المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 10:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2014, 10:48 AM

فضيلي جماع
<aفضيلي جماع
تاريخ التسجيل: 01-02-2004
مجموع المشاركات: 6315

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل !


    ]
    المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل !

    ليسمح لي قراء هذا المقال أن استعير بتصرف أبياتاً للشاعرالإيرلندي العظيم وليام بتلر ييتس (W.B Yeats) عنواناً لهذا المقال والتي اقتبسها من قبل شيخ الرواية الأفريقية شينوا أشيبي عنواناً لروايته الشهيرة ( (Things Fall Apart – تقول الأبيات :
    The center cannot hold
    Things fall apart !

    لم يعد المركز يحتمل
    لذا تسقط الأشياء جانباً !

    بالرغم من إيمان كاتب هذه السطور بانتمائه إلى وطن يجمع في داخله أشتاتاً من البشر ، يمارسون أنماطاً من الثقافات تسعى جاهدة منذ أكثر من قرن أن تؤلف نسيجاً واحداً لأمة بين أمم الأرض، وعلى الرغم من اعتقاده الجازم بأنّ ما يجمع هذا القوس القزح من الألوان أكثر بكثير مما يفرق بينها ، إلا إنّ هذه القناعة - فيما يبدو- أخذ يداهمها الشك ! إن مجرد طرحك لأسئلة وجودية على نفسك مثل: هل نحن حقاً أمة واحدة؟ مجرد طرحك هذا السؤال يقضي بأن تعيد حساباتك كلها حول قضية المواطنة بمعناها الدلالي العادي ، أي: هل يجمعني بالآخرين رابطة ما يعرف بالأمة الواحدة؟
    لقد حسم إخوة لنا في الشق الجنوبي أمرهم بعد حرب تحرير دامت أكثر من خمسين عاماً- مع استراحة عشر سنوات فقط (اتفاقية أديس ابابا 1972) – وأقاموا دولتهم الخاصة بهم. فعلوا ذلك لأن قناعتهم انتهت إلى أن الحياة مع من ينظر إليك باعتبارك بشراً من الدرجة الثانية مهما كان تفوقك يستحيل أن ترضى بأن يضمك معه وطن واحد. إن شروط المواطنة هنا تنتفي مع أول بند وهو التساوي في الحقوق والواجبات.

    واليوم بقي لحاله بلد واسع أيضاً ، كثير الموارد ومتعدد الإثنيات والثقافات. ويحمل نفس اسمه القديم (السودان). لكن بدلاً من أن يتعظ ساسته من كارثة انقسام البلد على نفسه ، فإن المشهد ازداد انغماساً في وحل عدم الاعتراف بالآخر – سواء كان ذلك بملء الفم كما يفعل نظام الإنقاذ الحالي أم عبر ما تمارسه النخب السياسية و"المثقفة" من صمتٍ على المجازر اليومية للنظام في هامش البلاد العريض ! صمت تخرج منه هذه النخب في أحزابها وتنظيماتها بين الفينة والأخرى ببيان خجول للشجب والإدانة. ناسين أو متناسين أنّ من قام ويقوم بفعل الإبادة في دارفور وفي جبال النوبة على مدار الساعة يمكن أن يفعل أكثر من ذلك حين تغلبه الحيلة هناك ويوجه أسلحته إليهم. وما مجازر سبتمبر الماضي ببعيدة عن الذاكرة. لو كنا أمة واحدة بحق لما قام جيش البلاد بشن الحروب على مواقع جغرافية بعينها لمدى خمسين عاماً. جيش لم يصوب رصاصة واحدة إلى عدو خارجي ولكنه يعرف حرب الإبادة في دار فور وجبال النوبة.. ونخبة المركز تلوذ بصمت أشبه بصمت المقابر .. قبح الله وجوهكم!!

    دعاني إلى كتابة هذا المقال تراكمات لمجمل ما شاهدت وسمعت وقرأت عن مأساة النزوح الهائل إلى قلب البلاد ومدن أخرى منذ أواخر ستينات القرن الماضي وهو نزوح كشف عن كثير من الثقوب في عقلية ساسة ومثقفي المركز. مما دعاني أن أطرح السؤال على نفسي مراراً : هل نحن أمة واحدة ؟

    نعم .. البلد كله يعاني من تهميش .. هذا رد على من يتعجل وصمي بالجهوية والعنصرية وما شابه ذلك من عبارات صارت من القبح والابتذال بأنها لا تؤدي معناها. أقول إن النزوح صار من كل أطراف البلاد لأن الهيمنة منذ عهد الاستعمار والستة عقود التي تلت ظلت لنخبة المركز والتي لم تر أبعد من أرنبة أنفها. فانعدمت الخدمات في الهامش العريض مما جعل التنمية عملا ناقصا وفوقيا. إضافة إلى أن سوء إدارة البلاد أغرقها في حرب استمرت نصف قرن (أطول حرب أهلية في أفريقيا). نقول إن الهجرة من الهامش العريض صوب قلب البلاد أتت من كل حدب وصوب.. لكننا نضيف بأن الجنوب (سابقاً) والغرب نالا نصيب الأسد من التهميش بسبب التجاهل إضافة إلى الحروب المدمرة والمستمرة حتى ساعة كتابة هذه السطور. وعليه فقد كان من الطبيعي أن تكتظ عاصمة البلاد بمواطنين كثر من ذلك الصوب الجغرافي. ما ينبغي أن يفهمه كل عاقل هو أن تبادر حكومات المركز بعلاج جوهر مشكلة النزوح، وذلك بالتخطيط السليم وتحسين فرص الخدمات وإيقاف الحروب. لكن ذلك لم يحدث. إضافة إلى أنّ سياسات حكومات المركز كانت وما تزال من العنجهية ورفض الآخر النازح بحيث أنها تعامله وكأنه قادم إلى عاصمة البلاد من كوكب آخر. تميزت كل حكومات المركز بهذه النظرة النخبوية في التمييز وزادت وتيرتها واستفحلت عندما ابتليت البلاد بانقلاب الاسلامويين على سلطة ديموقراطية (30 يونيو1989م ) وإغراق البلاد في حروب جديدة استعر أوارها وفي طريقها لتحرق الأخضر واليابس.

    نعود للنزوح ومعاناة النازحين من تلك المناطق. جاء في تعليق لأحد مسئولي منظمات الإغاثة الدولية العاملة بالخرطوم عن موقف وزراء حكومة الاتقاذ من النازحين بقوله : ( إنهم لا يعيرون أولئك الناس ذرة اهتمام !!)
    ولماذا يعيرونهم اهتماماً ما دامت النظرة إليهم بأنهم شوهوا العاصمة ونشروا الدعارة والتسول (جاء هذا الوصم للنازحين على أفواه مسئولين وفي بعض الصحف ونحتفظ به لوقته) وكأن ساكني عاصمة البلاد ملائكة أطهار.
    ورد في كتاب (الغذاء والسلطة في السودان Food and Power in Sudan) : (إن الموقف الواضح لسلوك الحكومة تجاه النازحين في المدن هو اعتبارهم عبئاً اقتصادياً وعنصر تهديد أمني. وحين لا يكون ثمة حاجة لاستيعابهم في العمل فإنهم يقومون بترحيلهم. وهذا المسعى بدا من السبعينات والثمانينات حيث كان اللاجئون والنازحون من الجنوبيين يطردون من العاصمة في حملات عرفت بالكشة. ) حدث ذلك أيضاً للنازحين من دارفور وكردفان. Food and Power in Sudan, African Rights, May 1997

