|
|
 كاتب اخوانجى يحذر ..الدولة ايلة للسقوط ..ويدعو لحوار وطنى
|
الحوار الوطني وسجال المصطلحات.
.وقيع الله حمودة شطة
ا
نشر بتاريخ الأحد, 09 آذار/مارس 2014 08:44
أن يجري سجال دائم بين الحكومة وقوى المعارضة في أي بلد من بلدان العالم يعتبر هذا شيئاً طبيعياً، وذلك لأن المعارضة تبحث عن عيوب الدولة والحكومة وهناتها لتوجه إليها سهام النقد والمعارضة، وتسعى الحكومة في المقابل من جانبها لتفنيد إدعاءات المعارضة ونفيها، وربما اعتبرتها ضرباً من الأوهام والخيال والمكايدة السياسية «الفجة». وبين هذا السجال اليتيم غير المنهجي تضيع كثير من الحقوق الوطنية للشعوب.
بلدنا السودان تشهد اليوم ساحته كثيراً من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي وصلت حد الأزمة التي تنذر بتفكك الدولة وانهيارها، وتمزق عُرى الشعب الاجتماعية والقيمية، ورغم حديث الحكومة والمعارضة الكثير عن خطوات الحوار الوطني الشامل والاصلاح السياسي والاقتصادي العام، الاّ أن الأمر حتى الآن لا يعدو مجرد صيحات سياسية وخطب استقطابية وتعبوية استهلاكية لم تبلغ مرحلة النضج والخطوات العملية لإنقاذ الموقف المتردي.
إن الحكومة وما تعانيه من ضعف الأداء والقدرة على إيجاد حلول جذرية عاجلة للانهيار الاقتصادي والفساد المالي والاداري الذي لم يجد قوانين رادعة تحمي مؤسسات الدولة من الفوضى وتفكيك بؤر الفساد فيها، والمعارضة وما تعانيه من تشرذم وتفرق اهوائها بين العمالة والاجندة الخارجية وحمل السلاح وضعف المبادرات المقنعة، نجد بين هذا وذاك الدولة السودانية آيلة إلى السقوط ما لم يتدارك الأمر بالسرعة المناسبة، ويتجه الجميع إلى الحلول العملية الناجعة. إن الحكومة والمعارضة الآن مسؤولان معاً عن وصول الازمة إلى هذه الحالة المريرة من تاريخ الدولة السودانية!! وبدلاً من الغوص في اعماق الازمة واستنفار مراكز العصف الذهني وتقريب وجهات النظر لأجل انقاذ مشروع الوحدة الوطنية وتجنيب البلاد عواقب وخيمة اقتربت ساعة صفرها ـ نرى للأسف الشديد ـ كلاً من الحكومة والمعارضة يعرضان خارج الحلبة من خلال التباري في اطلاق معارك اعلامية من خلال نحت مصطلحات من قبيل الحكومة القومية والحكومة الانتقالية والمؤتمر الجامع والمؤتمر الدستوري والمشاركة الواسعة وغيرها!!
الحكومة أكدت اكثر من مرة رفضها لفكرتي الحكومة الانتقالية والحكومة القومية، وتطرح موضوع الحوار المفضي إلى حكومة مشاركة عامة لكل القوى السياسية والاحزاب، وهذه نفسها تقود البلاد إلى مرحلة اقتتال جديدة وتسابق غير شريف نحو السلطة والثروة، ويكفي شراً أننا الآن نعيش تحت «نير» حكومة عريضة لكنها فشلت وزادت الطين بِلةً بل وزادات من «أوار» الأزمة لعدم التجانس المنهجي في الأداء التنفيذي والبرامجي. والمعارضة من جانبها تطرح برنامج حكومة انتقالية، وهذا يعني تفكيك مؤسسات الدولة القائمة وحل البرلمان ومجلس الوزراء وغيرها،
وبالتالي لا بد من تأجيل الانتخابات عن موعدها المضروب في الأول من 2015م، وهذا أيضاً يولد فوضى عارمة تقضي على كل شيء ساحبة معها التدخل الخارجي، وطرح بعضها فكرة حكومة قومية هذا يعني تقسيم املاك الدولة بين زعماء وقادة سياسيين يتصارعون على القيادة في الدولة على حساب هموم الشعب الذي بلغت به الفاقة والفقر والحرمان والعطالة وهم الحياة وغمها حالة مزرية، حيث عشرات الآلاف من هذا الشعب يواجهون الجوع والعطش والعري والنزوح والمرض والانقطاع عن التعليم وازمة السكن وضنك العيش.. ووالله دون مزايدة ومبالغة هناك نواحٍ كثيرة في اماكن متفرقة من البلاد يكاد نبض الحياة والأمل فيها يتوقف!! فمن لهؤلاء المقهورين المظلومين؟
إن الحوار الوطني الجامع أيها الإخوة في الحكومة والمعارضة لا يتحاج إلى هذا السجال الطويل والصراخ السياسي، والحديث الكثير لا يجدي صراحة، فنحن في أزمة حقيقية تتطلب جهوداً وطنية مخلصة تتجاوز جراحات واختلافات الماضي، لتؤسس معاً لوطن السلام والأمان والتصالح والاستقرار السياسي، والإصلاح الاقتصادي والقانوني، وتكافؤ الفرص ونبذ دعاوى الجاهلية التي تتنافى مع الإسلام. إن الحلول تكمن في إعلان الحكومة والمعارضة جدولاً زمنياً ومكانياً للحوار، وتحديد أهداف الحوار ووسائله والقضايا التي يجري حولها الحوار، وهي قضايا محددة ومعلومة وحتى لدى رجل الشارع العادي يدرك كلياتها، منها على سبيل المثال محور السلام والتصالح الاجتماعي، الدستور الدائم، الاصلاح الاقتصادي، التداول السلمي للسلطة ونبذ الحرب والعنف، اصلاح حال الخدمة المدنية، تكافؤ الفرص عبر الكفاءة، الاصلاح السياسي والقانوني، سيادة حكم القانون وتحقيق العدالة، منع الظلم وتحقيق العدالة الاجتماعية، بسط الحريات السياسية والصحفية وكفالتها بالدستور، حماية الأمن القومي، ممارسة عمليات الشورى والديمقراطية، وادارة مرحلة الانتخابات بشفافية ونزاهة، وفي هذا المحور الأخير عيب والله أن تجد شخصاً مسلماً يصلي ويصوم ويهتف بشعار الدين يسعى ويشارك في تزوير الانتخابات، لأجل أن يفوز بالغش والكذب والتزوير الذي حرمه الله!! وأي قائد يرتجى ذاك الذي يعلم بهذه الممارسات الفاسدة ويقرُّها دون أن يندى له جبين ويستيقظ عنده ضمير؟!
الحل يكمن في إعداد مسودة بهذه القضايا التي ذكرناها وغيرها، وأن تحرر الدولة خطابات دعوة رسمية للقوى السياسية والجماعات، للالتقاء وفقاً لجدول زمني ومكاني معلوم، لانطلاق حوار وطني مسؤول عاجلاً لإنقاذ البلد من الانهيار والفوضى.. حوار بلا شروط مسبقة من هذا أو ذلك وإلاّ فالطوفان قادمٌ قادمٌ على الجميع.
|
|
  
|
|
|
|
الكيك
عبدالله عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست