إضاءات خافتة على المكان في خطاب "عفيف إسماعيل" الشعري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 06:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2014, 05:00 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إضاءات خافتة على المكان في خطاب "عفيف إسماعيل" الشعري

    afeefbookttt.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-29-2014, 08:15 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: osama elkhawad)

    إضاءة مشرقة يا خواض
    ومفخخة بحيث أنها لا تدعك
    إلا وأنت في تمام الرغبة لقراءة عفيف
    وإن كان عفيف ذاته مفخخاً بالنضار...



    تحياتي واحترامي والمحبات
                  

03-29-2014, 10:32 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: بله محمد الفاضل)

    على سبيل التحية لك وللشاعر المجتهد عفيف إسماعيل, وتلك إضاءة نقدية مصاغة بعناية الخواض في عزلته وصفائه بعيدا عن ضجيج اللحظية الذي يفرضه أحيانا واقع الكتابة مباشرة على المنابر. أتشوق لقراءة جديد عفيف إسماعيل. وطالما تعذر على العبد الفقير إلى الله الدخول إلى منبر آخر غير هذا المنبر منذ أمد, دعني أعبر هنا عن إعجابي بنصك إلى أبي ذرالغفاري الشاعر الذي كان وزن وجوده أكثر ثقلا من قدرتنا المعطاة لاحتمال رحيق الوردة.

                  

03-29-2014, 08:41 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: osama elkhawad)

    سلام عليكما اينما حللتما
                  

03-29-2014, 09:13 PM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: Elmosley)

    يكتب عفيف اسماعيل بوجد وشفافيه،يظل شغفه بانسانه واهتمامه بماذقه هي مادته المتعددة الصور والتشكيل،،يكتب بروح الفنان،بانامل الرسام والموسيقي،بصبر وطيبة شخوصه،،البسطاء ،الجميلين الطيبين،العارفين،،انه رجل متعدد المواهب،عميق البحر،سمح النفس والوجدان...اقرا له منذ ثلاثين حولا،،،واسمع،،،ويا له من سحارة للحكي والمسامرة والبصيرة.
                  

03-30-2014, 09:21 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: osama elkhawad)

    شكرا لبلة و البرنس و الموصلي و عبد العزيز عثمان على كلمات الترحيب بصدور الأعمال الشعرية لعفيف اسماعيل عن دار الحضارة للنشر بالقاهرة.

    و سأعود بمقدمتي لأعماله الشعرية.

    كونوا بخير دائما.
                  

03-31-2014, 00:12 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: osama elkhawad)

    إضاءات خافتة على المكان في خطاب عفيف اسماعيل الشعري*

    ليس عفيف اسماعيل وحده في ظاهرة "قلة النقد" أو قل "انعدامه" لخطابه الشعري.المسألة أكبر من اتهام النقاد على قلتهم،بالتقاعس ،و إنما تضرب عميقا في موقع الكتابة و الكاتب، و الشعر بالتحديد،في بنية مجتمع من هوامش الثقافة العربية،مجتمع في حالة اضطراب و تشظٍ مستمرين منذ صرخة ولادة "السودان القديم".و قد دأب عفيف مثله مثل آخرين على النشر،بل و نشر "إنه طائرك" على حسابه،لا تحرِّكه فقط موهبته الكبيرة،و إنما في لاشعوره الإبداعي،غريزة الحفاظ على سلالة الشعراء من الانقراض.
    و مقدمتي هذي بالتأكيد لا تحيط بعالم عفيف الشعري الشاسع في الخلق ،و لا تمثل قطرة من بحره الشعري الذي يمثل السرد و التوتر الدرامي التركيب الاساسي لموجاته المتلاطمة.و عشمها هو بثِّ إضاءات ما على المكان في خطاب عفيف اسماعيل الشعري.هي إضاءات خافتة،تكتبها "عين شاعر".
    ______________________________________________________________________
    يحتلّ المكان،بسرياليته و "واقعيته" حيزاً كبيراً في البناء الشعري لعفيف اسماعيل.نجد "الكون" و مدنا كاملة و أمكنة أخرى.و قد تتحوَّر أحيانا من خلال واقع و نفسيات المتكلمين عنها.
    نجد تعريفات شعرية للمكان تكتسي روحا خيالية و اسطورية .في نص " أحوال" نجد زمكانية مدهشة:

    المكان: فَخُّ العادة
    الزمان: يُعَلمنا الشيخوخة
    الآن: رمادُ سيجارةٍ مهمَلة
    غداً: كَفَن

    نجد تعريفا سحريا لبعض عناصر المكان. و قد تمّ نسج التعريف من خيوط روح اسطورية.

    هناك
    الشلال: يسمونه بكاء الجبل//
    النار: غضب الحصى//
    الصواعق: عطسات الآلهة//
    النهر: روح جدتهم الأولى//
    الأشجار: شقيقات خضر//
    الشمس: أم الكون التي تنام وتصحو باكرًا//

    يمثل "الكون" أكبر وحدة مكانية في خطاب عفيف الشعري.

    في "دفوف"،نجد فوضى الكون من خلال نهاية صادمة،تحيل انسجامه إلى نقيضه.

    الكونُ
    مهرجانُ
    عظيمٌ
    للرقص
    غاب
    منه
    فجاءةً
    ضابط
    الإيقاع.


    و إذا كان أن "الكون" يتم التعبير عنه شعريا من خلال نص شعري قصير،يوظِّف سيمولوجيا الصفحة الشعرية، التي تنهمر فيها الكلمات كلمة كلمة،لكن نجد أحيانا مقاطع "مدوّرة" طويلة،كما المقطع التالي:

    - ببطء حدقت في الفراغ/ فتهاطلت من قوافل الضوء المسافر في الأفق قطرات فضة ملء التيه/ وبالونات ملونة/ ودوائر شفافة/ وحلزونات تتراقص/ وبلورات قوس قزح نثرات تتطاير/ تعانق حبيبات الرذاذ/ فاتسعت عيناي دهشة/ فتهاوت أطياف حدائق الذهول إلى القاع/ فاغمضتهما وحدقت داخلي/ فرأيت من هولي القيامة تقوم!! والجنة إستثناءً للكاظمين الحياة!! فبصقت رئتي وحملتهما وراء ظهري/ وارتديت النيل الأزرق جلباباً وعمامة/ وركضت حافياً بين المجرات والكواكب أترنح، أتقيأ وأبحث عن أصغر تاجر خردوات وعاديات/ يرضى أن أبيعه الكرة الأرضية/ وأشتري منه كبسولة زمنية/.

    و في "إيماءات"،نشهد سرية الكون:

    الكونُ طلسمٌ غامضٌ
    نشاز الكون،و عجرفته ،تقودان ضمير "المتكلم" إلى الرحيل عنه.يقول "نص الخروج":
    من
    عن عجرفة
    هذا الكون
    يعتذر؟
    عندما
    انطلق
    ممزقاً
    غلافه الوهمي
    إلى مجرة أخرى.

    و في "خلاص" يتم التعبير بضمير الغائب عن السأم من "الكون"،موظِّفا- بشكل خلّاق يجلب"خيبة الانتظار"-طقس التعبير الذكوري العائلي عن "الانفصال":

    أنت طالق
    أنت طالق
    ..........
    ..........
    أنت طالق
    قالها للكرة الأرضية
    ثم قفز من النافذة.

    مغادرة الكون ترتبط ببديل مكاني آخر، يسميه النص "حديقة الإنسان"،و هي التي ستحوي جبالا و أشجارا و نجوما و كواكب و بحار و محيطات و حيوانات من سلالات فريدة:

    لابد لنا من هجرة إلى كواكب عصية
    شرط الدخول إليها أن نكون بلا رئات صناعية..
    فنحن نظن بأن الجبل لا يتنفس لأننا لا نعرف أين تكمن رئتاه!
    فاذا كانت الجبال أسراباً تطير
    والأشجار تتراقص علي شاطي النيل وتخاصر بعضها وتسير..
    والنجوم والكواكب صارت داجنة..
    والبحار والمحيطات تحوصلت في زجاجات صغيرة..
    وسكنت كل الحيوانات العمارات الفارهة
    وصارت لكل الموجودات لغة واحدة.؟.
    كم سيكون رائعاً ذاك المكان الذي يسمى حديقة الإنسان!!

    و نجد الهروب السريالي من اطراف مدينة الى القمر في "نص ما وراء العتمة" من خلال "مغامرة" لصبية ثلاثة من مدينة لا تضاء شوارعها،إلا نادرا جدا:

    صبية ثلاثة
    ولدنا في أطراف مدينة لا تضاء شوارعها إلا بالمصادفات الرسمية/ لذا أحبننا النجوم المزهرة الهاربة في كل ليلة إلي عشيق جديد/ لم نسمع بعد بقوانين الجاذبية/ يقودنا خيطٌ ممغنط من النزق و"الشيطنة"/ فقررنا نحن عصبة أبناء الضوء الذين نسكن جوف الظلام ان نصير من سكان القمر/ فظللنا نراقبه هلالاً يحبو/ ونصف رغيف يشبعنا تأملاً وأسئلة/ ثم بدراً ناصعاً كما نصبو/.
    في تلك الليلة استوى ملكاً علي سقوف البيوت الطينية/ ببطء تسللنا/
    صعدنا بخيوطه الواهنة الفضية/ وتسلقنا سريعاً عندما صارت حزماً ضوئية/ رويدا.. رويداً منه إقتربنا/ صدى صرخة مفزعة تعالت من أصغرنا:
    -إنظروا.. إنظروا.. نصف القمر صار أسود!

    ورفض المكان،يمتد إلى رفضه كقبر أيضا،كما في نص "منفى":

    يا أبنائي إن مت
    لا تدفنونني في هذه الأرض الغريبة
    إلا والله لحملت كفني وركضت به جنوباً!!
    و النص يذكِّرنا بالشفنرى:
    فلا تقبروني إن قبري محرَّمٌ
    عليكم و لكن ابشري أمّ عامر

    يتبنى خطاب عفيف الشعري الرؤية "الخضراء" ،حين يتم الحديث في "خلود" عن شيخوخة "الأرض:

    بعد أن ألم بها داء المفاصل
    والأرق المزمن منذ آلاف القرون/
    بعد أن ضاقت بعمرها الطويل الممل/
    بأنهارنا السوداء/
    بالخنافس/
    بالبيولوجيا التي تحيي ولا تميت!!
    بالجينات المزيفة!!
    آن لها أن ترتاح هذي الأرض في شيخوختها المعذبة
    سُتدخل سبابتها فى حلقها
    و
    وتتقيؤنا أجمعين

    و على ألسنة الضفادع،تتدفق الصور عن الموت البيئي للكون:

    ضحكت ضفدعةٌ
    حين تباهت جارتها باخضرِ لونها ونقاء هذا الصباح
    ضحكت
    ضحكت
    ضحكت
    حين جاء الدخانُ الخانق أولاً
    ثم الغبار الذرَّي وأمطرت أحماضاً!!
    تحوصلت في بيات طويل حين مر شتاء نووي!!
    بكت سماء بلا نجوم
    بكت أرضاً خراب
    بكت
    بكت
    بكت
    بدموع من رماد
    حين رأت جارتها في ثياب الحداد!!

