|
|
 Re: السودان للجميع أم الجميع للسودان ؟ (Re: أبوذر بابكر)
|
حيز الزمان ومدى المكان
نصب خيمة فى الصحراء أو كوخ عند منحدر الجبل أو عريشة بالقرب من "قيف" النهر، هو نقطة البدء التى سوف تتوالد من لدنها نقاط عديدة لتتلامس وتلتقى وتنتظم فى هيئة "فريق" و "حى" ثم "قرية" لتصبح بدورها نقطة بداية جديدة وتتناسل لولادة منظومة/منظومات جديدة
أما تأسيس الوطن/الكيان بمعناه الأشمل فى هيئة ثباته المكانى والزمانى الأخيرة، فذلك مشروع قد يبدأ ولكنه حتما لا ينتهى ويمكن أن يظل فكرة مطروحة الى ما شاء لها من يمسك ب "ساعة إيقاف" الوقت، يمكن تثبيته حتى يأتى أوكله هنيئا مريئا
إذن وبكل هذا وذاك، تتشكل الآن ملامح "التأسيس" لهذا الخطاب وإن كان خطابا متعدد الوجوه والأشكال والمضمون كذلك، وغائر المعنى
فهل يا ترى يكون الوضع هكذا فى السودان؟
أما الشق الأصعب من الخطاب فهو تكريس الرؤية
فمبعثه كما أظن لا يربض بعيدا عن مبعث القصد الأول، فلكل فرد من مؤسسى الكيان رؤيته للأشياء، طرحا وقناعة ورايا وممارسة فعلية، والشئ ذاته ينطبق على من يفترض فيهم إكتمال النصاب المعرفى
الآن وقد التصقت النقاط وتوالدت وشكلت مسبحة دائرية الحركة ،يمكن ومن باب واسع، أن يتم طرح العديد من الرؤى المتباينة والمتشابهة وما تحمل فى داخلها من تناقضات أو إتفاق يتشعب بدوره ويهيئ لوجود وحضور ما لم يكن فى حسبان الفكرة الأولى
جاء قوم بلغتهم ومعتقدهم ليجدوا أقواما بلغاتهم ومعتقداتهم، جاءوا ليجدوا من جاءوا اليهم وقد تلاقت وتلاصقت "نقاطهم" من قبل ربما منذ عشرات آلاف السنين، حضر القادمون الجدد بعد أن فككوا نقاطهم حيث كانوا أولا، ليعيدوا تركيبها فى مستقرهم الجديد، ولكن وفق أى شروط وتبع أى محددات ومقومات وأحكام؟
وفى سر الرؤية لاحت بوادر التفكير فى معضلة "جدادة الخلا" و "جدادة البيت؟ وعنّ السؤال عن أحقية اي من "الجدادتين" فى الإستحواذ على "قلب الديك الكبير"
ولنقفز فوق مراحل شائكة ومعروفة للجميع، لنصل إلى نتيجة الإستحواذ النهائية أو قريبا منها ربما، وقد انتهت المعضلة بإستحواذ "جدادة الخلا" بعد عمل الكثير من التعديل فى طبيعة وجودها، تصاهرا احيانا وتمازجا احيانا وعسفا وقوة فى أحايين أخرى، لتبعد فكرة ومسمى "جدادة الخلا" ولو إلى حين، تقنع نفسها أولا بها ثم سعيا لإقناع الآخرين ايضا
وربما لو كان التكريس ايجابيا بمعنى تثبيت حق "جدادة البيت" فى كل ما يتعلق بحق وواجب "جدادة الخلا" ومن ثم اضفاء معنى وروح التشارك فى ذلك التكريس، بأى طريقة كان، ربما كان الأمر ناجحا، ولكن ولأسباب معلومة للكل، سعى من سعى وأبى من أبى وتكرست قطيعة ابدية لا سبيل للفكاك منها إلا إعادة القرون إلى بداية دبيب عقارب ساعة وقتها، وهو المستحيل بعينه، ومن ثم لا تكريس الآن إلا لإستحالة وجود التوافق الغائب أو الذى غيب عمدا أو جهلا، ولا تكريس إلا لواقع التجاذب والتضاد وعدم قبول الآخر ولو فى حده الأدنى
ولا قول سوى أن السودان لم يعد للجميع، غض النظر عن شرعية إدعاء أحقيته المنقسمة لأكثر من جزء واحد، لا يجمع بينتها سوى الإسم
ولنعد السؤال مجددا
هل السودان للجميع أم الجميع للسودان؟
|
|
  
|
|
|
|
أبوذر بابكر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست