أرثر غابريال يفوز بمنحة آفاق لكتابة الرواية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2014, 03:35 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أرثر غابريال يفوز بمنحة آفاق لكتابة الرواية

    أرثر غابريال يفوز بمنحة آفاق لكتابة الرواية

    جوبا: المصير :

    تم الإعلان رسمياً يوم أمس الجمعة عن فوز الكاتب والروائي آرثر غابريال ياك مع كتاب آخرين بجائزة برنامج آفاق لكتابة الرواية والذي تم اطلاقه بالشراكة مع محترف نجوى بركات، وتم إعلان آرثر غابريال ضمن ثمانية كتاب اختيروا بعد أن تقدم للبرنامج في دورته الأولى 291 كاتباً من عدة دول، حيث شارك غابريال بمشروع روايته (يوم انتحار عزرائيل)، وسيقوم البرنامج بطباعة الرواية وتوزيعها لكافة دول العالم، بالإضافة إلى منح كاتبها جائزة مالية مقدرة لم يتم الاعلان عنها بعد، هذا ومن المنتظر أن يشارك غابريال في أول ورشة للبرنامج منتصف الشهر القادم في العاصمة اللبنانية بيروت، بالإضافة إلى ثلاث دول أخرى سيتم الاعلان عنها لاحقاً.

    الجدير بالذكر أن أرثر غابريال ياك يشغل الآن منصب مدير مركز النيل الثقافي وهو خريج كلية البيطرة بجامعة القاهرة، وصدرتُ له مجموعة قصصية بعنوان (لا يهم فأنت من هناك)، وقد أنهى قبل شهر من الآن كتابة روايته الأولى المعنونة باسم (قيامة الزعيم)، وقد نشرتُ قصصه في العديد من الصحف والمجلات المتخصصة والالكترونية.
                  

04-26-2014, 03:38 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أرثر غابريال يفوز بمنحة آفاق لكتابة الرواية (Re: Deng)

    مبروك للكاتب الروائي أرثر قابريال ياك.
                  

04-26-2014, 03:51 PM

Zakaria Joseph
<aZakaria Joseph
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 9005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أرثر غابريال يفوز بمنحة آفاق لكتابة الرواية (Re: Deng)

    مبروك لارثر قبريال.
    شكرا دينق.
                  

04-26-2014, 04:01 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أرثر غابريال يفوز بمنحة آفاق لكتابة الرواية (Re: Zakaria Joseph)

    اختيار صادف كاتبا ذا موهبة كبيرة. ولو كان آرثر يقرأ الآن ما أكتبه, فأتصور أن في قائمة مستقبلياته سرد آخر جميل عن سائق شاحنة في أمريكا. فقط, لا تدع العمل الإداري يختلس منك تلك المنحة الربانية. كل التوفيق. شكرا دينق.

    Quote: لا يهم فأنت من هنـــاك

    آرثر غابرييـل ياك


    قد يكون حظك كحظ الذين كانوا يضحكون على النبي نوح عندما كان يبني فلكا قبل الطوفان الإلهي العتيق، أو كحظ أومودو دونقو أوكيلو الذي أعدم رميا بثلاثة وثلاثين سهما مسموما لأنه أكل- عن طريق سحره الذي جلبه من غرب أفريقيا- قلب ابنة جاره "إسحق الفوراوي"، تماما كما تنبأت عرافة "جبل خير" التي أسلمت الروح قبل ثلاث عشرة شهرا أثيوبيا من عيد ميلادها المائة. وقد تسبر أغوار عالمك الكجوري وتغوص في بحيرة أحلامك الآسنة شابا أفريقيا شكسبيري الطراز يرتدي زى من العصر الفيكتوري ويمشي الهوينى في بهو "التن داوننج ستريت"، ربما أستقبلك عامل النظافة وسط جوقة من كورال الكنيسة الأنجيلكانية في شارع جوموكينياتا فاعتقدته القس جورج كيري، أو ربما استجبت لدعوة عابرة أفريقية بنفسجية الوجه لتناول عشاء في مطعم البيكاديلي.

    أطلقت ساقيك لريح الجليد بعد أن أطلق الحفيد الخامس ل فان جوخ كلاب حراسته لتتصيدك لأنك لا تستحق اللجوء السياسي.
    في شارع فلاحي الملمح، لا أعلم فلاح صعيدي ينحدر من صلب "رمسيس" أم فلاح قدم من منطقة بحر الجبل متطوعا في حرب الأيام الستة. لا يهم، فأنت من هناك، من مدينة جنوبية الرائحة. أذهب، فهناك ستجد المكتب الذي سمعت عنه كثيرا، بداخله أناس صفر الوجوه لا يطيقونك. أنت لاجئ سمج. هل لديك أطفال؟ كنت أعلم انك أب لأربعة شبان حتى أواخر عام 1994. لكني بعد كثير عناء علمت أن الشبان الأربعة هم أبناء شقيق كليتو جوزيف أبو شكه الذي راح ضحية مجزرة ليلة العرس في منزل بجوار محكمة نمرة 3. كان ذلك في عام 1965.

    أنت أب أو أم هذا لا يهم، المهم هو أن تذهب إلى هناك. فهؤلاء المقرفصين داخل الغرف المكندشة، والذين بلغ رزقهم على المعذبين في الأرض مبلغ السيل الزبى سيجعلون طفلك، الذي وضعته في رصيف إحدي السفارات، يتيما غير مفطوم.

    نعم لقد مت في اليوم المحدد والساعة المحددة والدقائق التي بعدد حروف اللعنة: REJECTION وحين نطق بهذه الكلمة كانت روحك قد غادرت جسدك. ما أثقل جثث اللاجئين! كانت جثتك عبءً ثقيلا على كاهلنا. الكنيسة: "ما فيش فلوس"، قال القس. شهر من الزمن الأجرب ظل جسدك مسجى داخل ثلاجة المشرحة. "عاوزين تشوفوه؟" سأل عامل المشرحة الذي كان يأكل طعام غداءه ورائحة الجثث تملأ المكان. "ماشي هات حلاوة" بصق الحانوتي على وجوهنا، وقد كان على حق فلم نكن نملك حفنة جنيهات لنشتري بها الكفن.

    هناك خلف الترابيزة، في المكتب الأنيق، في شارع فلاحي الملمح، امرأة بدينة تدخن سيجارة نظيفة تنفثها بعنجهية في سماء الغرفة. هكذا كانت تدخن جدتك "تنباك الكتكر" بشراهة عندما قالت لك، وهى تمارس شعائر شعوذتها المقدسة تحت شجرة الجميز عند ضفاف نهر الجور، إن رحلتك ستتوقف عند المنطقة التي تعقر فيها طمي النيل وتفقد أنوثتها الطاغية. سألتك البدينة بعد أن أشعلت السيجارة الثالثة: "عندك أيه مشكلة سياسية؟" فجأة تذكرت غرفة تطل على ال"سيتي بنك". منع الاغتسال، الطيارة قامت، الحرمان من التبول وقضاء الحاجة الطبيعية. ضحكت وقالت: "دي ما مشكلة سياسية"، ثم أشعلت مارلبورتها السادسة. كانت هيئتها تنطبق عليها النظرية الداروينية. "عندك علاقة بالحركة الشعبية" سألتك. تقافزت إلى ذهنك كل الأشياء الشعبية. اللجنة الشعبية التي لم توزع السكر منذ ثلاث سنين، الشرطة الشعبية، الإعدامات الشعبية الجهادية كأقصر الطرق إلى دخول الجنة. ضحكت الموظفة حتى ارتجت فرائصها سبع درجات بمقياس الأمم المتحدة. قلت الكثير: كنت أجبر على تقليد نقيق الضفادع، نهيق الحمير. ستة أشهر منعت من أداء فريضة الصلاة.

    في تلك الليلة، في مقر اللجنة القومية للانتخابات، رأيت فيما يرى النائم ـ نعم أنت وحدك رأيت ذلك، أما أنا فقد أعدمت قبل ذلك بستة أشهر في مزرعة بسوبا ـ الملك جبرائيل، هزيلا يصلي من أجلكم جميعا، حتى من أجل الذين كانوا يشرفون على تعذيبك: "عصفور" "جكس"، "بدران"، لم يعلم الملك جبرائيل أنها أسماء حركية: "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعرفون ما يفعلون "قال ذلك واختفى كسحابة صيف في الثالث من شهر مارس.

    تورد جبينك عندما نزعت الموظفة قميصك وسكبت دمعة على الطفاية. شيء واحد لم تذكره، لو ذكرته لانتفضت الموظفة والهيئات الدينية ونقابات بيع وشراء الكلى، لكنها لا تتعدى أن تكون زوبعة سكر على قعر الفنجان.

    وأنت متجه إلى الشارع نفسه، في الأوتوبيس، داهمتك أحلاما جميلة: أمريكا؟ لا في جرائم كتير. كندا؟ أيوه، لكن بس كلام البرد ما صعب. استراليا؟ أووه ده ما توب يا جيك!. نطق الموظف الدولي أسمك عاليا، الكل كان ينظر إليك وأنت تشق عباب الزحمة مخترقا الأحلام الوردية التي تعشش في أدمغتهم. نفض الظرف. أكثر من مائتين بؤبؤ عين مركزة على الورقة التي بين يديك. اختلطت الحروف عندك. تقلب الجواب رأسا على عقب، أو على قفاه، تبحث عن نظارتك الطبية في أركان جيوبك المثقوبة. في آخر لحظة تتذكر أن الشيخ "حسن" إمام مسجد القيادة العامة بالخرطوم والذي كان يشرف على تعذيبكم في سوبا قد داسها برجله.
    ـ مبروك يا...
    ـ عقبال ال Resttlement !
    ابتسامات "الهجرة إلى الشمال" ارتسمت على شفاه أطفالك. "مشروع حضاري دا كلام فاضي وخمج" عفويا خرج هذا الكلام من فمك.
    كنت تشخر شخير من سهر ليلتين دون أن يغمض له جفن.
    ـ سيبوه يا جماعة والله تعبان.
    لكنه كان قد أتى و أنت ممسكا بورقة الكشف الطبي بكلتي يديك. حينه نطق منفعلا فجاء صوته مشروخا:
    ـ يا أبو الشباب صح النوم.
    فتحت عينيك بفتور واضح وقبضة يدك اليمنى تحاول أن تمنع هواء التثاؤب من الانتشار في أرجاء المكان. غالبك النعاس مرة أخرى.
    ـ يا شاب أنت ما عاوز تدفع ولا شنو؟
    كانت بلهجة أكثر حدة هذه المرة، عدت إلى وعيك، نظرت إلى يديك، لم تكن هنالك ورقة الكشف الطبي.
    ـ يا جماعة الكشف الطبي ورقة الكشف الطبي يا جماعة.
    صرخت عاليا، ضحك الجميع، ألقيت نظرة سريعة عبر الشباك، كان النيل الأزرق هادئاً والبص ما زال في وسط كبري بري يمشي كسلحفاة في الشهر الثالث من عمرها.



    http://www.##################/sections/qissa/pages/kutab/k_qis...rthur-gabrieln03.htm


    .
    .
    .

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 04-26-2014, 04:24 PM)
    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 04-26-2014, 05:25 PM)

                  

04-26-2014, 07:00 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أرثر غابريال يفوز بمنحة آفاق لكتابة الرواية (Re: عبد الحميد البرنس)

    ألف مبروك للمبدع أرثر غابريال.

    و يبدو أن اللغة العربية التي كانت من الاسباب الرئيسة لاستقلال جنوب السودان،

    قد تقرِّب مستقبلاً المسافات بين جنوب السودان و "السودان الفضل".

    مبروك مرة أخرى.

    *استفسار جانبي للبرنس:

    هل هذه الجهة المانحة لأرثر غابريال،هي نفس التي قمت أنت بالإشارة إليها في بوستك "محسن خالد..يضحك نهارك"؟
                  

04-26-2014, 07:20 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أرثر غابريال يفوز بمنحة آفاق لكتابة الرواية (Re: osama elkhawad)

    هي نفس تلك الجهة, يا أسامة. وقد وجهت وقتها الدعوة على وجه الخصوص إلى المبدعين ممن ظل داخل السودان أويعيش في منفى وسيط مثل القاهرة, لشروطها المالية التي قد لا تتناسب مع الظرفين الحياتي والمادي لمن يعيش في الغرب أودول الخليج. وعلى العموم آرثر يستحق وأكثر. وهنا نص آخر له:


    Quote: المُشَـــوَّه

    آرثر غابرييل


    ـ مجاك..يا مجاك
    لم يجب صاحبنا على زوجه التي كانت تناديه في تلك الساعة التي أعلن فيها الكون عن ميلاد يوم قشيب وأشعة الشمس الصباحية الدافئة تتسلل عبر ثقوب تلك الستارة الشفافة لتسقط على وجهه الذي بدا كوجه من آب لتوه من معركة خاسرة. نهض من مضجعه بتراخ متكلف ليظهر لعقيلته بأنه لم يسمعها رغم تأثير ما يشبه طنين ملكات النحل علي أذنيه حين نادته بذلك الاسم الغريب. ثم اتئاد نزرا مانحا نفسه سانحة للتروي متجنبا بذلك مأزق الانزلاق في تفكير يفضي إلى عواقب تفضح تأويلاته التي ارتأى أن لا يعرب عنها الآن. وبينما صاحبنا ذلك ـ وأعتقد أن من واجبك الآن أن تعرف أسمه الذي ربما قد لا يكون غريبا عليك هو "كاميلو نتالي بازقار" ـ يقلب احتمالات أن تكون زوجه ما زالت فريسة نوبات حمى الملاريا التي جعلتها تهلوس لمدة ثلاثة ليال دون أن تتوقف عن التفوه ببعض الكلمات الغريبة والتي فسرها أحد جيراننا، بأنها كلمات لحكيم أفريقي قديم وتعني: أن تعاني من أجل سعادة الآخرين فهذه هي السعادة نفسها.
    هكذا قال جارنا منقو والذي طرد من إحدى الدول الأجنبية لأنه، وحسب تقارير شرطة تلك الدولة، متهم بممارسة الدعارة العلنية وذلك لأنه ضبط وهو يمارس العشق مع ثلاثة من الشقراوات في آن واحد وفي إحدى الحدائق العامة، دونما اكتراث لذهول السابلة الذين تسمروا في أماكنهم وهم في طريقهم إلى الكنيسة لحضور قداس يوم الأحد.

    دعنا نعود إلى كاميلو نتالي بازقار مرة أخرى، وبينما هو يقلب كل تلك الاحتمالات، باغتته زوجه مرة أخرى وهي تقول: "يا مجاك في شنو أنا ناديتك هسي مليون مرة وأنت ما داير ترد في شنو؟"
    رمقها كاميلو بازقار نتالي بنظرة عدائية لم تألفها ماريتا خلال زواجهما الذي تم بعد مجزرة ليلة العرس التي ارتكبها الجيش، فاكتفيا فقط بمراسم تقديس زواجهما في كاتدرائية المدينة دون أن يقيما حفل تتويج عرسهما خوفا من أن يحوله الجيش إلى حفل جنائزي مرة أخرى.

    ألآن فقط تأكد "كاميلو نتالي بازقار" أن المقصود ب مجاك هو نفسه، وأن زوجه لم تكن تمارس طقوس كوابيس حلم مرضها، بل كانت جادة. يا ترى من يكون مجاك هذا؟ ربما يكون شخص على علاقة سرية بزوجي. حاول كاميلو نتالي بازقار أن يجد تأويلا لذلك ولكن دون فائدة، فآثر أن لا يخوض في غمار نقاش صباحي يعكر صفو يومه، لكنه رأى في امتناعه عن السؤال عن مجاك هذا ليس إلا إهانة لرجولته وتقليلا من شأنه. خاصة عندما يعلم بذلك منقو الذي منح تأشيرة خروج بلا رجعة من تلك الدولة الأجنبية، والذي جاءه في يوم من الأيام ليتوسط في حل سوء تفاهم نشأ بينه وبين زوجه، فزاده ضغثا على إبالة حين استشاط غضبا في كاميلو بازقار نتالي قائلا:
    ـ ياخي مرتك العامله زي ابوقدح دي ما طلقها وشوف ليك غيرها.

    إحساس غريب أجتاح نفس كاميلو نتالي بازقار. فجأة وجد نفسه يرسم في مخيلته صورة ل مجاك. رأي مجاك يقبل زوجه في غرفة معيشتهما، ومن أسلوب مداعبتهما تيقن أنهما يعرفان البعض منذ أمد ليس بقريب. أعجبه ذلك المنظر، فلأول مرة يرى زوجه في مثل تلك الحالة: سعيدة ومنتعشة كأنها اكتشفت جمال الحياة لتوها. امتزجت عليه الأمور، فتارة كان يرى أن الذي يمارس الحب في حجرته ليس إلا هو نفسه كاميلو نتالي بازقار، و تارة أخرى كان يراه ذلك الشخص الذي يدعى مجاك.

    وبينما كاميلو نتالي بازقار غارقا في حلمه ذلك، حائرا، بين ما يستوجب فعله والاستمتاع في الوقت ذاته بذاك المنظر الذي قتل في نفسه غيرته كرجل، شعر بأن شخصا يهزه هزا عنيفا ومناديا إياه قائلا: "مجاك يا مجاك" نظر وعيناه تزوغان من أشعة الشمس التي أخذت الآن في الانسياب بين أوراق شجرة المهوقني وتسقط علي وجهه وهي تريد بذلك إيقاظه أيضا. فتح كاميلو نتالي بازقار عيناه ببطء الحريص على التواصل في حلمه، فرأى منقو، صديقنا المتهم بممارسة الدعارة في بلد أجنبي، واقفا فوق رأسه وهو يقول: "عليك الله يا مجاك أنت لو ما قادر ليها البيخليك تشربا شنو؟"

    ذهول ممزوج بعدم الخضوع لمؤامرة خفية تحاك ضده كان هو الإحساس الذي طغى على كاميلو نتالي بازقار وهو يرى فم صاحبنا ينطق بذلك الاسم. فأدرك أن زوجه لم تكن الوحيدة التي تناديه بهذا الاسم اليوم. ثم أدرك أيضا أن الأمر لم يكن لينحصر في مجال المعرفة الضيقة فقط بل ذهب أبعد من ذلك حين ناديته أنا بنفس الاسم رغم معرفتي به، والتي لم تدم أكثر من ليلتين.

    هرع كاميلو نتالي بازقار إلى داره وأنفاسه تكاد أن تسبقه، ودون أن يدري ألفى نفسه في وسط غرفته وهو ينظر إلى وجهه في المرآة جاهدا أن يعرف إن كان هو مجاك أم كاميلو نتالي بازقار. والحقيقة التي يجب أن تقال في مثل هذه الحالة المحيرة هو أن وجهه كان يشبه تماما وجه شخص يدعى كاميلو نتالي بازقار، وفي الوقت ذاته وبالإمعان في شكل أنفه الشاذ، والتجاعيد الصغيرة التي تزخرف عنقه تجده ودون أية ريبة بأنه ليس إلا مجاك. ولكي لا نتهم بفقدان العقل، ولممارسة الحياد التام حتى لا يتهمني صديقي بأني منحاز إلي هذا الاسم أو ذاك، يجب أن أقول وبذكر الاسمين معا أن كاميلو نتالي بازقاز ومجاك هذا لم يعرف أيهما أسمه الحقيقي حين أمعن النظر في وجهه مرارا وتكرارا.

    "ما الفرق بين أن يكون اسمي كاميلو نتالي بازقار أو مجاك؟ هل الاسم يشبه وجهي أم وجهي يشبه اسمي؟ إن الكل الآن يناديني مجاك لذلك لا مفر لي في أن أتقبله رغما عن أنفي. ولكن ألم يكن الاسم هو هوية الإنسان؟ خمس وأربعون عاما وأنا أحمل هذا الاسم حتى أصبحت أنا الاسم والاسم أنا. فأنّ لي أن أبدل اسمي إلي مجاك رغم أني لا أشبه إلا كاميلو نتالي بازقار. لم يستطع مجاك أو كاميلو نتالي بازقار في أن يجد مخرجاً لهذه المؤامرة السرية التي حاكها الجميع ضده ببراعة. نعم الجميع: أطفاله، أقاربه وحتى أصدقاءه أصبحوا ينادونه ب مجاك.

    هكذا قبل صاحبنا بذلك الاسم مجاك مخافة أن يودع مصحة للأمراض العقلية والنفسية، خاصة عندما المح له "منقو" بذلك و أخبره أن هناك في البلدان الأجنبية مرض مشابه لمرضه ذلك، قائلا: "في إيطاليا كان في واحدة مريضة بنفس المرض. نست إسمها، والأسوأ من ذلك كانت تؤمن بأني زوجها."
    ـ وأنت سويت شنو؟
    ـ أوف كورس ما قصرت معاها. أرحم المساكين يرحمكم من في السموات.

