|
احزان أم ضوا بان (بقلم د.طارق مصباح يوسف)
|
أحزان أم ضوا بان د. طارق مصباح يوسف فى متجر صغير بشارع Camden Street بمدينة دبلن، استوقفنى شاب تبدو عليه سمات الزهد و سألنى عن اماكن تواجد السودانيين فى المدينة. تجاذبنا أطراف الحديث و تواعدنا بلقاء آخر. كان ذلك اللقاء و الذى تم فى العام 1996 هو بداية لعلاقة امتدت لعدة سنوات مع المرحوم د. صبرى. مرت الأيام و قويت أواصر الصداقة و توسعت دائرة العلاقات مع سودانيي العهد "الصبرى" بدبلن. ما أذهلنى هو قدرة صبرى على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع الجميع.كذلك كان المرحوم مهموما بالوطن و منحازا للغلابة من أبنائه. و قد لمست ذلك اثناء فترة العمل التى جمعتنى به بدبلن. كنا نسترسل فى الحديث بعد اانتهاء ذلك العمل الشاق و الذى كان يمتد الى ما بعد منتصف الليل. كان يرسل المال ليس لاقاربه فحسب, بل شملت عطاياه اصدقاءه بالسودان. ما أود أن أوثق له عن صبرى سليل أهل الصلاح "بأم ضوا بان" بلدة الصفاء الروحى, هو عفته, بساطته و زهده الشديد فى حطام هذه الدنيا الدنية. الا أن أهم ما عرفه به جميع من عاشره هو كرمه الحاتمى. فلا أظن أن أحدا من أصحابه لم يستطعم معه, خاصة عندما انتقل الى شقته الواقعة بشارع Camden Street الشهير. فسيل أضيافه الكثر لم يتوقف حتى بعد اقترانه ب Denise, و التى كنت مشفقا عليها (و قد كشفت الايام أنها ليست أقل كرما من زوجها). نسأل الله أن ينعم على عائلة صبرى بالصبر على هذا الخطب الجلل و الرزء العظيم. أخص والده, د.ناجى, معتز و بقية اخوته و أهله المحتسبين بأم ضوا بان. كذلك أبنائه و أرملته Denise و التى أنعم الله عليها بالصبر و رباطة الجأش(Composure) فى هذا الظرف العصيب . قلبى مع أصدقاء صبرى المكلومين (قدامى و جدد), خاصة الدبلنيين منهم و الذي سيفتقدون صبرى الانسان, البشوش. أخص بالتعازى صلاح ابو الحسن, سامية أبو حسبو, محمد فتحى, مصعب, د. حسن, الطيب......... و القائمة تطول. تخليدا لذكرى هذا الشخص الطيب, أقترح على الاخوة السعى لأنشاء مركز (يحمل اسم المرحوم صبرى)لأبحا ث السرطان-هذا المرض القاتل و الذى ظل يحصد السودانيين فى أيرلندا الواحد تلو الآخر. أن العين لتدمع و القلب ليحزن و انا لفراقك ياصبرى لمحزونون. و لا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم. طارق [email protected]
|
|
|
|
|
|