أُنكِره أنا أيضاً قُدَّام أبي الذي في السَّموات .
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 112 : 1 )
    سبِّحوا الربَّ أيُّها الفتيان. سبِّحوا لاِسم الربِّ. ليَكُـنْ اسم الربِّ مُباركاً. من الآن وإلى الأبدِ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا مرقس البشير ( 8 : 34 ـ 9 : 1 )
    ودعا الجمع وتلاميذه وقال لهم: " من أراد أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. لأن مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلِكها، ومن يُهلِك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يُخلِّصها. لأنه ماذا ينتفع الإنسـان لـو ربح العالم كلَّه وخسر نفسه؟ أو ماذا يُعطِي الإنسان فداءً عن نفسه؟ لأن من يخزى بأن يعترف بى وبكلامي في هذا الجيل الفاسد والخاطئ، فإن ابن البشر أيضاً يستحي به متى جاء في مجد أبيه مع ملائكته القدِّيسين ". وكان يقول لهم: " الحقَّ أقول لكم: إن قوماً من القيام ها هنا لا يَذُوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوَّة ".
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية
    ( 8 : 14 ـ 27 )
    لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أولاد الله. إذ لم تأخذوا روح العبوديَّة أيضاً للخوف، بل أخذتم روح التَّبنِّي الذي به نصرخ: " يا أَبَا الآب ". الرُّوح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كنَّا أولاداً فنحن ورثةٌ أيضاً، وورثة الله وشركاء المسيح في الميراث. إن كنَّا نتألَّم معه لكي نتمجَّد أيضاً معه. لأني أظُن أن آلام هذا الزَّمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا. لأن انتظار الخليقة يتوقَّع استعلان أبناء الله. لأن الخليقة قد أُخضِعت للباطل لا عن إرادة، بل من أجل الذي أخضعها على الرَّجاء. لأن الخليقة نفسها أيضاً ستُعتق من عبوديَّة الفساد إلى حرِّية مجد أولاد الله. فإننا نعرف أن كلَّ الخليقة تئنُّ وتتمخَّض معاً حتى الآن. وليس هى فقط، بل نحن أيضاً الذين لنا باكورة الرُّوح، نحن أنفسنا أيضاً نئنُّ في أنفسنا، متوقِّعين التَّبنِّي فداءَ أجسادنا. لأننا بالرَّجاء خَلَصنَا. ولكنَّ الرَّجاء المنظــور ليس رجاءً، لأن ما ينظره أحدٌ فإياه يرجو أيضاً ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقَّعه بالصَّبر. وكذلك الرُّوح أيضاً يُعضِّد ضعفنا، لأننا لسنا نعلم ما نُصلِّي لأجله كما ينبغي. ولكن الرُّوح نفسه يشفع فينا بتنهُدات لا يُنطَق بها. ولكنَّ الذي يَفحص القلوب يعلم ما هو فكر الرُّوح، لأنه تشفع لله عن القدِّيسين.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 2 : 11 ـ 17 )
    أيُّها الأحبَّاء، أطلب إليكم كغرباء ونزلاء، أن تبتعدوا عن الشَّهوات الجسديَّة التى تُقاتِل النَّفس، وأن يكون تصرفكم حسناً بين الأُمم، لكى يكونوا فيما يتكلمون به عليكم كفاعلي شرٍّ، إذ يَرون أعمالكم الصالحة يُمجِّدون الله في يوم الافتقاد. فاخضعوا لكل ترتيب بشريٍّ من أجل الربِّ. إن كان للملك فكمَن هو فوق الكلِّ، أو للولاة فكمُرسَلِينَ منه للانتقام من فاعلي الشرِّ، وللمدح لفاعلي الخير. لأن هذه هى إرادة الله: أن تصنعوا الخير لكى تسدُّوا جهالة النَّاس الأغبياء. كأحرار، ولا تكن حريتكم كستار للشرِّ، بل كعبيد لله. أَكرموا كل واحد. حبُّوا الإخوة. خافوا الله. أَكرموا الملك.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 19 : 11 ـ 20 )
    وكان الله يصنع على يدي بولس قوَّاتٍ كثيرة، حتَّى أنهم كانوا يأخذون عمائماً وخِرقاً من على جسده ويضعونها على المرضى، فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشِّرِّيرة.فابتدأ قومٌ من اليهود الطَّوَّافين المُعَزِّمِينَ أن يُسمُّوا باسم الربِّ يسوع على الذين بهم الأرواح الشرِّيرة قائلين: " نستحلفكم بالربِّ يسوع الذي يَكرز به بولس! " وكان سبعة بنين لواحد يُدعَى سكاوا، يهوديّ رئيس كهنة يفعلون هذا. فأجاب الرُّوح الشرِّير وقال لهم: " أمَّا يسوع فأنا أعرفه، وبولس أنا أَعْلَمُهُ، أمَّا أنتم فمَن أنتم؟ " فوثب عليهم الرجل الذي كان به الرُّوح الشِّرير، وتسلط عليهم وقوي عليهم، حتى هربوا من ذلك البيت عراة مشدوخي الرؤوس. وصار هذا ظاهراً لجميع اليهود واليونانيِّين السَّاكنين في أفسس. فوقع خوفٌ على جميعهم، وكان اسم الربِّ يسوع يتعظَّم. وكان كثيرون من الذين آمنوا يأتون مُعترفين ومُخبرين بأفعالهم، وكان كثيرون من الذين يستعملون السِّحر يُقدِّمون كتبهم ويحرقونها أمام الجميع. وحسبوا أثمانها فوجدوها تُقدر بخمسة ربوات من الفضَّة. هكذا كانت كلمة الربِّ تنمو وتقوى بشدَّةٍ.
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ..
    اليوم العشرون من شهر مسرى المبارك
    نياحة السبعة فتية بالكهف في أفسس
    فى مثل هذا اليوم من سنة 252م استشهد الفتيان السبعة القديسين الذين من أفسس: مكسيموس، مالخوس، مرتينيانوس، ديوناسيوس، يوحنا، سرابيون، قسطنطين. وكانوا من جند الملك داكيوس وقد عينهم لمراقبة الخزينة الملكية. ولما أثار عبادة الأوثان، وشيَّ بهم لديه. فالتجأوا إلى كهف خوفـاً من أن يضعفوا فينكـروا السـيد المسـيح. فعَلِم الملك بذلك وأمـر بسد باب الكهف عليهم. وكان واحداً من الجند مؤمناً بالسيد المسيح. فنقش سيرتهم على لوح من نحاس وتركه داخل الكهف. وهكذا أسلم القديسون أرواحهم الطاهرة. وأراد اللـه أن يكرمهم كعبيده الأمناء، فأوحى إلى أسقف تلك المدينة عن مكانهم. فذهب وفتح باب الكهف فوجد أجسادهم سليمة، وعرف من اللوح النحاس أنه قد مضى عليهم نحو مئتي سنة. وكان ذلك في عهد الملك ثاؤذوسيوس الصغير. كما عرفوا من قطع النقود التي وجدوها معهم وعليها صورته أنهم كانوا في أيام داكيوس. صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.

    من مزامير أبينا داود النبي ( 65 : 11 ، 12 )
    جُزنا في النَّار والماء. وأخرجتنا إلى الراحة. أَدخل إلى بيتكَ بالمُحرَقاتِ. وأُفيكَ النذورَ التي نَطَقت بها شفَتاي. هللويا.

    من إنجيل معلمنا لوقا البشير ( 21 : 12 ـ 19 )
    وقبل هذا كلِّه يُلقونَ أيديهم عليكم ويطردونكم، ويُسلِّمونكم إلى مجامع وتُحبَسون، وتُقدَّمون أمام ملوك وولاة من أجل اسمي. فيكون لكم ذلك شهادةً. فضعوا إذاً في قلوبكم أن لا تهتمُّوا من قبل بما تحتجُّون به، لأني أنا أُعطيكم فماً وحكمة التي لا يقدر جميع مُعانديكم أن يُقاوموها أو يُناقضوها. وسوف تُسلَّمون من الوالدين والإخوة والأقرباء والأصدقاء، ويقتلون منكم. وتكونون مُبغَضِين من الجميع من أجل اسمي. وشعرة من رؤوسكم لا تسقط. بصبركم تقتنون أنفسكم.
    ( والمجد للـه دائماً )
    +++
                  

08-27-2013, 11:22 AM

Sudany Agouz
<aSudany Agouz
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 9014

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: +++ عدتُ الى المنبر هذه المرة لأبشر بالمسيحية (الجزء الثانى) +++ (Re: Sudany Agouz)

    إصحوا
    وإسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو. ( 1 بط 5 : 8 )

    (يوم الثلاثاء)
    27 أغسطس 2013
    21 مسرى 1729

    من مزامير أبينا داود النبي ( 67 : 24 ـ 25 )
    تُبادِرُ الرؤساءُ إلى كلِّ المُرتِّلين، في وسطِ صبايا ضارباتٍ بالدفوفِ. في الكنائس باركوا اللـه، والربُّ مِن ينابيع إسرائيلَ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 26 : 6 ـ 13 )
    وفيما كان يسوعُ في بيتِ عنيا في بيتِ سمعان الأبرص، جاءت إليه امرأةٌ معها قارورةُ طيبٍ كثير الثَّمن، فسكبتهُ على رأسِهِ وهو مُتَّكئٌ. فلمَّا رأى تلاميذهُ ذلك تقمقموا قائلين: " لماذا كان هذا الإتلافُ ؟ لأنَّه كان يُمكن أن يُباع هذا بكثيرٍ ويُعطى للفُقراءِ ". فعلِمَ يسوعُ وقال لهم: " لماذا تُتعبونَ المرأةَ ؟ فإنَّها قد عمِلَت بي عملاً حسناً ! لأنَّ الفُقراء معكُم في كلِّ حينٍ، وأمَّا أنا فلستُ معكُم في كلِّ حينٍ. لأنَّ هذه قد سَكَبَت هذا الطِّيبَ على جسدي لتَكْفيني. الحقَّ أقولُ لكُم : حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كلِّ العالم يُخبرْ أيضاً بما فعلتهُ هذه المرأة تذكاراً لها.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من مزامير أبينا داود النبي ( 8 : 2 ، 3 )
    مِن أفواهِ الأطفال والرُّضعان هيأتَ سُبحاً، لأنِّي أرى السَّمَواتِ أعمالَ يديكَ، والقمر والنجوم أنتَ أسَّستَها. هللويا.
    إنجيل باكر
    من إنجيل معلمنا يوحنا البشير ( 4 : 15 ـ 24 )
    قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أعطني هذا الماء لكي لا أعطشَ ولا آتي إلى هنا لأستقيَ ". قال لها يسوعُ: " اذهبي وادعي زوجكِ وتعاليْ إلى هنا ". أجابت المرأةُ وقالت: " ليسَ لي زوجٌ ". قال لها يسوعُ: " حسناً قلتِ ليسَ لي زوجٌ ، لأنَّه كان لكِ خمسةُ أزواجٍ، والَّذي معكِ الآنَ ليسَ هو زوجكِ. هذا قُلتِ بالصِّدقِ ". قالت له المرأةُ: " يا سيِّدُ أرى أنَّك نبيٌّ! آباؤُنا سجدوا على هذا الجبل، وأنتُم تقولون إنَّ موضع السجود في أورشليمَ الذي ينبغي أن يُسجدَ فيهِ ". قال لها يسوعُ: " يا امرأةُ، صدِّقيني أنَّه تأتي ساعةٌ، حتَّى أنَّه لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم يُسجد للآب. أنتم تسجدونَ للذي لا تعرفونه. أمَّا نحن فنسجُد للذي نعرفه. لأنَّ الخلاصَ هو من اليهود. ولكن ستأتي ساعةٌ ، وهيَ الآن، حين السَّاجدون الحقيقيُّونَ يَسجدون للآب بالرُّوح والحقِّ، لأنَّ الآب أيضاً يطلب مثل هؤلاء الذين يسجدون له. الله روحٌ هو. والذين يسجدون له يجب أن يسجدوا بالرُّوح والحقِّ.
    ( والمجد للـه دائماً )