    لذلك أيضا وحتى نلتزم الحياد كما تعهدنا سابقا، فلا بد علينا أن نسقط ذلك الاسم كاميلو نتالي بازقار لكي لا يظن مجاك بأننا معشر الرواة نشارك أهله وأصدقاءه تلك المؤامرة التي أحيكت ضده بذكاء. هكذا صار صاحبنا يحمل ذلك الاسم مجاك طيلة الفترة التي عاشها في القرية، و نسى كل امرئ أمر ذلك المجنون الذي فقد أسمه، حتى مجاك نفسه كان قد نسى أن شيئا كهذا قد حدث إليه. إلى أن أنقلب كل شيء رأسا على عقب في ذلك اليوم العابس، وأصبح مجاك نفسه على حافة الجنون. حدث ذلك عندما جاء وفد من المنظمة العالمية للصحة العقلية ويرافقهم مدير شفخانة القرية الذي كان يبدو من هيئته أقرب إلي متشرد منه إلى شخص يهتم بصحته ناهيك عن صحة أهل القرية، ونادوه مخاطبين إياه باسم غريب وهو كاميلو نتالي بازقار .

    أراد مجاك أن يشرح لهم بأنه لابد أن يكون هناك سوء في التفاهم وأن اسمه ليس كاميلو نتالي بازقار. وقبل أن يتفوه بكلمة قال له رئيس الوفد أنهم متفهمين لما حدث له طيلة هذه السنين، وأن مكتبهم القابع في صدر تلك المدينة التي بلون الثلج كان متابعا لتطورات وباء المرض النفسي الذي اجتاح كل القرية و لم ينج منه إلا شخص واحد هو كاميلو بازقار نتالي، والذي قبل على مضض أن يصبح مجاك حتى لا يثير حنق أهالي القرية الذين عانوا طوال هذه الحقبة من مرض الجنون، والذين الآن ـ بمساعدة المنظمة العالمية للصحة العقلية ـ قد استعادوا صحتهم النفسية.

    لم يقبل مجاك بذلك رغم أن كل القرية، بعد زيارة الوفد، أصبحت تناديه ب كاميلو نتالي بازقار. لم يعرف مجاك إن كان هو المجنون أم أن القرية بأكملها ما هي إلا مصحة كبيرة، ولم يعرف أن كان اسمه مجاك أو كاميلو بازقار نتالي، لكنه فقط، ودون أن يلقي بنفسه في متاهة البحث عن شخصيته الحقيقة، كان يعلم تماما بأنه ليس ب مجاك أو كاميلو نتالي بازقار، بل نسخة مشوهة من الاثنين.


    http://www.##################/sections/qissa/pages/kutab/k_qis...rthur-gabrieln01.htm
                  

04-26-2014, 09:34 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أرثر غابريال يفوز بمنحة آفاق لكتابة الرواية (Re: عبد الحميد البرنس)



    يا سلام يا دينق
    خبر جميل جداً وآرثر يستحق كل ما يجعل لديه وقت وراحة بال
    لأنه مليان ابداع.
    تحياتي له الخاصة بالله ولو عندك ايميله أرجو ارساله لي أو استأذنه
    لنشره هنا.
    يا أسامة سلام
    أمبارح في الأخبار أن حكومة ج السودان جعلت دراسة العربية اجبارية!


                  

04-26-2014, 10:02 PM

Sidig Rahama Elnour
<aSidig Rahama Elnour
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 3420

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أرثر غابريال يفوز بمنحة آفاق لكتابة الرواية (Re: Deng)

    العزيز دينق مبروك للأخ العزيز أرثر فبريــال الفوز بهذه الجائزة المستحقة فأرثر من الكتاب الذين تطورت لغتهم السردية الرشيقة بصورة ملفتة للأنظار وأكتست بالإبهار
    أرثر كان صديقاُ مقربا حينما درس معنا في كسلا الثانوية بنين ، ومن ثم تفرقت بنا السبل .. لكنني من المداومين على متابعة على نصوصه المبهرة كلما لمحت عيناي أسمه في موقع او خبر
    تحياتي له وارجو ان يمدنا بعنوانه الالكتروني إن امكن ذلك






    ***
    معذرة التعديل لتصحيح أخطاء إملائية (الكتابة من الجوال صعبة)

    (عدل بواسطة Sidig Rahama Elnour on 04-27-2014, 08:44 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de