    ليس الحيوانات فقط هي التي تتبنى رؤية خضراء،و إنما "الأشجار" تعلن استنكارها لأفعال ابن آدم الشنعاء،و تنشئ جمعية للرفق به:

    من شجرةٍ واحدةٍ تصنعون آلاف أعواد الكبريتِ وبعودِ ثقابٍ مهمل تحرقون ملايين الغابات نحن الأشجارُ نعلنُ لكم بأننا في اليوم السابع من الآن سوف ننفذ انتحاراً جماعياً إن لم توقفوا في الأرضِ الخرابِ والدمار
    "جمعية الرفقِ بالإنسان من أشجار الأرض"

    المدن "الواقعية" تحتل حيزا كبيرا في خطاب عفيف الشعري.فخطاب- لويزا البرلينية-الطفولي حول المكان و الغريب،يتقاطع -من خلال الحوار الشعري- مع خطاب ابن النيل الأزرق.نحن أمام حشد من "التساؤلات الطفولية":

    قالت وهي تضع كفها الصغير علي يدي:
    -ـ ابدو كقزم قربك، كم عمرك؟
    -ـ ألف جرح، وزهرة!
    -ـ من أين جئت؟
    - من هناك حيث يبدأ اول النهار؟
    -ـ هل أمك هي الشمس، أم الزرافة؟
    -ـ أبي هو النيل الازرق..
    -ـ قمر برلين به وحه لا يبتسم هل لديكم سماء هناك؟
    -ـ نجومنا بعدد إبتسامات كل الأطفال..

    مخيلة لويزا البرلينية الطفولية، تمتح من معارفها السحرية عن "افريقيا"،و يتبدى ذلك عبر غيوم اسئلتها الهاطلة على "الغريب الأسود":

    هل لديكم طيور خضراء وجليد؟
    يالك من فنان ماهر
    كيف دهنت نفسك بهذا اللون؟
    هل تستطيع أن تحول ضفائري مثل شعرك؟
    أتظن التمساح هناك سيقضمني اذا نظفت له أسنانه؟!
    سيكون رائعا لو كانت أمي معي علي كتفك!
    لماذا لم تحضر معك لي فبلاً صغيراً؟
    انظر: ظهر العربات مثل السلاحف!

    يحفل خطاب عفيف الشعري بالعديد من المدن،و منها الاسكندرية و الحصاحيصا و قيدانسك التي ترد في توالٍ،يتم من خلاله التعريف الشعري بتلك المدن :

    الإسكندرية:
    يَهْواهَا الغُزَاةُ
    والمتُسكعونَ
    والمُقامرُونَ
    والمُغامرُونَ
    والعُشاق ُ
    والمنفيُّونُ
    والمهووسُونَ بالحَيَاة
    أزْرَقُها الشَّاسِعُ يُضَاجِعُ كُلَّ السابِحَاتِ أمَامَنَا ولا يَخْجَلُ
    ولا يَفترُ
    هِيَ لوحةٌ لَمْ تَتِمُّ لـ " سيف وانلي".
    الحصاحيصا:
    قَبْلَ مُنْتَصَفِ اللَّيلِ بقليلٍ يَنَامُ سُكَّانُها الفُقَرَاءُ ،بحذرٍ مدروسٍ يسيرُ السُّكارى، المِثليون الأرِقونَ يُقلقونَ شوارِعَهَا بعَرَبَاتِهِم الفَارهة بَحْثاً عن صيدٍ تائِهٍ يُطِفئُ ظمأ ليلهمُ الطَّويل.
    قداينسك:
    يا الله أينَ أنَا؟؟
    وُقُودِيَ يَنْفَد
    بُوصِلِتي أصابَهَا العَطَب
    ما كُلُّ هذا الشُّسُوعِ المُخْضَرّ؟؟
    وهذا النَّهر
    لابُدَّ أَنَّهُ النَّيلُ الأزرق
    أيُّ مخيالٍ فنانٍ ذاك الذي خَطَّط حِمَارَ الوحشِ كذا؟!

    في أحيان كثيرة يرتبط المكان بالزمان،و تتم العودة إلى أماكن و أزمان أبعد في التاريخ ،فتحقق الزمكانية الشعرية،المتأسسة على تقنيتي "الحوار" و "التداعي الحر":

    - ابنُ غابةٍ باعت كُلَّ أبنُوسِها وشموسها للنخَّاسِينَ يا حفيدةَ " إستير "
    مرحباً يا ابنَ النارِ والملحِ ورائحةِ المداراتِ البعيدةِ عصيرَ برتقالٍ أم "بيرة"؟؟
    - فقط ابتسامتك !
    ( أفرخت ضحكتها زقزقة سبعة عصافير وسنبلتين وهمست ):
    - كلّما أراكَ أتذكَّرُ تلمودنا القديم
    - ألا تحنِّينَ إلى أرضِ الميعاد ؟
    - لا ميعادَ لي فيها فهُنا خارِطتي وحُدُودِي ورفاتُ جدودي
    - إذن فلنرتِّل سفراً جديداً يخصنا
    هل البحرُ الشاسعُ هو ظلُّ اللهِ على الأرضِ أم نحن الغارقُون؟ هَل نحنُ الهَالكونَ في بحرِ الأمواتِ ؟ أم من الماءِ تنبتَ الأساطيرُ والحكاياتُ*جبلُ البارودِ ترجَّلَ* ومعه نخلةٌ صبِيَّة* يستأنِسانِ بنجمةٍ مراهقةٍ لا تنامُ يوغلانِ في تِيهِ المجهُولِ أزماناً طويلة* ثُمَّ في وسطِ الصَّحراءِ الكبرى توقَّفا* عشرةُ قُرونٍ لم يمت الجبلُ وكذلكَ النخلةُ* مِن " كانُو " جاءَ السَّحرةُ وتبِعتهُم رائحةُ أهلِ الخَفَاء* من وراء البحرِ عَبَرَ " الطليان"* مِنَ " الهندِ " حجَّا متعبداً زاهداً هارباً مِن نفسه* من كُلِّ الجهاتِ جاءوا حتَّى أبناءُ الحَاخَامِ "والفينيقيُّون"* والأعرابُ شراذمٌ متعاركةٌ على ظلِّ نخلةٍ وثرواتِ الجَّبل*

    و في مشهد يشبه "الواقعية السحرية"،يعود "علي عبد اللطيف"، إلى مكان تتبدّى فيه ثنائية ضدية من خلال اسمي مكانين أي "الحرية" و "السجّانة":

    ترى ماذا سيقول الشهيد "علي عبد اللطيف" وهو يعبر الشارع المسمى باسمه متجهاً جنوباً/ ثلة من أحفاده الثائرين لا يتعرفون عليه وهم يقذفون بالحجارة والسباب بناية عالية/ يلتفت مراقباً المشهد قبل أن ينحرف يساراً ويعبر "كبري الحرية"
    إلى
    قلب
    "السجانة"

    والمكان يتغير بحسب وجهة نظر ساكنه.فعين اللاجئ تبصر المكان بشكل مختلف عن المقيم،تتلبسهم روح ما بين مكانية:

    اللاجئون الجدد هم أكثر الغرباء تيهاً / كائنات حائرة تتوسط الما بين/ يقفون علي حافات البكاء بلا دموع في اعينهم حنين راعف للمستحيل وتوق حارق للخلود/ هل تكفي الابدية لتعويضهم زهر سنواتهم المسروقة وغدهم الغامض؟؟؟؟؟؟؟!
    بنصف ذاكرة يعيشون/
    نصف هنا/
    والآخر هناك في بلاد بعيدة/
    و مرجعية عين "اللاجئ" في استيعاب المكان الجديد،هي دائما ما كان يعرفه سابقاً:أي "وطنه".هنا يبدو المكان الجديد معرَّفا بمكان آخر،كتمظهر ل "التيه في المكان الجديد":
    عندما تحدثه حبيبتة الشقراء عن فاكهة لا يعرفها لا يتخيلها إلا استوائية

    و المكان الحاضر قد يستدعي مكانا غائبا،تبعثه "النوستالجيا".
    ففي "مابعد الكوابيس" يستدعي البحر مدنا بعيدة:

    إيه يا بحر
    لماذا
    تملؤني
    برائحة المدن البعيدة
    ولا تاخذني إليها؟!

    و المحيط في "أشجان"،يستدعي مكانا آخر،فيه آخرون يسكنهم حنين دائم إلى المتكلم في النص:

    هناكَ
    وراءَ المحيطِ آخروُنَ
    يعرفُونَكَ
    يشتاقونكَ
    يحبونكَ
    بحنينٍ دائمٍ يتذكرونكَ..
    و
    أ
    ن
    تَ
    هُنا مُهملٌ كمنديلِ ورقٍ بعدَ الاستعمال!!

    و جوهر المكان أحياناً،لا يطابق مظهره.فالفنادق الفخمة،مسكونة بريبة كبرى،يسميها عنوان النص "ريبة نموذجية"،لأن تلك الفنادق قد تنتهك خصوصية الساكن:

    في فنادق العواصم الكبرى
    غرف نوم تذكرك بليالي " شهرزاد"
    صالونات استقبال ملوكية
    كأنك تملك مصباح "علاء الدين "السحري
    زرٌ صغيرٌ يجعل كل العالم بين يديك
    لكنك
    تقلق
    كثيراً
    لان لبابك أكثر من مفتاح!

    و في "ولاء"،يتم التشكيك في قاطنى "المكان":
    هل هم الأعداء؟؟
    "قال حارس بوابة المدينة:
    هل نحمي المدينة من الخارج
    أم
    إننا نحرس الأعداء الذين بالداخل"؟!

    و علامة الاستفهام "؟" كعتبة لنص،تدخلنا جوا كافكاوياً،فيبدو "مكان" الكوابيس لغزاً،و الذات المتكِّلمة تتمنّى مكاناً دائما يسكن الكوابيس:

    أنجو من كوابيسِ المنامِ بالصحوِ المباغتِ المذعور
    فأتفقدني
    بأي البلادِ كانت ليلتي؟
    بأي المطاراتِ؟
    بأي المدنِ؟
    بأي الفنادقِ؟
    بأي غرفةٍ من غرف الليلة الواحدة الجماعية؟
    بأي رصيف؟
    أو محطة قطار
    أو بص دائري؟
    بأي مكان؟
    بأي عنوان؟؟؟
    متى أسكن عنوانًا واحدًا ثابتًا
    لا
    يتغير
    قبل قبري؟!

    من بين المدن،تبدو مسقط رأسه،الحصاحيصا،أثيرة عند عفيف اسماعيل.نراها و هي خارجة من نصوصه الشعرية،و مرفودة بطاقة سحره الشعري، قد نفضت عنها غبار خمول الذكر،حين أسرى إليها ابنها الشاعر بمَمَرِّ رائحةِ الخَفَاء قاصداً فيها ضَوْءَ قَمَرٍ طُفُوليِّ يحبه،و خالقاً منها "أيقونةً شعريةً" بامتياز.
    _______________________________________________________________________________________
    مونتري،كاليفورنيا، في التاسع والعشرين من يناير 2014.
    _______________________________________________________________________________________
    *مقدمة "الأعمال الشعرية"، للشاعر و الكاتب المسرحي عفيف إسماعيل،و قد صدرت هذا الشهر عن دار الحضارة للنشر بالقاهرة.
                  

03-31-2014, 11:16 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: osama elkhawad)

                  

03-31-2014, 11:31 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: عبد الحميد البرنس)

    مدهش ما كشفت عنه تلك الإضاءات: قاموس خاص بالمفردات.. توظيف مغاير للغة.. امتصاص للتجربة وإعادة تخليقها على نحو مفارق. أنت قبل القراءة لست أنت بعدها. إذ يستبد بك شوق لملاقاة شعر عفيف وجها لوجه. وعفيف عهدي به شاعر مجتهد. عاكف على مشروعه بصبر. ثمة بون بين ما أنتجه من عمل قبل أكثر من العقد ونصف العقد في القاهرة وبين أعماله الأخيرة هنا في أستراليا. وهو من طينة نادرة من بين أولئك المبدعين: شغلتهم أسئلة وجودهم الروحي والمادي بأكثر من أسئلة السائد المتاح من أشكال الوهم.

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 04-01-2014, 07:28 AM)

                  

04-01-2014, 10:01 AM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: مدهش ما كشفت عنه تلك الإضاءات: قاموس خاص بالمفردات.. توظيف مغاير للغة.. امتصاص للتجربة وإعادة تخليقها على نحو مفارق. أنت قبل القراءة لست أنت بعدها. إذ يستبد بك شوق لملاقاة شعر عفيف وجها لوجه


    شكرا للشاعر الخواض على هذه الإضاءات الحصيفة ، فقد وضعت المشهد الشعري للشاعر عفيف اسماعيل في " سكوب " ثلاثي الأبعاد.

    وشكرا عبد الحميد ، المقتبس ، عبر عني تماماً ...
                  

04-02-2014, 04:37 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: ibrahim fadlalla)

    شكرا برنس و أستاذ ابراهيم فضل الله.

    أدناه تعمبم صحفي:

    صدور "الأعــمَــال الشِّــعــريَّـة" للشاعر عفيف إسماعيل

    صدرت عن دار الحضارة للنشر بالقاهرة "الأعــمَــال الشِّــعــريَّـة" للشاعر والكاتب المسرحي عفيف إسماعيل، وتضم أربع مجموعات شعرية وهى” فخاخ.. وثمة أثر” و” رهان الصلصال” و”ممر إلى رائحة الخفاء” و “ إنه طائرك”

    سوف يتم اطلاق وتوقيع الكتاب في مايو 2014 في جولة بمدن عديدة حول العالم : أبوظبي، والدوحة واشنطون ، وتورنتو وهاملتون بكندا، وفي الاسبوع الاول من يونيو بمدينة بيرث بغرب استراليا حيث يقيم الشاعر والكاتب المسرحي عفيف إسماعيل منذ العام 2003م.

    كتب الناقد والشاعر اسامة الخواض في مقدمة الأعمال الشعرية:”

    ومقدّمتي هذي بالتأكيد لا تحيط بعالَـم "عفيف" الشعريّ الشاسع في الخلق، ولا تُمثِّل قطرةً من بحره الشعريّ، الذي يُمثّل السّردُ والتوترُ الدراميُّ التركيبَ الأساسيَّ لموجاته المتلاطمة. وإنما هي تَعمد إلى بثِّ إضاءاتٍ خافتةٍ على "المكان" في خطاب "عفيف إسماعيل" الشعريّ.
    يحتلُّ المكان، بسرياليته و"واقعيّته"، حيّزاً كبيراً في البناء الشعريّ لـ"عفيف إسماعيل". إذْ نجد "الكونَ" ومُدناً كاملةً وأمكنةً أخرى، وهي قد تتحوَّر أحياناً من خلال واقع ونفسيّات المتكلِّمين عنها. كذلك نجد تعريفاتٍ شعريّةً للمكان تكتسي روحاً خياليّةً وأسطوريّة. وفي نصّ "أحوال" نجد زمكانيّةً مدهشة:
    الـمَكَان: فَخُّ العَادَة.
    الزَّمَان: يُعَلِّمُنَا الشَّيخُوخَة.
    الآن: رَمَادُ سيجَارةٍ مُهْمَلَة.
    غَدَاً: كَفَن.
    ونجدُ تعريفاً سحرياً لبعض عناصر المكان، وقد نُسِجَ التعريفُ من خيوط روحٍ أسطورية:
    هُنَاك
    الشَّلَّال: يُسَمُّونَه بُكَاءَ الجَبَل//
    النَّارَ: غَضَبَ الحَصَى//
    الصَّوَاعِقَ: عَطسَاتِ الآلِـهَة//
    النَّهرَ: رُوحَ جَدَّتِـهِم الأُولى//
    الأشجَارَ: شَقِيقَاتٍ خُضَراً//
    الشَّمسَ: أُمَّ الكَونِ التي تَنَامُ وتَصحُو باكِراً//
    يُمثّل "الكونُ" أكبرَ وحدةٍ مكانيّةٍ في خطاب عفيف الشعريّ. في "دُفوف"، نجد فوضى الكون من خلال نهايةٍ صادمة، تحيل انسجامَه إلى نقيضه:
    الكَونُ
    مِهرَجانٌ
    عَظِيمٌ
    للرَّقصِ
    غَابَ
    مِنْهُ
    فَجأةً
    ضَابِطُ
    الإيقَاع.
    وإذا عبَّر "عفيف" عن "الكون" شعرياً من خلال نصٍّ شعريٍّ قصير، يوظِّف سيمولوجيا الصفحة الشعرية، التي تنهمر فيها الكلمات كلمةً كلمة، نجدُ لديه أحياناً مقاطع "مدوّرة" طويلة، كما المقطع التالي:
    ببُطءٍ حَدَّقتُ في الفَرَاغ/ فتَهاطَلَتْ مِن قَوافِلِ الضَّوْءِ المسافِرِ في الأفقِ قَطَراتُ فضَّةٍ مِلءَ التّيهِ/ وبَالونَاتٌ مُلوَّنةٌ/ ودَوائرُ شَفَّافةٌ/ وحَلزُونَاتٌ تَتراقَصُ/ وبِلَّوراتُ قَوسِ قُزَحٍ نَثرَاتٌ تتطايَر/ تُعانِقُ حُبَيباتِ الرَّذَاذ/ فاتَّسعَت عَينايَ دَهشَةً/ فتهاوَت أطيافُ حدائقِ الذُّهولِ إلى القَاع/ فأغمَضْتُهُمَا وحَدَّقْتُ داخِلِي/ فرَأيْتُ مِن هَوْلِيَ القِيامةَ تَقُوم!! والجَنَّةَ استثِناءً للكَاظِمينَ الحَيَاةَ!! فبَصَقتُ رِئَتيَّ وحَمَلتُهُما وَرَاءَ ظَهرِي/ وارتَدَيتُ النِّيلَ الأزرقَ جُلبابَاً وعُمامَةً/ وركضتُ حافيَاً بينَ المجرَّاتِ والكَواكِبِ أترَنَّحُ، أتَقيَّأُ وأبحثُ عن أَصغرِ تَاجرِ خُردواتٍ وعَاديّات/ يَرْضَى أنْ أبِيعَهُ الكُرَةَ الأرضِيَّةَ/ وأشتَرِي مِنه كَبسُولةً زَمنِيَّة!.
    من بين المدُن، تَبدو مسقط رأسه؛ الحصاحيصا، أثيرةً عند "عفيف إسماعيل"، وخارجةً من نُصوصِهِ الشِّعرية، وبطاقةِ سحره الشعريّ، نفَضَت عنها غُبارَ خُمولِ الذِّكر، حين أُسْرِيَ إليها بابنِهَا الشاعر بمَمَرِّ رائحةِ الخَفَاء قاصِداً فيها ضَوْءَ قَمَرٍ طُفُوليِّ يحبُّه، وخالقاً منها "أيقونةً شعريّة" بامتِيَاز.

    يقع الكتاب في490 صفحة من القطع المتوسط ، صورة الغلاف من تصوير المصور المبدع د.السمؤال الحبر.
    الشاعر والكاتب المسرحي عفيف من مواليد من مواليد مدينة الحصاحيصا بوسط السودان ـــ1962م صَدَر له باللّغة العربيّة:
    * فِخَاخٌ.. وثَمَّة أَثَر «شعر» مكتبة الشريف الأكاديميّة ــ الخرطوم ــ السودان 2001م.
    * رِهَانُ الصّلصَال «شعر» كتاب مجلة شعر المصرية ــ القاهرة ــ مصر 2003م.
    * مَمَرٌّ إلى رَائِحَةِ الخَفَاء «شعر» الهيئة المصرية العامة للكتاب ــ القاهرة 2006م.
    * إنَّه طائرُك «شعر» دار الحضارة للنشرــ القاهرة 2007م.
    * مُسامَرةٌ من وراء المحيط «نثر صحفي» دار النسيم للنشر والتوزيع ــ القاهرة 2013م.
    * مِثـلمَا يَنـامُ الضَّـوءُ بَعِيـدَاً «مُنمْنَمَات حِكائيَّة» دار النسيم للنشر والتوزيع ــ القاهرة 2014م.
    *الأعمال الشعرية دار الحضارة للنشرــ القاهرة 2014م.
    صَدَر له باللّغة الإنجليزيّة:
    * رِهانُ الصّلصَال «شعر» ترجمة د.عايدة سيف الدولة ــ دار سامنثا العالمية للنشر ــ أستراليا 2005م.
    * هذا العالَـمُ يَكذبُ علينا يا أمّي «شعر» عربي، إنجليزي ــ دار سامنثا العالمية للنشر ــ أستراليا 2009م
    * السَّاحرُ الإفريقيّ «مسرحية للأطفال» عربي، إنجليزي ــ بريكلي بيير للنشر ــ أستراليا 2010م.
    * طيورٌ يَتيمَة، «شعر» عربي، إنجليزي ــ بريكلي بيير للنشر ــ أستراليا 2011م.
    * ابنُ النِّيل «مسرحية للأطفال» عربي، إنجليزي ــ بريكلي بيير للنشر ــ أستراليا 2012م.
    تُرْجِمَت نصوصه الشعريّة والمسرحيّة ومُنمْنَمَاته الحِكائيَّة إلى عدة لغات.
                  

04-04-2014, 05:44 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: osama elkhawad)

                  

04-06-2014, 05:18 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: osama elkhawad)



    عازف البيانو الأعمي في ميدان فورست او ظل بلا اثر

    اللاجئون الجدد هم أكثر الغرباء تيه /كائنات حائرة تتوسط الما بين/ يقفون علي حواف البكاء بلا دموع في اعينهم حنين راعف للمستحيل وتوق حارق للخلود/ هل تكفي الابدية لتعويضهم زهر سنواتهم المسروقة وغدهم الغامض؟
    بنصف ذاكرة يعيشون/
    نصف هنا/
    والآخر هناك في بلاد بعيدة/

    دائماً يرتدون ملابساً لا تلائم الطقس/ بشغف من يريد ان يغيير العالم يتابعوا بنهم كل نشرات الأخبار العالمية ثانية بثانية تذبحهم عناوينها الدامية /فلا ينتبهوا لأحوال النشرة الجوية فيبللهم المطر/ فيهيمون في الطرقات مرتجفين مثل طيور يتيمة/يحاصرهم إرتباك شائك وبعض حرج/ يصبوا لعنات خرساء علي السماء الغريبة التي تمطر بلا بروق او سحب داكنة/ويعودون بنصف ذاكرتهم لإجترار لعنات ازمان دائرية اقتلعتهم فجأة من تحت سماء يطمئنون لها ويعرفون كل تحولاتها كاصابعهم المعروقة/
    ذاك المارد الاسمر سليل آلهة النيل العظيم/ حقا انه ابن جدته العرافة وبخورها المعطر وذاكرتها البدائية/ يعرف الأماكن بروائحها/ ويشم تعب الآخرين عندما يعبرون من امامه/عندما تحدثه حبيبة الشقراء عن فاكهة لا يعرفها لا يتخيلها إلا استوئية/ واذا حدثته عن تنورة جميلة اعجبتها لا يتصورها إلا مشجرة مثل روحها التي يتوكأ عليها في بلادها الغريبة/
    ويل للغريب بلا عشق /
    الغريب لا يصادق إلا أرواح غريبة/
    / يري باذنه/
    ويسمع بعينه /

    يتخيل الاشياء بنصف ذاكرة ويسمعها كما يحب لها ان تكون في ابجديته الجديدة التي لا يعرف جيداً رسم حروفها وتتشابهه عليه الأصوات فيها/ عندما لوحت له بيدها اليسري مودعة وقالت له:
    - نلتقي يوم الجمعة الساعة الثالثة مساء في ميدان "فورست" بوسط المدينة/ تخيل الغريب بذاكرته الاستوائية بانه سوف يعانقها في ميدان وارف اكثر من قلب أمه/ لكنه في ضحي الجمعة وجده صحراء موحشة مع بعض التحسينات الخرصانية تنبت من بلاط صخري قديم / وعندما قرأ تلك اللافتة Forrest Place تبخرت من ذاكرتة آخر واحة في امنياته ان يجد بعض أخضرار في ميدان السيد فورست او دوحة لهما/ اصطادته نغمات كانت تتصاعد في ذاك البوار من اصابع عازف بيانو أعمي في حلة سوداء كأنة قادماً للتو من العصر الفكتوري، كان يُنغم
    (The Lonely Shepherd)

    لم ينتبه المتعجلون بخطواتهم الراكضة امامه لتلك الارواح المستوحشة التي تبكي بقلبه ثم تخرج من بين اصابعه وتهيم في الفضاء، لم ينتبه احد منهم ان يرمي قطعة عملة معدنية صغيرة في قبعته السوداء المهترية الممدودة امامه كقدم فيل صغير محروقة/ بل تعالت صراخات مراهقين صاخبين يعبرون تلونت روؤسهم مثل اعراف الديوك وقهقهوا كثيراً وهم يشيرون باصابع فاحشة ويعرون موخراتهم ويضربون عليها بكف واحد ثلاثة مرات امام عينيه اللتان كانتا تحدقان في سواد الكون وتريان صلصالاً يتناسل أقماراً ذهبية/ علي ناصيه ميدان السيد فورست كتمثال روماني قديم كان يقف احد محترفي التمثيل الصامت متلوناً بالفضة من ظفره إلي شعره يدير كلعبة اكترونية وجهه باتجاه من يرمي له قطعة عملة فضية ويبتسم/ وعلي الناصية الأخري حاوي يبتلع سيفاً/ وآخر يتلفع بافعي ذات الوان براقة/ وبائعا لبلونات في هئية حيوانات أليفة يتوسط المكان / عشاق بمرح يتخاصرون ويبتسمون برضا من يملك الأرض والفضاء / في تلك اللحظات عازف البيانو الأعمي كان يعزف أحد مفضلات الغريب /
    (If I Were a Rich Man)

    فينجلي بعض من سخام الصدي بروحه فيري امامه غجريات مزركشات كحلم صبي يعبرن بصخب بلا خيام / حلقة صغيرة حول رسام يعطيك ملامحك بدقة فوتوغرافية في خمس دقائق/ من وشم لاعب كمال الاجسام يطل لسان تنين يكاد ان يلتهم من يقف قرب كتفه/ صبية تعبر نصف عارية كأنها في مسابقة عالمية للفوز بملكة عدد الحلقات المعدنية التي تتدلي با حجام مختلفة من انفها وقرب حاجبها الايسر وفي اذنيها وفي منتصف شفتها العليا وفي لسانها وأخري بحجم كبير علي سُرتها/ عازف كمان كوري يثرب نحيب ملائكة معذبة تريد الانعتاق /بملامح وديعة سرب من الاسويين الضامرين الطيبين يتلفعون بثياب برتقالية اللون يمرون بخطوات هادية كأنهم في صلاة بوذية لا تتنتهي /.

