ضباط الشرطة و الصالح العام (الملف الثانى)......

Quote: نضال الكلمة وحين تكون الكلمة صادرة عن منهج الله ومبنية على هدف شرعي ، فهي كلمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبلاغ المبين ، وهي من الجهاد في سبيل الله ، وكلمة حق عند سلطان جائر ، وأمر بصدقة أو إصلاح بين الناس ، أو دفع مظلمة وقعت على مظلوم وتعرية كذبه في بريء وبيان للحقيقة بعد أن حاول منطق التضليل والزيف تشويه الحقائق ، وخلط الأوراق والتلاعب بالمفاهيم والقيم والمبادئ . لقد كانت الكلمة وسيلة الأنبياء في دعوة أقوامهم ، وهي كذلك أداة العلماء والمصلحين في كل زمان ومكان ، استخدموها خطابةً وموعظةً وكتابة وشعرا ونثراً . وكانت الكلمة حمالة هموم الجماهير في كل زمان فعبرت عن مظالمهم وأحوالهم وكان نتيجتها أن حدثت الثورات وتغيرت الأوضاع وزال الإستبداد وحل بدلاً عنه الحكم الشوروي الجماهيري . لقد كانت الثورات تنشأ نتيجة كلمة وتنطفئ إثر أخرى ، وتنشأ النزاعات بين الجماعات أو يحصل الوفاق والوئام بتأثير كلمة قيلت هنا أو هناك . لهذا تظهر أهمية الكلمة ومسئولياتها في إشارة النبي صلى الله وعليه وآله وسلم إليها بقوله (إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما تبين فيها ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ) صحيح مسلم . وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( إن العبد ليتكلم بالكلمه من رضوان الله لايلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقى لها بالاً يهوي بها في جهنم ) رواه البخاري . وقد أنزل الإسلام الكلمة منزلة عظيمة ، فبالكلمة يدخل الإنسان الإسلام ، وبها يخرج منه ، وبها يتزوج أمرأته ويطلقها بكلمة ، ويبيع بالكلمة ويشتري بالكلمة ويثبت الحق أمام القضاء بكلمة وينتفي بكلمة ، وتحدث الفتنة بين الناس ويقع الإرجاف في الصفوف بسبب كلمة أو كلمات تسري بين الصفوف يتناقلها الناس رجالاً ونساءً فتحدث فيهم أثراً بالغاً. والكلمة الصادقة جهاد في سبيل الله وسهم صائب على الأعداء ، قال صلى الله عليه وسلم :(إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه ) ودور الكلمة كبير في كشف المغالطات ، وقلب الحقائق وتزييف الوعي ، وقد اعتمدت عليها الدول والمنظمات والتكتلات واستحدثوا لأجلها وسائل كبيرة وعملاقة ، وأنفقوا من أجلها المبالغ الضخمة والميزانيات الكبيرة ، وما الفضائيات والإنترنت ، والصحافة إلا وسائل حمل الكلمة وتوصيلها إلى المستهدفين .