    من رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس
    ( 5 : 8 ـ 21 )
    سيروا إذاً كأولاد النُّور. لأنَّ ثمرَ الروح هو في كلِّ صلاحٍ وبرٍّ وحقٍّ. مُختبرين مَا هو مَرضيٌّ عند الرَّبِّ. ولا تشتركوا في أعمال الظُّلمة غير المُثمرةِ بل بالحريِّ وبِّخوها. لأنَّ الأمور التي يفعلونها سرّاً ، ذكرُها أيضاً من العار. ولكنَّ كلَّ ما يوبِّخهُ النُّور يُعلن. لأنَّ كلَّ ما أُظهِرَ فهو نورٌ. ومن أجل هذا يقول: " قُم أيُّها النَّائم وقُمْ واقفاً من بين الأمواتِ فيُضيءَ لكَ المسيحُ ". فانظروا الآن يا إخوتي نظراً شافياً بالتَّدقيق كيف تسيرون لا كجهلاء بل كحكماء. مُفتدين الوقت لأنَّ الأيَّام شرِّيرةٌ. من أجل هذا لا تكونوا أغبياء بل افهموا ما هيَ إرادة الرَّبِّ. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه عدم الصحة بل كونوا كاملين بالرُّوح، ومكلِّمين أنفسكم بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وتراتيل روحيَّة، مُسبِّحين ومُرتِّلين للربِّ في قلوبكم. شاكرين كلَّ حينٍ على كلِّ شيءٍ في اسم ربِّنا يسوع المسيح واللـه الآب. خاضعين بعضكم لبعض في خوفِ المسيح.
    ( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )

    من رسالة بطرس الرسول الأولى
    ( 3 : 5 ـ 14 )
    لأنه هكذا كانت قديماً النِّساءُ القدِّيساتُ أيضاً المتوكِّلاتُ على الله ، يُزيِّنَّ أنفسهنَّ خاضعاتٍ لرجالهنَّ، كما كانت سارةُ تُطيعُ إبراهيم وتدعوه سيِّدى. التي صرتُنَّ لها أولاداً ، صانعاتٍ الخير، وغير خائفاتٍ خوفاً من أحد البتَّة.كذلك أنتم أيضاً أيُّها الرِّجالُ ، كونوا ساكنينَ معهُنَّ عالمين أن النِّساء آنية ضعيفة، مُعطينَ إيَّاهُنَّ كرامةً، كالوارثاتِ أيضاً نعمة الحياة بأي نوع لكي لا تُعاقَ صلواتكُم. والنهايةُ، كونوا جميعاً برأي واحدٍ، وكونوا مشتركين في الآلام. وكونوا مُحبيِّن الإخوة رحومين مُتواضعين، غير مُجازينَ عن شرٍّ بشرٍّ أو عن شتيمةٍ بشتيمةٍ، بل بالعكس مُبارِكينَ، لأنكم لهذا الأمر دُعيتم لكي ترثوا البركة. لأنَّ من أراد أن يُحبَّ الحياة ويرى أيَّاماً صالحةً، فليكفُفْ لسانهُ عن الشَّرِّ وشفتيه من أن يَتكلما بالمَكْرِ، وليَحِد عن الشَّرِّ ويصنع الخير، وليطلُب السَّلام ويَجِدَّ في أثرهِ. لأنَّ عيني الرَّبِّ تنظران الأبرارُ وأُذنيهِ تنصتان إلى طلبهم، وأمَّا وجه الرَّبِّ ضدُّ فاعلي الشَّرِّ.فمن ذا الذي يمكنه أن يؤذيكم إذا كنتم غيورين على الخير؟ ولكن وإن تألَّمتُم من أجل البرِّ، فطوباكم. وأمَّا خوفهُم فلا تَخافوهُ ولا تضطربوا.
    ( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأما من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )

    فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
    ( 21 : 5 ـ 14 )
    ولكن حدث لمَّا استَكملنَا الأيَّام خرجنا ومشينا، وهم يُشيِّعوننا، مع نساءٍ أيضاً وأولادهم إلى خارج المدينة. فجثونا على رُكبنا على الشَّاطئ وصلَّينا. ولمَّا ودَّعنا بعضنا بعضاً ركبنا السفينة. وأمَّا أولئك فرجعوا إلى خاصَّتهم.وأمَّا نحن فأقلعنا من صور، وأقبلنا إلى بتولمايس ( عكا ) فسلَّمنا على الإخوة وأقمنا عندهم يوماً واحداً. ثم خرجنا في الغد وجئنا إلى قيصريَّة، فدخلنا بيت فيلُبُّس المُبشِّر، إذ كان واحداً من السَّبعة وأقمنا عنده. وكان لهذا أربع بناتٍ عذارى كنَّ يتنبَّأنَ. وبينما نحن مُقيمونَ هناك أيَّاماً كثيرةً، جاء واحد من اليهوديَّة نبيٌّ اسمه أغابوس. فجاء إلينا، وأخذ منطقة بولس، وربط يَدَيْ نفسه ورجليه وقال : " هـذا ما يقوله الرُّوح القـدس : إن الرَّجُـل الذي له هذه المِنْطَقَةُ، سيربُطهُ اليهود هكذا في أورشليم ويُسلِّمونه إلى أيدِي الأُمَم ". فلمَّا سمعنا هذا طلبنا إليه نحنُ والإخوة الذين في ذلك المكان أن لا يصعد إلى أورشليم. حينئذٍ أجاب بولس وقال: " ماذا تفعلون؟ تَبْكُونَ وتُحزنون قلبي، لأنِّي مُستعدٌّ ليس أن أُربط فقط، بل مُستعدٌّ أن أموتَ أيضاً في أورشليم لأجل اسم الربِّ يسوع ". ولمَّا لم يُقنَع سكتنا قائلين: " لتكن إرادةُ الربِّ ".
    ( لم تزل كلمة الرب تنمو وتكثر وتعتز وتثبت، في بيعة اللـه المقدسة. آمين. )
    حدث فى مثل هذا اليوم ...
    اليوم الحادي والعشرون من شهر مسرى المبارك
    1. تذكار السيدة العذراء والدة الإله.
    2. نياحة القديسة ايريني.
    1ـ في هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار القديسة كلية الطهر الزكية " مريم والدة الإله الكلمة ". التي تشفع فينا أمام ابنها الحبيب.صلاتها تكون معنا. آمين.
    2ـ وفي مثل هذا اليوم أيضاً تنيحت القديسة ايريني ( أي السلامة ). كانت ابنة ملك وثني يدعى ليكينيوس. وكانت فريدة في جمالها الطبيعي، ولمحبة والدها لها بنى لها قصراً حصيناً. وجعل معها ثلاث عشرة جارية لخدمتها، والسَّـهر على حـراسـتها، حفظـاً لها ممـا يُفســد بهـاء شــرف عائلتـها. وكـان عمرها وقتئذ ست سنوات، وقد ترك لها بعض التماثيل لتسجد لها وتعبدها، وعين لها شيخاً معلماً حكيماً لتعليمها. وحدث أن رأت القديسة في رؤيا حمامة وفي فمها ورقة زيتون. نزلت ووضعتها على المائدة أمامها. ثم هبط نسر ومعه إكليل وضعه على المائدة أيضاً. وبعد ذلك جاء غراب ومعه ثعبان ووضعه على المائدة. فجزعت من هذه الرؤيا، وقصتها على المُعلم الذي كان مسيحياً ـ دون أن يعرف والدها ذلك ـ فأجابها: " أن الحمامة هي تعليم الناموس. وورقة الزيتون هى المعمودية. والنسر هو الغلبة. والإكليل هو مجد القديسين. والغراب هو الملك. والثعبان هو الإضطهاد، وختم قوله بأنه لابد لها أن تُجاهد في سبيل الإيمان بالسيد المسيح ".زارها أبوها ذات يوم وعرض عليها الزواج من أحد أولاد الأمراء، فطلبت منه مهلة ثلاثة أيام لتفكر في الأمر. ولما تركها أبوها دخلت إلى التماثيل، وطلبت منها أن ترشدها إلى ما فيه خيرها فلم تجبها. فرفعت عينيها إلى السماء وقالت: " يا إله المسيحيين أهدني إلى ما يرضيك ". فظهر لها ملاك الرب وقال لها: " سيأتيك غداً أحد تلاميذ بولس الرسول، ويعلمك ما يلزم ثم يعمدك ". وفي الغد أتاها القديس تيموثاوس الرسول وعلمها أسرار الديانة وعمدها، ولما علم أبوها بذلك استحضرها، وإذ تحقق منها اعترافها بالسيد المسيح أمر بربطها في ذنب حصان جموح ثم أطلقه. غير أن اللـه حفظها فلم ينلها أذى. بل أن الحصان نفسه عاد وقبض بفمه على ذراع والدها، وطرحه على الأرض فسقط ميتاً. وبصلاة ابنته القديسة قام حياً، وآمن هو وامرأته وثلاثة آلاف نفس، ونالوا سر العماد المقدس. وقد شرف اللـه هذه القديسة بصنع آيات كثيرة، أمام ولاة وملوك حتى آمن بسببها كثيرون. ولما أكملت جهادها تنيحت بسلام. صلاتها تكون معنا. ولربنا المجد دائماً. آمين.


