لا كريت و لا انكريت...مقال عن محجوب شريف في صحيفة الأيام قبل أكثر من 13 عام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-07-2014, 06:25 AM

زياد جعفر عبدالله
<aزياد جعفر عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-15-2005
مجموع المشاركات: 2348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا كريت و لا انكريت...مقال عن محجوب شريف في صحيفة الأيام قبل أكثر من 13 عام

    بقلم الوالدة و مربية الأجيال آمال راسخ
    مقال و كأنه رثاء مبكر لشاعر الشعب محجوب شريف...نشر في صحيفة الأيام عام 2001م
    ...
    لا كريت ولا انكريت ... لا بعت ذمة ولا اشتريت سنيت قلم صدقي وبريت ( محجوب شريف ) ...
    أي لا رشيت ولا إرتشيت
    لسان حال الحاكم للمحكوم ( نوم نوم بكريك بالدوم )

    إستلهمت مقالتي من وحي ذلك المقطع الذي يواكب أحداث الساعة ... الذي ترجمته أحاسيس شاعره محجوب شريف ... الذي صقل موهبته بترجمة أحاسيس شعبه ... فسبحان الذي جعل إسمه متمثل في مظهره ... يطابق معنى جوهره الإنساني ... فصار الإسم والجوهر عملة واحدة ... إحداهما يمثل وجه الآخر ... وما أندرها من عملة !! فهو إسم على مسمى ... هو المحجوب الشريف من دنس الأنانية والإنتهازية العمياء ... البكماء ... الصماء ... الغائبة عن الوعي واللامبالاة ... وهو الشريف المحجوب الذي تتجسد في مقطوعاته أشرف معاني الإنسانية ... وأحاسيس الشرفاء من أمثاله ... نجد العمق والتأمل والشفافية في المعقول واللامعقول من حدث ... الحزن والألم والأسى عند المحن ... الهمة والحماس والحنكة التي تعكسها جيناته الوراثية الأصيلة !! حيث التعبير البليغ باسلوب سلس مريح للأعصاب ... متسامي الهامة ... قوي صلد ... يقيم بشرية شعبه فما أقيمه من إبداع ... رنان للسمع ... مطرب الصدى للقلوب ... شجي للنفس ... حبيب لقوب جماهيره .
    وإن نطقته مجردا من ال والإضافة ... كمعنى ... فهو نكره مقصودة ... علم في رأسه نار ... حروف اسمه المضيئة المترجمة تلقائيا لكنهه وهويته ومعدنه لا تحتاج لتعريف وإضافة ... فمحجوب شريف ... أو شريف محجوب ضوء لا يحتاج التسليط عليه ... ولا رتوش تخفي ما ينقصه ... والكمال لله ... حفظه الله ... وأطال بقاءه ... وأطال عمر قلمه الصادق المسنون الخالد أبدا بإذن الله ... سهما وغصة في حلق من يقف ضد ما تكنه نفسه الأبية من مشاعر نبيلة لشعبه الطيب ... فأنت المحجوب الشريف وأنت الوقاية لشعبك ودرعه ... حامي الحما ... الموشح بالدما ... بما يخطه يراع صدقك المسنون .
    وإقتداء بكلماته الرصينه ... سننت قلمي على قزمه ... تقليدا لقلمه الصادق العملاق ... سننته لأسكب مداده دموعا ... على شعب بلادي ... بعد أن سكبتها على أطلاله ... أين جيل أكتوبر ؟ جيلي أنا ... جيلي أنا ... جيلي أنا ... كما يرددها مليك الطرب وردي ... نغما ينساب عمقا ... فخرا وإعتزازا ... فيلهب الحماس شعلة تضئ غياهب الظلم ... لتتضح معالم الرؤيا ... ويحسس موضع الأقدام للسير قدما نحوالتحرر من العبودية والتخلف .
    أين جيل أكتوبر ؟ فإذا سلمنا جدلا أنه شاخ ووهن العظم منه وإشتعل الرأس شيبا ... فأين سلالة ذلك المعدن المصقول من البشر ؟ أين ذلك المعدن الذي يتوهج عقلا ووجدانا ... المشتعل حماسا وغيرة على مبادئه عند التجني ... السريع همة ... المميز إباء وشموخا ... وفي الشدة بأس يتجلى ... نظيف الوطنية رافضا للذل والخنوع والهوان ... متسامحا حلما عند التراضي ... الملتزم قانونا ... قناعة ووطنية في نمط حياته ... الحريص على المال العام ... المتعفف العافي عند المقدرة ... مالك النفوس المتعافية ... تقديرا وتقييما لإنسانية بعضها البعض ... أهم ( ترباية إنجليز؟) كما يقول البعض ... لإختلاط تلك الأجيال بالمستعمر آنذاك ... وما تلاه جيل مخضرم تأثر بذلك النمط في الدقة والإنضباط والإلتزام بالقانون وإحترام المواعيد ... إلى آخر السلوكيات الإنسانية السامية ... المهذبة ... حتى العبارات تقال بحسابات إنسانية دقيقة وإحساس مفعم بالود ... فكلمة نعم ومتأسف تكاد تختفي الآن من القاموس... فنشاهدها ونسمعها في الدول المتحضرة ... فهناك حتى على مستوى الحكام ... يعتذرون لشعوبهم بإعتبارهم بشر وذوي عقول مثلهم ... ليسوا معصومين عن الخطأ ... ولكن تلك الأجيال التي عاصرت المستعمر الذي ينعتونه بانه نعم المربي كانت تستوعب تعاليم ديننا القيم عن حب وقناعة ... تدعم قولها وفعلها بقوله تعالى ورسوله الكريم (ص) تستنشق نكهة تلك التعاليم الرفيعة فتملأبه صدورها فتنتعش وترتعش خشية ... إيمانا وإحتسابا وتأدبا ... لا رياء ولاخوفا ولامكرا ولا رهبة ولا إستجابة لقسر أو تعسف أو تعنت ... ولذا كانت نفوس تلك الأجيال سامية ... تعبت في مرادها الأجسام ... ولذا تسلقوا قمة المجد والإنسانية ... ولهم قصب السبق في جميع مجالات الإبداع ... من فنون وآداب وعلم وثقافة ... ومعرفة ومخافة من الله ومحاسبة للنفس ويقظة للضمير .
    أين إمتداد جيل أكتوبر العصي الذي لا يلين ولا يستكين ... تلك الأجيال السالفة ترتبط بقيم دينها إرتباطا وثيقا وتغرسه في قلوب أبنائها من الأب والأم والمعلم ويعلم هؤلاء أن كل ما يحويه هو تقييم وخير للإنسانية ... تعلم أن ديننا العظيم يحتوي على الذوق والاتكيت في المعاملات الإنسانية ... وتعلم أن آخر ما توصل إليه علم الطب من معرفة للجسد والنفس هو ليحفظ للجسم توازنه وصحته ... ومن المعجزات أنه جاء في كتابه العزيز وقول رسوله الكريم (ص) ... كانت تلك الأجيال تستوعب ذلك دون عنت وإكراه ... بسهولة ويسر ... دون تعقيد وتشويه ... أين هدير غضبك ياشعبي ؟ إلى متى ستظل حبيس النفس والوجدان والمشاعر والأفكار ؟ إلى متى ستظل فاقدا للثقة وهويتك الإنسانية ؟ فماذا تبقى من إنسانيتك لتصبح هكذا كالمذهول ؟ أخاف عليك أن تصل طور ذلك السجين في إحدى القصص الذي سئل عن إسمه ... فنسيه وأشار إلى الرقم الذي يميزه على كتفه ... أخاف عليك أن تفقد بأسك وهمتك وعزيمتك ... أين تلك العقلية المتقدة التي لا( يفوت ) عليها شئ ... مهما تلونت الدكتاتورية وتلألأت وزخرفت مظهرها ... وغلفت هويتها وأهدافها ومراميها ؟ أين تلك الطمأنينة التي كانت تملأ قلبك للمستقبل المشرق الذي صار شبحا اليوم وهاجسا للشباب وأصبح الإغتراب ملاذه ؟
    أعينيا وقلمي الذي سننته ... جودا ولا تجمدا على شعبي الذي صار حقل للتجارب ... حتى في إعادته الإنسانية ؟ إعادة سجيته على الصيغة التي يريدونا فينصهر عقله ووجدانه من جراء الاهوال التي مرت به فيصير ( مجوبكا ... مبوجنا ) لا ( يلم الطوف ولا المركب ) ( لا حنظلة لا بتيخة ) .
    فإنعكس ذلك في سلوكيات المعلم ... فمهمته هي التربية والتعليم ... المعلم الذي كان مبجلا ودودا لطيفا مع تلاميذه ... يؤدي واجبه بإرتياح نفسي وعصبي ... يسكب علمه الغزير بسخاء عن قناعة ومحبة لمهنته الشريفة ... فعلاقته الحميمه لا تقل عن علاقات الأبوة والأمومة بالأبناء آنذاك ... بل كثيرا ما يحب الطالب أو الطالبة السلوى والملاذ إليه تقلل عليه همومه ومشاكله الشخصية فيجد العطف والتقدير و الحلول ... فشتان ما بين ذاك وهذا ... فكلا منهما ما يرهبه ويرعبه من هواجس لا حصر لها ... فترى اليوم المعلم غاضبا متوترا ... بينه وبين تلميذه حوافز ويعزى ذلك لعدم الإستقرار النفسي وعدم حصوله على أساسيات الحياة ... كإنسان أولا ... فيكيل السباب والضرب دون رحمة ... فينعكس ذلك سلبا على أهداف التربية والتعليم وتتبعه رغبة التلميذ في الهروب من المدرسة ... وهكذا يصبح التلاميذ ... إما خاضعين ذليلي الشخصية ... جيل عن جيل ... عديمي الثقة ... تائهي الفكر مهومين ... وإما حاقدين أو منجرفين ... عله يجد سبل كسب أغراضه ... فيتملق ليتسلق على أكتاف المهيمنين ومن يجاهر بإختلاف الرأى فقد فجر وتشدق وعلى السقف يعلق ... ثم يضرب ( الدلجة ) وفي الوحل يتمرغ ويتزحلق وعلى نفسه يتقوقع ...
    ما هذا الذهول الذي أصابك يا شعب بلادي ... ما لي أراك إستمرأت الصمت ؟ أما لحب الوطن نهي عليك ولا أمر أحفاد جيل أكتوبر الأماجد ... ولماذا لم يصحوا إمتدادا لهذه التركيبة البشرية المميزة ؟ مصداقية ... قلبا وقالبا ... مبادئا وسلوكا ... أين سلالة أكتوبر المضيء المقتدر ؟ أنا حزينة على أكتوبر الذي دفن حيا ... هل إنطفأ بريقه ؟ ألم تزل فيه بقايا من روح ؟ أسأل العلي القدير أن ينفخ في صورك يا أكتوبر ... فتبعث أكثر قوة ومنعة ... يا أبا الثوار ... ويا معلمهم القدير ... يا ثورة مميزة بمعدن صناعها ...
    أتمنى أن يحالفني الحظ وأتشرف برؤية مليك مشاعر الشعب محجوب شريف ... هو وحرمه الفضلى أميرة الأميرات ... ونحن الشعب في قمة سعادتنا ... نتوج إنتصارنا بإسترداد الحرية والديمقراطية ... وحينها سنرتدي أبهى الحلل إحتفاء بعودة الديمقراطية ... عصب الكرامة الإنسانية حللا ترضي أذواق ومشاعر شعبي العظيم ... على إختلاف ألوانه وأعراقه ... والا تكون من بينها تلك النجوم الملتهبة قسرا ونارا ... فهي تتبادر للأذهان وتعود بالذاكرة إلى كل ما هو مسيء ومذل ورمزا للرهبة والطغيان والقهر والإستبداد ... إلا إذا كانت تلك النجوم الذهبية عن تراض ووفاق وود ووئام ... فحينها ستكون منا وإلينا ... وستتلألأ تلك النجوم ضوءا وبردا وسلاما .
    سنرتدي ما يعكس إرادة شعب وطني وتطلعاته على مختلف ألوانه وسحناته القبلية والعرقية ثوبا يعكس إرادة الإنسانية المعافاة من أمراض السلطة والتسلط ... ثوبا يعكس كل ألوان الطيف السياسي ... ثوب الديمقراطية الحقة ... نظيفة لا مقطوعة ولا ممنوعة ... مصقولة كمعدن شعب أكتوبر ... وما أعظمه وما أندره من عمله ... وسيغني لنا مليك الطرب وردي يا شعبا لهبك ثوريتك ... تلقي مرادك والفي نيتك ... عمق إحساسك في حريتك ... الخ لنسمع من به صمم ونزف عروس الشعب - الحرية - على نغم يا ثوار إكتوبر يا صناع المجد ... للحرية الغالية حطمناه القيد ... وسنحيطها ( الحرية ) بسياج من القانون الذي يكفل للمواطن حقه في العدل والكرامة والمساواة ... وسنحميها ( الحرية ) بالعلم الرفيع ... لنواكب العولمة ... بإذن العليم الذي فوق كل ذي علم ... إن شاء الله .

    وشـــكـرا

    خالتكم آمــال محي الدين حسين راسـخ

    هذا الموضوع نشر من قبل في صحيفة الأيام
    العدد 6979 الأحد 11 فبراير 2001 م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de