الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 04:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-15-2014, 00:05 AM

mwahib idriss

تاريخ التسجيل: 09-13-2008
مجموع المشاركات: 2802

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا (Re: mwahib idriss)

    السلفية فكر تاريخي

    يحاول الفكر السلفي إقناع من يتبناه و الآخر أن إيديولوجيته ليست غريبة على الجو الثقافي الإسلامي، و إنما تشكلت في اللحظة التأسيسية الأولى للإسلام، فهي الامتداد الطبيعي للإسلام « الصحيح »، و يبدو هذا الكلام مفهوم الأغراض، فالسلفية تحاول إثبات أصالتها، و جدارتها لوحدها لحيازة الثناء النبوي على الفرقة الناجية التي قال عنها محمد صلى الله عليه و سلم بأنها « ما أنا عليه و أصحابي »، و في الحقيقة فإن هذا التسابق المحموم على وصل المذهب بالبؤرة التاريخية التي انبثقت عنها التعاليم الإسلامية ديدن كل التيارات الايديولوجية، فهي تخفي تاريخيتها و تسدل ستارا على الملابسات التي لامست الظروف الموضوعية لانبثاقها و تشكلها، حتى تضفي الشرعية على ديمومتها، و تصله مباشرة بلحظة الرسول الكريم (ص)، و رغم كل محاولة لحصار النص و تطويقه لكي يخدم شرعية هذا الفكر أو ذاك، فإن هذه العملية القهرية ستبوء بالفشل، بل و ستؤدي إلى فوضى تنظيرية عارمة، فالشيعة سيرون في « التشيع » سنة نبوية بفهم آل البيت (و هم سلف كذلك أثنى عليهم الرسول)، كما يرى السلفيون في النبي عليه السلام سلفهم، اعتمادا على حديث يقول فيه لفاطمة عليهما السلام « إنه نعم السلف أنا لك »، و كذلك سيفعل كل الفرق الإسلامية، بحيث سيعمل كل تيار على البحث عن المفاهيم المحورية و المرتكزات الأساسية في فكرها، وظفها الرسول عليه السلام ثم تعرضها كتزكية نبوية و إشادة بهذا الفكر (15).

    إذا كان الفكر السلفي غير أصيل في الثقافة الإسلامية، أي أنه فكر ظهر في لحظة غير لحظة التأسيس، فما هي الظروف التي ولدت لنا السلفية كتيار فكري قائم على النصوصية؟

    يقول أحد الباحثين « السلفية ظاهرة عباسية » (16)، أي أنها تيار فكري ظهر أول مرة على صيغته المكتملة في الحقبة العباسية. في الحقيقة مستندات هذا الرأي قوية جدا، و لعلها المحاولة الرائدة لتفسير الظاهرة السلفية و استجلاء تاريخيتها و ارتباطها بمحيط سوسيوثقافي معين، و هي لا تنسجم مع ما انتشر في الأبحاث السوسيولوجية من التنصيص على انتشار السلفية في المناطق الهامشية حيث الثقافة المحدودة و الفقر المدقع، و لكن ظروف أخرى ثقافية اجتماعية أدت إلى تشكل هذا الفكر السلفي.

    إن بروز فكر يمطط فاعلية النص و يلغي دور العقل في المساهمة في حل إشكالات الإنسان و المجتمع، تيار غريب على الجو الثقافي الإسلامي الأصيل، على الأقل في عصر الصحابة، فهؤلاء عرف عنهم التساؤل حول مصدر المعرفة النبوية هل هي الوحي أم الرأي؟ و النبي عليه السلام كان يتفهم هذه التفرقة بين حقل يخضع لفاعلية النص، و آخر يتصدى العقل لحل مشاكله و تذليل صعابه، يقول أحدهم و هو يعبر عن هذه الحقيقة » كان المسلمون يفرقون بين مجالات الممارسة الدينية التي يكون الكتاب إطارها المرجعي، و بين مجالات الحياة التي تكون التجربة و الخبرة هما إطارها المرجعي، و هو ما تجلى في مبدأ أنتم أدرى بشؤون دنياكم » (17)، و في موضع آخر يقول » منذ اللحظات الأولى في التاريخ الإسلامي – و خلال فترة نزول الوحي و تشكل النصوص- كان ثمة إدراك مستقر أن للنصوص الدينية مجالات فاعليتها الخاصة، و أن ثمة مجالات أخرى تخضع لفاعلية العقل البشري و الخبرة الإنسانية، و لا تتعلق بها فاعلية النصوص و كان المسلمون الأوائل كثيرا ما يسألون إزاء موقف بعينه ما إذا كان تصرف النبي محكوما بالوحي أم محكوما بالخبرة و العقل.. » (18)

    وإذا كان الباحث محمد عمارة يذهب إلى أن تبلور الفكر السلفي المتسم بغلوه في النص قد تبلور بالتزامن مع فترة حكم العباسيين (فترة المأمون)، فإني أعتقد أن الظاهرة السلفية لها جذور في أواخر الخلافة الراشدة كذلك، و إن كان على شكل تمظهر فرداني غير مؤسس على قاعدة تنظيرية متينة كما كان في الفترة العباسية، إن التنصيص على تقاطع الديني و الدنيوي خدعة أموية ماكرة وظفها معاوية و عمرو بن العاص لما استشعرا دنو لحظة الانهزام في موقعة صفين الأليمة التي بغى فيها معاوية على أمير المؤمنين علي عليه السلام اشتهاء لكرسي الخلافة، فأمرا أتباعهما من الشاميين برفع القرآن الكريم على أسنة القرآن، و قد رفض علي عليه السلام في بادئ الأمر مقترح الأمويين و دعا إلى مواصلة القتال، لإيمانه بأن القرآن كتاب صامت ينطق به الرجال، أي أنه كتاب حمال أوجه كل قد يؤوله لما يخدم قضيته، من هنا فمبدأ الحاكمية ليس مبدأ خارجيا كما درج معظم الباحثين على القول، بل إنه كان يندرج تحت مخطط أموي ماكر، إنه كما قال علي « حق أريد به باطل ».

    أما التشكل الرسمي لهذا الفكر فقد كان ردة فعل على خطر كان يتهدد الأسس المعرفية للفكر الإسلامي كما اعتقد مؤسسوه، و قد كانت رَدة الفعل هذه في الحقيقة رِدة عن العقلانية التي كانت تزدهر حينئذ و تتشكل على قدم و ساق و تخطو خطى حثيثة نحو بناء المجتمع الحداثي المؤمن بالتعددية و مركزية الإنسان، لولا الانقلاب الذي قادته القوى الرجعية. لقد عمل المأمون كما هو معروف في مصادرنا التاريخية على ترجمة الموروث اليوناني، العقلاني منه خاصة، ليؤدي دور المنافح الايديولوجي عن الفكر الإسلامي ضدا على الغنوص و العرفان، يقول أحد المستشرقين : « لقد كان الغنوص يحارب الإسلام دينيا و سياسيا، و في هذا النضال استعان الإسلام بالفلسفة اليونانية، و عني بإيجاد عالم من العلوم الدينية العقلية.. فكأن الإسلام الرسمي قد تحالف إذا مع التفكير اليوناني و الفلسفة اليونانية ضد الغنوص الذي كان خليطا من المذاهب القائمة على النظر و المنطق، و على مذاهب الخلاص، و من هنا نستطيع أن نفسر حماسة الخليفة المأمون للعمل على ترجمة أكبر عدد ممكن نت نؤلفات الفلاسفة اليونانيين إلى العربية » (19).

    وحتى نقرب حيثيات ترجمة مؤلفات أرسطو من قبل المأمون، نذكر هنا بالحلم الذي رآه في منامه.

    طالعنا ابن النديم في فهرسته تحت عنوان : » ذكر السبب الذي من أجله كثرت كتب الفلسفة و غيرها من العلوم القديمة في هذه البلاد »،فكتب يقول : » أحد الأسباب في ذلك أن المأمون رأى في منامه كأن رجلا أبيض اللون مشربا حمرة واسع الجبهة مقرون الحاجب أجلج الرأس أشهل العينين حسن الشمائل،جالس على سريره،قال المأمون : كأني بين يديه قد ملئت له هيبة فقلت : من أنت؟ قال : أنا رسطاليس.فسررت به فقلت : أيها الحكيم أسألك؟ قال : سل.قلت ما الحسن؟ قال ما حسن في العقل.قلت ثم ماذا؟ قال : ما حسن في الشرع.قلت ثم ماذا؟ قال : ما حسن عند الجمهور.قلت ثم ماذا؟ قال : لا ثم لا..فكان هذا من أوكد الأسباب في إخراج الكتب ،فإن المأمون كان بينه و بين ملك الروم مراسلات،و قد استظهر عليه المأمون،فكتب إلى ملك الروم يسأله الإذن في إنفاذ ما عنده من مختار من العلوم القديمة المخزونة المدخرة ببلاد الروم.. »

    لا يهمنا كثيرا الإلمام بمدى صحة و صدق هذه الرواية،ليس من ناحية التوثيق، أي صحة السند ، بل صدق رؤية المأمون لأرسطو في منامه، إذ حتى إن كانت كاذبة، فإن ذلك لا ينقص من قيمتها كوثيقة تاريخية مهمة، تعبر عن الانشغالات الفكرية للعرب في حقبة معينة، و بالأخص عن دواعي حضور أرسطو، أقصد فلسفته، فى بلاد الإسلام. إن المأمون كخليفة مسلم كان بإمكانه أن يدعي رؤية الرسول محمد، غير أن سلطة الرسول كانت في تضاؤل رهيب عندئذ لغلبة سلطة التأويل، فالنص الديني لم يغب هكذا بإطلاقية و اختزالية، إلا أنه كان عرضة لتلاعب أمواج التأويل الذي رفعت لواءه « الباطنية » من الفرس، لذا احتاج المأمون و معه الفرقة الحاكمة عندئذ – المعتزلة – لسلطة تأويلية جديدة لرد الغزو الباطني الذي يهدد أركان الدولة العباسية، فاستنجد المأمون بأرسطو، و لأنه فيلسوف العقل و المنطق فإنه الأنسب لمقاومة الباطنية القائمة على العرفان، و التي تعتقد في نبات العلم في القلب، ما يعني استقالة العقل و اغتيال الشرع معا، إن أرسطو إذن جاء لتضميد الجراح الذي أحدثه الفكر الباطني،و الغاية من الفلسفة الأرسطية هي تقديمها كبديل للتأويلات الباطنية في قراءة النص الديني، و بالتالي الحفاظ على الدولة الإسلامية ضدا على الغزو الثقافي المانوي و الهرمسي خاصة. (20)

    لذا مع تنامي الثقافة العقلانية في الفكر الإسلامي، كانت ردة الفعل من أحمد بن حنبل و غيره من رجال الحديث و الفقهاء، حيث دعوا إلى العودة لإسلام السلف، المعتمد على النصوص و المأثورات، ضدا على الفكر العقلاني الذي أعمل العقل و التأويل في فهم النص و لم يتوقف عند ظاهرها التي توحي أحيانا في مسألة الصفات مثلا بالتشبيه و التجسيم، و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعسف كذلك على المجال الآخر الذي يخضع لفاعلية العقل، فأخضعه هو الآخر لسلطة النص حاجزا على حرية التفكير، رافضا للقياس و الرأي الذي كان منهج متكلمي المعتزلة، و رافعا من شأن النصوص و المأثورة حتى و إن كان فيها ضعف، لذا نجد منهج أحمد يقوم على خمسة أسس لا تخرج عن نطاق النص، و هي كما قال ابن قيم الجوزية :

    - النصوص.

    -أقوال الصحابة.

    - في حال اختلاف فتاوي الصحابة، انتقاء أقربها إلى الكتاب و السنة.

    - الحديث المرسل و الأحاديث الضعيفة عموما، و هو يقدمها على الرأي و القياس.

    - القياس للضرورة.

    و يبدو أن للقياس دلالة خاصة في الفكر السلفي، فهو لا يعني سوى استنباط ما هو موجود بالفعل في الشرع، فالاجتهاد في الفكر السلفي يقوم دائما على مثال سابق، و لا يكاد العقل يتحرر داخل هذا الفكر من سلطة النص، و لو تطلب ذلك لي أعناق النصوص لجعلها تطاوع قضايا ما لا يوجد في الشرع جوابها المفصل، لهذا لا يفتئ الإمام الشافعي يستدل في التمثيل لعملية القياس باكتشاف اتجاه القبلة
                  

العنوان الكاتب Date
الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-14-14, 11:48 PM
  Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-14-14, 11:52 PM
    Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-14-14, 11:57 PM
      Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-15-14, 00:00 AM
        Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-15-14, 00:02 AM
          Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-15-14, 00:05 AM
            Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-15-14, 00:09 AM
              Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-15-14, 08:19 AM
  Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا قصي محمد عبدالله04-15-14, 01:13 PM
    Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-15-14, 06:53 PM
      Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-15-14, 07:20 PM
        Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-16-14, 07:28 AM
          Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا عثمان عبدالقادر04-16-14, 10:54 AM
            Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا قصي محمد عبدالله04-16-14, 02:16 PM
      Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا قصي محمد عبدالله04-16-14, 01:46 PM
        Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-16-14, 06:04 PM
          Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا mwahib idriss04-16-14, 06:17 PM
            Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا قصي محمد عبدالله04-16-14, 07:39 PM
            Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا قصي محمد عبدالله04-16-14, 07:39 PM
          Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا قصي محمد عبدالله04-16-14, 07:31 PM
            Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا عثمان عبدالقادر04-17-14, 08:05 AM
              Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا ahmedona04-17-14, 11:09 AM
                Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا عثمان عبدالقادر04-18-14, 09:32 AM
                  Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا قصي محمد عبدالله04-18-14, 12:40 PM
                    Re: الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا عثمان عبدالقادر04-20-14, 11:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de