الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 04:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-10-2014, 09:34 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية

    تعيش جماعة الاخوان المسلمين مرحلة عدم التوازن بعد الثورة المصرية العارمة للشعب الذى اقتلعهم من السلطة بعد ان بانت المطايا والنوايا والفشل التام فى ادارة الدولة ... ذهبيت جماعة الاخوان كما تذهب السموم الحار فى نهار قائظ لتجىء نسمة الحرية والديمقراطية تلك النسمة الباردة التى تنعش العقول وتريح الا عصاب من عنت العنتريات السياسية والفكر الضال والاحتكار المضل ..
    فكان ان لجات الجماعة الى ما تجيده وتعرفه بحكم خبرتها الطويلة وهو التخريب والارهاب والقتل والكذب والخداع وهى بضاعتهم التى يحملونها فى كل مكان مستغلين المشاعر الانسانية للمسلم تجاه دينه ومجتمعه ..
    ولكن الجميع انتبه لهم وفى مقدمة ذلك السعودية والامارات والبحرين بعد راوا كيف يغدر الاخ باخيه وجاره واهله من اهل هذا الفكر المدمر ..
    تصنيف السعودية للفكر الاخوانى كفكر ارهابى تدميرى لم يات من فراغ وانما عن تجربة وعلاقة بهذا التنظيم منذ امواجهتم للشعب المصرى وقتل ابنائه قبل ثورة يوليو 1952 وبعدها وعند حرب الخليج عضو اليد التى قدمت لهم الحماية والرعاية بان ساندوا صدام عند احتلاله للكويت وسيروا التظاهرات فرحا عندها قال الامير نايف رحمه الله ان الاخوان اس البلاء فى وطننا ..
    اليوم السعودية تقرر ان هذه الجماعة ارهابية مما لم تتوقعه فى اسوا الظروف فجن جنونهم وتطايرت الكلمات من كل اتجاه لتبين مدى الحقد الذى يكنونه لجميع الدول وشعوبها فهى جماعة انانية لا ترى الا نفسها واعضائها تعمل بنظام المافيا لتصل لاهدافها وهى اساليب بعيدة عن اخلاق شعوبنا الاسلامية ..
    ردود الافعال كانت متنوعة من دولة لاخرى وهنا سوف اقوم بتوثيق هذه الردود وامل من القراء مساعدتى فى هذا
    ونتواصل


    ----------------
    الأخوان المسلمين جناح الترابي : الحرب الخليجية على الإسلاميين تسوية إسرائيلية..!!
    ا

    ابراهيم السنوسى

    : الدائرة ستتسع لتشمل الحرب على الإسلام ككل ولن تتوقف عند الاخوان
    03-09-2014 11:35 PM


    انتقد نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي في السودان ابراهيم السنوسي، قائمة الإرهاب التي أصدرتها وزارة الداخلية السعودية، والتي شملت جماعة "الإخوان المسلمين" واعتبر أن المعركة ليست ضد الإخوان وحدهم، "وإنما ضد كل نفس إسلامي من أجل إزاحته لتمهيد إعلان تسوية مع إسرائيل على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية والعربية والإسلامية".

    ووصف السنوسي قرار السعودية باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، بأنه في غير مصلحة السعودية وأمن الخليج، وقال "ما أحسب أن قائمة الإرهاب السعودية تخدم مصلحة المملكة ولا مصلحة الخليج ولا العرب ولا المسلمين، بالعكس السعودية فقدت بهذا القرار قوة إسلامية كانت صديقة لها ولم تكن في يوم من الأيام عدوة لها، كما أنها خسرت قوة سنية كان يمكن أن تساندها في وجه المد الشيعي، مع ذلك ستبقى جماعة الإخوان تنظيما إسلاميا كما ستبقى السعودية موطنا للحرمين الشرفين وقبلة للمسلمين".

    وأضاف: "لا شك أن القرار السعودي بحق الإخوان يتفق مع الخط العام الساعي لتجريم الإخوان من أجل تهيئة مناخ التسوية والتطبيع مع إسرائيل، وإلا ما الذي يجمع بين الحوثيين وحزب الله من جهة والإخوان من جهة أخرى!".

    على صعيد آخر اعتبر السنوسي أن خطوة السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائهم من قطر يندرج في ذات خط الحرب على تيار الإسلام السياسي، وقال: "السبب الجوهري بالنسبة للقرار السعودي الإماراتي البحريني بشأن قطر هو الموقف من الانقلاب العسكري في مصر، هم يعتقدون أن قطر بنهجها التحرري في الإعلام تساند الإخوان، وهو موقف يُحسب لقطر، كما أنهم يخشون من أن يكون لخطوة نقل السلطة في قطر إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عاملا مؤثرا على بقية شباب الأسر الحاكمة في دول الخليج، وهو كله يلتقي لخدمة ذات الهدف وهو إزاحة التيار الإسلامي من أجل تمرير التسوية المرتقبة مع إسرائيل".

    وأشار السنوسي إلى أن الموقف الخليجي من الإسلام السياسي بدأ يتضح لأنه شمل السودان أيضا، وقال: "نحن في السودان دفعنا الثمن سابقا، ولازلنا ندفعه إلى يوم الناس هذا، بل هناك مسعى خليجي للإطاحة بنظام البشير باعتباره جزءا من الإسلام السياسي على الرغم من الملاحظات التي لدينا عليه، فقد تم وقف التحويلات المالية من السودان باتجاه البنوك الإماراتية والسعودية، وهو ما يسبب ضائقة مالية كبيرة للسودان".

    وأضاف: "أعتقد أن الدائرة ستتسع لتشمل الحرب على الإسلام ككل ولن تتوقف عند الاخوان، وهذا مشروع يقف خلفه الغرب للأسف الشديد"، على حد تعبيره.

    قدس برس
                  

03-10-2014, 09:53 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    الأخوان المسلمين جناح جاويش : دول عربية تدعم مخطط يهودي لابعاد الاسلاميين عن الحكم


    03-09-2014 04:41 PM

    الخرطوم: عمار محجوب :

    كشف المراقب العام للاخوان المسلمين بالسودان الشيخ علي جاويش عن مخطط يهودي غربي لابعاد الاسلاميين عن الحكم في الدول العربية واتهم دول عربية واسلامية لم يسمها بدعم ومساندة هذا المخطط وقال جاويش إن أمريكا وأوربا وضعتا خطة عقب إندلاع ثورات الربيع العربي لتمكين العسكر والملوك وابعاد صناع الثورات والاسلاميين من سدة الحكم في بلدانهم مشيراً إلى أن الخطوة تهدف لتوفير ضمان الاستقرار لاسرائيل في المنطقة.


    وأردف أن الغرب ربط الثورات بالحركات الاسلامية وتقاضى عن حق الشعوب التي تقاتل من أجل استرداد الكرامة والحرية، وقال إن بعض الحكام في الدول العربية يقف مع المخطط الغربي اليهودي والبعض الآخر مع حرية الشعوب وكرامتها. وأضاف أن شعوب العالم العربي بعد أن ذاقت طعم الحرية لن تستكين مرة أخرى لمخططات الغرب واليهود والحكام الموالين لهم.

    آخر لحظة

                  

03-10-2014, 10:03 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    دول الخليج تختلف.. أ
    الصادق الرزيقى



    نشر بتاريخ السبت, 08 آذار/مارس 2014 09:15

    تتطور وتتداعى الأوضاع في منطقتنا العربية، بشكل دراماتيكي متسارع لا يحسب له حساب، فالدول العربية كلها بلا استثناء تعاني من أعطاب داخلية وأزمات عميقة لن تتعافى منها قريباً، فمصر تعيش غلياناً لا ينتهي، وسوريا في حربها الداخلية تسير وسط عتمة معصوبة العينين، وليبيا تكاد تغرق من جديد في حمامات الدم، واليمن يتنكب في طريقه ولم يهدأ فيه هدير الرصاص، والعراق جرحه نازف لا يندمل، والسودان يواجه مخاطر الحروب والتهديد الخارجي والمؤامرات.. وتونس لم تشف بعد من حمى تراودها، والجزائر في لجة الهدوء الذي يسبق العاصفة، والاحتقانات الداخلية في المغرب وموريتانيا مثل النار تحت الرماد.. ولبنان على شفير الهاوية بإنقساماته ووقوعه بين قطبي الرحى، والأردن تحيط به النيران من كل جانب.


    لكن لم يكن أحد يتصور أن دول الخليج وهي أكثر منظومة عربية متجانسة من حيث الانتماء والجذور والعادات والتقاليد والتوجهات والثقافة والموارد، يمكن أن ينفرط عقدها بسهولة وتزوي رابطتها القوية كما يذوب فص ملح في سطل ماء.

    الخلاف الذي تفاقم بين السعودية والإمارات والبحرين من ناحية وقطر من الناحية الأخرى، كشف المحجوب والمستور في الخلافات الخليجية وفضح هشاشة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، إذ أنه لا توجد ممسكات لهذه المنظمة الإقليمية الأكثر تأهيلاً للتطور والتماسك من أية كيان آخر مشابه له في العالم، لكن السياسة وقاتل الله السياسة، فقد دقت عطر منشم بين الإخوة الخليجيين، لأسباب لا علاقة لها بشعوبهم ومواقفها وتوجهاتها، فالأزمة ليست قناة الجزيرة ولا الشيخ يوسف القرضاوي المقيم بالدوحة وهو الأمين العام، فالموقف من ثورات الربيع العربي واقتلاع الشعوب للأنظمة صار هو الهاجس لدى بعض الأنظمة الخليجية التي تعيب على السياسة الخارجية القطرية تعاطفها وموقفها من القوى الفاعلة في الربيع العربي،

    فالخلافات الخليجية ليست فيها أية مصلحة لشعوب هذه البلدان، وكثير منها إملاءات خارجية ومراعاة لمصالح أمريكية وصهيونية تريد توظيف المال والثقل الخليجي لصالحها، خاصة الموقف من الذي يجري في مصر أو التخويف من الخطر الإيراني، في وقت تتقارب فيه طهران من الدول الغربية إلى درجة مثيرة للدهشة.
    على بلدان الخليج أن تنتبه للفتنة التي تزرع وسطها.. ونخشى أن تصحو ذات ليلة لتجد نفسها قد فقدت ترابطها وتضامنها واستفردت بها الذئاب.. دولة فدولة.. ومشيخة ومملكة..

    ------------------------
    اسحق احمد فضل الله
    الانتباهة


    إعادة تشكيل المنطقة التي تندفع بعنف تصبح الآن هي
    < السعودية والخليج جهات تسحب سفراءها من قطر.
    < وقطر تهبط في إيران الآن.
    < وحلف يضم (روسيا ــ عمان ــ إيران ــ تركيا) يقوم الآن.
    < وعمان كانت هي من يستضيف مخابرات خمس من الدول الغربية لستة أشهر متواصلة.
    < ومخابرات الدول الخمس تلتقي بمخابرات إيران ــ لشيء يقوم الآن.
    < شيء يتطلب الوصول إليه ستة أشهر من الحديث بين قادة خمس من دول الغرب مع إيران.
    < لكن حديثاً بين أوباما وزعيم عمان لثلاثين دقيقة.. يصبح هو الجرتق للتشكيل الجديد.
    < وما يجري في مصر.. و(ما سوف يجري) نوع من التشكيل هذا.
    < وما يحدث الآن في الخليج والسعودية وغيرهما بعض حديث من هذا.
    < والبيان الذي يصدر عن مقاطعة السعودية والخليج لقطر ــ الذي يصدر الأسبوع الماضي.. الأسبوع الماضي .. نعم ــ كان بياناً تقرأ الخرطوم نصه حرفاً ــ حرفاً ــ قبل شهر كامل ــ شهر كامل نعم ... من صدوره.
    < والبيان تكتبه المخابرات المصرية!!
    (3)
    < السعودية تعلن الجماعات الإسلامية أمس جماعات إرهابية.
    < ومنذ شهور طويلة نحدث نحن هنا عن أن بعض الجهات في الخليج وغيره تبحث عن غطاء للهجوم على (الإسلام) في المنطقة بكاملها.
    < و(الغباء) المطلق كان يجعل الحكومة المصرية تقدم (مرسي) للمحاكمة بتهمة (التخابر مع حماس).
    < الاتصال بحماس يصبح جريمة وليس الاتصال مع إسرائيل.. وبله حكومة مصر يجعل المسلمين ضدها.
    < والبله هذا يستبدل الآن بأسلوب آخر.
    (5)
    الهياج إذن الذي كان يعجز عن التفسير وهو يرى السعودية السنية ــ في معركتها ضد الشيعة ــ تضرب الشيعة مرة وتضرب السنة عشر مرات في السودان ومصر وفلسطين.. الهياج هذا يجد الآن تفسيراً.
    < التفسير يقول إن المعركة ليست معركة (سنة/شيعة).
    <.. وأن المعركة بمنطق الجمع والطرح معركة سعودية يقودها شيء غريب.
    < وأن الشيء الغريب هذا يضرب السودان ــ السني.. ويضرب مصر السنية ويضرب قطر السنية.. إلى درجة تجعلها تلجأ إلى الشيعة وإيران.
    < والتفسير الجديد يجد أن السعودية (التي تعلن كل التنظيمات الإسلامية عدواً كاملاً) سوف تفاجأ بأن
    الإسلاميين يقودون الآن المسلمين في كل مكان.

    < فالإسلاميون في تونس والمغرب والكويت والأردن يقتسمون البرلمانات.
    < وفي الجزائر وموريتانيا وليبيا يقودون المجتمع الذي يقود الحكومة.
    < وفي نيجيريا يحملون السلاح ــ وفي مالي وسوريا.
    < وحكومة تركيا إسلامية.
    < .. وحكومة الباكستان مثلها وحكومات أفغانستان وغيرها مثلها.
    <.. السعودية تفاجأ بأن إعلانها الأخير يعلن للعالم الإسلامي السني أن:
    (عدوكم ليست إيران.. عدوكم الآن هو أنا).

    < السعودية/ التي سوف تعلن تفسيراً يتراجع عما أعلنت بعد شهرين وليس الآن/ تجد أن الإخوان المسلمين (قادة العالم الإسلامي والمجتمعات الإسلامية في حقيقة الأمر) لن يبادلوا السعودية ضربة بضربة.
    < طبيعة الإخوان المسلمين المثقفة.. تمنع هذا.
    < لكن السعودية تعلم أن المخابرات الغربية العدو الأول للإخوان المسلمين ــ تتعلم بالتجربة أن
    < عداء الإخوان المسلمين هو شيء له كل صفات المخدرات.
    < شيء يجعلك تطرب الآن.
    < ثم !!!
    < يبقى أن الفلسطيني الذي يشير إليه السيسي في حواره مع عباس والذي يعد لرئاسة فلسطين لن يصل إلى هناك.
    < والسبب هو أن الأسلوب الذي يوصل السيسي إلى الحكم يجعل الإسلاميين يدخلون الخنادق.
    9/3/2014

    --------------
    عثمان ميرغنى : تزايد الحصار على حكومة المؤتمر الوطنى
    March 10, 2014
    ايقاف الشحن ( عثمان ميرغنى )
    تعليمات جديدة.. خطيرة
    عثمان ميرغنى
    يبدو أن حلقات الحصار حول السودان تزداد وتيرتها بسرعة.. أمس أرسل لي أحد أبنائنا المغتربين في السعودية منشوراً تسلمته شركة الشحن التي يعمل فيها.. وهي وكيل شركة شحن عالمية سنغافورية.. التعليمات الواردة في المنشور (خطيرة للغاية).. تمنع شحن أي بضائع إلى السودان.. إذا كانت هذه البضائع تخص (الحكومة السودانية أو إداراتها أو منظماتها أو الأعمال أو حتى الأشخاص المرتبطين بالحكومة) وقال البيان إن ذلك يأتي امتثالاً للمقاطعة الأمريكية ضد السودان..
    وتمتد المقاطعة أيضاً للبضائع الصادرة من السودان.. إذا كانت تتبع للحكومة أو أي من توابعها.


    هذه التعليمات الجديدة.. ترسم صورة واضحة لحلقات الحصار الاقتصادي حول السودان التي بدأت بوقف التعاملات البنكية والتحويلات..
    في تقديري مثل هذا الوضع لا يمكن التقليل من خطورته على النحو الذي تحدث عنه بنك السودان المركزي قبل أيام حينما قال إن المقاطعة المصرفية العالمية لا تؤثر على المعاملات المالية الخارجية. يبدو أن سيناريو المقاطعة مبرمج بدقة وتمتثل له حتى الدول العربية.
    وبقراءة هذا المشهد المتواتر مع الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة ضد السفينة الحربية الإيرانية التي اقتادتها البحرية الإسرائيلية وأجبرتها على الرسو في ميناء “إيلات”.. واضح تماماً أن المواجهة مع المجتمع الدولي باتت مكشوفة.
    لا أدري ما هي الخيارات التي يفكر فيها متخذو القرار الاقتصادي في السودان.. لكن بكل تأكيد لو استرخوا على أنغام معزوفة الطمأنة التي أطلقها بنك السودان فإن الكارثة حتماً لن تكون مفاجأة..


    لا يمكن افتراض أن هذه الإجراءات المتتابعة مجرد (صدفة).. فالاقتصاد العالمي حلقات متصلة ومترابطة بقوة.. ولن يكون مثيراً للدهشة إذا انصاعت الدول المتحالفة مع السودان في صناعة النفط، الصين وماليزيا للسيناريو العالمي..
    وفي تقديري أن أكثر ما يبعث على الإحباط أن متخذي القرار الاقتصادي غير قادرين على الإفصاح عن العلة الحقيقية التي لابد أن تعالج للخروج من نفق هذا الحصار الدولي.. علة السياسة.. فالعالم يباشر هذه الإجراءات الاقتصادية ضدنا على خلفيات (سياسية!) محضة.. في صدارة هذه الحيثيات الموقف الداخلي في السودان.. الحروب المزمنة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والاختناق السياسي في المركز الخرطوم..


    ربما تبدو بعض إجراءات (التغيير!!) الأخيرة في نظر الحكومة كافية لإبداء (حسن النوايا) التي يجب أن يقدرها المجتمع الدولي.. لكن هذا محض أوهام.. التغيرات الأخيرة لا تزال تقف في محطة (الأشخاص) ولم تؤثر على السياسات أو منهج التفكير.. بل ويبدو حتى الحوار الشامل الذي بشر به حزب المؤتمر الوطني في طريقه نحو الانهيار.. قبل أن يبدأ.


    وإذا لم تأخذ الحكومة الأمر على محمل الجدية وتعجل من خطواتها نحو توفيق الأوضاع الداخلية – أولاً- وفتح منافذ الحوار بمعناها الإيجابي الذي يستلزم إطلاق الحريات السياسية وحريات التعبير.. فإن القدر حتماً واقع..
    وربنا يستر..!!
                  

03-10-2014, 10:52 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    (( والبيان الذي يصدر عن مقاطعة السعودية والخليج لقطر ــ الذي يصدر الأسبوع الماضي.. الأسبوع الماضي .. نعم ــ كان بياناً تقرأ الخرطوم نصه حرفاً ــ حرفاً ــ قبل شهر كامل ــ شهر كامل نعم ... من صدوره.

    < السعودية تعلن الجماعات الإسلامية أمس جماعات إرهابية.
    < ومنذ شهور طويلة نحدث نحن هنا عن أن بعض الجهات في الخليج وغيره تبحث عن غطاء للهجوم على (الإسلام) في المنطقة بكاملها.))

    سلامات يا الكيك ..
    عارف قبل يومين أنا علقت للاخ جني في خيطه بأن الدافع الحقيقي للوثبة الفجائية ياداب بدأ يظهر ..
    اتمناه يمر من هنا ويشوف الجماعة بقو يفتو ويكشفو للشعب الدافع الحقيقي.
                  

03-11-2014, 09:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: محمد على طه الملك)



    شكرا لك
    محمد الملك
    على التعليق
    خليك معنا هنا

    نتواصل



    الإخوان المسلمون جماعة مرفوضة من الخليج إلى المحيط





    03-11-2014 06:52 AM


    التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين يشكل عقبة في مواجهة التخلص من الجماعة وتحالفاتها مع التيارات الإسلامية الأخرى التي تتغلغل في مختلف دول العالم.


    لندن- أصبحت جماعة الإخوان المسلمين تنظيما معزولا لدى الرأي العام العربي، خاصة بعد أن فقد أساسه في مصر مرورا بدول الخليج باستثناء قطر، التي شتتت هياكله المنتشرة في حوالي 80 دولة في العالم.

    ضربة موجعة أخرى تعرض لها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، حين أعلنت المملكة العربية السعودية تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي. هذه الخطوة تأتي لتكمّل ما بدأت فيه مصر، البلد الأم لجماعة الإخوان المسلمين، وتبعتهما موريتانيا. وهذه الأخيرة، تعتبر موقعا حيويّا للدعوة الإخوانية، خاصة وأنها بعيدة نوعا ما عن الإعلام مقارنة بالرياض والقاهرة.

    عندما وصل الإخوان إلى هرم السلطة في مصر اعتقدوا أنهم أمسكوا بزمام الأمور وأن الوقت قد حان ليكشفوا النقاب عن خططهم ويدخلوا مرحلة التوسّع في دول بعينها، وكانت دولة الإمارات العربية المتّحدة، من الدول التي سعى الإخوان إلى استهدافها، لكن مخطّطهم فشل، وتم كشف حقيقتهم وهم في قمّة أزمتهم السياسية في مصر.

    وتطول قائمة الدول العربية المستهدفة في المخطّط الإخواني، الذي ظلّت الجماعة تعدّ له على مدى ثمانية عقود، ليسقط في النهاية في أقل من سنة واحدة. بل إن فشلهم تضاعف بعد أن أعلنت مصر والسعودية اعتبار جماعة الإخوان المسلمين، تنظيما إرهابيا، في خطوة من المنتظر أن تحذو حذوها دول عربية أخرى كثيرة.

    وسبق ذلك أن وجهت الإمارات الضربة التي قسمت ظهر الجماعة في الإمارات ومهّدت لضربات متتالية أفقدت الجماعة زخمها لتتحول إلى الإرهاب ويلجأ التنظيم العالمي إلى كافة الطرق التخريبية التي تبقي الجماعة في الواجهة.

    برغم مرور أكثر من ثمانين عاما على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين على يد مؤسسها حسن البنا في عام 1928 كجماعة دعوية دينية فقط، إلا أنها تطورت بمرور الوقت إلى جماعة متعددة النشاطات الثقافية والترفيهية والاجتماعية، ولكن سرعان ما تحول مسار هذه الجماعة بدخولها العمل السياسي والتوجه إلى فكرة التنظيم السياسي.

    لم يكن أمام الجماعة بد من استخدام لغة السلاح من أجل إسكات وإسقاط الأصوات التي تعارض ما يسمى بـ”المشروع الإسلامي”، الذي التفت حوله العديد من الأنظمة العربية خلال نشر أفكار جماعة الإخوان المسلمين في معظم دول منطقة الشرق الأوسط ولكن تحت مسميات مختلفة.

    وأضحت السلطة الهدف الذي لهثت خلفه جماعة الإخوان المسلمين. وفعلت في سبيل ذلك كثيرا من التجاوزات ودخلت في معارك وحروب كسرتها أحيانا، فكانت تلعق جراحها وتستمرّ في اللهاث خلف السلطة، وظفرت بها أحيانا ثم حرنت عليها ولم تفارقها، وها هي الجماعة الأمّ تفشل في تحقيق أحلام ثمانين عاما، وتفقد عمليا مراكز حساسة لها في المنطقة العربية.

    كمال حبيب: قسم الإخوان الأوروبي يشرف على شبكة تغطي بلدان أوروبا


    هذا الأمر دفع الجماعة، إلى العودة مجدّدا إلى أوروبا، مثلما فعلت عندما ضيّق عليها جمال عبد الناصر الخناق في الخمسينات من القرن الماضي بعد أن حاولت اغتياله، وقد وجدت في المملكة العربية السعودية الملجأ الآمن في ذلك الوقت.

    لكن اليوم، لا مكان للإخوان ولكل من يسعى إلى تخريب استقرار المملكة أو أي بلد عربيّ آخر. فقد أصبحوا جماعة محظورة قانونيا ومنبوذة اجتماعيا، في مختلف الدول التي حكمت فيها أو تلك التي كانت لها ملجأ.

    ورغم الرفض الشعبي الذي قوبلت به في مصر لازالت جماعة الإخوان المسلمين تصر على كيد الدسائس والمؤامرات الخارجية ضد مصر. ومؤخرا كشفت تقارير صحفية مساعي التنظيم الدولي للإخوان المسلمين (القسم الأوروبي)، وتحت إشراف حركة “مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة” التي تضم 12 عضوا من دول أوروبية، لنسج خيوط مؤامرة جديدة ضد النظام المؤقت في مصر لعرقلة خارطة الطريق.

    يشير كمال حبيب، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها أثرت بشكل جذري في الحياة السياسية للشرق الأوسط، تحت شعار (الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا)، بينما شكّلت الأفكار المتطرفة لجماعة الإخوان معتقدات أجيال من الإسلاميين على مدى العقدين الماضيين، حيث فقدت بعض قوتها في دول الشرق الأوسط، وأصبحت أوروبا حاضنة للفكر الإسلامي والتطور السياسي للإخوان.

    يشكل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين عقبة في مواجهة التخلص من الجماعة وتحالفاتها مع التيارات الإسلامية الأخرى التي تتغلغل في مختلف دول العالم الأوروبية والعربية والإسلامية، وذلك بما يملكه من تمويل واتصالات وتحالفات إقليمية ودولية مع أنظمة حكم وأجهزة استخباراتية ومؤسسات اقتصادية وإعلامية، وهو ما يساند ويدعم وجود الجماعة على امتداد العالمين العربي والإسلامي.



    ومنذ أوائل 1960 انتقل كثير من أعضاء الجماعة إلى بعض دول أوروبا المتعاطفة معهم، وببطء وبثبات تم إنشاء شبكة واسعة منظمة تنظيما جيدا في المساجد، والجمعيات الخيرية، والمنظمات الإسلامية، حيث دفعت أربعة عقود من التعليم والتثقيف لجميع الطلاب اللاجئين الذين هاجروا من الشرق الأوسط قبل أربعين عاما، وذريتهم يقودون الآن تنظيمات تمثل المجتمعات المسلمة في تعاملها مع النخبة السياسية في أوروبا.

    ويمثل الإخوان في أوروبا مجموعات كثيرة تلقى الدعم والتمويل من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، من بين تلك المؤسسات، مؤسسة الوقف الإسلامي برومانيا ومؤسسة الوقف الإسلامي بمقدونيا ومؤسسة الوقف الإسلامي بكل من بريطانيا وإيطاليا وأسبانيا وبولونيا، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ورابطة المسلمين في بلجيكا والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث بإيرلندا ومؤسسة الوقف الإسلامي وأيضا اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.
    ويشرف القسم الأوروبي على شبكة مركزية تغطي كل بلدان أوروبا تقريبا، لذلك من غير المستغرب أن يعقد القسم الأوروبي اجتماعا في جنيف بسويسرا لبحث مستجدات الواقع المصري الراهن، بحضور 12 دولة من المتعاطفة مع الجماعة أبرزها (أميركا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وسويسرا، وإيطاليا، وهولندا.. وغيرها.

    أما في دول العالم الإسلامي، فقد تراجعت شعبية الإخوان المسلمين، وربما بقيت بضعة دول تدعم التنظيم المارق، منها قطر التي أخذت على عاتقها دعم التنظيم أينما تواجد ضمن خطتها التخريبية في العالم العربي، التي هددت أمن دول مستقرة وأدخلتها في أتون حرب غير معروفة النهاية.

    وتستضيف قطر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (برئاسة يوسف القرضاوي)، أما ممثلو الإخوان في البحرين فهم جمعية المنبر الوطني الإسلامي وفي تونس تصنّف حركة النهضة الإسلامية على أنها من اتباع الإخوان المسلمين، وفي المغرب ينضوي حزب العدالة والتنمية تحت لواء الإخوان على غرار حزب تواصل الموريتاني وحركة مجتمع السلم في الجزائر وحزب المؤتمر الوطني في السودان والإخوان المسلمين في ماليزيا.

    تعدد أصابع الأخطبوط الإخواني في شتى أرجاء العالم يفيد بأن التنظيم استحال فكرة أممية، يتطلب التعاطي معها استراتيجيات تراعي دواعي النشأة، وأسباب التمدد، وتشابك الغايات. الإخوان جماعة ترى نفسها فوق الأوطان وهذا يفترض أيضا جهدا موحدا دؤوبا لاستئصال الورم وتغيير بيئاتها الحاضنة.

    العرب
                  

03-11-2014, 09:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: محمد على طه الملك)



    شكرا لك
    محمد الملك
    على التعليق
    خليك معنا هنا

    نتواصل



    الإخوان المسلمون جماعة مرفوضة من الخليج إلى المحيط





    03-11-2014 06:52 AM


    التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين يشكل عقبة في مواجهة التخلص من الجماعة وتحالفاتها مع التيارات الإسلامية الأخرى التي تتغلغل في مختلف دول العالم.


    لندن- أصبحت جماعة الإخوان المسلمين تنظيما معزولا لدى الرأي العام العربي، خاصة بعد أن فقد أساسه في مصر مرورا بدول الخليج باستثناء قطر، التي شتتت هياكله المنتشرة في حوالي 80 دولة في العالم.

    ضربة موجعة أخرى تعرض لها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، حين أعلنت المملكة العربية السعودية تصنيف الجماعة كتنظيم إرهابي. هذه الخطوة تأتي لتكمّل ما بدأت فيه مصر، البلد الأم لجماعة الإخوان المسلمين، وتبعتهما موريتانيا. وهذه الأخيرة، تعتبر موقعا حيويّا للدعوة الإخوانية، خاصة وأنها بعيدة نوعا ما عن الإعلام مقارنة بالرياض والقاهرة.

    عندما وصل الإخوان إلى هرم السلطة في مصر اعتقدوا أنهم أمسكوا بزمام الأمور وأن الوقت قد حان ليكشفوا النقاب عن خططهم ويدخلوا مرحلة التوسّع في دول بعينها، وكانت دولة الإمارات العربية المتّحدة، من الدول التي سعى الإخوان إلى استهدافها، لكن مخطّطهم فشل، وتم كشف حقيقتهم وهم في قمّة أزمتهم السياسية في مصر.

    وتطول قائمة الدول العربية المستهدفة في المخطّط الإخواني، الذي ظلّت الجماعة تعدّ له على مدى ثمانية عقود، ليسقط في النهاية في أقل من سنة واحدة. بل إن فشلهم تضاعف بعد أن أعلنت مصر والسعودية اعتبار جماعة الإخوان المسلمين، تنظيما إرهابيا، في خطوة من المنتظر أن تحذو حذوها دول عربية أخرى كثيرة.

    وسبق ذلك أن وجهت الإمارات الضربة التي قسمت ظهر الجماعة في الإمارات ومهّدت لضربات متتالية أفقدت الجماعة زخمها لتتحول إلى الإرهاب ويلجأ التنظيم العالمي إلى كافة الطرق التخريبية التي تبقي الجماعة في الواجهة.

    برغم مرور أكثر من ثمانين عاما على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين على يد مؤسسها حسن البنا في عام 1928 كجماعة دعوية دينية فقط، إلا أنها تطورت بمرور الوقت إلى جماعة متعددة النشاطات الثقافية والترفيهية والاجتماعية، ولكن سرعان ما تحول مسار هذه الجماعة بدخولها العمل السياسي والتوجه إلى فكرة التنظيم السياسي.

    لم يكن أمام الجماعة بد من استخدام لغة السلاح من أجل إسكات وإسقاط الأصوات التي تعارض ما يسمى بـ”المشروع الإسلامي”، الذي التفت حوله العديد من الأنظمة العربية خلال نشر أفكار جماعة الإخوان المسلمين في معظم دول منطقة الشرق الأوسط ولكن تحت مسميات مختلفة.

    وأضحت السلطة الهدف الذي لهثت خلفه جماعة الإخوان المسلمين. وفعلت في سبيل ذلك كثيرا من التجاوزات ودخلت في معارك وحروب كسرتها أحيانا، فكانت تلعق جراحها وتستمرّ في اللهاث خلف السلطة، وظفرت بها أحيانا ثم حرنت عليها ولم تفارقها، وها هي الجماعة الأمّ تفشل في تحقيق أحلام ثمانين عاما، وتفقد عمليا مراكز حساسة لها في المنطقة العربية.

    كمال حبيب: قسم الإخوان الأوروبي يشرف على شبكة تغطي بلدان أوروبا


    هذا الأمر دفع الجماعة، إلى العودة مجدّدا إلى أوروبا، مثلما فعلت عندما ضيّق عليها جمال عبد الناصر الخناق في الخمسينات من القرن الماضي بعد أن حاولت اغتياله، وقد وجدت في المملكة العربية السعودية الملجأ الآمن في ذلك الوقت.

    لكن اليوم، لا مكان للإخوان ولكل من يسعى إلى تخريب استقرار المملكة أو أي بلد عربيّ آخر. فقد أصبحوا جماعة محظورة قانونيا ومنبوذة اجتماعيا، في مختلف الدول التي حكمت فيها أو تلك التي كانت لها ملجأ.

    ورغم الرفض الشعبي الذي قوبلت به في مصر لازالت جماعة الإخوان المسلمين تصر على كيد الدسائس والمؤامرات الخارجية ضد مصر. ومؤخرا كشفت تقارير صحفية مساعي التنظيم الدولي للإخوان المسلمين (القسم الأوروبي)، وتحت إشراف حركة “مصريون حول العالم من أجل الديمقراطية والعدالة” التي تضم 12 عضوا من دول أوروبية، لنسج خيوط مؤامرة جديدة ضد النظام المؤقت في مصر لعرقلة خارطة الطريق.

    يشير كمال حبيب، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها أثرت بشكل جذري في الحياة السياسية للشرق الأوسط، تحت شعار (الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا)، بينما شكّلت الأفكار المتطرفة لجماعة الإخوان معتقدات أجيال من الإسلاميين على مدى العقدين الماضيين، حيث فقدت بعض قوتها في دول الشرق الأوسط، وأصبحت أوروبا حاضنة للفكر الإسلامي والتطور السياسي للإخوان.

    يشكل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين عقبة في مواجهة التخلص من الجماعة وتحالفاتها مع التيارات الإسلامية الأخرى التي تتغلغل في مختلف دول العالم الأوروبية والعربية والإسلامية، وذلك بما يملكه من تمويل واتصالات وتحالفات إقليمية ودولية مع أنظمة حكم وأجهزة استخباراتية ومؤسسات اقتصادية وإعلامية، وهو ما يساند ويدعم وجود الجماعة على امتداد العالمين العربي والإسلامي.



    ومنذ أوائل 1960 انتقل كثير من أعضاء الجماعة إلى بعض دول أوروبا المتعاطفة معهم، وببطء وبثبات تم إنشاء شبكة واسعة منظمة تنظيما جيدا في المساجد، والجمعيات الخيرية، والمنظمات الإسلامية، حيث دفعت أربعة عقود من التعليم والتثقيف لجميع الطلاب اللاجئين الذين هاجروا من الشرق الأوسط قبل أربعين عاما، وذريتهم يقودون الآن تنظيمات تمثل المجتمعات المسلمة في تعاملها مع النخبة السياسية في أوروبا.

    ويمثل الإخوان في أوروبا مجموعات كثيرة تلقى الدعم والتمويل من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، من بين تلك المؤسسات، مؤسسة الوقف الإسلامي برومانيا ومؤسسة الوقف الإسلامي بمقدونيا ومؤسسة الوقف الإسلامي بكل من بريطانيا وإيطاليا وأسبانيا وبولونيا، وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ورابطة المسلمين في بلجيكا والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث بإيرلندا ومؤسسة الوقف الإسلامي وأيضا اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا.
    ويشرف القسم الأوروبي على شبكة مركزية تغطي كل بلدان أوروبا تقريبا، لذلك من غير المستغرب أن يعقد القسم الأوروبي اجتماعا في جنيف بسويسرا لبحث مستجدات الواقع المصري الراهن، بحضور 12 دولة من المتعاطفة مع الجماعة أبرزها (أميركا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وسويسرا، وإيطاليا، وهولندا.. وغيرها.

    أما في دول العالم الإسلامي، فقد تراجعت شعبية الإخوان المسلمين، وربما بقيت بضعة دول تدعم التنظيم المارق، منها قطر التي أخذت على عاتقها دعم التنظيم أينما تواجد ضمن خطتها التخريبية في العالم العربي، التي هددت أمن دول مستقرة وأدخلتها في أتون حرب غير معروفة النهاية.

    وتستضيف قطر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (برئاسة يوسف القرضاوي)، أما ممثلو الإخوان في البحرين فهم جمعية المنبر الوطني الإسلامي وفي تونس تصنّف حركة النهضة الإسلامية على أنها من اتباع الإخوان المسلمين، وفي المغرب ينضوي حزب العدالة والتنمية تحت لواء الإخوان على غرار حزب تواصل الموريتاني وحركة مجتمع السلم في الجزائر وحزب المؤتمر الوطني في السودان والإخوان المسلمين في ماليزيا.

    تعدد أصابع الأخطبوط الإخواني في شتى أرجاء العالم يفيد بأن التنظيم استحال فكرة أممية، يتطلب التعاطي معها استراتيجيات تراعي دواعي النشأة، وأسباب التمدد، وتشابك الغايات. الإخوان جماعة ترى نفسها فوق الأوطان وهذا يفترض أيضا جهدا موحدا دؤوبا لاستئصال الورم وتغيير بيئاتها الحاضنة.

    العرب



    صحف : الترابي يعتزل السياسة.. "5" لقاءات سرية بين "الوطني والشعبي"





    03-10-2014 11:31 PM

    الخرطوم- أميرة الجعلي

    كشف مصدر مطلع عن عقد (5) اجتماعات سرية بين حزبي المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، ضمت حسن الترابي وحسبو عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية مسؤول القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني ومصطفى عثمان إسماعيل أمين الأمانة السياسية بغرض التوصل إلى صيغة تتضمن مشاركة المؤتمر الشعبي في الترتيبات السياسية القادمة التي تشمل تشكيل حكومة قومية وخوض الانتخابات بقوائم موحدة.

    وقال المصدر إن الترابي اشترط توسيع قاعدة المشاركة وإدخال حزب الأمة وتحقيق السلام في دارفور والتفاوض مع الحركات المسلحة، وأوضح أن الطرفين تبادلا مقترحات بشأن توحيد الحركة الإسلامية بعد إكمال الترتيبات السياسية القادمة والتي ستتضح ملامحها النهائية خلال اللقاء المرتقب بين الترابي والرئيس البشير.

    وكشف المصدر عن أن هناك اتجاها قويا في ظل هذه الترتيبات لأن يعتزل الترابي العمل السياسي والتنفيذي وأن يتولى مسؤولية الحركة الإسلامية مجددا بالتركيز على وظائفها الفكرية والثقافية والاجتماعية

    اليوم التالي
                  

03-11-2014, 11:10 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    الأخ الكيك ..
    لعل القرارات التي إتخذتها المملكة السعودية في معية بعض دول مجلس الخليج ..
    لا يقل أثره ومردوده عن مردود حركة المصريين والتونسيين تجاه تنظيمات الإسلام السياسي ..
    وسوف تتبعه أحداث خطيرة قادمات ..
    وفي إطار مجهودات هذا البوست التنويري الهام حول علاقة ونشاط الإخوان بمختلف مسمياتهم حول العالم ..
    استميحك في رفد البوست بمقال قديم لي يدور في محور تفسير نجاح قبضة فرع هذا التنظيم العالمي في السودان وغزة دون سواهما ..
    Quote: الإنقاذ والحركة الإسلامية ومخلب صراع الحضارات
    بقلم: محمد علي طه الملك

    الجمعة, 30 نيسان/أبريل 2010 16:21
    (1)
    قد يبدو العنوان غريبا أو ربما عبثيا ، ولكن..
    ما الذي يحول دون إمعان النظر ، وإعادة قراءة الحال ، على ضوء المتغيرات والتحولات والانشقاقات التي طالت جسوم كافة الفعاليات السياسية ، خلال ربع قرن إلا قليلا من دورات الزمن ، كانت آثارها حاضرة في التجربة الديموقراطية الرابعة.
    لقد ولدت الإنقاذ وحبلها السُري موصول بأشواق الحكم الإسلامي السُنّي ، أشواق أطلقها المؤسسون ، من لدن الأفغاني والإمام محمد عبده في المراحل الإعدادية ، مرورا بالإمام حسن البنا ، وسيد قطب ، والمودودي ومن تبعهم في زمان محاولات التطبيق الأولى ، وانتهاء بعصرنا الذي غدت فيه الجماعات ، أكثر قدرة على التأثير الجماهيري والفعل التنفيذي جاءت الجبهة القومية الإسلامية السودانية ، بقيادة الشيخ الدكتور حسن الترابي ، تسبق خطى الأخريات نحو دست الحكم ، عبر انقلاب عسكري ، قادة الرئيس الحالي عمر أحمد البشير ، في الثلاثين من يونيو 1989 .
    هذه المقدمة على الرغم من وضوحها كمعلومة عامة ، نادرا ما يربط العقل الجمعي بينها وبين مستحقاتها المحلية ، ومردودها على النطاقين الإقليمي و العالمي .
    في هذه الورقة ..
    لست معنيا بالحديث عن الكيفية التي أتت بها الجبهة القومية الإسلامية للحكم في السودان ، فذاك شأن كُشف النقاب عن بعضه ومازال أكثره مستترا ، غير أنني بصدد الحديث عن آليات نادرا ما يشار إليها ، على الرغم من حضورها المهيب ، وبصمتها الواضحة ، خاصة عندما يتعلق الشأن بحكومات الدول ، ولعل السؤال الابتدائي الذي يفرض نفسه هو :
    لماذا كان النجاح حليف الجبهة القومية الإسلامية السودانية دون غيرها ؟
    واعني بغيرها - التنظيمات المماثلة الأخرى في العالم الإسلامي ، في مصر والجزائر وتونس والأردن ، في الكويت والمملكة السعودية والباكستان وأفغانستان .. الخ ، مع إن الجبهة القومية الإسلامية السودانية ، لم تكن أعرقهن تأريخا ، ولا أفضلهن تنظيما ، ولا أغزرهن عطاء فكريا ، ولا أوسعهن عضوية ، ولا أعلاهن صوتا ، ولا أمتنهن عسكريا ،غير أنها كانت أكثرهن ثراء بلا منازع .
    كانت صيغ الاقتصاد الإسلامي التي سربتها ، وعملت على توطينها عقب المصالحة الوطنية في البلاد ، بمثابة مفتاحها السري لبوابة الاقتصاد الوطني . انداحت عبرها استثمارات الجماعات الإسلامية نحو البلاد من مختلف بلدان العالم الإسلامي ، ووضعت البنوك الإسلامية ، وشركات المضاربة ، والاستثمارات العقارية ، اللبنات الأولى لنظرية الاقتصاد الإسلامي على أرض الواقع . وجيّرت بتؤدة منتجات السودان ورؤوس أمواله لصالحها ، لأول مرة في تاريخ عالمنا المعاصر. هذه الخلفية الاقتصادية - بقدر ما كانت ضرورية - كمهد مخملي يشبُّ في كنفه جنين تطلعها لحكم البلاد ، ويربوا زنده حتى يوم تتويجه ، حملت جينته المرض الذي شلّ حركته ، وأصابه بالكساح عند بلوغه سن الحكم .
    بالطبع لم يكن العامل الاقتصادي وحده الدرج الذي ساعد على صعودها للحكم ، بل أيضا القوى الكبرى برفقة إقليمية ،
    وهذه إحدى الآليات التي يحذر الكثيرون الاقتراب منها ، بل يرفض قبولها البعض ابتداءً ، إما لعموم فهم بمجريات الأحداث ، في عالم أضحت عيونه منصوبة ومصوّبة ، لا يعجزها حتى إنقاذ حيوان جريح في أقصى الأرض ، وبين أكثر أحراشها وعورة ، أو لعله حرص في اجتناب ما يسمى بنظرية المؤامرة ، على الرغم من الدراسات التي تفيد أن مفاهيم نظرية المؤامرة تم سكها في الأصل من قبل الذين يحتكرون النفوذ و السلطة ، بهدف النيل من المزعجين الذين يطرحون الأسئلة الكشفية في القضايا الحساسة .
    تجاربنا السياسية بدورها عملت على ترسيخ مفاهيم خاطئة ، لا تفرق بين الدولة وشخص الحاكم وحزبه ، بحيث تكون الدولة هي الحزب ، والحزب هو الدولة ، هذا المفهوم يقود بالضرورة لتقييم خاطئ للسياسات الخارجية التي تعمل بها دول العالم الأول . إن دور القوى الكبرى وأتباعهم في الإقليم ، كان باديا منذ أن تخلّيا عن دعمها للتجربة الديموقراطية الثالثة ، التي خلفت حكما شموليا دام عقدا ونصف من الزمان ، ليس هذا فحسب - بل حالت دون نجاح المساعي المبذولة ، من قبّل نظام الحكم الديموقراطي ، لتسوية نزاع نازف مع الجيش الشعبي . لقد فتح الموقف الثالب للقوي الكبرى والإقليمية تجاه التجربة الديموقراطية الوليدة ، شهية الجبهة الإسلامية للاستيلاء على الحكم . وكان دافعها الحقيقي وراء ذلك ، مواصلة انتفاعها بالمكتسبات الاقتصادية ، وحماية استثمارات التنظيمات الإسلامية العالمية التي استوت صكوك أرباحها داخل أدراج مكاتبهم ، ولا أظني في حاجة لدعم مصداقية فرضية الدافع الاقتصادي ، بمصادر وثائقية ، فهي فرضية وقائعها محضورة ومشاهدة إلى اليوم ، فضلا عن ذلك - كتب عدد من المنتسبين لهذا التنظيم ، معبرين عن خيبة أملهم والفشل الذي صحب تجربتهم ، منوهين لأسباب عديدة ليس منها الدافع الاقتصادي ، على الرغم من أثره الذي لا تخطئه عين ، في جرها ساعد القوى الكبرى ، للعبث بهم وبمصير وطن بأثره .
    هذه الفرضية التي خلصت إليها ، تدفع للأذهان .تساؤلا منطقيا مفاده :
    ما هي مصلحة القوى الكبرى والإقليمية ابتداءً لتمكن تنظيما إسلاميا في السودان للاستيلاء على الحكم ؟
    ثم العودة لتحجيمه وتفتيته بعد تمكينه ؟
    خاصةَ وأن سياساتها البادية للعيان بعد الحرب الباردة ، ظلت تبارك وتدعم إجراءات الإجهاض المبكر ، لأي محاولة يقدم عليها تنظيم إسلامي في البلدان الأخرى ، حتى وان جاءت محاولتهم بالطرق الديموقراطية . ونالت من سياستهم المتشددة تلك كل من الجزائر وتونس ومصر والأردن والباكستان وأخيرا أفغانستان .
    ولكي لا تنزلق إجابتي عن السؤال ، وأغرق في عمومية مخلة ، دعوني ابدأ بالشق الأول المتعلق بمصلحة القوى الكبرى وهي مصلحة يصعب استشرافها وسبر غورها ، دون إعمال نظرة تاريخية للظروف والدوافع التي حوّلت هذه الحركات إلى حركات جهادية ، عقدت أهدافها بثيمة السلطة والحكم دون العناية بالتربية الإيمانية وتقويم بنية المجتمع الدينية ، ولعل تلك الاستراتيجية المصوبة نحو ديوان الحكم من قبلهم ، هي التي دفعت خصومهم لنعتهم بحركات الإسلام السياسي ، وكان قد أصبح لبعضها ما يربطها باستراتيجيات القوى العظمى ، بعد تشكلها وانقسامها لمعسكرين عقب الحرب العالمية الثانية ، حيث دارت بين المعسكرين حروب تنافسية خفية ، طوال النصف الأخير من القرن الماضي ، اصطلح على تسميتها بالحرب الباردة . وهي حروب كانت تستصحب في تنافسها ، منجزات التفوق العلمي والعسكري والاقتصادي ، بغية الحد من قوة المعسكر الآخر ، وعرقلة مساعيه في الانتشار تمهيدا لإخراجه من المنافسة ، ولعل الناظر لبؤر التنافس على الحدود بين المعسكرين ، يجدها تلامس الأطراف الجغرافية للعالم الإسلامي ، كدول الشمال الأفريقي المطلة على البحر الأبيض ، ودول الشمال في الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية. هذه الخارطة الجغرافية لبؤر التنافس بين المعسكرين ، تبين الدافع الرئيس من وراء ظهور حركات الإسلام السياسي فيها ، وربما بصمات استغلالها من قبل المعسكر الغربي ، كترياق عقدي مضاد للحد من انتشار الفكر المادي .
    هذه الفذلكة الخرائطية ، ضرورية لأغراض الإجابة على شق السؤال الأول .
    حيث نمت لتلك الحركات أجنحة جهادية في نهاية المطاف ، جندت تنظيماتها أعدادا غفيرة من الشباب المجاهد ، وصوّبت أهدافها نحو مقاعد الحكم في بلادها . غير أن الحرب الباردة بين القوتين العالميتين ، كانت قد وضعت أوزارها ، ولم تعد تشغل الحركات الإسلامية الجهادية ، حيزا في استراتيجيات التنافس بين المعسكرين ، بعد تفتت الاتحاد السوفيتي وتخليه عن منهج النظم الشمولية .
    من الثابت أن حكومات العالم الأول ، تعمل وفق استراتيجيات مبنية على نتائج أبحاث ونظريات ، تعدها مراكز بحثية متخصصة ، يقودها علماء وفلاسفة ، لا يتوقفون عن إثراء استراتيجية الدولة وخططها ، بنظريات ودراسات حديثة تستوعب التحولات ، وتطور الأحداث في الزمان والمكان ، لا يحيد السياسيون عن موجهاتها ، كيفما اشتد بينهم التنافس على مقاعد الحكم ، وتلك هي مؤسسية الدولة التي يخضع لها النظام السياسي وليس لعكس . لذا لم يكن مستغربا أن يطالع العالم عقب انتهاء الحرب الباردة ، نظريات من شاكلة صراع الحضارات لصامويل هنتنجتون ، أو نهاية التاريخ لفرانسيس فوكوياما . غير أن نظرية صراع الحضارات هي الأقرب عندي ، لتفسير استراتيجية العالم الأول تجاه قضايا العالم الإسلامي ، فالنظرية ذهبت بوضوح لا لبس فيه ، لتحديد بؤر الصراع الحضاري المقدّر لها مصادمة الحضارة الغربية . ولو انك عقدت مقارنة بين دلالات تلك النظرية ، وردود الفعل العملية للحكومات الغربية ، تجاه طموحات الحركات الإسلامية لما داخلك شك في كونها غدت ضمن استراتيجيتهم ولا اعاظل وهما حين انسب الأحداث التي تلت الحرب الباردة ، في الشرقين الأدنى والأقصى لتقديرات تلك النظرية ، فسعي القوى الغربية وحرصها على عدم بلوغ أي حركة إسلامية لمقاعد الحكم في دول بعينها له من الأمثلة ما يعضده ، منها على سبيل الحصر الباكستان ومصر ، ذلك لما لهما من قوة عسكرية ومواقع جغرافية متميزة ، وتأثيرات فكرية على محيطيهما ، كذلك دول الطوق المطلة على البحر والمحيط في الشمال الأفريقي ، لما لها من ذكريات تاريخية من زمان دولة الأندلس ، ظلت عقدتها كامنة في العقل الأوربي.
    - 2 -
    إن استشراء الفساد والظلم وكبت الحريات في الدول الإسلامية ، أوجد الأرضية التي وقفت عليها حركات الإسلام السياسي وأمست واقعا لا يمكن إغفاله . إزاء ذلك - لم يكن أمام القوى الغربية سوى إتاحة الفرصة أمام ثلاث نماذج ، تعطي أمثلة تجريبية حية للحكم الإسلامي ، يحبط أشواق هذه الجماعات ، ويحجمّ نشاطها المتزايد. كان إحداها الجماعة السودانية ، ولاختيار جماعة السودان محفزات يمكن إيجازها في الآتي:
    1 – اتساع رقعة البلاد الجغرافية وتنوعها الاثني والعقدي ، مما يسهل معه السعي لتفتيته ، وحصر تجربته في إطار ضيق إذا ما دعت الضرورة لذلك.
    2 - ضعف البنيات التحتية للاقتصاد السوداني ، الأمر الذي يخلق في ظل سياسات السوق المفتوح ، طبقة طفيلية من الأثرياء ، لن تجد مجالا لتدوير عائدها النقدي ، إلا من خلال أسواق العملة السوداء والمضاربات والسمسرة ، الأمر الذي يحد من قدرة الاقتصاد الإسلامي ، على منافسة أسواق الاقتصاد الرأسمالي.
    3 - ضعف الآلة الثقافية والإعلامية فنيا وتقنيا في السودان ، مما يجعل تأثيرها ضعيفا على المحيط الإسلامي .
    4 - الحواجز الطبيعية التي يوفرها الإسلام الصوفي بميراثه الباطني ، وتطبيقاته المتقاطعة مع فقه الظاهر.
    5 - الوجود المسيحي الطاغي في الجنوب.
    6- الفشل الملازم لانتشار تنظيم الحركة الإسلامية بين القطاعات الشعبية والريفية ، بسبب تقوقع نشاطها حول الشرائح الطلابية ، ومجموعة من مثقفي المدن القليلة أصلا في السودان ، الأمر الذي يحرمها من التأييد الشعبي الطاغي على نطاق الوطن. والجدير بالذكر أن اختيار الجماعة السودانية ، لم يأت مباشرا وعلنيا كما توحي العبارات بعالية ، فالكثير من خطط واستراتيجيات القوى الكبرى ، تأخذ طريقها للنفاذ في العالم ، دون أن تكون بصمتها مرئية إلا لمن يشاء التقصي والتدقيق.
    المرائي الستة الآنفة على سبيل المثال لا الحصر ، عكست وجه صلاحية السودان وشعبه ، لاستقبال التجربة ونظريتها الاقتصادية ، على أن تظل خيوط التجربة ، مشدودة بيد القوى الغربية الكبرى والإقليمية ، وأن يظل الحصار الاقتصادي ووسائل الضغط الأخرى ، متوازنة بين النظام ورموزه ، لتخرج معطيات التجربة الإسلامية ، فطيرة عبثية فاسدة ومنفرة أمام العالم .
    وجاء النموذج السُني الثاني ممثلا في جماعة حماس الفلسطينية ، إذ أفسح المجال أمامها لتصعد لسدة الحكم بطريقة ديموقراطية ، غير أن التجربة قدر لها أن تبقى محاطة ومحصورة محليا وإقليميا ، بحيث لا يتجاوز مردودها إطارها الجغرافي الضيق ، حيث تقف في وجهها داخليا قيادة فتح ، وبيدها نفوذ رأس السلطة الفلسطينية ، وإقليميا تحيطها دول لن تسمح باختراقها ، هذا إذا لم يكن قدر لها أن تجتمع وتعمل على خنق التجربة ، وحبسها في إطارها المحلي المحدود ، لتواجه الموت البطيء .
    ومثلما أُفُسح المجال لحركة الإسلام السياسي السُنّي لتطبق مثالها في الحكم ، بكل من السودان وفلسطين ، سمح لحركة الإسلام الشيعي في المقابل - تطبيق أنموذجها الإيراني . على أن يشكل العراق .بتكوينه الديموغرافي الحاضن للفكرين السَني والشيعي ، بؤرة الصراع والتصفيات الدامية بين المثالين ، كأفضل عيّنة عصرية ، تقنع شعوب العالم الغربي بالروح الدموية للمسلمين ، وتبقى أذهانهم مشدودة لذكريات الصراعات الكنسية التاريخية ، وآثارها الدامية المدمرة بينهم . لقد صدرت طبعة تجربة الحكم الإسلامي في السودان مخفورة بالعسكر ، واصطدمت محاولة رموزها المدنية بالعسكريين عندما سعت للحد من سيطرة الجسم العسكري على سلطات الدولة التنفيذية ، وإضفاء قدر من الديموقراطية الدستورية على لتجربة ، فكانت أحداث المفاصلة الشهيرة ، التي أبعدت عن الحكم قادة الحركة ودهاقنتها.
    لم تكن أحداث المفاصلة التي انتهت سلمية ، مجرد إبعاد لرموز مؤثرة في تنظيم الحركة الإسلامية فحسب ، بل كانت انقلابا قارب بينهم وبين القوى الإقليمية والعالمية المعنية بالشأن ، ومضى ترحيب تلك القوى بالخطوة إلى حد إبداء المرونة في التعامل مع النظام ، غير أن مرونة التعامل وحدها لم تكن كافية لتحمي ظهر النظام ، وقد اتسعت قاعدة خصومه بعد المفاصلة ، وتوصل التجمع الوطني المعارض والحركة الشعبية ، لتسويات جوهرية لازمات البلاد ، خرج بها مؤتمر القضايا المصيرية باسمرا ، فتحت الباب أمام الجناح الإسلامي المعزول عن الحكم ، ليصعق شركاء الأمس في النظام ، ويتخذ خطوة جريئة غير متصورة قاربت بينه وبين الجيش الشعبي .
    كان لازما لبقاء الإنقاذ في الحكم ، أن تسبق الآخرين في التقاط القفاز ، والعمل على اجتذاب الحركة الشعبية لمربعها بأي كيفية كانت ، ولكن كان أمامها ميراث من العنف الدموي المرير، كانت قد لجأت إليه على أمل ترجيح ميزان الصراع لصالحها ولم تفلح ، غير أن ضغطها العسكري دفع الحركة الشعبية لتحتضن التجمع الوطني المعارض ، الصيغة المستحدثة التي ابتكرها المعارضون للأنظمة الشمولية ، من التكنقراط والنقابات والأحزاب السياسية ، أواخر حكم الرئيس نميري ، ورفضت الحركة الشعبية كافة عروضها لتسوية النزاع .
    في كل الأحوال كانت معطيات الساحة السياسية وارثها ، لا يبشران بقدرة الإنقاذ بمفرها على تفكيك ألغامها وتجاوزهما ، ما لم تجد عونا جادا من القوى الإقليمية والعالمية ، وكان عزلها وإبعادها لرموز الحركة الإسلامية وقيادتها التاريخية ، بمثابة جواز مرور لأروقة أنظمة إقليمية ، مهدت أمامها طرق العبور لأنظمة وكيانات عالمية مؤثرة ، كان لها القدح المعلا في تكوين شبكة دولية بقيادة إقليمية ، عبدت طريق السلام ، وقادت طرفي النزاع لتتويج اتفاقهما بمنتجع نيفاشا الكيني.
    وتجدر الإشارة هنا للدور المفتاحي الذي خطه مؤتمر القضايا المصيرية، وسارت على هديه البروتوكولات اللاحقة ، وكان حري أن يشار إليه في افتتاحية ديباجة اتفاق السلام الشامل ، بحسبانه أول مؤتمر تجتمع إليه الوان الطيف السوداني ، ممثلين في الحركة الشعبية ، والأحزاب السياسية ، ورموز القوات المسلحة ، والنقابات والكيانات الجهوية والشخصيات الوطنية المنضوية تحت التجمع الوطني ، ولم يتغيب عنه سوى الحزب الحاكم .
    في كل الأحوال - استطاع جناح البشير المنشق عن الحركة الإسلامية ، بسرعة يحسد عليها ، تامين ظهر النظام في فترة وجيزة ، قبل أن يستفيق خصومه الجدد ومعارضيه القدامى من هول صدمة المفاصلة ، ولعب الصف الثاني من رجالات الحركة الإسلامية ، الذين آثروا المضي قدما بصحبة البشير ، لعبوا دورهم بذكاء ونشاط تجاه قادة أحزاب الأمة والاتحادي الديموقراطي ، لردم الفجوة السياسية التي خلفتها الأحداث ، لحين استكمال إنشاء البديل السياسي للتنظيم المنشق ، ساعدهم على ذلك استقطابهم المبكر لعدد من سدنة الاتحاد الاشتراكي السابق ، ورجالات الطرق الصوفية ، ونواب المجلس الوطني واللجان الشعبية ، فضلا عن مجموعات منشقة عن أحزابها ، شكلت في مجموعها نواة لتنظيم سياسي جديد باسم المؤتمر الوطني ، استطاع بما تحت يديه من امكانات الدولة ، أن يستقطب جموع غفيرة من الجماهير ، وذلك قبل أن يضفي اتفاق السلام الشامل ، قوة ثلاثية على النظام السياسي الجديد ، أهلته للاستحواذ على نتائج الانتخابات الأخيرة ، سواء بطريقة مشروعة أم غير مشروعة ، وربما عقدت الدهشة نواصي البعض ، من كم التسهيلات التي وجدها النظام ليعبر أزماته ، بعد نجاحه في إبعاد قطاع مؤثر من أقطاب الحركة الإسلامية ، و ربما تساءل البعض عن المقابل الذي قدمه النظام إزاء استقطاباته للقوى الإقليمية والمحلية المعارضة ، وهو مقابل رشحت به أقاويل سائبة لم يثبتها دليل بعد ، ولكن ظل الفتور الذي يعالج به النظام ملفات الأزمات الحدودية ، وتعاونه الأمني مع القطب الأمريكي عوامل ظلت تفرخ سوء الظن.
    فضلا عن ذلك - فالنظام مازال يعمل تحت لافتة إسلامية ، وباسم المشروع الاقتصادي الإسلامي ، على الرغم من كم التشوهات والمفاسد المصاحبة ، وهذا مقابل جيد يبتغيه الغرب والقطب الرأسمالي ، كدليل عيني ناجع على ضعف وفساد التجربة الإسلامية ، وهو لا يستعجل نهايتها المبكرة ، بل يمضى لحصارها بكم من الأزمات الطرفية ، تضع حبالا دولية حول عنق رموز النظام يمكن شدها في أية لحظة ، إذا لم تتعجل القوى الشعبية كتابة بيان الخاتمة ..
    ترى..
    هل كنت متشائما عندما استخدمت وصف مخلب صراع الحضارات؟

    تصدق مازلنا في حاجة لتجميع الخيوط التي تربط بين الأحداث التالية..
    مرددين سؤال الشيخ ( هل هي مجرد صدفة )؟
    * مقتل السادات على يد الإسلاميين ؟
    * محاولة قتل حسني مبارك ؟
    * نميري والتطبيق المتعجل للشريعة (هل كان بمثابة تمهيد لقدوم الحركة الإسلامية ممثلة في الإنقاذ ؟) ..
    * إعادة الإنقاذ للسيدة بدرية سليمان وتعينها في وظائف دستورية دون زميليها اللذان شاركا في وضع قوانين الشريعة ؟
    * استيعاب وتعين أعضاء في محاكم العدالة الناجزة إبان مايو في وظائف دستورية في عهد الإنقاذ .؟
    * الرئيس البشير واختياره لعضوية لجنة تصفية جهاز أمن نميري بعد الانتفاضة ( وإعادته لبعضهم بالتحديد للجهاز بعد نجاح انقلابه )؟
    * قضية ترحيل الفلاشا واختيار عروة شاهد ملك ليعود بعد الإنقاذ ليتولى أرفع المناصب ؟
    * ترفيع محاميا الدفاع في تلك القضية (شدو وسبدرات) ليتوليا حقائب وزارية بعد الإنقاذ؟
    * الدور الايجابي الذي لعبه البشير على أيام الانتفاضة لينحاز الجيش مع صوت الشعب ؟
    * بالمقابل دوره في تصعيد أزمة القوات المسلحة مع الحكومة الديموقراطية قبيل انقلابه؟
    * تراخي الولايات المتحدة وعدم تشددها في دعم الجنائية الدولية ؟
    * صمت قادة الإنقاذ المتكرر تجاه الاختراقات الإسرائيلية لسيادة الوطن وتعاون قياداتها الأمنية مع الولايات المتحدة.؟
                  

03-12-2014, 07:39 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: محمد على طه الملك)

    شكرا لك يا ملك
    لكن بالله شوف الاخوانجى دا زاغ كيف

    شىء مضحك



    الإجراءات السعودية


    03-11-2014 11:17 PM
    عثمان ميرغني

    المملكة العربية السعودية أصدرت في الأيام الماضية قرارات مهمة في سياق مكافحة الإرهاب.. فأدرجت تنظيم (الإخوان المسلمين) في لائحة الاتهام برعاية الإرهاب.. وقالت البيانات الرسمية السعودية إن المملكة تواجه خطراً شاخصاً يهدد أمنها واستقرارها وسلامة شعبها وأراضيها..

    الحكومة السعودية من أكثر الحكومات تمهلاً وتريثاً في اتخاذ القرارات الكبيرة.. وفي كثير من الأحيان تفضل ممارسة دبلوماسية الصمت الحكيم.. ومعالجة الأمور وراء كواليس الدبلوماسية أو السياسة.. لكن يبدو هذه المرة أن صبر السعودية لم يعد يحتمل ما تراه يتسرب من تحت الأبواب الموصدة..

    يبدو أن للسعودية معلومات محددة.. في تقديري تختص بما يعرف بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.. وأنه بعد الضربة القوية التي تعرضت لها حكومة الرئيس المصري السابق محمد مرسي.. ثم ما تبعته من ضربات متوالية شلت تنظيم الإخوان في مصر.. يبدو أن المعلومات التي لدى السعودية أن التنظيم الدولي للإخوان يعيد تجميع صفوفه في ملاذات آمنة في بؤر خليجية وعربية أخرى.. ربما السودان نفسه متهم بأنه إحداها.. خاصة في ظل التقارب السياسي الذي يبدو في المشهد السياسي بين جناحي الحركة الإسلامية السودانية بعد طول تفاصل..

    السعودية – ربما - لديها معلومات عن دور (عالمي) جديد للدكتور حسن الترابي.. أحد أبرز الزعامات في التنظيمات الإسلامية على مستوى العالم الإسلامي في ظل الفراغ الذي أحدثه انسحاب تنظيم الإخوان المسلمين في مصر عن المشهد السياسي.. وأن الحوار والتقارب بين الوطني والشعبي ليس إلا واحداً من (المعالجات) التي صممت لامتصاص ما يتعرض له الإخوان في مصر..

    يزيد من وطأة الهواجس السعودية الزيارات التي قامت بها قطع من الأسطول العسكري الإيراني إلى ميناء بورتسودان.. وظلال السفينة الحربية الإيرانية التي اقتادتها إسرائيل الى ميناء إيلات محملة بشحنة صواريخ أرض أرض قيل إنها في طريقها إلى غزة..

    ليس من مصلحة السودان مطلقاً أن ينظر لما يجري في السعودية بقلب (محايد).. الأمن الاستراتيجي للبلدين مرتبط بقوة.. من زاويتين.. الأولى جغرافية تتعلق بالجوار المتواجه على شاطئي البحر الأحمر.. والثاني كون الحكومة السودانية سليلة الحركة الإسلامية أحد الروافد التاريخية لتنظيم الإخوان المسلمين..

    من مصلحة السودان أن يساند الإجراءات السعودية بقوة.. أولاً بفض العلاقات العسكرية مع إيران (مهما كانت مبررات هذه العلاقة) وثانياً - وهو الأهم - ضرورة نفض اليد تماماً عن أطروحات ما يسمى بـ(الإسلام السياسي) خاصة بعد الفشل المدوي الذي لازمها حيث ثبت أنها (لا) إسلامية ولا يحزنون.. بل هي مجرد واجهات سياسية تستغفل الشعور الشعبي باستخدام لافتات الدين

    اليوم التالي
                  

03-12-2014, 08:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    الفنان العالمى عمر دفع الله قام بدوره فى التعبير عن ما يحدث فى قطر واحتضانها للتنظيم العالمى للاخوان من خلال فن الكاركتير الذى يبدع فيه بلمساته الفنية القوية


    140176.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-13-2014, 10:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    مفكرون وساسه يدلون برأيهم حول قرار السعوديه باعتبار الاخوان المسلمين جماعه ارهابية

    ‎وانعكاساته على نظام البشير


    03-13-2014 12:32 AM
    الراكوبة
    عبدالوهاب همت

    في خطوة جريئه وجسورة تستحق عليها الاشادة والتحية , أعلنت المملكة العربيه السعودية ان تنظيم الاخوان المسلمين جماعة ارهابيه ومتطرفه , وذلك من خلال بيان كان قد صدر عن طريق وزارة الداخليه السعودية وذلك في يوم الجمعه الموافق 7 مارس2014, وكان البيان الذي وجد حظه من النشر قد عمم على الكثير من وسائل الاعلام المختلفه, كذلك شمل الاعلان حزب الله وجماعة داعش وجبهة النصرة اللتين تقاتلان ضد سلطة الاسد في سوريا.
    وقد استقبل هذا القرار التأريخي الهام بالترحاب الكبير من قبل ملايين الناس الذي اكتووا بنيران هذا التنظيمات والتي لوثت عقول الشباب وقادتهم الى المحارق دونما وعي.
    وبما أن السلطة الحاكمة في السودان الان تنتمي الى نفس هذه المجموعات فان مردود هذا القرار سيكون قاسيا عليها من نواح كثيرة, الراكوبه توجهت بسؤالها الى عدد من الساسه والمفكرين السودانيين حول رأيهم في هذا القرار وانعكاسته على الحكومه السودانيه وقد جاء ردهم كالاتي


    الدكتور حيدر ابراهيم علي مدير مركز الدراسات السودانيه يقول:

    من عادة النظام السوداني التقليل من المخاطر والازمات بقصد رفع الروح المعنوية واثبات قوته.بالتأكيد القرار سوف يؤثر علي كل الاسلاميين وليس النظام فقط والدليل تصريحات ابراهيم السنوسي.المسألة التمويلية تخص كل الاحزاب الاسلامية في المنطقة ولا ننسي ان السبب في انتعاش الحركة في المنطقة منذ السبعينيات هي السعودية.هذه الحملة ليست سعودية بل عالمية فقد اصبح الارهاب خطرا حقيقيا ليس مجرد فزاعة سياسية او تكتيك.لابد من اصطفاف جديد وتحالفات جديدة في المنطقة،ولكن هذا يعتمد علي التطورات في مصر لذلك سوف يتم التركيز علي مساندة مصر والتي ستكون من اولوياتها نظام صديق في السودان لكي لا يكون نشاذا في التحالف القادم.القرار السعودي بداية للمشروع خاصة وان السياسة الخارجية بطيئة ولابد ان تتأكد من خطواتها.من ناحية ثانية وجود المغتربين السودانيين والطريقة التفضيلية نسبيا سوف تضر بالاقتصاد السوداني.القرارات السعودية فيها ما هو موجه للسودان مباشرةً أما فيما يتعلق بقطع العلاقات مع قطر فهذه استراتيجية واحدة وسيعمل السعوديون على نهجها في المنطقة لتحجيم حركات الاسلام السياسي والاخوان المسلمين وبعد احداث مصر أصبحوا ضمن المجموعات التي تستخدم العنف لذلك فإن هذه ستكون استراتيجية للعمل في المرحلة القادمة.

    والسعودية هي السبب الرئيسي للاسلام السياسي في المنطقة, وقرارها هذا تطور كيفي ونوعي يضر ضرراً بليغاً بالحركات الإسلامية فيما يتعلق بالتمويل والملجأ, حيث كانت السعودية ومنذ زمان باكر ملازاً آمناً لهذه الحركات وبذا تفقد هذه الجماعات سنداً كبيراً, وكذلك دولة الامارات وحسب خبرتي فان أغلب الاخوان المسلمين ومنذ زمان عبد الناصر كانوا قد ذهبواا الى الامارات وتركزوا في مجال التدريس, والتعليم في الامارات كان محتكراً لجماعة الاخوان المسلمين والذين يهتمون بموضوعي التدريس والاعلام بشكل واضح وعندما كنا طلاباً في الدفعة الثانية لمعهد المعلمين كلية التربية حالياً فان الاخوان ادخلوا كميات كبيرة من عناصرهم فيها.

    السؤال الكبير الذي يطرح نفسه ما هو البديل دولة كالسعودية تضرب الاخوان المسلمين؟

    ربما تساند السعودية مجموعات دينية اخرى ومن المؤكد فانها لن تساند مجموعات علمانية ومن المؤكد انهم سيتجهوا نحو السلفيين, لذلك قد تكون الخطورة حال تركيزهم تجاه السلفيين والتجربة أوضحت ان هذا الاتجاه في النهاية الى قيام مجموعات ارهابية اخري وهؤلاء هم الذين تخاف منهم السعودية الآن.

    السعودية وأمريكا ساندتا المجاهدين ضد الغزو السوفيتي في افغانستان, ربما يتجة الآن الى وجهة آخري ينادوا بالاسلام الوسطي وهو شعار فضفاض ولا توجد تنظيمات محددة الا اذا كان من ناحية فكرية عامة ومن ثم الناس يمكن أن يلجأوا الى الاحزاب التي يريدونها, وهذه تحديات سياسية فكرية ستواجه السعودية وبعض دول الخليج لمحاربة الاسلام المتطرف لكن بلا شك القرار ضربة قاضية للاخوان ومن هم في دائرتهم.


    الاستاذ علي محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنيه العريضه

    هذا قرار سيادي يتعلق بالمملكة العربية السعودية ويشمل الاخوان المسلمين وحزب الله والحوثيين, تأثير هذا القرار على السودان انه يجعل الحكم السوداني الآن حكماً ارهابياً وهو حزب الاسلام السياسي الذي يندرج تحت نفوذ الاخوان المسلمين, وبالتالي فان القوى التي تحكم السودان الآن هي في نظر السعودية قوى ارهابية وهذا يتماشى تماماً مع ما فطن اليه الشعب السوداني قبل ربع قرن من الزمان. الحكم الحالي وباسم الاسلام يقصف مواطنيه بالطائرات والدبابات ويشردهم ويحارب المناضلين والسياسيين ويقتل المتظاهرين بدم بارد وقد توصلت المحكمة الجنائية الدولية ان قيادات النظام قد ارتكبت جرائم ابادة جماعية وجرائم حرب ضد الانسانية وفي سبتمبر الماضي قتلت المتظاهرين العزل كما فعلت في عبري وكجبار وبورسودان وجامعتي الجزيرة والخرطوم وحتى مساء الامس فانها قتلت الشهيد الطالب علي أبكر موسى.

    وصف الارهاب بنطبق تماماً على نظام الحكم, والقرار السعودي إن لم يكن بالمصطلح الواضح والصريح انما قال الاخوان المسلمين ليس محصورين في السعودية والمغتربين الموجودين في السعودية انما وصفهم في كل مكان, وهم الآن يحكمون بلداً واحد في العالم هو السودان لذلك فاني افهم قرار السعودية انه ادانه واضحة لنظام السودان باعتباره نظاماً ارهابياً, وقد قررت السعودية وبعض دول العالم عدم التعامل مع البنوك السودانية وهذا يعني ايقاف التحاويل بين البنوك السودانية والسعودية وهذا يؤدي إلى حظر اقتصادي شامل لأن كل النشاط الاقتصادي الدولي الآن يمر عبر المصارف وهكذا بدأت الحلقات تضيق حول النظام كما كان في الفترة الاولى من عمر الانقاذ.

    الوقت مناسب الآن للمعارضة السودانية أن تكف عن عبث التحاور مع النظام ويرفضوا ذلك بشكل نهائي وهناك من يحاولون التعايش مع النظام واصلاحه مع بعض التعديلات في سياساته أو رموزه لكن سيبقى النظام كما هو. نحن في الجبهة الوطنية العريضة موقفنا المبدئي هو اسقاط النظام ورفض التفاوض معه استراتيجياً ومبدئياً بعيداً عن بعض الحديث الذي يرد مثل تهيئة أرضية للحوار أو خلافه وكل ذلك مرفوض تماماً. هذا نظام ارهابي وتنطبق عليه الكلمة وكل المشاركين فيه حتى من غير أعضاء هذا التنظيم يعتبرون متواطئين ومواليين واياديهم ملطخة بالدماء مثلهم مثل بقية أعضاء المؤتمر الوطني.


    الدكتور محمد مراد سياسي واستاذ سابق في كلية التربيه

    التأثير الأول للقرار أن دول الخليج ستوافق عليه و ثانياً القرار يمس الاخوان المسلمين كتنظيم قبل ان يمس المؤتمر الوطني والقرار الامريكي الذي صدر بان يوكل ملف دارفور للاتحاد الافريقي يعني فشل قطر فشلاً كاملاً في إيجاد حل لموضوع دارفور.
    تنبع أهمية القرار من انه اقتصادي مالي وهذا يعني ان ما ستقوم به البنوك السعودية سوف تتبعها بقية دول الخليج وذلك بمقتطعة البنوك السودانية وهذا بالتالي سوف ينسحب على الحكومة لأن البنوك في السودان حكومية, والموضوع الاقتصادي بلا شك يضرب اسفيناً كبيراً في الاقتصاد السوداني وبالتالي سوف تتوقف الهبات والاعانات وبعض المشاريع التي كانت تدعم حكومة السودان وبالتالي فان الحبال الغليظة تكون قد التفت تماماً حول رقاب قادة النظام الحاكم في السودان.


    الاستاذ والمفكر والدبلوماسي السابق عبدالعزيز حسين الصاوي

    يقول: انظر الي القرار السعودي ضد الاخوان المسلمين وتأثيره علي السودان من زاوية شديدة الخصوصية مرتبطة بقناعتي ان نظامي السعودية، وقطر المتهمة بدعمهم ، شرعتا منذ مده في التخلي عن تقليديتهما وإن بدرجات متفاوتة تسبق فيها قطر بشكل واضح. فرغم كل مايمكن قوله عن سياسة قطر الخارجية إلا أن سياستها الداخلية ، خاصة فيما يتصل بالتعليم ،تتجه بكفاءة وتصميم الي تحرير عقل الانسان وتمكينه من الابداع والخلق بتعليم غير تلقيني مفتوح علي افضل التجارب التعليمية في عالم اليوم. السعوديه منذ مجئ الملك عبد الله الي السلطه تسير بنفس الاتجاه، وإن ببطء شديد، لعل اوضح اثاره الخفوت الملوس في صوت ونفوذ جمعية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. كل خطوة علي هذا الاتجاه ستؤدئ الي تحصين العقل السعودي ضد الفكر الاخواني والعكس صحيح. إذا أدي تدهور العلاقة مع قطر الي ابطاء او توقف هذه الاصلاحات فأن الحاضنة التي انجبت ورعت فكر التطرف الديني ستعود للانتعاش.

    علي المدي المتوسط والقصير قرار اعتبار الاخوان تنظيما ارهابيا سيوجه ضربة شديدة لهم داخل المملكة وخارجها مما يثير مصاعب كثيرة بالضرورة في علاقة النظام السوداني مع السعودية المتوترة اصلا بسبب العلاقة مع ايران وقد يساعد في دفع النظام لتطوير وعوده ( الوثبوية ) لحلفائه المحتملين والالتزام بها لان وضع التوازن السياسي الداخلي لايزال لمصلحته بالرغم من كل مافعله بالبلاد العباد.. العقل السوداني تعرض لعملية تجريف وتصحير جعلته قابلا للتلاعب به بأسم الدين وهذا سر ( قوة ) النظام لذلك فأن الضغط الخارجي هام. ولكن السعودية صدرت لنا ولغيرنا ايضا الفكر السلفي شبابا وتمويلا فأذا تراجعت عن سياساتها وعادت الي الانغلاق والتقليدية تأذينا منها نحن الديموقراطيون ايضا نتيجة استمرار، وربما تصاعد ( صادراتها ) تلك الينا.
                  

03-14-2014, 08:43 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    لك التحية الكيك
    وجنون الاخوان ومن يدرون في فلكهم من القرار الحكيم للملكة العربية السعودية انعكس حتى على هذا المنبر
    والناظر لصفحة المنبر الاولى وحدها
    يدرك بجلاء ما اصاب هذه الجماعات من هلع وخوف
    وظلمة مصير بعد قرار المملكة العربية السعودية
                  

03-19-2014, 05:42 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    شكرا لك فرح خليك متواصل معى هنا

    هنا مقال لواحد من اخوان السودان يمجد فيه تاريخ الاخوان الذى يريد ان يعرفه الناس اما تاريخ القتل والاجرام وكل ما هو قبيح غائب فى مقاله ولم يتحدث عن الاسباب التى جعلت السعوديين يصنفونهم كارهابييين بعد مصر

    اقرا مقال عبد الرحيم عمر محى الدين

    الأخوان المسلمون.. ليتهم كانوا إرهابيين (!!) ..

    بقلم: د. عبدالرحيم العالم عمر محي الدين



    الأربعاء, 19 آذار/مارس 2014 11:06



    (1)

    في 11/يونيو/2003م قـُدم سؤال الي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء بالمملكة العربية السعودية برئاسة المرحوم الشيخ عبدالعزيز بن باز ونائبه الشيخ عبد الرزاق عقيقي وعضوية الشيخين عبدالله بن قعود وعبدالله بن غديان، وكان السؤال عن أقرب الجماعات الإسلامية الي الحق؟ وجاء السؤال الي اللجنة تحت الرقم (6250) وكانت صيغة السؤال كالآتي: في العالم الإسلامي اليوم عدة فرق وطرق الصوفية، مثلاً: هنالك جماعة التبليغ، الأخوان المسلمين، السنيين، والشيعة، فما هي الجماعة التي تطبق كتاب الله وسنة رسوله (ص)؟. فجاء نص الجواب كالآتي: (أقرب الجماعات الي الحق وأحرصها على تطبيقه: أهل السنة: وهم أهل الحديث، وجماعة أنصار السنة، ثم الأخوان المسلمين). انتهت الفتوى.

    وبما أن هنالك مستجدات قد طرأت على مستوى العصر والأصل مما حدا ببعض حكام الخليج الي تغيير رؤاهم في ذلك فكان من الأجدى التركيز على تطرف وتعصب الوهابية التي تمثل الرجعية الدينة في قمتها والتخلف عن تحديات العصر ومتضياته وانصرافها بصراعات تسعى من خلالها لضرب وحدة المسلمين من خلال هجومها على الصوفية وسعيها لارهاب وتكفير كل من خالفها وهي تمتلك آلة إعلامية وإرهابية خطيرة تصل الي درجة الافتاء بالتكفير لخصومها ومن ثم اباحة دمائهم. أما جماعة الأخوان المسلمين المظلومة فهي تعيش محنة غير مسبوقة عبر تاريخها الطويل منذ أن أسسها الإمام الشهيد حسن البنا في مارس عام 1928م، إذ تكالبت عليها مخالب الصهيونية في زي إسلامي يرفده المال الذي يسيل له لعاب الساقطين من علماء البلاط والسلطان. فلا تكاد الجماعة تفيق من هول الهجمة الشرسة التي أودعت شيوخها وشبابها نساءً ورجالاً السجون ثم ذبح ونحر وأحرق الآلاف من الأبرياء من أعضائها وأنصارها على مرأى العالم والأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان ومحكمة الجنايات الدولية، حتى جاءت الضربة الأخري من بعض البلدان العربية التي تعتبر محميات أمريكية لا فرق بينها وبين المنطقة الخضراء في العراق في عهد بريمر.. جاء إعلان الجماعة كمنظمة ارهابية(!!) وليتها كانت كذلك.


    ونحن كباحثين وأكاديميين ومسلمين نعتز بديننا ندين الارهاب والتكفير والتنطع لكننا عندما نتصفح أدبيات الجماعة لنقف على وجه الإرهاب في أدبياتها وسلوكها فلا نجده(!!) فهذه رسالة المؤتمر الخامس التي تمثل (مانفستو) الجماعة تقدم تعريفاً للجماعة فتقول بلسان مؤسسها الإمام الشهيد حسن البنا عليه رحمة الله:
    أنها جماعة إصلاحية شاملة تفهم الإسلام فهما شاملا وتشمل فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة وأنها: دعوة سلفية، إذ يدعون إلى العودة إلى الإسلام، إلى أصوله الصافية القرآن والسنة النبوية، وهي أيضا طريقة سنية لأنهم يحملون أنفسهم علي العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا. وهي حقيقة صوفية، يعتقدون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله، والأخوة في الله. وهيئة سياسية، يطالبون بالإصلاح في الحكم، وتعديل النظر في صلة الأمة بغيرها من الأمم، وتربية الشعب على العزة والكرامة. وجماعة رياضية، يعتنون بالصحة، ويعلمون أن المؤمن القوي هو خير من المؤمن الضعيف، ويلتزمون قول النبي: "إن لبدنك عليك حقًا"، وأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تُؤدى إلا بالجسم القوي، والقلب الذاخر بالإيمان، والذهن ذي الفهم الصحيح. ورابطة علمية ثقافية، فالعلم في الإسلام فريضة يحض عليها، وعلى طلبها، ولو كان في الصين، والدولة تنهض على الإيمان، والعلم.
    وشركةاقتصادية، فالإسلام في منظورهم يُعنَى بتدبير المال وكسبه، والنبي يقول: "نعم المال الصالح للرجل الصالح" و(من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفورًا له).


    كما أنهم فكرة اجتماعية، يعنون بأدواء المجتمع، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها. أي أن فكر الأخوان مبني على شمول معنى الإسلام، الذي جاء شاملاً لكل أوجه ومناحي الحياة، ولكل أمور الدنيا التي جاء الدين لتنظيمها وضبطها. هذه هي ركائز دعوة الأخوان المسلمين التي انتظمت معظم دول العالم حتى نشأت تنظيماتها في أكثر من 72 دولة فلم يعرف عنهم الآرهاب ولا العنف إلا في مجاهداتهم في حروبهم ضد اليهود في فلسطين عام 1948م كما صورها المرحوم كامل الشريف في كتابه (حروب الأخوان في فلسطين) تلك الحروب التي كبدوا فيها اليهود خسائر فادحة ليخرجوا بعدها مباشرة للسجون بتآمر وتواطؤ عملاء الصهيونية من الحكام العرب.. والغريب في الأمر أن تنظيم القاعدة الذي دَوَّخَ الأمريكان وعملائهم من الأعاريب ينتقد جماعة الأخوان المسلمين ويتهمها بأنها قد تخلت عن الجهاد ومواجهة أعداء الإسلام وتحولت الى جماعة مدنية تؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.. فهذا هو الدكتور أيمن الظواهري زعيم جماعة الجهاد الإسلامي في مصر والرجل الأول في تنظيم القاعدة بعد استشهاد الشيخ أسامة بن لادن عليه رحمة الله قد ألف كتابا بعنوان "الحصاد المر: الإخوان المسلمون في ستين عاما" ينتقد فيه الجماعة بشدة ويتهمها بالقعود والتخلي عن مجاهدة الظالمين ويعطي أمثلة على تأييد الإخوان للحكام في مصر أمثال السادات ومبارك، ومواقفهم المؤيدة للدستور والديمقراطية ورفضهم العنف وقبولهم بالأحزاب العلمانية غير الإسلامية، وقبولهم ومشاركتهم في عمليات تداول السلطة والتنافس عليها سلميا، وقبولهم بالقوانين والأنظمة والتشريعات القائمة في مصر والعالم الإسلامي. ويرى الظواهري أن الجماعة لم تكتف بعدم تكفير الحكام بغير ما أنزل الله، بل تجاوزت هذا الاعتراف بأقوالها وأفعالها بشرعية هؤلاء الحكام وتركت هذا الفهم يستشري في صفوفها، بل واعترفت الجماعة بشرعية المؤسسات الدستورية العلمانية والبرلمان والانتخابات والديمقراطية !! قائلا: «رضيت جماعة الإخوان بالاحتكام إلى الديمقراطية وسيادة الشعب والانتخاب كطريق للتغيير والوصول إلى الحكم حتى قال حسن البنا إن مؤاخذتهم على الدستور يمكن تغييرها بالطرق التي وصفها الدستور نفسه، أي الأسلوب الديمقراطي»، ويرى الظواهري أن الجماعة نبذت العنف الذي هو الجهاد في سبيل الله وتبرأت ممن يتبنون العنف ولو من أتباعها، ويعتبرها مخالفات شرعية كبيرة رافقت تأسيس الجماعة وقامت عليها ومتهما الجماعة بعدم جهاد الحكام معلقا على جهاد الإخوان في فلسطين وحرب السويس: «ثم إن القتال في فلسطين أقل وجوبا من قتال الحكام المرتدين لأن قتال المرتد مقدم على قتال الكافر الأصلي، ولأن تحرير فلسطين والبلاد الإسلامية المحتلة يكون بعد إقامة حكم الله.


    ولك عزيزي القارئ أن تتصور مدى الظلم والجرم الذي ارتكب في حق هذه الجماعة وهي تقدم خيرة العلماء من أبناء الأمة الإسلامية الذين منهم عالم الفيزياء النووية البروفيسير محجوب عبيد طه مستشار النادي الذري الأمريكي والذي عمل في جامعات السعودية حتى وافاه الأجل المحتوم، ومنهم البروفيسير جعفر شيخ ادريس الذي أوفدته المملكة السعودية ليعمل في ملحقياتها الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية لأنها ترى فيه وجهاً مشرقاً ومنهم العلامة المرحوم محمد قطب صاحب (شبهات حول الإسلام) و( منهج التربية الإسلامية) و( هل نحن مسلمون) و( جاهلية القرن العشرين) وغيرها من الكتب هذا العالم الذي أرسى دعائم المعرفة في الجامعات السعودية وقضى زهرة شبابه هناك هل يعتبر إرهابي؟!! ومنهم شقيقه الشهيد سيد قطب الأديب والمفكر الإسلامي صاحب تفسير (في ظلال القرآن) و(العدالة الاجتماعية في الإسلام) و(التصوير الفني في القرآن) و(هذا الدين) و(المستقبل لهذا الدين) و(معالم في الطريق) وغيرها. والشهيد الفقيه الدستوري والأستاذ الجامعي عبد القادر عودة صاحب (التشريع الجنائي في الإسلام) و (الإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه). والدكتور مصطفى السباعي مؤسس جماعة الأخوان المسلمين في بلاد الشام وأول عميد لكلية الشريعة في الجامعة السورية والشيخ محمد محمود الصواف مؤسس جماعة الأخوان المسلمين في العراق وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي التي تتخذ السعودية مقراً لها. والشيخ سعيد حوى المراقب العام للأخوان المسلمين في سوريا وصاحب كتاب (جند الله ثقافة وأخلاقاً) و (تربيتنا)، والشيخ العلامة محمد الغزالي صاحب المؤلفات العظيمة والتي من أبرزها "الإسلام في مواجهة الاستبداد السياسي" و"قضايا المرأة بين التقاليد الوافدة والراكدة"و "الإسلام وقضايا العصر" و"السنة النبوية بين أهل الرأي وأهل الحديث و(فقه السيرة (.وشقيقته الداعية المجاهدة زينب الغزالي صاحبة كتاب (أيام من حياتي). والشيخ سيد سابق أحد علماء الأزهر والذي اشتهر بكتابه "فقه السنة" والذي يعد من أهم المراجع الفقهية في العصر الحديث. والشيخ المجاهد عبد الله عزام : "إمام المجاهدين العرب" في أفغانستان وقائد تحرير أفغانستان من الاحتلال السوفيتي. ومحفوظ نحناح (مؤسس حركة مجتمع السلم حمس في الجزائر). والشيخ المجاهد أحمد ياسين: مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين وشيخ الانتفاضة الفلسطينية والأب الروحي للمقاومة الفلسطينية، الذي اغتاله الجيش الإسرائيلي ومنهم الأخوان هنية وخالد مشعل رموز عزتنا وفخرنا وهم يدافعون عن مسرى الرسول (ص) وقدسنا الشريف بينما يتآمر البعض منا مع اليهود من أجل التضييق والقضاء عليهم. فهؤلاء هم من خيرة صفوة المجتمع فكيف يكونوا ارهابيين؟؟!!. والشيخ الدكتور يوسف القرضاوي: أحد كبار علماء الإسلام في العصر الحديث، و رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وله العديد من المؤلفات. والدكتور العالم زغلول النجار: الداعية الإسلامي الكبير واحد كبار العلماء الجيولوجيين في العالم والذي اعتنق الإسلام علي يديه الآلاف من البشر، ويعدّ من أفضل من تكلم في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم وهو مستشار الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ويعمل مستشار لعدة جامعات ومؤسسات علمية ودعوية عالمية ومنهم العلامة الشيخ راشد الغنوشي الذي يمثل الاعتدال في قمته. فكيف يكون هؤلاء إرهابيون وقد فتحت لهم الدولة الغربية مطاراتها وفنادقها واستضافتهم لعقود من الزمان واستضافتهم مراكز الدراسات الاسترتيجية في الغرب؟! أليس منكم رجل رشييييد؟؟! فلو كان الأخوان المسلمون إرهابيون وهم تصل أعدادهم في العالم الى عشرات الملايين لزلزلت الأرض زلزالها وأبتلعت من بظهرها من الخونة والعملاء.
    نواصل في حلقة الخميس القادم إن مدَّ الله في الآجال.

    اقترح في الإخراج وضع صورة الامام الشهيد حسن البنا والقرضاوي والغنوشي
                  

04-07-2014, 07:10 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)




    تميم يهيئ السودان لاستقبال الإخوان وحلفائهم
    زيارة الأمير القطري للسودان، تمثل تحركا إخوانيا لترتيب أوراق الجماعة والتخطيط لسياساتها وتحركاتها القادمة وما يستلزمه ذلك من تدريب عناصر كافية لتوزيع القلاقل في المنطقة.
    العرب محمد الحمامصي [نُشر في 07/04/2014، العدد: 9521، ص(8)]
    رغم ما ذهب إليه البعض من أن المحطة التالية لجماعة الإخوان ستكون تونس، إلا أن المؤشرات قديمها وحديثها تجمع على أن المحطة التالية ليس للجماعة الإخوانية وحدها ولكن لجماعات الإسلام السياسي الجهادية منها والتكفيرية سيكون السودان، خاصة بعد فشل تسكينها في غزة أو زرعها في سيناء، وأن الزيارة التي قام بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد كانت بمثابة تهيئة الأجواء لإعادة تسكين وإيواء هذه الجماعات في السودان وترتيب أوضاعها وتوزيع أدوار قياداتها وتدريب عناصرها للقتال جنوبا أو شمالا، أو حسبما ترى أجهزة اللاعبين الكبار في البيت الأبيض أو تل أبيب أو الاتحاد الأوروبي أو غيرهما.
    الأمر الذي يعني إعادة الفترة الذهبية لتشكيل تنظيم القاعدة في ما بين 1990 و1996، وهي الفترة التي أقام فيها مؤسس التنظيم أسامة بن لادن وبعض القيادات في الخرطوم، وهي الفترة التي استقطب فيها القيادي الإخواني حسن الترابي جميع رؤوس وعناصر جماعات الإسلام السياسي، حيث فتح الباب بدعوته عام 1991 للتنظيم الدولي للإخوان مستقبلا راشد الغنوشي من تونس، وعباسي مدني وعلي بلحاج من الجزائر، والقادة الأفغان في مقدمتهم برهان الدين رباني وحكمتيار وسياف وغيرهم، آملا أن يكون السودان دولة الخلافة الإسلامية الجديدة، وقد هيئ له ولحلفائه البيئة الأمنية التي تسمح له بالتخطيط بروية، وقتها كانت هناك حالة رضا من بعض الأنظمة العربية التي غذته بالمال والسلاح والاستثمار.

    تم التمهيد للزيارة القطرية بأكثر من خبر تصدر الصحف الرسمية أحـدها يقول أن محسنين قطريين تبرعوا لمنظمة الدعوة الإسلامية لتنفيذ 316 مشروعاً في السودان، منها 129 مسجداً و38 مدرسة للتعليم الأساسي والثانوي وتوفير أثاث 6 مدارس أخرى وتشييد 5 رياض أطفال و18 مركزاً صحياً وتشييد 8 مجمعات إسلامية، وحفر 65 بئراً. ووفقا للخبر يستفيد من هذه المشاريع ما يقارب 7 ملايين شخص، وآخر عن منح النظام الإخواني الحاكم في السودان للنظام القطري حق إدارة الآثار السودانية مقابل منحة قدرها 135 مليون دولار لتطوير تلك المناطق. وأخيرا قدم النظام القطري أثناء زيارة أميره مليار دولار للسودان على شكل وديعة لدعم احتياطيات النقد الأجنبي في البلاد، ولا نعلم هل لهذا المليار علاقة بالمليار الذي كان الأمير السابق قد قدمه أثناء رعايته لمحادثات السلام بين حكومة السودان وحركات التمرد في دارفور.

    زيارة الأمير القطري لم تأت إذن من باب كسر العزلة المفروضة عليه خليجيا وعربيا، ولكن أتت في إطار التأكيد على أن له نظاما إخوانيا حليفا لا يزال يحكم، وفي ذات الوقت التوافق لإيجاد ممر آمن لخروج من يأويهم من قيادات وعناصر إرهابية وتكفيرية سواء كانوا من الإخوان أو جماعة إسلامية أو جهادية، يستطيع جهاز استخباراته ومعاونوه تمريرهم بطمأنينة، لا يظهر معها الأمير بمظهر البائع والمتخلي عن أفكار من المؤكد إيمانه بها. كما يسمح له بتصفية حساباته مع مصر والسعودية تحديدا، وقد أحسن مستشاروه من العرب والأميركان تفكيرا إذ أشاروا عليه بالسودان، ذلك أن نظامه الإخواني الرازح على قلوب السودانيين والذي قسم بلادهم وأهلك اقتصادهم ومزّق تركيبتهم الاجتماعية، ملوثة يديه بالدم، لذا لا مشكلة لديه في فتح السودان واحتضان إخوانه في التنظيم الإخواني وحلفائه الذين يمكنه الاستعانة بهم للعب أدوار لصالحه.

    وفي الإطار ذاته يعتبر الأمير القطري أحد أذرع السيد الأميركي وخططه واستهدافاته في المنطقة، والنظام الإخواني السوداني المطلوب رأسه للمحكمة الجنائية الدولية لارتكاب جرائم حرب، ومن ثم فهو في أمس الحاجة إلى رضاء هذا السيد ونيل ثقته وطمأنته أن له أذرعا يمكنها لعب دور بعد قطع ذراعه في مصر بإسقاط الحكم الإخواني، ومن هنا جاءته زيارة الأمير بمثابة طوق نجاة ينتشله من الغرق ويفتح له باب أن يكون لاعبا، فالمهم لديه الرضا السامي للسيد الأميركي وتدفق أموال التنظيم الدولي للإخوان وحلفائه سواء كانوا أفرادا أو دولا.

    بغض النظر عن طبيعة اللعبة التي يمكن أن يلعبها النظام الإخواني في السودان ضد أشقائه، فيكفيه إرث الجماعة الإخوانية وتنظيمها من الألعاب القذرة، يضاف إليها ما عرف عنه كونه نظاما ابتزازيا فضلا عن ولائه للمشروع الإخواني، لذا من المرجح أن يلعب مع السعودية ومصر ويفاجئهما عقب إيوائه للجماعة وحلفائها بألعاب ضد مصالحهما ومصالح الأمة العربية.

    ولأن المجتمع السوداني في أغلبيته الساحقة يرزح تحت وطأة ظروف معيشية صعبة لاقتصاد متهالك، وقبضة أمنية واستخباراتية حديدية لا تعرف الرحمة، فضلا عن تدينه وطيبة وسماحة أخلاق أهله ومسالمتهم، لن يتمكن من رفض سياسات نظامه أو الخروج عليه والإطاحة به، وقد جرّب فشل الخروج في مظاهرات واحتجاجات أكثر من مرة آخرها استمرت خلال أكتوبر 2013، حيث تواطأت عليه أجهزة الإعلام العربية والغربية بمساندتها ودعمها للنظام وتركته ينزف ويقتل منه ما يزيد عن 100 قتيل.

    لذا فإن زيارة الأمير القطري للسودان، لابد أن توضع في موضعها وتسمى باسمها الحقيقي، وهي أنها تمثل تحركا إخوانيا لترتيب أوراق الجماعة والتخطيط لسياساتها القادمة وما يستلزمه ذلك من تدريب عناصر كافية لتوزيع القلاقل في المنطقة للضغط على الأنظمة الممانعة والمصنفة فيها جماعة إرهابية، وذلك في بيئة آمنة، وليس هناك أكثر أمنا من السودان في هذه المرحلة.


    كاتب صحفي مصري




    ----------------


    كمال الهلباوي لـ'العرب': الإخوان ارتكبوا كل الموبقات السياسية
    القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين يؤكد في لقاء مع 'العرب' أن قطر في النهاية ستعاني من دعم الإخوان والسيسي هو رئيس مصر القادم.
    العرب محمد الشوادفي [نُشر في 04/04/2014، العدد: 9518، ص(12)]

    أوضاع الجماعة تتسم بالسرية والغموض

    القاهرة - القيادي الإخواني المنشق كمال الهلباوي يرى أن جماعة الإخوان المسلمين، أخطأت قبل 30 يونيو في الاعتماد على أهل الثقة وإهمال الكفاءة وضعف الاستجابة لمطالب الشعب في تغيير الحكومة، مشيرا إلى أن وضع الإسلاميين غير مطمئن لأنه يتسم بالسرية والغموض، ويحدث غالبا نوعا من الانحراف على المتفق عليه في آخر لحظة.
    أكد كمال الهلباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، أن قيادات الإخوان، محمد بديع وخيرت الشاطر ومحمود عزت، ارتكبوا كل الموبقات السياسية، وأن محمد مرسي لم يحكم يوما واحدا بنفسه، ولم يكن يعتمد على مستشاريه وكان آخر من رحل منهم محمد فؤاد جادالله، وذكر في استقالته عدة أسباب أهمها أن الإخوان بلا رؤية، وهناك تدخلات أكيدة من الجماعة في الرئاسة.

    وقال الهلباوي في حوار مع “العرب” إن أخطاء الجماعة ما قبل 30 يونيو- عديدة، لكن أهمها الاعتماد على أهل الثقة وإهمال الكفاءة، وضعف الاستجابة لمطالب الشعب في تغيير الحكومة أو إجراء استفتاء مبكر والإعلان الدستوري المعيب، ومحاولة أخونة الوطن وأدلجة الإدارة على مستوى المحافظين ورؤساء الجامعات، وما إلى ذلك وعدم قراءة الواقع قراءة سليمة. وأكد الهلباوي، أنه بعد الـ30 من يونيو- حزيران كانت طامتهم الكبرى اعتصام رابعة والنهضة ورفض كل المبادرات للحياة السلمية والاعتماد على الأحلام والرؤى، وأن مرسي راجع بعد يومين أو بعد أسبوع، ومازالوا يحلمون بذلك إلى الآن وتصعيدهم العنف، وتحصين رابعة بكتل خرسانية وسواتر رملية في مظاهر للحرب.

    وقال الهلباوي، إن أبرز أخطاء الإخوان إنشاء التحالف من أجل الشرعية وضم عاصم عبدالماجد، وصفوت حجازي، وطارق الزمر إليه واستخدام خطاب تصعيدي مثل:”سنسحقهم.. وقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار”، وهذا أوضح استعدادا للدخول في الحرب وليس النجاة والاندماج في الحياة السياسية، ثم اللعب على عواطف الغلابة، والهرب يوم فض الاعتصام وترك الشباب دون قيادة، ثم بعد ذلك فرارهم إلى قطر، وليت شباب الإخوان يفهمون هذا.

    مواجهة الإرهاب

    طوال عام حكم الإخوان لم يخف الهلباوي المولود عام 1939 وخريج إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية بالقاهرة، معارضته للإخوان في أكثر من موضع أبرزها بعد إصدار مرسي الإعلان الدستوري الاستبدادي، وعن ذلك قال لـ”العرب”: مع تصاعد حدة المعارضة للإخوان كتبت عن السيناريوهات الأربعة المتوقعة في مصر، وكان آخرها التدخل الأجنبي، بينما كان الأول أن يصلح مرسي من نفسه ويخدم الشعب ويظهر للناس علامات للحكم الرشيد، وآنذاك قلت إن هذا غير ممكن، أما السيناريو الثاني في ظل عدم قدرة الأحزاب المدنية على مواجهة الإسلاميين، فكان لابد من تدخل الجيش وقد حدث، والسيناريو الثالث كان الفوضى، ويؤكد أنها المرحلة التي نعيشها الآن وتشمل العنف والإرهاب والقتل والتفجير.

    وأشار الهلباوي إلى أن مصر كان من الممكن أن تصل إلى مرحلة سوريا، لكن الإعلان عن مواجهة الإرهاب مبكرا بعد عزل مرسي أبعد هذا الاحتمال، والأميركان والغرب يستفيدون ممّن يدعوهم للتدخل باسم انتهاكات حقوق الإنسان وضغوط على المسيحيين وحرق الكنائس، وأن تعجز الدولة عن مواجهة الإرهاب ويتخذون ذلك ذرائع للتدخل، وهنا الجريمة الكبرى أن يستدعي أحد قوى خارجية للتدخل في مصر، أو أن يوفر على الأرض ما يدعو للتدخل الأجنبي، لكن تدخل الجيش في الوقت المناسب ويقظة الشعب، أحبطا هذه المخططات.

    وأضاف الهلباوي أنه تم اختياره عضوا بلجنة الخمسين لوضع الدستور ممثلا للإسلاميين، وقال “لعبت دورا بارزا فيها، كما تم اختياري عضوا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، وتعرضت لانتقادات شديدة من جانب الإسلاميين، الذين ذهبوا إلى حد وصفي بالخيانة ومساندة المشير عبدالفتاح السيسي الذي يصفونه بـ”قائد الانقلاب”»، موضحا أنه لم يعبأ بهذه الأمور وضميره مرتاح، لأن ما يعنيه هو مصلحة مصر.

    «القراءة في عقلية الإخوان توضح أنهم يهدفون إلى إفشال الانتخابات وخارطة الطريق»السيسي من حقه الانتخاب

    أكد القيادي الإخواني السابق أن المشير السيسي مواطن ومن حقه الترشح، ولا يجب أن ننسى أن الإرادة الشعبية طالبت الرجل بخوض السباق الرئاسي، وقد أقدم على خطاب أوضح فيه ملامح من برنامجه الانتخابي وتفهمه للتحديات وكيفية المواجهة، وهذا أمر مبشر. ولفت إلى أن السيسي يحظى بأكبر الفرص لأنه ليس مرشحا عاديا وله تاريخ مشرف في العمل العسكري والأمني والاستخباراتي، ووقف بالجيش موقفا مهما للغاية في ثورة 30 يونيو، أوضح مما وقفه الجيش في 25 يناير عام 2011، وهذا جعله يقدم على خطوات لم يستطع غيره أن يبادر بها، منها إعطاء مهلة للمصالحة لمدة أسبوع، وبعد ذلك مهلة 48 ساعة، ثم عزل مرسي، وأعد خارطة الطريق، والآن يدخل الانتخابات برصيد شعبي كبير وواثق من الفوز.

    عن رؤيته للسباق الرئاسي بعد انحسار المنافسة بين السيسي وصباحي، قال الهلباوي: “أشكر حمدين أنه ترشح ويصر على الاستمرار في المنافسة، وأشكر كل من سيقدم على الترشح لأن هذا إثراء للحياة السياسية والسباق الرئاسي، وكلها محاولات طيّبة، لكن الإرادة الشعبية واضحة في اتجاه السيسي”.

    وعن مدى مشاركة الإخوان والسلفيين في الاستحقاق الرئاسي، قال الهلباوى: وضع الإسلاميين غير مطمئن لأنه يتسم بالسرية والغموض ويحدث غالبا نوعا من الانحراف على المتفق عليه في آخر لحظة، لكن الواضح أن أصوات الإخوان لن تذهب إلى أحد وسيقاطعون الانتخابات كما فعلوا في الدستور، لأن دعمهم لأي مرشح معناه أنهم يوافقون على خارطة الطريق، والقراءة في عقلية الإخوان توضح أنهم يهدفون إلى إفشال الانتخابات وخارطة الطريق، وإذا شاركوا لن يكون هناك مبرر للمظاهرات وهم لا يريدون ذلك.

    «أبرز أخطاء الجماعة إنشاء"تحالف دعم الشرعية" وضم عبدالماجد والزمر وحجازي إليه»أما السلفيون فهناك طيف من الأحزاب السلفية مثل، أحزاب الوطن والبناء والتنمية والأصالة وغيرها ممّن تحالفت مع الإخوان في “دعم الشرعية” ستنهج نهج الإخوان، أما حزب النور فسيشارك في الانتخابات وأعتقد أنه سيصوت للسيسي.

    وأكد الهلباوي أن مضمون خطاب السيسي أثناء إعلان استقالته كوزير للدفاع، كان استراتيجيا ووضع الحصان أمام العربة، فقد تحدث إلى الشعب عن التحديات والصعوبات وعن العلاج والأمل والجهد والصبر، وكان يعرض حقائق سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، وعدم قبول بطالة الملايين ومن لا يجدون علاجا أو رعاية صحية والإرهاب وخطورته، وهي تحديات واضحة، وطالب الشعب بالاستعداد لمواجهة هذه التحديات،، وحينما يقول: إنه أمر غير مقبول أن تهان كرامة المصري وأن يستباح البلد أو يعيش على الإعانات رغم الموارد، كان يحدد الوقائع أو كذلك أن يقول، إن الباب مفتوح للجميع للعمل السياسي فهو يبعث برسالة طمأنة للداخل والخارج، وأنه لن يكون هناك إقصاء إلا من وقع تحت طائلة القانون وهذا أمر جيّد، ومن يقع تحت طائلة القانون الآن هو تحالف دعم الشرعية وفي مقدمته الإخوان ومظاهرات الطلبة.

    وأجزم الهلباوي أن السيسي هو رئيس مصر القادم، وقال إن الإرادة الشعبية واضحة في دعمه وتأييده، وهذا لا يمنع الآخرين، حمدين وغيره، من دخول المنافسة، ورأى أن مستقبل مصر سيكون أفضل، وطالب الرئيس القادم بأن يحذر الموبقات الثلاث، البيروقراطية السائدة، وشيوع المظالم على أي فرد مهما كان انتماؤه السياسي والفكري، والمنافقين الذين يفسدون كل شيء، وأعتقد أن السيسي قادر على أن يستوعب هذه الأمور وخطابه كانت فيه إشارات مبشرة.

    وطالبه بأن يركز على الإنتاج في كل القطاعات والاهتمام بالتصنيع، وخاصة دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وفتح أسواق في أفريقيا وآسيا، وأن يولي قضية التعدين وكشف الثروات المعدنية أهمية، ويركز على مراكز الأبحاث العلمية واستخدام نتائجها في الصناعة، لأن هذا سيدر أموالا ضخمة، والاستعانة بعلماء مصر، مجدي يعقوب وفاروق الباز وأحمد زويل وغيرهم.

    وردا على سؤال هل يعتقد بأن إشارة السيسي إلى الترحيب بكل من لم يشارك في العنف، دعوة للمصالحة قال الهلباوي: لا أظن أن هناك محاولات مصالحة لأن المشكلة معقدة أكثر إنما هي ممكنة، كما قال المشير، لكن مصالحة بالمعنى التقليدي لا توجد، لكن الباب مفتوح أمام الشباب الذي لم يشارك في العنف.

    وأكد الهلباوي، أن مبادرات المصالحة السابقة فشلت لأنها في معظمها غير واقعية وكانت تميل إلى الإخوان أكثر، وإن كانت الغاية هي السلام في المجتمع، ورأى أن هناك فريقا من شباب الإخوان والقيادات الوسطية وكل من انشق عن الجماعة، يمكن أن يكون له إسهام في بناء الوطن ما دام الباب مفتوحا.

    واعترف الهلباوي بصعوبة تقبل الشعب للإخوان بتنظيمهم وهيكلهم الحالي، أما لو اشتغل بعضهم في الدعوة ونبذ العنف واعتذر للشعب، واستفاد من حديث السيسي، فلا بأس أن يصفح الشعب عنهم.

    وأضاف أنه لا يعتقد أن التنظيم الدولي للإخوان هو بالقوة التي يتحدث عنها الإعلام، مؤكدا على أنه أصبح مفككا بعد انهيار الجماعة في مصر، لأنها كانت أكبر قوة له، ولا توجد دولة بعد مصر تستطيع أن تسد هذا الفراغ.

    وقال الهلباوي، إن آخر محطة للإرهاب هي مصر، وإن كان قد نجح في أماكن أخرى وفرّخ عناصر كثيرة، لكنه سينكسر في مصر والدولة ستحسم المعركة معه وتنتصر عليه، لأن الجيش والشرطة والشعب متحدون ومتماسكون، أما في البلدان الأخرى الوضع مختلف، فالجيش منقسم والشرطة ضعيفة وتوجد مظالم عنيفة وكان الإرهاب يترعرع، وشدد على أن مصر لن تصل في يوم من الأيام إلى الحالة السورية أو الليبية أو العراقية أو الصومالية.

    «وضع الإسلاميين غير مطمئن لأن سياستهم يغلب عليها السرية والغموض»ونوّه كمال الهلباوي إلى أن الإرهاب في سيناء والكلام عن إعداد جيش مصري حر على الحدود مع ليبيا، سوف يعاني الإخوان بسببه وسيتحملون نتائج إثارة المجتمع الدولي، لذلك يجب أن يكفوا عن طلب الغرب للتدخل أو توفير غطاء لعمليات العنف في سيناء، لأن الشعب يربط بينهم وبين هذه الممارسات.

    ورأى الهلباوي أن مظاهرات الطلبة التي تشهدها مصر الآن ستستمر، لكنها ستضعف مع الوقت، لأنه لا مصداقية لها، فهي عنف يدين الإخوان أكثر مما يشين الوطن، وطالب الدولة بالبحث عن حلول أفضل لمواجهة المظاهرات وتجنب الحلول الأمنية، وضرورة تشجيع القضاء العادل الناجز، والإعلام والأزهر الشريف والعلماء الوسطيين لمواجهة الفكر التكفيري ونشر الثقافة الوسطية.

    وعن الدور القطري التحريضي ضد مصر والدول الخليجية احتضان قطر لقيادات الإخوان، قال الهلباوي: هناك سر، قطر لن تستقبل قيادات هكذا وليس كل مصري “يقولون له أهلا وسهلا” ولابد من البحث في هذا الأمر، الدور القطري والتحريض ضد مصر خادع للإسلاميين و”لا أعرف القطريين يشتغلون لصالح من”، لكنه دور مريب، مشيرا إلى أن الدوحة ستعاني مستقبلا من دعم الإخوان ومن ايوائها لهاربين مجرمين مثل، عاصم عبدالماجد وطارق الزمر، الإخوان الفارون إلى قطر هم الآن يعيشون مرحلة الاستحلال، وباستطاعتهم عزل أمير قطر نفسه لن يترددوا في ذلك، وعموما الدوحة لن تستطيع الاستمرار في مواجهة مصر والسعودية والإمارات.

    واعتبر الهلباوي، أن الإجراءات الخليجية الأخيرة ضد قطر والإخوان جعلت الجماعة تواجه الآن أصعب أزمة عربيا، خصوصا في السعودية والإمارات من ناحية الاجتماعات في الحج والعمرة، والمساعدات والوظائف، والإجراءات الخليجية ضد قطر مرتبطة بدور الإخوان في مصر واحتضان الدوحة لهم، والدوحة ستحاول إلى آخر مدى مساعدة الإخوان.

    وعن الموقف من حركة حماس، قال الهلباوي: حماس هي فصيل مقاوم ويجب أن تظل هكذا، وإذا تخلت عن هذا الدور كما هو واقع الآن، فعليها تحمل تبعات ذلك، وكحركة مقاومة يجب أن تحافظ على علاقتها بالعالمين العربي والإسلامي، خاصة مع دول الطوق، مصر والأردن والسعودية ولبنان، حتى تنجح في مهمتها، وإذا تجاوزت هذا الدور فستعاني كثيرا، كما تعاني الآن


    ----------------

    الإخوان مهددون بالحظر في أهم معاقلهم الأوروبية
    رئيس الوزراء البريطاني يأمر بفتح تحقيق في علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب تفاعلا مع ما نشرته صحيفة 'العرب'.
    العرب [نُشر في 02/04/2014، العدد: 9516، ص(1)]

    هل يوقف كاميرون لعبة الإخوان في توظيف أجواء الحرية ببريطانيا للتحريض على العنف

    لندن – القاهرة - أمر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بإجراء تحقيق عاجل حول جماعة الإخوان المسلمين وعلاقاتها بالإرهاب، وسط مخاوف من أن التنظيم الإسلامي يخطط لأنشطة متطرفة انطلاقا من بريطانيا.
    وكشفت مصادر بريطانية أن موقف كاميرون جاء بعد ما نشرته صحيفة “العرب” في عدد الاثنين حول قلق مصري وخليجي من استقبال لندن لبعض القيادات الإخوانية وتسهيل حصولها على اللجوء دون المرور بالإجراءات العادية.

    ونقلت وسائل إعلام بريطانية أن “كاميرون أمر مسؤولي الحكومة البريطانية ببدء تحقيق بشأن جماعة الإخوان، وذلك بالاعتماد على تقييمات جهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 6)، وجهاز الأمن الداخلي (إم آي 5).

    وستتولّى وكالة الاستخبارات البريطانية التحقيق حول مزاعم بأن الجماعة كانت وراء هجوم على حافلة سياحية أسفر عن مقتل 3 سياح في مصر، في فبراير الماضي، وسلسلة من الهجمات الأخرى مؤخرا، في حين كُلّف جهاز الأمن الداخلي بالتحقيق مع عدد من قادة أعضاء الجماعة الذين يقيمون داخل المملكة المتحدة، منذ الإطاحة بحكم الرئيس محمّد مرسي.

    ونوّهت الصحافة البريطانية إلى أن هذا الإجراء يأتي في أعقاب تقارير صحفية تفيد أن قادة الإخوان التقوا في لندن لأخذ قرار بشأن تقرير مصيرهم، خاصة أولئك المطلوبين للعدالة في مصر. ومن بين هذه التقارير ما نشرته صحيفة “العرب”، منذ يومين، نقلا عن مصادر مطلعة، كاشفة أنه يجري نقل قيادات إخوانية متهمة في قضايا إرهابية، من الدوحة إلى عواصم أوروبية، خاصة إلى لندن، بهدف منع تسليمها إلى القاهرة.

    ووفقا للمصادر فإن الدوحة تسوّي أوضاع الإخوان الهاربين عن طريق مكتب محاماة تخصّص في استقبال قضايا الإخوان.

    وكانت وسائل إعلام، من بينها “العرب”، قد كشفت منذ أشهر قليلة عن وجود شقّة صغيرة مشبوهة تقع فوق مطعم تركي في شمال لندن تحوّلت إلى مركز للتخطيط للعمليات الإرهابية لجماعة الإخوان. كما تتم داخل الشقة إدارة العديد من الأنشطة التي تحدث داخل مصر والاحتجاجات التي يقوم بها الإخوان هناك.

    وقد أثار اكتشاف هذه الشقّة الكثير من الجدل في أوساط البريطانيين الذين نظّموا مسيرات في شوارع لندن، مطالبين بحظر جماعة الإخوان المسلمين وطرد قادتها من بريطانيا.

    ووفق صحيفة “الغارديان”، فإنّ هذا الضغط هو ما أجبر رئيس الوزراء البريطاني، دافيد كاميرون، على إجراء مراجعة حكومية داخلية لتوجهات جماعة الإخوان المسلمين وأنشطتها وسياسة الحكومة تجاه المنظمة.

    ومن جانبها، ذكرت صحيفة “التايمزand#8243; أنّ “التحقيقات بدأت، حيث يواجه رئيس الوزراء ضغوطا ليحذو حذو مصر والمملكة العربية السعودية لحظر الجماعة التي تستخدم لندن مقرا أساسيا لأنشطتها”.

    وقد طلب كاميرون من السير جون جينكينز، السفير البريطاني لدى السعودية، تقديم تقرير حول “فكر وقيم جماعة الإخوان المسلمين وعلاقاتها بالتطرف والعنف”. كما بادر السير كيم داروش، مستشار الأمن القومي البريطاني، بالعمل على تقرير مماثل، فيما سيلعب السير جون سويرز، رئيس الاستخبارات الخارجية، دورا رئيسيا في هذه التحقيقات.


    أشرف الخولي: القرار مراجعة شاملة لأنشطة جماعة الإخوان في بريطانيا

    وقد صنّفت السلطات المصرية جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست في مصر في 1928، جماعة إرهابية العام الماضي، ممّا دفع قيادات إخوانيّة إلى مغادرة مصر والفرار إلى بريطانيا ودول أخرى عقب إطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسي، لاسيّما أن القاهرة لم توقّع اتفاقية لتسليم المطلوبين مع لندن.

    وأكّدت عدّة جهات مصرية وبريطانية لـ”العرب” أنّ القرار البريطاني جاء ليوجّه ضربة ذات وقع كبير على التنظيم الذي أضحى مرفوضا في مناطق كثيرة من العالم وخصوصا في معاقله، على غرار البلد الأم مصر وبعض دول الخليج العربي، التي تعتبر أكبر داعم مالي للإخوان، واليوم بات مهدّدا في بريطانيا الملجأ التاريخي لقادة الجماعة.

    وقال أشرف الخولي، سفير مصر في بريطانيا في تصريحات لـ”العرب”، إن الجانب المصري “يعلم جيّدا أن هذا القرار ليس قرارا نهائيا، ولكنه خطوة على الطريق الصحيح”.

    وأضاف أنّ “ما يعزّز أهمية القرار كونه تحقيقا عاجلا ومراجعة شاملة لأنشطة جماعة الإخوان في بريطانيا، وهو ما يخرج عن نطاق ملاحقة الجماعة في مصر ليشمل تنظيمها الدولي أيضا”.

    وأوضح محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، أنّ التحقيقات البريطانية حول القيادات الإخوانية الموجودة بلندن تعكس تغييرا في السياسة البريطانية. وقال العرابي لـ”العرب” إن لندن ستكتشف من خلال هذه التحقيقات أنّ جماعة الإخوان تضمر شرّا لمصر وليست جماعة سياسية، كما تزعم بل هي جماعة إرهابية، لافتا إلى أنه يكفي للمخابرات البريطانية أن تنظر لصورة “ماري” ضحية أحداث عين شمس الأخيرة لتتأكد من إرهاب تلك الجماعة ورفضها للآخــر.

    من جانبه، أكّد عمار علي حسن، الباحث في علم الاجتماع السياسي، لـ”العرب” أنّ قرار كاميرون بالتحري عن مسؤولية الإخوان المقيمين بلندن في أحداث العنف بمصر يعتبر تطوّرا مهما وجديدا في العلاقة بين لندن والجماعات الإسلامية، التي استغلت القوانين البريطانية التي تمنح اللجوء السياسي وتوفر حرية التعبير عن الرأي وتمنع تسليم المطلوبين في بناء شبكات لكثير من الحركات المتطرّفة على مدار عقود.

    وقال عمار لـ”العرب” إنّ بريطانيا باتت تخشى أن تتحوّل إلى قاعدة لانطلاق الإخوان إعلاميا وسياسيا، الأمر الذي يهدّد المصالح البريطانية، خاصة أن المملكة المتحدة سبق أن اكتوت بنيران الإرهاب وتضرّرت من وجود إرهابيين على أراضيها.

    وحسب مسؤولين بريطانيين، فإنّ اتباع بريطانيا خطى مصر والسعودية واتجاهها إلى حظر جماعة الإخوان المسلمين أمر “ممكن، لكن ليس مرجحا”. وقد قال مسؤول لصحيفة “التايمز”: “الحقيقة أنّ هذا التنظيم ضخم ومُنتشر، وهو يتخذ أشكالا عدة في بلدان مختلفة”.

    وفي المقابل، تتخذ أجهزة الأمن البريطانية موقفا أكثر تشدّدا، إذ وصف السير ريتشارد ديرلوف، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات البريطانية الخارجية، جماعة الإخوان بأنها “قلب التنظيم الإرهابي”.

    الجدير بالذكر أنّ جماعة الإخوان المسلمين سارعت، أمس، إلى إصدار بيان للتهوين من أهميّة قرار كاميرون، منتقدة ما تزعم أنه "مؤامرات" و"تهم كيدية" ضدّ الجماعة، ومُذكّرة بعلاقاتها التاريخية مع "الإدارات البريطانية المتعاقبة".


    ----------------------


    بريطانيا والإخوان
    هل استفادت بريطانيا من الإخوان، أم أن الإخوان استفادوا من الخدمات البريطانية، بما في ذلك المأوى ووسائل الإعلام التي وضعت في تصرفهم عن قصد أو غير قصد.
    العرب خيرالله خيرالله [نُشر في 04/04/2014، العدد: 9518، ص(9)]
    تأتي الخطوة البريطانية القاضية بفتح تحقيق في نشاطات تنظيم الإخوان المسلمين في الاتجاه الصحيح. تأخرت الخطوة كثيرا واستفاد الإخوان أكثر مما يجب من التساهل البريطاني الذي قد يكون عائدا إلى النية الحسنة واحترام بريطانيا للقانون والحريات العامة، كما قد يكون في أساسه العلاقة التاريخية بين الجانبين وذلك منذ تأسس التنظيم في العام 1928.
    هناك من يذهب إلى أبعد من ذلك من منطلق أن البريطانيين يمتلكون ما يكفي من الدهاء لاستخدام الإخوان في كلّ ما يصبّ في مصلحتهم. كان الإخوان الذين أقاموا مؤسسات في المدن البريطانية المختلفة مفيدين إما من أجل جمع المعلومات التي يحتاج إليها البريطانيون عن التنظيمات الإرهابية المرتبطة بالتطرّف الديني، وإما من أجل ممارسة ضغوط على بلدان عربية معيّنة بهدف ابتزازها.

    ولكن يبقى أن تأتي الخطوة البريطانية متأخرة، أفضل من أن لا تأتي أبدا بعدما عانت دول عربية عدّة من تنظيم لم يكن له أيّ همّ، في يوم من الأيّام، غير الاستحواذ على السلطة بكلّ الوسائل المتاحة بغض النظر عن الحلال والحرام. من عانى من الإخوان أكثر من غيره كانت المجتمعات العربية التي عمل الإخوان على تعميم الجهل فيها عن طريق التغلغل في المؤسسات التعليمية والدوائر التي تهتم بالبرامج التعليمية. كان هدفهم الدائم نشر الجهل وخفض مستوى التعليم كي يسهل عليهم السيطرة على عقل المواطن البسيط، وإعداده ليكون عنصرا إخوانيا ينفّذ الأوامر دون سؤال. تلك خطورة الأحزاب الدينية التي تجنّد المواطن باسم الدين، خدمة لأغراض سياسية بحتة. الأحزاب الدينية الشيعية لا تختلف في هذا المجال عن الأحزاب السنّية. الجميع من إنتاج المدرسة الإخوانية التي تؤمن بالقدرة على استغلال الدين وتوظيفه سياسيا إلى أبعد حدود.

    يظلّ السؤال الأساسي لماذا القرار البريطاني القاضي بفتح تحقيق في نشاطات الإخوان، ولماذا الآن؟ هل وجدت السلطات البريطانية أن الضرر الناجم من التساهل مع التنظيم بات لا يحتمل وأنهم، أي الإخوان، تمادوا أكثر مما هو مسموح لهم خصوصا في ضوء النشاطات الإرهابية التي تتعرّض لها مصر؟ هل ربطت الأجهزة البريطانية أخيرا بين الإخوان والإرهاب؟

    لا شكّ أنّ الحكومة البريطانية ما كانت لتقدم على هذه الخطوة الشجاعة لو لم ترفع المملكة العربية السعودية البطاقة الحمراء في وجه تنظيم الإخوان بعدما ساعدتهم طويلا ووفّرت لهم الحماية والمأوى وكلّ التسهيلات الممكنة عندما لوحقوا في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي. اعتبرت السعودية الإخوان تنظيما “إرهابيا”. قبلها، فعلت مصر الشيء ذاته. في غضون ذلك، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة تعاني بدورها من التنظيم الذي عمل على اختراق المؤسسات والإساءة إلى المجتمع المتماسك في تلك الدولة العربية الهانئة التي تعيش في ظلّ حال من التصالح اليومي والمشاركة في كلّ شيء بين الحاكم والمواطن.

    ولكن يبدو أن العامل الأهمّ الذي كشف الإخوان على حقيقتهم من خلاله هو نشاطهم في مصر والوسائل التي اعتمدوها ردّا على الثورة الشعبية التي أخرجتهم من السلطة ومن رئاسة الجمهورية تحديدا. تبيّن، بكلّ بساطة، أن السقوط المدوّي للإخوان كان في مصر. كشفت مصر الإخوان.

    ما كشفته مصر أنّ الإخوان لا يستطيعون تحمّل خسارة السلطة. إنهم لا يؤمنون بالتداول السلمي على السلطة الذي في أساس اللعبة الديمقراطية. السلطة بالنسبة إليهم هدف في حدّ ذاته. لا قيمة لما يستطيعون تقديمه للناس العاديين يوميا. المهمّ بقاؤهم في السلطة. لماذا لم تحدث انفجارات واغتيالات في مصر عندما كان محمّد مرسي رئيسا إلا عندما كان مطلوبا قطع الغاز عن الأردن أو الاعتداء على الجيش المصري بهدف تخويفه كما حصل في سيناء مرّات عدة؟ نعم، كشفت مصر الإخوان. أهم ما كشفته أنّهم لا يؤمنون إلّا بالعنف وأنّ صناديق الاقتراع وسيلة وليست هدفا. استغلّوا “الربيع العربي” للوصول إلى السلطة عبر الانتخابات. الانتخابات وسيلة وليست غاية. الانتخابات صالحة لمرّة واحدة لا غير. الانتخابات صالحة فقط للوصول إلى السلطة.هل بدأت بريطانيا تعي أخيرا هذه الحقيقة المرتبطة بشكل عضوي بما يمثّله الإخوان؟

    بعد احتكار السلطة، ألف سلام وسلام على الديمقراطية. الأخطر من ذلك كلّه أنّ مصر كشفت أنّ لا مثل أعلى لدى الإخوان سوى تجربة غزّة. تجربة السودان فاشلة منذ البداية بعد اصطدام عمر حسن البشير بحسن الترابي، وبعدما تبيّن ألاّ مشكلة أمام خريجي مدرسة الإخوان عندما يكون الخيار بين السلطة والاحتفاظ بها من جهة، وتقسيم البلد من جهة أخرى.

    ماذا فعل الإخوان الذين يسمون أنفسهم «حماس» في غزّة؟ لعبوا دورا أساسيا في تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني في القطاع بغية خدمة إسرائيل إلى أبعد حدود. هناك خدمة كبيرة لإسرائيل عن طريق الصواريخ التي تستهدفها بين حين وآخر انطلاقا من غزّة. هناك خدمة أخرى لا تقدّر بثمن من خلال إظهار الشعب الفلسطيني داعما لحملة الإخوان من أجل استعادة مصر عن طريق الإرهاب.هناك خدمة أكبر تتمثّل في تكريس الانقسام الفلسطيني إلى أبعد حدود…

    هناك أمور كثيرة كان تنظيم الإخوان قادرا على تمريرها لولا لجوئه إلى العنف في مصر مستعينا بـ"حماس" وبمن على شاكلة «حماس» من أجل السلطة.

    لم يكن ممكنا أن تسمـح بريطانيا بالذهـاب إلى حدّ توفير المأوى للتنظيـم العالمي للإخوان. أكثر من ذلك، تسلّل الإخوان إلى مواقع في مؤسسات إعلامية في لندن، معروفة أكثر من اللزوم، لبث أفكار ونشر معلومات تلتقي في النهاية مع الحملة الإخوانية على مصر وعلى كلّ من يواجه التخلّف في العالم العربي، وعلى الأصح، في العوالم العربية.

    انكشف الإخوان، وانكشفت بريطانيا معهم. هل سيساعدها ذلك في استعادة اعتبارها عربيا؟ هل سيساعدها ذلك في طرح السؤال الذي كان مفترضا على السلطات فيها طرحه منذ البداية. من استفاد مِن مَن؟ هل استفادت بريطانيا من الإخوان… أم أنّ الإخوان استفادوا من الخدمات البريطانية، بما في ذلك المأوى ووسائل الإعلام التي وضعت تحت تصرّفهم عن قصد أو غير قصد، أي عن طريق الصدفة التي هي أحيانا خير من ألف ميعاد!


    إعلامي لبناني


    ---------------------



    المشاهدات: 2988 أئمة الشر


    الإخوان والشيعة


    ثروت الخرباوي


    أكثر ما يميز الكتاب الجديد للأستاذ ثروت الخروباوي هو تبحره في تفاصيل مخفية في تاريخ الإخوان الذي اتسم بالسرية والغموض، وكذلك ربطه بين فكر حكم المرشد في إيران وطموحات مرشد الإخوان، والأهم كشف العلاقة بين الإخوان والشيعة في إيران والتي تعود الى عشرات السنين وليست وليدة اللحظة، ففي قراءة "أئمة الشر" لا بد أن تتوقف عند محطات عدة تضعك أمام حقائق مذهلة، تعيد إلى الأذهان أسباب الوقائع التي حدثت في عالمنا العربي، ففي الفصل الأول الذي عنون بـ (Why not)، تقف أمام العلاقة المخفية بين القوة العظمى، تحديداً الولايات المتحدة، وجماعة الإخوان، حيث يقول الكاتب أن خطة المخابرات الأمريكية لمساعدة الإسلاميين للوصول إلى كرسي الحكم، كانت تحت عنوان "لماذا لا"، بتدبير وتخطيط من كبير مستشاري الأمن القومي، ثم ينتقل ليتناول إرهاصات الثورة الإيرانية، التي أيضا لم تنطلق من الشارع، إنما من معهد "تافيستوك" البريطاني المتخصص في صناعة الرأي العام، ثم يكشف في الفصل الأول عن العلاقات الوثيقة السرية بين إيران وإسرائيل والتي كانت في أعلى درجات توافقها، ويضيف الخرباوي أن إيران الفارسية ذات اللسان الفارسي والعقيدة الشيعية والتاريخ المعادي للعرب والمسلمين، تعيش بجوار وفي معية أمة عربية عقيدتها الإسلام السني، وحين تتشابه الظروف تجتمع المصالح، ومن ثم توثقت الصلات الإيرانية الإسرائيلية وانعقدت بينهما صفقات وصلات، وما زالت تلك الصلات قائمة ومتطورة، كما يوضح الكتاب أن أول الأسافين الإخوانية كانت في السودان حيث قادت البلاد إلى حروب أهلية، وفتن، وقمع للحريات غير مسبوق، وقد باركها إخوان مصر وعدوها نصراً لهم، وبشرى خير.




    ما يميز هذا الكتاب هو تقديمه تفصيل تاريخي لنشأة جماعة الإخوان منذ أيام المؤسس حسن البنا، وكيفية إنطلاق الدعوة التي عملت بطريقة ذكية بهدف استقطاب النخب الدينية والعلمية، ويتناول النظام الخاص الذي ربما كان من مسببات القضاء على البنا قبل أن يرى بوضوح نتائج البذرة الإخوانية الفاسدة التي زرعها. لفتني أيضا خلال قراءة الكتاب تشبيه بليغ لواقع العلاقة بين الإخوان والشيعة، يقول الكاتب "حين يلتقي الصنمان، صنم الشيعة وصنم الإخوان، ومن وراء الستار كان هناك من يحرك الصنمين بحبل لا يظهر للرائي، تماما كما يحدث على مسرح العرائس، وحين تحرك، أو حُرِّك، الصنم الشيعي أحمدي نجاد، جيئ به إلى مصر الواقعة رهينة تحت يد الإخوان، ودخل الصنم الأزهر وهو يبتسم، كانت الابتسامة موحية وكأنه يقول: في هذا المكان كانت لنا أيام، وأظن أن شريطاً من الذكريات التاريخية مر ساعتها على ذهنه، فظهرت أمامه صورة حسن البنا، وتقي القمي، وآية الله كاشاني، ونواب صفوي، وآية الله الخميني، أبطال غزو الشيعة للعالم السني، وقد كانت تلك الغزوة من أعجب الغزوات في التاريخ".




    نعم، هذا واقع الحال، فحكام الإخوان الذين سرقوا ثورة ما يُسمى بالربيع العربي احتفلوا مع الفرس في دك معاقل العالم السني من خلال علاقة مريبة لا ندري إلى أين ستأخذنا، لكن علينا ان نتفكر وندرك ما يحيط بنا، فالوثائق تثبت العلاقة القديمة بين الشيعة والإخوان، ويكشف الخرباوي أيضاً في الفصل الرابع عن قصة قديمة في تاريخ الإخوان تتعلق بورقة ظلت مخفية لا يعرف أحد عنها شيئا، كانت مخبأة في أحد دهاليز الجماعة دون أن يلتفت إليها أحد، أو يشعر بقيمتها التاريخية، كانت هذه الورقة تحتوي على خبر زيارة لمقر الإخوان في مصر، قام بها سيد روح الله مصطفى الموسوي الخميني عام 1938، وتشير هذه الورقة إلى أن ثمة لقاء خاص تم بين المرشد الأول للجماعة حسن البنا والسيد روح الله مصطفى الخميني، الذي أصبح فيما بعد الإمام آية الله الخميني مفجر الثورة الإيرانية.




    ويشير الكتاب إلى أن الإخوان يعتبرون منهجهم متفقاً مع منهج الشيعة، وهنا مكمن الخطر، ففي الفصل السادس يتطرق إلى رأي البنا في الشيعة، وسبب حب الشيعة للبنا، وقد اقترب البنا من الشيعة اقترابا كبيرا، ولكن هذا القرب أثار غضب علماء السنة على البنا، حتى أقرب المقربين منه اتهموه بخيانة عقيدته مقابل دراهم معدودة، وهذا كلام أساتذة البنا المقربين.




    هذه ومضات من كتاب ثروت الخرباوي الذي في الحقيقة يشكل مرجعاً لكشف خبايا الإخوان من قبل رجل عرفهم جيداً وعاش بينهم وكان منهم، قبل ان يكتشف حقيقتهم، ليأخذ على عاتقه كشف المستور وفضح خباياهم، لأنه ببساطة يؤمن أن مفهوم الولاء للوطن يتناقض مع الولاء لجماعة تتجاوز الوطن إلى الولاء لشخوص ورموز بعيدة عن هموم الشعوب، وأيضاً لأن الدين الإسلامي واضح ولا يحتاج إلى عرابين ولا يقبل تأويل المفسدين، ولأن الإخوان يعتقدون أنهم أصحاب دعوة لها مرشدها الذي يقدسونه ويضعونه فوق الجميع، وهذا يتناقض مع إسلامنا.




    تأتي أهمية كتاب الخرباوي في صدوره في وقت حساس في خضم ما يسمى بثورات العرب التي أفرزت حكاماً جدد وأنظمة، من المفترض أنها صعدت بإرادات شعبية لتعبر عن أحلامها وطموحاتها، لكن واقع الحال هو ارتهان تلك البلدان لمجموعة من الانتهازيين الذين وجدوا في تلك الثورات طريقاً لحقيق أطماعهم وطموحاتهم التي خططوا لها منذ أمد بعيد، ولنكتشف لاحقاً أن جميع شعاراتهم الرنانة مجرد أكاذيب، وأن تلك القوى التي كانوا يسبونها هي التي قادتهم وساعدتهم، وأن إسرائيل العدو اللدود ما هي إلا حليف وسند. هكذا هم الإخوان يمثلون الأمر ونقيضه ويتفننون في خداع الشعوب.




    أترككم مع كتاب قيم ومهم للغاية، تجدون فيه الفائدة المرجوة، خاصة أنه يعتمد على حقائق مؤكدة من أهل الثقة، ويبحر بكم في رحلة عمر تاريخ المنطقة، كاشفا لأسرار الجماعة الإخوانية وعلاقاتها بالشيعة في إيران والمقاربة بين حكم مرشد طهران وحكم مرشد الإخوان، وأسباب وجذور الود بين الطرفين، والذي انعكس في مسيرة التابعين لهم، وتقاطع العلاقات السرية مع إسرائيل وأمريكا وباقي القوى التي تعمل ضن مخططات، بكل تأكيد لا تتوافق مع عروبتنا وإسلامنا وواقعنا وطموحاتنا.




    د. سالم محمد حميد

    رئيس مركز المزماة للدراسات والبحوث
                  

04-08-2014, 05:47 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    الاخوان والسعودية

    البنا أسس تنظيما للاغتيالات والجماعة دعمت انقلاب 1948 في اليمن - (الحلقة الأولى)السبت - 5 جمادى الآخرة 1435 هـ - 05 أبريل 2014 مـ



    9 تغير الخط خط النسخ العربي تاهوما الكوفي العربي الأميري ثابت شهرزاد لطيف عبد الله بن بجاد العتيبي
    في مصر وبعد 30 يونيو (حزيران) 2013 وانتفاضة الشعب المصري والجيش ضد جماعة الإخوان المسلمين، اعتصمت الجماعة ومحازبوها من الجماعة الإسلامية وبعض جماعات الإرهاب في ميدان «رابعة العدوية» وميدان «النهضة»، وكانت منصات الخطابة في تلك الميادين تمطر المملكة العربية السعودية بالكثير من التهجمات والشتائم.







    تطور الأمر لاحقا إلى حملة كبيرة للهجوم على السعودية وكَيْل الاتهامات لها، بسبب مساندتها لخيار الشعب المصري. وهي حملة شارك فيها بعض المنتسبين للجماعة وللإسلام السياسي بشكل عام في السعودية ودول الخليج. وأخذ بعض رموز الإخوان يكررون الهجوم على السعودية والإمارات العربية المتحدة، من على منابر الجمعة في دولة قطر، وقناة «الجزيرة» تشارك في تلك الحملة بكل قوة.







    والسؤال هو هل هذا الموقف من الجماعة تجاه السعودية هو موقف جديد ومختلف عما سبقه أم أنه موقف قديم وراسخ ومستمر لدى جماعة الإخوان المسلمين؟







    في 2012 تهجم راشد الغنوشي في كلمة له في «معهد واشنطن» على السعودية ودول الخليج وقال: «الثورات تفرض على الملكيات العربية اتخاذ قرارات صعبة، فإما أن تعترف بأن وقت التغيير قد حان، أو أن الموجة لن تتوقف عند حدودها لمجرد أنها نظم ملكية. الجيل الشاب في السعودية لا يعتقد أنه أقل جدارة بالتغيير من رفاقه في تونس أو سوريا».







    وقبل الغنوشي وفي 2009 وقفت جماعة الإخوان المسلمين مع جماعة الحوثيين في اليمن عند اعتدائها على الحدود السعودية بالقوة المسلحة، وأصدرت بيانا ينحاز للحوثي ويتهجم على السعودية وينكر عليها حقها في الدفاع عن حدودها، في شواهد كثيرة ليس الغرض إحصاءها بل الإشارة إلى بعضها.







    عبر العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عن رؤية ثاقبة بمواقفه التاريخية المساندة للدولة المصرية والشعب المصري منذ إسقاط حكم الإخوان المسلمين وصولا للأمر الملكي الذي جرم جماعة الإخوان المسلمين وعدَّها إرهابية.







    وقصة جماعة الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي المشابهة لها «ومن في حكمها»، بحسب بيان وزارة الداخلية السعودية الصادر في 7 مارس (آذار) 2014، مع المملكة العربية السعودية تستحق أن تروى.







    أولا: ما قبل التأسيس. قبل 1928.







    من أين جاءت فكرة تحويل الإسلام ودولة الخلافة إلى جماعة سياسية دينية؟ من أول من فكر بها بهذه الطريقة التي نعرفها اليوم؟ من أو ما هو المصدر الرئيس؟ يبدو أن أقرب جواب للصحة هو أن الفكرة نشأت في ذهن جمال الدين الأفغاني، وقد تلقفها حسن البنا من هناك مع استحضار أن البنا تأثر أيضا بالأحزاب القومية الأوروبية كالنازية والفاشية والبلشفية.







    إن موارد الفكر الإخواني بشكل عام، وحسن البنا بشكل خاص، لها مصادر عدة: المصدر الصوفي، وقد تحدث عنه حسن البنا وغيره من رموز الإخوان، والمصدر السلفي بمعناه العام، كما أن والد حسن البنا أحمد الساعاتي يعد سلفيا كونه من أهل الحديث وعمله في ترتيب مسند الإمام أحمد المسمى «الفتح الرباني» مشهور لدى التيارات السلفية، وأهل الحديث منهم تحديدا.







    حسن البنا باني تنظيمات بارع ولكنه ليس منتج أفكار، ومجمل الخطاب الإخواني الذي تبناه حسن البنا والإخوان عموما قبل سيد قطب، وبخاصة في شِق تسييس الدين، أو بالأحرى التخريجات والتأويلات الجديدة للفقه فيما يتعلق بالشؤون السياسية ودور رجل الدين فيها، هي لدى حسن البنا تتصل بخط واضح يبدأ من موقف عمر مكرم مع خورشيد باشا والتبرير الديني للانقلاب عليه مع محمد علي، نقل الجبرتي عنه قوله في سعيه لعزل خورشيد باشا: «إنما أولو الأمر هم حملة الشريعة والسلطان العادل. وهذا رجل ظالم خارج عن قانون البلاد وشريعتها، وقد كان لأهل مصر دائما الحق في أن يعزلوا الوالي إذا أساء ولم يرض الناس عنه، على أني أذكر لك أن الخليفة والسلطان إذا سار في الناس بالجور والظلم كان لهم عزله وخلعه».







    وعمر مكرم شيخ أزهري كانت له شعبية عارمة، وهو ساعد محمد علي باشا ضد المماليك، وضد الوالي التركي خورشيد باشا، وقدم قراءة فقهية جديدة لنصوص الطاعة مثلت نقلة نوعية في علاقة الفقهاء بالمماليك تلك الممتدة لقرون حيث كان دور الفقهاء لا يتعدى التصديق.







    وبعد مكرم يأتي رفاعة الطهطاوي في شق غير صغير من فكره، ثم جمال الدين الأفغاني المثير للكثير من الجدل والذي يبدو أن البنا كان ينظر له كنموذج يريد أن يحتذيه ومحمد عبده في مرحلته الأولى قبل أن يعود عنها ويطلق عبارته المشهورة: «لعن الله ساس ويسوس وسياسة».







    لم يكن لدى حسن البنا ما كان لدى جمال الدين الأفغاني من العلم والمعرفة ولا من قوة الشخصية ونفوذ التأثير، ولكن يبدو أن الأفغاني كان حاضرا كثيرا لدى البنا في مشروعه، فبعد فكرة توسل الدين لتحقيق أغراض سياسية والمشار لها أعلاه فقد حاول البنا تقليد الأفغاني في كثير من الأمور، ففي حين أنشأ الأفغاني بعد تركه للمحفل الماسوني ما كان يعرف بـ«المحفل الوطني الحر» فقد أنشأ البنا جماعة هي جماعة الإخوان المسلمين، وحين خطط الأفغاني وعبده لاغتيال الخديوي إسماعيل، كما تورد المصادر، ومنها كتاب «عمائم ليبرالية في ساحة العقل والحرية» لرفعت السعيد، فقد أسس البنا تنظيما سريا كاملا للاغتيالات والتفجيرات، وحين تآمر الأفغاني لخلع الخديوي إسماعيل بالتعاون مع الفرنسيين وولي العهد الأمير توفيق فقد تآمر البنا مع بعض آل الوزير في اليمن لخلع الإمام يحيى فيما بات يعرف بثورة 1948، وحين كان الأفغاني يتلاعب في مواقفه السياسية مع كل الأطراف في كل بلد أقام فيه فقد فعل البنا الأمر عينه، حيث تراقص في تحالفاته بين القصر وحزب الوفد والأحزاب الأخرى والإنجليز، وأخيرا فكما أنشأ الأفغاني الكثير من الصحف فعل البنا الأمر ذاته.







    هذه مجرد أمثلة سريعة توضح حجم التشبه بالأفغاني الذي أحسب أن البنا كان واعيا به ويسعى له مع عدم إغفال مساحة الاختلاف التي تحتمها المرحلة التاريخية والظروف المتغيرة والمعطيات المختلفة التي عاشها كل منهما بطبيعة الحال، وهو أمر كتب فيه الإخوان المسلمون كثيرا، وكتب فيه غيرهم، ومن أهم الاختلافات بين الرجلين أن الأفغاني كان عالما ومفكرا، وكان يستهدف النخبة دائما ويسعى لصنعها والانطلاق منها، بينما لم يكن البنا عالما ولا مفكرا، ومن هنا فقد كان يلاعب النخبة السياسية الموجودة كالملك وحاشيته والنحاس باشا ونحوهم، ويتملق النخب الثقافية كما في حديثه مع طه حسين أو في محاولته استمالة أحمد أمين.







    وجماعة الإخوان المسلمين على مستوى الممارسة كانت تتلاعب بمواقفها وعلاقتها وتتناقض بين الخطاب والممارسة، بل بين كل واحد منهما في كل مرحلة، فمثلا وهي الجماعة التي كانت تطرح دائما محاربتها للصليبية الغربية والصهيونية العالمية كانت على تواصل دائم مع الدول الغربية منذ مؤسسها حسن البنا وإلى اليوم، وهي علاقات كانت تقيمها سرا ومن تحت الطاولة ضدا لدولتها التي نشأت فيها، وقد أخذ حسن البنا مبلغا ماديا من شركة قناة السويس الإنجليزية قدره خمسمائة جنيه، وكانت لجماعته اتصالات بالألمان وشاركت الجماعة في الترويج للدعاية الألمانية وتوزيع خطب هتلر (الإخوان المسلمون: أحداث صنعت التاريخ، محمود عبد الحليم، 1-347) وكانت لهم اتصالات سابقة ولاحقة مع البريطانيين كما ذكر بتدقيق الباحث المعروف علي العميم في مقدمته الماتعة لكتاب ج. هيوارث دن («الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة»، الصادر عن دار «جداول») وكذلك مع الأميركيين منذ الخمسينات وحتى اليوم («الحكومات الغربية والإسلام السياسي بعد 2011»، كتاب المسبار، بحث ستيفن بروك).







    تسمية «الإخوان»، من أين جاءت؟







    ثمة رأيان هنا: يرى الأول أن تسمية الإخوان مقتبسة من فكرة «الأخويات المسيحية» المنتشرة في أوروبا والتي كانت لها تجليات في مصر عبر «جمعية الشبان المسيحيين» التي قام بعدها عدد من الأعيان والمثقفين من التيارات المدنية بإنشاء «جمعية الشبان المسلمين» وكانت تقوم بأنشطة مشابهة لأنشطة الشبان المسيحيين على عكس ما يوحي به اسمها من صفة دينية.







    والرأي الآخر يميل إلى أنها جاءت تأثرا بـ«إخوان من طاع الله» السعوديين. ومع عدم الحصول على معلومة موثقة عن سبب التسمية سوى القصة التي رواها البنا في كتابه «مذكرات الدعوة والداعية» التي بدا فيها أن التسمية جاءت عفوية في أول اجتماع له مع المؤسسين الستة للجماعة، إلا أن مذكرات البنا لا يمكن الوثوق بها كثيرا فهي كتاب صاغه البنا لاحقا بعد تطور الجماعة، وقد كتبه بأثر رجعي روى فيه مذكراته بحسب مصالحه لحظة كتابة الكتاب لا كما حدثت بالفعل. ولكن ثمة مؤشرات لإمكانية تأثره بتسمية الإخوان السعوديين، ومنها:







    1- شيوع صيت «إخوان من طاع الله» السعوديين في مصر والصحافة المصرية على وجه الخصوص، وبخاصة بعد نجاحهم كجيش سعودي في السيطرة على الحرم الشريف في مكة ومن بعد في المدينة. وهو اهتمام استمر حتى بعد خلافهم اللاحق مع قائدهم الملك عبد العزيز.







    2- الإعجاب المتنامي لدى بعض المثقفين العرب بشخصية الملك عبد العزيز وتجربته، في أثناء البحث عن خليفة يعقب العثمانيين أو ملك يجمع العرب، وقد كتب في ذلك كثيرون منهم أمين الريحاني وخير الدين الزركلي وشكيب أرسلان وآخرون.







    3- إعجاب البنا بالملك عبد العزيز الذي عبر عنه في مذكراته، وفي مجموعة رسائله فقال مثلا: «وفي التاريخ الحديث أروع المثل على ذلك، فمن كان يظن أن الملك عبد العزيز آل سعود وقد فنيت أسرته وشرد أهله وسلب ملكه يسترد هذا الملك ببضعة وعشرين رجلا، ثم يكون بعد ذلك أملا من آمال العالم الإسلامي في إعادة مجده وإحياء وحدته». («مجموعة الرسائل» ص58). وأمثالها من العبارات التي تحمل هذا المعنى، وهو إعجاب له أكثر من مصدر:







    أ- شيوخه المبرزين الذين لهم علاقات واسعة مع الملك عبد العزيز وعلى رأسهم محمد رشيد رضا ومحب الدين الخطيب.







    ب- والده أحمد البنا أو أحمد الساعاتي الذي كان معتكفا على تأليف كتاب «الفتح الرباني في ترتيب مسند أحمد الشيباني» أي مسند أحمد بن حنبل الفقيه المعتمد نجديا، وقد كان لوالده اتصال بالملك عبد العزيز وببعض أئمة الدعوة النجدية، عن طريق محمد نصيف، وإمام الحرم أبو السمح، وهو ممن استفاد من رعاية الملك عبد العزيز لنشر الكتب الدينية.







    ت- اتصاله المباشر مع السعودية عن طريق حافظ وهبه، وعرض القدوم للعمل في السعودية كمدرس: «وفي خطاب بعث به حسن لوالده من الإسماعيلية بدا حزينا ومتألما أنه لم يتمكن من السفر». (حلمي النمنم، «حسن البنا الذي لا يعرفه أحد»، ص109).







    وقد وقفت بعد كتابة هذه المؤشرات على كتاب ثروت الخرباوي «سر المعبد» وينقل فيه حوارا بينه وبين الإخواني المحامي أحمد ربيع يقول فيه ربيع: «ويبدو أن حسن البنا قد فكر في إنشاء جماعته وخطط لها حينما كان شابا يافعا يطلب العلم في مدرسة دار العلوم، فقد قرأ وقتها الأخبار التي أخذت تتواتر من نجد والجزيرة العربية عن جيش (الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود) الذي أخذ يساعده في إخضاع الجزيرة العربية له، ليأخذ الحكم عنوة من آل رشيد، أطلق عبد العزيز آل سعود على جيشه (الإخوان) و(إخوان من طاع الله) وجعل شعارا لهم السيف وعبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله).







    قاطعته: إذن الاسم له أصل؟







    أحمد ربيع: نعم هكذا قال لي الأستاذ محمود عبد الحليم.







    قلت متعجبا: ولكنه لم يقل هذا في كتابه (الإخوان المسلمون... أحداث صنعت التاريخ) لا على الاسم ولا على الشعار!







    أحمد ربيع: ستتعجب حينما تعرف أنه قال هذا، ولكن الكتاب خضع لمراجعة من الحاج مصطفى مشهور، وقد طلب منه أن يحذف هذا الكلام... ارتسمت هذه الأفكار في رأس حسن البنا فكان أن أنشأ فور تخرجه (الحركة) أنشأ الجماعة، وكان هاجس جيش إخوان آل سعود يسيطر على فؤاده» (ص180).







    كما نقل الخرباوي عن الإخواني أحمد أبو غالي قوله: «كانت دولة آل سعود شاخصة في ذهن البنا، وكان يعتبرها الدولة (البروفة) لدولة الخلافة الإسلامية التي كان يرى نفسه من خلالها خليفة المسلمين» (ص219). ويضيف عن أحمد أبو غالي قوله: «في عام 1935 عرض الشيخ حسن البنا على جدي (يقصد طنطاوي جوهري) أن يقوم بإنشاء تنظيم خاص للجماعة، وإنشاء هيكله وطريقته وبرنامجه وأهدافه... وطلب منه أن يدرس تجربة المملكة العربية السعودية التي كانت ناشئة حديثا وقال له وهو يحبب له الفكرة: إن عبد العزيز آل سعود لم ينشئ دولة إسلامية في الجزيرة إلا بجيش الإخوان، فلماذا لا يكون لدينا الجيش الذي ننشئ به دولة إسلامية بمصر» (ص 266).







    تنبئ مذكرات حسن البنا أنه كان حالما بلا حدود، وقائدا ناجحا، كما تنبئ أنه رغم حديثه الكثير عن الآخرة فإن المذكرات تبرز اهتمامه الزائد بالدنيا، أما في «مجموع الرسائل» فيظهر البنا ذكاء وبرغماتية عالية، ومن أمثلة هذا حديثه حين يتناول مسائل شائكة كالوطنية والقومية ونحوهما، فهو يتبع أسلوبا غير واضح فنجده يقول إن كان المقصود بهذا المفهوم كذا من المعاني التي تناسبه والتي يستطيع بها الالتفاف على المعنى الظاهر للمفهوم وجعله مناسبا لتوجهه، وربما أفرغ المفهوم من معناه، وقد اعتمد كثيرا على التناقضات في أقواله وأفعاله، ومن أمثلة هذا، وهي كثيرة، تذمره من تكرار توضيحه لدعوته، ومن تكرار التباسها على الناس («مجموعة الرسائل»، ص37 مثلا).







    من جهته فقد كان الملك عبد العزيز حريصا على توثيق صلاته بفقهاء العالم الإسلامي من الهند وباكستان إلى مصر والشام والعراق وغيرها، وكان يقدم لهم أنواع الدعم كافة، على شح ذات اليد في البدايات. وصارت هذه سياسة سعودية ثابتة.







    يذكر محمد حامد الفقي السلفي المصري في بداية إطلاقه لمجلة «الإصلاح: صحيفة دينية علمية اجتماعية أخلاقية» التي كان ينشرها من مكة المكرمة وقد صدر عددها الأول في 1 أغسطس (آب) 1928 على لسان الملك عبد العزيز قوله للفقي: «وأن لا تتعرض الصحيفة للشؤون السياسية العامة أو الخاصة». وأضاف: «إذا سلكت الصحيفة هذه الطريقة الحكيمة كان حقا على كل مخلص أن يقدم لها ما يقدر عليه من مساعدة مادية أو أدبية وأنا أول المساعدين لها على ذلك». (مجلد «مجلة الإصلاح» ص 5).







    يقول زكريا سليمان بيومي: «وسعى (أي عبد العزيز) لاستمالة بعض الكتاب من أتباع الاتجاه الإسلامي بكل قياداته التي شملت الاتجاه السلفي الذي كان يمثله محمد رشيد رضا، مجلته «المنار»، وحتى أتباع الطرق الصوفية من أمثال الشيخ محمد ماضي أبو العزايم، الدعوة السلفية الوهابية تعارضها، إلى جانب بعض مشايخ الأزهر». راجع: (زكريا بيومي: «موقف مصر من ضم ابن سعود للحجاز 1924-1926»، القاهرة، دار الكتاب الجامعي، الطبعة الأولى 1989 ص15).







    كانت وسيلة عبد العزيز الأشهر لهذا الدعم هي طباعة الكتب، لنشر العلم أولا، ولكسب الولاءات الدينية والسياسية ثانيا، وكان يستفيد من بعضهم للرد على بعض تشددات علماء نجد، وفي هذا السياق فقد رعت السعودية حسن البنا مؤسس الجماعة كما رعت والده في مشروعه الموسوعي «الفتح الرباني» (جمال البنا.. «خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه»، ص47).







    وتأتي علاقة السعودية بحسن البنا وجماعته «الإخوان المسلمون» ضمن هذا السياق، حتى قبل أن ينشئ الجماعة، وقبل أن تنتشر ويكون لها الصيت الذي حصلت عليه لاحقا.







    وفي بواكير صلات الإخوان بالسعودية نبدأ برواية حسن البنا نفسه، قال: «كما كان ينفس عن نفسي التردد على المكتبة السلفية... حيث نلتقي الرجل المؤمن المجاهد العامل القوي العالم الفاضل والصحافي الإسلامي القدير السيد محب الدين الخطيب... كما نتردد على دار العلوم ونحضر في بعض مجالس الأستاذ السيد رشيد رضا». («مذكرات الدعوة والداعية»، ص47).







    ويضيف: «أن فضيلة الشيخ حافظ وهبه مستشار جلالة الملك ابن آل سعود حضر إلى القاهرة رجاء انتداب بعض المدرسين من وزارة المعارف إلى الحجاز ليقوموا بالتدريس في معاهدها الناشئة... واتصل الشيخ حافظ وهبه بجمعية الشبان المسلمين لتساعده في اختيار المدرسين، فاتصل بي السيد محب الدين الخطيب وحدثني في هذا الشأن فوافقت مبدئيا... وجاءني بعد ذلك الخطاب التالي من الدكتور يحيى الدرديري المراقب العام للجمعية بتاريخ 6 نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1928 (هذا ونرجوكم التفضل بالحضور يوم الخميس المقبل... وذلك لمقابلة حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ حافظ وهبه مستشار جلالة الملك ابن آل سعود للاتفاق معه على السفر وشروط الخدمة للتدريس في المعهد السعودي بمكة) وفي الموعد التقينا وكان أهم شرط وضعته أمام الشيخ حافظ ألا أعتبر موظفا يتلقى مجرد تعليمات لتنفيذها، بل صاحب فكرة يعمل على أن تجد مجالها الصالح في دولة ناشئة هي أمل من آمال الإسلام والمسلمين، وشعارها العمل بكتاب الله وسنة رسوله وتحري سيرة السلف الصالح».







    وقد تعثر هذا المشروع لأسباب بيروقراطية، واستمر البنا مدرسا في الإسماعيلية التي أنشأ فيها «جماعة الإخوان المسلمين».







    ثانيا: ما بعد التأسيس. 1928 - 1936.







    أنشأ البنا جماعة الإخوان المسلمين في عام 1928 وبعد إحكام التأسيس تطلع للتواصل مع الخارج وفي هذا يقول البنا: «كان الإخوان ينتهزون كل فرصة فيتصلون برجال الدول العربية والإسلامية، توثيقا للرابطة ونشرا للدعوة، ومن ذلك زيارتهم للسيد عباس القطان بمناسبة مرضه... وتحدثوا مليا في شؤون الحجاز وشؤون المسلمين عامة». (حسن البنا، «مذكرات الدعوة والداعية»، ص161).







    والسيد عباس القطان كان محافظ المدينة المنورة. وقد ذكر شكيب أرسلان في كتابه «خلاصة رحلة المرحوم السيد أحمد الشريف السنوسي»: «ثم دعاه صديقه الشيخ عباس قطان، رئيس بلدية مكة». (ص48) ويبدو أن اختلاف منصب قطان كان لاختلاف الزمان.







    وبعد محاولة الاعتداء على الملك عبد العزيز في الحرم من قبل أحد اليمنيين، قرر المجتمعون في المؤتمر الثالث لجماعة الإخوان المسلمين 1934 «بأن يرفع مكتب الإرشاد باسمهم التهنئة الخالصة لجلالة الملك عبد العزيز آل سعود على نجاته، واستنكار هذا العدوان الأثيم».
                  

04-08-2014, 05:58 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)



    الإخوان والسعودية..

    القصة الكاملة

    آخر تحديث: الإثنين 7 جمادى الآخرة 1435 هـ - 07 أبريل 2014 مـ , الساعة: 14:59


    البنا لم يتردد في مهاجمة السعودية.. وانقلاب 1948 في اليمن شكل بداية التوتر - الحلقة (2)السبت - 5 جمادى الآخرة 1435 هـ - 05 أبريل 2014 مـ



    7 تغير الخط خط النسخ العربي تاهوما الكوفي العربي الأميري ثابت شهرزاد لطيف عبد الله بن بجاد العتيبي
    في عام 1936، توجه حسن البنا للحج أول مرة في حياته. ويشير مؤرخ الإخوان، شبه الرسمي، محمود عبد الحليم إلى هذه الحجة فيقول: «الأستاذ المرشد قد كاشفنا بأن فكرة الهجرة بالدعوة إلى بلد آخر من البلاد الإسلامية يكون أقرب إلى الإسلام من مصر، قد سيطرت على تفكيره وملأت نفسه». ويضيف عبد الحليم نقلا عن كلمة البنا، بعد عودته من الحج، قوله: «وقد اتصلت بالمحكومين والحكام في كل بلد إسلامي، وخرجت من ذلك باقتناع تام بأن فكرة الهجرة بالدعوة أصبحت غير ذات موضوع وأن العدول عنها أمر واجب». ثالثا: التعارف. 1936 - 1948. التقى البنا، في هذه الحجة، بالملك عبد العزيز، ولهذا اللقاء قصة يرويها عبد الحليم عن البنا قائلا: «اعتاد الملك عبد العزيز آل سعود أن يدعو كل عام كبار المسلمين الذين يفدون لأداء فريضة الحج إلى مؤتمر بمكة المكرمة، تكريما لهم وليتدارسوا أحوال المسلمين في العالم... وطبعا لم توجه إلينا دعوة باعتبارنا من عامة الحجاج». قال: «علمت بموعد هذا المؤتمر وبمكانه الذي سينعقد فيه، فأعددت نفسي والإخوان المائة في هيئة موحدة هي الجلباب الأبيض والطاقية البيضاء...

    وفي الموعد المحدد فوجئ علية القوم المجتمعون بمائة رجل في هذه الهيئة، يخطون خطوة واحدة يتوسط الصف الأول منهم رجل منهم هو المرشد العام... فكان هذا حدثا مثيرا للالتفات»، وتحدث المتحدثون. ثم يضيف البنا: «فطلبت الكلمة واعتليت المنصة وارتجلت كلمة كانت أطول كلمة ألقيت، وكانت الكلمة الوحيدة التي أيقظت الحاضرين وقوبلت بالإعجاب، واهتزت لها المشاعر.. وما كدت أنهي كلمتي حتى أقبلت علي جميع الوفود تعانقني وتشد على يدي، وتعاهدني وتطلب التعرف علي وعلى من معي وتفتح قلوبها للفكرة التي تضمنتها كلمتي». وقد نشر هذا الخبر، كما يشير محمود، في العدد الأخير من «جريدة (أم القرى)، وهي الجريدة الوحيدة التي تصدر في السعودية في ذلك الوقت، وكانت جريدة شبه رسمية... وتصفحنا الجريدة وكانت قليلة الصفحات فوجدنا يشغل مكان الصدارة فيها خطاب للأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين». ويشير عبده دسوقي إلى تفاصيل هذا الخبر فيقول: «كما أن جريدة (أم القرى) كبرى الجرائد السعودية رحبت بالإمام البنا وصحبه فنشرت تحت عنوان: (على الرحب والسعة)، تقول: وصل على الباخرة (كوثر) التي أقلت الفوج الأخير من الحجاج المصريين كثير من الشخصيات المصرية المحترمة لم تسعفنا الظروف بالتعرف إليهم إلا بعد صدور العدد الماضي، وإنا نذكر منهم الأستاذ الكبير حسن أفندي البنا المرشد العام لجمعية الإخوان المسلمين» (عبده دسوقي: «في رحاب الحج..

    الإمام البنا وبعثات الحج للإخوان المسلمين» موقع الشبكة الدعوية على الرابط التالي: «http://www.daawa - info.net»). ويعلق محمود عبد الحليم على هذه الحادثة قائلا: «وبدأ آل سعود يتعرفون على الداعية الجديد». ولعله في هذه السنة 1936 كان اللقاء الشهير بين حسن البنا والملك عبد العزيز، الذي طلب فيه البنا إنشاء فرع لجماعة الإخوان المسلمين في السعودية، فكان جواب الملك عبد العزيز ذكيا ودبلوماسيا حين رفض الطلب قائلا للبنا: «كلنا إخوان مسلمون». وجاءت الإشارة إلى هذا الموقف من إنشاء فرع للإخوان المسلمين في السعودية، عند هاشم عبد الرزاق صالح الطائي، حيث يقول: «ورغم ذلك لم يتمكن تنظيم الإخوان المسلمين من فتح فرع له في المملكة العربية السعودية، ورفضت كل الطلبات التي قدمت من قيادات الإخوان بهذا الشأن». («التيار الإسلامي في الخليج العربي: دراسة تاريخية»، بيروت، مؤسسة الانتشار العربي، الطبعة الأولى2010 ص136). وعن نشاط البنا في مواسم الحج، قال محمد المجذوب: «وفي العام 1945 وفقني الله لأداء فريضة الحج... وهناك التقيت بالإمام الشهيد واستمعت إلى بعض محاضراته، التي كان يدعو إليها رؤساء الوفود الإسلامية سواء في مكة المكرمة أو في المدينة المنورة». («علماء ومفكرون عرفتهم»، الرياض، دار الشواف، الطبعة الرابعة بلا تاريخ نشر 2-99). وفي رحلة البنا للحج عام 1946، يقول عبده دسوقي: «ولقد أقام الملك عبد العزيز مأدبة غداء لبعثة الإخوان، كما أقام الإخوان حفل شاي للأمراء والحجاج البارزين في فندق بنك مصر». نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» مذكرات الشاعر عبد الله بلخير، مترجم الملك عبد العزيز، وأول وزير إعلام سعودي، التي قال فيها: «ومن الشخصيات البارزة التي أدت فريضة الحج... في تلك الأيام... وعرفنا واستمعنا إليها واجتمعنا بها مع ألوف المجتمعين والزائرين الأستاذ العظيم حسن البنا... كان يحج في عدد قليل من رجال الإخوان المسلمين، ويحرص أشد الحرص على لقاء الملك عبد العزيز والاجتماع به والتحدث إليه والإصغاء لما يفضي به إليه، وكان ينزل منزلة الكرامة والإكرام من الملك فيلبي طلبه في الحال كلما أبدى رغبة في لقاء جلالته». (الحلقة رقم 20 المنشورة بتاريخ: 13 يناير/ كانون الثاني 1986). وتشير جريدة «الإخوان المسلمين»، إلى مراسلات «بين الملك ابن السعود وفضيلة المرشد العام». (جريدة الإخوان المسلمين، العدد: 639 ص2 بتاريخ: 21-7-1948». وتجدر الإشارة هنا إلى أن جريدة الإخوان المسلمين كانت تصدر بمعدل خمسة أعداد كل شهر، وأنها كانت تعد مسألة فلسطين أولوية سياسية وفكرية في خطابها، يتلوها مسألة الصراع السياسي المصري الداخلي الذي يتضمن مسألة الاغتيالات السياسية بشكل واسع. وذكر دسوقي عن حجة البنا عام 1948 حكاية لم أجدها في مصادر أخرى فقال: «ومن ناحية أخرى فإن الحكومة المصرية أعدت العدة لقتله (أي البنا) في السعودية، على أن تنسب الجريمة إلى بعض اليمنيين! وكان أمير الحج المصري حامد جودة (رئيس مجلس النواب الذي ينتمي إلى الحزب السعدي) قد صحب معه بعض الأشخاص الخطرين، ولكن الحكومة السعودية استشعرت ذلك فأنزلت المرشد العام ضيفا عليها وأحاطت مقره بحراسة شديدة وقدمت إليه سيارة خاصة بها جندي مسلح لمنع الاعتداء عليه». ويذكر عباس السيسي أنه «حين زار الملك عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية مصر عام 1945 استقبلته جوالة الإخوان المسلمين في مطار القاهرة بالمشاعل والهتافات الإسلامية مرحبين بمقدمه وحين تحدد موعد زيارته للإسكندرية... تجمعت فرق جوالة الإخوان بالإسكندرية في ملعب الأولمبي لتنظيم برنامج الاستقبال في الساعة الثامنة من صباح ذلك اليوم، وفي هذا الوقت المبكر قدم من القاهرة الأخ الأستاذ سعد الدين الوليلي المراقب العام للإشراف على تنظيم الاستقبال، فاستقبلته وأديت له التحية... ثم أمرني أن أجمع الإخوان الجوالة في طابور...

    وبعد أن أخذت التمام عدت إليه... قائلا تمام يا أفندم، العدد 850 من الإخوة. قال: نظمهم فصائل... ثم قام مع الأخ حسن سالم مراقب جوالة الإسكندرية بتوزيع الإخوة على أماكن الاستقبال من محطة السكة الحديد إلى قصر الملك فاروق في رأس التين.. الاستقبال الذي فاق كل تصور وكان يوما مشهودا للإخوان المسلمين» («حكايات عن الإخوان»، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 1998، الجزء الثاني ص90). ويذكر يوسف القرضاوي الحادثة نفسها فيقول: «كانت رحلة إلى الإسكندرية بمناسبة زيارة الملك عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية إلى الإسكندرية. وكان طلبة الأزهر يكنون مشاعر مودة وتقدير لابن سعود، لما شاع عنه أنه يطبق أحكام الشريعة السمحة، ويقيم الحدود، ويحكم بالكتاب والسنة. ولهذا سافرنا إلى عروس البحر الأبيض (الإسكندرية)، لنستقبل ابن سعود... وقد كنت أعددت قصيدة كان طلاب المعهد ينشدونها، ويهتفون ببعض أبياتها، أذكر منها: ملائكة تلك أم أنبياء أم ابن السعود إلى مصر جاء فأهلا وسهلا بأكرم ضيف ويا مرحبا بالسنا والسناء» («ابن القرية والكتاب» 1-212). وقد تحدث الأديب أحمد حسن الزيات، صاحب «مجلة الرسالة»، عن هذه الزيارة، وذكر عظمة الاستقبال وأنه جمع الألوف المؤلفة. («وحي الرسالة»، الطبعة الخامسة، 1964. مكتبة نهضة مصر بالفجالة، ج3 ص260). وبحسب محمود عبد الحليم، فإنه لما تحمس الإخوان لعقد مؤتمر عربي من أجل فلسطين، وجهت جماعة الإخوان المسلمين دعوات لرجالات البلاد العربية، وحضر المؤتمر فارس الخوري من سوريا وغيره، وكما يروي محمود عبد الحليم فقد «صار يتوافد على المركز العام رجال كثيرون من زعماء البلاد العربية والإسلامية ومن ذوي الرأي فيها، وكان ممن توافد الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود والأمير أحمد بن يحيى ومعهما بعض إخوتهما، أوفدوا من قبل والديهم ملك السعودية وإمام اليمن، ليتفاهموا مع الحكومة المصرية ومع الإخوان المسلمين فيما يجب عمله لإنقاذ فلسطين». وهنا «طلبت (إنجلترا) عقد مؤتمر من أجل فلسطين في لندن يضم العرب واليهود وممثلي الحكومة البريطانية، وكان من ممثلي العرب عدا عرب فلسطين الأميران فيصل بن عبد العزيز وأحمد بن يحيى، واشترك الإخوان في المؤتمر باعتبارهم سكرتيرين للأميرين ومترجمين لهما، وأذكر أن ممن أوفد الإخوان الأخ محمود أبو السعود وكان طالبا بكلية التجارة ويجيد اللغة الإنجليزية كتابة وتحدثا، وسمي هذا المؤتمر بمؤتمر المائدة المستديرة». كانت لمحمد رشيد رضا علاقة وثيقة بالملك عبد العزيز، وقد دعمه الملك بشتى أنواع الدعم، حتى إنه كما ينقل رشيد رضا: «كتب إلي أنه يعدني من الأسرة السعودية» (شكيب أرسلان في كتابه عن رشيد رضا، ص622) ويقول حمد الجاسر عنه: «محمد رشيد رضا العالم السلفي الذي كان ذا صلة قوية بالملك عبد العزيز، وبعلماء نجد، لمؤازرته للدعوة السلفية بنشرها والإشراف على طبع كتبها» (من سوانح الذكريات، ج1 ص316). وكان لحسن البنا علاقة وثيقة بمحمد رشيد رضا، يذكرها محمود عبد الحليم فيقول: «لم يكن الأستاذ غريبا على أسرة الشيخ رشيد فلقد كان على صلة وثيقة بالشيخ منذ كان طالبا بدار العلوم، وكانت دار (مجلة المنار) ملتقاه بأكثر من التقى بهم من رجالات الحركة الإسلامية في ذلك العهد...

    وظل الأستاذ على اتصال بالشيخ بعد قيام دعوة الإخوان وكان يستشيره في كثير من الأمور». وقد كانت وفاة رشيد رضا في طريق عودته للقاهرة بعد رحلته للسويس لوداع الأمير سعود بن عبد العزيز حيث «أتعب ذهنه وجسده: أتعب ذهنه بإجهاده بالنصائح والوصايا لولي العهد (شأنه مع كل من يتوسم فيه خيرا) وأتعب جسده بركوب السيارة إلى السويس ذهابا وإيابا». وقد تولى حسن البنا إصدار الأعداد الأخيرة من «المنار» قبل توقفها النهائي. رابعا: الاختلاف حول اليمن. 1948. كانت ثورة اليمن 1948 بداية توتر العلاقة بين السعودية والإخوان المسلمين، وعن دور الإخوان في هذه الثورة يذكر محمود عبد الحليم أن «فكرة إعداد الشعب اليمني للثورة قد نبتت في المركز العام». ويضيف: «عند تناول ثورة اليمن نجد أنفسنا أمام شخصيتين من غير اليمنيين كانا قطبي رحى هذه الثورة هما: الفضيل الورتلاني وعبد الحكيم عابدين». والورتلاني جزائري يعد أحد أخطر أتباع البنا وعابدين صهر البنا. ويضيف عبد الحليم فيذكر عن دعوة الإخوان أنه قد «صار للدعوة وجود في كل بلد عربي»، وأن «الإخوان يقيمون الدول ويسقطونها». أبدى الإخوان غضبهم من الملك عبد العزيز لوقوفه ضد هذه الثورة. يقول محمود عبد الحليم: «وبعد هذا التلكؤ قام الوفد (أي وفد الجامعة العربية) ولم يتوجه إلى اليمن مباشرة كما كان ينتظر، بل اتجه إلى السعودية ومكث في السعودية أياما تلقى نصائح العاهل السعودي الذي قد لا يسعده أن يقوم حكم في جارته المتاخمة له يضرب بنظام الوراثة والأسر المالكة عرض الحائط ويختار الأصلح غير عابئ بالأسرة التي ينتمي إليها». ويضيف عبد الحليم: «كان لهذه الثورة آثار على المستوى المصري وأخرى على المستوى العربي... أما على المستوى المصري، فإنها ألقت في روع القائمين على الحكم في مصر أن هذه الثورة نذير لهم بين يدي عذاب شديد، فليلقوا بثقلهم أولا لإحباطها ثم ليعدوا العدة للقضاء على مدبريها وهم الإخوان المسلمون الذين بلغوا أشدهم حتى إنهم يقيمون الدول ويسقطونها. فوجد فاروق في مصر تجاوبا لأحاسيسه عند عبد العزيز آل سعود في السعودية، وقد قربت ما بينهما وأنستهما الخلافات التي كانت بينهما». ومن هذا الموقف، أصبحت السعودية حذرة في تعاملها مع حسن البنا. قال فهمي أبو غدير: «سعدت بصحبة أستاذي الأستاذ البنا في مكة موسم حج 1367هـ - 1948 وتوثقت الصلة بيني وبين أحد النجديين المتحركين المتصلين (كذا)...

    نصحني لله ألا أعود لمصر هذا العام، الاعتقالات والسجون والمنافي والمحاكمات والمشانق والاغتيالات في انتظاركم!! وعهد الله أنني أجوب معك نجد والحجاز داعين إلى درب الإخوان المسلمين... تبسم البنا عندما سمع بذلك (وقال:) ألا تعلم أن الحكومة السعودية لم تسمح لي بالحج هذا العام إلا بعد أن تعهدت بعدم الخطابة والكلام في السياسة؟ قلت: بلى. فكيف تسمح بالدعاية للإخوان؟». (في تقديمه لكتاب حسن البنا «قضيتنا» ص 1 منشور على موقع الشبكة الدعوية على الرابط التالي: «http://www.daawa - info.net»). تطرقت «جريدة الإخوان المسلمين»، في بعض أعدادها لمشكلة اليمن، فمن ذلك قولها: «ولكنا نقول لعل أفضل أساس تقترحه الجامعة العربية لوحدة الأمة اليمنية أن تتشدد أولا في صورة نظام الحكم الذي يجب أن تكون عليه اليمن بحيث يكون حكما إسلاميا دستوريا». («جريدة الإخوان المسلمين»، العدد 574 ص2 بتاريخ: 3-5-1948). وما ذكرته تحت عنوان «بعثة الإخوان المسلمين في اليمن: تصريحات للأستاذ عبد الحكيم عابدين رئيس البعثة». (المصدر نفسه، العدد 636 ص3 بتاريخ 17-8-1948). ومع كل العناية والرعاية التي لقيها البنا من السعودية والتي يقول عنها د. محمد حسين هيكل: «قيل لي وأنا بالحجاز إن له (أي البنا) صلة بالحكومة السعودية وإنه يلقى منها عطفا ومعونة» (نقلا عن كتاب حلمي النمنم) إلا أنه كان يتهجم عليها في بعض الأحيان، ومن ذلك ما ذكره أخوه جمال البنا في كتابه المذكور أعلاه عن رسالة من «الشيخ أبو السمح (إمام الحرم ومقرب من الملك) للوالد يقول: هذا وبلغوا سلامي وعتبي لنجلكم حسن أفندي، وذلك أنه نشر في (النذير) لولدنا عبد اللطيف مقالا عنوانه (من صعلوك إلى ملك) باسمه الصريح... فكان حقا على الأخ حسن أفندي... أن يلاحظ صلتنا وصلتكم بجلالة الملك العربي المسلم ويحافظ عليها، فلا يترك مجالا لسفيه كهذا يكتب ما كتب مما أساءنا وأساء الملك».. ص55. وهو أمر مارسه البنا تارة أخرى عبر «جريدة الإخوان المسلمين» وذلك بالتشكيك في الحاج عبد الله فلبي أحد مستشاري الملك عبد العزيز، تحت عنوان: «الحاج عبد الله فلبي: هل هو من المسلمين الأطهار أم من دعائم الاستعمار؟»

    ما نصه: «أما أنا فلا ألوم المستر فلبي، فهو رجل قد وقف نفسه على خدمة أمته وبلاده، إنما ألوم العرب إذا انخدعوا بأمثال هؤلاء وغرتهم مظاهرهم. ألوم أولئك الذين لا يزالون يعتقدون بإخلاصهم وولائهم، وكم أرجو لو أعادوا النظر، وفيما بدر عبرة لمن اعتبر» (العدد 211 ص5 المنشور بتاريخ: 11-1-1947) وقد رمز لاسم الكاتب بحرفين هما: (م.ع) ما يشير إما إلى مسلم عربي، أو مصري عربي، وقد تردد مثل هذا الرمز في كثير من أعداد الجريدة، ويبدو من استقراء الجريدة أن كاتبه إما حسن البنا نفسه أو أحمد السكري أو أحد المقربين من البنا. خامسا: العلاقة مع الضباط الأحرار. ودور السعودية. ما بعد 1952. تولى حسن الهضيبي منصب المرشد العام بعد اغتيال البنا بعامين ونصف العام تقريبا، فقد اغتيل البنا في 12 فبراير (شباط) 1949 وتولى الهضيبي في 19 أكتوبر (تشرين الأول) 1951 وفي عصره مر الإخوان المسلمون بواحدة من أسوأ لحظات تاريخهم فقد ناصبوا ما كان يعرف بـ«ثورة الضباط الأحرار» العداء ولم يدخر الضباط جهدا في رد العداء بعداء أشرس وأقسى، فكان حل الجماعة الثاني ثم الاعتقالات في 1954 وفي 1964 وقبلها وبعدها. وقد أودع الإخوان السجون وتعرضوا للاعتقال والتعذيب والتنكيل، وأعدم بعض رموزهم، وهرب من استطاع النجاة منهم إلى الخارج، وخصوصا إلى السعودية ودول الخليج. وقال علي عشماوي، وهو آخر قادة التنظيم الخاص: «لقد حضر الملك سعود للوساطة بين الإخوان والحكومة بعد الحل الأول، وفعلا جامله أعضاء الثورة وفتحوا صفحة جديدة مع الإخوان». («التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين»، مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية 2006. ص51).

    وهو ما يشير إليه يوسف القرضاوي بقوله: «وقد قيل: إن هذا الانفتاح كان بناء على وساطة من الملك سعود ملك المملكة العربية السعودية». (مذكرات القرضاوي بعنوان «ابن القرية والكتاب» 2-179). قال نبيه عبد ربه: «شاءت الأقدار أن يكون الأستاذ الهضيبي في سوريا ولبنان في صيف عام 1954 بعد زيارة للمملكة العربية السعودية قام بها في أول ذلك الصيف إجابة لدعوة من الملك السابق سعود بن عبد العزيز رحمه الله. كان الهضيبي موضع الحفاوة والتكريم في جميع الأوساط الدينية والاجتماعية والسياسية في البلدين الكريمين، متنقلا بين المدن والقرى في أحفال عامة». («حسن الهضيبي، المرشد الثاني للإخوان المسلمين»، الأردن، دار الضياء، الطبعة الأولى 1987. ص37
                  

04-08-2014, 06:15 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    آخر تحديث: الإثنين 7 جمادى الآخرة 1435 هـ - 07 أبريل 2014 مـ , الساعة: 15:02
    بعد اصطدامه بـ «مراكز القوى» أرسل السادات مبعوثين للسعودية لاستعادة جماعة الإخوان وقياداتها وأفرادها - الحلقة (3)الأحد - 6 جمادى الآخرة 1435 هـ - 06 أبريل 2014 مـ



    عبد الله بن بجاد العتيبي


    تطرقنا في الحلقتين الماضيتين لعلاقات «الإخوان» والسعودية في عهد الملك المؤسس وعهد الملك سعود. وكانت السعودية قد بنت خلال سنوات طوال علاقة قوية مع «الإخوان المسلمين» كأفراد وليس كتنظيم، فاستقدمت الآلاف من قياداتهم وأفرادهم، ولم تكتف بإيوائهم بل سعت لتوفير الحياة الكريمة لهم ودعمتهم بشتى أنواع الدعم. في عام 1966 وعندما صدر حكم الإعدام بحق سيد قطب أرسل الملك فيصل برقية للرئيس جمال عبد الناصر يتشفع فيها لإيقاف تنفيذه، كما أرسل بعض الفقهاء السعوديين برقيات مماثلة. في العام 1970 توفي جمال عبد الناصر وتولى أنور السادات السلطة في مصر وواجه معارضة ممن كان يسميهم «مراكز القوى» فقرر أن يستعين بجماعة الإخوان المسلمين وأن يتصالح معها ليستخدمها في ضرب التيارات اليسارية والقومية التي يستند عليها خصومه داخل مصر، وقد كتب محمود قلادة في 17 سبتمبر (أيلول) 2009: «وفى عصر السادات رئيس دولة العلم والإيمان عام 1971 كان هناك صراع محموم على السلطة بين ما أسماهم مراكز القوى والسادات؛ لأنهم أرادوا السادات أن يحكم ولا يملك، أرسلوا للسادات رسالة مع سامي شرف تطالبه بتعيين شعراوي جمعة رئيس الوزراء بدلا من محمود فوزي فقرر التخلص منهم بتجنيد (الإخوان) لضرب الناصريين واليساريين، واستعان بـ(الإخوان) مكلفا عثمان أحمد عثمان، والدكتور محمود جامع للتواصل مع إخوان الداخل، وسافر كل من عثمان وجامع للسعودية وهناك عقدوا اجتماعات في السعودية حضر من قيادات (الإخوان) في تلك الاجتماعات الدكتور نجم سالم، وعبد الرؤوف، وعبد المنعم مشهور، ويوسف القرضاوي، وأحمد العسال بالتنسيق مع الملك فيصل... وباركت السعودية الاتفاق وقام الملك فيصل بالتبرع بـ100 مليون دولار للأزهر دفع منها 40 مليون دولار لقيادة حملة ضد الشيوعية والإلحاد». («اليوم السابع»). وهي قصة ذكرها الإخواني محمود جامع في كتابه «عرفت السادات»، وكتب عنها محمد عبد الغفار قائلا: «والذي لا يعلمه أحد أن الدكتور محمود جامع، وهو الإخواني الأصيل، كان صديقا حميما للرئيس أنور السادات ونجح في التقريب بينه وبين جماعة الإخوان، وكان له دور كبير في الإفراج عن القيادات الإخوانية التي وضعها الرئيس جمال عبد الناصر في السجون، مثل المستشار صالح أبو رقيق والمستشار عبد القادر حلمي، وبعد ذلك كلفه الرئيس السادات بالسفر إلى السعودية للالتقاء بالقيادات الإخوانية الهاربة والتي أسقط عنها الرئيس عبد الناصر الجنسية المصرية... وبالفعل التقى في مكة المكرمة بالشيخ يوسف القرضاوي والدكتور أحمد العسال والدكتور سالم نجم، ورجال الأعمال المهندس طلعت مصطفى، وعبد العظيم لقمة وفوزي الفتى، وطمأنهم واتفق معهم على العودة إلى مصر وإعادة الجنسية المصرية إليهم ورد اعتبارهم، وبالفعل عادوا.. كما لعب دورا كبيرا في إخراج باقي القيادات الإخوانية من السجون بتعليمات من السادات شخصيا».

    («الوفد» بتاريخ 21 مارس/ آذار 2012). «انتهز الهضيبي فرصة الحج سنة 1973 فعقد أول اجتماع موسع لـ(الإخوان) في مكة المكرمة وكان هذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ محنة 1954... ونظرا لأن معظم (الإخوان) في الخارج قد هاجروا إلى منطقة الخليج والجزيرة العربية أو البلاد الأوروبية والأميركية فقد تركز عمل لجنة العضوية في تلك المناطق؛ فتشكلت لجنة الكويت، ولجنة قطر، ولجنة الإمارات، وثلاث لجان للسعودية في الرياض، وفي الدمام، وفي جدة». («الحركة الإسلامية: رؤية مستقبلية، أوراق في النقد الذاتي»، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى، 1989، ص233، من ورقة عبد الله النفيسي بعنوان: «الإخوان المسلمون في مصر التجربة والخطأ». وقد أعاد نشرها في كتيب مستقل تحت عنوان «الفكر الحركي للتيارات الإسلامية»، عبد الله النفيسي، الكويت، شركة الربيعان للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1995، ص36). وقد سهل على الهضيبي هذه المهمة انتشار «الإخوان» في السعودية والخليج وتنظيماتهم المحكمة هناك. ويذكر النفيسي أيضا أن مجلس الشورى العام الذي يمثل السلطة التشريعية لجماعة الإخوان المسلمين «يتكون من 38 عضوا... ثلاثة أعضاء ثابتين بالتعيين مباشرة من المرشد العام وبموافقة مجلس الشورى العام (أخ سعودي وآخر سوري والثالث مصري) و2 من تنظيم الأردن و2 من اليمن و1 من العراق و1 من الإمارات العربية المتحدة و1 من البحرين و2 من السعودية». وفي أمر تشكيل مجلس الشورى العام يذكر النفيسي ملاحظة جديرة بالاهتمام، ألا وهي «أن أقطار الخليج والجزيرة ممثلة أيضا بثقل يفوق أهميتها بكثير، فحاجة التنظيم الدولي لـ(الإخوان) للمال يتم تلبيتها من خلال ذلك... فمندوبو السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت وعددهم سبعة يتم دائما توظيفهم في عملية جباية الأموال للتنظيم الدولي لـ(الإخوان)». بعد وفاة الهضيبي تولى منصب المرشد العام عمر التلمساني بعد خروجه من السجن، وكانت له مواقف مع السعودية تستحق الذكر، فهو يقول: «ومرة كنت أؤدي فريضة الحج وفي جدة قابلني الأخ (م.ص) وما يزال حيا أطال الله في حياته وقال: إن كبيرا يريد مقابلتي ليس من الأسرة السعودية وإن كان له بها صلة، فرحبت مؤملا في خير للدعوة، وتحدد الميعاد وذهبت قبل الميعاد بخمس دقائق، وهي عادتي في كل مواعيدي... وحل الميعاد واستدعى الكبير سكرتيره ودعاني للدخول فوجدت أحد أبناء المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود موجودا معه... وجلس الكبير يتحدث عن الدعوة الإسلامية ثم عرج على (مجلة الدعوة) وكانت لم تصدر بعد، وقال إنه يريد تدعيمها، فأدركت هدفه وقلت له مقاطعا: سيادتكم طلبتم مقابلتي كداعية لا كجاب، ولو كنت أعلم أنك ستتحدث معي في مسألة نقود كنت أعتذر عن المقابلة، ولذلك أرجو أن تسمح لي بالانصراف، فتلقى الرجل هذه الغضبة في هدوء

    وقال: لم أقصد ما ذهبت إليه ولكني كمسلم أردت تدعيم عمل إسلامي». (كتاب التلمساني «ذكريات لا مذكرات» نسخة إلكترونية ص22، منشورة على موقع «الشبكة الدعوية»). وينقل محمد عبد الحليم حامد عن التلمساني قوله: «طلبت المملكة العربية السعودية مني عن طريق المرحوم عمر نصيف أن أعمل قاضيا بنجد لما تعرفه عن جدي رحمه الله وصلته بالمذهب الوهابي، فاعتذرت لأني لا أفضل على مصر مكانا أقيم فيه، أو أعمل به مهما لاقيت فيها من عنت». («مواقف من حياة المرشدين» ص30. نسخة إلكترونية منشورة على موقع «الشبكة الدعوية»). يخطئ الكثيرون إما عن جهل وإما بسبب نوع من المزايدة حين يحاكمون لحظات تاريخية معينة بلحظات مختلفة تماما، ويحاول بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين أن يشغبوا على سياسات الدول وقراراتها بشيء مما جرى في التاريخ، ذلك أنهم غير قادرين على قراءة كل لحظة تاريخية ضمن سياقها التاريخي والتباين بين توازنات القوى الذي يفرضه الزمان والمكان والمعطيات. من هنا فقد كانت لدى السعودية أسبابها الواقعية في تلك المرحلة لاستقطاب «الإخوان المسلمين» من شتى البقاع، ونوجزها في خمسة أسباب أولية: الأول: مواصلة السعودية لسياسة الملك عبد العزيز في استقطاب النابهين من العالم العربي في شتى المجالات، مع تفريق كان حاضرا في ذهن الملك عبد العزيز بين من يستقطبهم لرعاية شؤون الدولة، وغالبيتهم من المثقفين العرب والأجانب، كفلبي وخير الدين الزركلي وغيرهما كثير، ومن يستقطبهم بغرض اصلاح الخطاب الديني الداخلي كحافظ وهبة وغيره ممن لم يحضر للسعودية وإن زارها وقدم لها الكثير من الحلول لمشكلاتها الشرعية مع الخطاب الديني المحلي، كمحمد رشيد رضا. الثاني: سعي المملكة لمواجهة المد الناصري الثوري خصوصا أن عبد الناصر ناصب الملكيات العربية العداء،

    وكان يصمها بالرجعية، وسعى إلى الإطاحة بها، ونجح مسعاه في ليبيا واليمن، وضربت طائراته المناطق الجنوبية في السعودية في عسير وجيزان، فتبنت السعودية دعم التضامن الإسلامي في وجه المد الناصري. وكان أقوى خصوم عبد الناصر في الداخل حينها هم جماعة الإخوان المسلمين، فكان استقطاب «الإخوان» على مبدأ سياسي هو عدو عدوي صديقي. الثالث: سعي المملكة إلى تطوير الخطاب الديني المحلي، بعد الممانعة المستمرة من قبل قادة هذا الخطاب لأغلب قرارات تطوير الدولة وتحديثها، وكمثال يمكن مراجعة كتاب «فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ» ففيه الكثير من رفض الأنظمة الحديثة وإطلاق أحكام الكفر والردة عليها، وقد انتقى من هذه الفتاوى كل ما يصب في هذا الاتجاه صاحب كتاب: «الكواشف الجلية في كفر الدولة السعودية» تحت فصل سماه «فاعتبروا يا أولي الأبصار»، والكتاب نشر باسم «أبو البراء مرشد بن عبد العزيز بن سليمان النجدي»، 1994. ومعلوم أن كل هذه الأسماء مستعارة، وأن المؤلف الحقيقي للكتاب هو الفلسطيني عصام البرقاوي، المعروف بأبي محمد المقدسي، والذي أصبح لاحقا أحد أشهر رموز تيار «السلفية الجهادية»، وقد قام بتهذيب الكتاب والتعليق عليه السعودي محمد المسعري في كتاب سماه «الأدلة القطعية على عدم شرعية الدولة السعودية» 1995. وكان «الإخوان المسلمون» يقدمون حلولا إسلامية وبحوثا شرعية معمقة لتمرير مشاريع الدولة التي أعاقها الخطاب التقليدي. الرابع: ما واجهته السعودية من تحديات داخلية والتي أشارت إلى تنامي خطاب التطرف داخل الخطاب التقليدي. وكذلك قيام تنظيمات حزبية ثورية منها القومي ومنها البعثي ومنها الشيوعي، تبنت معارضة النظام بصراحة ووضوح، وانتشر بعضها بين العمال وبين طلبة الجامعات، وكان أفضل من يقوم بمواجهتهم حينذاك جماعة الإخوان المسلمين، نظرا لخبرتها بأطروحاتهم ومقدرتها على مقارعة حججهم بحجج دينية، وهي تجربة لم تنفرد بها السعودية، بل استخدمتها أغلب الدول العربية في مواجهة المد اليساري. الخامس: سعي المملكة المشروع لإثبات نفسها كدولة قائدة ورائدة، وكذلك تثبيت مكانتها وثقلها السياسي في العالمين العربي والإسلامي وفي العالم أجمع. عندما جاء «الإخوان المسلمون» للسعودية بخطاب ديني مختلف عن الخطاب السلفي السائد، واجهوا معارضة لأطروحاتهم، وعانوا عدم التقبل الشعبي لها، ولذلك استحدثوا خطابا جديدا مناسبا للبيئة التي يعملون بها, ولعل ابرز رموز هذا الخطاب محمد أحمد الراشد، وهو إخواني عراقي اسمه الحقيقي عبد المنعم العزي، وقد جمع بين الوعي الحركي والتنظيمي، والاطلاع العميق على كتب السلف والتراث الإسلامي، ولهذا أصبح هو الأب الروحي لإخوان السعودية والخليج دون منازع في مرحلة مهمة. وقد قدم الراشد تنظيرات فكرية وطرائق تنظيمية خطيرة لإخوان السعودية والخليج، فهو كان يقول: «ويبدو فتى الخليج نموذجا مغايرا، فهو يحوز احتراما للإسلام وافرا، ولكنه يجهل المعنى التفصيلي للإسلام... ويحتاج إلى تعرف على أنظمة الإسلام ومفردات الأحكام... ثم زاد البطر وترف ما بعد النفط... والفقهاء ما قالوا بكراهة التنعم الكثير إلا من باب إقعاده عن النهضة الجهادية».

    إنه باختصار يدرس «الفتى الخليجي» كنموذج مستهدف للتجنيد، ويرى تعليمه «المعنى التفصيلي للإسلام»، أي منهج «الإخوان المسلمين»، وإيصاله لهدف الجماعة وهو «النهضة الجهادية». ومما علمه لأتباعه أن «العمل الخارجي المهني الذي يؤديه الدعاة في أجهزة الدولة ومرافق المجتمع، فإن المهن والوظائف تتفاوت في قربها أو بعدها عن المجال الفكري والسياسي الذي يهمنا». ومعنى هذا أن موظفي الدولة من عناصر الجماعة لهم أدوار في أجهزة الدولة لخدمة الجماعة لا الوطن، ويضيف: «ومن البداهة أن نحرص على احتلال المراكز التي تتيح لنا: تربية غيرنا، وإسماع صوتنا، أو تجعل لنا هيبة أكبر». واحتلال المراكز بهدف بناء هيبة أكبر ضد الدولة والمجتمع واحد من أهداف الجماعة. وهو يلخص موقفه تجاه القيادات السياسية في السعودية والخليج الذي يعلمه أتباعه في الخليج فيما سماه «مذهب السيف السلفي» ويقول: «إن نقطة القوة في موقفنا أن هؤلاء لم تأت بهم شورى الناس وآراء أهل الحل والعقد والثقات، وإنما ورثوا كراسيهم وانتهبوها أو أجلسهم المستعمر عليها، وهي نقطة ضعفهم، فلا بيعة لهم ولا طاعة، وإنما مذهب السيف السلفي يقودنا في معركتنا تجاههم»، (من كتابه «المسار»). وهي دعوة صريحة لاعتماد الانقلابات العسكرية والعنف وسيلة للسيطرة على الدول في استمرار لمنهج الجماعة قديما وحديثا. رجوعا للسياق فقد أشار سعد الدين إبراهيم إلى أنه «حينما ضربت حركة الإخوان المسلمين بواسطة الرئيس المصري جمال عبد الناصر في الخمسينيات وفي الستينيات، فر عدد كبير من (الإخوان) إلى المملكة العربية السعودية، المعقل الحصين للوهابية، حيث أحسنت وفادتهم وحمايتهم. كما أن عددا كبيرا منهم شاركوا في بناء الدولة السعودية الثالثة، واستفادوا، بقدر ما أفادوا أدبيا، ماديا». ويذكر علي عشماوي موقفا له مع زينب الغزالي يقول فيه: «ثم تطرق الحديث إلى سؤال مني عن علاقتها بالمملكة العربية السعودية فأجابت: إن العلاقة الجيدة مهمة جدا لأمن (الإخوان) الموجودين في المملكة العربية السعودية». ويضيف: «وقد حملتني الحاجة زينب الغزالي رسالة شخصية بهذا المعنى إلى الأستاذ سعيد رمضان - إن وجدته بالمملكة - ورسالة أخرى إلى الشيخ عبد الرحمن أبو الخير، وقالت لي إنه سكرتير الملك سعود وأعطتني رقم تلفونه الخاص». وينقل تحت عنوان «قيادات المهجر» سؤاله لمحيي هلال، أحد الإخوان الذين هاجروا إلى السعودية، قائلا: «وبعد أن سمعت قصته سألته عن حال (الإخوان)، فأجاب: إن (الإخوان) في السعودية قد اختاروا مناع قطان مسؤولا عنهم، و(الإخوان) في إمارات الخليج اختاروا الأخ سعد الدين (الصحيح عز الدين) إبراهيم مسؤولا... مناع قطان هو أحد إخوان المنوفية، وقيل إنه أول مصري يجرؤ على تجنيد سعوديين في دعوة (الإخوان) في مصر للشباب السعودي، ولذلك فإنه قد فرض نفسه مسؤولا عن (الإخوان) بالسعودية دون استشارة أحد».

    ويضيف: «أخذت الخطاب وذهبت للأستاذ سيد قطب وطلبت مقابلته دون موعد سابق وقابلني، وقرأ الخطاب وأبدى إعجابه الشديد بالإخوة في السعودية، وقال إن هذا دليل على أنهم منظمون جدا، وأنهم على كفاءة عالية من العمل... والحقيقة أنني صرت أتحفظ معها - أي زينب الغزالي - ولا أخبرها بكل ما عندنا من أمور، بعدما أحسست أن أسرارنا من الممكن أن تتسرب في اتجاه لا نريده، خاصة أنه - في هذه الفترة - قد صدر قرار من الأخ مناع قطان المسؤول عن (الإخوان) في السعودية بفصل الأستاذ سعيد رمضان من الجماعة». ومن جانبها تتذكر زينب الغزالي قائلة: «اللواء محمد نجيب الذي كان قد زارني قبل الانقلاب بأيام صحبة الأمير عبد الله الفيصل وياسين سراج الدين والشيخ الباقوري وشقيقي علي الغزالي بمناسبة وجود الأمير عبد الله الفيصل في مصر». (مذكراتها «أيام من حياتي» دار الشروق، الطبعة الثالثة عشرة 1992 ص26). هذا مع التذكير بأن زينب الغزالي تمتلك مصداقية ضعيفة بناء على الكذب الصارخ الذي تحدثت عنه تجاه التعذيب الذي تعرضت له في كتابها. وتتذكر الغزالي أيضا، في موسم الحج عام 1957: «في ليلة من ليالي ذي الحجة كنت على موعد بعد صلاة العشاء مع فضيلة المرحوم الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم المفتي الأكبر للمملكة العربية السعودية حينذاك... وكنا نبحث معا مذكرة قدمتها لجلالة الملك أشرح له فيها ضرورة تعليم البنات في المملكة، وأطلب منه الإسراع في تنفيذ هذا المشروع، مبينة مصلحة المملكة في ذلك، وحولت المذكرة على فضيلة المفتي وطلب مقابلتي». وأضافت: «طلبت من حميدة قطب أن تبلغ الأخ سيد قطب تحياتنا ورغبة الجماعة المجتمعة لدراسة منهج إسلامي في الاسترشاد بآرائه... وأعطيتها قائمة بالمراجع التي ندرسها وكان فيها (تفسير ابن كثير) و(المحلى) لابن حزم و(الأم) للشافعي

    وكتب في التوحيد لابن عبد الوهاب وفي ظلال القرآن لسيد قطب.. وأعطتني ملزمة من كتاب قالت: إن سيد يعده للطبع واسمه (معالم في الطريق)... وعلمت أن المرشد اطلع على ملازم الكتاب وصرح للشهيد سيد قطب بطبعه... وحين سألته قال لي على بركة الله إن هذا الكتاب حصر أملي كله في سيد... إن سيد قطب هو الأمل المرتجى للدعوة». وتضيف: «ودرسنا كذلك وضع العالم الإسلامي كله بحثا عن أمثلة لما كان قائما من قبل بخلافة الراشدين والتي نريدها نحن في جماعة الله الآن، فقررنا بعد دراسة واسعة للواقع القائم المؤلم، أن ليس هناك دولة واحدة ينطبق عليها ذلك، واستثنينا المملكة العربية السعودية مع تحفظات وملاحظات يجب أن تستدركها المملكة وتصححها». وتضيف: «كانت النقود أربعة آلاف جنيه، وهي قيمة اشتراكات مجموعة من (الإخوان) في السودان والسعودية لمساعدة أسر المسجونين». وعن نشاط زينب الغزالي ودورها قال المجذوب: «كانت الأخت الفاضلة في جولة دعوية لإلقاء الأحاديث الواعظة، في أوساط المدرسات والطالبات والجمعيات النسوية في هذه المملكة الإنسانية». (مصدر سابق) ويذكر الإخواني السوري سعيد حوى أنه كان «حريصا على ألا يحدث تغيير في السعودية لأن التغيير سيجعل مكة والمدينة وأرض العرب في مخاطر مجهولة، كتبت تحليلا حول الوضع في السعودية، وبنيت عليه بعض الاقتراحات، وقد وصل التحليل إلى الملك فيصل رحمه الله، وكانت له آثار طيبة في نفسه كما نقل لي، وتجاوب مع بعض المقترحات، وبعض هذه المقترحات أصبحت الآن واقعا في السعودية». (من كتابه «هذه تجربتي هذه حياتي» سعيد حوى، دار عمار، الطبعة الثانية 1988 ص94). وقد أشار الباحث البحريني باقر النجار إلى صلة بين الوجود القوي لـ«الإخوان المسلمين» في الجامعات السعودية وظهور قادة جدد لـ«الإخوان»، وهو «أن القدرة التعبوية للجماعات الإخوانية في الجامعات السعودية، وتحديدا جامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد (البترول والمعادن سابقا) وفي بريطانيا قد ساهمت مساهمة ملحوظة، في الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم، في إطلاق قادة جدد للحركة». وينقل عن أحد المنظمين السابقين لحركة الإخوان المسلمين قسم البحرين قوله: «لقد تم تنظيمي عن طريق خلايا الحركة التي كانت منتشرة في حقبة السبعينيات في الجامعات السعودية، لقد كنا نخضع فيها لاختبار في قدرات التحمل... كأن يطلب منا الخروج في ليالي الرياض الباردة بملابس داخلية...

    إلا أننا كثيرا ما ندخل دورات فكرية مختلطة الجنسيات من عرب الشام ومصر من المقيمين في المملكة العربية السعودية، أو من أساتذة جامعاتها المحسوبين على حركة الإخوان المسلمين من العرب الوافدين وقلة قليلة من السعوديين». (باقر النجار، «الحركات الدينية في الخليج العربي»، دار الساقي، الطبعة الأولى 2007 ص33). إلا أن دور تنظيمات الإخوان المسلمين في الخليج مع تنظيم الإخوان الأم، مثلما سبقت الإشارة إلى ملاحظة النفيسي، ظل يشبه دور البقرة الحلوب، يلعب دور الممول بالمال فحسب، فرغم «تدني موقعها مقارنة بالجماعات العربية الأخرى كالمصرية والسورية والأردنية التي ما زالت تحتكر المواقع القيادية في التنظيم وتمارس فوقية معرفية وآيديولوجية في تعاملها مع فروعها الخليجية التي منذ تأسيسها في الأربعينات حتى الآن، لم تبارح دور الممول و(البقرة الحلوب) للتنظيمات الإسلامية العربية الأخرى في مصر وبلاد الشام والمغرب والجزائر». مع كل الدعم السعودي لـ«الإخوان» واستقبال زعمائهم وكوادرهم في أحلك لحظات تاريخهم فإن التلمساني زعم قائلا: «وكم حملوا - أي الإخوان - على القصر في نشراتهم ورسائلهم وكم كتبوا إلى كل حكام المسلمين يناشدونهم العودة إلى كتاب الله حتى ضاق كل حكام العالم الإسلامي بـ(الإخوان المسلمين) وإلحاحهم على وجوب تطبيق كتاب الله وأوجس حكام المسلمين خيفة من (الإخوان المسلمين) عندما رأوا شعوبهم تسارع إلى الانضواء تحت الدعوة السلفية النقية الطاهرة البريئة النزيهة دعوة (الإخوان المسلمين)، وقد علم العالم كله أن المرحوم الملك عبد العزيز بن سعود عندما لمس قوة (الإخوان) وسريان دعوتهم في قلوب المسلمين قاطبة عندما أحس بهذا الخطر الزاحف على الملكية المتسلطة المستغلة حذر الملك فاروق من خطورة دعوة حسن البنا

    وانتهى هذا التحذير بعد ذلك باغتيال الإمام الشهيد حسن البنا وإقامة الملك فاروق للأفراح في قصوره عندما انتهى إليه نبأ الاغتيال». ومع أن هذا الكلام تكرار لنكران حسن البنا لجميل السعودية فإنه يحتوي على تناقضات ظاهرة منها: أ- كيف يزعم أن الملك عبد العزيز حذر فاروق من «الإخوان» وهو الذي كان يكرمهم في بعثات الحج كما تقدم؟! ب‌- كيف يزعم أن هذا التحذير أدى لاغتيال البنا، والملك عبد العزيز قد وفر للبنا حماية أمنية خاصة في حجته الأخيرة؟! ت- كيف يقول واصفا هذه الحكاية: «وقد علم العالم كله» وأنا لم أجد هذه القصة في كل المراجع التي رجعت إليها إلا لدى التلمساني وحده؟! وفي عهد التلمساني وفي عام 1977 «بدأت وفود الجماعة تتحرك للخارج لتصل ما انقطع، وجاء المرحوم كمال السنانيري (نظام خاص) لمنطقة الخليج في هذه المهمة، وقد نجح في مهمته لدى إخوان الخليج والجزيرة عموما». (عبد الله النفيسي، مصدر سابق). و«النظام الخاص» أو «التنظيم السري» لقب يطلق على تنظيم عسكري أسسه البنا تحت شعار «الإعداد لفلسطين»، وقد نفذ عددا من عمليات الاغتيال لشخصيات مصرية عامة وعددا من التفجيرات، وسيأتي الحديث عنه بشكل أوسع لاحقا. ثم جاء مأمون الهضيبي الذي أصبح مرشدا عاما للجماعة لاحقا، والأخير وصل للسعودية بغرض الحج ثم التحق بالعمل في قسم الحقوق العامة وقسم الحقوق الخاصة بوزارة الداخلية السعودية، ثم ذهب لمصر وعاد ثانية لعمله في السعودية، وبقي فيها حتى «زار الأستاذ عمر التلمساني مرشد (الإخوان) في ذلك الوقت السعودية للحج في منتصف الثمانينيات وقابلته وطلب مني النزول إلى القاهرة» بحسب حوار له منشور على «شبكة الإخوان الإلكترونية». وعن التنظيم الدولي واستخدامه الأراضي السعودية يقول يوسف القرضاوي: «التنظيم الدولي للإخوان المسلمين كان يعقد اجتماعات في مكة المكرمة والمدينة المنورة أثناء مواسم العمرة والحج». (القرضاوي، مصدر سابق).
                  

04-08-2014, 06:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    السعودية بين مكائد «الإخوان» وحراك الصحوة (الحلقة الرابعة)
    الثلاثاء - 8 جمادى الآخرة 1435 هـ - 08 أبريل 2014 مـ

    عبد الله بن بجاد العتيبي


    إن تاريخ العلاقة بين الدولة السعودية وجماعة الإخوان المسلمين مليء بنكران الجميل من قبل الجماعة، ففي عهد الملك عبد العزيز ومع كل الرعاية التي قدمت له فإن حسن البنا لم ينِ عن مهاجمة السعودية والملك نفسه؛ وذلك إما عن طريق الهجوم المباشر، من خلال ما ينشر في جريدة الإخوان المسلمين، وإما عبر التشكيك في رجالاته وقراراته، وإما عن طريق الهجوم على سياساته التي تعارض الجماعة، كما تقدم

    لم تتسن الفرصة لجماعة الإخوان المسلمين للتهجم على الملك سعود بسبب ظروفهم آنذاك واصطدامهم مع الضباط الأحرار، ولكنهم وبعد الدعم الكبير الذي حظوا به من قبل السعودية، فعاد مرشدهم عمر التلمساني في عهد الملك خالد لاتهام السعودية بتهمة باطلة تقدم ذكرها، وفعلوا الأمر عينه في عهد الملك فهد، وذلك بتأييدهم لصدام حسين في حرب الخليج الثانية واحتلال الكويت.



    وفي عهد الملك عبد الله، واصلوا نفس النهج بالوقوف ضد ما كان يعرف بـ«محور الاعتدال» الذي كانت تقوده السعودية واصطفافهم مع «محور الممانعة» المعادي الذي تقوده إيران، ومن أبرز أنصار الممانعة مرشد الجماعة السابق مهدي عاكف، وهو ما استمروا فيه بعد 2011 وفترة الربيع الأصولي الذي كان يعرف بالربيع العربي.



    * قصص كثيرة تستحق أن تروى في هذا الإطار، ولكن لنستمر فيما بدأناه سابقا ليتصل الحديث، ففي سياق مكائد الإخوان المسلمين لمن آواهم ونصرهم في السعودية ودول الخليج، فإنه وإن كان مستغربا أن يقوم «الإخوان» بمثل هذه المواقف ضد السعودية بعد كل ما صنعته، فإن علي عشماوي يعتبرها سلوكا إخوانيا مستقرا، فهو يقول: «فهم - أي (الإخوان) - يجيدون إيذاء كل من وقف معهم فترة من الزمن، إذا حدث واختلف معهم مرة، فقد ساعدتهم السعودية وقطر والكويت والكثير من الدول العربية، فما كان منهم إلا أن أساءوا إليهم وطعنوهم وانقلبوا عليهم... فعلوا كذلك مع الدول التي آوتهم وأحسنت وفادتهم.. وكما قلنا كان مدرسو (الإخوان) في جميع هذه البلدان يجندون الشباب ويشحنونهم ضد حكامهم وبلدانهم حتى ينقلبوا عليهم، وكلما وجدوا فرصة للانقضاض انتهزوها». ويضيف عشماوي: «لقد راقبوا جميع حكام الدول العربية التي عملوا بها وفتحت لهم أبوابها، كما جمعوا عنهم معلومات؟! وكم استعملوا تلك المعلومات ضدهم أحيانا أو للسيطرة والحصول على مزايا ومواقع في تلك الدول؟! لقد تعاونوا مع جميع الحكام ما داموا يحصلون على ما يريدون، ثم ما يلبثون أن ينقلبوا عليهم حين تختلف المصالح».


    ثمة خصلة تميز جماعة الإخوان المسلمين عن غيرها من التيارات والطوائف والجماعات في التاريخ الإسلامي وفي العصور الحديثة ألا وهي صفة عدم الوفاء، لا بمعنى التصرف الفردي فحسب، بل بمعنى بناء جماعة منظمة تقوم على هذا الأساس، وبناء منظومة دينية وسياسية وتربوية تشرع ذلك وتحث عليه وتحتفي به، وكيف أن هذه الجماعة المنظمة والمنظومة قد أدت إلى تحويل هذه المكائد لوقائع وأحداث عبر الاغتيالات والتفجير

    الغدر في التاريخ والواقع وفي حياة البشر يختلف عن الذكاء والفطنة، ويختلف عن الوعي والقيادة ويختلف عن الحرب والقتال، إنه مفهوم يكتنز دلالات سيئة.



    والعنف المنظم كالذي اعتمدته جماعة الإخوان المسلمين، هو عنف من شروطه أن يقوم على اعتماد «المكائد»؛ إما ضد شخصيات عبر الاغتيالات أو ضد مجموعات أو تيارات مخالفة عبر التفجيرات التي يقتل فيها مدنيون وآمنون.



    والغدر كما أنه مصطلح يكتنز صفات سيئة فهو يقوم كذلك على الاحتيال والكذب ويمارس اعتمادا على الاختلاط بعامة الناس والتماهي معهم، بينما يكون مبنيا في الأساس على خطط خادعة لتنفيذ أجندة سرية تخدم أهدافا سياسية للجماعة عبر العنف والمكيدة.



    ومن المفارقات أن نجد سلفيا متشددا وإرهابيا انتهك أقدس الحرمات في الحرم المكي الشريف 1979 وهو جهيمان العتيبي ينعى على الإخوان المسلمين تبنيهم الغدر، فهو يتحدث عن الإخوان المسلمين قائلا: «ويحاولون أن يغدروا بمن يعملون تحت سلطته، وقد قال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: (لا غدر في الإسلام)» وفي معرض الإلزام يسألهم: «هل رخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في السكوت... ومشاركة عدوهم في الأعمال أو حرضهم على نيل المراكز لديهم للغدر بهم»، وذكرهم بقول هرقل: «إن الرسل لا تغدر»، ثم قال: «أنتم تخططون للغدر وأتباع الرسول والرسول نفسه لا يغدرون... إنما المهم أن يوافقوكم على الاندماج في صفوف القوم... والسيطرة على المراكز للغدر بهم لإقامة دولتكم الإسلامية... بينما أنتم تخفيتم واندسستم بين الصفوف واندمجتم وغدرتم ولكنكم لم تقيموا دولتكم الإسلامية، وقتل منكم آلاف مؤلفة في حركات الغدر». (الرسالة السابعة: «البيان والتفصيل في وجوب معرفة الدليل» من كتاب: «رسائل جهيمان العتيبي» رفعت سيد أحمد. ص 460).

    * هبوط العلاقات 1990



    * التأريخ بهذا العام لقصة الهبوط في العلاقات بين السعودية وجماعة الإخوان المسلمين له ثلاثة أسباب:



    1- تصريحات وزير الداخلية الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز التي أطلقها عام 2002 في حواره الشهير مع صحيفة «السياسة» الكويتية، في عددها رقم 122113 والمنشور بتاريخ 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2002، الذي قال فيه: «جماعة الإخوان المسلمين أصل البلاء. كل مشاكلنا وإفرازاتنا جاءت من جماعة الإخوان المسلمين، فهم الذين خلقوا هذه التيارات وأشاعوا هذه الأفكار»، مضيفا «عندما اضطهد (الإخوان) وعلقت لهم المشانق لجأوا إلى السعودية فتحملتهم، وحفظت محارمهم وجعلتهم آمنين»، مبينا أن «أحد (الإخوان) البارزين أقام 40 سنة عندنا، وتجنس بالجنسية السعودية، وعندما سئل عن مثله الأعلى قال: حسن البنا»! ويكمل الأمير نايف تعليقا على الغزو العراقي للكويت: «جاءنا عبد الرحمن خليفة و(راشد) الغنوشي و(عبد المجيد) الزنداني، فسألناهم: هل تقبلون بغزو دولة لدولة واقتلاع شعبها؟ فقالوا: نحن أتينا للاستماع وأخذ الآراء»، ويضيف «بعد وصول الوفد الإسلامي إلى العراق، فاجأنا ببيان يؤيد الغزو»! إذن، فقد وقفت جماعة الإخوان المسلمين الأم بمصر ضد السعودية مع صدام حسين وتبعتها على ذلك غالبية فروع الجماعة في البلدان العربية كالأردن وفلسطين واليمن والسودان، وقد كتب الإخواني الكويتي «إسماعيل الشطي» مقالات كثيرة في «الشرق الأوسط» حينها حول هذا الموضوع وأبان عن مرارة من موقف الجماعة الأم تجاه الغزو العراقي.




    2- ما ذكره محمد حبيب، النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في كتابه «ذكريات د. محمد حبيب عن الحياة والدعوة والسياسة والفكر»، بقوله في تفسير أحداث ذلك العام من وجهة نظر جماعته: «فلولا التسلط والقهر والاستبداد، ما استطاع صدام أن يتخذ قراره بغزو الكويت في 2 أغسطس (آب) من عام 1990، ولولا الاستبداد وحكم الفرد ما رضخ الحكام العرب لطلب استدعاء القوات الأجنبية لاحتلال منطقة الخليج»، ويضيف «ووقعت السعودية ودول الخليج في الشرك المنصوب». وهذا التفسير الذي انطلق منه موقف الجماعة هو تفسير منحاز تماما ضد السعودية في واحدة من كبرى الأزمات الإقليمية التي واجهتها

    3- المواقف التي عبرت عنها رموز الإسلام السياسي في السعودية، سواء من المنتمين إلى جماعات الإخوان المسلمين أو «من في حكمهم» كتيار السرورية الذي يوافق جماعة الإخوان المسلمين في الفكرة العامة وإن اختلف عنها في بعض التفاصيل.




    * السعودية وحراك الصحوة 1991 - 2001



    * لا أريد الإطالة في مفهوم الصحوة الذي يعني تجمعا ما لحركات الإسلام السياسي وحركات العنف الديني وحركات الدعوة الدينية بشكل عام كحركة التبليغ، والتيارات السلفية بأنواعها، وحزب التحرير والحركات المتفرعة عنه، وغيرها العشرات من الحركات، ولكن يهمنا في هذا السياق رصد جماعات الإسلام السياسي وجماعات العنف الديني المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين، وسنعرض هذه المرحلة كالتالي:



    1- المعارضة وتوزيع الأدوار: (معارضة صحوية) قادها سلمان العودة وسفر الحوالي وغيرهما كثير. فبعدما كان العودة يتحدث عن موضوعات مثل «الأسماء» و«الألقاب» و«الكنى»، أصبح يلقي محاضرات عن «أسباب سقوط الدول» ويحرض رجال الأمن على الدولة كما في كاسيت «أخي رجل الأمن»، ومثله فعل الحوالي في محاضرتين شهيرتين هما: «فستذكرون ما أقول لكم» و«ففروا إلى الله». وبعد دروس «الرد على الخرافيين» التي يهاجم فيها الصوفية، أصبح يكتب عن «وعد كسنجر»، وهاجم الرجلان بضراوة سياسة الدولة في بناء «التحالف الدولي» لتحرير الكويت بتطابق كامل مع رؤية جماعة الإخوان المسلمين ومواقفها المذكورة أعلاه. كما انتقل مؤسس تيار السرورية سوري الجنسية الإخواني السابق محمد سرور بن نايف زين العابدين إلى بريطانيا وأصدر من هناك مجلته الشهيرة مجلة «السنة» وأظهر عداوة شرسة للسعودية كدولة وهاجم كبار العلماء فيها، وقد ذكر بعض الباحثين أنه ألقى محاضرة في أحد المراكز الإسلامية في إنجلترا عام (1996) ووصلت مسجلة إلى السعودية، صرح فيها أمام الملأ بتكفير الملك الراحل فهد بن عبد العزيز والدولة السعودية.




    2- (معارضة إسلام سياسي متعدد)، ويشمل بعض المنتمين للإخوان المسلمين وحزب التحرير ونحوهما، ومنها ما كان يعرف بـ«لجنة لجام» وهي لجنة تضم مجموعة من الإسلامويين في جامعة الملك سعود التي كانت المحرك الفاعل وراء «خطاب المطالب» وبعده بعام «مذكرة النصيحة»، وكان خلفها أسماء مثل سعد الفقيه ومحمد المسعري وعبد العزيز القاسم وغيرهم، وصولا لإعلان ما كان يعرف بـ«لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية» التي انطلق منها شق للخارج يقوده الإخواني سعد الفقيه والمنتسب إلى حزب التحرير محمد المسعري، وتحول اسمها مع الفقيه لـ«حركة الإصلاح»

    3- سجن المحرضين وبداية الإرهاب: وعت الدولة حجم التهديد والتوجه المعادي لها من جماعات وتيارات الإسلام السياسي، فقبضت منتصف التسعينات على كثير من الأسماء أعلاه، ووقع تفجير مبنى الحرس الوطني بحي العليا في الرياض عام 1995، وخرج أسامة بن لادن قائد تنظيم القاعدة من السعودية إلى السودان التي كانت تسيطر على الحكم فيها جماعة الإخوان المسلمين وحسن الترابي، ومن هناك بدأ هجومه على السعودية يأخذ خطين متوازيين: الأول: تعزيز بناء «تنظيم القاعدة» الذي بدأه في الثمانينات. والثاني: إصدار بيانات تحت ما كان يعرف بـ«هيئة النصيحة والإصلاح» مذيلة باسم بن لادن من لندن، حيث كان يديرها «خالد الفواز»، التي بدأت تقريبا مع بداية «لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية» في نفس المدينة البريطانية لندن 1996، وهي بيانات موجهة للسعودية ومعادية لها. وقد كان التعاون شبه كامل بين الفقيه والفواز؛ فبحسب الموقع الرسمي لـ«لجنة مجلس الأمن المعنية بمتابعة الجزاءات بشأن تنظيم القاعدة وما يرتبط به من أفراد وكيانات» التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، فقد «كانت للفواز اتصالات بسعد راشد محمد الفقيه الذي يرأس حركة (Movement for Reform in Arabia)، وكان للفقيه والفواز مكتب مشترك في أواخر التسعينات من القرن الماضي، حيث عمل الفقيه مع الفواز وقدم له المساعدة، وهو الذي كان بمثابة صلة وصل بين أسامة بن لادن والفقيه. وقد دفع الفقيه ثمن هاتف ساتلي، سلمه الفواز إلى أسامة بن لادن الذي استخدمه لتسهيل الهجومين اللذين شنا بالقنابل على سفارتي الولايات المتحدة لدى كينيا وتنزانيا عام 1998».



    وقد كان بن لادن قد أعلن عن إنشاء ما كان يعرف بـ«الجبهة الإسلامية العالمية لمحاربة اليهود والنصارى» 1998 من أفغانستان بعدما حضر لها جيدا في السودان. ونفذ في السنة ذاتها عمليتي التفجير في السفارتين الأميركيتين لدى كينيا وتنزانيا.



    4- الخروج من السجن ومرحلة الاضطراب: خرج رموز الإسلام السياسي من السجن بعد سنوات ودخلوا في مرحلة من الاضطراب في الموقف من الدولة، فبعضهم اختار الاستمرار في نفس الطريق السابق وإن بنبرة أخف، علا صوتها في مرحلة لاحقة، تلك التي كان يمثلها تيار السلفية الجهادية كناصر الفهد وعلي الخضير وأحمد الخالدي ومعهم الشيخ الطاعن في السن حمود العقلا، وسفر الحوالي، وبعضهم اختار الانحياز إلى خطاب كان في طور التشكل كان يعرف بـ«التنوير» كما يسميه طارحوه أو «العصرانية» كما يسميه خصومه كسلمان العودة.


    * السعودية والإرهاب والممانعة 2001 - 2011



    1- نتائج الاضطراب: كان هجوم الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة في هجمات غير مسبوقة حدثا عالميا، نتج عنه إعلان حرب دولية ضد الإرهاب وسقطت معه دولتان هما أفغانستان والعراق، ولكنْ سعوديا أعلنت الدولة بكل قوة وقوفها ضد هذا العمل الإرهابي وأدانته وأعلنت المشاركة في الحرب على الإرهاب الذي يتقصد السعودية كغاية له، واختارت جماعة الإخوان المسلمين سياسة إنكار الحدث لتقدم نفسها كبديل عن «القاعدة» بل وعن السعودية، وقد حرك الحدث الجدل السابق سعوديا، فاختفى زعيم القاعدة بن لادن واستمر في التخطيط لبناء تنظيمه الذي عرف بـ«تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، وحاول المضطربون تبين مواضع أقدامهم، وأصدروا «بيان التعايش» الذي كان ردا على بيان مثقفين أميركيين، وظهر كأنه تأييد لتيار «التنوير»، فشن تيار «السلفية الجهادية» حربا ضروسا ضد البيان، وأجبروا رموز الإسلام السياسي حينها على تقديم فروض التوبة التي وقع عليها أهم تلك الرموز: سفر الحوالي وسلمان العودة وناصر العمر عند شيخ سلفي جهادي اختاروه بعد رحيل العقلا هو عبد الرحمن البراك.



    2- التردد والمساومة والبحث عن الأضواء: تردد كل من العمر والحواي والعودة والعواجي، بما يمثلونه من توجهات سابقة، فحاول العمر الانحياز إلى السلفية التقليدية، وقام الحوالي والعواجي بالتراوح بين تقديم خدمات للداخلية بتسليم المطلوبين وحل القضايا العالقة آنذاك والمساومة بعد 2003 وتفجيرات الرياض «غرناطة»، وقد قدموا خطابا يشبه خطاب جناح سياسي يدافع عن جناح مسلح، واختار العودة الإعلام والشهرة بمراوغات مستمرة تليق بسياسي محترف.



    وعودا للجماعة الأم بمصر، فقد كانت الدول العربية منقسمة تجاه الأحداث الجديدة في المنطقة، وكان ثمة محوران هما «محور المقاومة» و«محور الاعتدال»، وكان الأول يضم الجمهورية الإسلامية في إيران ومعها بعض القوى السياسية من جماعات الإسلام السياسي الشيعي ممثلة في «حزب الدعوة» و«المجلس الإسلامي الأعلى»، أو النسخة الشيعية لجماعة الإخوان المسلمين التي استولت على الحكومة في العراق لاحقا وسوريا وحزب الله في لبنان وحركة حماس الإخوانية في فلسطين، وكان الثاني يضم السعودية ومصر ودول الخليج والأردن، وقد انحازت جماعة الإخوان المسلمين الأم بمصر إلى محور الممانعة ضد السعودية وحلفائها

    وعلى طول هذا العقد، ظلت الجماعة تقف على الضد من مصالح السعودية ومحور الاعتدال، ففي 2006 أيدت جماعة الإخوان المسلمين «مغامرة» حزب الله اللبناني التي أدخلته في حرب مفتوحة مع إسرائيل والتي أنكرتها السعودية وجرت على لبنان الخراب، ثم وقفت مع الحزب حين اجتاح بيروت بالقوة العسكرية التي كان يزعم توجيهها لإسرائيل في 2008.



    وفي 2007، أيدت الجماعة انقلاب حماس في غزة الذي شق الصف الفلسطيني، وحركة حماس - بحسب ميثاقها - هي فرع فلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين بمصر وتنظيمها الدولي، وكانت حماس قد قدمت العهود والمواثيق في مكة وبجوار الحرم، في المعاهدة التي رعتها السعودية في فبراير (شباط) 2007 بين حركتي فتح وحماس، ولكنها حين عادت لفلسطين نكثت بالعهد وقامت بانقلابها في غزة وعادت أدراجها لمحور الممانعة الإيراني المعادي للسعودية.



    وفي 2009، خرج المرشد العام للجماعة مهدي عاكف متهجما على الدول العربية ومحور الاعتدال، وكان يقصد السعودية ومصر تحديدا، ومؤيدا لإيران ليقول لقناة «الجزيرة»: «كل الأنظمة العربية أصبحت صهيونية أكثر من الصهاينة»: «كان الواجب على مصر أن تشكر حزب الله بدلا من أن تحقق مع الخلية التي لم يقصد السيد حسن نصر الله من إرسالها التخريب أو الاعتداء وإنما دعم المقاومة الفلسطينية»، «ما يقوم به حسن نصر الله من مقاومة... قد قصرنا نحن في القيام به»، «لقد خان السادات شعبه»، «يجب أن نقف ضد رئيسنا قبل أن نقف ضد زيارة نتنياهو»، «يأتي نتنياهو أو يأتي عباس لا فارق، فكلهم ملة واحدة». وبعد أقل من سنة من الوصول للسلطة في مصر، كتب الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي رسالة تقطر مودة لإسرائيل وتوقفت حماس كلية عن مهاجمة إسرائيل وحاربت الجماعات التي لم تلتزم بسياستها.



    وفي العام نفسه 2009 وحين واجهت السعودية اعتداء مسلحا من جماعة الحوثي التابعة لإيران على حدودها ودخلت معهم في مواجهة مفتوحة، انحازت جماعة الإخوان المسلمين ضد السعودية وانحاز مرشد الإخوان المسلمين حينها مهدي عاكف إلى جانب إيران والحوثيين، وزعم في لقاء تلفزيوني أن السعودية تمول الرئيس اليمني حينذاك علي عبد الله صالح في حربه ضد الحوثيين، ثم أصدرت الجماعة بيانا انحازت فيه إلى الحوثيين ضد السعودية بما يحمل إدانة للسعودية، وتوالى رموز الجماعة كعصام العريان على نفس الموقف.



    ولعله من المهم الإشارة إلى موقف كان لافتا في حينه ومثيرا للاستغراب وهو موقف الناشط السعودي المنسوب للسرورية محمد الأحمري، حيث كتب مقاله الشهير «خدعة التحليل العقدي» الذي جادل فيه بأهمية دعم محور المقاومة وحزب الله اللبناني على وجه الخصوص إثر حرب الثلاثين يوما التي سماها حزب الله آنذاك «النصر الإلهي»، منتقدا الأحمري في مقاله الموقف الديني والعقائدي من الشيعة أو تقديم الموقف السياسي على الموقف العقدي بخلاف طروحات التيار الذي ينتسب إليه.



    وقد حصل الأحمري بعد سنوات على الجنسية القطرية.



    وقد ورد في مذكرة اتهام مصرية حول «التنظيم الدولي للإخوان المسلمين» صدرت في منتصف عام 2009 إشارة إلى اسم السعودي الدكتور عوض القرني كأحد الناشطين في التنظيم الدولي، وقالت عنه المذكرة ما نصه: «جناح التنظيم بالسعودية، ويضطلع بمسؤوليته الدكتور عوض محمد القرني، أستاذ الشريعة بجامعة الملك خالد، ويتخذ التنظيم من المكتبات المنتشرة بالمملكة غطاء لحركته وستارا لعقد لقاءات سرية لتلافي الرصد الأمني». كما ذكرت المذكرة من سمته «فرحان بن فريج المولد» ونسبت إليه أنه هو «الذي يتولى مسؤولية التنظيم بمنطقة مكة المكرمة ويضم بعض السعوديين والمصريين العاملين بالمملكة».







    ثم أعادت لائحة اتهام صادرة عن النائب العام المصري، أعلنت في يوم الأربعاء 21 أبريل (نيسان) 2010، اتهام عوض القرني بتهمة جديدة هي تمويل التنظيم الدولي لـلإخوان، وقد نفى القرني التهمة واعتبرها مؤامرة صهيونية.



    وقد أخطأت لائحة الاتهام في اسم عوض القرني وجعلته عائض القرني، وقد تبرأ عائض من هذا الاتهام واعترف بانتمائه للإخوان المسلمين أثناء دراسته الجامعية وقال: «أنا انتميت إلى فكر (الإخوان) في الكلية، يمكن في أول الكلية ثلاث سنوات أو أربع سنوات، وجلست مع الإخوان أربع سنوات».



    وكان عوض القرني قد سئل قبل هذا الاتهام بسنوات عن الإخوان المسلمين والسرورية، فقال: «إن جماعة لها أكثر من سبعين عاما من الخبرة وتتوزع على القارات الخمس (يقصد الإخوان) لا يمكن مقارنتها بتيار ليست له هذه المكانة ولا الخبرة»، وذلك في لقاء معه على موقع شبكة «الأحرار»، الموقع شبه الرسمي للإخوان المسلمين السعوديين، الذي تم مسحه من الشبكة في وقت لاحق.



    وقد أقر القرني بوجود تيار ديني في السعودية متأثر بجماعة الإخوان المسلمين، فقال في حوار نشرته «الشرق الأوسط»: «وجود (الإخوان) في السعودية... بين السعوديين هو تيار فكري يؤثر ويتأثر، ولا يستطيع أحد أن يقدم دليلا على أنه نشأ تنظيم خاص بالسعوديين على شاكلة التنظيمات في الدول الأخرى ومرتبطة بها تنظيميا»، وهو نفى بشدة أن يكون قادة الإخوان المسلمين قد صنعوا تنظيمات في السعودية، وقال: «كل من كتب عن (الإخوان) في السعودية من (الإخوان) أنفسهم، ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، يؤكدون فيما كتبوه أن (الإخوان) في مصر عندما جاءوا إلى السعودية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، كان لهم تنظيمهم الخاص، وأن مناع القطان كان على رأس هذا التنظيم، بل أكد بعضهم في كتاباتهم أن قيادات التنظيم عندما جاءوا إلى السعودية اتخذوا قرارا وكانوا متمسكين به، بعدم العمل التنظيمي بين السعوديين على الإطلاق» (صحيفة «الشرق الأوسط» 1 يونيو «حزيران» 2010». وهو كلام مرسل ويناقض ما ذكره الإخواني علي عشماوي، ومثله عبد الله النفيسي، الذي نقلناه بنصوصه أعلاه.
                  

04-09-2014, 09:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    عـلاقة الإخوان بالغرب
    مازن حسان

    استكمالا لما تم تناوله أمس حول علاقة الاخوان بالغ الإخـوان بالغرب عموما وبريطانيا تحديدا، يناقش ملف اليوم تواجد التنظيم فى كل من الولايات المتحدة وألمانيا وكندا، وهو الوجود الذى بدأ فى منتصف القرن الماضى بهروب قياداتهم للخارج

    فى أعقاب الخلاف مع عبد الناصر، وما تبع ذلك من احتضان هذه الدول لقياداتهم، والخطوات التى اتخذها أعضاء التنظيم لتدعيم وجودهم من خلال السيطرة على المساجد والمراكز الاسلامية والانخراط فى النشاط الاقتصادى، وكذلك غض المسئولين فى تلك الدول البصر عن نشاطاتهم وأهدافهم التى لم تخف على أحد طوال عشرات السنين، وذلك فى محاولة للبحث عن اجابة للتساؤلات المثارة حول أسباب انحياز هذه الدول للإخوان والضغوط المستمرة التى تمارسها على الحكومة المصرية لاشراكهم فى العملية السياسية مرة اخرى رغم الرفض الشعبى المعلن لذلك.


    رغم الاعتراف بخطورتهم على ألمانيا

    السلطات تراقبهم ولاتمنعهم والدولية لحقوق الإنسان تعتبرهم جماعة إرهابية

    قبل سنوات من تولى جماعة الإخوان السلطة فى مصر سلط الإعلام الألمانى الضوء بشكل غير معتاد على الجماعة ونشأتها وعلاقتها بالمانيا وكان ذلك بعد ان عرضت القناة الأولى الرسمية فى التلفزيون الألمانى فيلما وثائقيا عن الإخوان للصحفى شتيفان مايننج استغرق إعداده أربع سنوات. الفيلم الذى يحمل عنوان «بين الهلال والصليب المعقوف - التحالف المريب بين المتطرفين الإسلاميين والنازيين السابقين» اثار ضجة، حيث حاول الربط تاريخيا بين النازية والاصولية الإسلامية مركزا بشكل خاص على تأسيس الإخوان لمسجدهم فى مدينة ميونخ جنوب ألمانيا منذ نصف قرن واتخاذه مركزا لنشر فكر الإسلام السياسى وايدولوجية الإخوان فى ألمانيا وبقية الدول الأوروبية. ومن بين ما نشر من تقارير بعد بث هذا الفيلم كانت هذه السطور فى مجلة فوكوس الأسبوعية الشهيرة:

    أثناء احتفالات عيد الميلاد فى عام 1958 سمح قسيس كنيسة سان باول فى ميونخ لمجموعة من 86 مسلما بأداء صلاة الجمعة فى قاعة ملحقة بالكنيسة وبعد انتهاء الصلاة اجتمع المصلون لبحث بناء مسجد ومركز إسلامى كبير خاص بهم فى المدينة. ولم يحظ الخبر باهتمام الصحافة المحلية رغم ان هذا الاجتماع كان تاريخيا! فقد كانت اول مرة يجتمع فيها مسلمون من جنسيات مختلفة على أرض المانية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية للتخطيط لبناء مسجد فى أوروبا الغربية، وبالنظر للدور الذى لعبه هذا المركز فيما بعد فإنه يمكن وصف هذا الإجتماع بأنه أول نشاط لتيار الإسلام السياسى على ارض أوروبا. وقد اطلقت هذه المجموعة على نفسها اعتبارا من عام 1960 اسم «لجنة بناء المسجد». ووصف الفيلم مسجد ميونخ بأن الإخوان المسلمين استخدموه بعد ذلك كرأس جسر لنشر مشروعهم الإسلامى فى أوروبا. وفى ذلك الوقت فى نهاية الخمسينات لم يكن عدد المسلمين فى المانيا يتجاوز بضعة آلاف أغلبهم من قارة اسيا وشرق اوروبا ممن شاركوا اثناء الحرب العالمية تطوعا فى صفوف جيوش المانيا النازية وحاربوا ضد روسيا ـ ولذلك لم يتمكنوا من العودة لبلادهم التى رزحت تحت الحكم الشيوعى بعد الحرب فبقوا فى المانيا. ويشير الفيلم إلى ان هذه الجالية المسلمة متنوعة الجنسيات اصبحت ورقة تستغلها المخابرات الأمريكية وحكومة كونراد اديناور الألمانية الغربية للهجوم على الإتحاد السوفييتى وانتقاد ممارساته فى بلادهم مقابل تقديم الدعم المادى لهم واللوجيستى ايضا وتسهيل مهتهم فى إنشاء المسجد الكبير. وتشير فوكوس إلى ان لجنة بناء المسجد دعت القيادى الإخوانى سعيد رمضان الذى انهى للتو دراسته للدكتوراة فى كولونيا لحضور الإجتماع وكان يشغل منصب سكرتير عام المؤتمر الإسلامى العالمى، وتمكن رمضان من كسب ثقة المسلمين وتم انتخابه رئيسا للجنة لتبدأ سيطرة الإخوان على مسجد ميونخ من خلال اعضاء التنظيم الذين يدرسون فى المانيا.

    ويمكن الإشارة هنا إلى ان عقدى الخمسينات والسيتينات من القرن الماضى شهد هجرة عدد كبير من أعضاء الجماعة لألمانيا للدراسة فى الجامعات الألمانية غير ان السبب الرئيسى لقدومهم كان الخوف من الملاحقة من قبل نظام الرئيس جمال عبد الناصرالذى حاولت الجماعة إغتياله. وسهل قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر والمانيا الغربية بسبب اعتراف مصر بالمانيا الشرقية الشيوعية، سهل على اعضاء الجماعة الحصول على الدعم المطلوب فى المانيا الغربية.

    وبالعودة إلى الفيلم الوثائقى نجده يصف المسجد والمركز الإسلامى فى ميونخ الذى افتتح عام 1973 بأنه حجر الاساس للتجمع الإسلامى فى المانيا او فرع جماعة الإخوان فى المانيا. ويتطرق الفيلم إلى الكثير من العلاقات المريبة للمشرفين على هذا المسجد بنازيين سابقين او بمنظمات إرهابية كالقاعدة. على سبيل المثال التركى نورالدين نمانجاني، نائب سعيد رمضان فى لجنة بناء المسجد، الذى كان جنديا فى الجيش النازى وشارك فى مذبحة فى وارسو، ولكن الحكومة الألمانية الغربية دعمته رغم ذلك. او محمود ابو حليمة الذى شارك فى الاعتداءات على مركز التجارة العالمى فى نيو يورك عام 1993 والذى كان يتردد على المسجد فى الثمانينات او غالب همت الذى ترأس التجمع الإسلامى فى المانيا من 1973 وحتى عام 2002 وساهم فى تأسيس بنك التقوى مع كل من القرضاوى ويوسف ندا. وقد وجهت لغالب همت وندا اصابع الإتهام بدعم اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة من خلال شبكة الشركات والبنوك فى واحات التهرب الضريبي. وصولا إلى ابراهيم الزيات الذى تسلم رئاسة التجمع الإسلامى او فرع الإخوان من غالب همت عام 2002 والذى وصفه رئيس جهاز حماية الدستور فى ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية بالعنكبوت الذى يتمركز فى شبكة من الإتحادات والمراكز الإسلامية بالغة الخطورة.

    ويعتبر ابراهيم الزيات بلا منازع اشهر قيادات الإخوان فى المانيا، رغم انه ينفى تماما عضويته فى التنظيم الدولى للإخوان او علاقته بالإخوان إلا ان السلطات الألمانية تعتبره ممثل الإخوان فى المانيا. والزيات المانى الجنسية من اب مصرى كان يعمل إماما وام المانية وهو متزوج من ابنة شقيقة نجم الدين اربكان رئيس وزراء تركيا الاسبق الذى حقق مكاسب كبيرة لتيار الإسلام السياسى هناك. وكان الزيات ضمن قيادات الإخوان الذين تعرضوا للمحاكمة العسكرية الاستثنائية فى عام 2006 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات إلا أن الرئيس المعزول محمد مرسى اصدر عفوا عاما عنه عام 2012.

    وهو رجل اعمال يدير عددا من الشركات التركية والالمانية وهو احد مؤسسى المجلس الأعلى للمسلمين فى المانيا ومسئول اوقاف منظمة ميللى جوروش التركية التى تراقبها اجهزة الأمن الألمانية وتعتبرها خطرا على النظام الديمقراطى فى البلاد، ويدير الزيات اكثر من 300 مسجد ومركز تابع للمنظمة فى المانيا. وفى عام 1997 اسس شركته إس إل أم للإستشارات والتمويل والتى تقوم بشراء الأراضى لبناء المساجد وايضا وتقدم الدعم والإستشارات للمركز الإسلامى للحصول على تراخيص البناء والتمويل كما انه وسيط عقارات لشخصيات ورجال اعمال ومستثمرين عرب، وفقا لما يقوله لورنزو فيدينو فى كتابه «غزو الإخوان المسلمنى لأوروبا» وما تنشره العديد من الصحف الألمانية.

    ومؤخرا اكدت الصحفية النمساوية بيترا رامساور ما هو معروف من ان الجماعة إستغلت المركز الإسلامى فى ميونخ كنقطة إنطلاق لنشر ايديولوجيتها فى دول اوروبا الأخرى، مستفيدة فى ذلك من الحرية الكبيرة التى يمنحها قانون الجمعيات الأهلية فى المانيا لمثل هذه الأنشطة وفى الوقت نفسه مراقبة السلطات الالمانية للجماعة وعدم تصنيفها كجماعة إرهابية. وفى كتابها الصادر حديثا بعنوان «الإخوان المسلمون - استراتيجيتهم السرية وشبكتهم العالمية» تخلص رامساور بعد بحث مضن ولقاءات سرية بقيادات الجماعة فى المانيا واوروبا اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم، إلى ان الإخوان المسلمين جماعة غامضة من الصعب إختراقها تملك فروعا فى 79 دولة وفرعها فى المانيا (التجمع الإسلامى) يضم نحو 1900 عضو غير ان اعداد الداعمين لها والمتعاطفين معها اضعاف ذلك. اما اهم ما خلصت إليه رامساور فى كتابها فهو ان الجماعة بدأت فى تغيير استراتيجيتها وخاصة فى اوروبا، فهى تريد تحسين صورتها فى المانيا واوروبا وتعول الآن على الأخوات ودور المرأة بشكل خاص. حيث يتم تأهيل النساء الآن للعمل الإعلامى ولدور اكبر من ترتيب الزيجات والعمل الخيرى والاجتماعى وذلك بالسماح لهن بتولى المناصب القيادية وعضوية مجالس شورى الجماعة كما فى تونس وسوريا و ليبيا. رامساور تشير إلى ان الإستراتيجية الجديدة تهدف لتعويض غياب القيادات من الرجال فى السجون ولتحسين صورة الجماعة فى الغرب والرهان على ان السلطات فى الدول العربية لن تتعامل بقسوة مع النساء.

    وبالنسبة لموقف ألمانيا من جماعة الإخوان فلا شك ان هناك ازدواجية فى التعامل معها: فمن ناحية ترفض الحكومة الألمانية تجاهلهم سياسيا وترى فيهم قوة سياسية فى الشارع العربي، وبدأت بالفعل فى فتح قنوات الإتصال بهم فى المانيا حتى قبل ثورة 25 يناير بحسب إعتراف وزير الخارجية السابق فيسترفيله نفسه. من ناحية اخرى تتعاطى السلطات الألمانية معهم امنيا بحذر شديد وتراقب انشطتهم بريبة. ورغم عدم تصنيفهم هنا كجماعة إرهابية ـ حيث ترى السلطات ان خطر الإرهاب يأتى من صفوف السلفيين المتشديين اكثر منه من الإخوان المسلمين ـ فإن الإخوان متهمون هنا بأن هدفهم يبقى فى النهاية تقويض النظام الديمقراطى الألماني. مثلا يصف تقرير جهاز حماية الدستور فى ولاية بافاريا استراتيجية الإخوان بأنها مزدوجة ".. حيث يظهرون انفتاحا وتسامحا واستعدادا للحوار والتعاون مع المؤسسات السياسية وصانعى القرار لكسب المزيد من التأثير فى الحياة العامة. ولكن هدف الجماعة الرئيسى يبقى تأسيس نظام سياسى اجتماعى قائم على الشريعة الأسلامية يتولون هم فيه القيادة، كما ان مواقفهم عدائية ضد الولايات المتحدة واسرائيل واليهود واصحاب الديانات الاخرى". اما جهاز حماية الدستور فى ولاية ساكسونيا السفلى فيقول ان هدف المنظمة هو الوصول للسلطة فى مصر وغيرها من الدول العربية وتأسيس دولة اسلامية كما انها يمكن أن تستخدم العنف لذلك سبيلا ..

    واللافت هنا اللهجة اللاذعة التى طالبت بها الجمعية الدولية لحقوق الإنسان فى فرانكفورت الإتحاد الأوروبى بمراجعة موقفه من جماعة الإخوان المسلمين، رغم انتقادها ايضا لممارسات الشرطة المصرية. فقد وصفت الجمعية الألمانية الجماعة صراحة بأنها جماعة معادية للديمقراطية بل وصفتها بأنها منظمة إرهابية، نظرا لاستخدامها العنف وتشجيع اعضائهاعلى استخدامه. ووصفت الجمعية فى بيان لها الإخوان بالجماعة الشمولية، وبأن نظام القيادة فيها هرمى صارم وهو ما كشفه الأعضاء المنشقون عنهاـ الذين حذروا من خطورة الأيديولوجية الشمولية لها فى اثناء وجودها فى السلطة فى مصر.


                  

04-09-2014, 10:24 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    ا


    السعودية بين مكائد «الإخوان» وحراك الصحوة (

    الحلقة الرابعة)


    الثلاثاء - 8 جمادى الآخرة 1435 هـ - 08 أبريل 2014 مـ



    عبد الله بن بجاد العتيبي

    إن تاريخ العلاقة بين الدولة السعودية وجماعة الإخوان المسلمين مليء بنكران الجميل من قبل الجماعة، ففي عهد الملك عبد العزيز ومع كل الرعاية التي قدمت له فإن حسن البنا لم ينِ عن مهاجمة السعودية والملك نفسه؛ وذلك إما عن طريق الهجوم المباشر، من خلال ما ينشر في جريدة الإخوان المسلمين، وإما عبر التشكيك في رجالاته وقراراته، وإما عن طريق الهجوم على سياساته التي تعارض الجماعة، كما تقدم.



    لم تتسن الفرصة لجماعة الإخوان المسلمين للتهجم على الملك سعود بسبب ظروفهم آنذاك واصطدامهم مع الضباط الأحرار، ولكنهم وبعد الدعم الكبير الذي حظوا به من قبل السعودية، فعاد مرشدهم عمر التلمساني في عهد الملك خالد لاتهام السعودية بتهمة باطلة تقدم ذكرها، وفعلوا الأمر عينه في عهد الملك فهد، وذلك بتأييدهم لصدام حسين في حرب الخليج الثانية واحتلال الكويت.

    وفي عهد الملك عبد الله، واصلوا نفس النهج بالوقوف ضد ما كان يعرف بـ«محور الاعتدال» الذي كانت تقوده السعودية واصطفافهم مع «محور الممانعة» المعادي الذي تقوده إيران، ومن أبرز أنصار الممانعة مرشد الجماعة السابق مهدي عاكف، وهو ما استمروا فيه بعد 2011 وفترة الربيع الأصولي الذي كان يعرف بالربيع العربي.

    * قصص كثيرة تستحق أن تروى في هذا الإطار، ولكن لنستمر فيما بدأناه سابقا ليتصل الحديث، ففي سياق مكائد الإخوان المسلمين لمن آواهم ونصرهم في السعودية ودول الخليج، فإنه وإن كان مستغربا أن يقوم «الإخوان» بمثل هذه المواقف ضد السعودية بعد كل ما صنعته، فإن علي عشماوي يعتبرها سلوكا إخوانيا مستقرا، فهو يقول: «فهم - أي (الإخوان) - يجيدون إيذاء كل من وقف معهم فترة من الزمن، إذا حدث واختلف معهم مرة، فقد ساعدتهم السعودية وقطر والكويت والكثير من الدول العربية، فما كان منهم إلا أن أساءوا إليهم وطعنوهم وانقلبوا عليهم... فعلوا كذلك مع الدول التي آوتهم وأحسنت وفادتهم.. وكما قلنا كان مدرسو (الإخوان) في جميع هذه البلدان يجندون الشباب ويشحنونهم ضد حكامهم وبلدانهم حتى ينقلبوا عليهم، وكلما وجدوا فرصة للانقضاض انتهزوها». ويضيف عشماوي: «لقد راقبوا جميع حكام الدول العربية التي عملوا بها وفتحت لهم أبوابها، كما جمعوا عنهم معلومات؟! وكم استعملوا تلك المعلومات ضدهم أحيانا أو للسيطرة والحصول على مزايا ومواقع في تلك الدول؟! لقد تعاونوا مع جميع الحكام ما داموا يحصلون على ما يريدون، ثم ما يلبثون أن ينقلبوا عليهم حين تختلف المصالح».



    ثمة خصلة تميز جماعة الإخوان المسلمين عن غيرها من التيارات والطوائف والجماعات في التاريخ الإسلامي وفي العصور الحديثة ألا وهي صفة عدم الوفاء، لا بمعنى التصرف الفردي فحسب، بل بمعنى بناء جماعة منظمة تقوم على هذا الأساس، وبناء منظومة دينية وسياسية وتربوية تشرع ذلك وتحث عليه وتحتفي به، وكيف أن هذه الجماعة المنظمة والمنظومة قد أدت إلى تحويل هذه المكائد لوقائع وأحداث عبر الاغتيالات والتفجيرات.



    الغدر في التاريخ والواقع وفي حياة البشر يختلف عن الذكاء والفطنة، ويختلف عن الوعي والقيادة ويختلف عن الحرب والقتال، إنه مفهوم يكتنز دلالات سيئة.

    والعنف المنظم كالذي اعتمدته جماعة الإخوان المسلمين، هو عنف من شروطه أن يقوم على اعتماد «المكائد»؛ إما ضد شخصيات عبر الاغتيالات أو ضد مجموعات أو تيارات مخالفة عبر التفجيرات التي يقتل فيها مدنيون وآمنون.

    والغدر كما أنه مصطلح يكتنز صفات سيئة فهو يقوم كذلك على الاحتيال والكذب ويمارس اعتمادا على الاختلاط بعامة الناس والتماهي معهم، بينما يكون مبنيا في الأساس على خطط خادعة لتنفيذ أجندة سرية تخدم أهدافا سياسية للجماعة عبر العنف والمكيدة.

    ومن المفارقات أن نجد سلفيا متشددا وإرهابيا انتهك أقدس الحرمات في الحرم المكي الشريف 1979 وهو جهيمان العتيبي ينعى على الإخوان المسلمين تبنيهم الغدر، فهو يتحدث عن الإخوان المسلمين قائلا: «ويحاولون أن يغدروا بمن يعملون تحت سلطته، وقد قال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم: (لا غدر في الإسلام)» وفي معرض الإلزام يسألهم: «هل رخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في السكوت... ومشاركة عدوهم في الأعمال أو حرضهم على نيل المراكز لديهم للغدر بهم»، وذكرهم بقول هرقل: «إن الرسل لا تغدر»، ثم قال: «أنتم تخططون للغدر وأتباع الرسول والرسول نفسه لا يغدرون... إنما المهم أن يوافقوكم على الاندماج في صفوف القوم... والسيطرة على المراكز للغدر بهم لإقامة دولتكم الإسلامية... بينما أنتم تخفيتم واندسستم بين الصفوف واندمجتم وغدرتم ولكنكم لم تقيموا دولتكم الإسلامية، وقتل منكم آلاف مؤلفة في حركات الغدر». (الرسالة السابعة: «البيان والتفصيل في وجوب معرفة الدليل» من كتاب: «رسائل جهيمان العتيبي» رفعت سيد أحمد. ص 460).

    * هبوط العلاقات 1990

    * التأريخ بهذا العام لقصة الهبوط في العلاقات بين السعودية وجماعة الإخوان المسلمين له ثلاثة أسباب:

    1- تصريحات وزير الداخلية الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز التي أطلقها عام 2002 في حواره الشهير مع صحيفة «السياسة» الكويتية، في عددها رقم 122113 والمنشور بتاريخ 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2002، الذي قال فيه: «جماعة الإخوان المسلمين أصل البلاء. كل مشاكلنا وإفرازاتنا جاءت من جماعة الإخوان المسلمين، فهم الذين خلقوا هذه التيارات وأشاعوا هذه الأفكار»، مضيفا «عندما اضطهد (الإخوان) وعلقت لهم المشانق لجأوا إلى السعودية فتحملتهم، وحفظت محارمهم وجعلتهم آمنين»، مبينا أن «أحد (الإخوان) البارزين أقام 40 سنة عندنا، وتجنس بالجنسية السعودية، وعندما سئل عن مثله الأعلى قال: حسن البنا»! ويكمل الأمير نايف تعليقا على الغزو العراقي للكويت: «جاءنا عبد الرحمن خليفة و(راشد) الغنوشي و(عبد المجيد) الزنداني، فسألناهم: هل تقبلون بغزو دولة لدولة واقتلاع شعبها؟ فقالوا: نحن أتينا للاستماع وأخذ الآراء»، ويضيف «بعد وصول الوفد الإسلامي إلى العراق، فاجأنا ببيان يؤيد الغزو»! إذن، فقد وقفت جماعة الإخوان المسلمين الأم بمصر ضد السعودية مع صدام حسين وتبعتها على ذلك غالبية فروع الجماعة في البلدان العربية كالأردن وفلسطين واليمن والسودان، وقد كتب الإخواني الكويتي «إسماعيل الشطي» مقالات كثيرة في «الشرق الأوسط» حينها حول هذا الموضوع وأبان عن مرارة من موقف الجماعة الأم تجاه الغزو العراقي.



    2- ما ذكره محمد حبيب، النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، في كتابه «ذكريات د. محمد حبيب عن الحياة والدعوة والسياسة والفكر»، بقوله في تفسير أحداث ذلك العام من وجهة نظر جماعته: «فلولا التسلط والقهر والاستبداد، ما استطاع صدام أن يتخذ قراره بغزو الكويت في 2 أغسطس (آب) من عام 1990، ولولا الاستبداد وحكم الفرد ما رضخ الحكام العرب لطلب استدعاء القوات الأجنبية لاحتلال منطقة الخليج»، ويضيف «ووقعت السعودية ودول الخليج في الشرك المنصوب». وهذا التفسير الذي انطلق منه موقف الجماعة هو تفسير منحاز تماما ضد السعودية في واحدة من كبرى الأزمات الإقليمية التي واجهتها.



    3- المواقف التي عبرت عنها رموز الإسلام السياسي في السعودية، سواء من المنتمين إلى جماعات الإخوان المسلمين أو «من في حكمهم» كتيار السرورية الذي يوافق جماعة الإخوان المسلمين في الفكرة العامة وإن اختلف عنها في بعض التفاصيل.


    * السعودية وحراك الصحوة 1991 - 2001

    * لا أريد الإطالة في مفهوم الصحوة الذي يعني تجمعا ما لحركات الإسلام السياسي وحركات العنف الديني وحركات الدعوة الدينية بشكل عام كحركة التبليغ، والتيارات السلفية بأنواعها، وحزب التحرير والحركات المتفرعة عنه، وغيرها العشرات من الحركات، ولكن يهمنا في هذا السياق رصد جماعات الإسلام السياسي وجماعات العنف الديني المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين، وسنعرض هذه المرحلة كالتالي:

    1- المعارضة وتوزيع الأدوار: (معارضة صحوية) قادها سلمان العودة وسفر الحوالي وغيرهما كثير. فبعدما كان العودة يتحدث عن موضوعات مثل «الأسماء» و«الألقاب» و«الكنى»، أصبح يلقي محاضرات عن «أسباب سقوط الدول» ويحرض رجال الأمن على الدولة كما في كاسيت «أخي رجل الأمن»، ومثله فعل الحوالي في محاضرتين شهيرتين هما: «فستذكرون ما أقول لكم» و«ففروا إلى الله». وبعد دروس «الرد على الخرافيين» التي يهاجم فيها الصوفية، أصبح يكتب عن «وعد كسنجر»، وهاجم الرجلان بضراوة سياسة الدولة في بناء «التحالف الدولي» لتحرير الكويت بتطابق كامل مع رؤية جماعة الإخوان المسلمين ومواقفها المذكورة أعلاه. كما انتقل مؤسس تيار السرورية سوري الجنسية الإخواني السابق محمد سرور بن نايف زين العابدين إلى بريطانيا وأصدر من هناك مجلته الشهيرة مجلة «السنة» وأظهر عداوة شرسة للسعودية كدولة وهاجم كبار العلماء فيها، وقد ذكر بعض الباحثين أنه ألقى محاضرة في أحد المراكز الإسلامية في إنجلترا عام (1996) ووصلت مسجلة إلى السعودية، صرح فيها أمام الملأ بتكفير الملك الراحل فهد بن عبد العزيز والدولة السعودية.



    2- (معارضة إسلام سياسي متعدد)، ويشمل بعض المنتمين للإخوان المسلمين وحزب التحرير ونحوهما، ومنها ما كان يعرف بـ«لجنة لجام» وهي لجنة تضم مجموعة من الإسلامويين في جامعة الملك سعود التي كانت المحرك الفاعل وراء «خطاب المطالب» وبعده بعام «مذكرة النصيحة»، وكان خلفها أسماء مثل سعد الفقيه ومحمد المسعري وعبد العزيز القاسم وغيرهم، وصولا لإعلان ما كان يعرف بـ«لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية» التي انطلق منها شق للخارج يقوده الإخواني سعد الفقيه والمنتسب إلى حزب التحرير محمد المسعري، وتحول اسمها مع الفقيه لـ«حركة الإصلاح».

    3- سجن المحرضين وبداية الإرهاب: وعت الدولة حجم التهديد والتوجه المعادي لها من جماعات وتيارات الإسلام السياسي، فقبضت منتصف التسعينات على كثير من الأسماء أعلاه، ووقع تفجير مبنى الحرس الوطني بحي العليا في الرياض عام 1995، وخرج أسامة بن لادن قائد تنظيم القاعدة من السعودية إلى السودان التي كانت تسيطر على الحكم فيها جماعة الإخوان المسلمين وحسن الترابي، ومن هناك بدأ هجومه على السعودية يأخذ خطين متوازيين: الأول: تعزيز بناء «تنظيم القاعدة» الذي بدأه في الثمانينات. والثاني: إصدار بيانات تحت ما كان يعرف بـ«هيئة النصيحة والإصلاح» مذيلة باسم بن لادن من لندن، حيث كان يديرها «خالد الفواز»، التي بدأت تقريبا مع بداية «لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية» في نفس المدينة البريطانية لندن 1996، وهي بيانات موجهة للسعودية ومعادية لها. وقد كان التعاون شبه كامل بين الفقيه والفواز؛ فبحسب الموقع الرسمي لـ«لجنة مجلس الأمن المعنية بمتابعة الجزاءات بشأن تنظيم القاعدة وما يرتبط به من أفراد وكيانات» التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، فقد «كانت للفواز اتصالات بسعد راشد محمد الفقيه الذي يرأس حركة (Movement for Reform in Arabia)، وكان للفقيه والفواز مكتب مشترك في أواخر التسعينات من القرن الماضي، حيث عمل الفقيه مع الفواز وقدم له المساعدة، وهو الذي كان بمثابة صلة وصل بين أسامة بن لادن والفقيه. وقد دفع الفقيه ثمن هاتف ساتلي، سلمه الفواز إلى أسامة بن لادن الذي استخدمه لتسهيل الهجومين اللذين شنا بالقنابل على سفارتي الولايات المتحدة لدى كينيا وتنزانيا عام 1998».

    وقد كان بن لادن قد أعلن عن إنشاء ما كان يعرف بـ«الجبهة الإسلامية العالمية لمحاربة اليهود والنصارى» 1998 من أفغانستان بعدما حضر لها جيدا في السودان. ونفذ في السنة ذاتها عمليتي التفجير في السفارتين الأميركيتين لدى كينيا وتنزانيا.

    4- الخروج من السجن ومرحلة الاضطراب: خرج رموز الإسلام السياسي من السجن بعد سنوات ودخلوا في مرحلة من الاضطراب في الموقف من الدولة، فبعضهم اختار الاستمرار في نفس الطريق السابق وإن بنبرة أخف، علا صوتها في مرحلة لاحقة، تلك التي كان يمثلها تيار السلفية الجهادية كناصر الفهد وعلي الخضير وأحمد الخالدي ومعهم الشيخ الطاعن في السن حمود العقلا، وسفر الحوالي، وبعضهم اختار الانحياز إلى خطاب كان في طور التشكل كان يعرف بـ«التنوير» كما يسميه طارحوه أو «العصرانية» كما يسميه خصومه كسلمان العودة.

    * السعودية والإرهاب والممانعة 2001 - 2011

    1- نتائج الاضطراب: كان هجوم الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة في هجمات غير مسبوقة حدثا عالميا، نتج عنه إعلان حرب دولية ضد الإرهاب وسقطت معه دولتان هما أفغانستان والعراق، ولكنْ سعوديا أعلنت الدولة بكل قوة وقوفها ضد هذا العمل الإرهابي وأدانته وأعلنت المشاركة في الحرب على الإرهاب الذي يتقصد السعودية كغاية له، واختارت جماعة الإخوان المسلمين سياسة إنكار الحدث لتقدم نفسها كبديل عن «القاعدة» بل وعن السعودية، وقد حرك الحدث الجدل السابق سعوديا، فاختفى زعيم القاعدة بن لادن واستمر في التخطيط لبناء تنظيمه الذي عرف بـ«تنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، وحاول المضطربون تبين مواضع أقدامهم، وأصدروا «بيان التعايش» الذي كان ردا على بيان مثقفين أميركيين، وظهر كأنه تأييد لتيار «التنوير»، فشن تيار «السلفية الجهادية» حربا ضروسا ضد البيان، وأجبروا رموز الإسلام السياسي حينها على تقديم فروض التوبة التي وقع عليها أهم تلك الرموز: سفر الحوالي وسلمان العودة وناصر العمر عند شيخ سلفي جهادي اختاروه بعد رحيل العقلا هو عبد الرحمن البراك.



    2- التردد والمساومة والبحث عن الأضواء: تردد كل من العمر والحواي والعودة والعواجي، بما يمثلونه من توجهات سابقة، فحاول العمر الانحياز إلى السلفية التقليدية، وقام الحوالي والعواجي بالتراوح بين تقديم خدمات للداخلية بتسليم المطلوبين وحل القضايا العالقة آنذاك والمساومة بعد 2003 وتفجيرات الرياض «غرناطة»، وقد قدموا خطابا يشبه خطاب جناح سياسي يدافع عن جناح مسلح، واختار العودة الإعلام والشهرة بمراوغات مستمرة تليق بسياسي محترف.

    وعودا للجماعة الأم بمصر، فقد كانت الدول العربية منقسمة تجاه الأحداث الجديدة في المنطقة، وكان ثمة محوران هما «محور المقاومة» و«محور الاعتدال»، وكان الأول يضم الجمهورية الإسلامية في إيران ومعها بعض القوى السياسية من جماعات الإسلام السياسي الشيعي ممثلة في «حزب الدعوة» و«المجلس الإسلامي الأعلى»، أو النسخة الشيعية لجماعة الإخوان المسلمين التي استولت على الحكومة في العراق لاحقا وسوريا وحزب الله في لبنان وحركة حماس الإخوانية في فلسطين، وكان الثاني يضم السعودية ومصر ودول الخليج والأردن، وقد انحازت جماعة الإخوان المسلمين الأم بمصر إلى محور الممانعة ضد السعودية وحلفائها.



    وعلى طول هذا العقد، ظلت الجماعة تقف على الضد من مصالح السعودية ومحور الاعتدال، ففي 2006 أيدت جماعة الإخوان المسلمين «مغامرة» حزب الله اللبناني التي أدخلته في حرب مفتوحة مع إسرائيل والتي أنكرتها السعودية وجرت على لبنان الخراب، ثم وقفت مع الحزب حين اجتاح بيروت بالقوة العسكرية التي كان يزعم توجيهها لإسرائيل في 2008.

    وفي 2007، أيدت الجماعة انقلاب حماس في غزة الذي شق الصف الفلسطيني، وحركة حماس - بحسب ميثاقها - هي فرع فلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين بمصر وتنظيمها الدولي، وكانت حماس قد قدمت العهود والمواثيق في مكة وبجوار الحرم، في المعاهدة التي رعتها السعودية في فبراير (شباط) 2007 بين حركتي فتح وحماس، ولكنها حين عادت لفلسطين نكثت بالعهد وقامت بانقلابها في غزة وعادت أدراجها لمحور الممانعة الإيراني المعادي للسعودية.



    وفي 2009، خرج المرشد العام للجماعة مهدي عاكف متهجما على الدول العربية ومحور الاعتدال، وكان يقصد السعودية ومصر تحديدا، ومؤيدا لإيران ليقول لقناة «الجزيرة»: «كل الأنظمة العربية أصبحت صهيونية أكثر من الصهاينة»: «كان الواجب على مصر أن تشكر حزب الله بدلا من أن تحقق مع الخلية التي لم يقصد السيد حسن نصر الله من إرسالها التخريب أو الاعتداء وإنما دعم المقاومة الفلسطينية»، «ما يقوم به حسن نصر الله من مقاومة... قد قصرنا نحن في القيام به»، «لقد خان السادات شعبه»، «يجب أن نقف ضد رئيسنا قبل أن نقف ضد زيارة نتنياهو»، «يأتي نتنياهو أو يأتي عباس لا فارق، فكلهم ملة واحدة». وبعد أقل من سنة من الوصول للسلطة في مصر، كتب الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي رسالة تقطر مودة لإسرائيل وتوقفت حماس كلية عن مهاجمة إسرائيل وحاربت الجماعات التي لم تلتزم بسياستها.

    وفي العام نفسه 2009 وحين واجهت السعودية اعتداء مسلحا من جماعة الحوثي التابعة لإيران على حدودها ودخلت معهم في مواجهة مفتوحة، انحازت جماعة الإخوان المسلمين ضد السعودية وانحاز مرشد الإخوان المسلمين حينها مهدي عاكف إلى جانب إيران والحوثيين، وزعم في لقاء تلفزيوني أن السعودية تمول الرئيس اليمني حينذاك علي عبد الله صالح في حربه ضد الحوثيين، ثم أصدرت الجماعة بيانا انحازت فيه إلى الحوثيين ضد السعودية بما يحمل إدانة للسعودية، وتوالى رموز الجماعة كعصام العريان على نفس الموقف.

    ولعله من المهم الإشارة إلى موقف كان لافتا في حينه ومثيرا للاستغراب وهو موقف الناشط السعودي المنسوب للسرورية محمد الأحمري، حيث كتب مقاله الشهير «خدعة التحليل العقدي» الذي جادل فيه بأهمية دعم محور المقاومة وحزب الله اللبناني على وجه الخصوص إثر حرب الثلاثين يوما التي سماها حزب الله آنذاك «النصر الإلهي»، منتقدا الأحمري في مقاله الموقف الديني والعقائدي من الشيعة أو تقديم الموقف السياسي على الموقف العقدي بخلاف طروحات التيار الذي ينتسب إليه.

    وقد حصل الأحمري بعد سنوات على الجنسية القطرية.



    وقد ورد في مذكرة اتهام مصرية حول «التنظيم الدولي للإخوان المسلمين» صدرت في منتصف عام 2009 إشارة إلى اسم السعودي الدكتور عوض القرني كأحد الناشطين في التنظيم الدولي، وقالت عنه المذكرة ما نصه: «جناح التنظيم بالسعودية، ويضطلع بمسؤوليته الدكتور عوض محمد القرني، أستاذ الشريعة بجامعة الملك خالد، ويتخذ التنظيم من المكتبات المنتشرة بالمملكة غطاء لحركته وستارا لعقد لقاءات سرية لتلافي الرصد الأمني». كما ذكرت المذكرة من سمته «فرحان بن فريج المولد» ونسبت إليه أنه هو «الذي يتولى مسؤولية التنظيم بمنطقة مكة المكرمة ويضم بعض السعوديين والمصريين العاملين بالمملكة».



    ثم أعادت لائحة اتهام صادرة عن النائب العام المصري، أعلنت في يوم الأربعاء 21 أبريل (نيسان) 2010، اتهام عوض القرني بتهمة جديدة هي تمويل التنظيم الدولي لـلإخوان، وقد نفى القرني التهمة واعتبرها مؤامرة صهيونية.

    وقد أخطأت لائحة الاتهام في اسم عوض القرني وجعلته عائض القرني، وقد تبرأ عائض من هذا الاتهام واعترف بانتمائه للإخوان المسلمين أثناء دراسته الجامعية وقال: «أنا انتميت إلى فكر (الإخوان) في الكلية، يمكن في أول الكلية ثلاث سنوات أو أربع سنوات، وجلست مع الإخوان أربع سنوات».

    وكان عوض القرني قد سئل قبل هذا الاتهام بسنوات عن الإخوان المسلمين والسرورية، فقال: «إن جماعة لها أكثر من سبعين عاما من الخبرة وتتوزع على القارات الخمس (يقصد الإخوان) لا يمكن مقارنتها بتيار ليست له هذه المكانة ولا الخبرة»، وذلك في لقاء معه على موقع شبكة «الأحرار»، الموقع شبه الرسمي للإخوان المسلمين السعوديين، الذي تم مسحه من الشبكة في وقت لاحق.

    وقد أقر القرني بوجود تيار ديني في السعودية متأثر بجماعة الإخوان المسلمين، فقال في حوار نشرته «الشرق الأوسط»: «وجود (الإخوان) في السعودية... بين السعوديين هو تيار فكري يؤثر ويتأثر، ولا يستطيع أحد أن يقدم دليلا على أنه نشأ تنظيم خاص بالسعوديين على شاكلة التنظيمات في الدول الأخرى ومرتبطة بها تنظيميا»، وهو نفى بشدة أن يكون قادة الإخوان المسلمين قد صنعوا تنظيمات في السعودية، وقال: «كل من كتب عن (الإخوان) في السعودية من (الإخوان) أنفسهم، ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، يؤكدون فيما كتبوه أن (الإخوان) في مصر عندما جاءوا إلى السعودية في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، كان لهم تنظيمهم الخاص، وأن مناع القطان كان على رأس هذا التنظيم، بل أكد بعضهم في كتاباتهم أن قيادات التنظيم عندما جاءوا إلى السعودية اتخذوا قرارا وكانوا متمسكين به، بعدم العمل التنظيمي بين السعوديين على الإطلاق» (صحيفة «الشرق الأوسط» 1 يونيو «حزيران» 2010». وهو كلام مرسل ويناقض ما ذكره الإخواني علي عشماوي، ومثله عبد الله النفيسي، الذي نقلناه بنصوصه أعلاه.

    ---------------------------

    لإخوان والسعودية.. القصة الكاملة (5)
    - الإخوان والسعودية.. القصة الكاملة الحلقة الخامسة:

    نزعة العنف لدى «الإخوان» من «النظام الخاص» إلى تنظيم القاعدة

    القرضاوي يمجد قاتل النقراشي باشا بقصيدة






    حطام سيارة في موقع الانفجار قرب جامعة القاهرة



    اسامة بن لادن و عبد الله عزام


    عبد الله بن بجاد العتيبي
    لن نستطيع تجاوز هذه المرحلة قبل التساؤل التالي: ما هي طبيعة العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة؟ ما تاريخها؟ وهل ثمة قطيعة بين الجماعتين؟
    يعتبر التنظيم الخاص أو التنظيم السري الذي أنشأه البنا تنظيماٌ عسكريا هرميا سريا أنشأه حسن البنا كذراعٍ مسلحة يضرب بها خصومه، وقد كان البنا مؤيدا للعنف بكل أشكاله، فهو كان يرى من حيث المبدأ ضرورة ضرب التلاميذ بالعصا، ويستحسن ضرب الخارجين عن طاعته حتى من داخل الجماعة وإن تبرأ من ذلك (مذكرات الدعوة والداعية، ص129) وهو الأمر الذي انتهى به لإنشاء التنظيم الخاص، وهذا التنظيم قام بعددٍ من الاغتيالات والتفجيرات في مصر، فقتل كلا من: رئيس الوزراء أحمد ماهر ورئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي والقاضي أحمد الخازندار. وقتل القاضي محمود سعيد زينهم عضو النظام الخاص ومعه آخر، وقتل النقراشي الإخواني عبد المجيد حسن، كما قاموا بتصفية الإخواني سيد فايز صفّاه عبد الرحمن السندي قائد التنظيم الخاص الذي اختاره البنا بنفسه. هذا فضلا عن التفجيرات التي قتل فيها كثيرون قد لا تحفظ أسماؤهم ولكنهم كانوا أبرياء لا ذنب لهم سوى تعطش الجماعة للسلطة عبر إراقة الدماء وقد حرصت على ذكر المقتول والقاتل بالاسم.

    كان هذا اولا, وقد حاول التنظيم ثانيا, اغتيال عبد الناصر في حادثة المنشية المشهورة. وعلى الرغم من الإنكار الطويل للجماعة لمسؤوليتها عن تلك الحادثة فقد اعترف بذلك أحد أعضاء التنظيم الخاص الذي شارك في العملية وهو محمود عبد اللطيف الذي عبر في اتصالٍ مع إحدى القنوات أنه في أواخر عمره، ويجب أن يترك الكذب ويعترف بذنبه.

    ثالثا: وافق حسن الهضيبي على عمليات التنظيم الخاص وأراد له الاستمرار في منتصف الستينات وأعاد إحياءه في منتصف السبعينات.

    رابعا: قدّم سيد قطب من التنظيرات الشمولية والعنيفة كل ما يعد مرجعا أساسيا لكل جماعات الإرهاب الحالية، وقام بمحاولة لإنشاء تنظيمٍ خاصٍ سري جديد وهي تجربة لم يتقنها كحسن البنّا وإن استفاد فيها من الإخواني يوسف هوّاش، وهو التنظيم الذي أدى اكتشافه للحكم عليه بالإعدام الذي نفّذ في 1969.

    خامسا: تنظيمات العنف الديني في السبعينات، كتنظيم التكفير والهجرة وتنظيم الجهاد وتنظيم الفنية العسكرية كلها خرجت من عباءة حسن البنا وسيد قطب. وقد قام تلاميذ خطاب الجماعة باغتيال وقتل كلٍ من: الرئيس المصري أنور السادات والشيخ محمد الذهبي والمفكر فرج فودة وحاولوا اغتيال الأديب العالمي نجيب محفوظ والرئيس المصري حسني مبارك في إثيوبيا، وقاموا بقتل الكثير من الأقباط والسيّاح والمصريين الأبرياء في تفجيراتٍ متعددة.

    يقول الكاتب المصري حلمي النمنم: «هذه الجماعات (جماعة المسلمين، الجماعة الإسلامية، جماعة الجهاد) خرجت بشكلٍ أو بآخر من معطف الإخوان. شكري مصطفى كان عضوا في الجماعة، وكان أحد الذين حوكموا ضمن تنظيم سيد قطب، أو تنظيم سنة 1965، وقد أثبت لنا الكاتب والباحث الإسلامي جمال البنا, (وهو شقيق حسن البنا) في أحد كتبه أن قائد تنظيم الفنية العسكرية صالح سرية كان بمعنى ما تلميذا لحسن البنّا نفسه، فقد وجد جمال البنا في أوراق شقيقه الأكبر رسالة إعجابٍ من صالح سرية الذي قاد محاولة للانقلاب سنة 1974 في القاهرة.. إعلان طلال الأنصاري أحد قادة عملية الفنية أنهم عرضوا العملية على الحاجة زينب الغزالي قبل القيام بها وأنها جاءتهم بموافقة المرشد الثاني المستشار حسن الهضيبي» كتابه (حسن البنا، الذي لا يعرفه أحد ص33). وقد تقدمت الإشارة لبعض هذه المعلومات.

    سادسا: وفي بداية الثمانينات ومع موجة «الجهاد الأفغاني» فإن الأب الروحي للأفغان العرب هو الفلسطيني عبد الله عزّام وهو إخواني صرفٌ وكان مدرسا في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وكان أسامة بن لادن نفسه منتميا لتنظيم الإخوان المسلمين في الحجاز، وقد أخرج أيمن الظواهري قبل مدة مقطعا مصورا تحدّث فيه طويلا عن أسامة بن لادن وسيرته وتاريخه، وطار البعض بما ذكره من أنّ أسامة بن لادن كان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين وطرد منها، وهي معلومة معروفة من قبل وهو طرد من تنظيم الإخوان المسلمين في السعودية بسبب عدم التزامه توجيهات التنظيم بعدم الدخول في أفغانستان والاكتفاء بإيصال المعونات التي يكلف بها لباكستان ما يؤكد وجود التنظيم الإخواني في السعودية وأنه يلزم أتباعه بالطاعة التامة، خلافا لادعاءات بعض المنتسبين للجماعة من السعوديين.

    كما يذكر الظواهري ما هو أكثر إثارة وهي محاولة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين حينذاك مصطفى مشهور الذي أصبح مرشدا عاما للجماعة لاحقا في الثمانينات عند اجتماعه مع أسامة بن لادن بعد توسّع تنظيم القاعدة وكثرة أتباعه أن يستميله مرة أخرى لجماعة الإخوان وفي هذا يقول الظواهري: «بعد معارك جاجي، وبعد أن ارتفع اسم أسامة، جاء مصطفى مشهور مرشد جماعة الإخوان المسلمين إلى بيشاور في زيارة وقابل أسامة بن لادن، وقال له: يا أسامة أنت تركت إخوانك وتعود إلى إخوانك وهم أولى بك، فأسامة اعتذر له بلطف» وفي هذا اعترافٌ صريحٌ بأن بن لادن كان إخوانيا.

    وعلى العموم فإن منهج استغلال أحداث أفغانستان لغرض التدريب والعودة لمحاربة الدول العربية كان منهجا إخوانيا أصيلا وفي هذا ينقل أحد منظري السلفية الجهادية وتنظيم القاعدة أبو مصعب السوري أن عبد الله عزّام كان يقول: «أريد أن يأتي من كل بلد عربي ولو أربعين مجاهدا فيستشهد نصفهم ويعود نصفهم إلى بلاده ليحمل دعوة الجهاد»، من كتابه الطويل «دعوة المقاومة الإسلامية العالمية» المنشور على الإنترنت.

    واستمرار الجماعة في تأييد الإرهاب والعنف على الرغم من ادعاء النأي عنه هو أمرٌ أكده مأمون الهضيبي عام 1992 في المناظرة الشهيرة بين فرج فودة ومحمد خلف الله من جهة والمأمون الهضيبي ومحمد الغزالي ومحمد عمارة من جهة أخرى وفيها قال الهضيبي: «نحن نتعبد الله بأعمال النظام الخاص للإخوان المسلمين قبل الثورة».

    وقد قام فقهاء الإخوان الذين كان يُظنُ ببعضهم الاعتدال بتبرير القتل، ومن ذلك موقف محمد الغزالي المشين في الدفاع عن صفوت عبد الغني ورفاقه الذين اغتالوا فرج فودة بعد هذه المناظرة.

    ومن قبل ومن بعد فقد كان واحدا من أهداف إنشاء النظام الخاص هو تنظيم الانقلابات العسكرية، يقول القرضاوي وهو يعدد أهداف النظام: «خامسها: السعي إلى تغيير الحكم العلماني الذي لا يحكم بما أنزل الله.. عن طريق انقلابٍ عسكري تكون طلائعه من أبناء النظام الخاص»، وهو ما طبّقته جماعة الإخوان المسلمين عمليا في السودان وفي غزة.

    * السعودية وربيع الأصولية والفوضى. 2011 - 2014

    * في نهاية 2010 وفي منتصفها بدأت أحداث تونس التي فتحت الباب مشرعا لما كان يسمى خطأً بـ«الربيع العربي» وهو ما اكتشف الأكثرون أنه ليس ربيعا بأي حالٍ وبأي توصيفٍ، وقد انتقلت تلك الأحداث إلى مصر في يناير (كانون الثاني) 2011، وقد حدثت ثلاثة أمورٍ تسترعي الاستحضار في هذا السياق:

    أولا: بعيدا عن المظاهرات في الشوارع التي قامت بها ما كانت تعرف بـ«التيارات الشبابية» فقد دخلت جماعة الإخوان المسلمين في مفاوضاتٍ مباشرة مع رموز النظام الأسبق وعلى رأسهم عمر سليمان.

    ثانيا: حسم الجيش الأمور فأعلن الرئيس الأسبق حسني مبارك تنحيه عن السلطة، فأعلنت الجماعة انحيازها الكامل للمظاهرات في الشوارع. وقامت الجماعة بعملياتٍ واسعة لاقتحام السجون وإخراج عناصرها وعناصر حزب الله اللبناني وعناصر حركة حماس، ومثلها لاقتحام مقرات الأمن والشرطة وإحراق كل وثائق تدينها وتدين تاريخها ورموزها.

    ثالثا: أعلنت الجماعة أنها لا تريد أي سلطة ولن تشارك في أي انتخاباتٍ مقبلة ولن تنافس فيها لا على المستوى النيابي ولا على المستوى الرئاسي.

    في الأمر الأول فإن جماعة الإخوان المسلمين لم تؤمن يوما بأهمية المظاهرات السلمية ولا بدورها وحين اختطف القرضاوي منصة ميدان التحرير في 21 فبراير (شباط) 2011 فإنه كان متسقا مع منهج جماعته الذي رواه بنفسه عن مؤسس الجماعة، وهو ينقل عن حسن البنا موقفه من «المظاهرات السلمية» وصولا لـ«يوم الدمّ» فيقول: «إنّه (أي البنّا) يأسف، لأنّه كان يريدها مظاهرة سلمية، لا لأنّه يعتقد أنّ حقوق مصر تنال بالمظاهرات السلمية فقط، ولكن لأنّه يرى أنّ الوقت لبذل الدمّ لم يحن بعد، وأنّ كل القوّة وكل البأس يجب أن يدّخر ليوم الدمّ» ابن القرية والكتّاب 1/254.

    وأمر القتل والدماء هينٌ لدى جماعة الإخوان المسلمين ولدى القرضاوي نفسه، فمع استمرار الاحتجاجات العربية بدا أنّ القرضاوي يرى أنّ «يوم الدمّ» قد حان فبدأ بإظهار كل القوة وكل البأس، فقام وفي ظلّ الظروف الصعبة التي مرّت بها ليبيا بإصدار فتوى بوجوب اغتيال القذّافي، وعلى الرغم من كل مساوئ القذّافي فإنّ هذه الفتوى خطيرة، وهي فتوى لم تأت بتأثير نشوة الربيع الإخواني فحسب بل هي منهجٌ قديمٌ لدى القرضاوي نفسه حيث يذكر عن نفسه وعن شباب الإخوان «ولقد قابلنا - نحن الشباب والطلاب - اغتيال النقراشي بارتياحٍ واستبشار، فقد شفى غليلنا ورد اعتبارنا» 1/337 بل ومدح عبد المجيد حسن قاتل النقراشي شعرا بقوله:

    «عبد المجيد تحية وسلام أبشر، فإنك للشباب إمام سمّمت ######ا، جاء ######ٌ بعده ولكل ######ٍ عندنا سمّام».

    وهي فتاوى لم تتوقف فأطلقها القرضاوي على آخرين لاحقا. وقد ذكر شكيب أرسلان أنه في «28 يناير/كانون الثاني 1948. قام أحد أعضاء جمعية (جماعة الإخوان المسلمين) عبد المجيد أحمد حسن، باغتيال رئيس مجلس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي» في كتابه «مدونة أحداث العالم العربي ووقائعه، 1800 - 1950» ص 419.

    في الأمر الثاني، فإن الجيش كما حسم الأمر في 2011 فهو فعل الأمر عينه في يونيو (حزيران) 2013، والجماعة تحاكم اليوم على تلك الأفعال التي اقترفتها.

    في الأمر الثالث، فقد تساءل كاتب هذه السطور في 31 يناير 2011 «حول إمكانية ركوب هذه المظاهرات الشبابية من قبل جماعات الإسلام السياسي أو الأحزاب العريقة الأخرى وتجيير تحرّكها لمطالب هذه الجماعات أو الأحزاب، خاصة أنها جماعات وأحزاب ذات تاريخ طويل وتنظيماتٍ محكمة»، وهو ما تكرر أكثر وضوحا بالقول في 21 فبراير (شباط) 2011: «فالإخوان حين يعلنون أنّهم كحملٍ وديعٍ لا يريدون سلطة ولا رئاسة ولا دولة، فإن هذا لا يعني إلا شيئا واحدا هو أنهم متفرّغون للعمل الجادّ والمنظّم على الأرض للسيطرة على المشهد برمّته».

    ثمة أمورٌ ثلاثة بالغة الأهمية هنا: الأول أنّ محاولات تسويق الفصل الحاسم بين جماعات الإسلام المسلّح وجماعات الإسلام السياسي هي محاولاتٌ لا تحظى بالعلمية والموضوعية اللازمة بل هي في أكثرها محاولات تلميعٍ وخدمة وترويجٍ لا تهدف لقراءة وتحليل الأوضاع بقدر ما هي معنية بتبرئة ساحة الإسلام السياسي وتاريخ جماعاته وخطابها وآيديولوجيتها من كل علاقة بالعنف، وهذا أمرٌ دون إثباته خرط القتاد.

    أما الأمر الثاني فهو أنّ حجم الحميمية بين هاتين الجماعتين أو التيارين قد اتضح في كل العمليات السياسية والأنشطة الاجتماعية التي حدثت بعد الربيع الأصولي، وما يجري بينهما من مناكفاتٍ إنما تندرج ضمن فكرة «الخطورة بالقرب» أي إنهما ينطلقان من ذات المنطلقات ونفس الخطاب ويتنازعان عين الشريحة الاجتماعية، فهو خلافٌ يدعو له التشابه لا التناقض.

    ثالث هذه الأمور هو أنّ جماعات الإسلام السياسي بعد وصولها لسدة الحكم تستفيد كثيرا من وجود تيارات وجماعات العنف، فهي تستخدمها في الضغط على مؤسسات الدولة كالقضاء والمؤسسات العامة كالإعلام والفرقاء السياسيين كجبهة الإنقاذ وهي قادرة دائما على التبرؤ من أفعالها، كما أنها تستفيد منها فائدة أكبر في علاقاتها مع الدول الغربية حيث تقول لها إما نحن وإما هؤلاء، ونحن نمثل الإسلام المعتدل وهم يمثلون الإسلام المتطرف، أو بتعبيرنا الإسلام السياسي في مقابل الإسلام المسلح.

    * هنا سنذكر ببعض الأحداث حسب التاريخ.

    * عام 2011 7 مارس (آذار) 2011 وبعد نشوة الربيع، جرى إطلاق دعوة مشبوهة للتظاهر في السعودية عبر مواقع التواصل الاجتماعي شارك فيها بعض المنتسبين لجماعة الإخوان المسلمين وللإسلام السياسي بشكلٍ عامٍ وبعض الناشطين الجدد حينذاك وبعض الحقوقيين وغيرهم في السعودية ليصنعوا نموذجا مشابها لمصر ولم يستجب أحدٌ.

    وقد جاء ذلك ضمن سياق حالة الانتشاء الثورية التي عبّرت عن نفسها بأكثر من طريقة في مصر وفي الخليج، أي دول الاحتجاجات ودول الاستقرار والتي ركبتها جماعة الإخوان وجيّرتها بكافة شعاراتها لخدمة أهدافها.

    * عام 2012

    * إن خيارات الجماعة السياسية بعد وصولها للسلطة توضح بجلاء ما تكنّه هذه الجماعة تجاه الأنظمة العربية المستقرة من عداءٍ، فقد تحالفت بقوة مع الجمهورية الإسلامية في إيران التي تعلن العداء السافر تجاه الدول العربية وعلى رأسها السعودية، وكان ذلك في أبشع مواقف إيران المتمثل بالقتل الممنهج للشعب السوري بكل السبل والوسائل، فالجماعة لم تكتف بالصمت بل انحازت انحيازا واضحا لأعداء الشعب السوري من روسيا إلى إيران، وحين حاولت التغيير في أواخر أيامها فقد استقطبت أسماء الكثير من السعوديين لتأييد الجماعات الإرهابية في سوريا وللتغرير بالشباب السعودي ليشارك في تلك المعارك.

    3 مايو (أيار) 2012 وعلى خلفية أزمة من الأزمات التي افتعلتها جماعة الإخوان المسلمين مع السعودية تتعلق بمحامٍ وناشطٍ مصري ألقت السلطات السعودية القبض عليه بتهمة تهريب المخدرات وصل وفد برلماني مصري إلى السعودية وقابل العاهل السعودي في محاولة لتخفيف التوتر بين البلدين وكذلك لتفعيل المساعدات المالية التي كانت السعودية التزمت بها تجاه الشعب المصري وكذلك الوديعة التي كانت مليار دولار.

    يوليو (تموز) 2012 استقبل راشد الغنوشي بحفاوة وفدا من حزب الله اللبناني للمشاركة في مؤتمر حركة «النهضة» في تونس وهي الحركة التي تمثل جماعة الإخوان المسلمين في تونس.

    11 يوليو 2012 زار الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي السعودية والتقى العاهل السعودي وولي عهده في زيارة جاءت ضمن محاولات جماعة الإخوان المسلمين الاستفادة من السعودية لإدارة اقتصادٍ شبه منهارٍ فجماعة «الإخوان» كانت مضطرة لمجاملة دول الخليج خاصة بعد وصولهم للحكم وإدارة اقتصاداتٍ متقهقرة في دولٍ تتجه لتصبح دولا فاشلة حينذاك، ولو كانوا في بحبوحة من الاقتصاد لقلبوا لها ظهر المجنّ، وهم استهدفوا دولة الإمارات العربية المتحدة حينذاك لأمرين: خوفهم العميق من أن تنقل الإمارات الوعي بخطرهم لغيرها من دول الخليج، وتجربة قدراتهم وتمرين أتباعهم على كيفية التعامل مع بقية دول الخليج حين تصل لحظة الصدام.

    في أكتوبر (تشرين الأول) 2012 اجتمعت قيادات الجماعة في موسم الحج من أمثال المرشد الحالي محمد بديع والقيادي الإخواني ورئيس حزب الحرية والعدالة حينئذٍ سعد الكتاتني والكثير من الرموز الإخوانية وقد كانوا آنذاك لا يفكرون في شيء غير السياسة، وتوطيد أواصر التعاون مع إخوان السعودية والخليج والعالم لخدمة الجماعة تحت ظل المناسك والعبادة.

    وفي نفس الشهر نشر السعودي محمد العريفي - وهو منسوبٌ للإسلام السياسي بشكلٍ عامٍ ولكن مؤهلاته لم تشجع الجماعة على ضمه - تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر يتهجم فيها على دولة الكويت ويشكك في مشروعية حكم الأمير الشيخ صباح الأحمد قال فيها: «أقول لمن ينكر على الكويتيين الأحرار: من خرج بسلاحه على إمام شرعي فيجب حواره قبل قتاله.. فكيف بمن يطالب سلميا ضد إمامٍ غير جامعٍ لشروط الولاية» وقد تراجع عن هذه التغريدة لاحقا تحت ضغوطٍ.

    * عام 2013

    * يناير 2013 وفي ظل تصاعد عمليات الجماعات الإرهابية تحت حكم جماعة الإخوان المسلمين أو مشاركتها في صناعة القرار قامت مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في المغرب العربي الذي ينشط في مثلث الجزائر / مالي / موريتانيا بعملياتٍ إرهابية في مالي وقد أصدر بعض المنتمين لجماعات الإسلام السياسي والسلفية الجهادية في السعودية بيانا جماعيا يؤيد تلك الجماعات في مالي. تبناه موقع المسلم التابع لناصر العمر.

    وفي 7 فبراير 2013 تحدث محمد العريفي في برنامجٍ على قناة الجزيرة القطرية ليقول إن المنتمين لتنظيم القاعدة ليسوا من المتساهلين بتكفير المسلمين وليسوا من المتساهلين في إراقة الدماء، وهو ما تبرأ منه لاحقا بعد ضغوط، وقال في براءته إن البعض أعطاه كتبا فعرف تنظيم القاعدة! هذا مع ملاحظة أنّ الدفاع عن تنظيم القاعدة وأمثاله من التنظيمات العنفية الدموية كان قد أصبح ديدن كثيرين من أتباع الإسلام السياسي ويمكن رصد مواقفهم مما يجري في دولة مالي على سبيل المثال حيث تجد صوتهم عاليا في الدفاع عن «القاعدة» والإرهابيين هناك، وما ذلك إلا لرحم الآيديولوجيا التي تجمعهم والخطاب الذي يوحّدهم.

    وفي مارس 2013 تمّ اغتيال الفقيه السوري محمد رمضان البوطي، وما أثار الاستغراب والحذر في السعودية والخليج هو ردود الفعل من تيارات الإسلام السياسي لديها تجاه عملية الاغتيال فقد كشف كثيرٌ من رموز الإسلام السياسي ومن يسمّون بالحقوقيين أو الناشطين عن حجم الدموية التي كانوا يخفونها من قبل وكاد خطابهم تجاه الحادثة أن يتماهى مع خطاب تنظيم القاعدة من حيث التأصيل والتوصيف والحكم على القضية بما يشمله بالطبع من خلطٍ ساذجٍ أو متعمدٍ بين السياقات المختلفة في سياق الأزمة السورية ما يصدق معه القول، ائتني بحركي أصولي صغير أخرج لك قاعديا كبيرا، وهو موقفٌ جاء في ظل إسراف القرضاوي في إصدار فتاوى القتل والاغتيال لكل من يخالف طريقة الإخوان المسلمين أو مصالحهم.

    ثم جاء الحدث الكبير، ففي 30 يونيو خرج الشعب المصري لتلبية نداء الجيش بمظاهراتٍ تدعمه في إنهاء الأزمة السياسية التي خلقتها جماعة الإخوان المسلمين في السلطة بممارساتها ومحاولاتها الاستحواذ على الدولة المصرية ومؤسساتها المتعددة ومواجهة الإرهاب المحتمل، وكانت الاستجابة عبر مظاهرات غير مسبوقة في تاريخ مصر.

    وفي 3 يوليو 2013 قام الشعب المصري يسانده الجيش بنزع السلطة من يد الجماعة وتحفّظ على الرئيس المعزول محمد مرسي، وأحكم سيطرته على البلاد. وقد رأى الجميع كيف أن جماعة الإخوان المسلمين عادت لما تحسنه طوال تاريخها أي العنف والقتل، وكما قتلت وعذّبت أعدادا من المتظاهرين ضدها سابقا فيما بات يعرف بـ«أحداث الاتحادية» فقد شرعت بالأسلحة الخفيفة والثقيلة في القتل بدمٍ باردٍ لرجال الشرطة والجيش وعامة الناس ويطلق أتباعها النار من مآذن المساجد كمسجد الفتح ويمثلون بالجثث.

    وفي 8 يوليو حشدت جماعة الإخوان المسلمين وجماعات الإرهاب أنصارهم في تقاطع إشارة «رابعة العدوية» التي تحوّل اسم رابعة بعدها لشعارٍ سياسي أطلقه رئيس الوزراء التركي الإخواني رجب طيب إردوغان بناء على خطأ في الترجمة فهو ظنّ أن معنى رابعة هو الرقم أربعة. ومن هناك أطلق القيادي الإخواني محمد البلتاجي تصريحه الذي يدلّ بوضوحٍ على مسؤولية الجماعة عن الإرهاب في سيناء حيث قال: «هذا الذي يحدث في سيناء ردا على هذا الانقلاب العسكري يتوقف في الثانية التي يعلن فيها عبد الفتاح السيسي أنه تراجع عن هذا الانقلاب»، وهو اعترافٌ واضحٌ بأن ذلك الإرهاب يتحرك ويتوقف بأوامر من قيادات الجماعة.

    وقد وقفت السعودية موقفا تاريخيا في دعم استعادة الشعب والجيش المصري لدولته المختطفة من قبل الجماعة، ففي 9 يوليو 2013 مطلع شهر رمضان وفي خطاب الملك السعودي وولي عهده كان التأييد كاملا لخيارات الشعب والجيش المصري.

    وكان الارتياح بسقوط نظام الإخوان المسلمين الأصولي والمعادي لدول الخليج والمنحاز لخصومها قد شمل دول الخليج كافة باستثناء دولة واحدة. في نهاية يوليو 2013 شبّه المرشد العام للجماعة محمد بديع عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي بهدم الكعبة حجرا حجرا وتهجم بشكلٍ مباشرٍ على السعودية، ومثله وأسوأ منه حديث يوسف القرضاوي الذي بعد ثنائه على السعودية وعلمائها قبل فترة وجيزة، عاد لينقض غزله أنكاثا ويتهجم على السعودية والإمارات.

    وخرج بالتزامن مع بديع سعودي من المنتسبين للإسلام السياسي هو محمد الأحمري المشار إليه في الحلقة السابقة. فتهجم على السعودية والسعوديين مشبها مواطنيه السابقين بالبهائم.

    وقد فعل الأمر ذاته عشرات من المنتمين للإخوان المسلمين في السعودية والخليج ممن بدأوا يتهجمون بكل شراسة على دولهم وقياداتهم ويلمحون لتكفيرها ويناصبون أوطانهم العداء الصريح.

    في منتصف أكتوبر 2013 حج الإخوان المسلمون من شتى البلدان ومعهم إخوان السعودية والخليج وتباهوا برفع شعار رابعة وتسييس المناسك مرة أخرى، وكان جمعة أمين نائب المرشد قد حثّ قيادات التنظيم الدولي استغلال موسم الحج واستجاب لدعوته عشراتٌ من التنظيم الدولي ومن إخوان السعودية ونشروا صور الاستجابة في مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يعلمون أن السعودية تحظر أي أنشطة أو شعاراتٍ سياسية في كل شعائر ومناسك الحج.

    * عام 2014

    * في يناير 2014 أصدر مجموعة من المنتسبين لتيارات الإسلام السياسي بأنواعها بيانا انجروا فيه خلف الدعاية الإخوانية وخياراتها الجماعة السياسية وقد تهجموا فيه على حزب النور السلفي بمصر وخياره بالانحياز للدولة والشعب فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية هناك وتبنوا الخطاب الإخواني بحماسة ربما فاق بعضها مواقف الجماعة الأم بمصر، وقد رد عليهم حزب النور عبرة وثيقة جاء فيها «إلا أن الأمر ازداد بدخول كثير من الدعاة إلى الحلبة لينشروا بيانات زاعمين فيها تبرؤ علماء السلفية من حزب النور، مع أن كثيرًا منهم من جماعة الإخوان، وكثيرا منهم من التنظيمات السرورية. وإن كانت النصيحة مقبولة من كل أحد؛ فنريد أن نذكر دعاة الاتجاه السروري أنهم رفضوا كثيرًا من فتاوى علماء ومشايخ كانوا يعدونهم أئمة العصر؛ بدعوى جهلهم بالواقع، فلماذا يتسرعون هاهنا بالكلام على واقع لا يدرونه؟!».

    كما رد عليهم السلفي المصري ياسر برهامي بقوله: «وعذرا لمن هم خارج البلاد من المشايخ والدعاة، لم يكن لكم أن تتورطوا في الإفتاء على واقع لا تعلمونه اعتمادا على نقل من توالونه ولم تسمعوا ممن خالفه، فعسى أن تعيدوا النظر».

    وفي فبراير 2014 كرر يوسف القرضاوي تهجمه على السعودية والإمارات وأن «المصريين يقتلون بملياراتكم» وهو ما استمر على فعله حتى اليوم.

    (عدل بواسطة الكيك on 04-09-2014, 10:31 PM)

                  

04-13-2014, 08:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    الإخوان والسعودية.. القصة الكاملة (الحلقة السادسة والأخيرة)

    إخوان السعودية: أقسامهم ومحاور خطابهم ومكامن خطورتهما

    لرياض اتخذت قرارا تاريخيا بتصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية
    الأربعاء - 9 جمادى الآخرة 1435 هـ - 09 أبريل 2014 مـ

    عبد الله بن بجاد العتيبي


    لا بد من الاعتراف بأن الباحث في هذا الموضوع يواجه صعوباتٍ جمةٍ منها: أولا: شحّ المصادر المستقلة التي تتناوله مباشرةً، ثم ثانيا: السريّة التي تعتمد عليها هذه الجماعة أكثر من اعتمادها على العلنيّة، فما تعلنه لا يعبّر عن حقيقتها بالقدر الذي يعبر عنها ما تخفيه، ولهذا أسبابٌ منها ما يتعلق بالجماعة ومنها ما يتعلق بالدول التي تعاملت معها، وثالثا: إذا كان ما تخفيه هذه الجماعة في بعض الدول التي صُرّح لها بالعمل فيها من دول الخليج تحت مسمّى جمعية الإصلاح كالكويت والبحرين والإمارات، يكتنفه الغموض فكيف بدولةٍ كالمملكة العربية السعودية التي لم تسمح أبدا بقيام مثل هذه التنظيمات! رابعا: تعذّر التواصل مع كثيرٍ من المصادر الشفوية التي يمكن من خلالها تغطية العديد من الجوانب الغامضة وجلاؤها للقارئ.


    يطرح بعض المراقبين تقسيماتٍ للإخوان المسلمين في السعودية، فالبعض يقسمهم فكريا باعتبار بعضهم «بنائيين» نسبةً للبنّا و«قطبيين» نسبة لسيد قطب، والبعض يطرح تقسيمهم حركيا لثلاثة أقسامٍ كالآتي:



    1) إخوان الحجاز: وهم منتشرون في الحجاز والجنوب والمنطقة الشرقية. ولهم وجودٌ لا بأس به في بقية المناطق. ويعدّون أقوى تنظيمات الإخوان في السعودية، فهم الأكثر تنظيما وتأثيرا وانتشارا.



    2) إخوان الرياض أو القيادة العامة: وهم نخبة من الإخوان المسلمين ليس لهم تأثير أو انتشار كبيران، ويكاد نشاطهم يقتصر على المشاركة في بعض البيانات الجماعية التي ظلت لفترةٍ طويلة تمثل أنياب الإسلام السياسي في السعودية من شتى التيارات وبالدمج بينها بحسب كل حدثٍ أو موضوع.



    3) إخوان الزبير: وهم مجموعة من أهل الزبير، أو «الزبارة»، وهم مجموعة من العوائل السعودية هاجرت في السابق لبلدة الزبير في جنوب العراق وانتسب بعضهم لجماعة الإخوان المسلمين هناك، وبعضهم لحق بالتنظيم أثناء الاجتماعات العائلية التي يعقدها أهل الزبير كآلية للتواصل الاجتماعي بينهم بعد عودتهم للسعودية. وهم في الغالبية مسالمون وبعيدون عن الصخب مع بعض الاستثناءات.



    ولا خلاف بين التقسيمين، فالأول فكري والثاني حركيٌ، ونميل للتقسيم الثاني بناء على متابعةٍ طويلةٍ لجماعة الإخوان في السعودية وحواراتٍ ونقاشاتٍ متعددة مع بعض عناصر الإخوان السابقين ومع بعض المراقبين والمهتمين بالموضوع. وثمة مجموعة من الأسماء تنسب لكل فرع من هذه الفروع الإخوانية، لكننا لم نذكرها لعدم توافر المصادر التي يمكن الاعتماد عليها، ولطبيعة السريّة التي تعتمدها هذه التنظيمات.



    غير أننا نجد في موقع «الموسوعة الإخوانية» النصّ الآتي:



    «بدأ نشاط تنظيم الإخوان المسلمين في السعودية بشكل واضح في فترة حكم الملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية في الفترة بين (1964 - 1975). وقتها كانت العلاقات بين السعودية ومصر التي كان يرأسها وقتئذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في أقصى توترها بين الدولتين ذواتي النظامين السياسيين المختلفين جذريا. لاحقا وبعد رحيل الرئيس عبد الناصر، وحدوث تقارب بين خلفه الرئيس أنور السادات والملك فيصل بن عبد العزيز، سعى فيصل لإحداث تقارب بين الإخوان والسادات. سيطر المنتمون للإخوان المسلمين على المناحي التعليمية في الجامعات تحديدا في عقدي السبعينات والثمانينات، وكذلك على المنابر الإعلامية خاصة في فترة حكم الملك فيصل في السعودية».



    وجاء في الموقع نفسه أيضا: «لا يعرف على وجه الدقة عدد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في السعودية، كما أنهم لا يوجد لديهم من يسمى (المراقب العام للجماعة) كما في الأردن وسوريا على سبيل المثال، من أعلام حركة الإخوان المسلمين في السعودية: علي بن عمر بادحدح، عبد الله بن عقيل بن سليمان العقيل، سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، فتحي الخولي، مناع بن خليل القطان»، ونسبة العودة لجماعة الإخوان المسلمين خطأٌ، فهو على الأرجح سياسي مستقلٌ برؤية إخوانية.



    علّق الباحث حلمي النمنم على حديث ولي العهد وزير الداخلية الراحل الأمير نايف المذكور سلفا، والذي اعتبر فيه الإخوان مسؤولين عن «إفساد الأمة واستخدام الدين لتحقيق مآرب سياسيةٍ صغيرةٍ» بقوله: «في ذلك الوقت ظهرت تحليلات عديدةٌ لهذا الموقف من وزير الداخلية السعودي، الذي كان يعبر عن موقف المملكة، من بينها أن الجماعة خرقت اتفاقا قديما مع المملكة بعدم تجنيد أي من مواطني المملكة، لكن تبيّن للمملكة أن الجماعة اخترقت في بعض المدن عن طريق بعض النساء السعوديات وجندتهنّ» حلمي النمنم، «حسن البنا الذي لا يعرفه أحد»، ص 107، وهو يعزو لمجلة «المصوّر» عدد 2 يناير (كانون الثاني) 2003، مقال مكرم محمد أحمد «الوقائع الخفية بين السعودية والإخوان المسلمين».



    لقد كانت إحدى الفوائد التي تمخّضت عنها الأوضاع الجديدة بمصر هي افتضاح العديد من الأتباع في السعودية بأسمائهم وكلماتهم المعلنة والموثقة وبياناتهم الجماعية التي اعتادوا على مثلها زمنا طويلا. ولكن قبل الدخول في هذا، فقد كانت لديهم مهماتٌ خطيرةٌ، ومن أهمها محاولة خلق خطابٍ ديني جديدٍ يبرر خيارات الإسلام السياسي في السلطة، وهو ما كان متوقعا أن يأتي من جماعة الإخوان المسلمين الأم بمصر، لكنّ المثير هو أنّ مثل هذا الطرح التأصيلي الشرعي لخيارات الإسلام السياسي في السلطة جاء من السلفية السياسية في السعودية وتحديدا من بعض باحثيها ورموزها وتياراتها الجديدة التي تدمج السلفية بالحركية تحت مسمياتٍ متعددة لا تفترق في التسمية إلا بقدر ما تتفق في الرؤية، سواءً تعلّق الأمر بخيارات الإسلام السياسي في دول الربيع الأصولي أو في دول الخليج كالسعودية والإمارات والكويت، والسلفية السياسية كما هو معلومٌ هي وليدٌ خداج بين الإخوان المسلمين والسلفية التقليدية.



    اعتمد خلق ذلك الخطاب على عدة محاور في تشكيله:

    أولا: المحور الفقهي

    وهو محورٌ اعتمد على تقديم محاولاتٍ فقهيةٍ جديدةٍ تمنح مجالاتٍ أرحب في التعامل مع مؤسسات الدولة وبيروقراطيتها والبنوك من خلال المصرفية الإسلامية أو تجاه ظاهرة الأسهم أو نحوها مما يسمّيه الفقهاء بفقه المعاملات، وذلك لتسويق الخطاب لدى السياسي بأنه عملي ومنفتحٌ، ولتسويقه لدى العامة باجتذابهم للتسهيلات الفقهية التي يقدمها لهم فيكتسبهم أتباعا يمكنه توظيفهم كداعمٍ سياسي.


    الثاني: المحور التاريخي



    وهو محورٌ أريد به إعادة كتابةٍ جديدةٍ للمشهد التاريخي في السعودية، بحيث تتم إعادة رسم المشهد بأولويات ومعايير جديدةٍ يراد منها بناء جذورٍ تاريخية ودينيةٍ لتيارٍ جديدٍ يتشكل وهو في مرحلة تطويرٍ مستمرةٍ، وهو ما كان من الممكن رصده في كتبٍ ومقالاتٍ وتدويناتٍ متعددة.



    الثالث: المحور الحقوق

    بحيث يتم تصعيد هذا المحور سياسيا ودينيا على مستوى الخطاب وعلى مستوى الممارسة ليصبح أداة ضغطٍ سياسيةٍ يمكن من خلالها وبالتحالف مع المؤسسات الغربية، حكوميةً أو حقوقية أو إعلامية، لتشكيل ضغط على صانع القرار السياسي بل والتوجه السياسي بشكلٍ عامٍ.



    الرابع: المحور المفاهيمي



    وهو المحور الذي تتم فيه إعادة خلط المفاهيم عبر غربلتها وتفتيتها وإعادة بنائها من جديد، وهي عملية تتم على نحو جزئي يراد له التكامل لاحقا، وهي تخرج منجّمةً حسب الحوادث والمستجدات، ولنأخذ مفاهيم من مثل مفهوم «التوحيد» أو مفهوم «الدولة»، مفهوم «الشريعة» أو مفهوم «العدالة»، ونحوها من مفاهيم دينية لها دلالاتٌ تراثيةٌ في النظرية السياسية السنية تتم إعادة تفسيرها بهدف أدلجتها وتوظيفها سياسيا، أو مفاهيم غربية كـ«الديمقراطية» أو «الحرية» تتم إعادة تبيئتها داخل منظومة الخطاب الديني الجديد بهدف إعادة إنتاجها لتوظيفها سياسيا.



    خامسا: المحور السياسي



    وهو المحور الرئيس الذي تقود إليه بقية المحاور، بحيث يتمّ في هذا المحور تحصيل نتائج جميع المحاور السابقة في بناء خطاب وتوجه سياسي يكون من القوة بمكان يستطيع فيه فرض نفسه على المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي برمّته.



    يقوم هذا الخطاب على توظيف المفاهيم السلفية التقليدية مع تفريغها من محتواها العقدي إلى محتوى آيديولوجي سياسي صرف، فمثلا يتمّ تحويل مفهوم «التوحيد» الذي ينشغل بعلاقة العبد بربه «حق الله على العبيد» إلى «توحيد سياسي» ينشغل بعلاقة العبيد بالعبيد كما طرح حسن حنفي قديما، فينشغل بالتالي بالتوازنات السياسية وطبيعة الدول وأشكال الحكم وتعزيز المعارضة السياسية باعتبارها توحيدا دينيا. لقد انخرط إخوان السعودية وسروريوها وسلفيوها المسيّسون في الحدث المصري، وتبنوا جميعا خطاب جماعة الإخوان المسلمين المتشدد وغير الواقعي جملة وتفصيلا، وقسموا الشعب المصري لإسلاميين من جهةٍ، وكفار ومنافقين من جهةٍ أخرى، وقد جاء موقف حزب النور السلفي ليفضح هؤلاء الخليجيين عقديا وواقعيا بعدما فضحوا أنفسهم سياسيا، ومن هنا فلا غرو أن تقوم دول الخليج بإجراءاتٍ قانونيةٍ أو نظاميةٍ ردا على هذين الافتضاحين.



    أخيرا، وباعتبار ما تقدم، فهل يشكل إخوان السعودية خطرا؟ وإن كانوا كذلك فأين تكمن تلك الخطورة؟



    أما أنهم يشكلون خطورةً فبالتأكيد نعم، لأسباب متعددة سبق بسطها وتوضيحها، وأما أين تكمن تلك الخطورة ففي عدة مستويات:



    المستوى الأول: عدم وجود سياسة خليجية موحدة تجاههم، وبخاصةٍ في ظلّ مساندة إحدى دول الخليج، وانحيازها لهم واستقطابهم وتقديم أنواع الدعم المادي والمعنوي لهم، وهو ما اتجهت السعودية لحسمه عبر مواقف حازمة.



    المستوى الثاني: تغلغلهم في مؤسسات الدولة حسب الخطة التي اعتمدتها جماعة الإخوان المسلمين، وحسب تنظيرات العراقي محمد أحمد الراشد المذكورة سلفا، وتسنمهم لمناصب شديدة الأهمية والحساسية.



    المستوى الثالث: خبرتهم الطويلة في العمل السري الموالي لأجندة الجماعة الأم والتنظيمات المحلية السرية وبالتالي القدرة على الاستمرار والتخفي.



    المستوى الرابع: سيطرتهم على موارد مالية ضخمةٍ سواء من خلال مؤسسات رسمية أو خيرية.



    المستوى الخامس: سيطرتهم مدة طويلة على مؤسسات التعليم العام، وبالتالي اعتقالهم لأفكار أجيال من المسؤولين الذين وإن لم ينتسبوا لهم علنيا لكنهم تخرجوا من مدرستهم وتم اعتقال أفكارهم وتصوراتهم.



    المستوى السادس: سيطرتهم على التعليم العالي لعقودٍ نحّوا فيها خصومهم وقدّموا رموزهم، وبالتالي فهم يسجلون حضورا لافتا ومستغربا في الجامعات.



    المستوى السابع: قدرتهم الخطيرة على نشر الضغائن وإثارة الإحن بين المواطنين واستغلال مطالب عامة أو أخطاء معينة لشق الصفوف، وهو ما يرجح عودتهم إلى ذلك في المرحلة المقبلة.

    الخاتم

    أصدر العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في 3 فبراير (شباط) 2014 أمرا ملكيا جاء فيه أنه «انطلاقا من مقاصد الشريعة.. وتأسيسا على قواعد الشرع بوضع الضمانات اللازمة لحفظ كيان الدولة من كل متجاوزٍ للمنهج الدستوري المستقر عليه في المملكة العربية السعودية بما يمثل نظامها العام.. وانطلاقا من واجبنا نحو سد الذرائع المفضية لاستهداف منهجنا الشرعي وتآلف القلوب عليه من قبل المناهج الوافدة، التي تتخطى التبني المجرد للأفكار والاجتهادات إلى ممارساتٍ عمليةٍ تخلّ بالنظام، وتستهدف الأمن والاستقرار.. وتلحق الضرر بمكانة المملكة عربيا وإسلاميا ودوليا... وعملا بقواعد المصالح المرسلة في فقهنا الشرعي»، ثمّ سرد الأمر الملكي مجموعة من العقوبات تتراوح بين الثلاث سنوات إلى الثلاثين عاما على بعض الأفعال والتصرفات كـ«المشاركة في أعمالٍ قتاليةٍ خارج المملكة.. أو الانتماء للتيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظماتٍ إرهابية داخليا أو إقليميا أو دوليا».



    ويشمل الأمر الملكي «التأييد» أو «التبني للفكر والمنهج» أو «الإفصاح عن التعاطف» أو «تقديم الدعم المادي والمعنوي» أو «التحريض» أو «التشجيع» أو «الترويج» بأي شكلٍ وأي وسيلة، ثم الأمر بتشكيل لجنةٍ تنفيذيةٍ وآلية للمتابعة مرتبطةٍ بالملك، ومنح مهلةً تمتد لثلاثين يوما من تاريخ نشر الأمر الملكي.



    كان الأمر الملكي صانعا لتاريخٍ جديدٍ في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي والعالم أجمع، وقد جاء البيان الذي أصدرته اللجنة التنفيذية التي تمثلها وزارة الداخلية السعودية في 7 مارس (آذار) 2014 لينهي الجدل ومحاولات التشويش التي اتبعها إخوان السعودية ومن في حكمهم ويضع النقاط على الحروف.



    سمّى البيان عددا من الحركات والتنظيمات وشمل حركات الإسلام السياسي وحركات العنف الديني بشقيها السنّي والشيعي، ومن أهمّ ما جاء في البيان تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعةٍ إرهابيةٍ، وهو تصنيفٌ مستحقٌ فهذه الجماعة هي الأب الشرعي لكل جماعات الإسلام السياسي المعادية لأوطانها ولجماعات العنف الديني، وتاريخها مع السعودية المعروض أعلاه كافٍ في تبيان طبيعتها وطبيعة علاقتها بالسعودية.



    أخيرا، فإنه ما من شكٍ في أن المهمة السعودية الجديدة جليلةٌ وليست سهلةً بحالٍ في مواجهة جماعاتٍ وتياراتٍ ورموزٍ بهذا التاريخ وهذا الحجم، لكن الكبار مهمتهم مواجهة الكبير من التحديات، وهو أمرٌ يتطلب استراتيجيةً كاملةً وطويلة الأمد تشارك فيها كل مؤسسات الدولة المعنية باستقرار البلاد

    الدين والسياسة بين السعودية والإخوان


    > منذ قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الإمام الراحل عبد العزيز آل سعود، وثمة ارتباطٌ معلنٌ بين الديني والسياسي في البلاد، وذلك يأتي امتدادا للدولتين السعوديتين الأولى (1744 - 1818) والثانية (1824 - 1891).



    كان هذا الارتباط نابعا من قناعة الملك عبد العزيز بأهمية العامل الديني في تحريك شعوب الجزيرة، وعلى وجه الخصوص في نجد، لأنه العامل السياسي المهم في توحيد كلمة علماء الدين، وتوحيد القبائل البدوية المختلفة وإخضاعها لسلطة الدولة، بل وتوظيفها كجيش قوي مهيبٍ يوطّد الأمن داخل الدولة، ويرهب الأعداء الخارجيين، وذلك في ما عرف بـ«حركة الإخوان».



    كان الملك عبد العزيز قائدًا سياسيًا فذًّا، وكان وعيه السياسي متقدما على مجتمعه وعلى الأحداث التي تدور فيه وحوله، ومن الطبيعي أن تكون هناك صداماتٌ بينه وبين بعض علماء الدين حول بعض المسائل التي يتشددون فيها على الرغم من عظيم حاجة الدولة لها. أخذت هذه الصدامات شكلا تصاعديا مع اتساع الدولة، وضمّها للحجاز والجنوب والشمال. ونذكر على سبيل المثال: المنتجات الحديثة كالبرقية، واللاسلكي، والتليفون، ونحوها، وتحريم تعليم الأولاد، والموقف من الشيعة، والموقف من علماء الحجاز الصوفية، والموقف من التعامل مع بريطانيا، ورفض استخراج ماء زمزم بالآلات الحديثة، وغيرها من المسائل التي ربما نظر إليها البعض اليوم على أنها مسائل ########ةٌ، لكنها حينذاك كانت تتطلب الكثير من الحكمة المقرونة بالحزم في التعامل معها.



    وعلى الرغم من قوة العلاقة بين الديني والسياسي في الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة فإن ثمة وعيا سياسيا لدى القائد السياسي يختلف تماما عن العالم الديني، وبخاصةٍ في الدولتين السعوديتين الثانية والثالثة.



    وتذكر مي الخليفة، كشاهدٍ على الوعي السياسي بطبيعة العلاقة بين الديني والسياسي لدى القائد السياسي، عن الإمام فيصل بن تركي أنه قال مخاطبا «بيلي» الإنجليزي الأول، الذي دخل عاصمة الدولة في نجد: «إننا لا نخلط بين الدين والسياسة» (سبزآباد ورجال الدولة البهية: قصة السيطرة البريطانية على الخليج، الطبعة الأولى 1998 المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ص 132).



    وينقل أمين الريحاني حوارا مع الملك عبد العزيز جاء فيه: «سؤالي الأوّل: هل ترون من الواجب الديني، وهل ترون من الواجب السياسي، أن تحاربوا المشركين حتى يديّنوا؟ فأجابني قائلا: السياسة غير الدين» (ملوك العرب، الطبعة الثامنة بلا تاريخ نشر، بيروت، دار الجيل، ص 584).



    ويقول في الكتاب نفسه عن الملك عبد العزيز: «ولا يبالي إذا كان المشايخ والعلماء لا يرضون دائما عن هذه الخطة العمرانية، إذ ليس لهم أن يعترضوه بشيء في سياسته الداخلية والخارجية».



    لقد فهم العلماء هذا الموقف من الملك عبد العزيز فهما واضحا، ينقله الملك عبد العزيز بنفسه، فمن كلمة له مع لجنة التحقيق الأميركية البريطانية في 9 مارس 1946 بالرياض علّق على كلمته التي ألقاها في مكة، ودعا فيها للوقوف مع بريطانيا قائلا: «وعلى أثر ذلك تلقّى علماؤنا كتبا من العلماء في بلاد المسلمين، تنتقد موقفي. ففاتحوني بما جاءهم، وأبدوا لي أنهم لا يتعرّضون للمسائل السياسية» (الزركلي).



    ولمّا جاءه مرةً بعض المشايخ برسالة في الردّ على الشيعة يريدون السماح بنشرها، أخذها منهم، ثمّ في اليوم الآخر «سلّمهم الرسالة، مليئةً بالحذف والإثبات، بخطه وقلمه، وقال لهم: إنّكم أصحاب دينٍ ولستم أصحاب سياسةٍ». والملك عبد العزيز قال للريحاني: «هذا الحسا، عندنا هناك أكثر من ثلاثين ألفا من أهل الشيعة وهم يعيشون آمنين لا يتعرض لهم أحد. إلا أنا نسألهم ألا يكثروا من المظاهرات في احتفالاتهم».



    ويقول الملك عبد العزيز لحافظ وهبة إنه التقى بعض كبار رجال الدين في عام 1931 لمّا علموا بعزمه على إنشاء محطات لاسلكي في الرياض، وبعض المدن الكبيرة من نجد.. «فقالوا له: يا طويل العمر، لقد غشّك من أشار عليك باستعمال التلغراف وإدخاله في بلادنا، وإن فيليبي سيجرّ علينا المصائب، ونخشى أن يسلّم بلادنا للإنجليز، فقال لهم الملك: لقد أخطأتم فلم يغشنا أحد، ولست - ولله الحمد - بضعيف العقل، أو قصير النظر، لأخدع بخداع المخادعين، وما فيليبي إلا تاجرٌ. وكان وسيطا في هذه الصفقة، وإن بلادنا عزيزةٌ علينا لا نسلمها لأحدٍ إلا بالثمن الذي استلمناها به. إخواني المشايخ، أنتم الآن فوق رأسي. تماسكوا بعضكم ببعضٍ لا تدعوني أهزّ رأسي فيقع بعضكم أو أكثركم، وأنتم تعلمون أن من وقع على الأرض لا يمكن أن يوضع فوق رأسي ثانيةً». (حافظ وهبة، جزيرة العرب في القرن العشرين، القاهرة، دار الآفاق العربية، الطبعة الأولى 2000 ص 283).



    اعتاد علماء الدين على مخالفة الملك عبد العزيز لهم في جملة من القضايا. يدل على هذا ما قالوه لحافظ وهبة، عندما ناقشهم في اعتراضهم على تعليم الأولاد بسبب: الرسم واللغة الأجنبية والجغرافيا، عن الملك عبد العزيز: «وإن خالفنا فليست هذه أوّل مرةٍ يخالفنا فيها».



    ويذكر آرمسترونغ المعنى نفسه عن الملك عبد العزيز قائلا: «إن ابن سعود إنما خضع لإرادة العلماء في أمور الدين. لكنهم عندما قدّموا له النصح في أمورٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ لا يرى رأيهم فيها، أمرهم بالرجوع إلى كتبهم».



    ولإيضاح اختلاف التصوّر حول هذه المسألة بين السعودية والإخوان، وثبات الموقف السعودي وتقلبات الموقف الإخواني، قارن كمثالٍ فحسب بقول حسن البنا في كتابه «مذكرات الدعوة والداعية» ص 137 «ولا ذنب لنا أن تكون السياسة جزءا من الدين». وقارن كذلك بقول يوسف القرضاوي في كتابه «فتاوى معاصرة»، المنصورة، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة 1994 الجزء الثاني ص 624: «الإسلام لا يكون إلا سياسيا»، مع ملاحظة أن حسن البنّا سبق أن قال في حوارٍ معه: «ما لنا بالسياسة علاقة» (محمد التابعي، مجلة «آخر ساعة»، العدد الصادر بتاريخ 5 مارس 1946. بواسطة: يوسف القرضاوي، ابن القرية والكتّاب، القاهرة، دار الشروق، الطبعة الأولى 2002 ج1 ص 255).

    -----------------
    .سالم حميد

    قطر إلى أين؟
    تاريخ النشر: الأحد 13 أبريل 2014
    مازال المراقبون يستغربون لبعض المواقف في منطقة الخليج العربي، التي تحاول أن تمكن التنظيم الإخواني المتأسلم، الذي تخندق في قطر بعدما ضاقت به سبل الحياة بافتضاح أمره بين أفراد شعبه، من جعل المنطقة تعيش على هذا الإيقاع الناشز من القلق. فوجود قادة «الإخوان» في قطر ما كان سيسبب مشكلة حال التزامهم بآداب الضيافة التي أقرّها الإسلام، وسقط التنظيم في مختلف امتحاناتها، غير أن نوايا أولئك القادة المتأسلمين التي فضحتها فعائلهم هي ما جعلت القبول بوجودهم في الخليج ضرباً من المستحيل. فقبول دول الجوار الخليجي بوجودهم في قطر سيجرّ لعواقب وخيمة. غير أن ما بقى حتى الآن طيّ الكتمان هو سرّ التمسّك القطري بقادة «الإخوان»، ودعم التنظيم، والاستماتة في سبيل إنقاذه من واقع الفناء! فقطر رأت بأم عينيها ما فعله التنظيم في موطنه، ففي كل تاريخه المخجل، دأب على دخول التحالفات بنوايا الغدر، ما جعل كل الأنظمة السياسية التي حاولت مهادنته تكتشف سريعاً أنها كانت مخطئة في تصديق وعوده وتعهداته، وحتى في البلدان التي هاجر إليها بعدما ضاق به موطن نشأته، كان يصافح أنظمتها بيد، وينسج الخلايا السرية في مجتمعاتها باليد الأخرى، ويسعى سريعاً لاحتلال مرافق الحياة، ومحاولة أخونة المجتمع، حتى إذا ما أحسّ باشتداد عوده، انقلب على الحكومة التي آوته وتعاهدت معه. فعندما احتضنت قطر قادة التنظيم وتحالفت معهم، لم تقرأ هذا التاريخ ولم تتوقف كثيراً عند مسيرتهم الطويلة المزدحمة بالمحطات البائسة المخجلة، التي رفعت شعار الإسلام زيفاً، لترتد به قرونا إلى الوراء، وتصل به إلى مرحلة غير مسبوقة من التشويه، لأنها لو قرأت التاريخ لأدركت أن التحالف مع الإخوان المتأسلمين لا يختلف في مضمونه عن الانتحار، فوجود أعضاء أو قادة التنظيم في أي مكان، كدخول السم القاتل إلى الجسم، وقطر على أية حال لن تكون أغلى عند قادة التنظيم من أوطانهم التي باعوها وحاولوا تخريبها وقتل من فيها حينما اشتدّ البأس وانكشف المستور في التنظيم المدمّر.

    ولم تعد أخونة الدولة القطرية التي سكتت عنها الكثير من وسائل الإعلام أمراً خافياً، فالإعلام القطري تمت أخونته بالكامل، وهو ما نلحظه في الخطب الاستهدافية لشيخ الفتنة المدعو يوسف القرضاوي على منابر المساجد، أو منبر الجزيرة أو شاشة التليفزيون القطري، وصورته كثيراً ما تصدرت كبريات الصحف القطرية التي أغدقت عليه بالمديح والثناء، وقد شجعه هذا الأمر على استخدام الفيتو الإخواني في التصريحات، التي يفترض أن تصدر عن الجهات الرسمية، غير أنه دائماً ما كان يقحم نفسه في ذلك دون أن تحرّك الجهات الرسمية ساكناً، وحتى الكثير من وسائل الإعلام اعتادت على سؤاله عن الكثير من الأمور التي تخص قطر، ولم يحدث أن أجاب عنها ولو لمرة واحدة إجابة تنم عن عدم معرفته بها، أو حتى التلميح بأن هذه الأمور يجيب غيره عنها، أو أنها لا تدخل ضمن اختصاصه.. وهو ما أحار المراقبين عن الموقع الفعلي لشيخ الفتنة في قرارات السياسة القطرية.

    وبعد أن أحسّت قطر بحاجتها لدول الخليج بعد الحركة البسيطة التي تمثّلت في سحب السفراء، لم تدّخر جهداً للالتفاف على الأمر حتى لو استدعى ذلك جولة الأمير بنفسه في بعض الدول بحثاً عن مأوى يستأجره لإيواء قادة «الإخوان»، وهي جولة جاءت في توقيت غريب، وشابتها التكهنات العديدة وسط الصمت القطري عن الأسباب الحقيقية لتلك الزيارات، وما دار في كواليسها، غير أنها لم تخف الهبات الضخمة التي بدأت تنثرها هنا وهناك في استعراض عضلات قصدت به إرباك مسيرة الأحداث في المنطقة. فلو صحّت توقّعات المراقبين حول أسباب هذه الجولة المكوكية التي شملت دولا تعاني من أزمات اقتصادية ومجتمعية في قارتي أفريقيا وآسيا، فإن ذلك يعني أن السياسة القطرية امتزجت أكثر بأنانية الفهم الإخواني المتأسلم، إذ ما ذنب الدول التي تريد قطر وضعها في مواجهة مع دول الخليج الأخرى التي تربطها علاقات رائعة مع مختلف دول العالم؟ أليس في هذا الأمر حرب للدول الخليجية في علاقاتها بتلك الأطراف؟ أليس الأمر محاولة للخروج من مشكلة بأخرى أكبر؟

    من البديهي في حال نجاح قطر في إيجاد مأوى لقادة «الإخوان»، أنها ستلتزم بترتيب هذا المأوى، ورعاية من فيه، ومساعدتهم على الاستمرار النسبي في استعادة «حقهم المسلوب»، كما ترى قطر وجزيرتها في خيار الشعب المصري بعزل المخلوع محمد مرسي العيّاط. لاشك أن قادة «الإخوان» سيحاولون الانتقام لكرامة الحليف الداعم التي هزمتها قرارات السيسي مدفوعاً بالشعب المصري، وأيضاً تلك الإهانة الكبيرة من جاراتها اللاتي أجبرنها على طرد أعزّ أحبابها، كما ترى ذهنيتها التفسيرية للأحداث! فالبحث عن مقر لـ«الإخوان» في أي مكان من العالم لا يمثل بالنسبة للتنظيم الدولي لـ«الإخوان» وقطر أبعد من مفهوم البحث عن ميدان لاستخدامه في التدريب على القتال، وستكون أول ضحايا هذا التدريب البلاد التي توافق على تأجير ميادينها، لأن من يتم تدريبهم على القتال هناك، لابد من تجريبهم في ذات الموقع قبل الدفع بهم إلى ساحات المعارك، وهي ليست المرة الأولى التي يشهد فيها العالم أحداثاً مشابهة، فوجود تنظيم «القاعدة» في باكستان مثلا أرهق ذلك البلد بمحاولة إخراج التنظيم دون جدوى، ووجود بن لادن على أراضي أفغانستان أطاح بحكومة الملا عمر التي احتضنته. والتنظيم الإخواني وحاضنته الحالية يحفظان هذه المعلومة جيداً، فلماذا تريد قطر توريط دولة يفترض أن تكون قد وثقت بها، وقامت بحلّ مشكلة كبيرة لها دون أن تتوقع منها جزاء سنمار؟!

    وحتى في حالة عدم صحة بحث قطر عن مأوى لقادة «الإخوان» خلال الجولة المذكورة، فإنها بزيارتها لتونس مثلا خلقت مشاكل كبيرة جراء الشائعات التي سرّبها التنظيم الإخواني حول موافقتها على إيواء القرضاوي، فإلى أين سيمضي هذا التحالف اليائس الذي ضاقت عليه الدنيا بما رحبت؟



    إ جريدة الاتحاد
    الأحد 13 جمادى الآخرة 1435هـ - 13 أبريل 2014م


    --------------------------------

    خليل علي حيدر

    أوهام «الإخوان».. ومعجزات «المرشد»!
    تاريخ النشر: الأحد 13 أبريل 2014
    وضع «الإخوان المسلمون» ثقتهم الكبرى بالتربية الحزبية ضمن جدران الجماعة ووسائلها، وبمرشدها حسن البنا الذي رفعوا مكانته و«معجزاته» حتى بات في نظر الكثيرين منهم شخصية خارقة أعدته المشيئة الإلهية لقيادة هذه الجماعة المباركة.. وكان مرور عضو الجماعة عبر السنين في قنوات التنظيم ودهاليزه، وتشبعه بأفكار الإخوان والتمرس في طاعتها والخضوع لها واتباعها من أركان بناء الشخصية «الإخوانية» والولاء الحزبي حتى اليوم.

    وفي قراءة للأستاذ طارق البشري لـ «مذكرات الدعوة والداعية»، يقول البشري إن سلوك المرشد مع معارضيه داخل الحزب اعتمدت على «تفتيت القوى المعارضة وتوريط المعارضين في الأخطاء وإظهار نفسه بمظهر البريء المخدوع المعتدى عليه، والعفُو المتسامح مع المعتدين عليه».

    ويضيف البشري أن البنا «كان حريصاً في مذكراته أن يرسم هذه الصورة لنفسه عند حديثه عن أي واقعة خلاف حدثت معه. وعندما لا تكون ثمة معارضة وتُلتقط بذورها باعاً، وعندما لا يكون ثمة أنداد وترتفع الهامة على سائر القرناء ويصير الباقون أتباعاً، وعندما تتجسد الدعوة في شخص يصير رمزاً لها، ويمارس أعماله من خلال الآخرين فترتد إليه فضائلهم ولا يبدو منه إلا الوجه الناصح والساعد القادر، ويتحمل الآخرون ما يثير النقد ويكشف الوهن، عندئذ يبدو الزعيم لا ككل الناس، جمعاً للفضائل وبراءة من العيوب وامتلاء بالحكمة والكفاية والاقتدار». وفي مذكرات «الدعوة والداعية»، يُلاحظ حرص المرشد عند الحديث عن نجاحه في أي من أمور الدعوة المهمة، أن يصفها بأنها تمت في سهولة ويسر وبساطة «غريبة» إشارة إلى العناية الإلهية، وأن «الأقوال أو الأسماء ذات الأهمية في تكوين الجماعة إنما كانت تأتي إليه عفو الخاطر، رأى في نومه وهو طالب إنه يراجع صفحات سُئل فيها فعلاً في امتحان الغداة».

    وقد عمد الكثير من «الإخوان» القدماء والمحدثين إلى إصدار مجموعة كبيرة من كتب وكراسات لتمجيد المرشد والترويج للخوارق والعجائب والمعجزات في حياة حسن البنا، بل إن والده خطب ذات مرة بعد اغتيال المرشد، «حكى فيها كيف كان الإمام رضيعاً في شهره السادس يستغرق مع والدته في النوم وتجثم بجواره أفعى ممدودة الرأس إلى رأسه».

    وساهم المرشد بنفسه في رواية بعض صور العناية الإلهية التي كانت ترعاه منذ صغر سنه.

    وينقل « فتحي العسال» في كتابه "حسن البنا كما عرفته" عن صحيفة «الإخوان المسلمين»، العدد الممتاز الصادر بمناسبة مرور عشرين سنة على تأسيس الجماعة سنة 1948 قصصاً ومعجزات وخوارق فيقول:

    «حكى المرشد عن نفسه قصصاً في هذا الصدد، إذ وقع بيت عليه وعلى أخيه فلم ينجهما منه إلا استناد السقف على حاجز السلم، وأن وقع من ارتفاع ثمانية أمتار فأنجاه ملطم للمونة، وان امتد حريق إلى ثيابه وهو صغير فأغاثه رجال المطافئ، وأن جمحت به فرس تحت حاجز كاد أن يطيح برأسه، فألهمه الله فاستلقى على ظهره حتى اجتاز الحاجز».

    وتمتلئ سيرة المرشد الذاتية «مذكرات الدعوة والداعية» بحب الذات والمثالية والخطابية ولوم الآخرين. وهي صفات أورثها المرشد لجماعته مع الوقت. ويقول البشري إن مرشد «الإخوان» كان واضح الحرص «على أن يكون هو مصدر كل شيء، حاكماً بالفشل على ما يُبنى بغير أسلوبه، رافضاً الاعتماد على من كانت له أساليبه الخاصة وعلى من نظر إليه نظرة الأنداد. وكان المرشد يفقد الثقة في قدرة الآخرين على القيام بعمله أو مشاركته فيه». كان يرى أن الكل ضعاف ويشكو من أنه يجد نفسه بين «ضعف الأمين وخباثة القوي، وتعني هذه النظرة أن الأمين عنده هو الضعيف وأن القوي مصدر للخطر وخبث مستتر، وهي نظرة يبدو أنها تلازم التسلط الشخصي».

    تمكنت حركة الإخوان كما بيّن «البشري» من الصعود السياسي، ونما نفوذها بدعم من السلطة الملكية، إلى ما في الحركة نفسها من خصائص ومؤهلات للانتشار، باستخدام الشعارات الدينية السياسية والشعبوية. وكانت السلطة الملكية بحاجة ماسة مع عام 1938، إلى «ما يعزل حزب الوفد ويحطم زعامتها، باعتبارها الزعامة الجماهيرية الوحيدة وقتها»، كما يقول البشري.

    وانفتحت التسهيلات الحكومية في وجه «الإخوان» والمرشد، حيث نادوا ضمن مطالبهم بما يزعزع النظام الحزبي برمته، وإلغاء القوانين الوضعية المستوردة، وروّجوا لنموذج زعامي شمولي متأثر بالأنظمة الفاشية والشمولية، ضمن غلاف من الآيات والأحاديث والفتاوى، وبحديث غامض لا ينقطع عن «النظام الإسلامي» والخلافة والإشادة بالملك فاروق في بعض المناسبات.

    من جانب آخر «انجذب الكثيرون إلى الجماعة كنوع من رد الفعل التلقائي لمشاكل تطور المجتمع المصري خلال عشرات السنين السابقة، إذ طرأ على المجتمع المصري خلال المرحلة السابقة تغييرات سياسية واقتصادية وحضارية عميقة ومتنوعة، بعضها يحمل علامات استنارة وتقدم وتحرر، وبعضها يحمل علامات استعمار وظلم وإفقار. ومسّ ذلك كيان المجتمع في عمومه، وأثّر في كافة العلاقات الاجتماعية والطبقية والأنماط الفكرية وعادات المعيشة بالخير والشر معاً، وبما استشعر به الكثيرون الرضا والسخط مجتمعين.

    ويحاول «البشري» الإجابة عن سؤال وجيه وهو: لماذا لاقت دعوة «الإخوان» في المجتمع المصري، وفي هذه المرحلة، كل هذا الترحيب والإقبال؟ السبب الأساسي في اعتقاده، فشل الآمال الشعبية التي عُقدت على وعود ثورة 1919.

    «كان لدى الشعب عامة بعد ثورة 1919 الأمل في تحقيق جلاء المحتل وإشاعة الديموقراطية السياسية، وأن تنحل بتحقيق هذين الهدفين كافة مشاكله، وأن يستطيع استخلاص خير الجديد من شره. وتعلقت الأبصار بالوفد خلال العشرينيات ليقود المجتمع إلى هذه الغاية، فلما تلكأ تحقيق هذين المطلبين وانكشف من المشاكل الاجتماعية ما ظهر به أنهما غير كافيين لحل هذه المشاكل، تشعّبت الأنظار وحاول الكثيرون تلمس الحلول في أساليب أخرى أو أهداف مغايرة، واتسمت الفترة من أواخر العشرينيات إلى الثلاثينيات بالانقلابات الدستورية والصراعات التي تدور في دائرة شبه مغلقة بين الوفد وأعدائه، وبدا للبعض أن المؤسسات السياسية التي نجمت عن ثورة 1919 لا يظهر في الأفق أنها قادرة على تفريج أزمة المجتمع، وثار الشك حول قدرة الوفد على إحداث التغييرات المطلوبة، وانتكس تفاؤل العشرينيات في نظر الكثيرين إلى تشاؤم وحيرة وخوف أن يسير المستقبل على نفس المنوال».

    أفسح هذا العجز السياسي والصراع النخبوي، مع استمرار المشاكل المعيشية دون حل، المجال لـ«الإخوان» بالدعوة إلى «الحلول الإسلامية»، ووجدت وعودهم أرضية خصبة للانتشار.

    فشلت النخبة المصرية بعد عام 1919 في الارتقاء بالمجتمع المصري كما فعل اليابانيون مثلاً بعد «ثورة الميجي» في القرن التاسع عشر. «هنا» يقول البشري: وجدت جماعة الإخوان أرضها. ويضيف: «كانت الحزبية من ثمار الحياة الجديدة، فأتت حركة «الإخوان» تطلب إلغاء الحزبية، وكان الدستور يقرر فصل السلطات، فأتت الحركة تطلب توحيد السلطة وتنادي بالحكم الشمولي وترفع الشعار الرافض للمؤسسات القائمة.



    جريدة الاتحاد
    الأحد 13 جمادى

    ----------------------------------
    العلاقة الخفية بين «الإخوان» والماسونية
    في حواره الأخير مع صحيفة الأهرام المصرية وصف رجل الأمن الإماراتي الأشهر الفريق ضاحي خلفان جماعة الإخوان المسلمين بأنها ماسونية،
    إميل أمين |
    التاريخ: 13 أبريل 2014
    في حواره الأخير مع صحيفة الأهرام المصرية وصف رجل الأمن الإماراتي الأشهر الفريق ضاحي خلفان جماعة الإخوان المسلمين بأنها ماسونية، هل تجاوز خلفان في اتهامه؟

    يعن لنا في البحث عن جواب للسؤال المتقدم أن نستعين بآراء عدد من أهل الجماعة الذين أدركوا هذه الحقيقة مبكراً ولهذا هجروها باكراً أيضاً.

    وفي مقدمتهم الإمام محمد الغزالي وقد كان صاحباً للشيخ المؤسسس حسن البنا، والذي كتب في مؤلفه "من ملامح الحق" يقول: إن سيد قطب كان منحرفاً عن طريق البنا، وإنه بعد مقتل البنا وضعت الماسونية زعماء لحزب الإخوان المسلمين وقالت لهم ادخلوا فيها لتفسدوهم وكان منهم "سيد قطب".

    هل كان البنا ماسونياً أم انه خدع من البريطانيين أصحاب المحفل الماسوني الأكبر حول العالم لتأسيس جماعته ولاحقاً استغلالها لتحقيق أهداف الجماعة الخفية العالمية؟ هناك شكوك كبيرة من حول الرجل وأولها الاسم "حسن البنا" ذلك أن اسمه الوارد في الأوراق الثبوتية لا يوجد به لقب البنا.

    فهل من علاقة ما بين هذا اللقب ولفظة الماسونية Free Masson التي تعني البناؤون الأحرار؟ خذ إليك أيضاً كما كتبه المحامي المصري "ثروت الخرباوي" المنشق عن جماعة الإخوان في بحثه عن العلاقة الخفية بين الإخوان والماسونية، إذ يؤكد على أمر شديد الأهمية وهو أن البناء التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين يطابق التنظيم الهرمي للجماعة الماسونية، حتى درجات الانتماء للجماعة، وطريقة البيعة وأسلوبها وعبارتها واحدة في التنظيمين.

    شيء ما يثيره الخرباوي أيضاً يزلزل أركان الجماعة، وهو تأكيد الإمام الغزالي من جديد على أن المرشد الثاني للجماعة "حسن الهضيبي" كان ماسونياً بامتياز والدليل على ذلك تأكيده على منهج البنا الذي يرفض فكرة الوطن والمواطنة وهو الهدف الماسوني الأكبر لفكرة الحكومة العالمية.

    هل كانت المساعدة البريطانية المعروفة للجميع لحسن البنا في تأسيس جماعته ولاحقاً رعايتها وصولاً إلى المشهد الحالي حيث "لندنستان وكر للإخوان" ضرباً من ضروب الأدوات الاستعمارية لحكم السيطرة على مستعمرات العالم القديم وقد كانت مصر منها.

    وقطعاً للطريق على حركات التحرر الوطني التي كانت قد نمت وازدهرت في مصر منذ ثورة 1919 وفي العالم العربي عبر تيار "القومية العربية" في بلاد الشام من جهة ثانية؟ الشاهد أن الحديث عن علاقة الماسونية والإخوان قد شغلت تفكير واحد من أهم كتاب مصر الكبار، صاحب العبقريات الأشهر الأستاذ "عباس محمود العقاد".

    فتحت عنوان "الفتنة الإسرائيلية" وبتاريخ 2 يناير 1949 كتب العقاد عبر صحيفة "الأساس" التي كانت تصدر في القاهرة في ذلك الوقت يقول: "إن هناك سراً لا يعرفه كثيرون عن نشأة الإخوان المسلمين وحقيقة داعيتهم وزعيمهم حسن البنا.

    وهو انه يهودي من أب يهودي وأم يهودية، وهو ليس مصرياً وإنما مغربي قدم إلى مصر هرباً من الحرب العالمية الأولى، وتلقفته الجماعات اليهودية في مصر، ووفرت له المأوى والعمل، حيث التحق والده بهيئة السكة الحديد في مهنة إصلاح ساعات الهيئة، وهي المهنة التي كان يحتكرها اليهود في مصر.

    الأستاذ العقاد يؤكد كذلك الشكوك الدائرة حول اسم البنا، إذ يشير إلى أن زعيم الإخوان دخل باسم "حسن أحمد عبد الرحمن"، وقد أضاف له والده كلمة البنا بأمر من الجماعة الماسونية المصرية اليهودية حتى يكون للتنظيم الماسوني فرع في دولة عربية كبرى مثل مصر.

    ويعلق العقاد على الحي الذي ولد فيه حسن البنا قائلاً: إنه لا يعرف مصرياً يعمل فيه غير اليهود، وكانت مهنة تصليح الساعات من المهن اليهودية، فكيف أصبح الساعاتي بناء بقدرة قادر. هل في البيعة الإخوانية ما هو مشابه لنفس طقوس الانضمام إلى المحفل الماسوني؟

    وفقاً لتجربة العديد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المنشقين فإن البيعة لها طقوس سرية بحيث يدخل الشخص إلى غرفة مظلمة ويجلس على الأرض وأمامه مائدة صغيرة وعليها المصحف والمسدس، ولذلك شعار الإخوان عبارة عن "سيفين" وكلمة "وأعدوا".

    هنا يدخل المبايع وسط هذه الطقوس الظلامية ويأتي شخص مقنع يخفي وجهه وسط هذا الظلام الدامس والمبايع لا يعرف من يبايع وعند أداء قسم البيعة يضع يده على المصحف واليد الأخرى على المسدس ويقسم الولاء والطاعة.

    وتتضمن البيعة إقرار هذا الشخص المبايع بحق الجماعة في قتله من قبلها إذا خرج عليها، هل هذه هي نفس طقوس الانضمام إلى المحفل الماسوني؟

    يضيق المسطح المتاح للكتابة عن الشرح الشافي الوافي لكنها في حقيقة الأمر هي بعينها. هل كانت تصريحات وأفعال الإخوان في مصر خير دليل وقرين على انتمائهم الفكري والعقائدي للماسونية؟

    ذات مرة تحدث المرشد السابق للإخوان مهدي عاكف فأهان مصر بألفاظ خارجه، وأكد انه لا مانع لديه من أي يحكم مصر ماليزي أو أندونيسي. وخلال عام من حكم الإخوان ظهرت خرائط لمصر اختفت من عليها منطقتي حلايب وشلاتين من الحدود المصرية تمهيداً للتنازل عنهما، وبدأ الحديث الجدي عن توطين فلسطينيين في سيناء وإقامة وطن بديل، ماذا يعني ذلك؟

    يعني دون تهوين أو تهويل تقديم الإخوان للأممية العالمية الماسونية على القومية العربية أو الوطنية المصرية. هل من شك بعد في ماسونية الإخوان؟
                  

04-13-2014, 09:12 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    مختار نوح إخواني منشق يتوقع نهاية الجماعة خلال ست سنوات
    مختار نوح يؤكد أن مرسي دفع ثمن تعاونه في مخطط تقسيم المنطقة فكان الأسوأ منذ بداية حكمه وهذا لم يحدث في التاريخ.
    العرب محمد الشوادفي [نُشر في 11/04/2014، العدد: 9525، ص(12)]




    نوح: التنظيم القطبي يسيطر على الإخوان

    القاهرة- رأى مختار نوح، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، أن السباق الرئاسي في مصر يمثل معركة شرسة. وقال إن مصر كادت أن تغرق، وكل المرشحين إلى انتخابات الرئاسة السابقة ساهموا في ذلك، بحسن أو سوء نية، لا فرق، بعد أن وقفوا جميعا ضد بعضهم وتركوا النصر يكتب للأسوأ فيهم وهو محمد مرسي.
    أكد العضو السباق في جماعة الإخوان المسلمين، مختار نوح، في حوار مع “العرب” أن تنافس المرشحين السابقين للرئاسة أدى إلى تفتيت الأصوات وكأنهم تصارعوا ليخرج هذا الإطار الأميركي، أي شفيق ضد مرسي في جولة الإعادة، وتتدخل واشنطن لنصرة الثاني، وبالتالي جاءنا أكثر الناس ديكتاتورية، وظن مرسي أنه حاز على ثقة الناس بالفعل، وعاش هذه الكذبة التي افتعلها.

    وبدأ في ظلم نفسه لأنه لا يمتلك قدرات وظلم المصريين لأنه عمل لصالح جماعة وظلم الشريعة لأنه لم يكن يستهدفها في الأساس، وظلم مصر لأنه قسّمها إلى مجتمعات ومعسكرات، وضرب أمن المواطن البسيط لأنه استجلب أصحاب الطلقات والرصاص. وأشار إلى أن تلك الجرائم يتحمل مسؤوليتها كل من ساهم في الانتخابات السابقة، ما يقلل من فرص حظوظهم في الانتخابات القادمة.

    وتساءل القانوني مختار نوح: ترى هل ستغير الأيام الكفة؟، ثم أجاب على سؤاله قائلا إن المشير عبد الفتّاح السيسي شعبيته أكثر، خصوصا عند الشعب البسيط، ولغة الثورة أصبحت مرفوضة، لأن الناس رأت من الثورة من العذاب ما لم تره على يد النظام السابق، فوضى وجوع وتمزق، ويتابع المصريون ما يجري اليوم في ليبيا – الأقرب لحدودنا- فعلموا أن ما يقال عليه ثورة هو دمار. وعندما رأوا سوريا أيقنوا أن التيارات الدينية تقاتل بعضها هناك، فعلموا أن حظ من يتحدث عن الثورة سيكون قليلا، بغض النظر عن إيماني بالثورة التي تحدثت عنها قبل أن تساعد أميركا من وصلوا للسلطة.

    وأكد مختار نوح أن الاستدعاء الشعبي للمشير، مرده نظرية الضرورة، لافتا إلى أنه أول من أعلن أن السيسي مرشح الضرورة ثم جرى تداوله، والناس لا تتعامل معه بحب فقط، لكن بضرورة، وتتساءل إن لم يكن فمن يكون؟ لأنها جربت، إن لم يكن رجل يستطيع أن يحمل السلاح للمقاومة فمن يكون، وقال هل يجوز أن يكون مرسي أو آخر مثله الرئيس الأعلى للقوات المسلحة، وهو لا يعرف كيف يحمل السلاح؟

    ولأن العدو تعدد وتنوع، سواء في الداخل أو الخارج، فأصبح حمل الجيش للسلاح الفريضة الغائبة التي يجب أن نستحضرها، ولابد من رئيس يعرف من أين يأتي خصمه وكيف يهزمه، لذا ارتفعت أسهم السيسي.



    أبو الفتوح لا يجوز ترشحه


    «13 شخصا في تنظيم الإخوان الخاص يديرون الجماعة ليس منهم المرشد الحالي محمد بديع أو السابق مهدي عاكف، ولا الدكتور محمد علي بشر»

    ردا على سؤال حول فرص المرشح الرئاسي المحتمل مرتضى منصور وهل كان يرغب في أن يخوض عبد المنعم أبو الفتوح السابق الرئاسي، قال نوح إن “مرتضى دخل الانتخابات لأسباب أخرى لا أحب أن أخوض فيها، وهو شخصية محترمة وعلاقتي به عميقة. أما أبو الفتوح فلو قرر خوض الانتخابات فلن تقبل أوراق ترشحه، لأن هناك نصا سخيفا في قانون الانتخابات يعتبر أنه لا يجوز قبول أوراق من حكم عليه في جناية حتى لو تم رد الاعتبار له، وهذا نص ضد البشرية والإنسانية والشريعة”، لافتا إلى أنه طالب الرئيس منصور بتغييره.

    وحول إمكانية مشاركة الإخوان في الانتخابات الرئاسية المقبلة أوضح أن الإخوان أكدوا أنهم لن يشاركوا في انتخابات نقابة المهندسين، لكنهم أيدوا بعض المرشحين ولم ينجحوا، ولا نستطيع أن نأخذ كلمة من الإخوان لأنه لا تتوفر لديهم عقلية تدير المعركة ومازالوا يديرون الأزمة بطريقة المقامرة وهي طريقة انتحارية.

    وقال إنه لا وجود لمستقبل للجماعة، وكل الفكر الإخواني سينتهي خلال سنوات وأنا قلت منذ 4 سنوات أن نهاية الإخوان في غضون 10 سنوات، مضى منهم 4 وتبقى 6 سنوات. وتابع “أقول الآن مقولة أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، إن المعركة بدأت ولم تنته بعد. وهو أعلن أن المعركة بدأت والجيش المصري أعلن المعركة أيضا، ترى هل سيكون النصر لمن يستحلون الأعراض والدماء ويقتلون الأبرياء أم سيكون لمن يدافعون عن الدولة ومدنيتها المتحضرة التي تحافظ على النسل وعلى الأفراد والمال، هذا ما ستجيب عنه الأيام وأثق تماما أن مصر قادمة بقوة وستنتصر على هؤلاء”.

    ولفت نوح إلى أنه لا يثق في الإعلانات البريطانية أو الكندية أو غير ذلك بشأن الإخوان لأنها إعلانات وفقا للمصالح، وقد تكون هذه الدول تضغط على تنظيم الإخوان للحصول على مكاسب، وليس لأنها تنتمي إلى الحق والعدالة والحرية كما يقولون لكنهم يبحثون عن المصلحة. وأشار إلى أنه عندما ساهمت الولايات المتحدة في إنشاء وتمويل منظمة “هيومان رايتس ووتش” كمنظمة حقوقية بدأت في استخدامها للضغط على الدول الأخرى، وأكد أن أوروبا وأميركا لا تعرف شيئا اسمه العدالة إنما تعرف المصلحة وعلينا أن نفكر في المصلحة التي ستعود عليهم.



    13 شخصا يديرون الإخوان


    «الثورة أصبحت شيئا مكروها لدى البسطاء بسبب ارتفاع الأسعار وتردي الأحوال المعيشية»

    كان مختار نوح قد صرح أكثر من مرة أن 13 شخصا في تنظيم الإخوان الخاص يديرون الجماعة ليس منهم المرشد الحالي محمد بديع أو السابق مهدي عاكف، ولا الدكتور محمد علي بشر، لأنه ليس من التنظيم الخاص وعن هذا يقول: “مع وجود مصطفى مشهور بدأ التنظيم الخاص القطبي يسيطر على الجماعة وبدأوا في إبعاد كل من لا ينتمي إليهم والإبقاء على رجالهم حتى سيطروا عام 2005 على التنظيم بأكمله، وعندها توالت الاستقالات وبدأ التنبؤ بسقوط الجماعة، لأنه حينما يقود فكر التكفير واقع الإخوان لا يحسن التصرف، لأن التكفير لا يملك استراتيجية عمل وسط مجتمعات مدنية، وبالتالي حدث انفصال بين الإخوان وبين الواقع أدى إلى فشلهم”.

    وقال إن مرسي دفع ثمن تعاونه في مخطط تقسيم المنطقة، لافتا إلى أن الإخوان جرى استخدامهم في مخطط تقسيم المنطقة لأن الجماعة لا تريد إلا الحكم، والاتفاق بينها وأميركا تلخص في أن “أعطيك ما تريد وتعطيني ما أريد”، وليس بالضرورة أن يصرح كل طرف بحقيقة نواياه. وأميركا أعطتهم الحكم كما أرادوا وظنوا أن المسألة حسمت لهم، لذلك كان التحدي الأكبر بالنسبة إلى أميركا هو وجود السيسي وسيظل هو التحدي الأكبر لها.

    وأكد نوح أن مرسي كان الأسوأ منذ بداية حكمه، وهذا لم يحدث في التاريخ، أن يكون الرئيس سيئا في بداياته، إنما يصبح سيئا بعد أن يفتنه الناس ويغتر، حتى نابليون لم يكن بهذا السوء أو الديكتاتورية في بداياته، لكن مرسي بدأ ديكتاتوريته من اليوم الـ 17 لحكمه، كما أنه لم يكن يستشير أحدا، عكس جميع الرؤساء.

    واستنكر نوح ما يثار من حين لآخر من دعوات للمصالحة مع الإخوان وقال: “ليس هناك شيء في السياسة اسمه المصالحة، هذا كلام غير مقبول، الدولة التي تتصالح مع أفراد إنما تسقط هيبتها بنفسها، وتضرب دولة القانون في مقتل، لكن هناك ما يسمى عفو من الدولة بصيغة حديث الأعلى للأدنى، لكن حوار الأنداد الذي يرجوه الإخوان تضيع معه هيبة الدولة ومقدراتها تماما.



    لا مبادرة ولا تهدئة


    «لا نستطيع أن نأخذ كلمة من الإخوان إذ لا تتوفر لديهم عقلية تدير المعركة ومازالوا يديرون الأزمة بطريقة المقامرة وهي طريقة انتحارية»

    وردا على سؤال هل من الممكن أن يتبنى مبادرة لتهدئة الشارع في المنظور القريب قال عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: “أنا لا أريد مبادرة ولا تهدئة، ولكن أريد قانونا يطبق على الجميع، ومن يطرح مبادرات تهدئة عليه أن يذهب ليعمل في مهنة شيخ حارة أو ينظم جلسات عرفية، المطلوب أن يطبق القانون على الإخوان وعلى الحكومة، ما يجب أن يحصل هو احترام الدولة للأفراد واحترام الأفراد للدولة”. ورأى أن من يفعل ذلك إنما يبحث عن مصلحته الشخصية من خلال عروض المصالحة، وهذا ليس في صالح الدولة القانونية.

    وأوضح نوح أن أكثر من 16 ألف عضو استقالوا من الإخوان. وأضاف: “جيل السبعينات بالكامل غير موجود الآن ومن لا يصدقني عليه أن يراجع جميع فيديوهات المظاهرات في السنوات الثلاث الأخيرة. وأتحدى أن يعثر أحد على فرد واحد من جيل السبعينيات، وأوضح أن تلك الاستقالات حدثت بعد ثورة 25 يناير 2011 وازدادت تورما بعد حكم مرسي والجهل والعنف الذي طغى على سياسات الإخوان”.

    وعاد نوح ليؤكد أن ليس جيل السبعينات فقط ولكن جيل الثمانينيات أيضا غير موجود ويقل تدريجيا إلى درجة أنه سيختفي تماما، وحتى وقت الضرب في رابعة لم يكن هناك أحد من جيل السبعينيات، خاصة من استفادوا من حكم الإخوان وتمت مكافأتهم وتولوا مناصب كل هؤلاء لم يذهبوا يوما إلى رابعة.


    مختار نوح
    and#9668; قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين
    and#9668; قضى 3 سنوات في السجن في القضية التي أطلق عليها قضية اختراق النقابات المهنية وأطلق سراحه في 2002

    and#9668; عضو مجلس نقابة المحامين في 1985، و1992، وهو من مؤسسي التيار الإسلامي في هذه النقابة

    and#9668; عضو مجلس الشعب عام 1987

    and#9668; أول من أطلق شعار الإسلام هو الحل الذي استخدمته الجماعة في جميع الانتخابات المصرية

    and#9668; عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان منذ عام 2013



    وشدد القيادي الإخواني السابق أن الدولة قادرة على القضاء على الإرهاب لأنها ما زالت تمسك بزمام الأمور حتى الآن، عكس الوضع في ليبيا وسوريا، والآخر- الإرهابيون- لا يجيد سوى زرع قنبلة في لوحة إعلانات، وهي وسيلة تدل على ضعف شديد، بينما الدولة تشن حملات أمنية تعكس قوة شديدة، وعنصر الوقت في صالح الدولة المنظمة، وهذا متوفر الآن. وأوصى وزير الداخلية محمد إبراهيم أن يعيد استيراد بعض القيادات القديمة من الكفاءات التي كانت تحترم حقوق الإنسان، وأن يتخلى عن حماسه للقيادات الجديدة، وأكد أن ذلك لن يتسبب في سخط الناس لأن الشعب يريد القضاء على الإرهاب بأي ثمن.



    الإخوان والقاعدة وقطر


    أكد نوح أن تنظيم القاعدة استغل الإخوان، وإدارة الجماعة احتمت بالقاعدة وأصبحا مزيجا يصعب التفريق بينهما. وأشار إلى أن عنف الجامعات سينتهي مع الوقت وقوة القانون ستتغلب عليه.

    وأوضح أن من تتظاهر في الجامعات عناصر إخوانية ومعها عدد قليل من الطلبة، ودلل على ذلك بأنهم يتجمعون من كل المناطق أمام كلية واحدة أو بقعة صغيرة داخل الجامعة ويتظاهرون ولا ينظمون فاعلياتهم أمام كل الكليات أو في مناطق متفرقة داخل الجامعة مثل عين شمس أو مدينة نصر وهذا دليل على ضعفهم.

    أوضح نوح أن قطر لم تنكر يوما أنها قاعدة عسكرية أميركية فلماذا نحاول أن نصعد بها إلى مرتبة غير التي أعلنتها لنفسها، وقد أقرت مرارا أنها قاعدة أميركية فلماذا نطالبها أن تكون دولة لها سلطان وقيادة حرة، الحقيقة هذه سذاجة في التفكير حينما نتحدث عن ذلك، والواجب أن يتعامل العرب معها على أنها ليست سوى قاعدة أميركية، وحينما تخفف أميركا من حدة الحرب سنجد قطر سمنا على عسل مع كل الدول العربية. وأشار إلى أن مشكلة قطر لا حل لها لأنها متعلقة بأميركا.


    --------------------------


    إخوان سوريا المدعومون قطريا الوجه الآخر لمخطط التنظيم الدولي التخريبي
    ارتباطات مشبوهة لفرع الجماعة السوري مع جهات إيرانية والتنظيمات الإسلامية تتوحد خارج الأجندة الوطنية.
    العرب [نُشر في 09/04/2014، العدد: 9523، ص(6)]




    جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، لا تخفي ولاءها المطلق للتنظيم الدولي

    لندن- تؤكد المعطيات القائمة في المشهد السياسي في منطقة الشرق الأوسط، انهيار منظومة الإخوان المسلمين الدولية على الرغم من محاولاتها اليائسة لتلميع صورتها عبر بعض فروعها. وعرف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين مؤخرا انتكاسة لم يسبق أن مر بها منذ تاريخ تأسيسه، بدءا بسقوط نظام حكمه في مصر، مرورا بإعلانه جماعة إرهابية من قبل السلطات المصرية ودول الخليج المؤثرة في الشرق الأوسط وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
    ولعل إلقاء الضوء على وضع الفرع السوري للتنظيم الدولي، كان محل اهتمام الكثير من الدراسات التحليلية، باعتبار ما تشهده سوريا من أحداث أثرت على مسار العلاقات الدولية والعربية على حد سواء، وهو ما تناوله مركز المزماة للدراسات والبحوث، الذي تطرق إلى وضع الإخوان المسلمين في سوريا في ظل المتغيرات السياسية التي تشهدها سوريا ومنطقة الشرق الأوسط.





    إخوان سوريا

    يبدو أن إخوان سوريا يلعبون بحرفية مستغلين واقع البلاد الصعب، ففي ظل حرب أهلية عاتية وتمسك النظام بالحكم وجلبه لقوى من حزب الله وإيران والعراق للقتال إلى صفه، تبدو المعارضة أيضاً متشظية وغير متجانسة، خاصة مع تواجد المجموعات المتشددة كجبهة النصرة المصنفة ضمن الجماعات الإرهابية، وأيضاً تنظيم الدولة الإسلامية في الشام و العراق “داعش” الذي يتنتمي للقاعدة، والذي مارس وحشية كبيرة أينما حل.

    لكن الطرف الذي لا يظهر كثيراً سياسيا وإعلاميا ويعمل لتحقيق أجندته بهدوء، هو ما يسمى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، فهذه الجماعة تؤكد ولاءها المطلق للتنظيم الدولي وهي كغيرها من التنظيمات الإخوانية تسعى للتسلق على ما أنجزته الشعوب من انتفاضات شعبية ومحاولاتها للتخلص من أنظمة الحكم الديكتاتورية، وتجييرها لصالحها، وحين يحين موعد القطاف تراها صعدت الوتيرة لتكون في المقدمة، مثلما كان الحال في تونس ومصر، عندما صعدت للحكم قبل إسقاطها مرة أخرى.

    ومع أنه من المبكر التحذير من إخوان سوريا في هذه الفترة التي تعيشها البلاد في ظل حالة المراوحة وعدم استشراق أفق واضح للمستقبل، لكن هذا الطرف له دور في هذه المراوحة، خاصة إذا علمنا أن الإخوان لهم أتباع وميليشيات تقاتل على الأرض، كما يتلقون دعماً تركياً وقطرياً غير محدود، ويؤثرون في كثير من الأحيان سلبياً على الثورة، خاصة إنهم يعملون وفق أجندة قطرية غالباً ما تصطدم مع تطلعات باقي القوى، فالهدف الرئيس هو جعل هذه الجماعة تتصدر الموقف وخلق الأتباع لها في كل مكان قبل الانتصار على النظام.




    حسام العواك: قطر لا تدعم سوى الإخوان المسلمين و"داعش"



    وتظهر بعض الأخبار التي سبق ووردت من سوريا لتكشف مدى تغلغل الجماعة في سوريا وتعطشها للسلطة وعملها لأهدافها الخاصة وليس لأهداف وطنية، ومجرد عرض بعض التقارير الواردة أو وضع تسلسل لبعض أفعال الإخوان وغفلة بعض الدول العربية عنهم يكشفان أجندتهم الخطيرة، فحين يصرح “فاروق طيفور” المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين السورية أن إيران عرضت على الإخوان تسلم الحكم في سوريا، يظهر جليا انكشاف زيف هذه الجماعة، التي تدعي محاربتها للنظام في سوريا في مقابل علاقتها مع الطرف الذي يدعمه، فقد قال طيفور أن الإيرانيين أوفدوا مستشارين للمرشد علي خامنئي التقى الإخوان سبع مرات عبر وسيط تركي غير حكومي، وفي كل مرة كان يعرض عليهم عرضاً أفضل من السابق، وفي العرض الأخير وصل الأمر بالوسيط أن قال للإخوان المسلمين السوريين: تسلموا الحكم كاملاً في سوريا، ولكن الإخوان رفضوا حسب زعمه، ربما بسبب عدم نضوج الحركة بعد أو عدم قدرتها الحالية، لكن هذه القصة تظهر طموح الإخوان وأهدافهم واستعدادهم للتعاون مع أي طرف للوصول إلى الكرسي، لكنهم ربما وجدوا أنه فخ إيراني فغيروا قليلاً من توجههم.


    وتداولت أيضاً بعض التنسيقيات الإعلامية التابعة للمعارضة السورية نية جماعة الإخوان في إعادة افتتاح مكتب لها في منطقة تسيطر عليها قوات المعارضة في مدينة حلب، شمالي البلاد، بعد أكثر من 3 عقود على حظرها من قبل حزب البعث السوري الحاكم، ورغم نفي رئيس المكتب الإعلامي للجماعة في تصريح سابق له لذلك، إلا أن بعض التنسيقيات الإعلامية التابعة للمعارضة، ومنها الهيئة العامة للثورة السورية ذكرت نية الأخيرة افتتاح مكتب لها في أحد أحياء حلب الشرقية، وبيّن المصدر أن الحي الذي وقع عليه الاختيار هو “حي الحيدرية”، مشيراً إلى أن المكتب بدأ بمزاولة مهامه.
    واستدرك رئيس المكتب بالقول إن بعض من وصفهم بـ”الأخوة” من أعضاء الجماعة قد يكونوا افتتحوا أو يعتزمون افتتاح مكاتب لهم لممارسة نشاطاتهم الخاصة أو باسم الجماعة لكن هذه المكاتب ليست "مكاتب رسمية".

    ونشأت جماعة الإخوان المسلمين بسوريا في ثلاثينات القرن العشرين، وكانت تُعّرف نفسها على أنها جزء من الجماعة الأم، واصطدمت أواخر السبعينات مع نظام “البعث” الحاكم في البلاد، وأصبحت محظورة، كما أصبح أعضاؤها مطلوبين لقوى الأمن السوري، ولم تكن لها أية مشاركة سياسية داخل الحكومة في ظل نظام حزب البعث الذي استلم الحكم في البلاد 1963، ولكنها تواجدت بقوة في صفوف المعارضة وهيئاتها المختلفة بعد اندلاع الثورة في مارس 2011.

    ويقول مراقبون أن اعتبار دول مجلس التعاون الخليجي جماعة الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً، استدعى وضع دائرة حول حال “الإخوان” في سوريا، وتأثير القرار عليهم، ولا بد من الإشارة إلى مسألتين تخصان هذه الدائرة، الأولى تكمن فيما يراه مراقبون تمايزاً في علاقة “إخوان سوريا” مع أغلب دول الخليج عن علاقة هذه الدول مع “الإخوان” في مصر وغيرها، والثانية واقع “الإخوان” في المعارضة السورية، إذ أنه لدى التنظيم 6 أعضاء من أصل 121 في الائتلاف السوري المعارض، و40 عضواً من أصل 400 في المجلس الوطني، الأمر الذي يطرح أسئلة عن الوضع القانوني لهؤلاء الأعضاء في الدول الخليجية التي تعترف بالائتلاف ممثلاً للشعب السوري.





    دور مشبوه

    مع مرور الزمن تتأكد الشبهات التي كانت تحوم حول جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، ودورها وارتباطاتها المشبوهة، التي تكشفت عبر سلسلة علاقات سرية، حيث سبق للعميد حسام العواك مسؤول استخبارات الجيش السوري الحر، أن أكد أن عدداً كبيراً من السوريين من أعضاء جماعة الإخوان عملاء للمخابرات العالمية، مشيراً إلى أنه وبعد أن طردهم حافظ الأسد في الثمانينات انتشروا في أوروبا وتزوجوا من أجنبيات، وأبناؤهم يعملون الآن في المخابرات الغربية




    فاروق طيفور: إيران عرضت على الإخوان تسلم الحكم في سوريا


    .


    وأضاف العواك أن الإخوان المسلمين تواصلوا مع إسرائيل في مرات كثيرة، وخاصة بعد انطلاق الثورة، إذ أنهم تعهدوا بالتخلي عن مرتفعات الجولان للإسرائيليين مقابل دعم تل أبيب للجماعة في مواجهة الأسد، وفي تسلم السلطة بعد الإطاحة به، واتهم رئيس الاستخبارات بالجيش السوري الحر جماعة الإخوان في سوريا بأنهم سرقوا أموال الثورة السورية التي تقدر بالمليارات، كانت قدمتها السعودية وقطر وأميركا والاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن قطر وحدها قدمت حوالي 6 مليارات دولار.


    و كانت الإذاعة الإسرائيلية كشفت سابقا أن مبعوثا خاصا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وعضو الكنيست و الوزير السابق عن حزب "شاس" الديني العنصري المتطرف، يعقوب مرغي، زار مدينة اسطنبول التركية في نوفمبر الماضي عام 2013 للاجتماع بقادة المعارضة السورية في “الائتلاف” و”المجلس الوطني السوري”، ولم تذكر الإذاعة أية تفاصيل أخرى آنذاك إلا أن مصادر مختلفة في اسطنبول أكدت أن “مرغي”، التقى نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين فاروق طيفور.
    ولفت العواك في سياق حديثه عن إخوان سوريا إلى أن شيخاً كثير الظهور في الإعلام، ومعروفاً بانتمائه إلى الجماعة، تسلم 20 مليون دولار من ليبيا و60 مليون دولار من دولة خليجية واكتفى بالتبرع بوجبات غذائية للمخيمات وإعطاء مبالغ زهيدة لبعض الناشطين، وموّل بعض العمليات التابعة للجيش الحر بـ 50 ألف دولار. وحول الدور القطري في الثورة السورية، أكد العواك أن قطر لا تدعم سوى الإخوان وداعش، وكانت تدعم الجيش الحر عندما كان تحت سيطرة الإخوان، أما الآن فهي تحاربه.

    ومن جهتها قالت القيادة المشتركة إنه تم استنفاذ كافة الوسائل والأساليب والطرق السلمية لردع جماعة الإخوان المسلمين في سوريا عن ممارساتها البعيدة كل البعد عن قيم ومبادئ الدين الإسلامي والعمل الوطني وانسياقها الكامل خارج الأجندة الوطنية، وبث روح الفتنة والوهن والتخابر مع قوى وأجهزة معادية لسوريا الدولة والشعب، والتآمر على القوى السياسية والثورية بهدف السيطرة على مفاصل المعارضة السياسية والهيمنة على مقدرات وإمكانيات الثورة وسرقة أموال الإغاثة وتحويلها إلى مال سياسي.

    و يجمع العديد من الخبراء المتتبعين لفرع الجماعة في سوريا أن ملامح الإخوان، لا تزال مشوّهة للعديد من الأسباب، خاصة من حيث تأثير الجماعة وتغلغلها وعمق تأثيرها ومحاولتها خطف ثورة سوريا لصالحها، وارتباطها بعلاقات مع كل من قطر وتركيا بل ويجدون منهما الدعم والتمويل.


    -----------------------



    التشدد والعنف امتداد القطبية في السلوك الإخواني
    الإخوان المسلمون يرفضون التأقلم مع مصر الجديدة، ولا وجود لأجنحة داخل الجماعة بل يوجد اختلاف تكتيكي.
    العرب [نُشر في 11/04/2014، العدد: 9525، ص(13)]




    العنف وإلغاء الخصوم سمة غالبة على السلوك السياسي الإخواني

    القاهرة – رغم أنّ العالم بدأ يتجه نحو إعادة كتابة علاقات جديدة مع مصر والتعامل مع المصريين على ضوء إرادتهم التي عبروا عنها في 30 يونيو، إلا أن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين و”صقور” مكتب الإرشاد المنتمين إلى تيار السيد قطب المتشدد، ما زالوا متمسكين بخيار العنف وعدم التعامل مع الواقع السياسي المصري ـ الرافض لهم ـ بعقلانية وواقعية. ما أدى فعلا، هذه الأيّام، إلى برورز تباين داخل الإخوان أنفسهم بين الداعين إلى فك العزلة السياسية من جهة والقطبيين المتمسكين بأيدليوجية أخونة الدولة من جهة أخرى.
    يؤكد مراقبون أن قياديّي جماعة الإخوان الذين يسيّرون التنظيم الآن، هم من الجيل الثاني للجماعة، مثلما هو الحال بالنسبة للمرشد العام محمد بديع ونائبيه محمود عزت وخيرت الشاطر. ومن خصائص هذا الجيل النفسية والسياسية أنّه لا يقبل الهزيمة ويصر على الوصول بعيدا جدا في الخيارات التي يرسمها لنفسه، نظرا إلى المرجعية القطبية التي تسيطر على تفكير هؤلاء.



    الشرعية الزائفة


    ويعتبر البعض من الإخوان السابقين المنشقين على التنظيم مثل كمال الهلباوي، أن العالم قد بدأ فعلا في التراجع عن دعم الإخوان و”شرعيتهم الزائفة” كما يسميها الهلباوي. فقد تم استهلاك مقول “الشرعية التي تتقابل مع الانقلاب” أيما استهلاك، وقد تأكد ذلك بشكل ملموس عندما أثبتت الوقائع لجوء الإخوان إلى العنف والفتنة بمجرد عزلهم عن السلطة.

    ويضيف الهلباوي معلقا على فرضية عودة الإخوان إلى الساحة السياسية بممارسات وسلوكات جديدة قائلا أن “الفريق المنتمي للأفكار القطبية لن يتراجع عن أفعاله الحالية إلا بوقوع حدث جلل يرضي غرور قادة التنظيم الدولي، مثل تصفية أحد قادة الانقلاب على الرئيس الشرعي ـ كما يزعمون- وتحديداً المشير عبدالفتاح السيسي كونه المحرك الرئيسي القائم ضدّ الشرعية الإخوانية، ووقتها سوف ينفضُون أيديهم من هذا الحادث ويعلنون مدّ أيديهم نحو المصالحة”. وبالعودة إلى المعاني البعيدة للهجومات الإرهابية التي طالت الجيش والشرطة والمدنيين والمؤسسات المصرية بعد 30 يونيو، فإن الكثير من المراقبين يؤكدون أن التنظيم الإخواني يسعى عبر تلك الهجمات إلى إقامة التوازن الحتمي المفروض على جماعة الإخوان وفق بنيتها الفكرية والتنظيمية. فالشق القطبي المتشدد غير قادر على تحمل المرونة السياسية التي يجب أن تتوفر داخل كل الأحزاب في ساحة تعددية، بل إن القطبيين هم “أداة الجماعة في تصدير الخلافات والأزمات إلى خارج التنظيم عبر افتعال هجمات عنفية هنا وهناك”، حسب قول الهلباوي.



    تتمثل أفكار السيد قطب في:
    and#9668; اعتبار المجتمعات المسلمة مجتمعات جاهلية حتى الآن
    and#9668; احتكار الجماعة للإسلام واعتبارها لنفسها مسؤولة عن حاكمية الله

    and#9668; أخونة الدولة والمسك بدواليبها حسب فكرة «التمكين»

    and#9668; تقسيم العالم وفق ثنائية دار الحرب ودار السلم على أساس ديني

    and#9668; استعمال العنف والقوة كأداة للتغيير والاستحواذ على السلطة





    تاريخ من العنف


    وبالعودة إلى المحطات العنفية البارزة التي كان التنظيم القطبي الإخواني المحرك الرئيسي لها، يمكن استنتاج أن تشدد التنظيم وإصراره على منهج العنف والإرهاب هو سلوك متواصل ومتأصل في هذه الجماعة. فإذا تخلّوا عن العنف يوما ما، فذاك يعني أنهم تخلوا عن فكرة “جماعة الإخوان المسلمين” أساسا.

    ويشير الإخواني السابق ثروت الخرباوي إلى أن الجماعة كانت دائما وأبدا محظورة لارتكابها للعديد من الجرائم على مدى حقب متعددة. إذ اغتال الجهاز الخاص مجموعة كبيرة من رجال الدولة من وزراء وقضاة مثل أحمد ماهر ومحمود النقراشي والخازندار وفايز حلاوة (…الخ) كما حاول الإخوان اغتيال الرئيس السابق جمال عبدالناصر لأكثر من مرّة، لعل أبرزها تلك التي حصلت في المنشية سنة 1954. وحتى الرئيس محمد أنور السادات الذي استعان بهم للقضاء على خصومه الناصريين الإشتراكيين تمّ قتله من قبل إسلاميين (من تنظيم الجهاد) أحد أذرع جماعة الإخوان المسلمين المتشددة.

    ويضيف ثروت الخرباوي في معرض حديثه عن دهاء الإخوان في التموقع السياسي دون إشكالات قانونية، بالقول إنّ “التنظيم القطبي كان دائماً في قلب الصراع والتوافق مع السلطة، ورغم عدم وجود حزب سياسي قانوني إلاّ أن الرئيس الأسبق حسني مبارك سمح للإخوان بالترشح في الانتخابات البرلمانية منذ عام 1983، وفي عام 2005 تمكنوا من الحصول على حوالي 20 and#1642; من المقاعد، وبعد ثورة يناير 2011، سمح للجماعة بتشكيل حزب سياسي، دون أن يطلب منها المجلس العسكري الحاكم وقتها إعادة النظر في وضعها القانوني”. وهو ما أدى بالجناح القطبي المتشدد إلى التسرب بسهولة إلى أجهزة الدولة والبدء بأخونتها عملا بقواعد سيد قطب في الاستحواذ على المؤسسات الكبرى للمجتمع، مثل الاقتصاد والتعليم والعسكر لإنشاء مايسمونه بالدولة الإسلامية.

    أنتجت المفاهين المختلفة بين الجيل الأول المتشدد والجيل الثاني من الإخوان بروز إشكالات في صياغة السياسات العامة للجماعة بين الجيل الثاني الذي يحمل خصائص مختلفة عن القطبيين، ما أدى فعلا إلى اضطراب في العلاقة مع التنظيم الدولي للإخوان (القطبي) وشبه قطيعة بين الشقين، دون أن تكون هناك بوادر رأب للصدع، حسب رأي الخبير في الشؤون الإسلامية عمار علي حسن، الذي يقول أن “أفكار السيد قطب مغروسة في بنية العقل الإخواني”.


    «الفريق المنتمي للأفكار القطبية لن يتراجع عن أفعاله الحالية إلا بوقوع حدث جلل يرضي غرور قادة التنظيم الدولي»



    لا مصالحة مع الإرهاب


    وتكشف تقارير تعود إلى مراكز البحث الإستراتيجي المصرية أن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين يضم عناصر شديدة الخطورة، وهي مستقرة إلى حد اليوم في مصر، وتدين بالولاء التام إلى التنظيم الخاص والفكر القطبي.

    كما تفيد شهادات قيادات إخوانية سابقة انشقت عن الجماعة بأن معظم التيارات والجماعات الإسلامية المتشددة (مثل جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية وتنظيم السماوي وحتى قيادات في تنظيم القاعدة مثل أيمن الظواهري) كانت قد انبثقت عن تنظيمات الإخوان السرية، والتي كانت تعتمد المنهج القطبي في التكفير والتطرف كمرجعية رئيسية، وتكاد تكون الوحيدة بالنسبة لهم، في ممارستهم للسياسة. ويضرب محمد الحبيب النائب الأول السابق للمرشد العام للإخوان المسلمين في إحدى شهاداته مثلا ليوسف القرضاوي الذي قال إنه “أحد شيوخ التنظيم القطبي في الخارج، والذي يميل دوماً إلى استخدام نبرة التحريض والتهديد ضد النظام المؤقت والمؤسسة العسكرية”، معتقدا أن طريقته تلك في الخطاب سوف “تكتب نهاية جماعة الإخوان المسلمين، لأنه من المستحيل أن ينتصر تنظيم على الدولة بأجهزتها الأمنية والعسكرية”.

    وفي سياق رده على سؤال يتعلّق بأفق المصالحة مع الإخوان في هذه المرحلة الجديدة التي تمر بها مصر، أكّد محمد الحبيب، القيادي الإخواني السّابق، أنّ الوقت قد تجاوز مستوى تعاطي الإخوان مع الأحداث السياسية والطابع الاجتماعي والنفسي للشعب المصري، وأضاف قائلا: “أعتقد أن الوقت قد فات على التصالح، بل يمكن القول أن ممارسات التنظيم القطبي داخل الجماعة وضعت نهاية هذا العصر، والجيل الجديد من الإخوان سوف يسعى إلى تجديد ومراجعة الأفكار القطبية القديمة”.

    لكن كافة المراقبين يتفقون في ما يخص شأن جماعة الإخوان المسلمين، على أنّ “الحمائم” و”الصقور” التابعين للتنظيم الإخواني، لئن اختلفا في تكتيكات الممارسة العملية لما يعتقدان بأنّه سياسة، فإنّهما يهدفان معا وبنفس الدّرجة إلى استيلاء إخواني على السلطة يؤسس لدولة لا عيش فيها سوى لأبناء الجماعة


    ---------------
    جدل: إفلاس تيارات الإسلام السياسي
    الباحث السياسي مصطفى النجار يرى أنه لم يعد لجماعة الإخوان مكان داخل الحياة السياسية المصرية، بعد اهدارهم لكل فرص الصلح مع السلطة الحالية.
    العرب [نُشر في 11/04/2014، العدد: 9525، ص(13)]




    غياب التفسير العقلاني للنصوص الدينية ولد تيارات متشددة

    and#9679; إدريس الكريني: الحركات الإسلامية والمجال السياسي في البلاد العربية


    الواقع أن المشكلة لا تكمن في الحركة الإسلامية ذاتها بقدر ما تتركز في الحالة الإسلامية التي تستقي منها مفاهيمها. فمجمل المقاربات السياسية داخل الحركات الإسلامية غالبا ما يصيغها أناس غير مختصين، فلو أن هناك فكرا إسلاميا رشيدا يحترم ويؤسس لمفهوم حقوق الفرد المواطن وعلاقته بجامعة المواطنة ثم علاقته بالجامعة الدينية والمذهبية أو المعرفية التي ينتمي إليها لفرض هذا السقف الإسلامي الفقهي اجتهادا أكثر احتراما للإنسان داخل الحركات الإسلامية.

    لكن المشكل هو أنّ هذه الأخيرة تصول في مساحات فراغ وتنتزع من الفقهاء شرعية الإفتاء بغير حق؛ مما يجعلها أحيانا تمارس وتصدر فتاوي ضد الإنسان وضد الإسلام.

    والحقيقة أن هناك تطاول على هذه المفاهيم من غير المتخصصين، ذلك أن العديد من الإسلاميين الذين يكتبون عن الدولة الإسلامية هم من غير المتخصصين في علم السياسة، وهذا الأمر لا يكفي لصياغة نظريات سياسية إسلامية حديثة.




    النجار: الجماعة فشلت




    and#9679; مصطفى النجار: "المصالحة المستحيلة"


    لم يعد للإخوان مكان داخل الحياة السياسية المصرية، خاصةً بعد أن أهدروا جميع الفرص المتاحة للصلح مع النظام المؤقت، منذ عزل الرئيس محمد مرسي عن الحكم في يوليو الماضي. وأرى أن شرط المصالحة مع الجماعة يتحقّق بتطبيق قرارات بسيطة ينبغي على الجماعة أن تعيد النظر فيها مجدداً، مثل التخلي عن عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، وعن العودة إلى دستور 2012، لأنّ العجلة السياسية لن تعود إلى الخلف مرة أخرى.

    بالإضافة إلى أن الجماعة عليها أن تستوعب فكرة أنها فشلت في إدارة البلاد، وأن الشعب خرج رافضاً لحكمها. وربما يكون دافع الإخوان من وراء التفجيرات بعد إعلان المشير السيسي عن ترشحه للرئاسة، نظراً لأنه كلما اقتربت ملامح الانتخابات الرئاسية، أُصيب الإخوان بحالة من فقدان التوازن السياسي، وبالتالي تتم ترجمة هذه الحالة إلى فوضى وعنف وتفجيرات إرهابية.



    and#9679; محمد عبدالشفيع عيسى: إفلاس الطبقة السياسية، الإسلاميون


    لقد بني الهرم الأكبر للفكر الإسلامي المعاصر، من خارج تيار الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين ونظرائها في العالم الإسلامي الكبير، ولولا كتابات لأبي الأعلى الموردي وسيد قطب وشذرات لحسن الترابي في وقت سابق، لقلنا إن ذلك التيار لم ينتج فكراً ذا بال أصلاً. بيد أنه، من ناحية أخرى، ازدهرت بعض أجنحة المدارس (السلفية) في اجتهادها “الجهادي” المنشق أصلاً عن “جماعة الإخوان المسلمين” في إطارها العريض منذ آخر الستينات، فالسبعينات وحتى الآن، بدءًا من الجماعة المسماة التكفير والهجرة في مطلع السبعينات بمصر، ثم كل من جماعة “الجهاد” و”الجماعة الإسلامية” في الجامعات المصرية من السبعينات والثمانينات إلى التسعينات من القرن المنصرم.

    ولقد أبدع التيار الجهادي في الفكر العنفي لينتهي إلى التنظير للعنف المسلح في مواجهة الحكومات القائمة في العالم الإسلامي، وخاصة في المنطقة العربية، والذي وصل إلى ذروته مع اغتيال بعض رموز الحكم في مصر بالذات.




    فندي: المشروع الاخواني تفكك




    and#9679; مأمون فندي: "العقم الفكري للإخوان"


    بدأ مشروع «الإخوان» في مصر بمحاولة تفكيك الثقافة القائمة وتحويلها إلى ثقافة إخوانية، عن طريق إقصاء كل من هو ليس من «الإخوان» في وزارات التعليم والثقافة والإعلام، أي في الوزارات التي تشكل العقل الثقافي المصري.

    كما هو واضح في حالة الاعتصام الذي يقوم به المثقفون في مصر في مكتب وزير الثقافة الإخواني الجديد، والرافض لممارساته التي تقصي العديد من كبار المثقفين في مصر. الإقصاء في وزارات التعليم أيضا يسير على قدم وساق.

    حيث يجري، ليس فقط، في عملية إحلال وتجديد قيادات وزارة التعليم، بل حتّى في عمليّة إحلال رجال «الإخوان» بدلا من القيادات التعليمية القائمة، ومعه أيضا تجديد المناهج ليحل الكتاب الإخواني بدلا عن الكتاب السابق، أي أن يدخل كلّ من سيد قطب وحسن البنا وزينب الغزالي مقررات التاريخ والمطالعة في المدارس الابتدائية حتى الثانوية.



    and#9679; أسد حمزة: العقم الفكري للإخوان وسياسة الانتحار


    بالعودة إلى ملفات تنظيم الإخوان المسلمين الذي تأسس عام 1928 على يد حسن البنا، نتأكّد من أن هذا التنظيم بني على أسس حديدية ديكتاتورية وفاشية أشبه مايكون بالتنظيم الماسوني، مفتقداً إلى لغة الحوار والحرية والديمقراطية، كما ارتكز تنظيمه إلى جانب الجناح السياسي على جناح عسكريّ؛ هذان الجناحان يسيران في خطين متوازيين لقناعة قادة الإخوان بأنه لايمكن الوصول إلى السلطة دون الحسم العسكري والقضاء كلياً على الخصم (حركات سياسية أو حكومات).‏

    والشيء الملفت للنظر في تنظيم الإخوان، هو افتقاده لبرامج سياسية واضحة تعنى بقضايا المواطنين والدولة، واهتمامه الأساسي بوحدة التنظيم وتطبيق الشريعة الإسلامية، كما يدعون.

    أما باقي شرائح المجتمع من طوائف ومذاهب وأقليات في نظرهم، فهم مرتدون وخارجون عن القانون. وعلى هذا الاساس كانت ممارساتهم على الأرض مبنيّة على إرهاب وقتل واغتيال كل من يخالفهم في الرأي والسياسة، في سبيل تحقيق أهدافهم بالوصول إلى الحكم.


    -----------------------
    مراكز البحوث أداة الإخوان لتسريب أفكارهم المضللة إلى دول الخليج
    جماعة الإخوان المسلمين تنشئ مكتبات لغايات تجارية معلنة وأهداف إخوانية مضمرة تتبلور في خطة 'التمكين' التي تهدف إلى الاستحواذ على السلطة.
    العرب [نُشر في 09/04/2014، العدد: 9523، ص(13)]




    سليمان العودة، أحد العناصر الإخوانية الناشطة تحت غطاء'دار المحقق'

    لئن تمكنت جماعة الإخوان المسلمين في حدود معينة من تكوين عناصر تعنى بالمهمات السرية المباشرة كالاغتيال والاختطاف والتفجير، فإن الحركة ـ بدعم وتوجيه من التنظيم الدولي ـ تُطور يوما بعد يوم مجموعات “القوة الناعمة” التي ترتكز على أساليب سرية في إنشاء مراكز البحوث والدراسات ودور النشر والتشجيع على الكتابة.
    استغل الإخوان المسلمون، خاصة في المملكة العربية السعودية، بعض الحيل والنفوذ لإنشاء مكتبات ومراكز بحوث ودراسات، ولعل أوّل محاولة للتنظيم في هذا المجال بدأت مع مكتبة التنظيم السروري (مكتبة طيبة) وكانت مسجلة باسم عبدالعزيز جليل المعروف بتكفيره لجميع الدول وتأثره بتيار سيد قطب الإخواني.

    وقد أنشأ فيها مكتبا للبحوث والدراسات يشرف عليه الإخواني محمد عبدالهادي المصري وعبدالعزيز كامل وعبدالعزيز جليل. وقد تمكنت هذه المجموعة الإخوانية من إصدار كتاب تحت عنوان “معالم الانطلاقة الكبرى”، وحمل اسم عبدالهادي المصري.

    ثم جاء عادل بن علي الشدي، الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، وصاحبه أحمد المزيد، لينشِئَ الرّجلان قسما إسلاميا في دار الوطن (أصبح اسمها بعد ذلك مدار الوطن). وقد أصبح هذا القسم الإسلامي مكتبا للبحوث يُعنى بدراسات الصحوة. واختارا أن تكون مضامين هذه الدراسات في شكل رسائل صغيرة لتتمكن من الانتشار بسرعة، خاصّة وأن مكاتب الدعوة والتجار دعموا هذه الرسائل ووضعوا أموالهم فيها بغرض الاستثمار.

    وبعد أن فُصل سلمان العودة، المعروف بدعوته السياسية المغلّفة بغطاء ديني، والطريري وبقية المجموعة من وظائفهم، أنشأ أحد التجار دارا باسم “دار المحقق” تمّ توظيف عدد من العناصر الإخوانيّة فيها، وعدد من المصريين العاملين في تحقيق الكتب مثل عبدالرحمن الجميزي وصبري سلامة شاهين وغيرهم. لكن هذه الدار لم تكن تنشر كتبا فكرية، وإنّما كانت تعتني بتحقيق التراث، ولعلّ وجود سعد الحميد مع الفريق العامل فيها، هو الذي منعهم من ذلك.


    «رأى الإخوان النتائج الجيدة للمراكز البحثية، فطوروها بهدف إسقاط الحكومات وإقامة دولتهم على أنقاضها»

    وفي عام 1994 تقريبا، أنشأ إخوان البنائية (نسبة إلى حسن البنا قبل ظهور سيد قطب)، قسما بدار إشبيليا، واسمها الآن “دار كنوز إشبيليا”، كما أنشؤوا فيها قسما للدراسات والبحوث يشرف عليه الدكتور الإخواني ناصر بن عبدالكريم العقل. وصارت تُصدر الكتب وتقبل التّبرعات لأجل المساعدة في نشر الكتب، وقد غنمت مبالغ ضخمة جدّا. ومن أشهر العاملين فيها الإخواني الجوالي حمد بن ناصر العمار، الذي عمل فترة من الزمن وكيلا لجامعة الإمام. وتزامن مع نشاط هذه الدار، إنشاء إخوان الحجاز دارا أخرى تحمل اسم “دار الأندلس الخضراء” بجدة، وقد احتوت كذلك على قسم للبحوث والدراسات.

    أمّا على صعيد استغلال المظلة الرّسمية، فمن أوائل من استغل هذا الغطاء، الإخواني فالح بن محمد الصغير الذي أنشأ شبكة السنة تحت مظلة “مكتب الربوة” للدعوة وتوعية الجاليات، وصار يستقطب الإخوانيين برعاية من صالح آل الشيخ الّذي كان يدعم هذه الأنشطة.

    ومكتب الروضة للدعوة الآن يعمل بدهاء، لطالما تميّز به الإخوان عبر التّاريخ. فمن آخر إصداراته نجد “المكتبة الشاملة” التي وضعوا ضمنها كتب عبدالله السعد، سليمان العلوان، ناصر الفهد، سلمان العودة، عبدالعزيز الطريفي وغيرهم، واستبعدوا كتب مشايخ آخرين لدوافع أيديولوجية إخوانية.

    رأى التنظيمان، السروري والبنائي، النتائج الجيدة لهذه المراكز، فرأوا تطويرها لتكون دراساتها أعمق، وتصب في صالح الهدف المنشود؛ وهو إسقاط الحكومات لإقامة الدولة الإخوانية على أنقاضها، ولكن بطريقة ناعمة معمتدة على الدراسات المنشورة وغير المنشورة، وخاصّة مع دخول الأنترنت التي سهّلت من عمليّة الانتشار، إلى المملكة ودول الخليج.

    وتعمل هذه الدراسات أساسا على تقديم الدراسات المضللة للحكومات والشعوب، حيث أنّها تعمد إلى تصوير الوضع بصورة مخالفة لما هو عليه اعتمادا على ما تعتقد الجماعة أنه يخدمها ويحقق مصالحها، لأنّ الإخوان يعتقدون أنّ الجهات الاستخباراتية ستستفيد منهم ومن تقاريرهم.

    كما تهتم هذه المجموعة الإخوانية بتقديم المنشورات لنظيراتها في العالم، وتعمل على إيجاد صراع فكري وثقافي يبعد المجتمع عما كان عليه علماؤه وولاة الأمر فيه. وهذه نقطة مهمة استفاد منها حزب التحرير، وما يسمى بحركة التجديد، لأنّه لما رأى تلك الدعوة القوية للتمسك بما كان عليه السلف من وجوب السمع والطاعة التي تبناها السلفيون المسلمون ظلما وزورا “بالجامية” (نسبة لمحمد أمان الجامي)، ورأى أثرها في تمسّك الناس بولاّة الأمر ومحبتهم لهم محبة دينية، لم يتوان الإخوان عن خلخلة هذه الفكرة، ضمن صراع فكري أشمل.

    وتشير مصادر إلى أنّ الإخواني حاكم المطيري، كان قد أنشأ جماعة باسم الحركة السلفية العلميّة، أصدرت بدورها مجلة باسم “المشكاة” واحتوت هي الأخرى على مركز للبحوث والدراسات.

    وقد أنشأ سلمان العودة في موقع “إسلام اليوم” قسما خاصا بهذا، وتبعه ناصر العمر في موقعه، وأنشأ السوري السروري “محمد صالح المنجد” قسما خاصا بالبحوث في موقعه وصار يوظف الباحثين فيه بمرتبات عالية، وأنشأت مجلة “البيان” بدورها قسما للدراسات والبحوث، ومازالت إلى غاية الآن تصدر تقريرا مع نهاية كل عام. وبالتوازي مع ذلك أنشأت قناة الجزيرة قسما خاصا بالبحوث والدراسات، واستقطبت عددا من إخوان السعوديّة وغيرهم، ومن أشهرهم الدكتور عزمي بشارة، والإخواني القطري (السعودي سابقا) محمد الأحمري.



    أسلوب "القوة الناعمة" للإخوان:
    * تقديم دراسات مضللة وغير دقيقة عن الواقع
    * بحوث ترتكز على مسلمات أيديولوجية وسياسية مسبقة

    * اختلاق صراعات وهمية بغية تحويل الانتباه عن القضايا الرئيسية

    * السعي إلى خلق اضطراب في البنى الفكرية إلى جانب استعمال العنف

    * "التقية" واللعب على الثغرات القانونية للدول التي ينشط فيها التنظيم



    وبعد أن رآى هؤلاء بعض النّجاح في أنفسهم، ورأوا نجاح مركز المسبار (مركز لدراسات وبحوث الحركات الإسلامية والثقافية والاجتماعية والسياسية) حاولوا أن يقلدوه في أسلوب عمله (مع اختلاف جذري من حيث التوجه). فطوروا عملهم من خلال إنشاء مراكز خاصة بالبحوث والدراسات، وتم إنشاء العديد منها إضافة إلى المكاتب التي تعنى بالتأليف والكتابة، ومن ذلك مثلا؛ “مركز الفكر المعاصر” و”مركز نطاق” و”مركز نماء” و”مركز تدبر” (الذي يشرف عليه ناصر العمر ابن قرية سليمان العودة، رفقة عصام العويد، وكلاهما ينتميان إلى المدرسة القطبية، نسبة إلى السيد قطب)، كما أسّسوا معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية في جدة.

    وتشير معلومات إلى أنّ هذه المراكز تتقدم للجهات المختصة وذات العلاقة في البلد التي هي فيه (عبر تخطيط مسبق ومحكم في الملف القانوني والصيغة التي سينتصب على أساسها هذا المركز أو ذاك) لتقديم خدماتها بصفتها جهة بحثية، ولدرْءِ الشك عنها، تقول هذه المؤسسات إنّها “ربحية”، لتثق فيها الدولة وأجهزتها الأمنية، فتحقق الربح والثقة والعمل الانسيابي.

    وقد أكد مراقبون أن هذه المراكز تقوم بإصدار أوامر داخل التنظيم، الذي يخضع للشكل الهرمي الإخواني، تقضي بِحَثِّ الطلبة على التسجيل في رسائل علمية كالماجستير والدكتوراه في الأقسام العلمية، تهتمّ بهذه المراكز، كما حصل مع جامعة أم القرى التي سُجلت فيها رسالتان علميّتان عن مجلّة البيان السروريّة، من أجل أن يكون لهذه المراكز قيمة علميّة مصطنعة، ولكي تتهيّب منها الدولة عندما تنوي اتّخاذ إجراءات ضدّها.

    وهذه الخطط في الانتشار المغلّفة بغطاء علميّ وبحثيّ لا تقتصر فقط على مراكز البحوث والدراسات الإخوانية، بل إنّ “القوة الناعمة” الإخوانيّة تمتد حتى تبلغ فئة المحامين والأكاديميّين.



    ---------------------------

    جدل: قطر تتنصل من جرائم الإخوان
    قطر تحاول مثلها مثل عدد من الدول الأجنبية التي تعاونت سابقا مع الإخوان، تطهير يديها من جرائم الجماعة الإرهابية.
    العرب [نُشر في 09/04/2014، العدد: 9523، ص(13)]




    قطر تغري السودان بالمال لاستضافة الإخوان

    and#9679;أبو العز الحريري:
    "قطر تغسل يديها من جرائم الإخوان"



    إن ما نشرته بعض وكالات الأنباء العالمية بشأن عرض أمير قطر وديعة المليار دولار التي سوف يقدمها إلى السودان لاستضافة قيادات الإخوان المقيمين في قطر ولندن ليس مستبعدا، وهي تقارير مبنية على معطيات وتحاليل دقيقة.

    فقطر تحاول مثلها مثل عدد من الدول الأجنبية التي تعاونت سابقا مع التنظيم العالمي، تطهير يديها من جرائم الإخوان الإرهابية، خاصّة بعد زيادة الضغوط التي تمارسها دول الخليج العربي على قطر لتسليم قيادات الإخوان اللاجئين إليها، والآخرين الهاربين من قضايا في دول أخرى مثل مصر، وهي أساسا قضايا متعلّقة بالعنف والتّحريض على القتل لبث الفوضى والفتنة.

    ومبلغ المليار دولار لا يساوى شيئا بالنسبة لقطر لكي تجمّل وجهها وتبعد مشاكل الإخوان عن أرضها، فقد يتحمّل التنظيم الدولي للإخوان تسديد هذه المبالغ فيما بعد، ويقوم بدفعها لقطر كمقابل للخدمات التي قامت بها هذه الدولة في سبيل تثبيتهم في السّطة.



    and#9679; محمد عبدالغفار

    الإخوان، الحزب الوطني سابقا


    الذي لا يعلمه أحد هو أنّ الدكتور محمود جامع، وهو الإخواني الأصيل، كان صديقا حميما للرئيس أنور السادات ونجح في التقريب بينه وبين جماعة الإخوان، وكان له دور كبير في الإفراج عن القيادات الإخوانية التي وضعها الرئيس جمال عبدالناصر في السجون، مثل المستشار صالح أبو رقيق والمستشار عبدالقادر حلمي، وبعد ذلك كلّفه الرئيس السادات بالسفر إلى السعودية للالتقاء بالقيادات الإخوانية الهاربة، والتي أسقط عنها الرئيس عبدالناصر الجنسية المصرية…

    وبالفعل التقى في مكة المكرمة بالشيخ يوسف القرضاوي والدكتور أحمد العسال والدكتور سالم نجم، ورجال الأعمال؛ المهندس طلعت مصطفى، وعبدالعظيم لقمة، وفوزي الفتى، وطمأنهم واتّفق معهم على العودة إلى مصر وإعادة الجنسية المصرية إليهم وردّ الاعتبار لهم، وبالفعل عادوا..

    كما لعب دورا كبيرا في إخراج باقي القيادات الإخوانية من السجون بتعليمات من السادات شخصيا.




    الفتوى كانت جزءا من الخطاب السياسي



    and#9679;بومدين بوزيد:
    "المؤسسة الدينية والأصولية في الجزائر"



    مع بداية تكون الدولة الوطنية، في البلدان العربية، كانت الفتوى جزءاً من الخطاب السياسي نحو التغيير، واستطاع المفتي أن يشكّل سلطة معنوية من خلال منصب الإفتاء. فقد احتاج الرئيس المصري، الراحل محمد أنور السادات، إلى فتوى تؤيد إتفاقية كامب ديفيد، وكان له ذلك.

    ومؤخراً أفتى علماء السودان بتحريم سفر الرئيس عمر البشير خارج السودان، حتى لا يتعرّض للاعتقال. وفي الجزائر أفتى الشيخ “فركوس”، بتحريم استعمال شريحة هاتف النقال “جيزي”، لأنّ صاحب شركة أوراسكوم نجيب ساويرس -حسبه- يسهم في دعم إسرائيل، ويساعد في عمليّات التبشير المسيحي في الجزائر وأفريقيا، ومَثَلُ ذلك، تلك الفتوى الطريفة القاضية بإباحة الخلوة إذا رضع الموظف من صديقته في العمل حيث تعتبر أختا له بعد ذلك.

    وقد أثارت فتوى القرضاوي القاضية بجواز شراء مسكن عن طريق القرض الربوي في المغرب – باعتباره بلداً لا يحتكم إلى الشّريعة- ردود فعل قويّة من قبل علماء المغرب واستنكاراً قوياً، وهذا ما يؤكّد “سياسية” الكثير من تلك الفتاوى.



    and#9679; صالح زهرالدين

    الحركات والأحزاب الإسلامية وفهم الآخر


    إذا كان مصطلح الحاكمية ابتكارا مودوديا، فإن مفهوم ولاية الفقيه هو ابتكار خميني. وفي هذه المسألة نستذكر ما جرى أثناء تشييع جثمان الإمام الخميني، حيث علق أحد الصحفيين الغربيين قائلا “إنّ هذا الرجل سوف يحكم من قبره عقودا عديدة من السنين”. أليست هذه نظرية ولاية الفقيه؟ ولا سيما أنّ للنّظرة الحاكيمة ولولاية الفقيه كذلك أنصارا وأتباعا كثُرٌ، وهذا ليس مستغربا في عالم يتنفس فيه الإنسان النظريات والأفكار كما يتنفس الهواء برئتيه. مع العلم أن الدين الإسلامي والقرآن الكريم أعطى للإنسان قيمته الحقة في الوجود، باعتباره القيمة العليا.

    وعلى هذا الأساس يقول الباحث واثق غازي في هذه المسألة إنّ أي دين يتعرض للإنسان بسوء ليس دينا على الإطلاق. وبالتالي فإن من يرى نفسه صاحب دين ويعتدي على الإنسان، هو ليس صاحب دين، بل هو مجرم عقائديّ.







    التعصب من أهم سلبيات الخطاب الإسلامي


    and#9679;وسام فؤاد:

    "المؤسسة الدينية والفتوى"


    يرى نقّاد المنهج الاجتماعي لبعض الحركات الإسلامية، أن التعصب ونفي الآخر هما من أهم السلبيات التي يوصم بها الخطاب الإسلامي، ويرون أن التعصب في جوهره نفي للآخر، وإقصاء لرأيه وحضوره، وربما وجوده وحقوقه، وتمركز حول العقيدة أو الأيديولوجيا أو الذات، يجعل صاحبه يرى في نفسه مالكاً للحقيقة المطلقة، وينفي امتلاك مخالفيه لأي جزءٍ منها، وهو ما يمنعه من تقدير حق الآخر في الوجود، على الرغم من أن ذلك الحق مثبت من طرف الشريعة.

    وعلى الرغم من أنّ هذه الرؤية لها نقدها، الذي يحصرها في نطاقٍ ضيقٍ، إلاّ أنّه يجب أن نشير إلى أن هذا النطاق الضيق ينبغي على عموم المسلمين الوعي به، لكي لا يجرّهم والمجتمعات العربية من بعدهم، نحو هاوية تضيف إلى الواقع المسلم مشكلةً إضافةً إلى ما يعانيه من مشكلات، وذلك عبر الصدامات التي من الممكن أن تنشأ بين بعض حملة الخطاب الإسلامي وخصومهم.
                  

04-13-2014, 09:35 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    ثلاثة أجيال من الإسلام السياسي تتأسس على الفشل لتعود إليه
    بروز الحركات الإسلامية كان ردا على انهيار العثمانيين، ولم تنجح هذه الحركات منذ قرن ونصف في الاندماج صلب المجتمع السياسي.
    العرب [نُشر في 07/04/2014، العدد: 9521، ص(13)]




    محمد بديع وصحبه من الجيل الثالث كرسوا الفشل الأخواني في التحول إلى حزب سياسي

    القاهرة - بعد انهيار الدولة العثمانية أصبح لمقولة الإسلام السياسي في نظر منظريها، “مشروعية” التواجد على الساحة السياسية للإبقاء على حركة ذات مرجعية إسلامية تعمل على إقامة الخلافة رغم فشل المشروع العثماني. وعند اصطدام رواد الإسلام السياسي بواقع عربي يرفض العودة إلى نموذج عثماني إسلامي تسبّب لهم في التقسيم والاستعمار، تتالت المجموعات الإسلامية على مدى أجيال في حمل مشروع الدولة الإسلامية؛ فالجيل الأول انطلق من عام 1850 إلى عام 1928، أمّا الثاني فمن خمسينات القرن الماضي إلى حدود سنة 2000، أمّا الجيل الثالث فمن بداية الألفية الثالثة إلى غاية الآن.
    كان الإطار المرجعي لإسلاميي الجيل الأول، الذين كان لهم دور بارز في الحركة الإسلامية بين عامي 1850-1924، هو “العودة إلى القرآن والسنة”، ومن ثمّة كانوا يعلون من قيمة “فتح باب الاجتهاد”، و”إيقاظ روح الجهاد”. ومن خلال وجهة نظرهم هذه، كانوا يرون أن السبيل إلى خلاص الدولة العثمانية من الضعف الذي اعتراها، يتمثل في وجوب أن تقوم حركة الإصلاح على عودة العلماء إلى القرآن والسنة وضرورة الاجتهاد.

    حيث إنه في حال عدم فتح باب الاجتهاد فإن الإصلاحات الوافدة من الغرب سيتم قبولها كما هي، وهو ما سيمهد الأجواء للسماح بالأفكار والقوانين العلمانية. وهو ما حدث بالفعل. وتلخّص فهمهم لـ”إيقاظ روح الجهاد” في أنّها حركة معنوية من أجل حرب حقيقية ونهضة اجتماعية-اقتصادية ضد الاستعمار.



    جيل التأسيس

    تبلورت التوجهات السياسية لأبناء الجيل الأول من الإسلاميين في فكرة إنقاذ الدولة العثمانية. وكانت الدولة بالنسبة لهم، هي الدولة العثمانية التي تمثل دولة الإسلام من خلال أيديولوجيتها المؤسسة وإطارها الشرعي، ووجود خليفة للمسلمين على رأسها. وكانت النخبة المثقفة لدى ذلك الجيل الأول من قادة ومفكرين وخطباء سياسيّين مجتمعة حول “نمط عالم الدين- المثقف”.

    فقد كانوا جميعهم في الغالب، متميزين في العلوم الإسلامية والفكر والتاريخ الإسلامي. وفضلا عن ذلك فقد تلقوا تعليمًا غربيًا. فهؤلاء الأشخاص كانوا يعرفون الكثير عن كلا العالمين، وكانوا يناضلون في الحياة العامة مثل العلماء الأمويين والعباسيين، وكانوا كذلك قادرين على حماية شخصياتهم المدنية، وهم مختلفون في ذلك عن العلماء الرسميين في الدولة العثمانية. لذلك لم يكن رجال الدولة العثمانيون وعلماؤها الرسميون يستسيغون رواد ذلك الجيل الأول من الإسلاميين.


    «قدم الإسلاميون السياسة على ما عداها، فأفرزوا ضحالة وسطحية أنتجت أنماطا سياسية وسياسيين منقطعي الصلة بالثقافة»

    راح أبناء ذلك الجيل الأول ضحايا حرب “تشاناق قلعة” عام 1915. حيث قُتل في تلك الحرب نحو خمسين ألفاً من رجال الفكر والطلاب. لدرجة أن تلك الحرب عُرفت باسم “حرب طلاب العلوم الشرعية”. وتأسست الجمهورية التركية عام 1923. وتمت تصفية ذلك الجيل من خلال قانون “إقرار السكون” عام 1925، تحت وطأة وسطوة حكم الحزب الواحد بين عامي 1923-1950. وبعد هذه التصفية الراديكالية التي جرت عقب قيام الجمهورية التركية، خلدت الحركة الإسلامية لنوم عميق حتى عام 1950.

    جيل التقية والتمكين

    ومع الجيل الثاني الذي ظهر على مسرح التاريخ في الفترة الممتدّة من عام 1950 إلى عام 2000، أصبحت مرجعية الإسلاميين هي “الدولة القومية- الحديثة”. واهتمّوا جيّدا بأسلمة البنى الاجتماعية- السياسية الغربية بغية تجاوز أزمة المشروعية. وتَشكل الطور الذهني للإسلاميين في تلك الفترة في “النمط الغربي” عبر المعرفة والتعلم والمؤسسات الاجتماعية، واتخاذ الأجندة السياسية والاقتصادية أساسًا لهم. إلا أن ذلك قد “طُلي بلون إسلامي”، أو أضيفت له “مجالات أخلاقية- معنوية، وإيمانية- ميتافيزيقية مبتكرة”.

    كانت “الدولة الإسلامية” وكذلك “المجتمع الإسلامي”، هي التوجه السياسي الرئيس لأبناء الجيل الثاني من الإسلاميين. وفي تلك الفترة أدارت الأنظمة القمعية السلطوية في تركيا وإيران وأفغانستان سياسات تصفية ضد الإسلام. أما الدول العربية والإسلامية الأخرى فقد كانت مشغولة بنضال حقيقي ضد الاستعمار. وبعد التحرر من الاستعمار لم يكن ثمة شيء سوى “الدولة القومية الحديثة”.

    وفي ظل ذلك المناخ، دخل المسلمون الذين كانوا يتألمون من إلغاء الخلافة من ناحية، ومن القمع والاستعمار من ناحية أخرى، في عملية تستهدف أسلمة الدولة القومية الحديثة، واضعين أمام أعينهم نموذج دولة الفاتيكان الدينية. أمّا زعماء وقادة ذلك الجيل الثاني، فلم تكن لهم دراية بالعلوم الإسلامية أو الفكر والتاريخ الإسلامين، فقد كانوا “مثقفين وأكاديميين وسياسيين يستهدفون السلطة”.



    جيل الفشل في السلطة

    ثم بدأ الجيل الثالث من أبناء الحركة الإسلامية في تركيا وإيران في الأعوام الأولى من الألفية الجديدة. فقد كان عام 1997 هو نقطة البداية، عندما وقع في تركيا انقلاب 28 فبراير الذي عُرف بـ”انقلاب ما بعد الحداثة”، كما تولى في العام ذاته محمد خاتمي رئاسة الجمهورية في إيران.

    وكان ظهور الجيل الثالث في مصر. ويمكن القول، إن التعرجات الرئيسة التي وقعت في كل من تركيا وإيران ومصر، تكاد تكون قد حدثت بشكل متزامن، تفصلها عن بعضها سنوات قليلة. ويمكننا القول إن نقاط الضعف التالية قد انتقلت من أبناء الجيل الثاني إلى الجيل الثالث. فقد كان إسلاميو الجيل الثاني قد استلموا من الجيل الأول “عداء التقاليد” بوصفه ميراثًا سيئًا، ولم يقوموا بالتفرقة اللازمة بين “أعراف الأمة وتقاليدها الصحيحة” وبين “التقاليدية والتعصب”. وهو ما جعلهم يُعرفون بـ”حركة المبتدعين”، ويندفعون بمرور الوقت نحو “الراديكالية”.

    وقد قاموا بتسييس الإسلام بشكل مفرط، حيث عجزوا عن تقديم أنشطة تبرز التوازن بين “الإسلام الرسمي والإسلام المدني” الذي شهده التاريخ الإسلامي بمحاسنـه ومساوئــه.


    «بدأ الإسلاميون عملية أسلمة الدولة، واضعين أمام أعينهم نموذج دولة الفاتيكان الدينية بهدف الاستحواذ على السلطة»

    قامت الحركة الإسلامية بتسييس خطابها وأدبياتها بشكل مفرط، وأضحت غريبة عن التصوف، وأبعاد الدين المعنوية والمعرفية والأخلاقية. لذلك عجزت عن تقديم أجوبة ثقافية وفلسفية وفكرية بالمستوى الكافي على فلسفة التنوير. فقد قدمت السياسة على ما عداها، ومن ثمة أفرزت هذه الضحالة والسطحية، أنماطًا سياسية وسياسيين منقطعي الصلة بالثقافة.

    ظل تأثير الخطاب الإسلامي في مرحلة التنظيمات والتحديث التركي منحصرًا بشكل عام في الشعراء والقصاصين والأدباء. في حين لا نجد تأثيرًا للفن والأدب والشعر في النموذج العباسي في التعاطي والتلاقح الذي تحقق مع عوالم الفلسفة والمعرفة والحكمة. وتكمن أكبر عوائق ونقاط ضعف الحركة الإسلامية في تركيا، في وقوعها تحت أسر الشعراء والقصاصين والأدباء حتى الآن، كونها محرومة من المثقفين والعلماء الحقيقيين.

    ووجد الإسلاميون أنفسهم فجأة أمام فرصة للحكم والسلطة دونما استعداد أو تأهل لذلك. وبسبب حرصهم المفرط على الوصول إلى الحكم، قبلوا بتولي السلطة. وبهذه الكيفية، لم تتمكن الحركة الإسلامية من تقديم إجابات صحيحة لأسئلة الحداثة، وقبلت بمعايير “الفرد والعلمانية والدولة القومية”، واكتفت بصبغها بـ”المحافظية”. ومع وصول الإسلاميين إلى السلطة تبنوا قيم “الدولتيّة” والقومية والسياسة الواقعية والتحالفات العالمية، وقد دفعهم جهل الحركة الإسلاميّة وضعفها الفكريّ والذهني نحو ذلك. وبالتالي، سقط من حسابات الإسلاميين “نموذج” العودة إلى القرآن والسنة.


    خلاصة من بحث علي بولاتش “الحركة الإسلامية في تركيا مقابلتها بمصر وإيران” (فبراير 2014)، الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث ـ دبي.


    ------------------------
                  

04-15-2014, 09:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    د. سالم حميد يكتب:

    هكذا يحارب الإخوان المتأسلمين خصومهم

    لا أحد يشكّ في أن التنظيم الإخواني المتأسلم الذي بدأ بريقه ينطفئ تدريجياً عن ساحة السياسة الإقليمية والمحلية، رغم محاولاته المستميتة للتشبّث بالحياة في بعض البلدان المتناثرة هنا وهناك، أو محاولة الحياة بثوب جديد واسم جديد، فالتنظيم الإخواني في أيدلوجيته لا يؤمن بثوابت الفكر ولا السياسة ولا المبادئ، فالميكيافيلية تتجلى في كل خطواته التي انتقل بها من أقبية السريّة إلى اختطاف الثورات والوصول لكراسي الحكم، ما يؤكّد قدرة التنظيم على التلوّن في أشكال أخرى تتفق جميعها في رغبة الوصول لكرسي الحكم مهما كانت الفاتورة، فالبيعة التي ابتدعها التنظيم سواء لمنتسبيه العاديين أو رجالات التنظيم السري الذي ضمّخ تاريخه بأشهر الاغتيالات السياسية التي راح ضحيتها الكثير من الموالين والمناوئين للتنظيم، وأولهم حسن البنا، الذي ارتدت عليه صنيعة يده، لتغتاله قبل تسليم قوائم التنظيم لدوائر الدولة المصرية.

    ارتباط التنظيم الإخواني بالخارج، خاصة وأن الاستخبارات البريطانية هي من صنعته قبل أن تتنازل عنه للمخابرات الأمريكية كما ورد في كتابات وأقوال العديد من قادته الصابئين الذين كانوا على اطّلاع بأدق شؤون التنظيم، أفاد التنظيم الإخواني كثيراً في علاقته المبكرة بالتكنولوجيا خاصة وأن طريقته في الاستقطاب تستهدف الشباب وطلاب المدارس، وتهمهم وزارة الإعلام كما التربية والشؤون الدينية والأوقاف، ولذلك برع أتباعه في إدارة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وأيضاً أفلحوا في السيطرة على بعض المؤسسات الإعلامية المؤثرة، ما جعل التقدير العام لعددهم في كل مكان أشبه بحالة البالونة عند الانتفاخ، والتي لا تتناسب مع حجمها في حالتها الطبيعية، فوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالإنترنت، تملك جميعها شروط تصوير كثرة القلة مهما كان عددها، وتملك أيضاً شروط التأثير على الآخرين بمختلف الوسائل الخادعة.

    علم النّفس الإعلامي الذي ظهر مؤخّراً كعلم استخباراتي ضروري هو ما برع التنظيم الإخواني في استخدامه، ما يعزز ارتباطه الوثيق بالاستخبارات الغربية، خاصة الأمريكية التي أجادت استخدام هذا العلم، وبثّ الشائعات المغرضة هو أول نظرية طبّقها الإخوان في هذا الجانب، فبعدما تمكن جيشهم الإلكتروني المنظّم من الانتشار على مختلف مواقع التفاعل الاجتماعي، وبعدما سيطر مجنّدوه على عدد من وسائل الإعلام، بدأ في إشاعة وبث بعض الجمل المركّزة، كسدنة النظام، الفساد الإداري، الدولة البوليسية، وما إلى ذلك من مسميات ترددها آلتهم الإعلامية لتحفيظها للمتلقين وتمليكها لقناعاتهم وألسنتهم، وهي خطوة من خطوات توسيع الفجوة بين الحاكم والمحكوم، ومطلوب من هذه الخطوة أيضاً أن تؤدي إلى إحداث انقسام بين مؤيدين للشائعات من الشعب ومعارضين له، وهي خطوات يعززها إعلام التنظيم الإخواني، وأيضاً من جنّدهم سلفاً لصياغة الفتاوى الجاهزة المعزّزة للشائعات، بعدما طرحهم إعلامياً ونفسياً كعلماء أمام الرأي العام.

    وما أن ينبري أحد المعارضين للتنظيم الإخواني، بالحقائق والأدلّة الدامغة، حتى يتّحد مجندو التنظيم ويتكتلون كتلة واحدة تهدف لتشتيت ما كتبه المناوئ، خاصة في الكتابات التي تحتمل الردود والتحاور والدردشة، هنا انتهج التنظيم الإخواني من مدرسة علم النفس الإعلامي، نظرية تشتيت الموضوع، وذلك بأن يقوم من يرد عن التنظيم، بتتبّع نقطة هامشية في المادة المكتوبة وقيادة النقاش باتجاهها بدلاً عن عمق الموضوع، ويساعده على التشتيت مجموعة من المجندين الآخرين الذين يتداخلون بانتظام.

    ومن الصور التي ينتهجها التنظيم الإخواني لمحاربة خصومه، هو الاغتيالات النفسية، فيقوم بالتشكيك في مسائل لا علاقة لها بمحور الصراع بين الطرف الآخر والتنظيم، ومن ذلك التّعرض لشخصه أو أهله، أو حتى التشكيك في قدراته، وأيضاً في تحصيله العلمي، والإيعاز للخصم أنه مكروه من جانب الكل، وتشكيكه في تناوله، ومدى منطقيته.

    وينتهج التنظيم الإخواني في محاربة الخصوم أسلوب العزل الاجتماعي، فهو يحاول التشكيك في خصمه، وتنفير المجتمع منه، وذلك بإذكاء المصطلحات والألقاب الجاهزة التي يتم إلباسها دون مقدمات لمن شاء أفراد التنظيم إلباسها له، ومن ذلك، جامية السلطان، تابعي الأمن، إنتهازيين، وصوليين، كما يستخدم التنظيم الإخواني نظريات التشكيك في الأصول والنّسب، ويلعب على وتر القبيلة في المجتمعات القبيلية، والجهة في المجتمعات الجهوية.

    ويعمل التنظيم على المحاربة الاستباقية لخصومه، ومن ذلك التشكيك في أحداث لم تقع بعد، وذلك لتهيئة الرأي العام لتقبُّل الحدث، ولكن بتحميل مساوئه للطرف الآخر، ومن ذلك التشكيك في المحاكمات، وتوقُّع النتائج التي يدرك التنظيم منطقيتها، ويهدف بذلك للمحافظة على صورة قادته، وفي ذات الوقت التأثير على الرأي العام وحكم القضاء، وهو أسلوب اتّبعه التنظيم كثيراً في تاريخه العام المليء بالصفحات السوداء القاتمة.

    وبالمقابل يحاول التنظيم محاصرة خصومه عبر بثّ الشعارات التي لا تقبل الجدل من قبيل "الإسلام هو الحل"، "الصحوة الإسلامية"، وما إلى ذلك من شعارات فضفاضة حرموا الجهات المناوئة من رفعها وتطبيقها، بعدما أفلحوا في ربطها ذهنياً بتنظيمهم، وهو الحال مع الكثير من مفردات اللغة، وأيضاً فيما يتعلق بمظهر وهندام الفرد.

    وفي الندوة التي أقامها مركز المزماة للدراسات والبحوث في جامعة الإمارات بالعين، أكّد المتحدثون وعلى رأسهم د. علي النعيمي، مدير جامعة الإمارات، ومصطفى بكري رئيس تحرير جرية الأسبوع المصرية، ومحمد الحمادي رئيس تحرير جريدة الاتحاد، ومنصور النقيدان مدير مركز المسبار للدراسات والبحوث، وزايد الشامسي رئيس جمعية المحامين والقانونيين، على اتفاقهم بأن هذه الأسلحة التي استخدمها التنظيم الإخواني في مواجهة خصومه، يجب أن تجد سلاحاً مضاداً من الفكر التنويري للمجتمع، حتى لا تنطلي عليه غشاوة الشائعة، وأيضاً للجندي المحارب بمواقفه أو كلماته، وتحصينه وحمايته حتى لا تهزّه هذه الأسلحة الزائفة التي يستخدمها الإخوان، وتثنيه عن مواصلة تعبيره الصادق عن مواقفه.



    -----------------










    استطلاع رأيهل تؤيد طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي؟؟
    أؤيد

    لا أؤيد

    لا أعلم

    المزيد صورة وتعليق








    12345678910أشترك بالبريد الالكترونيأرسل بريدك ليصلك جديدنا أولا

    بريدك الالكتروني..
    إشتراك إلغاء الإشتراك كاريكاتير








    12345678910
    الاخبارالقرضاوي شيخ الفتنة
    الثلاثاء 28 يناير 2014



    هل تسكت قطر القرضاوي وزمرته، أم تمعن في الإساءة لجيرانها الأشقاء؟

    ليس من المستغرب أن نسمع مالا يمكن لعقل أن يتصوره من يوسف القرضاوي، ذلك الرجل الذي انتسب منذ نعومة أظافره، وقضى عمره البائس في خدمة التنظيم الذي لم يجلب للأمة الإسلامية سوى الخراب والدمار. فما يُسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي صنعه بنفسه ليكون رئيساً عليه بعدما فشل تماماً في أن يجد لنفسه موطئ قدم في الأزهر الشريف، استغله كمنصة إطلاق للفتن التي عصفت بمختلف دول المنطقة، وتضاربت فتاواه التي جعلت المراقبين في حيرة من أمرهم، خاصة وأن التهجم على دولة الإمارات العربية المتحدة، ظلّ الحلّ الوحيد الذي يلجأ إليه شيخ الفتنة القرضاوي لينفض عنه الغبار كلّما لفّه النسيان.

    داوم القرضاوي على مهاجمة الإمارات كلما ألمّ بالتنظيم الإخواني خطب جلل، فقد سبق له أن تطاول على حكام الإمارات عام 2012 لشغل الرأي العام عن الحديث عن أخونة مصر حينما اعتلى كرسي الحكم فيها السجين المعزول محمد مرسي العياط. وعاد لمهاجمة الإمارات في خطبة الجمعة الماضية حينما بدأ الرأي العام يتحدث بامتعاض عن تصرفات فلول تنظيمه الإرهابي بمصر تأهباً لذكرى ثورة 25 يناير، والتي كشف فيها التنظيم عن وجهه الأقبح الذي أراد أن يحكم الشعب المصري شاء أم أبى، وهو تطاول لم يستغربه الشعب ولا السلطات الإماراتية.

    غير أن المكان الذي إنطلق منه الهجوم كان مثار جدل. فمسجد عمر بن الخطاب الواقع في قلب العاصمة القطرية الدوحة، كان هو المنبر الذي انطلقت منه الإتهامات التي أتت بلا أدلة أو مبررات. وبدلاً عن أن تكون منابر المساجد أماكن للدعوة إلى انتهاج الصدق ووأد الفتن، حوّلها رئيس ما تمت تسميته زورا بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى موقع لنشر الأكاذيب والفتن، والتهجم على الآخرين بدعاوى ليس لها أساس. ومن الغريب أن هذا الإفتراء حدث تحت سمع وبصر السلطات القطرية التي غضّت الطرف تماماً عن كل ما يربطها بالدولة، وعن كل الأعراف الدبلوماسية التي لا تجيز لدولة أن تتيح منابرها للإفتراء والتهجم على دولة من المفترض أن تكون شقيقة وجارة وتربطها بها وشائج كثيرة.

    غير أن الحكومة القطرية في عهد الأب والابن لم تختلف كثيراً في توجهاتها العدائية ضد كل قطر إسلامي، فذات المنبر شهد هجوماً ضاغطاً على المجلس العسكري والحكومة المصرية المؤقتة، ومنه أيضاً إنطلقت العديد من الهجمات على سوريا وغيرها من الدول، دون أن تحرك الحكومة القطرية ساكناً، بل أنها قبل هذا المنبر كانت قد أتاحت منبراً أكبر تمثّل في قناة الجزيرة التي إتخذها القرضاوي مطية لمهاجمة الدول العربية والإسلامية عبر برنامج الشريعة والحياة الذي دعا فيه القرضاوي في غير مرة، إلى الخروج عن طاعة الحكام، وحرّض الكثيرين على ممارسة الإرهاب والقتل والتفجيرات، وتصدى فيه لكافة خصومه من العلماء الذين استنكروا دعواته المستمرة بما ينافي روح العقيدة، ويسهم في تشويه الدين الإسلامي الحنيف.

    الصمت الرسمي القطري على إفتراءات القرضاوي على الإمارات يزيد علامات الاستفهام المتراكمة حول دوافع الحكومة القطرية ونواياها تجاه جيرانها وامتها، وأيضاً يضع مزيداً من التساؤلات حول صبيانية سياساتها التي تتوهم إمكانية ان تجعل من الدولة الصغيرة المساحة قوة عظمى أرادت بمالها لا بعقلانيتها أن تقود ما أسمته بحركة "التغيير" في المنطقة. انه التغيير الهادف لإلغاء الأوطان الحالية، وتعبيد الطريق بدماء الشعوب، لإقامة دولة الخلافة الإخوانية التي لم تتحقق منذ أن أنشأ الإرهابي حسن البنا هذا السرطان التخريبي الخبيث من رحم الاستخبارات البريطانية، وأرضعته الاستخبارات الأمريكية ونشأ وترعرع في كنف مختلف بيوتات التجسس الأوروبية التي استهدفت عقيدة وثروات المنطقة.

    ساهم القرضاوي بمعاونة الحكومة القطرية في معظم نكبات المنطقة بعدما خدع البسطاء، وغرر بالكثيرين الذين راحت أرواحهم سدى في سبيل دعوة لم يتبينوا السّم الذي تمكّن من دسّه بمهارة فائقة بين كلماتها التي حرص على تزيينها ببعض العبارات القرآنية التي تعمّد الاستشهاد بها في غير مواضعها، قبل أن يتم افتضاح امره، ليعلن بعدها أنه تخلّى عن التنظيم الإخواني.

    غير أن أكذوبة الربيع العربي كشفت أكاذبيه بعدما أخذته العزّة باثم النصر الزائف الذي جعله ينتقل إلى ميادين مصر لمناصرة الإخوان، ويقف معهم بصلابة بعدما لفظتهم الشعوب، ليعلن بكل بجاحة عن صلاح المعزول مرسي، وتصويره ضحية للمخططات الصهيونية، ناسياً أن الأخير كان من أخلص خادميها بشهادة المعابر التي كشفت علاقة الإخوان بإسرائيل، ومحاربته للشعب المصري في سيناء بالوكالة عن الصهاينة. وها هو يرغي ويزبد من جديد بعدما تخطّت الإمارات آخر الحواجز الإخوانية بإنتهاء محاكمات الخلايا التي أرادت شراً بالدولة وشعبها وقادتها، وحاولت أن تقودها إلى التخلّف والهلاك.

    هل تضحي الحكومة القطرية بعلاقاتها مع الشعب الإماراتي من أجل القرضاوي وزمرة الإخوان الذين لازالت تتوهم مقدرتهم على تحقيق حلمها بوهم الزعامة، أم أنها ستحترم العلاقات الأزلية بين الشعبين الإماراتي والقطري وتتخذ خطوات حاسمة تبدأ بتوقيف ومحاكمة القرضاوي هذا العبث الأهوج الذي لا يورثها غير كراهية الشعوب، وتقدم اعتذاراً صريحاً للشعب الإماراتي؟


    بقلم: د. سالم حميد


    ----------
                  

04-18-2014, 06:27 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    تحالف المعارضة السودانية يقرر بالأغلبية تـجميد عضوية الاخوان المسلمين )


    الخرطوم –وكالات
    في تطور لافت للأحداث داخل تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض، قررت الهيئة العامة للتحالف أمس الأول بالإغلبية باستثناء حزب (البعث) الأصل، تجميد عضوية المؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور "حسن الترابي" وحزب العدالة في التحالف.( الاخوان )

    من جهته هاجم االاخوان المسلمين التحالف بقسوة ووصفوه بالافتقار للمؤسسية وأنه عبارة عن شلليات، وأعلن شروعه قبل صدور القرار في تكوين تحالف جديد، وفيما تحفظ الناطق باسم التحالف "صديق يوسف" على التعليق على القرار، قائلا بأنه قرار داخلي غير مطروح للإعلام، أوضح القيادي بحزب البعث الناطق باسم التحالف بالإنابة "محمد ضياء
    الدين" (فى تصريحات صحفية أن التحالف اضطر لاتخاذ القرار لضمان عدم التعبير عن مواقفه بلسانين مختلفين في قضية الحوار مع النظام. وكشف أن ما دعا لاتخاذ القرار حديث قيادات من الاخوان في ندوات للمعارضة، في عطبرة وكسلا برؤى تخالف توجه التحالف. وأقر بتحفظه إجرائياً على القرار داخل الاجتماع، إلا ان القيادى الاخوانى "كمال عمر" أكد عدم اعتراف حزبه بالقرار ووصفه بغير الشرعي، باعتبار عدم أحقية الهيئة العامة اتخاذ أي قرار نظراً لأنها جسم تنسيقي.

    واتهم "عمر" جهات ـ لم يسمهاـ بالسعي لتطهير المعارضة من الإسلام السياسي. وأعلن شروع حزبه قبل صدور القرار في تكوين تحالف جديد يضم (23) حزباً وحركة إقليمية ومطلبية .واتهم أحزاب التحالف ماعدا البعث بأنها لا تؤمن بالديمقراطية وقال:( الآن يحرموننا من حريتنا في الحوار فإن تسلموا السلطة سيمنعون عنا الأكسجين)، مؤكداً أن المعارضة ستخسر بهذا القرار). ######ر من بعض أحزاب التحالف قائلاً (نحن لدينا (14) داراً في ولاية الخرطوم فقط، وهذا العدد أكبر من عضوية بعض الأحزاب). وأضاف: (نحن كنا شايلين بلاوي في ضهرنا).
                  

04-20-2014, 06:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    أنباء عن إجراءات قطرية ضد قيادات «الإخوان»


    تاريخ النشر: الأحد 20 أبريل 2014


    كشفت مصادر مقربة من الديوان الأميري في قطر، عن أن أوامر صارمة صدرت أمس الأول لبعض القيادات «الإخوانية» الهاربة إلى الدوحة بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام، مؤكدة أن ذلك يأتي كخطوة نحو تسفيرهم إلى دول مثل تركيا والسودان في وقت قريب. وأكدت المصادر أن القيادة القطرية تريد أن تظهر لدول الخليج أنها جادة في الإيفاء بتعهداتها، خاصة تجاه الدول الثلاث التي سحبت سفراءها (السعودية والإمارات والبحرين) وأكد مسؤولوها أكثر من مرة أنهم لا يثقون في الوعود الصادرة من الدوحة بسبب تعدد مصادر القرار، ويريدون من قطر خطوات عملية ملموسة.

    من جهة أخرى، أكدت المصادر أن الدوحة وجدت حلاً لوضعية رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، وهو الشخصية الأكثر إحراجاً بالنسبة إليها، وأنه من المنتظر أن يكون مقره الجديد في تونس.ولفتت إلى أن أمر القرضاوي تم ترتيبه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي إلى قطر، وأن انتقاله سيكون أولاً إلى السودان أو تركيا، على أن يستقر في تونس لاحقاً لتجنب ردة فعل القوى السياسية التونسية المعارضة التي رفضت استقدامه إلى البلاد.وأشارت المصادر إلى أن قطر «ستلتزم حسب تأكيد أميرها بطرد الإخوان من الدوحة، ووقف دعمهم في الخارج».

    من جانبه، علم موقع «العربية. نت» من مصادر غير مؤكدة، أن هناك عدداً من النقاط تم التفاهم عليها مع الجانب القطري في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في مطار قاعدة الرياض الجوية مساء الخميس الماضي، بحضور جميع وزراء الخارجية.

    وقالت المصادر لـ«العربية.نت»، إن الجانب القطري تعهد لدول المجلس بعدم تجنيس أي مواطن من دول مجلس التعاون، سواء من المعارضين أو العاديين، كما تعهد بترحيل بعض الأجانب الذين ينتمون إلى تنظيم الإخوان المسلمين من الأراضي القطرية، وعدم دعم أي معارضين لدول مجلس التعاون الخليجي، ووقف أي حملات إعلامية أو أي إعلام عدائي لأيٍّ من دول المجلس. وعلمت «العربية.نت»، أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون اجتماعاً بعد نحو أسبوعين لبحث مدى الالتزام بآلية التنفيذ. إلى ذلك، رحب أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي، بالخطوات التي اتخذها مجلس التعاون الخليجي لاحتواء الخلاف مع دولة قطر، ووصفها بأنها إيجابية، موضحاً أن دول الخليج قادرة على احتواء هذه الأمور في إطار مجلس التعاون الخليجي. وقال إن البرلمان العربي يدعم كل توجه يفضي إلى وحدة عربية وتنقية الأجواء بما يعود بالفائدة على المواطن العربي. وترأس الجروان الاجتماع السابع لمكتب البرلمان الذي عقد أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بمشاركة عضوية نواب البرلمان من «البحرين وتونس والسودان والعراق والأردن والجزائر وسلطنة عُمان». وأكد الجروان، في تصريحات للصحفيين، أهمية هذا الاجتماع الذي يأتي في إطار التحضير لاجتماعات الدورة الجديدة للبرلمان العربي التي ستنطلق الثلاثاء المقبل، وتتركز على حقوق الإنسان في الوطن العربي. ولفت إلى أن الجلسة العامة للبرلمان سيسبقها جلسة استماع بمشاركة نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، ونواب البرلمان من الدول العربية، لاستعراض أوضاع حقوق الإنسان بالعالم العربي، ومناقشة قرارات القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الكويت مارس الماضي بشأن البرلمان العربي. وأكد أهمية جلسات الاستماع التي تعتبر نهجاً جديداً للبرلمان للتواصل بين أجهزة الجامعة العربية والبرلمان والشارع العربي، موضحاً أن الهدف منها الوقوف على التحديات التي تواجه الدول العربية، والمصاعب التي يمكن للبرلمان العربي المشاركة في حلحلتها، بحيث تصب في صالح الشعب العربي. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد أنها تأتي في صدارة الموضوعات التي ستناقشها الدورة الجديدة للبرلمان، خاصة في ظل استمرار الانتهاكات والاقتحامات المتكررة من قبل قوات الاحتلال المسجد الأقصى.


    جريدة الاتحاد
    الاحد 20 جمادى الآخرة 1435هـ - 20 أبريل 2014م



    -------------


    قطر تقرر التوقف عن 'إدمان الإخوان' والفضل للعلاج الخليجي
    رغم العمل الإخواني المأزوم وعصابات تمعشت من الخلافات الخليجية تعود قطر إلى العمل مع شقيقاتها.
    العرب عبدالعزيز الخميس [نُشر في 19/04/2014، العدد: 9533، ص(9)]
    لم يكن الأمر بين ليلة وضحاها، ولم يولد بيان وزراء الخارجية الخليجيين من رحم العجلة والحديث المتسرع عن أزمة أحزنت الخليجيين الذين رأوا أنها تستعر خدمة لأهداف معادية لمصالحهم.
    كان هناك رجال مجهولون في جميع أطراف الأزمة، عملوا بحكمة لإيقاف الخلاف عند حدوده، بل طوقوه ووضعوا النقاط على الحروف، وكانوا في علياء المواجهة مع الأزمة دون التستر وراء تهوينها، أو المبالغة في تقدير انعكاساتها على مجلس التعاون.

    هناك أصوات ولغت في الأزمة لتتحدث عن أن لا حل لها، وأن قطر لن تذعن لإرادة العقل والمنطق ومصالح الخليج. لكن، والحمد لله، تم للخليجيين ما أرادوا واحتكم القادة القطريون لصوت العقل.

    المنتصر الوحيد في ما حدث من اتفاق خليجي هو أهل الخليج. هم فقط من تنفسوا الصعداء ومعهم شرفاء العرب. والخاسر بل الخاسرون هم عصابات الإخوان الذين تتضمن آلية تنفيذ الاتفاق الأمني طردهم شر طردة، ورميهم في مزبلة التاريخ بعيدا عن أراضي الصفاء والود والمحبة الخليجية.

    نهاية طبيعية لمن عبث بأمن الخليج، فسيخرج المارقون على السلم الأهلي الخليجي وعلى ما اعتاده أبناء الجزيرة العربية من تراحم وتعاون وعمل من أجل صيانة أمنهم ومصالحهم المشتركة.

    لا عزاء لعصابة المرشد ولمن يدعمهم، فالخليجيون قرروا وانضمت قطر أخيرا إلى القرار الخليجي الموحّد بسيادتها غير منقوصة وليست تابعة ولا مرتهنة لإرادة سوى إرادة التعايش المشترك والوقوف صفا واحدا ضد الفتنة.

    لكن هل يمكننا القفز إلى مرحلة مقبلة متمنين أن تحمل كل الخير للخليجيين في ظل تحديات إقليمية مهمة. قبل أن نقفز علينا أن نتأكد من صلابة الأرضية التي تقف عليها دول الخليج.

    ولتعزيز متانة الأرضية الخليجية يجب أن نستذكر التصدعات التي مرت بها، فنتلافاها، ونعالج شقوقا عطلت العمل الخليجي لسنوات.

    تبدو المشكلة الخليجية واضحة وهي عدم وضع إستراتيجية فعالة تبين حدود الاتفاق والاختلاف. فأمن دول الخليج الداخلي والخارجي خط أحمر، يجب أن تتضامن الدول لعدم إيقاع الضرر ببعضها دون مراعاة لطبيعة النظام السياسي في هذه الدولة أو تلك.

    مشكلة قطر العويصة أنها لا تعلم أين هي الخطوط الحمراء، ومثال ذلك تعاطيها مع الملف الإخواني الذي أبرز عدم اكتراثها بأمن شقيقاتها.

    هل كانت قطر تعتبر الإخوان ورقة ضغط ضد شقيقاتها؟ إن كان الأمر هكذا، فهو ضرب من الجنون.

    هل اعتبرت القيادة القطرية دعمها للإخوان ولكافة التنظيمات المتطرفة نصرة للحق؟ هذا يعد حماقة وتجنيا على المنطق السليم لدولة قد تكون هي بدورها ضحية للمتطرفين حين تتعاظم قدراتهم. فهم لا يكنون المودة لنظام سياسي لا يختلف عن غيره من الأنظمة الخليجية التي تعتبر عندهم غير شرعية.

    موافقة قطر على آلية تنفيذ وثيقة الرياض هي من قبيل الإشارات الجيدة، وبالتالي عليها طرد الإخوان الذين استباحوا أرضها تحريضا على العنف في أوطانهم التي تعاني من قسوتهم، بينما هم ينهشون بأيديهم الخرفان المطروحة على موائد كرام الدوحة.

    تحمل آلية تنفيذ وثيقة الرياض أمرا مهما، وهو أن التخلص من الشخصيات الإخوانية الخطرة سيتم عبر قائمة تضعها دول الخليج كافة، وليست الدوحة من يحدد هذه القائمة لوحدها.

    وقعت الدوحة لعقود قليلة تحت تأثير تنظيم الإخوان الدولي بعد أن تخلل صفوة الطبقة العليا القطرية مؤدلجون عملوا على ضمان تأييد قادة قطر لهم، ونجحوا في استلاب حكمتهم وإمكانياتهم، وصبت الأموال الغزيرة في جيوب مخادعين كان هدفهم إعادة الخلافة العثمانية.

    غامرت القيادة القطرية وراء هذا المشروع، والذي، ويا للسخرية، يتضمن في جذوره وأفعاله وخطابه ومنطقه نهاية حكم كحكم آل ثاني. فهو ضد الملكيات وحكم الأسر كما هو في قطر.

    تصالح المشروع الإخواني مع حكام قطر مقنعا إياهم بأنه سيضمن لهم السيادة والزعامة في العالم العربي وتحت غطاء زائف هو الاستجابة للشارع العربي، والذي وللأسف لم تره العين القطرية في 30 يونيو 2013 بل تعامت عنه وعملت ضده بإدارة إخوانية حاولت تغطية فشل فصيلها المصري بـ”مظلوميات” رابعة وغيرها.

    اليوم ورغم كل العمل الإخواني المأزوم والعصابات المتمعشة من الخلافات الخليجية تعود قطر إلى العمل مع شقيقاتها، لكنها تعود كمن يعيش حالة نقاهة ويحتاج إلى أن تبرأ أوجاعه ويتخلص جسده من فيروسات إخوانية انتشرت فيه، وقرر الرأس القطري التخلص منها بدعم من إخوته.

    على الخليجيين أن يقفوا مع الدوحة ليس بالتصفيق والتطبيل والرقص جذلا كالمخدرين، بل أن يقال للدوحة أين هي الفيروسات، وكيف يمكن لها نزعها من جسد جميل وعزيز على أبناء الخليج. كما على الدوحة أن تكون صادقة هذه المرة، فقد ولى عهد الثقة العمياء بين الإخوة وحل عهد جديد هو التعامل بكل شفافية وعلمية.

    الخليجيون يراقبون ما تفعله قطر بكل صبر وحنو، وسيساعدون الدوحة في نقاهتها بل سيعتبرون أنفسهم أعضاء من جسدها، ولا يمكن لهم توقع إخفاء فيروسات في هذا الجزء أو ذاك. بل ينتظرون البتر وبكل حسم وقوة، فالوقت في غير صالح أهل الخليج، فإما علاج يعيد للدوحة قوتها وعزتها ومناعتها ويخلصها من المرض الإخواني، أو سيعتل هذا الجسد ويموت تدريجيا وهذا ما سيمنع حدوثه أبناء قطر قبل غيرهم إن شاء الله


    ---------------
    د.سالم حميد

    إلى أين يريد أردوغان الوصول؟
    تاريخ النشر: الأحد 20 أبريل 2014
    أربع سنوات فقط هي العمر الفاصل بين نهاية الدولة العثمانية في عام 1924 ومولد جماعة الإخوان المتأسلمين الإرهابية على يد مؤسسها الظاهري حسن البنا في عام 1928، كصنيعة بريطانية صرف لإحلال التنظيم الجديد محل الأتراك الذين نالوا ما يكفي من حصص في السياسة العامة للمنطقة، ولم يعد لهم نفع يرجوه الإنجليز الذين أحسوا بحركات التحرر الشعبية التي انتفضت وقتها على الاحتلال التركي للوطن العربي الذي حاول جاهداً إنقاذ نفسه بعدما انتهت مهمته الرسمية في حكم المنطقة، خاصة وأن الأتراك كانوا قد أثقلوا كاهل الشعوب العربية والإسلامية بالجهل والضرائب والحروب التي لم تتوقف طوال فترة حكمهم.

    وبقيام التنظيم الإخواني المتأسلم، لم تقاوم تركيا بعدما وجدت ذات أفكارها تتجدد في هذا الكيان الجديد الذي حمل توقيع ذات الصانع. ولم تشأ الاستخبارات البريطانية ارتكاب ذات الخطأ الذي أفقدها الدولة العثمانية، فلم تضع البنّا مباشرة على كرسي الحكم، ولكنها وجهته للتحرك تجاه القاعدة الشعبية التحتية، وهي المعادلة التي غفلت عنها الاستخبارات البريطانية في رسمها طريق الدولة العثمانية، ما جعل القواعد الشعبية تشكل سبباً مباشراً لسقوط الإمبراطورية التي تمددت في معظم مساحات المنطقة.

    ولأن الحركات التحررية أفلحت بعد ذلك في إجلاء الإنجليز الذين حاولوا القضاء عليها بواسطة التنظيم الإخواني المتأسلم دون جدوى، والرحيل قبل أن يتمكنوا من تعليم الإخوان طرق الجلوس على كراسي الحكم وكيفية إدارتها والتعامل معها، لذلك بقيت الجماعة طيلة فترة وجودها تبرع في استقطاب الطلاب والفتيات باسم الدين، ولكنها كانت دائماً تفشل فشلا ذريعاً عند توليها أية مهمة تختص بشأن الدولة، وهو ما أدركه أحفاد العثمانيين الذين يحكمون الدولة التركية الآن، فالمفاهيم الأردوغانية التركية، ومفاهيم التنظيم الإخواني المتأسلم متطابقة تماماً، غير أن الأتراك يملكون الخبرة في إدارة الحكم وهو ما ينقص الإخوان المتأسلمين، زائداً على أن جماعة أردوغان لازالت تعتقد بإمكانية إعادة التاريخ إلى الوراء، وبسط نفوذ إمبراطورية تركية جديدة، تستفيد هذه المرة من معرفة الإخوان المتأسلمين بطرق الاستقطاب، وطرق مواجهة الشعوب لو دعا الداعي، ونتج عن تلك الرغبة التي لاقت هوى إخوانياً، خاصة بعدما تخلت بريطانيا عن الملف ومنحت التنظيم الإخواني باكراً للمخابرات الأميركية التي مكنته من صناعة علاقات جيدة مع مختلف أنظمة الاستخبارات الغربية التي تتسق مع السياسات والأطماع الأميركية في المنطقة.

    ويدرك العراب التركي أردوغان بأن المسألة ليست سهلة أو بسيطة، فهو يحتاج الكثير لتحقيق تلك الأحلام، وقد استفاد من أخطاء التشدد الإخواني بصنع معادلة تزاوجية غريبة بين حزبه الإسلامي، والنظام التركي العلماني، وهي مرحلة كلفته الكثير من الوقت للتخلص من صدامه مع الجيش التركي الذي وقف بقوة مع الرغبة الشعبية القاضية بالحفاظ على العلمانية التي أسسها الزعيم التركي الراحل أتاتورك، وانتهى الصدام بوصول حزبه للسلطة، غير أنه لم يتمكن من أخونة تركيا رغم محاولاته المستميتة للتغلغل في الجامعات والمدارس، وخداع البسطاء ومحدودي التعليم بشعارات فضفاضة تتوافق مع تلك التي ترفعها جماعة الإخوان المتأسلمين في المنطقة العربية.

    أما بريطانيا التي أدركت فداحة خطئها بتسليم التنظيم الإخواني أو بالأصح وهبهُ للاستخبارات الأميركية، فلازالت تعض على أصابع الندم، ذلك أن التنظيم الإخواني كاد يخرجها تماماً من المنطقة بطريقة أو بأخرى، فهو يستهدف حلفاءها ومصالحهم المرتبطة بمصالحها، وهو أيضاً يتحرك حاملا معه ملّاكا جدد للمنطقة التي تعتبرها بريطانيا تاريخياً من أهم مستعمراتها القديمة التي يجب أن تكون هي صاحبة النفوذ الأول فيها، والمتمتعة دائماً بأفضل العلاقات معها، ففي سبيل هذا النفوذ خسرت بريطانيا الكثير، ودخلت في عدة صدامات تاريخية مع دول أوروبية.

    غير أن العجوز الإنجليزي اليوم لم يعد بريطانيا الأمس التي لا تغيب عنها الشمس، وهو مقابل ذلك يرى صنيعته تتسبب في محاولات إخراجه بلا فائدة، ما جعل لندن تدرس احتمالات إعلان تنظيم الإخوان إرهابياً، وهو ما سيقطع الطريق أمام كل طموحاته التي تتخفى وراءها أجنداته السرية.

    أردوغان الذي داعبته أحلام عودة الخلافة العثمانية التي يشترك في مضامينها ومعانيها مع التنظيم الإخواني الذي يسعى لذات الهدف في محاولاته إحداث فوضى بالمنطقة لتحقيق وهم دولة الخلافة الإخوانية، لم يضيّع الوقت في الترحيب بالجماعة واحتضانها ودعمها وتوحيد أهدافه معها لدرجة أشبه بالإندماج، وجمع الحلم المستحيل بين طرفين مختلفين تماماً، طرف يملك الحكم والقدرة على التحرّك والتأثير، وطرف وقفت ضده إرادة شعوب المنطقة بعدما جرّبته لفترة زمنية قصيرة كانت كافية للحكم عليه وتحديد مستقبله السياسي، فقامت تركيا بمناصرة الإخوان، ساعدتها على ذلك إسرائيل التي كتبت لها ومثّلت معها كل فصول دراما السفن التي حملت نشطاء إلى شواطئ غزة، وهدفت بذلك لإيهام شعوب المنطقة المؤمنة بقضية فلسطين، بأن الدولة التركية المتحالفة مع إخوان الشيطان تهتم بقضايا المنطقة، وتعمل أعمالا بطولية لمواجهة الكيان الإسرائيلي.

    وشارك أردوغان بفعالية واضحة في العملية الإخوانية التي أطلقوا عليها «الربيع العربي» والربيع منها براء، فقامت حكومته الإخوانية بدعم الجهاديين في سوريا، وتدخلت في مختلف قضايا المنطقة، ووقفت بصلابة شديدة مع أعضاء وقادة التنظيم الإخواني المتأسلم حين تم طردهم من حكم مصر، وتدخلت في تسيير مختلف الكيانات الهلامية التي أنشأها الإخوان للتضييق على الشعوب والأنظمة، كـ«هيئة علماء المسلمين» التي صنعوها لتكون جلّاداً يصدر الفتاوى التي يريدها الإخوان، ويعاقب من يعارضها معاقبة الخارج عن الملة والدين، وأيضاً احتضن أرودغان العديد من المؤتمرات التي توافق فيها مع التنظيم الإخواني على مفهوم التغيير المبهم، إضافة لتدخله العسكري غير المعلن في أماكن مختلفة، ولو عبر خبراء عسكريين أو أسلحة أو استشارات وخطط، وقدّم كامل الدعم الإعلامي لمواجهة التنظيم الإخواني لشعبه في مصر وغيرها، وتطاول على دولة الإمارات لا لسبب سوى أنها رفضت التنظيم الإخواني المتأسلم الذي يعتبره أردوغان الوجه الثاني لحزبه «العدالة والتنمية»، وبدأ بطريقة غير مباشرة في محاولة إقامة حلف جديد كقاعدة للإمبراطورية الأردوغانية الجديدة، وهو حلف جمع كل الدول التي يتحكم فيها التنظيم الإخواني المتأسلم بطريقة أو بأخرى، رغم أنه في الداخل لم يختلف عن تنظيم الإخوان، فالصانع واحد والعقلية واحدة، فرغم تحركه المحموم في الخارج لإنقاذ ما تبقى من التنظيم الإخواني الحليف المندمج، فإن روائح الفساد قد أزكمت الأنوف التركية في الداخل، وتعامل مع تلك القضية بذات التعامل الإخواني، فقام بإقالة العديد من أفراد الشرطة والجيش في خطوة واضحة لمواجهة كل من يحاول كشف الحقيقة، وفي ذات الوقت قام بإغلاق وقطع خدمات التواصل الاجتماعي عن المتصفح التركي، وقام بسحق الاحتجاجات بطريقة وحشية نقلتها مختلف وسائل الإعلام التركية والأجنبية، فإلى أين يريد أردوغان الوصول؟


    --------------

    قطر تبدأ تطبيق حزمة الشروط الخليجية
    الدوحة تصدر أوامر صارمة لقيادات إخوانية بوقف التحريض، وسط حديث عن إيجاد قطر حلا لوضعية يوسف القرضاوي المثير للجدل.
    العرب [نُشر في 19/04/2014، العدد: 9533، ص(1)]

    التصفيق للإخوان من قطر قد يخفت

    الدوحة - قالت مصادر مقربة من الديوان الأميري في قطر إن أوامر صارمة صدرت أمس لبعض القيادات الإخوانية الهاربة إلى الدوحة بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام، مؤكدة أن ذلك يأتي كخطوة نحو تسفيرهم إلى دول مثل تركيا والسودان في وقت قريب.
    وأكدت المصادر أن القيادة القطرية تريد أن تظهر لدول الخليج أنها جادة في الإيفاء بتعهداتها وخاصة تجاه الدول الثلاث التي سحبت سفراءها (السعودية والإمارات والبحرين) والتي أكد مسؤولوها أكثر من مرة أنهم لا يثقون في الوعود الصادرة من الدوحة بسبب تعدد مصادر القرار، ويريدون من قطر خطوات عملية ملموسة.

    وكانت الدوحة استقبلت عددا كبيرا من القيادات الإخوانية المصرية وبدأت أوساط تتحدث عن الاستعداد لمنحهم الجنسية القطرية، وهو أمر أثار غضب دول خليجية فضلا عن مصر التي طالبت باستعادتهم باعتبارهم مطلوبين للعدالة.

    ولاحظ مراقبون أن قناة الجزيرة بدأت في اختصار المساحات الخاصة بتغطيتها للخبر المصري، ما يوحي بتراجع تدريجي عن أسلوب التحريض على السلطات الجديدة والنفخ في صورة التحركات الإخوانية.

    من جهة أخرى، أكدت المصادر أن الدوحة وجدت حلا لوضعية يوسف القرضاوي الشخصية الأكثر إحراجا بالنسبة إليها، وأنه من المنتظر أن يكون مقره الجديد في تونس مثلما انفردت “العرب” بذلك منذ أسبوعين.

    ولفتت إلى أن أمر القرضاوي تم ترتيبه خلال الزيارة الأخيرة التي أداها رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي إلى قطر، وأن انتقاله سيكون أولا نحو السودان أو تركيا على أن يستقر في تونس لاحقا لتجنب ردة فعل القوى السياسية التونسية المعارضة التي رفضت استقدامه إلى البلاد.

    ويرى المراقبون أن قطر فهمت أخيرا أن الدول الخليجية الثلاث التي سحبت سفراءها جادة في موقفها، وأنها قد تصعّد الموقف باتخاذ إجراءات عقابية ضدها، لذلك مرت إلى خطوات، ولو ظرفية، لاسترضاء القادة الخليجيين ومنع التصعيد.

    ولفتوا إلى أن الكرة باتت في ملعب قطر وبات عليها أن تخفف من دعمها المالي والسياسي والإعلامي للإخوان والمجموعات الإسلامية المتحالفة معهم.

    وقال الدبلوماسي السعودي السابق عبدالله الشمري إن البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية “وضع الكرة في مرمى الدوحة”، وأنه “رغم ضبابية العبارات إلا أن الدوحة تعرف جيدا ماذا تريد الدول الثلاث منها”.

    وقال المحلل الإماراتي عبدالخالق عبدالله إن الدوحة بدأت بالفعل تطبيق هذا الاتفاق عندما طالبت شخصيات معارضة إماراتية وسعودية بمغادرة قطر على أن تواصل قريبا طرد إسلاميين آخرين،.

    من جانبه، اعتبر محمد المسفر استاذ العلوم السياسية القطري أنه "ليس هناك تغير في السياسات هناك تغير في صياغات الاتفاق".

    وبحسب المراقبين، فإن الدول الخليجية رغم ما أبدته من مرونة تجاه قطر لمنحها فرصة العودة عن سياساتها، لن تنقطع عن مراقبة الدوحة ولن ترضى بأقل من التزامها الكامل ببنود الاتفاق


    ----------------

    فضيلة الشيخ إرحل
    فشل الحركيون في إقناعنا أن وجود الإخوان المسلمين في السعودية وجود فكري لا تنظيم جماعة. إلا أن وجودهم ظاهر للعيان من خلال جماعة منظمة باعتراف محمد سرور.
    العرب عبدالله العلمي [نُشر في 16/04/2014، العدد: 9530، ص(8)]
    أول خطوة في عملية تأسيس التنظيمات الأيديولوجية السرية المتشددة مثل تنظيمي القاعدة والإخوان بدأت بالالتحاف بعباءة الدين، وكأن كل من يخالفهم مخالف للشريعة والدين، والدين منهم براء.
    وكما أسس حسن البنا تنظيم الإخوان مختبئاً تحت راية “وأعدوا” الطاهرة النقية في أصلها، إلا أن الإخوان كانوا- ومازالوا- يهدفون إلى أن يعدوا العدة للقيام بجرائم إرهابية ضد الدولة لأن ولاء التنظيم للمرشد وليس لولاة الأمر الشرعيين.

    المشهد في السعودية لا يختلف كثيراً؛ فضيلة الشيخ المتشنج كفّر نصف المجتمع وجعله مجتمعا جاهليا مرتدا. وكما سمعنا المرشد العام الأسبق لجماعة الإخوان محمد مهدي عاكف وهو يقول بكل ثقة “(.........) في مصر”، سمعنا أيضاً فضيلة الشيخ المتشدد وهو يعترض على تصويت الأغلبية العظمى للسلطة التشريعية على توصية رياضة الطالبات بما معناه “(.........) في الشورى، حولوا التوصية للسلطة الدينية”. علل فضيلة الشيخ أن إقرار الرياضة للطالبات يتطلب توظيف ألوف معلمات التربية البدنية وأن التجهيزات المدرسية والبيئة غير ملائمة وبحاجة إلى تجهيز.

    أبدعت التنظيمات الأيديولوجية بتعدد الوجوه والألوان؛ فهذه التنظيمات تتقلب وتغير خطابها ظاهرياً بحسب الأحداث، تارة تفجّر، وتارة أخرى تنكر. إخوان السعودية على سبيل المثال دخلوا موسوعة غينيس من أوسع أبوابها بعد أن أزالوا إشارة “رابعة” من صورهم بسرعة البرق عند صدور الأمر الملكي بتجريم جماعة الإخوان.

    عانينا في السعودية لسنوات من تنظيم القاعدة كما نعاني الآن من الإرهاب الفكري والأمني والاجتماعي لجماعة الإخوان. ترأس منّاع القطان تنظيم الإخوان في السعودية كما جاء في كتاب الإخواني المصري علي عشماوي (التاريخ السري)، وكان يأخذ البيعة على الإخوان السعوديين. عانى المجتمع السعودي أيضاً من تدخل الإسلام السياسي في معارض الكتاب ومهرجانات الجنادرية، بل ووصل تسييس الإخوان لأمور الشعب وحياته اليومية لدرجة اتهامهم لمن يبتعث ابنته بـ«الديوث»، وهاجموا قيادة المرأة ورياضتها وعملها وسفرها.

    فشل الحركيّون في السعودية في إقناعنا أن وجود الإخوان المسلمين في السعودية وجود فكـري لا تنظيم جماعـة. إلا أن وجودهـم ظاهر للعيان باعتراف محمد سرور- الذي رأس السروريين وهم من الإخوان المسلمين- أن له جماعة منظمة في السعودية.

    عارض فضيلة الشيخ توصية رياضة الطالبات من منطلق أن وزارة التعليم غير مهيأة في وقتنا الحالي لاعتماد مثل هذه التوصية، وأن هناك قضايا أخرى أهم للوزارة يتحدث عنها المجتمع بشكل يومي. سئم المجتمع من سماع هذه الاسطوانة المشروخة التي يتداولها الخطاب الممل لفضيلة الشيخ عن رياضة المرأة وقيادة المرأة وسفر المرأة وعلاج المرأة وخروج المرأة ولباس المرأة ونكاح المرأة وحيض المرأة وأي شيء (وكل شيء) يتعلق بالمرأة.

    يقول جاسم المهلهل الياسين أحد رموز الإخوان في الكويت أن من مبادئ الإخوان رفضهم أن يكون في صفوفهم أي شخص لا يتقيد بخططهم ونظامهم، ولو كان أروع الدعاة فهماً للإسلام وعقيدته وأنظمته، وأكثرهم قراءة للكتب، ومن أشد المسلمين حماسة، وأخشعهم في الصلاة. أهم شيء بالنسبة إلى الإخوان هو أن يقبل الأعضاء التقيد بخطط الجماعة المعادية للمجتمع المدني. من هنا جاءت مهاجمة الإخوان الشرسة لتحية العلم والنشيد الوطني للدولة.

    الاسطوانة المشروخة الثانية هي وصف أية ثقافة غربية أو شرقية نمارسها بالتغريب، حتى وإن كانت لا تمس شريعتنا أو تقاليدنا المبنية على الشريعة. أقرب مثال هو عطلة الأسبوع التي أستطيع أن أجزم أنها بعد تعديلها لم تغير في ديننا ولا في عقيدتنا.

    واجهتنا نفس تهمة “التغريب” عندما أطلقنا مشروع “الشريط الأبيض” لوقف العنف ضد المرأة. تبرير فضيلة الشيخ المتشنج لمعارضة المبادرة اعتمدت على مبدأ أن “الشريط الأبيض” في الأصل مبادرة كندية غربية. هذا صحيح، وكأننا عندما استوردنا الكابرس أطلقنا عليها اسم “مصطفى”، أو غيرنا اسم “سوني” إلى صويلح.

    يرى فضيلة الشيخ ألا تقدم أية وزارة أو هيئة حكومية على شأن يثيـر خلافـاً اجتماعيـاً إلا بعـد الرجـوع إلى هيئـة كبـار العلماء، وإلى الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء. للهيئة والرئاسة كل الاحترام والتقدير، ولكن هل يعني ذلك أن نقفل مجلس الشورى وهيئـة الخبـراء ونُسَـرِح الوزراء إلى بيوتهم، ونفوض كل أمور الوطن للسلطة الدينية حتى لا يتم تشريع أية قوانين جديـدة (مثـل رياضة الطالبات) لمجرد أن فضيلـة الشيـخ يعتقـد أنهـا خروج عن صحيح الدين؟

    يصرّ فضيلة الشيخ المتناقض على استغلال أية محاولة وطنية إيجابية للاحتجاج على أية توصية لتطوير أوضاع المرأة السعودية لتشارك المواطن السعودي في مسيرة التنمية.

    هذا ليس بغريب، فهؤلاء المحتجون لهم تاريخ طويل في إعاقة برامج الدولة التنموية. إعاقة التنمية يمكن التغلب عليها، ولكن محاولات تسييس مؤسسات الدولة، ومنع إعطاء المرأة حقها في تطوير وضعها، أمر خطير لا يجب السكوت عنه.

    تهديد وزارة الشؤون الإسلامية هذا الأسبوع بطيّ قيد أي خطيب ينحرف بالمنبر عن غرضه الشرعي ويحوّل خطبة الجمعة إلى نشرة سياسية، وإبعاده مطلقا من وظائف المساجد، خطوة إيجابية في الطريق الصحيح نأمل تطبيقها في التعليم والقضاء والأجهزة التشريعية.


    عضو جمعية الاقتصاد السعودية


    ---------------
                  

04-20-2014, 05:50 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    قطر تتراجع.. و”مرشدها الاعلى” ابتلع “كأس السم” السعودي مكرها ..

    بقلم: عبد الباري عطوان




    الأحد, 20 نيسان/أبريل 2014 06:59


    قطر تتراجع.. و”مرشدها الاعلى” ابتلع “كأس السم” السعودي مكرها.. و”الجزيرة” تتغير وتعود للملف السوري بعد اتفاق الرياض.. والحلف القطري التركي الاخواني امام مأزق خطير


    وقع السيد خالد العطية وزير خارجية قطر مساء الخميس وفي اجتماع طاريء لوزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي، انعقد في “قاعدة عسكرية في الرياض”، على “وثيقة الرياض”، وتعهد رسميا امام الوزراء الخمسة بتنفيذها، وهي الوثيقة التي رفض توقيعها في الاجتماع الاخير لوزراء مجلس التعاون الذي انعقد في الرياض ايضا قبل شهر، ولذلك فان هناك عدة اسئلة تظل مطروحة بقوة لاستقراء من خلال الاجابة عليها تطورات هذه الازمة الخليجية وفرص حلها، الاول: حول مدى التزام دولة قطر بالتنفيذ. والثاني: ما اذا كان السفراء الثلاثة الذين يمثلون دول الازمة الثلاث اي السعودية والامارات والبحرين سيعودون الى الدوحة ومتى. والثالث: من هم ضحايا هذه الاتفاق المحتملين خليجيا وعربيا والتغييرات التي ستترتب عليه في المنطقة.
    لا بد من الاستنتاج بداية بانه لولا تراجع دولة قطر عن مواقفها التي خلقت الازمة، وقبولها بكل شروط الدول الثلاث التي سحبت سفراءها من الدوحة، لما تم التوصل الى هذا الاتفاق وتوقيعه، ومن اللافت ان المملكة العربية السعودية التي لا تثق كثيرا بالوعود القطرية، والالتزام بتنفيذها بالتالي، ارادت ان يتم هذا التوقيع في حضور جميع وزراء مجلس التعاون الخليجي، بحيث يكونوا شهودا عدولا على هذا التوقيع، حتى لا تلام المملكة مستقبلا هي وحليفاتها اذا ما اتخذت اجراءات اكثر قوة ضد قطر اذا لم تلتزم بالاتفاق وهددت باتخاذها عبر وسائل اعلامية مقربة منها، مثل اغلاق الحدود البرية والاجواء الجوية، ولمحت لما هو اخطر من ذلك.
    ***
    الشروط السعودية الاماراتية البحرينية للمصالحة مع قطر جاءت صعبة، واقرب الى التعجيزية، ولهذا ماطلت السلطات القطرية في قبولها كسبا للوقت وبحثا عن مخرج، ولكنها اضطرت في نهاية المطاف للتخلي عن عنادها خوفا من تطورات انتقامية يصعب تحملها او مواجهتها، ويمكن ايجاز هذه الشروط في النقاط التالية:
    *اولا: وقف اجراءات التجنيس من قبل قطر لشخصيات خليجية اسلامية معارضة لجأت اليها بعد ملاحقتها، اي هذه الشخصيات، من قبل اجهزة دولها الامنية والقضائية بتهمة ارتكاب اعمال سياسية لزعزعة انظمة الحكم.

    *ثانيا: وقف دعم قطر لحركة الاخوان المسلمين التي وضعتها المملكة العربية السعودية على لائحة “الارهاب” سواء بالمال او الاعلام وتوفير الملاذ الآمن لرموزها وقياداتها ووجوب ابعادهم فورا دون تردد.

    *ثالثا: وقف قطر دعم المؤسسات الحقوقية والاعلامية كافة وما تفرع منها من صحف ومجلات ومحطات تلفزة، خاصة في اوروبا، وتعمل لصالح حركة الاخوان المسلمين، وضد مصر ودول الخليج وباشراف مباشر او غير مباشر من قيادات اخوانية او متعاطفة معهم والمشروع القطري الداعم لهم.
    *رابعا: لجم قناة “الجزيرة” الفضائية واخواتها (الجزيرة مباشر مصر، والجزيرة العامة) ومنعها من التعرض لمصر ولدول الخليج وفتح شاشاتها لاستضافة رموزها وقياداتها للتحريض ضد السلطات المصرية الحالية.

    *خامسا: اغلاق بعض المراكز الدولية البحثية التي تستضيف الدوحة فروعا لها، مثل مؤسسة “راند” ومعهد بروكنغز الامريكيين، بسبب اتهام هذه المؤسسات بالتجسس والتحريض على انظمة الحكم في الخليج والسعودية خاصة والتخفي خلف الدراسات والابحاث الاكاديمية.
    قبول دولة قطر بهذه الشروط مجتمعة او منفردة، عملية شبه انتحارية، لان هذا القبول يعني تغيير دورها الذي تقوم به حاليا في المنطقة بصورة جذرية، وهو اكبر بكثير من حجمها الجغرافي والديمغرافي، مثلما يعني ايضا تغيير تحالفاتها الاقليمية والدولية التي نسجت خيوطها بعناية طوال السنوات العشرين الماضية.
    فالتخلي عن دعم حركة الاخوان المسلمين يعني كسر اتفاق مع تركيا، ورئيس وزرائها طيب رجب اردوغان، وخسارة التحالف مع حركة شكلت دائما عنصر توازن وشبكة امان مع نظيرتها “الوهابية” في الجوار السعودي.

    الحلف القطري التركي يقوم بالدرجة الاولى على دعم حركات الاخوان المسلمين وتمكينها من الوصول الى سدة الحكم في مصر وتونس وليبيا وسورية والعراق واليمن ومعظم الدول العربية من خلال تشجيع ثورات الربيع العربي ودعمها وهي ثورات لعب الاخوان المسلمون دورا مركزيا في قيادتها، وجرى توظيف مليارات دولة قطر وذراعها الاعلامية الضاربة (قناة الجزيرة) في خدمة هذا التحالف.
    اميرا قطر، الاب والابن، لم يكن امامهما اي خيار آخر غير التزام بالتنفيذ، لتمرير عاصفة الغضب السعودي الحالية، تماما مثلما حدث بعد ازمة شريط فيلم “سوداء اليمامة” الذي بثته “الجزيرة” قبل ستة اعوام وكاد ان يفجر حربا بين البلدين لحديثة بالارقام عن حجم الفساد في صفقات السلاح السعودية، ولكن مساحة المناورة امامهما باتت محدودة هذه المرة، ولا بديل امامهما غير الالتزام الكامل وتجنب عواقب خطيرة.
    خطوتان اقدمت عليهما قطر اخيرا يمكن ان يؤكد بداية هذه الالتزام:

    *الاولى منع الشيخ يوسف القرضاوي رئيس هيئة علماء المسلمين من الخطابة من على منبر مسجد عمر بن الخطاب يوم الجمعة الماضي رغم تنويه مكتبه رسميا بانه سيعود للخطابة كالمعتاد وسيعلق في خطبته على الاحداث العربية والدولية.
    *الثانية: التغيير الكبير الذي بدأ في بث قناة “الجزيرة” صباح هذه اليوم، فقد لوحظ ان اخبار الاحتجاحات في مصر تراجعت او انتهت كليا، ولم تعد موجودة بالكثافة التي كانت عليها قبل ايام معدودة، وعودتها اي القناة، الى التركيز مجددا على الازمة السورية وتطوراتها، تماما مثلما كان الحال قبل التغيير واعطاء الاولوية للحدث المصري بعد الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي بانقلاب عسكري بقيادة الفريق اول (المشير لاحقا) عبد الفتاح السيسي.
    ***
    امام السلطات القطرية شهران فقط، غير قابلين للتمديد، للاقدام على خطوات عملية للتخلي عن حلفائها في حركة الاخوان، وتفكيك شبكتها الاعلامية العلنية والسرية وكبح جنوح “الجزيرة”، والتخلي عن كل اعمال التحريض ضد الانقلاب العسكري في مصر وزعيمه، خاصة في هذه المرحلة الحرجة، والاخطر في تاريخ مصر، اي مرحلة الانتخابات الرئاسية التي سيفوز فيها حتما المرشح الابرز المشير السيسي.
    يبدو ان ما اقلق السلطات القطرية، وهو قلق مشروع، الخوف من انتقال المثلث السعودي الاماراتي البحريني الى المرحلة الثانية من الخطوات الانتقامية، اي اغلاق الحدود والاجواء والخنق البري والجوي لقطر، تمهيدا للانتقال الى المرحلة الثالثة والاخطر اي زعزعة استقرار النظام، ودعم الجناح المنافس في الاسرة الحاكمة، وتحريض القبائل المناوئة، او بعضها، للاسرة الحاكمة، وقبيلة “بني مرة” على وجه الخصوص ذات الكثافة البشرية الهائلة وامتداداتها في الجزيرة العربية.
    نعترف للمرة الثانية، ان الفريق اول ضاحي خلفان بن تميم نائب رئيس شرطة دبي مثل “جهينة” التي تملك الخبر اليقين، فقد توقع انهيار حركة الاخوان وحكمهم في مصر في غضون خمس سنوات، وتحقق ما توقع به، ولكن بشكل اسرع وزمن اقل، واكد على حسابه على موقع تويتر قبل شهر ان امام دولة قطر مهلة حتى عيد الفطر المبارك حتى تغير مواقفها وبما يعيدها الى السرب الخليجي وانتهاء الازمة كليا مع الدول الخليجية الثلاث والا عليها تحمل تبعات ذلك، وها هي نبوءته تصدق، فهذا الرجل لا ينطق عن هوى، وانما “موحى له”، لذلك لا نتوقع ان يعود السفراء قبل انتهاء هذه المهلة والتطبيق الكامل لنصوص الوثيقة.
    ليس امام امير قطر الوالد، او “المرشد الاعلى”، غير اتباع سيرة نظيره المرشد الاعلى الايراني الاسبق السيد الخميني، وابتلاع كأس السم الخليجي مكرها ايضا للخروج من هذه الازمة، ويبدو انه اغمض عينيه وابتلعه فعلا، ونحن نحكم هنا على الظواهر، والله اعلم بالبواطن!
                  

04-22-2014, 08:02 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    الإخوان« وخدعة كاميرون
    تصرف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بذكاء شديد، للهروب من الضغوط الداخلية والخارجية التي تلاحقه بسبب نشاط جماعة الإخوان
    نبيل عمر |
    التاريخ: 22 أبريل 2014
    تصرف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بذكاء شديد، للهروب من الضغوط الداخلية والخارجية التي تلاحقه بسبب نشاط جماعة الإخوان في لندن عاصمة الضباب، فأمر بالتحقيق في أنشطة الجماعة، لبيان إن كانت لها علاقة بأعمال عنف أم لا.

    وكانت جماعات ضغط إنجليزية قد تظاهرت أكثر من مرة أمام مقر الجماعة في شمال غرب لندن، مطالبة بطردها، ناهيك عن ضغوط عربية من دول لها استثمارات قوية في بريطانيا، ولا يريد رئيس الوزراء أن يغضبها بتجاهل تحذيراتها من وجود الجماعة هناك.

    وفي الحقيقة، لندن ليست مجرد مكان عادي تتواجد فيه الجماعة، وإنما هي مركز رئيسي لنشاط التنظيم الدولي، ولا ينافسها سوى هامبورغ الألمانية، التي فيها استثمارات إخوانية كثيرة. وقد يفسر هذا التواجد المركزي في كلٍ من لندن وهامبورغ، ردود فعل الحكومتين الأوروبيتين من عزل الرئيس السابق محمد مرسي وإسقاط الجماعة من السلطة في مصر، وتحفظهما على ما حدث.

    ولا ننسى أن ألمانيا تحديداً، كانت من أوائل محطات محمد مرسي الخارجية. وقد يتمتع الألمان بمرونة أعلى من البريطانيين في التعامل مع الضغوط العربية عليهم، لأن استثمارات العرب في ألمانيا أقل من نظيراتها في بريطانيا وفرنسا.

    المهم أن ديفيد كاميرون أمر بالتحقيق وهو يعلم أن النتيجة ستكون: لم يثبت لدينا أن ثمة علاقة بين وجود الجماعة في بريطانيا وأي أعمال عنف حدثت أو متوقعة مستقبلاً!

    وأتصور أن الصحفي البريطاني المخضرم دافيد هيرست، الشهير بكتاباته عن منطقة الشرق الأوسط، قد وصل إلى هذه القناعة، فنشر مقاله الأخير في "ميدل إيست آي"، عن تفاصيل علاقة دافئة بين رئيس الوزراء البريطاني وجماعة الإخوان.

    وتشي بأن كاميرون لن يكون محايداً في التحقيق المزمع إجراؤه عن نشاط الجماعة، فهو مرتبط بوعد قطعه على نفسه بدعمها، حين زار عصام الحداد مستشار العلاقات الخارجية للرئيس المصري السابق، لندن في مايو الماضي، وقبل عزل مرسي بستة أسابيع، وقد أفاض هيرست في وصف الحفاوة والدفء والترحيب الذي حظي به الحداد في لندن.

    صحيح أن 10 داوننغ ستريت، مقر الحكومة البريطانية، أصدر بياناً فورياً للرد على هيرست، بأن كاميرون فعل ما فعل لأن الإخوان كانوا في السلطة، وكان يسعى للتأثير الإيجابي على توجهاتهم.

    وهذا البيان ليس دليل براءة بقدر ما هو علامات استفهام، فعلاقات الدول عادة تكون بين حكومات، وتعهداتها تتجاوز أسماء الشخصيات الحاكمة إلى الدولة نفسها، وكان من الممكن أن يدعم كاميرون الحكومة المصرية أياً كان انتماؤها، وليس جماعة قد تحكم اليوم ولا تحكم غداً!

    المدهش أن رئيس الوزراء البريطاني عقب مقال هيرست، وجه نداء إلى كل من يهمه الأمر، لتقديم أدلة متعلقة بنشاط الجماعة الإرهابي. وفي الحقيقة هو لم يكن في حاجة إلى طلب مساعدة خارجية، فردود فعل أعضاء في الجماعة على قراره بالتحقيق في نشاطها، هو أكبر إدانة لها.

    فقد أطلقوا موجة من التهديدات لبريطانيا، بـ"قلب نهارها ليلاً، وليلها جحيماً"، إذا فكرت في فرض حظر على الجماعة في أراضيها، لكن أخطر ما قيل أدلى به قيادي إخواني بارز لجريدة "التايمز": إن أية مساع لحظر الجماعة سترفع بشكل آلي "مخاطر تعرض بريطانيا لهجمات إرهابية".

    فهل يعتبر رئيس وزراء بريطانيا هذا التهديد إرهاباً أم مجرد عتاب عنيف بين الأصدقاء؟!

    المدهش أن علاقة الصداقة الإخوانية البريطانية قديمة قدم تاريخ الجماعة نفسها، فالبريطانيون أصحاب شركة قناة السويس، هم الذين تبرعوا بمبلغ خمسمائة جنيه مصري لشراء أول مقر للجماعة في مدينة الإسماعيلية، وكانت الجماعة جزءاً من منظومة إدارة الصراع السياسي الداخلي بين الأحزاب المصرية والملك حسب الأحوال.

    فحين يراد تأديب حزب الوفد، وهو حزب الشعب المصري، حين يشط في مطالبه الدستورية وجلاء الإنجليز عن مصر، تجري الاشتباكات في الشوارع والجامعات بين الجماعة والوفد، وحين ينحاز الملك فاروق إلى المندوب السامي البريطاني في مواقف سياسية، يزور حسن البنا القصر الملكي، ويقبل يد الملك، ويكتب في سجل التشريفات قصيدة عصماء في خصال جلالته، وحين ينقلب الملك على الإنجليز تخرج المظاهرات تطالب بعزله والقضاء على الفساد وتطبيق الشريعة.

    الأكثر دهشة أن الجماعة، بعد ثورة يوليو 1952، أذاعت عن نفسها مقاومة الاحتلال البريطاني، ونسبت لنفسها دوراً كبيراً في حرب 1948 ضد الإسرائيليين بعشرة آلاف مقاتل.

    والوقائع كلها كانت غير صحيحة، وقد فند الكاتب المصري أحمد حسين صاحب موسوعة تاريخ العالم، هذه الأكاذيب في مقال نشره في جريدة "مصر الفتاة" وقتها، تحت عنوان براق للغاية: "أيها اليهود انتظروا قليلاً فإن كتائب الشيخ حسن البنا ستتأخر بعض الوقت"، وأنهاه بقوله: "المسألة دائماً، كما يعرف الشيخ البنا وأتباعه، ليست إلا دجلاً وشعوذة وضحكاً على عقول المصريين، كفى تهريجاً يا شيخ، وكن صادقاً ولو لمرة واحدة في حياتك".

    وكما لم يخذل حسن البنا حكومة جلالة الملكة في الماضي، يرد ديفيد كاميرون الجميل الآن

    --------------
    جدل: غموض دور الجهاز السري للإخوان
    عديد من الكتب الإخوانية تناولت موضوع الجهاز السري للإخوان الذي ظل دوره غامضا رغم كشف بعض الوقائع والأشخاص المنتمين له.
    العرب [نُشر في 21/04/2014، العدد: 9535، ص(13)]

    مصر شهدت الكثير من الجرائم التي قام بها الإخوان

    and#9679; رفعت السعيد

    عن الإرهاب الإخواني والجهاز السري


    أنكر الإخوان وُجود جهاز سري إخواني، وفي أحيان أخرى اضطروا إلى الاعتراف به، مؤكدين أنه كان فقط لمحاربة الاستعمار والصهيونية.. فهل كان الأمر كذلك فعلاً ؟ الحقيقة أن عديداً من الكتب الإخوانية، تبارى أصحابها في التباهي بارتكاب الجرائم زاعمين أنّها جهاد.. وحتى المستشار، أكرّر كلمة «المستشار»، حسن الهضيبي، عندما تولى قيادة الجماعة، أبلغه سيد فايز بأن قادة الجهاز السري مكشوفون للبوليس، خاصّة أن قائد الجهاز «عبدالرحمن السندي»، كما يورد القائد الإخواني صلاح شادي «قد اتخذ موقفاً متخاذلاً في تحقيقات قضية السيارة الجيب، الأمر الذي أدى إلى كشف كثير من الوقائع والأشخاص بمجرد التحقيق معه في البوليس والنيابة».

    فأعلن المستشار – المرشد أنه قرر حل الجهاز السري، لكنه كما أكد صلاح شادي «وأحكم فضيلة المرشد خطوة، وكلف الأخ يوسف طلعت برئاسة الجهاز»، ويغضب السندي وببساطة يأمر باغتيال سيد فايز.


    and#9679; وليد منفي


    التاريخ الأسود لجماعة الإخوان في مصر

    منذ تأسيس جماعة الإخوان الإرهابية and#65227;and#65248;and#65264; and#65267;and#65194; and#65187;and#65204;and#65254; and#65165;and#65247;and#65170;and#65256;and#65166;، and#65251;and#65198;and#65261;and#65197;and#65165; and#65169;and#65204;and#65268;and#65194; and#65239;and#65220;and#65168; and#65261;and#65251;and#65260;and#65194;ي and#65227;and#65166;and#65243;and#65234;، and#65261;صولاً إلى and#65165;and#65247;and#65252;and#65198;and#65207;and#65194; and#65165;and#65247;and#65188;and#65166;لي and#65251;and#65188;and#65252;and#65194; and#65169;and#65194;and#65267;and#65226;، شهدت مصر الكثير من الجرائم السياسية والجنائية بسببهم، لكن في كل مرة كان الإخوان يهربون من المسؤولية التاريخية، عن طريق استخدام أعضاء الجماعة للترويج لهذه المغالطات التاريخية، بحيث يصبح كل فرد فى جماعة الإخوان جهازا إعلاميا متنقلا، يبث ما تريد أن تنشره الجماعة من أفكار، ويروج ما تريده الجماعة من أكاذيب.

    ولأن الدولة لم تكن مهتمة بالرد على أكاذيب الإخوان، ولأن الشعب المصري كان فاقدا للثقة في كل ما تروجه الحكومة، نمت أكاذيب الإخوان بشكل كبير، حتى إن الكثير من المصريين لم يكونوا يعلمون شيئا عن جرائم الإخوان، واستطاع أعضاء الجماعة عبر موجات الأكاذيب خلق رأي عام متضامن أو متعاطف معهم.

    and#9679; مجدي نجيب وهبة

    وهبة: الإخوان يجيدون فن الكذب

    الوجه القبيح للإخوان المسلمين

    يصرحون ببعض الأفكار للإستعراض الإعلامي، ويجيدون فن الكذب والخداع، ويظهرون عكس ما يبطنون، ويملؤون الدنيا ضجيجا بأفكار الشيخ “حسن البنا”، ولا ينطقون حرفا واحدا من أفكار الأب الروحي للإخوان “سيد قطب”.

    والإجابة ببساطة أن أفكار “سيد قطب” لا تناسب المظهر الجديد الذي يريد الإخوان أن يقدموا به أنفسهم للشعب المصري، فهل يعني ذلك إختفاء الإمام “سيد قطب” من خيالات الإخوان؟ الإجابة هي لا، فهي أفكار مسكوت عنها داخل الجماعة، لكنها ليست مرفوضة أبدا، أو ملفوظة فهو في نظر الإخوان “الشهيد الحي” وهذا له دلالة واضحة.

    إذ يعتبرونه مصدرا للإيحاء الفكري ولكنه لم يصل لديهم إلى مرتبة الملهم والقائد. وقد كتب قطب عدة كتب من داخل سجنه مثل؛ “ظلال القرآن”، ثم “معالم في الطريق”.وكان “الهضيبي” في ذلك الوقت هو المرشد العام للإخوان، وقال عنه: “إن قطب هو الأمل المرجو للجماعة الآن”.


    and#9679; علي عشماوي


    الجهاز السري للإخوان المسلمين

    قيادة التنظيم الخاص كانت مخترقة من قبل الأجهزة الغربية الاستعمارية وتعمل لحسابها، وجميع الأعمال الكبرى التى يتفاخر بها الإخوان في تاريخهم قد تم تفريغها من نتائجها، مثل حرب فلسطين التي يفخر بها الإخوان باستمرار، والّتي لم يدخلوا إلا معارك قليلة جدًا فيها، ثم صدرت من الشيخ محمد فرغلي الأوامر بعدم الدخول في معارك بحجة أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين.

    ولكن هذا المبرّر كان في الأساس لحماية اليهود من إحدى القوى الخطيرة إذا ما تمّ استعمالها. وتمّ تنفيذ الأوامر وظل الإخوان في معسكرهم لا يحاربون إلى أن عادوا من فلسطين.

    وكان شباب الإخوان في غاية التوتر و القلق لعدم اشتراكهم في المعارك لدرجة أنهم اجتمعوا وقرروا أن الشيخ فرغلي قد خان و ينبغي تصفيته، وفعلاً قرروا ذلك، لولا أنّ الخبر قد وصل إلى الشيخ فاجتمع بهم وشرح لهم الأمر وأطلعهم على الأوامر الّتي صدرت له من القاهرة وفسّر لهم أسبابها.


    and#9679; محمد السينو


    السينو: الجماعة سعت إلى تحويل الإنسان إلي حيوان متدين


    الإخوان المسلمون إخوان الشياطين


    أنت كافر وعدو لله وللإسلام، طالما لن تؤيد جماعة الإخوان “المحظورة”. مهما كان انتماؤك السياسي أو الفكري، فإذا كنت قوميا فأنت كافر، وإذا كنت وطنياً ـ أيضا كافر ـ فإذا رفعت شعار الليبرالية فأيضاً أنت كافر لأنك من أعوان الباطل.. أما الإخوان فهم أهل الحق.. وبالتالي كلّنا أعداء لهم وجب قتالنا.

    المؤكد أن محاولات مكثفة لغسيل أدمغة هؤلاء الشباب المتدين ممن تمّ استقطابهم إلى حظيرة الجماعة قد سبقت هذا الخطاب القتالي، فالهدف الذي يسعي له دائما أصحاب المصالح السياسية في مثل هذه التنظيمات التي ترفع شعارات دينية دعوية – سواء كانت إسلامية أم مسيحية أم يهودية ـ هو تحويل الإنسان إلي حيوان متدين.. لا يرى إلا ما يراه قادته ولا ينفذ إلاّ ما يؤمر به، وبالتالي لا يفكر، ويتخلى رويداً رويداً عن أهم ميزة كرم الله بها الإنسان وميزه بها عن البهائم والحشرات والطير ونحوه، وهي “التفكير”.


    -------------------
    قيادي سابق في التنظيم الخاص يكشف طرق الاغتيال المعنوي للخصوم
    على عشماوي يؤكد أن ما يحدث اليوم في مصر أشبه بمرآة عاكسة لسلوك الإخوان المسلمين العنيف منذ تأسيس الجماعة.
    العرب محمد الحمامصي [نُشر في 21/04/2014، العدد: 9535، ص(13)]

    يتعرض عشماوي في مذكراته إلى أهم العمليات الدموية التي قام بها التنظيم

    القاهرة- يتشابه سلوك جماعة الإخوان المسلمين في المرحلة الحالية التي تمر بها مصر، مع ما كانت تُأتيه من سُلوكات في الفترة التي مرت بها البلاد خلال السنوات الأولى من خمسينات القرن الماضي، عندما قررت الجماعة اغتيال عبدالناصر الّذي حرمها من الوثوب على السلطة قبيل ثورة يوليو. والشخصية التي تحاكي مشهد الخمسينات اليوم، ربما تكون المشير عبدالفتاح السيسي.
    ولهذا السّبب، أعادت مؤسسة دار الهلال طباعة ونشر كتاب “التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين، مذكرات علي عشماوي”، وهو أحد قادة التنظيم الخاص للإخوان في تلك الفترة. كتاب يكشف أسرار التنظيم السّري الّتي كانت غامضة وعنيفة.
    يعود علي عشماوي في مذكراته إلى أواسط الخمسينات من القرن الماضي، عندما بدأت جماعة ممن استطاعوا التفصي من الأمن المصري والهروب من أحكام السجن، بتشكيل تنظيمات ومجموعات سرية، كان العشماوي نفسه أحد عناصرها، صحبة “عوض عبدالعال الذي كانت مجموعته تستهدف اغتيال عبدالناصر بوساطة زينب الغزالي وسعيد رمضان لدى أجهزة أمنية عربية، وعبدالفتاح إسماعيل الذي أعدم في أحداث 1965 وأمين محمود شاهين ومحمد فتحي الرفاعي وغيرهم”.


    ذاكرة الدم


    يشير المؤلف، الذي كان أحد قيادات التنظيم الخاص المسلح ومسؤول الاتصال الخارجي حتى 1964، إلى خطة الصدام التي أعدتها الجماعة في عام 1954، والتي من المبرمج أن تبدأ بتأمين الجيش عن طريق بعض الإخوان الذين كانوا في الخدمة ولا يعلم بهم تنظيم عبدالناصر، وثانيا القبض على بعض الشخصيات المهمة والتي لها ثقل عند الصدام، وإذا لم يتمكن من القبض عليهم فهناك خطة بديلة لاغتيالهم، وثالثا قيام الإخوان على مستوى الجمهورية بالاستيلاء على أقسام البوليس والمباني المهمة، مستعينين بأقل عدد من الإخوان المدربين (هذه الحركة في الأقاليم لا تحتاج إلى أعداد مسلحة). ورابعا أن تقوم المجموعات الوافدة إلى القاهرة بالانضمام إلى إخوان القاهرة في عملية الاستييلاء على المباني الحكومية ذات التأثير، وقد كانت محددة بدقة من قبل العناصر الإخوانية المكلفة بذلك.

    «يؤكد علي عشماوي في مذكراته أن التنظيم الدولي، هو الجهة المسؤولة عن تمويل جماعة الداخل بالمال والسلاح من أجل الانقلاب على السلطة»ومن المهام التي كانت منوطة بالإخوان الوافدين من الأقاليم إلى القاهرة، والتي سيتم تنفيذها تحت قيادة إخوان القاهرة: غزو أقسام البوليس في جميع أحياء القاهرة، ومبنى الإذاعة والتليفزيون، وقطع الطرق المؤدية إلى ثكنات الجيش داخل القاهرة، وقطع الطرق المؤدية إلى القاهرة من جهة الاسماعيلية، وأخيرا يقوم قسم الطلاب بحركة مماثلة لما حدث في مارس 1954 عقب حل الجماعة، إذ يقول عشماوي في كتابه: “حيث قام الطلاب في جامعات ومدارس ثانوية بالتوجه إلى قصر عابدين ومحاصرته، ومحاصرة مجلس قيادة الثورة.

    حيث كادوا يفتكون بهم لولا تدخل عبدالقادر عودة، الذي يقال أنّ الجماعة أعدمته بسبب ما جرى منه في ذلك اليوم”. على أن تكون حركة الطلاّب هذه المرّة مسلحة، وستقوم هذه المظاهرة بهذا الحدث الضخم الذي يغطى على باقي العمليات، وإتمام حصار القصر الجمهوري والاستيلاء عليه، بعد أن تكون السيطرة على باقي المنشآت الحكومية والمهمّة قد تمت بالفعل في خطة أمنية مفصلة.


    التاريخ يعيد نفسه


    تفاصيل كثيرة يكشفها عشماوي في كتابه عن المجموعات السرية للإخوان


    لا فارق إذن بين تقنيات الجماعة سنتي 1953/1954، وأيضا في الأحداث التي تلت ذلك، وبين تقنياتها في يومنا هذا. فما قامت به في أحداث 25 يناير يماثل ما ذكرنا سلفا بالضبط (وتحديدا جمعة الغضب يوم 28 يناير وما تلاها، وأحداث الاتحادية في ديسمبر 2012 وأحداث مجلس الوزراء، وأحداث محمد محمود الأولى والثانية).

    وفي اتهاماتهم لثورة 30 يونيو بأنها إنقلاب عسكري وأن عبدالفتاح السيسي مدعوم من إسرائيل وأميركا، وفي اعتصامي النهضة ورابعة المسلحين، وما أعقبهما من أحداث، حرقوا خلالها عشرات المباني الحكومية والخاصة والدينية من جوامع وكنائس وغيرها، حتى الآن، حيث يستهدفون نفس الهدف بنفس الوسائل والتقنيات والعقلية العقيمة.

    وتَلفتُ تفاصيل عشماوي النّظر إلى أنّ قياديّي المجموعات السرية كانوا يقومون بشراء السلاح وتخزينه، وأنّه كان لكلّ مجموعة أسلحتها الخاصّة، كما أوضحت طرق تخزين السلاح والتدريب عليه لدى الجماعة، والتي تعتمد على الخداع.

    ويقول عشماوي في هذا الموضع إنّ “المباحث وعددا كبيرا من رجال الأمن قد حضروا إلى قرية ميت أبو خالد صحبة عبدالحميد البرديني، وقادهم إلى منزل الأخ محمد عبدالحي العوضي، وشقوا أحد جدران المنزل وأخرجوا منه كمية لا بأس بها من الأسلحة، وقالوا إن السلاح كان من أجل معركة القنال وفلسطين”. ويضيف في الإطار ذاته “في إحدى الليالي طلبت من الأخ سيد البرديني شراء مسدس وبعض الأسلحة للتدريب، فأخبرني بأنّ السلاح موجود، وأن ما تم ضبطه كان مجرّد مخازن بها بنادق قديمة من طراز “لي انفيلد”، ولكن باقي الأسلحة والقنابل موجودة عنده في الحفظ والصون”.


    التنظيم الدولي


    ويكشف عشماوي كيف لعبت مواسم الحج والعمرة دورا في تأسيس نواة التنظيم الدولي الذي ولد من رحم تنظيم 1965، والذي تم الكشف عنه وألقي القبض على الكثير من قياداته في الداخل.

    وقد كانت لقاءات قيادات الجماعة في تلك المواسم دائمة (يكشف علي عشماوي قائمة الأسماء والجنسيات، ففي السعودية: مناع القطان. وفي إمارات الخليج: سعدالدين إبراهيم. وفي سوريا: عصام العطار ومصطفى السباعي. وفي العراق: الشيخ الصواف. وفي الأردن: عبدالرحمن خليفة، ومحمود أبو السعود. وفي السودان: تاج السر محمود، وغيرهم).

    ويؤكد علي عشماوي، الضابط في التنظيم السري للإخوان، أن قيادات الخارج (أي التنظيم الدولي)، هي من كانت تمد جماعة الداخل بالمال والسلاح، ويقول المؤلف أنه عندما كان مسؤول الاتصال الخارجي أثناء الإعداد للانقلاب (تنظيم 1965 بقيادة سيد قطب) جاءه مندوب قادم من السعودية “كان اسمه الثاني بشير ابراهيم من الخرطوم، وكان خفيف الروح.

    «حتى الآن فإن يستهدف الإخوان نفس الهدف بالوسائل والتقنيات والعقلية العقيمة ذاتها»حاولت أن أستضيفه وأن أعوض معه ما حدث مع المندوب الأول، وقرأت الخطاب الذي كان معه، فعلمت أنّ الإخوة بالخارج قد أعدوا لنا قائمة الأسلحة التي كنت قد كتبتها لهم وأنا هناك ـ في السعودية ـ وأنه تم شراؤها جميعا لتشحن من ثمّة إلى مصر، وأنهم سوف يرسلونها ـ بعد موافقتنا ـ عن طريق قبائل البشارية التي تعبر الحدود بين مصر والسودان، وأن استلام البضاعة سيكون في قرية ‘دوار’ القريبة من أسوان، وأنّه علينا أن نستعد لتسلم الرسالة وأن نعطيهم الموافقة على الشّحن”.


    وتظل مذكرات علي عشماوي خير دليل، على أنّ الجماعة الإخوانية، ومنذ تأسيسها وحتى اللحظة الراهنة، ما فتئت تستخدم الطرق والأساليب والوسائل نفسها، دون أن يكون للتاريخ ولعوامل التطور الفكري والبشري الّذي مس كافة أوجه الحياة في العالم أيّ أثر عليها، أو على “التحجر الّذي يتقوقع فيه الإخوان”، حسب قول المفكر رفعت السعيد
                  

04-24-2014, 06:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    أيزنهاور قدم دعماً سخياً لها في 1951
    كتاب فرنسي يرصد نشأة جماعة الإخوان برعاية أمريكية وارتباط بالنازية

    24- متابعة
    صدر في باريس قبل أيام "الاخوان المسلمون" للباحث مييكايل برازان (عن دار غراسيه) من 432 صفحة، والكتاب هو تحقيق، وبحث مطول يتناول تنظيم الإخوان المسلمين منذ نشوئه حتى اليوم.


    يكشف الكتاب بطريقة موثقة الدور الأساسي للنازية في إنشاء ودعم التنظيم الإخواني كحركة دينية تناهض الشيوعية ورصد الكاتب، وفق العرض الذي قدمه موقع الكلمة اللبناني، الحركة الإخوانية في مختلف ظروفها وأحوالها منذ بداياتها مع النازية والفاشية، وصولاً إلى المخابرات الأمريكية، حتى العلاقة ببعض الرؤساء الغربيين المعاصرين مثل الرئيس ساركوزي.

    ويكشف الكتاب بطريقة موثقة الدور الأساسي للنازية في إنشاء ودعم التنظيم الإخواني، كحركة دينية تناهض الشيوعية "الملحدة". وهذا ما جعل الأمريكيين في الخمسينيات، عندما التقوا ضباطاً نازيين قدامى، وفاعلين، لدعم هذه الحركة لتكون أداتهم الطيّعة في مواجهة النظام الشيوعي السوفياتي.

    ولادة الجهاز السري
    وتتبع الكتاب ولادة الجهاز السري، فبعد عشر سنوات من تأسيس حركة الاخوان المسلمين التي أسست عام 1928، بلغ تعدادها مليوني عضو، موزعين في كل مصر. في هذا الوقت تحرك مؤسسها حسن البنا على جبهتين جديدتين: أراد أن يعطي الحركة بعداً دولياً، لتهيئة الفرد لبعث "الخلافة الاسلامية، بعد سقوط الخلافة العثمانية"، على الرغم من أن هذا الهدف لم يكن مطروحاً آنئذ. وفي 1938 و1941، أسس تنظيماً سرياً "الجهاز السري" نوعاً من الميليشيا الجهادية مؤلفة من 1000 الى 2000 عنصر تدربوا على أساليب القتال.

    ويقول الباحث: "هذه الميليشيا تمثل الحرس القريب من القيادة بقدر ما هي نخبة من المقاتلين هدفهم الدفاع عن القضايا الكبرى للإسلام وقادرين، بأمر من القائد، على الانتقال الى العنف. هذا التنظيم السري المرتبط مباشرة بالفرع الأكثر راديكالية للاخوان المسلمين، كان ممولاً في الثلاثينات (1930) من الحزب النازي. أحد الديبلوماسيين الألمان المقيم في القاهرة تولى تسليم المال الذي أتاح للإخوان إنشاء التنظيم. لكن العلاقة بين الاستعمار والاخوان لم تكن المراجع التاريخية الوحيدة لمصادر الإخوان. وهذا الأمر لم يكن غريباً عن إيديولوجيات ذلك العصر. فالفاشية، ثم الشيوعية، كان لهما تأثير كبير في بيئة الحزب عند الإخوان".

    ويوضح الباحث أن بنية التنظيم الإخواني ملتصقة التصاقاً شديداً بنماذج الأحزاب الفاشية الأوروبية المعاصرة لنشوء الاخوان، الطاعة العمياء للقائد، تنظيم الجهاز السري العسكري، وبعض الطقوس مثل القسم بالتزام الإخلاص وجوانب أخرى متأثرة مباشرة بالفاشية. ولثلاثية "العمل، الطاعة والصمت" التي هي أهم مقومات الاخوان صدى لـ"الإيمان، الطاعة والقتال" عند الفاشيين الإيطاليين.

    ارتباط بالنازية
    ومما يرد في الكتاب عن علاقة الإخوان بالنازية، يأتي في الكتاب " في الخمسينات (1950) جماعة من قدامى الجنود من فروع الـ"SS" الإسلامية والنازيين الذين اعتنقوا الإسلام خططوا لبناء مسجد في ميونيخ. الفكرة جاءت من غيرهارد فون ميندي، نازي قديم كان قريباً من روزنبرغ، المنظر العرقي للهتلرية، والوزير الرايخي للأراضي المحتلة في الشرق. وباعتباره كان المختص بالأقليات الإثنية في الاتحاد السوفياتي في إدارة الرايخ الثالث، فقد كان ميندي مقتنعاً بأن الإسلام يشكل "الرتل الخامس" في مناهضة اليهود والشيوعية. وكون مينوس محوراً للتقرب من المسلمين أثناء الحرب فقد عمل على تأصيل التكوينات الإسلامية في الجيش الألماني. فهذه الفكرة هي التي كانت تحركه عندما انطلق في مشروع بناء مسجد في ميونيخ، ومن أجل تنفيذه، جنّد أحد المقربين منه نورالدين فمانجاني، الإمام الأزبكي لفرع "SS" أو شرتور كيشر وافنفرباند، الذي قام بقمع المقاومين البولونيين ضد الاحتلال الألماني في فارصوفيا عام 1944."

    ويتابع الباحث في سرد التفاصيل "كان فمانجاني عندها الممثل الرسمي للجالية الإسلامية المكونة من اللاجئين الآتين من الأقليات الإسلامية في الاتحاد السوفياتي. ولقد لقي مشروعه دعماً من بؤرة مرتبطة مباشرة بالمخابرات الأميركية، أو "اللجنة الأميركية لتحرير الشعوب الروسية"، والتي كان بعض شبكاتها قائمة في ميونيخ. فبين الأميركيين وقدامى "SS" (النازية) انسجام في المواقف، أو الأحرى قضية مشتركة: محاربة الشيوعية. وكان الهدف التلاعب بمسلمي الاتحاد السوفياتي. وكانت الولايات المتحدة تراهن آنئذ على الدِّين، خصوصاً على الإسلام، لمواجهة "الإلحاد" السوفياتي(...). وتنظيم رتل إسلامي خامس مهمته محاربة الشيوعية أكثر ملائمة للأميركيين من جماعة مؤثرة كثيرة في الشرق الأوسط جعلت من محاربة الشيوعية رهانها الأساسي: أي "الاخوان المسلمون". وهكذا ولكي تموه عدم كفاءة اللجنة التي كانت مجندة لبناء المسجد، كان روبرت دريهير، عميل الاستخبارات الأميركية الذي كان يدير العملية في ميونيخ، قرر اللجوء الى تمويه معروف عند الجماعة لكي يكون واجهة للمشروع: سعيد رمضان، صهر المؤسس حسن البنا".

    ويشير إلى علاقة الإخوان بالأمريكان مبكراً، لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي أيزنهاور أجرى اتصالات مباشرة مع الجماعة أدارها سعيد رمضان 1953. وعقد الاجتماع بشكل "ناجح" جداً، بحيث خرج الإخوان وجيوبهم مليئة. وقد أعلن الرئيس الأمريكي دعمه السياسي ومساعدة مالية للتنظيم الإخواني.

    ---------------

    افتقار الوطنية عند الإخوان سبب من أسباب سقوطهم
    الكاتب الفرنسي ميخائيل برزان يؤكد إن الفرق ضئيل من المنطلق الأيديولوجي لولاية الفقيه الخمينية والإخوان المسلمين.
    العرب [نُشر في 21/04/2014، العدد: 9535، ص(6)]

    عنف جماعة الإخوان في الشارع زاد من تدني شعبيتها

    القاهرة- خاص- أكد ميخائيل برزان الكاتب الفرنسي ومؤلف كتاب “الإخوان المسلمون آخر أيديولوجية شمولية” في حوار مع “العرب” أن انهيار تيارات الإسلام السياسي الذي كانت حركة الإخوان تمثله في مصر، كان بسبب افتقارها إلى مفهوم الوطنية للدولة وسعيها نحو فسخ الهوية المصرية عنها في سبيل تنفيذ مخطط التنظيم الدولي.
    بدأ ميخائيل برزان الحوار بتقديم لمحة عن بعض الجهات التي يرتبط معها الإخوان المسلمون وعلى رأسها إيران، ورغم أن هناك فوارق وصراعات قوية من الناحية العقائدية والدينية بين الإخوان المسلمين والشيعة في إيران، إلا أن الفرق ضئيل من المنطلق الأيديولوجي بين الثورة الإسلامية الإيرانية والجماعة، حيث أن منظّر الجماعة الشيخ سيد قطب كان الملهم الأساسي للثورة في إيران، بل صدر طابع بصورته تخليدا لذكراه عقب عودة الخميني إلى إيران، وكان في مقدمة من ترجموا كتبه إلى الفارسية علي خامنئي المرشد العام الحالي للثورة الإيرانية.

    كما كشف برزان في حديثه مع “العرب” بالقاهرة التي يزورها بدعوة من رئاسة الجمهورية المصرية، أن تنظيم الإخوان المسلمين جمعته علاقات قوية مع الحزب النازي الألماني منذ نشأته، بل إن استمراره في أوروبا جاء من خلال مسجد ميونيخ في ألمانيا على يد نازيين دخلوا الإسلام، وتشابهت الجماعة في تنظيماتها وتشكيلاتها الداخلية وعملها السري مع التنظيمات الشيوعية التي تقدس القائد الواحد وتطيع أوامره، دون النظر في فحواها أو مناقشته في نتائجها، كما أن تنظيم الحركة وبنيتها تمّا على غرار الحركات الفاشية والنازية.

    وأوضح برزان أن تأثير الثورة الإسلامية في إيران كان سلبيا على تيارات الإسلام السياسي في المنطقة، ولولاها ما حدث اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، فالإمام الخميني كان يستشهد بالسيد قطب في خطبه، وقطب هو المفكر الأبرز لجماعة الإخوان والمنظر الرئيسي للجهاد الحديث والأب الروحي لتنظيم القاعدة.

    «الإخوان بعد أن تم القضاء عليهم في مصر لم يجدوا من حل سوى أن يركزوا نشاطهم في أوروبا»وأشار برزان إلى أن نواب الصفوي الزعيم الإرهابي الإيراني (أعدم في 1955)، والذي كان قريبا فكريا من الإخوان قد دعي إلى حضور المؤتمر الإسلامي في القدس سنة 1953 وفي القاهرة سنة 1954، من قبل جماعة الإخوان وبفضله اكتشف الخميني السيد قطب واهتدى إلى فكر الجماعة.


    سقوط الإخوان


    عن سقوط الإخوان المدوي في مصر وتهديد بقائهم في السلطة في بعض دول الربيع العربي وتوتر علاقتهم بالأنظمة العربية الأخرى قال برزان إن قيادات الجماعة لم يتوقعوا هذا الأمر أبدا واعتقدوا أن السلطة صارت بأيديهم بحكم حتمية قدرية، لكنهم أصبحوا اليوم معرضين للسجن، وأحدث سقوطهم صدمة في المنطقة كلها، ففقدت النهضة التونسية زمام السيطرة على السلطة وأصبحت تقبل بأمور كانت ترفضها، كالتعامل مع السلفيين، وأصبح الشركاء في حركة حماس معزولين، وفي مصر أعيد إصدار الإجراءات القانونية، التي اتخذها عبد الناصر في 1954، من حظر الجماعة ومصادرة كل الممتلكات وتجميدها ومنع كل ما تديره من بعيد أو قريب.

    وأوضح برزان، أن الإخوان دائما يصدرون فكرة أنهم يمثلون الإسلام المعتدل ولا علاقة لهم بالعنف والإرهاب الذي تتبعه باقي التنظيمات، لافتا إلى أن هذا مجرد تحسين لصورتهم أمام الغرب والأميركان، فهم لهم علاقات قوية بالقاعدة وبجماعات الجهاد الإسلامي ويقدمون أنفسهم على أنهم إسلاميون معتدلون كما يروق لهم، وعلى أنهم محسنون للشعب والفقراء والمحتاجين، وحقيقة أمرهم أنهم منظرو دين متعنتون، وأصحاب رِؤية متطرفة وأنصار خلافة عالمية.

    وأكد المؤلف أنه من خلال إعادة بناء دقيق لتاريخ الحركة، ولقاءاته مع أعضاء ومسؤولين بارزين وإجراء مقابلات مع خبراء، استطاع أن يسلط الضوء على علاقات الجماعة بالعديد من الحركات، كالقاعدة وحماس الفلسطينية مرورا بالجبهة الإسلامية الجزائرية والنهضة التونسية، موضحا أنه عندما قابل المرشد محمد بديع منذ خمس سنوات رفض الأخير إدانة العمليات التي يقوم بها بن لادن ضد المدنيين الأبرياء في ذلك الوقت.


    لاوطنية إخوانية


    ميخائيل برزان
    and#9668; مخرج أفلام وثائقية، صحفي ومؤلف فرنسي الجنسية
    and#9668; من أهم كتبه: وحدات القتل المتنقلة، كوماندوس الموت النازية. وتاريخ من الإرهاب- 1945-2011

    and#9668; قام بزيارة دول عربية كثيرة، وجاب أوروبا وأميريكا حتى يستطيع فهم حقيقة الإخوان المسلمين.



    أردف برزان أن الإخوان عندما وصلوا إلى الحكم غازلتهم بعض القوى كتركيا وقطر وإيران، لكنهم فشلوا في كسب التأثير، فتراجعت تركيا، ورغم كل الجهود التي تبذلها إيران، فإنها تظل معزولة في محيط ذي أغلبية سنية، كما أن المسألة السورية ساهمت في قطع الصلة بين الجانبين لبعض الوقت وقطر بدأت في مراجعة موقفها، خاصة بعد العزلة التي فرضتها عليها الدول العربية.

    وبالعودة إلى الحديث عن الإخوان المسلمين تطرق برزان في حديثه إلى الأسباب التي عجلت برحيل الجماعة عن الحكم في مصر قائلا: “إن الإخوان نسوا شيئا مهما، وهو أن المصريين وطنيون، وتلك فكرة غريبة عن الإخوان الذين لا يؤمنون بالأوطان، وانهارت البلاد تحت حكمهم، وقلت المواد الغذائية، ونقص الوقود وانقطعت الكهرباء بشكل متكرر، ولم يوفوا بأي من وعودهم أثناء الحملة الانتخابية وكانوا في حالة إنكار للواقع وانشغلوا بنظرية المؤامرة اليهودية الغربية العسكرية القبطية، وفرض محمد مرسي طوقا ديكتاتوريا على السلطة، بحيث أراد التحكم في كل شيء، كما أنهم رفضوا الاستماع إلى أصوات المتظاهرين ومطالب المحتجين، كما أنهم فشلوا لأنهم لم ينفذوا ويحققوا ما وعدوا به أثناء حملتهم الانتخابية وقرروا التحكم في السلطة بالكامل وحدهم، ومرسي أعاد البلاد إلى العصور الوسطى وأصبح كالمجنون وتعاون مع القاعدة”.

    بعد أن أصبحت جماعة الإخوان المسلمين تنظيما معزولا لدى الرأي العام العربي، خاصة بعد أن فقد أساسه في مصر بدأ التنظيم يؤسس خلاياه في بعض الدول الأوروبية، وعن وجود الإخوان في أوروبا قال برزان إن هذا الوجود بدأ في الخمسينيات، عندما أرسلوا سعيد رمضان صهر حسن البنا، والد طارق رمضان القيادي المعروف بالجماعة، لتوجيه المسجد وإنشاء شبكة جمعيات في أوروبا، ليصبح وجودهم بعد ذلك حاضرا في كل القارة، معتقدا أن الجماعة ستنقل نشاطها مؤقتا إلى أوروبا لتكون مركز تواجدهم وسيتحينون الفرص للعودة بعد ذلك ربما في أجيال قادمة حسب معتقداتهم.

    وعن مستقبل الجماعة أكد برزان أن الجماعة لها جمعيات وممثلون في أكثر من 80 دولة، وهم يمثلون شبكة كبيرة، وقد هزموا في مصر وسيناريو 1954 قد يتكرر. وقال مؤلف كتاب “الإخوان المسلمون آخر أيديولوجية شمولية” “إن الإخوان بعد أن تم القضاء عليهم في مصر لم يجدوا من حل سوى أن يركزوا نشاطهم في أوروبا وينتظروا اللحظة المناسبة للعودة، وقد تكون هذه الفرصة للقيام بثورة أخرى فهم يعتبرون أن الإخوان “فكرة” والفكرة لا تموت، وإحدى أهم صفاتهم هي “الصبر”، ودائما ما يقولون إنه ربما ليس هذا الجيل الذي سيحقق الحلم، إنما قد يحققه الجيل القادم، وعلى الجميع الحذر من عودتهم إلى السلطة.


    ----------------

    قيادي سابق في التنظيم الخاص يكشف طرق الاغتيال المعنوي للخصوم
    على عشماوي يؤكد أن ما يحدث اليوم في مصر أشبه بمرآة عاكسة لسلوك الإخوان المسلمين العنيف منذ تأسيس الجماعة.
    العرب محمد الحمامصي [نُشر في 21/04/2014، العدد: 9535، ص(13)]

    يتعرض عشماوي في مذكراته إلى أهم العمليات الدموية التي قام بها التنظيم

    القاهرة- يتشابه سلوك جماعة الإخوان المسلمين في المرحلة الحالية التي تمر بها مصر، مع ما كانت تُأتيه من سُلوكات في الفترة التي مرت بها البلاد خلال السنوات الأولى من خمسينات القرن الماضي، عندما قررت الجماعة اغتيال عبدالناصر الّذي حرمها من الوثوب على السلطة قبيل ثورة يوليو. والشخصية التي تحاكي مشهد الخمسينات اليوم، ربما تكون المشير عبدالفتاح السيسي.
    ولهذا السّبب، أعادت مؤسسة دار الهلال طباعة ونشر كتاب “التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين، مذكرات علي عشماوي”، وهو أحد قادة التنظيم الخاص للإخوان في تلك الفترة. كتاب يكشف أسرار التنظيم السّري الّتي كانت غامضة وعنيفة.
    يعود علي عشماوي في مذكراته إلى أواسط الخمسينات من القرن الماضي، عندما بدأت جماعة ممن استطاعوا التفصي من الأمن المصري والهروب من أحكام السجن، بتشكيل تنظيمات ومجموعات سرية، كان العشماوي نفسه أحد عناصرها، صحبة “عوض عبدالعال الذي كانت مجموعته تستهدف اغتيال عبدالناصر بوساطة زينب الغزالي وسعيد رمضان لدى أجهزة أمنية عربية، وعبدالفتاح إسماعيل الذي أعدم في أحداث 1965 وأمين محمود شاهين ومحمد فتحي الرفاعي وغيرهم”.


    ذاكرة الدم


    يشير المؤلف، الذي كان أحد قيادات التنظيم الخاص المسلح ومسؤول الاتصال الخارجي حتى 1964، إلى خطة الصدام التي أعدتها الجماعة في عام 1954، والتي من المبرمج أن تبدأ بتأمين الجيش عن طريق بعض الإخوان الذين كانوا في الخدمة ولا يعلم بهم تنظيم عبدالناصر، وثانيا القبض على بعض الشخصيات المهمة والتي لها ثقل عند الصدام، وإذا لم يتمكن من القبض عليهم فهناك خطة بديلة لاغتيالهم، وثالثا قيام الإخوان على مستوى الجمهورية بالاستيلاء على أقسام البوليس والمباني المهمة، مستعينين بأقل عدد من الإخوان المدربين (هذه الحركة في الأقاليم لا تحتاج إلى أعداد مسلحة). ورابعا أن تقوم المجموعات الوافدة إلى القاهرة بالانضمام إلى إخوان القاهرة في عملية الاستييلاء على المباني الحكومية ذات التأثير، وقد كانت محددة بدقة من قبل العناصر الإخوانية المكلفة بذلك.

    «يؤكد علي عشماوي في مذكراته أن التنظيم الدولي، هو الجهة المسؤولة عن تمويل جماعة الداخل بالمال والسلاح من أجل الانقلاب على السلطة»ومن المهام التي كانت منوطة بالإخوان الوافدين من الأقاليم إلى القاهرة، والتي سيتم تنفيذها تحت قيادة إخوان القاهرة: غزو أقسام البوليس في جميع أحياء القاهرة، ومبنى الإذاعة والتليفزيون، وقطع الطرق المؤدية إلى ثكنات الجيش داخل القاهرة، وقطع الطرق المؤدية إلى القاهرة من جهة الاسماعيلية، وأخيرا يقوم قسم الطلاب بحركة مماثلة لما حدث في مارس 1954 عقب حل الجماعة، إذ يقول عشماوي في كتابه: “حيث قام الطلاب في جامعات ومدارس ثانوية بالتوجه إلى قصر عابدين ومحاصرته، ومحاصرة مجلس قيادة الثورة.

