|
Re: مكارم الاخلاق مؤثرة ومعدية (Re: wadalzain)
|
الشيخ الامين ابو قناية
فى الاول من ياير 1994 تم اعتقالنا بواسطة قوة مدججة من جهاز الامن ، وتم ترحيلنا الى زنازين الامن بودمدنى ، ذلك البيت الذى كان مقرا لحاكم الاقليم الاوسط والذى يقبع فى منطقة 114 بالقرب من ادارة الكهرباء ، تمت اضافة اليه عدة زنازين ، الواحدة فيها لا تستطيع ان تستوعب شخص واحد ، ونحن هناك ، اذ فى يوم من الايام يقتاد افراد الامن شيخ مسن تبدوا عليه امارات الاحترام والوقار ، كنا لا نخرج الا فى اوقات الصلاة ، وعند خروجنا للصلاة عرفنا انه مولانا الامين ابوقناية ، كان لنا سابق معرفة معه ، مولانا الامين ابو قناية هو قاضى شرعى سابق وصل حتى محكمة الاستئناف وغير ذلك فهو امام جامع وخليفة من خلفاء الختمية ، معروف عنه فى اوساط مدينة ودمدنى بالاحترام والوقار وسعة العلم ، والتهذيب ، كانت فرصة جيدة لنتعرف عليه ، على الرغم من الظروف السيئة فى هذا المكان البائس ، صادف وجودنا سبعة وعشرين رجب ، كلنا كنا صائمين فى ذلك اليوم ، اضطر افراد الامن لاخراجنا مع المغرب لتناول وجبة الافطار ، لم تكن وجبة الافطار غير فول وماء فقط ولكن بواسطة احد الحراس ويدعى ( آدم ) وبطريقة سرية احضر لنا حفنات من التمر ، آدم هذا هو من قدامى المباحث فى ودمدنى اضطر افراد الامن لضمه اليهم لانه يعرف مدنى جيدا وكل بيوتها وافرادها وذلك لكى يستفيدوا من معرفته بخرطة ودمدنى وناسها ولكنه بخلفيته تلك لا يشبه افراد الامن ولا يعامل المعتقلين كما يتعامل افراد الامن معهم ، كان يؤمنا فى الصلاة عمنا الامين ابو قناية ، وكنا نهتبل الفرص لنرتشف من حديثه الطيب الهادىء وسمته المحترم ، كان معنا فى الاعتقال أحد افراد آل ابو عاقلة بودمدنى وهو ايضا من الاتحادى الديمقراطى كان يعمل صائغا ، كان الامن دائما يعامله بتعنيف شديد لانه عندما حضروا اليه ليلا ليعتقلوه رفض لهم الدخول الى منزله وفتح لهم صدره وقال لهم اضربونى قبل ان تدخلوا المنزل لكى تفتشوه حيث ان المنزل به نساء وعوائل نائمون فاضطروا لاقتياده لكنهم كانوا يجعلوه ان يقف مواجها الحائط لفترات طويلة وان يرفع يديه وهو شخص فوق الخمسين وقد قال لهم انه عنده مشكلة فى القلب ولكنهم لم يأبهوا له ، عندها قال انه سوف يضرب عن الطعام حتى يوقفوا ما يمارسونه ضده واستطعنا بواسطة مولانامين بوقنية ان نقنعه ان الاضراب عن الطعام يحتاج الى اعلام خارجى ومساندة وانه اذا اضرب هنا فلن يلتفتوا اليه ولن يعيروه انتباها بل سوف يتركونه يموت ولن يطرف لهم جفن واحد ، عندها رضخ بشرط واحد انه لن يتذوق طعامهم ######## وبعذ ذلك اقنعنا آدم بأن يحضر له بعض الاطعمة من الخارج وبطريقة سرية .
مكث معنا الشيخ الامين ابو قناية سبعة ايام بعد ذلك وتم اطلاق سراحه وبقدر ما فرحنا لذلك الا اننا حزنا لفراقه لانه كان يشكل واسطة عقد لقاءاتنا على قلتها ويشيع فينا الطمأنينة
صرت بعد خروجنا من المعتقل كلما ذهبت الى ودمدنى ان اذهب اليه فى مكتبه لاحييه
سلام عليك يا شيخنا الامين ابو قناية وسلام عليكم اجمعين آل ابو قناية
|
|
|
|
|
|