    ينتبه الغريب انها الساعة الخامسة مساء!!!!!
    ونصف ذاكرته نسيت انتظاره لحبيبته الشقراء / وصارت تتفرع مثل لبلاب تطارد مقطوعات "شوبان" السريعة التي جعلت عازف البيانو الأعمي فجأة ملك الميدان ضابطا لإيقاع الخارجون من نهارات العمل الطويل/ مسرعون كالناجون من الطاعون يفون نذورهم بوضع العملات الذهبية في قبعته، قلبه يجادل "شوبان" في سماواته البعيدة واذنه تتحسس برهافة فقيرة هل هذه رنة عملة بقيمة دولار أم دولارين؟! تلك الخشخشة لفئة الخمسة ام العشرة دولار؟ الغريب يتحسس جيبه فتطل من محفظة نقودة الجلدية صورة حبيبته الشقراء فيتذكر بنصف ذاكرته المثقوبة التي حلقت إلي ما فوق قوس قزح بانها لم تات!!!!
    في أول الليل سار الغريب وحيداً مبللاً بالغياب مثل ظل بلا أثر لطيور يتيمة //.
                  

04-15-2014, 03:23 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إضاءات خافتة على المكان في خطاب andquot;عفيف إسماعيلandquot; الشعري (Re: osama elkhawad)

    تعميم صحفي بالانجليزية حول زيارة عفيف اسماعيل لنيويورك و واشنطن:

    WESTERN AUSTRALIAN PLAYWRIGHT AFEIF ISMAIL OFF TO OFF TO NEW YORK FOR FORUM ON THEATRE FOR YOUNG AUDIENCES.

    New York University has invited Afeif Ismail and Jeremy Rice to give a presentation on Afeif’s children’s play, The African Magician, directed by Jeremy for Barking Gecko Theatre Company in 2010.

    The African Magician received rave reviews, rapturous audience responses and an Australian Writers’ Guild Award nomination. Described by critics as “engaging”, “faultless in tone” and “joyous”, it tells the story of three children growing up in an African village. The play needs more exposure, such as the Forum, to encourage a remount or new productions in Australia and overseas. The Forum is titled “Which Way TYA? Future Directions in Theatre for Young Audiences” and one of its themes is “Integrating and representing cultures” – a perfect fit for The African Magician.

    The Forum is a prestigious event with best-practice international TYA artists and companies, performances, presentations and networking events. We plan to meet with as many directors and producers as possible to build relationships and increase opportunities for wider translation and production of Afeif's work, especially The African Magician.

    “I believe diversity creates dimension in our world. I see myself as a bridge between two cultures. As a student of life I’m sure I will learn many things from this experience. I look forward to exchanging knowledge and cultural experiences with all the other artists involved and this will enrich my creative abilities and enable me to continue my mission in life which is writing.” said Afeif

    Afeif is a published poet, playwright and human-rights activist who arrived in Australia from Sudan in 2003. Afeif was short-listed for the inaugural Kit Denton Fellowship for Writers of Courage in 2007. He was selected to workshop this play, with co-transcreator Vivienne Glance, at Playwriting Australia’s Canberra Workshop in June/July 2008. Afeif was awarded the inaugural Australian National Playwrights’ Conference (ANPC) Bursary in 2008.
    In 2009 he was a recipient of an inaugural Western Australian Theatre Development Initiative for his play, The Shrouds or the Dead. In the 44th Annual AWGIE Award The African magician was nominated for Best Script for Children Theatre. Another of his children’s plays, The Son of the Nile, is scheduled for production at Nexus Theatre in Murdoch University, WA, from 28 May - 3 June 2012.
    Afeif collaborates with Perth writer, Vivienne Glance, to “transcreate” his writing from Arabic to English. “I’m very fortunate to work with such a multi- talented artist as Vivienne. Her understanding of diversity and her desire to explore the possibilities of multi-cultural theatre are a great asset. Together we have been developing a working style that is a unique cross-cultural experiment,” said Afeif.
    Jeremy has led three youth theatre companies: Barking Gecko (2006-11), Corrugated Iron (2003–06) and Shopfront (1996–99). He was a keynote speaker at the Australia Council Multicultural Arts Forum in 2008. He has worked in television as a director and is a full member of the Australian Screen Directors Guild. His most recent television credit was drama coach on the television adaptation of Tim Winton’s Cloudstreet.

    “Jeremy is a true practising believer in multiculturalism. As a newcomer, facing lots of barriers to my artistic practice in Australia, he opened up for me a rare opportunity. He introduced me to the Australian theatre industry by commissioning me to write The African Magician.” Afeif said.

    Afeif will be in New York from 26 - 30 of April 2012 ad in Washington from 1 – 6 May 2012.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de