    حيث كادوا يفتكون بهم لولا تدخل عبدالقادر عودة، الذي يقال أنّ الجماعة أعدمته بسبب ما جرى منه في ذلك اليوم”. على أن تكون حركة الطلاّب هذه المرّة مسلحة، وستقوم هذه المظاهرة بهذا الحدث الضخم الذي يغطى على باقي العمليات، وإتمام حصار القصر الجمهوري والاستيلاء عليه، بعد أن تكون السيطرة على باقي المنشآت الحكومية والمهمّة قد تمت بالفعل في خطة أمنية مفصلة.


    التاريخ يعيد نفسه


    تفاصيل كثيرة يكشفها عشماوي في كتابه عن المجموعات السرية للإخوان


    لا فارق إذن بين تقنيات الجماعة سنتي 1953/1954، وأيضا في الأحداث التي تلت ذلك، وبين تقنياتها في يومنا هذا. فما قامت به في أحداث 25 يناير يماثل ما ذكرنا سلفا بالضبط (وتحديدا جمعة الغضب يوم 28 يناير وما تلاها، وأحداث الاتحادية في ديسمبر 2012 وأحداث مجلس الوزراء، وأحداث محمد محمود الأولى والثانية).

    وفي اتهاماتهم لثورة 30 يونيو بأنها إنقلاب عسكري وأن عبدالفتاح السيسي مدعوم من إسرائيل وأميركا، وفي اعتصامي النهضة ورابعة المسلحين، وما أعقبهما من أحداث، حرقوا خلالها عشرات المباني الحكومية والخاصة والدينية من جوامع وكنائس وغيرها، حتى الآن، حيث يستهدفون نفس الهدف بنفس الوسائل والتقنيات والعقلية العقيمة.

    وتَلفتُ تفاصيل عشماوي النّظر إلى أنّ قياديّي المجموعات السرية كانوا يقومون بشراء السلاح وتخزينه، وأنّه كان لكلّ مجموعة أسلحتها الخاصّة، كما أوضحت طرق تخزين السلاح والتدريب عليه لدى الجماعة، والتي تعتمد على الخداع.

    ويقول عشماوي في هذا الموضع إنّ “المباحث وعددا كبيرا من رجال الأمن قد حضروا إلى قرية ميت أبو خالد صحبة عبدالحميد البرديني، وقادهم إلى منزل الأخ محمد عبدالحي العوضي، وشقوا أحد جدران المنزل وأخرجوا منه كمية لا بأس بها من الأسلحة، وقالوا إن السلاح كان من أجل معركة القنال وفلسطين”. ويضيف في الإطار ذاته “في إحدى الليالي طلبت من الأخ سيد البرديني شراء مسدس وبعض الأسلحة للتدريب، فأخبرني بأنّ السلاح موجود، وأن ما تم ضبطه كان مجرّد مخازن بها بنادق قديمة من طراز “لي انفيلد”، ولكن باقي الأسلحة والقنابل موجودة عنده في الحفظ والصون”.


    التنظيم الدولي


    ويكشف عشماوي كيف لعبت مواسم الحج والعمرة دورا في تأسيس نواة التنظيم الدولي الذي ولد من رحم تنظيم 1965، والذي تم الكشف عنه وألقي القبض على الكثير من قياداته في الداخل.

    وقد كانت لقاءات قيادات الجماعة في تلك المواسم دائمة (يكشف علي عشماوي قائمة الأسماء والجنسيات، ففي السعودية: مناع القطان. وفي إمارات الخليج: سعدالدين إبراهيم. وفي سوريا: عصام العطار ومصطفى السباعي. وفي العراق: الشيخ الصواف. وفي الأردن: عبدالرحمن خليفة، ومحمود أبو السعود. وفي السودان: تاج السر محمود، وغيرهم).

    ويؤكد علي عشماوي، الضابط في التنظيم السري للإخوان، أن قيادات الخارج (أي التنظيم الدولي)، هي من كانت تمد جماعة الداخل بالمال والسلاح، ويقول المؤلف أنه عندما كان مسؤول الاتصال الخارجي أثناء الإعداد للانقلاب (تنظيم 1965 بقيادة سيد قطب) جاءه مندوب قادم من السعودية “كان اسمه الثاني بشير ابراهيم من الخرطوم، وكان خفيف الروح.

    «حتى الآن فإن يستهدف الإخوان نفس الهدف بالوسائل والتقنيات والعقلية العقيمة ذاتها»حاولت أن أستضيفه وأن أعوض معه ما حدث مع المندوب الأول، وقرأت الخطاب الذي كان معه، فعلمت أنّ الإخوة بالخارج قد أعدوا لنا قائمة الأسلحة التي كنت قد كتبتها لهم وأنا هناك ـ في السعودية ـ وأنه تم شراؤها جميعا لتشحن من ثمّة إلى مصر، وأنهم سوف يرسلونها ـ بعد موافقتنا ـ عن طريق قبائل البشارية التي تعبر الحدود بين مصر والسودان، وأن استلام البضاعة سيكون في قرية ‘دوار’ القريبة من أسوان، وأنّه علينا أن نستعد لتسلم الرسالة وأن نعطيهم الموافقة على الشّحن”.


    وتظل مذكرات علي عشماوي خير دليل، على أنّ الجماعة الإخوانية، ومنذ تأسيسها وحتى اللحظة الراهنة، ما فتئت تستخدم الطرق والأساليب والوسائل نفسها، دون أن يكون للتاريخ ولعوامل التطور الفكري والبشري الّذي مس كافة أوجه الحياة في العالم أيّ أثر عليها، أو على “التحجر الّذي يتقوقع فيه الإخوان”، حسب قول المفكر رفعت السعيد
                  

04-30-2014, 08:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    دعوات لمحاكمة الإخوان بسبب اغتصاب طفل مؤيد للسيسي
    حادثة مروعة لعملية اغتصاب طفل مؤيد للمشير عبدالفتاح السيسي تثير ردود فعل غاضبة على النهج الإخواني الذي يحارب كل المعارضين.
    العرب [نُشر في 30/04/2014، العدد: 9544، ص(1)]

    كبارا وصغارا أحبوا السيسي في مصر

    القاهرة – أثارت حادثة اغتصاب صبي مصري لا يتجاوز عمره السادسة، من قبل أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، بسبب قيام الطفل بترديد شعارات تؤيّد المشير عبدالفتاح السيسي، ردود فعل غاضبة على الصعيد المصري والعربي والدولي.
    ودعا حقوقيون مصريون ودوليون السلطات المصرية ومنظّمات حقوق الإنسان إلى التحقيق بجدّية في هذه الحادثة وحوادث مشابهة تورّط فيها أنصار جماعة الإخوان المسلمين في عمليات عنف واغتصاب وتهديد لكلّ من عارض الرئيس الإخواني السابق محمد مرسي.

    وتعرض الطفل أحمد للاغتصاب، على يد أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذي غضب لسماعه الصبي يردّد شعارات مديح للمشير عبدالفتاح السيسي الذي يرى كثير من المصريين فيه الرئيس القادم لكونه بطلا للثورة التي أطاحت بمحمد مرسي والإخوان في 3 يوليو 2013.

    وأدلى الطفل أحمد بشهادته ضمن برنامج للإعلامي المصري وائل الإبراشي، وقال إنّ جاره -أحمد أبو سعيد- عرض أن يصطحبه معه، مدعيا أنه يحتاج إلى مساعدة منه في شيء ما، ثمّ أغلق عليهما باب المحل، واغتصبه، قائلا “ألست تؤيد السيسي وتستمع دائما لأغنية “تسلم الأيادي”؟ والله لأذلك أنت وهذا السيسي!”.

    وعندما حاولت أم الصبي مواجهة أبو سعيد، انهال العاملون بالمحل عليها بالضرب والشتائم.

    ووفقا لرواية والد أحمد، فإن أبو سعيد إخواني معروف بالمنطقة، ولطالما حاول استقطاب العائلة لجماعة الإخوان، إلا أن الأب كان دائما يرفض.

    وهو الأمر الذي أكّدته والدة الصبي أحمد، إذ تروي أن زوجة أبو سعيد أيضا حاولت إقناعها بالانضمام للإخوان، عارضة عليها مبلغا من المال يساوي أضعاف ما تجنيه من خدمتها في الفلاحة مقابل الالتحاق بالإخوان في اعتصام “رابعة”.

    وتقول العائلة إن أبو سعيد وجماعته يهددون الطفل أحمد ووالديه بالقتل إذا لم يلزموا الصمت بشأن عملية الاغتصاب.

    وقال مراقبون إن هذه القصة، بتفاصيلها المروعة، لا تمثّل مفاجأة للرأي العامّ، نظرا لسجلّ الإخوان الحافل بمثل هذه الانتهاكات.

    وتبعا لموقع “أميركان ثينكر”، فإن “هذه القصة لا يجب أن تكون “مفاجئة” للجمهور، نظرا لأن تصرفات كهذه صدرت مرارا عن عناصر الإخوان، فعلى سبيل المثال، في ديسمبر 2012، أفادت تقارير شبكة “فوكس نيوز” أن الإخوان المسلمين في مصر يدفعون المال لعصابات ومجرمين ليغتصبوا النساء ويضربوا الرجال الذين تظاهروا، في ميدان التحرير، مناهضة للرئيس الإخواني، محمد مرسي.

    وخلال الانتخابات الرئاسية في مصر في يونيو 2012، لم تخف الأحزاب الإسلامية، عامّة، وجماعة الإخوان المسلمين، بوجه خاص، أنها لن تتوانى عن أيّ عمل – من كذب وغش وسرقة وضرب- في سبيل الحصول على ما تريد.

    وهو ما أثبتته أحداث انتخابات يونيو 2012، إذ قام إخواني بـ”ضرب زوجته الحامل حتى الموت، حين علم أنها لم تُصَوِّت لمحمد مرسي رئيساً، وقام رجل (52 عاما) بصفع والدته، على مرأى من شرطة اللجان الانتخابية والمنتَخِبين الآخرين، عندما علم أنها صوتت لأحمد شفيق، لا لمحمد مرسي كما أمرها”.

    وبأمر مباشر من الإخوان المسلمين، مُنع الكثير من الأقباط من التصويت، كما قام أنصار الإخوان بمحاصرة الشوارع والمناطق حيث يعيش الأقباط، ومنعوهم من التصويت تحت تهديد السلاح.

    وعلّق المراقبون على حادثة اغتصاب الطفل أحمد محذّرين من أن إرهاب جماعة الإخوان المسلمين بدأ يتخذ منحى خطيرا، فلم يعد يكتفي بإسالة الدماء والتفجيرات والاغتيالات، بل وصل الأمر إلى هتك الأعراض واغتصاب النساء وإثارة النعرات القبلية والحث على التقاتل مثلما حصل في أسوان.

    وتحدّث عدد من الخبراء الأمنيين عن ظهور جماعات، تنضوي تحت لواء الإخوان، لكنها تعمل تحت مسميات مختلفة لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر مع بدء العد التنازلي لانتخابات الرئاسة المصرية.

    وقال الخبير العسكري اللواء مختار قنديل إن “تلك التنظيمات هدفها الانتقام من ضباط الجيش والشرطة، بسبب فض اعتصامي رابعة والنهضة”.

    وألقت حادثة اغتصاب الصبي بظلالها على المجتمع المصري المحافظ، وارتفعت أصوات كثيرة بين حقوقيين وسياسيين داعية إلى معاقبة المذنبين من أنصار الإخوان المسلمين خاصة وأن سلسلة الفضائح والأحداث المروّعة التي يتسبب فيها الإخوان مازالت متواصلة حتى بعد تركهم للحكم.

    وحذّر المراقبون من أن هذه الجرائم قد تبلغ درجة خطيرة خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو ما كشفته تقارير أمنية أماطت اللثام عن مخطّطات إخوانية دموية وأعمال عنف تستهدف تعطيل سير الانتخابات


    -----------------

    مأزق الجماعة الأم يضع إخوان أميركا على صفيح ساخن
    عناصر إخوانية تسربت إلى مراكز القرار الأميركية، والجماعة تتحدث باسم المسلمين وتضمر دعم الأنظمة الإخوانية.
    العرب نسرين حلس [نُشر في 30/04/2014، العدد: 9544، ص(13)]

    الرهان الأميركي على الإخوان بتعلة التصدي للتيارات الجهادية أثبت عقمه ما رفع من حدة الأصوات المنادية بمراجعة الرهان

    وضعُ جماعة الإخوان المسلمين في العالم أصبح يُطرح بإلحاح لسببين إثنين؛ الأوّل ارتبط بتصنيف الجماعة “إرهابية” و”محظورة” في عديد الأقطار العربيّة، فضلا عن النزوع البريطاني إلى التّحقيق في وضعها وأنشطتها التي تقوم بها على تراب المملكة، أمّا الثاني فيتصل بما راج طويلا في القراءات السياسية، عن الرّهان الأميركي على “الإسلام المعتدل” عموما والإخوان بشكل خاص. وبين الرّهان الأميركي على الإخوان وانسداد شرايين الجماعة في المنطقة العربية، أصبحت قراءة حال التنظيم الإخواني في الولايات المتحدة أكثر من ضرورية. فكيف يمكن تَبيُّن وضع التنظيم وعناصره ونفوذه في الولايات الأميركية على ضوء المتغيّرات الراهنة؟
    تسُودُ جماعة الإخوان المسلمين في أميركا حالةٌ من التّرقب والانتظار، خشية صدور أيّ قرار يقضي بحظر نشاط التنظيم الإخواني في الولايات المتحدة وتصنيفه كـ”تنظيم إرهابي”، على أعقاب القرار البريطانيّ الذي اتّخذه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، قصد إجراء مراجعة شاملة، بموجبه، لأنشطة جماعة الإخوان المسلمين البريطانيّة. ما قد يؤدى إلى حظرها ووضعها في مصاف التّنظيمات الإرهابية، على غرار ما حصل في دول أخرى، خَطَت سُلطاتها الخطوة نفسها في علاقة بهذا التنظيم.

    تعالت أصوات إعلامية أميركيّة منتقدة، في الفترة الأخيرة، تجاهل حكومة بلادهم لمسألة إعادة النّظر في نشاط التنظيم الإخواني على الأراضي الأميركية (باعتبار أنّه يستفيد من القوانين التي تسنّ داخلها، والتي تسمح له بالتواجد على أراضيها وبممارسة أنشطه بحريّة، حتّى بلغ به الأمر إلى التّغلغل والتمدّد دون أن يتمّ الانتباه إليه).

    وكانت جماعة الإخوان المسلمين في أميركا قد تمكنت على مدى عقود طويلة من بناء تنظيم قوي، شديد التنظيم، وله أوجه مختلفة، عمدت معه إلى إخفاء تبعيّتها للتنظيم الإخوانيّ العالمي، من خلال تغييرها لمسمّياتها، قصد الحصول على دعم أقوى وقُبول دولي أوسع.

    وعملت الجماعة بجهد كبير، من خلال ذلك، على تنصيب نفسها كمتحدث باسم الجالية المسلمة هناك، وكممثل ووسيط “شرعي” بينها و بين حكومة الولايات المتّحدة وصناع القرار في الدولة.

    والحقيقة أن العلاقة بين الحكومة الأميركيّة والإخوان الذين ينشطون على أراضيها، تمتد إلى خمسينات وستينات القرن الماضي، عندما هاجر الإخوان إليها باحثين عن موطِئ قدم لهم يمكّنهم من البقاء و ممارسة نشاطاتهم.

    وقد كان لهم ذلك، حيث أنّهم استفادوا من كل التشريعات والقوانين التي سمحت لهم بالبقاء وممارسة حياتهم السياسية دون الخروج عن القانون، ما ساهم في تمددهم وانتشارهم. فكثرت الجمعيات الأهلية والمنظمات الطلابية والثقافية، والأنشطة الدينية في المدارس والمساجد، وتعدّدت المنظمات الحقوقية غير الربحية التابعة لهم. ثم ما لبثوا أن امتدوا في كلّ الولايات مكوّنين مجالس لهم وفروع لمنظمات، تعمل كلّها بأسماء مختلفة، ولكنها لا تخرج من تحت عباءة التنظيم.

    «جماعة الإخوان في أميركا، بنت تنظيما قويا، عمدت معه إلى إخفاء تبعيتها للتنظيم العالمي، قصد الحصول على دعم أقوى وقبول دولي أوسع»كل ذلك النفوذ القوي الذي تمتعت به جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتّحدة، إضافة إلى العلاقات القوية التي كانت تجمعها بالحكومة الأميركية، سهلت لها العمل بأريحية وساهمت في توسّعها، لكنّ ذلك لم يخرجها من دائرة الشكوك، حتى بعد إتمام الاتفاق الذي أوصلها إلى دفة الحكم في بعض دول الوطن العربي (مثل مصر وتونس). وهو ما فسره ردّ مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، عندما صرّح لجريدة الرّأي الكويتية، بـ“أنّ جماعة الإخوان المسلمين لا تشكل خطرا على واشنطن”، لافتا إلى “أنّ بلاده لم تتسلم حتى الآن أيّ إشعار أو طلب لوضع جماعة الإخوان أو غيرها من التنظيمات على اللاّئحة الأميركية للتنظيمات الإرهابية”. إلاّ أنه لم ينف إمكانيّة قيام واشنطن بهذه الخطوة، قائلا:”يمكن لواشنطن أن تنظر في الأمر، وما يعنيه ذلك من إمكانيّة ترحيل أيّ عضو أو متعاطف مع هذا التنظيم عن الأراضي الأميركيّة".

    ولا يختلف رأي الدكتور محمد كمال الصاوي، المحلل السياسي في وزارة الدفاع الأميركية، عما جاء سابقا، حيث يؤكد “أنّ تنظيم إخوان أميركا هو جزء من التنظيم الدولي، إلاّ أنه الأقوى و قد يكون الأكثر فاعلية. ذلك أن بعض الشخصيات استطاعت الوصول إلى مناصب كبيرة في الدولة. حيث تمكّنوا من الوصول إلى الكونغرس، من خلال بعض الشخصيات المهاجرة الّتي ظهرت بوضوح كالسيدة داليا مجاهد والسيدة هوما عابدين (هندية الأصل) ومحمد الإبياري وغيرهم…

    وكانت السيدة داليا مجاهد (مصرية الأصل)، قد عملت مستشارة إسلامية لدى الإدارة الأميركية بقيادة أوباما، وفي وقت سابق كانت تعتبر همزة الوصل بين التنظيم الإخواني والحكومة الأميركيّة في البيت الأبيض، كما عملت على نقل مقترحات وطلبات التنظيم الدولي إلى الرئيس الأميركي (أو العكس)، وذلك حسب ما ورد في صحيفة الأهرام الجديد الكندية بتاريخ 20 أكتوبر 2013. في حين أنّ، هوما عابدين، و هي صحفية منحدرة من أسرة باكستانية، عُيّنت مديرة إدارة لمكتب هيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية في حكومة باراك أوباما الأولى. و لم يكن دخول مجاهد وعابدين إلى دوائر القرار سوى فاتحة لدخول آخرين ممّن يحسبون على التيار الإخواني الأميركي. إذ نذكر على سبيل المثال عارف خان (باكستاني الأصل)، والذي يُعدّ من أبرز الوجوه الإخوانية الّتي عملت في دوائر صنع القرار الأميركيّة، حيث عُيّن من قبل أوباما في منصب مساعد وزير الأمن الداخلي عام 2009، وكان مكلفا باستراتجيّات الأمن الداخلي. وكان قبل ذلك قد شغل منصب المدعي العام الفيدرالي في لوس أنجلوس الأميركية منذ العام 1997 وحتى العام 2005، ثمّ تقلّد بعد ذلك مناصب حكوميّة عدّة في ولاية واشنطن.

    «تظاهر إخوان أميركا بعدم وُجود صلة بينهم وبين التنظيم الدولي، في حين أنّهم التنظيم الأقوى في العالم»وكانت بعض التقارير الإعلامية الإستخبارتية الأميركيّة، قد ذكرت دوره في أكثر من ملف، وخاصة في ما يتعلّق بتنظيم عدة لقاءات ومفاوضات بعضها معلن وأكثرها سريّ ما بين سنتي 2001 و 2011، بين ممثلين عن الإدارة الأميركيّة و آخرين عن جماعة الإخوان المسلمين.

    وحول الأهداف التي يمكن أن يرسمها الإخوان لأنفسهم في أميركا، يشير المحلل محمد كمال الصاوي إلى نقطة مهمة، وهي أنّ إخوان أميركا لهم هدف واحد غير معلن، وهو أسلمة المجتمع الأميركي. لذلك فهم يعتمدون فكرا ومنهجا واستراتيجية طويلة الأمد، تبدأ بتغير الفرد ثمّ العائلة ثمّ الحي ثمّ الأمة.

    ويتمّ ذلك عن طريق الراغبين في اعتناق الإسلام. ومن ثمّ انتخاب ودعم المسلمين الّذين يملكون عقلية مشابهة لهم، من أجل شغل مواقع سياسية هامّة.

    ويشير الصاوي إلى أنّ تنظيم الإخوان المسلمين في أميركا، أثبت أنّ لديه قدرة فعالة على الحشد، وهو ما ظهر جليّا إبّان عزل مرسي عن منصبه على إثر ما حدث في مصر بعد خروج الناس إلى الشوارع في الـ30 من يونيو الفائت. لذلك يرى محمد كمال الصاوي أنّ ظهور الثورات العربية، ساهم كثيرا في بروز إخوان أميركا في المشهد السياسي، حيث أنّهم لعبوا دورا كبيرا في مساندة الإخوان المتواجدين في دول الثورات العربيّة للوصول إلى دفّة الحكم.

    وبدا ذلك جليا في مساندتهم لكلّ من مصر وتونس وغيرهما. إلاّ أنّه ساهم، في ذات الوقت، في إظهار نواياهم أمام العالم كلّه، ما وضعهم في دائرة شك أكبر. فتعالت من ثمّة بعض الأصوات المنتقدة لهم، حيث طالبت بعض الدوائر السياسية والأوساط الأكاديمية والإعلامية تطويق نشاطهم. وأصبحت أهدافهم الحقيقية اليوم مكشوفة أمام أنظار الجميع، “أهداف ليست كما يصورونها على أنّها انتصار للدين، بل هي تسعى للوصول إلى كرسي الحكم”، حسب تعبير الصاوي.

    ---------------------
    جدل: الإسلام السياسي وحتمية نهايته
    كل أقنعة الحرية والديمقراطية سقطت في شوارع بغداد وأفغانستان ولبنان وسوريا وليبيا، وبرزت لغة القمع والقتل الممنهج على الدين والهوية والمذهبية.
    العرب [نُشر في 30/04/2014، العدد: 9544، ص(13)]

    الإسلام السياسي يغوص في ثنائية التكلس الفكري وسياسة الأرض المحروقة

    كامل النجار

    الإخوان المسلمون والمخابرات الغربية


    بعد هروب الإخوان من مصر، استقر سعيد رمضان في الخرطوم بجوازه الدبلوماسي الأردني، ولكنه قرر في عام 1959 الرحيل مع عائلته إلى سويسرا.

    وفي عام 1960 أخبر لجنة بناء مسجد ميونخ أنه ذاهب لآداء فريضة الحج، وسوف يحضر معه المبلغ المطلوب لبناء المسجد. وكانت التقديرات الأولية حينئذ تقدّر بحوالي 1.2 مليون مارك ألماني.

    وفي ذلك العام اجتمع قادة الإخوان الذين كانوا قد فرّوا من مصر في وقت سابق، في المدينة بعد آداء فريضة الحج، للاتفاق على الخطوات المتاحة أمامهم للاستفادة من الغرب.

    في نفس الوقت ظهرت في ميونخ مجموعة تحمل اسم “جماعة الإسلام” بقيادة أميركي أسلم وانتحل اسم أحمد كمال، كان يحصل على تمويلات من طرف “السي آي آي”، لتقوية سعيد رمضان في وجه المخابرات الألمانية وجنودها من القوقاز. وكي ترفع المخابرات الأميركية من قدر سعيد رمضان، فقد مولته ليدعو إلى مؤتمر أوروبيّ إسلامي في ألمانيا.


    يوسف هريمة


    الفكر الطائفي وجدلية الدين والسياسية


    إن تاريخنا جزء من مسار إنساني، تفاعلت فيه جدلية الدين والسياسة، وحركت مساره نحو اتجاهات مختلفة. ولم تقف عند تاريخنا فحسب، بل تجاوزته لتحمل إلى عالمنا المعاصر الأسئلة نفسها، والهواجس عينها.

    وعلى الرغم من أن الدولة المعاصرة، خاصة في بعدها الغربي، تجاوزت كل هذه التساؤلات والإشكالات، حين فصلت الكنيسة عن السياسة، ولم تفصل جانب الدين عن الحياة، كما يظن البعض.

    ويزداد الأمر وضوحاً، ونحن نحيا وسط عالم معاصر بكل تناقضاته وإشكالاته، حيث تبرز هذه الجدلية بشكل واضحٍ في استعمالات الساسة والقادة والمنظرين السياسيين، في عالم سيطرت عليه القطبية الأحادية؛ ذلك العالم المدفوع من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة، والذي يحيلنا مباشرةً إلى الحملات الإمبريالية.

    سقطت كل أقنعة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في شوارع بغداد وأفغانستان ولبنان وسوريا وليبيا، وبرزت لغة القمع والقتل الممنهج على الدين والهوية والمذهبية.


    هريمة: تبرز هذه الجدلية بشكل واضحٍ في استعمالات الساسة والقادة والمنظرين السياسيين، في عالم سيطرت عليه القطبية الأحادية


    عبدالقادر الخاضري


    العام والخاص والديني والسياسي


    إن الدين حاجة إنسانية، فردية واجتماعية. ويجيب الدين عن الأسئلة التي يطرحها الإنسان وهو عاجز عن الإجابة عنها، وهي كثيرة ومتنوعة، ولا تتعلق فقط بالظواهر الطبيعية، وإنما تتجاوز ذلك إلى تعقيدات الحياة والعلاقات الاجتماعية وكذلك الوضعيات الفردية.

    والسياسة حاجة إنسانية اجتماعية، يصعب، وربما يستحيل، تصوّر أيّ تنظيم للعلاقات الاجتماعية في مجتمع ما من خارجها. بمعنى أنّه لابد من الخضوع لعلاقات التنظيم والتحكم، وتحديد ما هو عام ومشترك بين أفراد المجتمع وتنظيم العلاقة بين هذا العام المشترك والخاص الفردي. أي بين الدين والسياسة.

    ومن هنا تتأتّى ضرورة التمييز بين العام والخاص في مجال الحياة. فالعام هو المكشوف والمعلن وهو السياسة، أما الخاص فهو المكتوم والفردي وغير القابل للتعميم. يعني أن الإيمان بالدين مسألة تخص الفرد، أما تشريع القوانين فمسألة تهم الجميع.


    هاشم صالح


    الأصولية الظلامية والمعركة التي لابد منها


    في وقت تسيطر فيه مشكلة الأصولية والأصوليّين على العالم كلّه، لا أجد لي عزاء إلاّ أن أغطس في الزمن وأعود إلى الوراء لكي أرى كيف حلت أوروبا مشكلتها مع اصوليتها. كنت قد قلت في أكثر من مكان، أنّ مشكلة الأصولية هي أم المشاكل.

    ولن يستطيع المثقفون العرب أو المسلمون تشخيصها وعلاجها إلا بعد مرور زمن طويل. لأنّها سوف تستغرق خيرة جهودنا طيلة هذا القرن أو حتى منتصفه على الأقل. هناك مشاكل ليس لها حل في المدى المنظور.

    وينبغي أن نفهم ذلك. إنّها من الضخامة والاتساع، بحيث أنّها تتجاوز مقدرة جيل واحد، وإنما يلزمها مرور عدة أجيال من أجل الإجهاز عليها أو التخلص منها.

    ولكن هذا لا يبرر لجيلنا أن يقف مكتوف الأيدي أمام ما يحصل. فالمشكلة لن تنحل من تلقاء ذاتها، وإنّما ينبغي أن يضطلع بها المفكّرون من كافّة الاختصاصات والمشارب.


    الحملاوي: اليوم نشاهد الارتباط القوي بين صحوة الإسلام السياسي وقتل الأبرياء باسم الدين


    عزام يونس الحملاوي


    الإسلام السياسي وحتمية نهايته


    وصف المتأسلمون ظاهرة انتشار الإسلام السياسي بـ“الصحوة الإسلامية”، وكأنّ الإسلام الديني قد كان في سبات قبلهم وهم من أيقظه.

    والمقصود هنا؛ اليقظة السياسية للإسلام وليست الصحوة الدينية، لأنّ المسلمين قبل انتشار الإسلام السياسي كانوا أقرب إلى الإسلام وأكثر تدينا ممّا هم عليه اليوم في ظل الإسلام السياسي.

    فاليوم نشاهد الارتباط القوي بين صحوة الإسلام السياسي وقتل الأبرياء باسم الدين، لذلك أثارت هذه الصحوة ردود أفعال سيئة لدى الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، ليس ضد الإسلام السياسي فحسب، بل ضدّ الدين الإسلامي أيضا.

    وإذا قارنّا بين تدين الشعب الإيراني الآن وتديّن الشّعب التركي المحكوم من قبل نظام علماني ديمقراطي، سنجد أنّ معظم الإيرانيّين ابتعدوا عن دينهم، بينما أقبل الأتراك عليه رغم الجذور الإسلامية التي تقود الحزب الحاكم الّذي تخلي عن فرض النظام الإسلامي. إنّه انتشار مزيف، وهو الّذي يسبق موت الأيديولوجية لتلك الفئة التي تتخذ من الإسلام ذريعة لتحقيق أهدافها
                  

05-05-2014, 05:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاخوان فى مواجهة العالم .....ردود فعل الاخوان على قرار السعودية (Re: الكيك)

    الإخوان المسلمون” . . الحقيقة والنشأة والنظام والأفكار … (الحلقة الأولى)
    تاريخ النشر: 05/05/2014
    د . يسري العزباوي
    منذ اللحظات الأولى لنشأة الجماعة، وهي مثار للجدل الواسع ليس فقط بين أروقة وجنبات الدولة المصرية، ولكن أيضاً على مستوى العالم أجمع . فقد اتسمت الجماعة بالمراوغة والغموض في أهدافها وهيكلها المؤسسي، الذي لا يعلمه إلا عدد قليل من داخلها، وقد ترجمت هذه المراوغة في طبيعة التحالفات التي أقامتها منذ نشأتها حتى وصولها إلى سدة الحكم في مصر عبر ما يزيد على ثمانين عاماً من الزمان، فقد تحالفت مع الإنجليز تارة، ومع الملك تارة أخرى ومع السادات تارة ثالثة، وعقدت صفقة مع نظام الرئيس مبارك أحيانا ودخلت معه في صدام أحيانا أخرى . حتى إذا ما وصلت إلى الحكم تعاملت بمنطق (الصفقة أو التصادم) فكان الإخفاق أشد وطأة ليس على الجماعة فقط ولكن على الدولة الوطنية المصرية، والتي هددت في أركانها الثابتة لأول مرة في تاريخها الحديث، وهو ما لم يحدث في عهد الاحتلال البريطاني والفرنسي لمصر، حيث انقسم المجتمع، للمرة الأولى في تاريخه، على الأساس الديني والمذهبي، وتم استغلال الدين للتنكيل بالمعارضة أو من يختلف معهم في الرأي، وقامت الجماعة بالتحالف مع الجماعات الأكثر تشدداً وعنفاً قبل وبعد تركها للسلطة للتنكيل بالمعارضة، فانتشر الإرهاب في عموم الدولة المصرية، ولم تجد الدولة بديلاً سوى وضع الجماعة على قوائم الحركات الإرهابية تحت ضغط شعبي كبير .

    وصول الجماعة إلى الحكم هدد الأركان الثابتة للدولة المصرية وسياساتها

    أولاً: النشأة . . والصيرورة

    مر تنظيم الإخوان بمراحل عدة، كانت المرحلة الأولى في الإسماعيلية أثناء عمل حسن البنا في هذه المنطقة، واستمرت هذه المرحلة بين عامي 1928 و،1932 وخلالها كان التنظيم يدور حركة وفكراً حول حسن البنا . وصيغ في هذه المرحلة أول قانون ينظم الشكل الإداري والتنظيمي لهذه الجماعة، فصدر أول قانون تنظيمي للجماعة في ربيع الأول 1353 ه/ 1934م . وقد اختلفت الآراء حول المصادر التي اعتمد عليها البنا في بناء هيكل جماعته التنظيمي، فقد رأى البعض أن هذا التنظيم استلهم حسن البنا روحه عن الطريقة "الشاذلية" . والبعض الآخر رأى أن تنظيم الإخوان، خصوصاً التنظيم السري، قد اكتسبه حسن البنا بعد دراسة متعمقة للحركات السرية التي نشأت في الدولة الإسلامية في عهد بني أمية . وهناك رأي ثالث يرى أن حسن البنا استفاد مما جد من حركات في الغرب، عندما أوضح "أن المؤسسين اطلعوا على جميع الأنظمة التي تيسر لهم الاطلاع عليها، حيثما كانت، إسلامية أو غربية، درسوها دراسة دقيقة، وأخذوا منها ما يلائم "الدعوة" .
    * 1- الهيكل التنظيمي والتدرج داخل الجماعة:
    حددت المادة التاسعة من قانون النظام الأساسي لهيئة الإخوان المسلمين الهيئات الرئيسية بأنها المرشد العام، ثم مكتب الإرشاد العام، ثم الهيئة التأسيسية .
    أ- المرشد العام: هو الرئيس الأعلى للهيئة كما أنه رئيس مكتب الإرشاد العام والهيئة التأسيسية . أيضا حدد القانون السابق، الشروط التي يجب توافرها فيمن يختار مرشداً، فلا تقل سنه عن ثلاثين سنة هلالية، وأن تتوافر فيه الصفات العلمية والخلقية والعملية التي تؤهله لذلك . أما طريقة انتخابه فقد حددها القانون، حيث ينتخب من بين أعضاء الهيئة التأسيسية في اجتماع يحضره على الأقل أربعة أخماس أعضاء هذه الهيئة . ويجب أن يكون حائزاً لثلاثة أرباع أصوات الحاضرين، وإذا لم يحضر الاجتماع من يمثلون العدد القانوني أُجل إلى موعد آخر لا يقل عن أسبوعين، ولا يزيد على شهر من تاريخ الاجتماع الأول .
    ب- مكتب الإرشاد العام، تكون عقب اجتماع لمجلس الشورى العام دعا إليه المرشد وعقد بمدينة الإسماعيلية يوم الخميس 22 صفر 135ه/ 1933م . وتتمثل مهمة هذا المكتب في: أولاً، حراسة النظام العام للجماعة . ثانياً، الإشراف على الدوائر إشرافاً عاماً . ثالثاً، تنفيذ قرارات مجلس الشورى العام للإخوان ودعوته للانعقاد واتخاذ ما يلزم لذلك . رابعاً، حصر أعضاء الجماعة عموماً وتسهيل سبل الاتصال بين الدوائر والفصل في خلافاتها .
    ج- الهيئة التأسيسية: كانت تقوم مقام الجمعية العمومية في سائر التنظيمات الأخرى، لأن الجمعية العمومية الحقيقية للإخوان لا سبيل إلى اجتماعها، لأنها تبلغ ملايين عدة، ومن ثم استعيض عنها بالهيئة التأسيسية لعدم توافر الإمكانيات المادية لاجتماع جميع الإخوان .
    د- السكرتير العام: فهو يمثل مكتب الإرشاد العام والمركز العام للإخوان المسلمين تمثيلاً كاملاً في كل المعاملات الرسمية والقضائية والإدارية إلا في الحالات الخاصة التي يرى المكتب فيها انتداب شخص آخر بقرار قانوني منه .
    ه- أمين الصندوق: يقوم بأعمال ضبط أموال الهيئة، وحصر ما يرد منها وما ينصرف، ومراقبة كل نواحي النشاط المالي والحسابي، والإشراف على تنظيمها، وإحاطة المكتب علماً بذلك في فترات مناسبة وفي حالة غيابه أو تعذر قيامه بعمله ينتدب المكتب من بين أعضائه من يقوم بمهمته مؤقتاً .
    * 2- العضوية والشعب داخل الجماعة:
    وضعت الضوابط التي تحدد من هو العضو داخل الجماعة فهو كل مسلم عرف مقاصد الدعوة ووسائلها وتعهد بأن يناصرها ويحترم نظامها وينهض بواجبات عضويتها ويعمل على تحقيق أغراضها، ثم وافقت إدارة الشعبة، التي ينتمي إليها على قبوله . وعلى حسب مراعاة تلك القواعد السابقة كان الأعضاء يقسمون إلى فئات: مساعدين ومنتسبين وعاملين ومجاهدين .
    أما الشعبة فهي أصغر وحدة إدارية في الهيكل التنظيمي للجماعة، وقد بدأت تلك الشعب في التكوين منذ السنة الثانية لظهور الجماعة أي منذ عام 1929 .
    * 3- التنظيمات الإخوانية شبه العسكرية:
    اهتمت الجماعة منذ بداياتها الأولى بالإسماعيلية بالجانب العسكري الجهادي، إيماناً بمبدأ الجهاد الذي أقره الدين الإسلامي، ومن هنا كان الشعار الذي عبرت به الجماعة عن نفسها وعن مراميها: "الله غايتنا والرسول زعيمنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا" .
    أ- الجوالة: تعتبر فرق الجوالة من أقدم الأنظمة التي تكونت على مر تاريخ الجماعة، ولم تنشأ فرق الجوالة مرة واحدة . بل كانت مرحلة تالية لمرحلة سابقة لها هي مرحلة فرق "الرحلات"، وكما يرى البعض لم يكن هدف حسن البنا من فرق الرحلات هذه إلا تكوين فريق عسكري يحقق فكرة الجهاد في الإسلام .
    والجانب العسكري في تدريبات الجوالة ينقسم إلى أربع نواحٍ: الأولى منها تشمل التشكيلات النظامية وتأدية الحركات العسكرية بإتقان . والثانية استعمال السلاح وضرب النار بالبندقية والطبنجة وجميع ما يتبع ذلك ثم المناورات الحربية .
    ب- نظام الكتائب: بدأ هذا النظام يظهر إلى حيز الوجود كمرحلة تالية لنظام الجوالة، في خريف 1937م . ومن ناحية التنظيم فقد كانت الكتيبة تتكون من أربعين أخاً، وكانت الكتيبة تلتقي في ليلة معينة من الأسبوع لتمارس تدريباتها في تلك الليلة . أما بيعة الكتيبة فكانت مع الإمام الشهيد، ولم تكن تزيد على ثلاث كلمات: "العمل الطاعة الكتمان" .
    ج- التنظيم السري "الجهاز الخاص": اختلفت الآراء عن الفترة الزمنية التي تكون فيها الجهاز الخاص، فالبعض رأى أن الفكرة قد ولدت مع الدعوة في السنة الأولى لها . وقد تألف النظام الخاص من ثلاث شعب أساسية هي: التشكيل المدني، تشكيل الجيش وتشكيل البوليس، وألحقت بالنظام تشكيلات تخصصية مثل "جهاز التسليح" وجهاز الأخبار، وقد عمل الجهاز الأخير كجهاز استخباري للجماعة .
    * 4- التنظيم الدولي:
    تعود أول محاولة لإيجاد فرع خارجي لجمعية الإخوان إلى عام ،1933 حين نجح البنا في تشكيل شعبة للإخوان في جيبوتي، وقد اتخذ المؤتمر الثالث للجماعة (1935) قراراً بتعميم الدعوة في الخارج بمختلف الوسائل . وتوسع الإخوان في النصف الثاني من أربعينات القرن الماضي، عقب المؤتمر العام (1945) في إنشاء الفروع وتأسيسها خارج مصر . وشكل الإخوان قسم الاتصال بالعالم الخارجي، وتم تقسيمه إلى ثلاث لجان: الأولى لجنة الشرق الأدنى، وتضم البلاد العربية والشعوب الإسلامية في إفريقيا . ثانياً، لجنة الشرق الأقصى وتشمل دول شرق آسيا ووسطها . ثالثاً، لجنة الإسلام في أوروبا .
    ومنذ تأسيسه كانت كل خيوط التنظيم الدولي تبدأ وتنتهي عند الرجل الحديدي مصطفى مشهور، ولم يكن خافياً أن سلطته على هذا التنظيم كانت تفوق سلطة المرشد نفسه، سواء أكان عمر التلمساني أو محمد حامد أبو النصر . وإضافة إلى مشهور لا يمكننا إغفال دور سعيد رمضان في تكوين التنظيم الدولي للجماعة، فهو صاحب جهد كبير في هذا الصدد، حيث كان يتمتع بعلاقات قوية مع عدد من أنظمة المنطقة . كما هاجر بعد ذلك إلى أوروبا واستقر في سويسرا، حيث حصل على الجنسية السويسرية وأصدر مجلة "المسلمون" الشهيرة . كما أسس رمضان المركز الإسلامي في جنيف، الذي نجح في نشر الفكر الإخواني فيها، ليمتد التنظيم إلى أمريكا أيضاً حتى طال عدداً من الشخصيات المعروفة، مثل الأمريكي مالكولم إكس، الذي تأثر كثيراً بعلاقته برمضان فيتحول إلى عقيدة أهل السنة، ومن مركز جنيف الذي كان أول وأهم قاعدة للإخوان في أوروبا، انتشرت شبكة المراكز والمؤسسات الإخوانية الأخرى، وأهمها على الإطلاق المركز الإعلامي في لندن والمركز الإسلامي في ميونيخ بألمانيا .
    وحالياً، يعد طارق سعيد رمضان نجل سعيد رمضان وابن وفاء البنا ابنة حسن البنا أخطر رجل في التنظيم الدولي . كما يعد أيمن علي وإبراهيم الزيات، هما المسؤولان عن إدارة أموال التنظيم الدولي للجماعة ونقل الأموال للجماعات الجهادية والإسلامية في كل العالم . أما إبراهيم الزيات فهو ألماني الجنسية، مصري الأصل، يشغل منصب الأمين العام للمجلس الإسلامي بألمانيا، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإغاثة الإسلامية، ومقره لندن، أيضاً فهو عضو المكتب التنفيذي باتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا . ويضاف إلى الأسماء الفاعلة في التنظيم الدولي كل من أنس التكريتي وراشد الغنوشي وعصام الحداد وجهاد الحداد وأخيراً، إبراهيم منير، وهو الأمين العام للتنظيم الدولي .

    ثانياً: المنطلقات الفكرية للجماعة

    مازال لدى جماعة الإخوان المسلمين مواقف فكرية غامضة في العديد من منطلقاتهم، على الرغم من تناولها في كتابات حسن البنا أو شيوخ الجماعة . ويأتي على رأس هذه المواقف الموقف من عودة الخلافة، حيث تمثل جماعة الإخوان أحد أهم القوى المعاصرة التي تنادي بفكرة الخلافة وضرورة بعثها، وقد امتازت بأنها أقامت تنظيماً دولياً على نمط الخلافة المنشود . وتقول الوثيقة المعنونة "النظام العام للإخوان المسلمين" الإخوان المسلمون في كل مكان جماعة واحدة تؤلف بينها الدعوة ويجمعهم النظام الأساسي . وتهدف الجماعة إلى "إعداد الأمة إعداداً جهادياً لتقف جبهة واحدة . . تمهيداً لإقامة الدولة الإسلامية الراشدة" . وتوضح الوثيقة الهيكل التنظيمي الذي يقف على رأسه المرشد العام ومراقب عام في كل قطر والمراقبون أعضاء في مجلس الشورى العام"، ويتشكل مكتب الإرشاد العام من 13 عضواً، ثمانية أعضاء من مصر، وخمسة يراعي في اختيارهم التمثيل الإقليمي . والجميع في كل الأقطار ملزمون باتباع تعليمات مكتب الإرشاد العام حول الأهداف والسياسات العامة وموقف الجماعة من مختلف الاتجاهات والتجمعات والقضايا المنوعة، أما التفاصيل فمتروكة لإخوان الأقطار فأهل مكة أدرى بشعابها . وهكذا أقامت الجماعة خلافتها الخاصة بها على امتداد وجودها في مختلف الأقطار سعياً وراء إقامة دولة الخلافة .
    أما موقفها من الديمقراطية والدستور والأحزاب فيتضح من خلال أقوال شيوخهم، حيث أكد عمر التلمساني: "أننا نقف مع الأحزاب كلها موقف الاحترام الحر لرأي الآخرين، وإذا كنت حريصاً على أن يأخذ الناس برأيي، فلماذا أحرم على الناس ما أبيحه لنفسي؟ كما يقول محمد حامد أبو النصر في حديثه لمجلة "العالم" الذي تصدّره عنوان "نريدها ديمقراطية شاملة وكاملة للجميع" . وأما فريد عبدالخالق في كتابه "الإخوان المسلمون في ميزان الحق"، فيفرد الباب الثاني ل "فكر ومفاهيم الجماعة"، وتحت عنوان "دعائم الحكم الإسلامي"، يقول: فإذا تعذر وقامت المصلحة العامة بقيام التعددية الحزبية فإن الإسلام يسعها" .
    وفي الواقع، فإن ما حدث بعد ثورة 25 يناير، هو عكس كل الثوابت والتصريحات التي خرجت من الجماعة، فالديمقراطية والتعددية والحزبية التي نادت بها الجماعة وآمنت بها فعلت عكسها تماما، وأظهرت الجماعة ما بطنته خلال مرحلة ما قبل الثورة . فقد أدت التطورات التي صاحبت الثورة إلى فتح الباب أمام صعود التيارات الإسلامية التي قفزت على الثورة برغم أنها ظلت معادية لها وتنادي بالطاعة لولي الأمر (مبارك) حتى سقوطه . وهذه التيارات المحافظة والمعادية لحقوق المرأة والأقباط بدأت في الهجوم على حقوق المرأة التي حصلت عليها فعليا، مثل قانون الخلع والحريات الشخصية، أو التي ناضلت من أجل الحصول عليها في مجال العمل أو المشاركة في القيادة السياسية والإدارية .

    ثالثاً: خريطة معرفية لعمليات العنف التي قامت بها الجماعة

    لقد شكلت قضية موقف الإخوان من العنف والإرهاب مرتكزاً أساسياً لأغلب الدراسات التي كتبت في تاريخ الإخوان، جلّها حملت مبررات عديدة لهذا النوع من استخدام العنف في السياسة .
    * 1- نماذج من عمليات الإرهاب التي قامت بها الجماعة:
    فعندما صدر قرار حل الجماعة بتاريخ 8 ديسمبر سنة 1948 أرفقت به مذكرة تفسيرية تورد بعضاً مما ارتكبته الجماعة من أعمال إرهابية، ورد مرشدها العام -آنذاك- حسن البنا، بمذكرة مضادة على طريقة "ومن خدع الحرب أن يضلّل المسلم عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه فيقتله"، وهي أحد تعبيرات البنا الشهيرة، ولكن المرشد لم يدرك ساعتها أن بعضاً من رجاله سوف يأتون في زمن لاحق فيذكرون الحقيقة كاملة ليضعوه بعد رحيله بسنوات عدة في مأزق الاتهام بالكذب .
    ومن نماذج عمليات الإرهاب التي قامت بها جماعة الإخوان، حوادث إلقاء قنابل انفجرت في عدة أماكن بمدينة القاهرة في عام ،1946 واستهداف "القاضي أحمد الخازندار بك" وكيل محكمة استئناف القاهرة، وقتل أحمد ماهر باشا في ،1945 ومحاولة قتل الرئيس عبد الناصر في 1954 . وفي عام 1982 تعاظم دور الإخوان في تشكيل ظاهرة "الأفغان العرب"، والتي كانت النواة الأساسية لما يعرف اليوم بتنظيم القاعدة بعد عام ،1982 حيث جرى الاتفاق الشهير بين الهارب آنذاك مهدي عاكف، مسؤول لجنة الاتصال بالعالم الخارجي، وبين الأمريكان، على أن يقوم الإخوان بمساعدة الولايات المتحدة في تنفيذ أهدافها في أفغانستان بالمساهمة في إخراج السوفييت، على أن يقوم الأمريكان برد الجميل عن طريق تسهيل إنشاء مراكز للجماعة في أوروبا، ولكن ليس تحت اسم الإخوان مباشرة، وبالرغم من إدانة الإخوان -العلنية- للعمليات التي قام بها العائدون من أفغانستان، إلا أن الجميع كان يعلم أن تلك الإدانة ما هي إلى تغطية مفضوحة لدورهم المشبوه في التأسيس لهذه الظاهرة .

    * 2- خريطة الجماعات الإرهابية المرتبطة بالإخوان:
    كانت هناك الكثير من التأكيدات أن الجماعة ارتبطت بشكل وثيق مع الجماعات الجهادية في مصر . وقد انتقلت بعض التنظيمات الجهادية إلى عدد من المحافظات المصرية عقب التضييق عليها في سيناء، وهو ما يمثل خطراً داهماً على مصر خلال المرحلة المقبلة . وتتشكل خريطة التي أعلنت عن نفسها بعد عزل مرسي مما يلي:
    * 1- الجماعات الإسلامية: وهي تقوم بتكفير كل من لا يقيم شرع الله، وتتركز هذه الجماعات بالمنطقة الحدودية خاصة مركزي رفح والشيخ زويد، ويدخل ضمن هذه المدرسة أسماء تنظيمات مثل "التكفيريين"، و"التكفير والهجرة"، و"تنظيم الرايات السوداء"، الذي أعلن عن نفسه عقب ثورة 25 يناير .
    * 2- الرايات السوداء: هي إحدى الجماعات الإسلامية المتواجدة في سيناء . وقد بدأت نشاطها في "وسط سيناء" و"الشريط الحدودي"، وأعلنت عن نفسها في "العريش"، وهي جماعات تتبنى أفكاراً قائمة على تكفير الحاكم الذي لا يطبق شرع الله، وتنسحب على من دونه من أركان نظام حكمه، وصولاً إلى قاعدة المجتمع البعيدة عن شرع الله، ونشطت هذه الجماعة في عقد التسعينات . ويمكن القول إن هناك تشابهاً كبيراً في أفكار الجماعات التكفيرية المختلفة، وذلك دون أن يجمعها إطار تنظيمي واحد .
    * 3- جماعة التوحيد والجهاد: تأسست هذه الجماعة عام 2002 على يد الطبيب خالد مساعد (لقي مصرعه في مواجهه أمنية)، وتعتنق فكراً تكفيريا جهادياً قائماً على التوسع في عملية التكفير . وقد قامت عناصر هذا التنظيم بعمليات إرهابية عدة من قبل في المدة بين عامي (2004 2006)، استهدفت من خلالها بعض المناطق السياحية بمنطقة جنوب سيناء، خاصة تلك التي يتردد إليها سائحون من "إسرائيل" (طابا/ شرم الشيخ/ دهب) . ومن أشهر قادة عناصر هذا التنظيم حاليا "حمادة أبو شتية"، والذي سبق ضبطه في الأحداث المنوه عنها، وقد تم إخلاء سبيله"، وكذا "أبو منذر الشنقيتي"، والذي أصدر فتوى بتكفير الرئيس محمد مرسي وحكم الإخوان .
    * 4- السلفية الجهادية: مجموعة جهادية تنتهج الفكر القطبي القائم على التكفير وعلى صلة بالتنظيم الأم في غزة بقيادة أبو الوليد المقدسي (هشام السعدني)، والذي لقي مصرعه مؤخراً إثر قذف من قوات الاحتلال . وقد أعلنت تلك الجماعة عن نفسها في أعقاب وفاة 6 من عناصرها في مواجهة مع القوات المسلحة القائمة على تنفيذ العملية "نسر" .
    * 5- مجلس شورى المجاهدين (أكناف بيت المقدس): سبق أن أعلنت مسؤوليتها عن إطلاق صاروخين "غراد" على مدينة إيلات في "إسرائيل"، وأنها تمتلك أسلحة ثقيلة . وتبنت الجماعة نفسها التفجير الأخير لخط الغاز قرب مدينة العريش .

    * 6- "أنصار بيت المقدس" مخزون الإخوان الاستراتيجي: تمثل تحولاً خطراً في أسلوب الأعمال والجماعات الإرهابية التي شهدتها مصر على مدار تاريخها الحديث، فقد اتسمت عملياتها بالانتقال من الأطراف في سيناء إلى داخل القطر المصري في قراه ومدنه حتى وصل إلى العاصمة القاهرة، لتشهد تفجيرات انتحارية وسيارات مفخخة لم يعهدها المصريون حتى في أصعب فترات الإرهاب التي مرت بها مصر . لذلك، أصبحت جماعة "أنصار بيت المقدس"، مثار جدل كبير على الأصعدة كافة، لا سيما مع تزامن نشاطها مع سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما أثار الاتهام بوجود علاقة ما بين الجماعتين، بل ذهب البعض إلى أن جماعة أنصار بيت المقدس ما هي إلا ميليشيات تتبع القيادي الإخواني خيرت الشاطر .


    وأخيراً، هناك جماعات أخرى لا تعلن عن نفسها تنظيمياً، حيث تظهر في صورة مجموعات صغيرة من الإسلاميين، تواظب على الاجتماع بشكل منظم، وتعد الأكثر خطراً بين الجماعات الإسلامية، لأنها يسهل تنشيطها للعمل المسلح ودفعها لتنفيذ عمليات تخريبية بمجرد وجود من ينظم أفكارها أو يوفر لها الدعم، سواء من ناحية التمويل أو التدريب، وبالتالي يمكن استغلالها بسهولة في تنفيذ عمليات ضد أي أهداف داخل سيناء أو خارجها، وقد تكون متورطة في العملية الأخيرة التي استهدفت رجال الشرطة في القاهرة وبعض محافظات الدلتا، لأنها عملية نوعية مقارنة ببقية العمليات التي استهدفت قوات الأمن بسيناء خلال الأشهر الماضية .

    * خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
    ا

    ------------------------


    الإسلام السياسي 'المدجج' بشعارات الهوية يسقط في امتحان الحكم
    فشل الإخوان في الحكم يعود إلى افتقاد الإسلاميين لبرامج اقتصادية واجتماعية واضحة.
    العرب [نُشر في 02/05/2014، العدد: 9546، ص(13)]

    تبين للشعوب أن شعارات الإخوان مجرد حبر على ورق

    أثارت الإفرازات التي ظهرت بعيد سلسلة المتغيرات المسماة ربيعا عربيا، والمتمثلة في تصدر الإسلام السياسي أغلب الواجهات (خاصة مسكه بالسلطة)، انتباه العديد من المراقبين والباحثين ودفعتهم إلى تناول جذور تكون أحزاب الإسلام السياسي وكيفية وصولها إلى السلطة وطبيعة هذا الوصول والتطلع إلى أفقها بعد التحولات العميقة التي تحدث في الرقعة العربية. في هذا المبحث توغل الباحث إبراهيم أمهال في سبر أغوار الإسلام السياسي وفتح ملف فشل الإسلاميين في إدارة الشأن العام بعد وصولهم إلى السلطة، وذلك في دراسته عن «الإسلاميين: من شعارات الهوية إلى إكراهات الواقع».

    أجمعت كل القوى السياسية والمدنية ومعظم المراقبين والباحثين على فشل ذريع لحركات الإسلام السياسي في اختبار الوفاء لشعارات الشعوب المنتفضة وشأنها العام واليومي وقضاياها المصيرية.

    ويعود ذلك حسب الباحث إلى طبيعة تكون الجماعات الإسلامية (وخاصة الإخوان المسلمين) التي تتميز بنيتها بالانغلاق. فهذا الفشل في الحكم لا يعزو أن يكون سوى “وجها من وجوه العجز الذي يعكس جمود شعارات الإسلام السياسي الساكنة والصالحة فقط للاستقطاب والإعتراض والتي لا تنفع في التدبير والبناء”.

    شعار «البديل الإسلامي» جعل فقط للاستقطاب ولا يعبر فعلا عن مشروع سياسي بديل

    مفارقة الظاهر والباطن

    يؤكد إبراهيم أمهال في الجزء الأول من دراسته على مفارقة أساسية تلازم فكرة الإسلام السياسي. فهي حركات تنتمي زمنيا وماديا إلى القرن العشرين (الزمن الذي نشأت فيه)، لكن الفكرة التي ترتكز إليها هذه الحركات تعود إلى عدة قرون إلى الوراء. ويبقى النعت الذي يراه أمهال ضروريا لتوصيف الإخوان المسلمين في هذا السياق هو أنها حركات “ردة فعل” لا غير، نظرا للحادث الطارئ الذي أخل بتوازن جغراسياسي في المنطقة وهو انهيار الدولة العثمانية.

    ورغم أن خطاب هذه الحركات الإسلامية بقي “تراثيا ومشبعا بالمفاهيم والنماذج التاريخية القديمة”، إلا أن التنظيمات الإسلامية وخاصة الإخوان تمثل “تنظيمات حديثة بكل معنى الكلمة، وتتوسل بأنواع التقنيات المتوفرة وتشتغل عموما داخل الأطر القانونية والدستورية للدولة القطرية الحديثة وتسعى إلى الفوز في الانتخابات. ورغم هذه الأقنعة الحديثة التي تم تلبيسها بمفردات تراثية، فإن هذه الحركات سرعان ما يتم التنازل عنها تحت ضغط واقع سيرورة التحديث مع تغليفها ببعض الفتاوى التي تحافظ على رصيد استعلائها المعنوي”.

    ويعود الباحث المغربي إبراهيم أمهال إلى تاريخية ظهور حركات الإسلام السياسي وتفشي أفكارها داخل المجتمع العربي متتبعا الخيط الأول لظهورها وهو “انهيار تحالف الأعيان مع الاستعمار وصعود طبقة من المتعلمين الوطنيين للسلطة بعد خوضهم معارك التحرير ضد المستعمر. وبرزت مع هذه الطبقة الأيديولوجية القومية العربية والماركسية والبرجوازية، في حين بقيت النواتاة الإسلامية خارج دائرة التاريخ في ذلك الوقت”. وقد استغلت جماعة الإخوان المسلمين ضعف نسب النمو والانسداد الاقتصادي والاجتماعي وتراكم أجيال من المتعلمين العاطلين، “فأضحى الاحتجاج الديني وجها آخر من أوجه الاحتجاج الاجتماعي، نظرا للرؤية الخلاصية التي ترى أن سبب الأزمات هو الفساد الأخلاقي”.

    ورطة الوصول إلى السلطة

    يعتبر إبراهيم أمهال أن فشل حركات الإسلام السياسي التي مسكت بالسلطة (الإخوان) وسقوطها المدوي على وقع ثورات ثانية مثلما هو الحال في مصر، مرده الأساسي هو عدم ممارسة هذه الأحزاب للسياسة الحقيقية، أي افتقادها لبرنامج اقتصادي واجتماعي عملي يلبي حاجيات الجماهير. فبقطع النظر عن توصيفه لتداعيات وصول الإسلاميين إلى السلطة في السودان من تقسيم وتفتيت لوحدته الترابية والحروب الأهلية التي عمت البلاد، فإن الباحث المغربي يؤكد أن وجود الإخوان في معظم الأقطار العربية لم يكن سوى حضور لتفعيل دور سياسي معين ومطلوب من قبل الأنظمة، إما لمشاركة ظرفية أو إقصاء ظرفي سرعان ما ينقضي الغرض منها حسب الظروف. وبذلك فقد عجزت هذه الحركات على التجاوب ـ وهي في السلطة ـ مع تطلعات الجماهير الأولى التي خرجت في تونس ومصر واليمن مطالبة بنقاط واضحة تتمحور جلها حول العدالة الاجتماعية والحريات والديمقراطية…إلخ.

    بل إن صعود الإسلاميين إلى السلطة يعود أساسا إلى تراكم “التحولات الثقافية والاجتماعية بهدوء في العمق، وهذه سنة التاريخ. فقد كانت الأنظمة السياسية السابقة أشبه ما تكون بسدود تجمع المياه التي تصل حدّا غير قابل للحصر، فتتهدم بعد ذلك تحت وطأتها”.

    وقد استغلت الحركات الإسلامية بشكل جيد الفراغ الذي أحدثته السياسيات الرسمية العربية السابقة وذلك بخلق امتدادات هنا وهناك كمحاولات للتمكن من قوة موزعة وغير بارزة بوضوح كي لا يتم تتبعها. لكنها في الأخير، ورغم هذا الانتشار الذي مكنها ظرفيا من الوصول إلى السلطة، إلا أنها فشلت في إثبات امتلاك مشروع بديل تتمكن من خلاله من تعويض السلطة السابقة. لكن شعار “البديل الإسلامي” الذي كانت ترفعه الحركات الإسلامية لم يكن سوى ورقة توظف لإضفاء شرعية على النزاع مع السلطة حول السلطة ذاتها.

    سرعان ما تزول حركات الإسلام السياسي لأنها لا تقاوم حركة التحديث السريعة

    المستقبل وحتمية المراجعة

    يؤكد صاحب البحث حول “الإسلاميين بين شعارات الهوية واكراهات الوظيفة” على أنه بسبب الإسلام السياسي فإن مسيرة التحديث تعتبر اليوم “عسيرة جدا”، فقد تظافرت فيها عوامل العجز الداخلي الموروث عن الانحطاط، وعوامل التدخل الخارجي القاهر “فولدت ردود أفعال اجتماعية وتشنجات فكرية تعكس حالة الاضطراب والتحول القسري الذي انعكست آثاره على المجتمعات والأنظمة والتيارات الفكرية والسياسية. وكان الإسلاميون الفصيل الأكثر تجسيدا لأزمة الاصطدام بين عناصر الأصالة والحداثة من حيث تقابل القيم الثقافية والمقولات التراثية مع الوسائل والتنظيمات الحديثة”. فبناء الدولة حسب إبراهيم أمهال، وبناء نظم الاجتماع وقواعد الثقافة والقيم المشتركة هو الضرورة الأولى قبل التنافس الانتخابي الذي لا يستوي “في وضع الطائفية الدينية والاحتراب الداخلي وتفكك البلد”.

    ويشترط أمهال في تحقيق هذه الآفاق المستقبلية، ضرورة إعادة الأولويات بشكل يجعل من سؤال النهضة أولى التحديات (وليس التنمية كما يدعي الإسلام السياسي).

    كما يتطلب سؤال الحداثة الحفاظ على المكتسبات القائمة (رغم هشاشتها وتهديدها من قبل الإسلاميين) والحفاظ على الدولة ومؤسساتها وعدم الاضرار بمقوماتها (عكس الطموح الإخواني)، “فالدولة القائمة وإن كانت من منتجات التقسيم الاستعماري، إلا أنها وفرت فرصا لزرع نوى مؤسسات وتحقيق مايشبه الهوية الوطنية، ولا يمكن تعويضها إلا بتقويتها ثم تجاوزها نحو الأفضل إذا توفرت شروط ذلك بأشكال الوحدات الإقليمية على أسس واضحة وبطرق إرادية تشاورية”.

    ويختم إبراهيم أمهال دراسته بالإشارة إلى أن معركة التحديث في وجه الجماعات الإسلامية ليست آخر معركة لتحرير الإنسان. فكل الثورات وإن طالبت بالعدالة والتحرر والديمقراطية، إذا لم يكن هدفها الإنسان فإنها مجرد اهتزازات بشرية لا أكثر.

    ---------------------------


    تسجيل صوتي مسرب يكشف 'تآمر' أمير قطر السابق على السعودية ومصر
    مراقبون يرون أن الأثر الكبير لتسريب هذا التسجيل سيكون على ثقة السعوديين في النظام القطري الحالي وأيضا على تماسك الأسرة الحاكمة في قطر.
    العرب [نُشر في 05/05/2014، العدد: 9549، ص(1)]

    التسجيل المسرب من شأنه أن يفقد ثقة الرياض في الدوحة

    تونس- أثار تسجيل صوتي جديد منسوب لأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني يتحدث فيه عن خطة لإزعاج السعودية وإرباكها وبعض الدول العربية الأخرى، جدلا واسعا، وضجة غير مسبوقة في السعودية ودول عربية أخرى مُرشحة لأن تتفاعل خلال الأيام القادمة.

    ودفع هذا الجدل الذي تحول إلى ما يُشبه السجال على شبكات التواصل الاجتماعي،العديد من المراقبين إلى التوقف أمامه في مسعى لمعرفة مغزى تسريب هذا التسجيل في هذا الوقت بالذات الذي تتجه فيه الأنظار نحو القمة الخليجية المرتقبة.

    وكشف هذا التسجيل الذي وُصف بالصادم وأثار غضب الشعب السعودي عن خطة لأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني بحثها مع العقيد الليبي معمر القذافي خلال لقاء جمعهما، تضمنت “مؤامرة”على السعودية وعدد من الدول العربية.

    ويرى مراقبون أن هذا التسجيل الصوتي المُسرب لن تكون له تداعيات كبيرة على صعيد تفاصيل جدول أعمال القمة الخليجية التشاورية المرتقبة في شهر مايو الحالي حيث أن السعوديين تسلموا حال سقوط نظام القذافي تسجيلات عدة وملفات مختلفة تتعلق بنشاط القذافي المضاد لهم وقد قام مسؤولون سابقون وثوار ببيع هذه الملفات أو تقديمها كبادرة حسن نوايا تجاه السعوديين. كما تمت مباحثات بين السعودية وقطر حولها.

    ويرى مراقبون أن الأثر الكبير لتسريب هذا التسجيل سيكون على ثقة السعوديين في النظام القطري الحالي وأيضا على تماسك الأسرة الحاكمة في قطر لسببين إثنين أولهما أن التسجيل تضمن جملة من المواقف الخطيرة التي تمس أمن واستقرار السعودية وبقية دول المنطقة، بينما الثاني يتعلق بأن الذي سرب التسجيل هو من الأسرة الحاكمة وكان من صناع القرار القطري حتى تمت إزاحته مع والده الأمير الذي أطيح به في انقلاب عام 1995 ويعني نشر التسجيل عبر الشيخ عبدالعزيز بن خليفة آل ثاني أخ الأمير السابق وعم الحالي مؤشرا مهما حول تفاقم الخلافات في البيت القطري.

    ويُظهر هذا التسجيل أمير قطر السابق وهو يخاطب العقيد الليبي معمر القذافي مؤكدا أن “قطر هي أكثر دولة سببت إزعاجا للسعودية”.

    ولا يكتفي بهذا التأكيد، وإنما يُضيف قائلا “لولا ارتفاع أسعار النفط الذي حصل في السبع سنوات الماضية، أقسم بالله إنه ما كان ليكون هناك شيء اسمه سعودية أصلا، فنحن الذين خلقنا قناة الحوار في لندن ونحن الذين نغذي قناة الجديد في لبنان”، على حد تعبيره.

    وتابع “إذا أعطانا الله عمرا، بعد 12 سنة لن تصبح عائلة آل سعود موجودة، وتذكروا كلامي هذا، وأشك.. أشك.. أشك… شكا كبيرا أن ترى الأسرة السعودية، بعد الـ12 سنة القادمة، هذا مستحيل، مستحيل”.

    ويواصل أمير قطر السابق في هذا التسجيل الصوتي الجديد الذي يُعتقد أنه تم في العام 2008 قبل القمة العربية التي استضافتها العاصمة السورية في أواخر مارس 2008، هجومه على السعودية وعدد من الدول العربية الأخرى قائلا “الذين ينسقون مع السعوديين، هم الناس الذين ليس عندهم كرامة، مثل مصر والأردن”.

    ولا يتوقف عند هذا الأمر بل يذهب بعيدا ليقول”… وبالذات مصر،..مصر والسعودية الدولتان الرئيسيتان اللتان تحلتا بالخزي للعرب”،على حد قوله، ثم يُعرج على الإمارات العربية قائلا “الإمارات عندها مشكلة مع السعودية، وستخترب علاقتهما إلى الأبد”.

    ولفت مراقبون إلى أن من المفارقات التي كشفها هذا التسجيل الصوتي أن أمير قطر السابق قال في الدقائق الأخيرة من التسجيل “نحن نسجل ما عمله السعوديون ضدنا، وعندنا نفس طويل.. على أساس أننا عندما ندشن عملية اشتباك، سنقول لهم أنتم بدأتم، وهذه تسجيلات ضدكم”.

    ولكن يبدو أنه وقع في الحفرة التي حفرها لينطبق عليه المثل القائل “من حفر حفرة لأخيه وقع فيها”، لاسيما وأنه يُعتقد أن أحد أفراد الأسرة الحاكمة القطرية هو الذي سرب هذا التسجيل، ما يشير إلى احتدام الصراع داخل الأسرة الحاكمة القطرية وتصاعد خلافاتها حول الموقف من السعودية.

    وكانت “العرب” أكدت في وقت سابق وجود خلافات حادة ومتصاعدة بين الأمير القطري الأب حمد، والأمير الابن تميم حول التعاطي مع أزمة سحب السفراء، وهي خلافات تُنذر بقرب المواجهة بين الحرس القديم وعلى رأسه الأمير الوالد والحرس الجديد بقيادة الأمير تميم الذي يتبرم في اجتماعاته الخاصة من تدخل والده وإرغامه على سحب تعهداته للخليجيين بتغيير الموقف من السعودية ومصر ووقف تدخلات الدوحة في شؤون جاراتها الخليجية.

    ولم تعد الخلافات داخل الأسرة الحاكمة في الدوحة خافية على المتابعين للشأن القطري، حيث تتالت التقارير التي تكشف حدة تلك الخلافات، لكن اللافت في هذا التسجيل الصوتي المُسرب هو أن حكام قطر كانوا منذ مدة يخططون لمثل هذه الأزمات في المنطقة، وذلك من خلال استهداف مصر والسعودية، وصولا إلى الإمارات العربية في سياق خطة ممنهجة.

    ويعرف القاصي والداني أن قطر لعبت الدور الأخطر في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وهي تعمل حاليا بخطى محمومة بوهم إرباك الوضع في مصر والسعودية خوفا من ارتداد العاصفة عليها.

    غير أن اللافت أيضا هو أن هذا التسجيل الصوتي لم يكشف تآمر قطر فقط، وإنما كشف غدر حكام الدوحة الذين تعاونوا ونسقوا مع العقيد الليبي معمر القذافي لضرب بعض الدول العربية الأخرى، ومنها السعودية، ثم فجأة انقلبوا عليه وطعنوه في الظهر.

    وربما لم يكن يدور في خلد حكام قطر أن تنفجر هذه الفضيحة الجديدة في هذا الوقت بالذات الذي تستعد فيه دول مجلس التعاون الخليجي لعقد قمتها التي ستبحث فيها مدى التزام الدوحة بتعهداتها السابقة، ولكن ذلك لا يمنع القول إن هذا التسريب الجديد لا يُعد مستغربا في الوقت الذي تدار فيه مباحثات ومفاوضات لتنفيذ وثيقة الرياض والتي وافقت عليها الدوحة أن يتم التسريب مما رآه البعض من المراقبين على أنه ضغوط على الدوحة ورأته أوساط أخرى حدثا طبيعيا ضمن الصراع الداخلي في قطر بين أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر..

    ----------------------


    قطر تضع قائمة بأسماء الإخوان ومراكز البحث المحرضة على دول الجوار
    مصادر: الدوحة تقوم الآن بتطبيق خطة تشمل إعداد قائمة بالشخصيات الإخوانية المطلوبة أو التي لها علاقة بالنشاط ضد دول الخليج ومصر.
    العرب [نُشر في 03/05/2014، العدد: 9547، ص(1)]

    مراقبون: تطبيق حزمة الشروط الخليجية يجنب الدوحة حرب خاسرة مع جيرانها

    الدوحة – قالت مصادر قطرية إن الدوحة شرعت في تطبيق تفاصيل اتفاق الرياض الذي يقوم في أساسه على عدم تقديم أي دعم أو تسهيلات للإخوان المسلمين على الأراضي القطرية، فضلا عن وقف التحريض على دول الجوار الخليجي ومصر.

    يأتي هذا وسط حديث عن مغادرة قيادات إخوانية أو إسلامية متحالفة معهم للدوحة باتجاه تركيا، وذلك كخطوة حسن نية من قطر تجاه جاراتها.

    وذكرت المصادر أن الحكومة القطرية أبلغت الجهات المختصة بالتعاون والتعامل مع الأطراف التي تشملها ما نصت عليه وثيقة الرياض كل بما يخصه بإعداد قائمة بالمراكز والشخصيات التي يشملها القرار القطري بتطبيق وثيقة الرياض.

    وأضافت أن لجنة خاصة في وزارة الخارجية القطرية طلبت من الجهات الحكومية والتي ترتبط بالحكومة رغم أهليتها بأنها توقف أية مشاريع مستقبلية تضم الإخوان المسلمين أو مشاريع ندوات ومؤتمرات وورش عمل لها علاقة بحركات التغيير وما يمس الاتفاق الخليجي.

    وكانت السعودية والإمارات والبحرين رفضت أية محاولة للمصالحة مع قطر أو إعادة السفراء إلى الدوحة قبل أن تقدم القيادة القطرية على تنفيذ ما تعهدت به في اتفاق الرياض في السابع عشر من أبريل.

    وأشارت المصادر إلى أن الجهات المختصة في الدوحة تقوم الآن بتطبيق خطة تشمل إعداد قائمة بالشخصيات الإخوانية المطلوبة أو التي لها علاقة بالنشاط ضد دول الخليج ومصر، وأن اللجنة ستقوم بتسليم هذه القائمة للجنة المتابعة في مجلس التعاون الخليجي بالرياض قريبا.

    وكشفت أن الدوحة تقوم الآن بإنهاء المشاريع العالقة والحالية على أن تتوقف عن مشاريع جديدة تصب لصالح النشاطات الإخوانية على أراضيها خاصة المثيرة للجدل خليجيا، وأن اللجنة الحكومية القطرية المختصة ستعلم العديد من المراكز والجمعيات التي كانت تمولها بأنها ستوقف التمويل وستغلق فروعها الموجودة في الدوحة.

    وينتظر أن تقوم الدول الخليجية الأخرى بتزويد لجنة المتابعة بقوائم بأسماء من تعتبرهم خطرا على أمنها وتطالب بإبعادهم أو منعهم من العمل ضدها واستعمال الأراضي القطرية بما يمس أمنها.

    وتشير مصادر في مجلس التعاون الخليجي إلى أن لجنة المتابعة تلقت أيضا ملاحظات حول أداء قناة الجزيرة وخاصة الجزيرة مباشر وتم نقلها إلى الجانب القطري الذي رحب بالتعاون في ما يخص الملاحظات وتعهد بتلبيتها بكل صدر رحب.

    واعتبر مراقبون أن الدوحة، إذا مرت فعلا إلى تطبيق حزمة الشروط الخليجية، قد وفرت على نفسها خوض معركة خاسرة مع جيرانها قد تمر من خطوة سحب السفراء إلى خطوات أكثر تأثيرا على الاقتصاد القطري.

    وسبق أن لوحت السعودية باتخاذ قائمة من الإجراءات ضد جارتها إذا لم تلتزم بمصالح البيت الخليجي، من بينها إغلاق الحدود البرية ومنع استخدام المجال الجوي السعودي في عمليات النقل من وإلى قطر، فضلا عن تجميد رخصة الخطوط القطرية التي فازت بها لتدشين خطوط نقل جوية داخلية بين المدن السعودية.

    وعملت الدوحة في الفترة الأخيرة على تكثيف رسائل الطمأنة الموجّهة إلى الرياض وأبوظبي والمنامة عن طريق عدد من الوسطاء، لكنّ شكوكا حامت حول تلك الرسائل من أن تكون محاولة لربح الوقت.

    وتوقع المراقبون للشأن الخليجي أن يدفع تمسك السعودية والإمارات والبحرين بشروطها بقطر إلى الإقدام على المزيد من الخطوات العملية وألا تكتفي القائمات التي تعدها بالأسماء المعروفة سواء ما تعلق بالأشخاص أو بمراكز البحث.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de