|
السودان للجميع أم الجميع للسودان ؟
|
سؤال فيلو- سوسيولوجى
مدخل :
إذا اعتبرنا أن "السؤال" هو أول مرحلة من مراحل المعرفة وأول باب للولوج الى بدايتها، فالتفسير، وليس الإجابة، والفرق بين الإثنين شاسع وكبير، يأتى التفسير فى المرحلة الثانية من ممارسة الفعل المعرفى، ولأن الركون إلى المعنى المفهوم راحة متعبة لمن لا يسعى إلى الخوض فى خضم الأسئلة، وهو أيضا، تعب مريح للذى لا تغنيه المعانى الثابتة وجودا، من جوع معرفى يستمد مشروعيته من ضده، لأن بداهة المعنى وثباته لا يكون دائما فى حكم المسلم به عند أصحاب "التعب المريح" الذين لا يسيطر عليهم تراضى داخلى بين ما يعترك من اسئلة، ويغيب مثل هذا التراضى عند الذين تستهويهم الإجوبة المريحة، والتى هى فى الغالب معانٍ فى متناول البصر لكنها بعيدة عن منال التبصر نستصحب ما سلف أعلاه وفى الذهن تشتكل "دايلما" المعنى فى مفردة "الجميع" فإذا شئنا الركون الى طريقة أهل "الراحة المتعبة" والغريب أنهم لا يشكون من هذا التعب رغما عن أهله حادث ولا محالة، ولكن يغيب الإحساس به ربما لذات السبب الذى أحدث إختيار الراحة السهلة، إذا اخترنا هذه الطريقة ف "الجميع" تعنى كل من هم فى دائرة الحدث/الفعل المقصود، ولكنها أيضا لا تعنى "الكل" فى المطلق، وأعتقد أن أقرب المعانى هنا وأفضلها هو ما تختزنه مفردة "الجماعة" فهى قد تشكل الإطار المطلوب ليحوى "الجميع" الذين تشير إليهم اللفظة ساعة حدوث الفعل وعلى مدى زمن ثباته المستمر أو المتحول، فالجماعة بمعنى Community/Communaute قد تكون أقصر مدى فى توصيل المعنى المطلوب هنا، ولكن لا ضير فى إعتمادها طالما أن الفضاء الذى يعمل فيه الفعل يمكن أن يصل فيه هذا الفعل الى الى كل عضو فيه، وتحده أطر معروفة. ومحاولة الإمساك بمعنى مفردة "الجميع" المقصود هنا، لم تأت سعيا وراء أى من المعنيين سواء القريب السهل أو ذلك البعيد الصعب، بل للتمهيد للولوج الى ما هو خلف أكمة الإسم/الرمز، فهل ثمة فرق مثلا بين "جميع السودانيين" و "السودانيون " و "السودانيون جميعا"
من هنا تطل "دايلما" المعنى/الإجابة/التفسير بوجهها، وهذا ما قد يستطيع البعض هنا الإجابة عليه
ولكن ماذا عن الرؤية ؟
|
|
|
|
|
|