|
Re: فصول من رواية جديدة: (عند سفح وانغو وانغو) (Re: اشرف السر)
|
-2- بدأ الناس في الرجوع للقرية عن طريق الشروق، وهو غير الطريق الذي دخلنا منه لمكان الاحتفال، رغبت كثيراً في مشاهدة بقية الطقس، ووقفت مكاني. جرّتني "ماما اوزي" من يدي وبدأنا رحلة الرجوع.. في تلك الليلة جلستُ جوار الموقد لتحكي لي "ماما اوزي" –بعد إلحاح شديد مني- بقية الطقس. فهي تعرف كل شيء، ابتداء من مواسم المطر والصيد وحيوانات الغابة وأنواع الأشجار، ومتى لا تكون النباتات السامة سامة، وصولاً إلى متى ستلد العنزات أو البقرات.. في تلك الليلة ومع إصراري على معرفة بقية الطقس، جلست القرفصاء جواري وهي تنظر لبقايا الجمر في الموقد، لمعت عينا ماما أوزي، وهي تحكي لي بقية الطقس. إن الوالبا يقود الداكونجا السبعة عبر طريق سري، حتى مدخل الكهف الكبير. والكهف الكبير يبدأ بحفرة عمقها خمس قامات، وللكهف مخرج قرب قمة جبل ونغو وانغو.. قلت لها متسائلاً "ولماذا لا يدخلون من عند الفتحة التي في جبل وانغو وانغو؟" ردت هذا جبل مُقدّس؛ من حيث يتدفق ماء النهر، لا يسمح لإنسان عادي بصعوده سوى أبناء الآلهة، فلو صعد الداكونجا السبعة فيه، سيحترق ستة منهم وتتعذب أرواحهم، ولا يبقى حياً إلا الكباكا المختار.لا تقاطعني ودعني أتم الحكاية ولا تقاطعني. يقوم الوالبا بإنزال الداكونجا السبعة في حفرة مدخل الكهف، واحداً تلو الآخر عن طريق حبل غليظ من الليف.. حكي لي جدك مازيمو، أن الوالبا أنزله للكهف وبقية الداكونجا، وباطن الكهف رطب لدرجة أنه لا يمكنك إشعال شعلة لتضئ لك الطريق. كان المدخل ضيقاً ومظلماً، لكنه يتسع كلما اتجهت صوب نهايته الأخرى، وكان الداكونجا السبعة على عِلم بالمخاطر التي تنتظرهم بداخله، بداءً من المستنقع الذي يعج بالتماسيح الضخمة، والخفافيش المرعبة التي تغرس أنيابها في العنق وتمتص الدماء لآخر قطرة، والجذور السريعة المخادعة التي قد تلتف على جسدك إذا غرقت في النوم وتعصرك حتى تتحطم أضلاعك وينقطع نَفَسَك، ثم تدخل في كل جسمك وتمتص ما فيه من سوائل، والعديد من المخاطر الأخرى التي تواجه الداكونجا السبعة، وليس في حوزتهم أي سلاح، سوى شجاعة قلوبهم وأيديهم العارية. قد تستغرق الرحلة الملحمية داخل الكهف يوماً وليلة، أو يومين وليلة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|