    من مزامير أبينا داود النبي ( 44 : 16 )
    يُدخلنَ إلى المَلكِ عذارى في إثرِها. جميعُ أقربائها إليه يقدَّمْنَ. يَبلُغنَ بفرحٍ وابتهاجٍ يَدخُلنَ إلى هيكلِ المَلكِ. هللويا.

    من إنجيل معلمنا متى البشير ( 25 : 1 ـ 13 )
    حينئذٍ يُشبهُ ملكوت السَّمَوات عشر عذارى، أخذن مصابيحهُنَّ وخرجن للقاء العريس. وكان خمسٌ منهُنَّ جاهلاتٍ، وخمسٌ حكيماتٍ. أمَّا الجاهلاتُ فأخذنَ مصابيحهُنَّ ولم يأخذنَ معهُنَّ زيتاً، وأمَّا الحكيماتُ فأخذن زيتاً في آنيتهنَّ مع مصابيحهنَّ. وإذ أبطأ العريسُ نعسنَ جميعهنَّ ونِمنَ. ففي منتصف اللَّيل صار صراخٌ: هوَذا العريس قد أقبل، فاخْرُجنَ للقائهِ! حينئذٍ قامت جميع أولئك العذارى وزينَ مصابيحهنَّ. فقالت الجاهلات للحكيمات: أعطيننا من زيتكنَّ فإنَّ مصابيحنا تنطفئُ. فأجابت الحكيمات قائلاتٍ: لعله لا يكفي لنا ولكنَّ، فالأحرى أن تذهبن إلى الباعة وابتعنَ لكُنَّ. وفيما هُنَّ ذاهباتٌ ليبتعنَ جاء العريسُ، والمستعدَّاتُ دخلنَ معه إلى العُرس، وأُغلق الباب. وأخيراً جاءت بقيَّة العذارى أيضاً قائلاتٍ: ياربنا ياربنا افتح لنا. فأجاب وقال الحقَّ أقول لكُنَّ: إنِّي لا أعرفكُنَّ. فاسهروا إذاً لأنَّكُم لا تعرفونَ اليومَ ولا السَّاعةَ.
    ( والمجد للـه دائماً)
    +++
                  


[رد على الموضوع] صفحة 8 „‰ 16:   <<  1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de