|
الشعوب السودانية الموغلة في براثن الجهوية و العرقية
|
بعيدا عن أي حسابات جهوية كانت , قبلية أو إثنية , فقط منطق بسيط يعتمد بكامله على رؤية العين المجردة و قراءة وقائع ماثلة و معاشة , إنه ليس بجرد حساب لثورات الهامش و الباحثين عن العدالة بكافة صورها و قيمها , بل هو منطق ساذج يتخطى السياسة و مصطلحاتها العصية على فهم المواطن البسيط ليضع ذات المواطن بؤرة لقراءة واقع يتأزم يوما بعد الآخر و يدفع فاتورته ذات المواطن البسيط . لأ أحيد بنفسي أو أبعدها عن المشاركة في صناعة مأساة حركت الضمير العالمي بأجمعه ما عدا بعض من ضمائر الشعوب السودانية الموغلة في براثن الجهوية و العرقية , و لكنه أمر طبيعي و متوقع في مجتمعات لم تكتمل دورة إنصهارها طبيعيا, فالمجتمعات السودانية لا تزال ترزح تحت أوصاد الإنغلاق و أصفاد قيم القبيلة و صراعات الأفضلية و الدونية و جدلية سواد الدماء العربية أو الزنجية, و بالرغم من قناعتي المطلقة بحاجة تلك المجتمعات للثورة التي تخلخل تلك المفاهيم و تدفع بها نحو بوتقة الإنصهار لتشكيل الثقافة و الهوية السودانية دونما إستلاب ثقافي أو فكري , إلا أجدني اليوم أقف على عقبة سؤال مفصلي من دون إجابة , و هو هل أن ثورات الهامش التي إنطلقت مؤهلة لتحقيق العدالة بكافة صورها و قيمها و الدفع بتلك المجتمعات نحو تشكيل الهوية و الثقافة السودانية ؟. منذ ما يربو عن ثلاثة عقود مضت ,عاودت ثورة الهامش من جنوب السودان المنفصل إشتعالها لتتوسع بجنوب كردفان و النيل الأزرق , الوريث الشرعي الوحيد لتلك الثورة بعد إنفصال الجنوب, ثم لحقت بها ثورة الهامش التي عاودت إنطلاقها من دارفور منذ ما يقترب من عقد و نيف من زمان مضى , و بعيدا عن التحالفات و التقاربات السياسية , تتقاطع جميعها في قاسم مشترك واحد و هو فشلها في إقناع المجتمعات السودانية المختلفة ثقافة و لغة بقدرتها على صهر تلك المجتمعات في بوتقة الوطن الواحد, ربما كان ذلك نتاج طبيعي لفشلها المشترك في عكس الصورة المثلى للثورات التي لا تحمل في أحشائها ذات الأمراض المجتمعية التي يشتاق مواطنو المجتمعات السودانية لمداواتها , و بعبارت أخرى عند إسقاطه لنظرية الشعارات على وقائع الممارسة يعود مستسلما لواقعه برغم مرارته و الذي لن يتغير كثيرا بإستبداله لأحمد بحاج أحمد , و أعتقد أن ذلك احد أسباب فشل الثورة الشعبية التى ينادي البعض بها لفقدانه الثقة في قدرات الثورات المسلحة على التغيير, خاصة مع إطالة أمد الصراعات الدموية و توهان الشعارات التي ترفعها عند وصولها لطاولات التفاوض لوقوعها ضحية بين صراعات الطموحات الشخصية و المكاسب القبلية في ردة غير خجولة عن جميع ما ظلت تنادى به.
و الساقية لسة مدورة ولي عودة
تحياتي عصام الحاج
|
|
|
|
|
|