جريمة قتل مع سبق الاصرار و الترصد (محضر وقائع حقيقية)

Quote: وصلتني رسالة من أخ عزيز يقيم احدي الدول العربية يقول فيها: " اخي الدكتور ابوبكر، اشكرك علي فتح هذا الموضوع المحبط للهمم والروح ويذكرني شخصيآ باسوأ ايام حياتي والتي كنت فيها مجندآ بمعسكر (العيلفون) وكنت شاهدآ علي جريمة اغتيال بعض زملائي المجندين والذين بعضهم كانوا تحت سن العشرين عامآ، ورايتهم يتساقطون صرعي بالرصاص او غرقي بالنيل. كنت وقبل الحادث بساعات اتحدث مع بعض الزملاء عن العيد الذي لابد وان نقضيه مع أهالينا،وان ادارة المعسكر لاتملك الحق في حرماننا من قضاء العيد بعيدآ عن المعسكر، وقلنا بالصوت العالي ان الجنود والضباط بالقوات المسلحة ياخذون (اجازة العيد) وهذا عرف متعارف عليه منذ ان انشئت وزارة الدفاع زمن الانجليز، وبالتالي مايسري علي الضباط الجنود يسري بصورة اتوماتيكية علي المجندين، ***- وارتفعت الاصوات محتجة علي وجودنا بالمعسكر ايام العيد، وارتفع الاصوات لتاخذ شكلآ اخر من اشكال العصيان، وقررت الاغلبية ان تفر من المعسكر وتكسر الاوامر، وبالفعل اندفعت مجموعة اولي من المجندين نحو الابواب للفرار منها، وماهي الالحظات حتي انهمر عليهم مطر غزير من المدافع الرشاشة فسقطوا في الحال، بدأ الذعر يدب في قلوب الاخرين الذين لم يكن من حل امامهم الا النجاة بجلدهم ففروا في اتجاه النيل، وهناك غرق من لايعرف السباحة، وتواصل حصد الباقيين بدم بارد من قائد المعسكر الذي لم يهمه اطلاقآ كم عدد القتلي والجرحي، ***- وبعدها تراكمت الجثث بالاكوام، ووقف كمال يعاينها وكان متوترآ ومذهولآ اذ لم يصدق ان القتلي بهذا الحجم!! ***- في عام 2006 عندما زار كوفي عنان الأمين السابق للامم المتحدة منطقة دارفور وعاين اوضاع اللاجئيين فيها، قمت انا بنفسي بتسليمه ملفآ كاملآ بحادثة (مجزرة العيلفون) وبها كل اسماء الضحايا والجرحي، واسماء الكبار الذين كانوا وقتها يشرفون علي المعسكر،وايضآ اسم من اصدر اوامر باطلاق الرصاص، هو ملف استغرق مني لاكماله نحو ثلاثة اعوام كاملة تجميع اسماء من تضرروا في الحادث. ومعي اربعة نسخ من هذا الملف انوي باذن الله بعد اضافة بعض التفاصيل ان اقدمها للجهات القضائية الدولية، اسوة بالملفات التي قدمت من قبل لمحكمة العدل الدولية لمحاكمة جنرالات سيـراليون الذين ايضآ استغلوا الاطفال والشباب في حروبهم، وقاموا باغتيالات لمجندين بنفس الشكل الذي جري بمعسكر )العيلفون)!! ***- ان وجودي بهذه الدولة العربية يمنعني وان اقوم بنشر ماعندي من وثائق ولااعتقد انه هناك جريدة عربية تجرؤ علي نشر مابالملف. ولكن هذا لن يمنعني مستقبلآ وان احاول نشر ماعندي.