    إن معظم سياسات نظام الإنقاذ الحالية تجاه النازحين أخذت في الأصل من مقترحات قامت بها حكومة الصادق المهدي الأخيرة، وخصوصاً ما يتعلق بقرى السلام التي ظهرت فكرتها في يناير عام 1988م.
    ما طفح به الكيل عند الإنقاذ أن النظرة للآخر النازح صارت من الدونية والاحتقار بأنها تعاملت مع النازحين كما تتعامل مع بشر من الدرجة الثانية- لا يحق لهم السكنى في عاصمة البلاد حتى بعد أن ضاقت بهم الأرض بما رحبت بسبب ويلات حروب الدولة على مواطنيها في الجنوب وفي دار فور وفي جنوب كردفان وفي جنوب النيل الأزرق وفي شرق السودان.

    هل اختفت أو يمكن أن تختفي المرارات التي حملها أطفال صغار ولدوا في ما يعرف بالسكن العشوائي الذي دمرته بلدوزرات الحكومة أمام ناظرهم – وهم الذين تركوا ديارهم لأنّ آلة الموت حصدت مئات الآلاف هناك وشردت الملايين مثلما حدث في دار فور وجبال النوبة والأنقسنا ويحدث حاليا هناك؟

    في 20 مايو 1990م أجازت حكومة الإنقاذ المرسوم رقم 941 والمسمى " إجازة بعض الإجراءات لاحتواء المباني العشوائية." وقد جاء في المادة (د) من ذلك المرسوم أن على السلطات المعنية هدم التجمعات العشوائية التي تقوم على أراض مخططة للبناء أو الزراعة. ومن ثم بدأت الحكومة برنامجاً لهدم التجمعات العشوائية وإبدالها بخطة التوطين لكن في أطراف العاصمة.
    لقد قاوم النازحون خطة الدولة التي جاء تطبيقها فظا ولا إنساني. كان الهدم في الكثير من الحالات يأتي دون سابق إنذار حيث تصل البلدوزرات والشاحنات ووحدات من الجيش لنقطة حددت لهم ثم يشرعون في الهدم. ومن المشاهد اللا إنسانية أن بعض أرباب تلك الأسر يعودون في المساء من عمل شاق ليجدوا بيوتهم قد هدمت وأسرهم بلا مأوى. وقد أدت مثل تلك التصرفات إلى خروج النازحين من أطوارهم والاشتباك مع قوات الجيش والشرطة مثلما حدث في معسكر الشوك والذي راح ضحيته عدد لا يستهان به من المواطنين العزل ولسان حالهم يقول: عليك حين تحرق بيتي وتخرب زرعي وتهلك ضرعي وتحرمني أن أنعم بالمساواة في أدني حدودها – عليك أن تستعد لما هو أسوأ !!
    تمادى النظام الفاشي الحالي في تحطيم الأواصر التي تربط بين السودانيين. وحين يحمل أبناء هؤلاء السلاح مطالبين بالمساواة وبوطن يسع الجميع دون تمييز فإن على المركز أن يفهم الدرس جيدا.
    إن أخطر ما وصلت إليه دائرة الشر في مركزية السلطة أّنّ ظهور الهامش العريض اليوم كقوة رجحت في الغالب كفة الميزان (عسكريا على الأقل) قد جعلت أعداء الأمس القريب في نخبة المركز يلوذون بأحضان بعضهم البعض محاولة منهم للوقوف في وجه من يحسبونهم العدو رقم واحد. إنّ الغزل المكشوف بين الطائفية والاسلامويين بشتى مسمياتهم هذه الأيام يجعل مستقبل هذا الوطن في كف عفريت. فالنظام الذي كانوا يحاربونه بالأمس القريب صار منهم وأصبحوا يبررون بقاءه على أشلاء الشعب السوداني. علينا إن كنا نبشر لأمة واحدة وبدولة المواطنة أن نعترف بالآخر وبحقه في المشاركة والوجود.

    إن المركز فقد البوصلة. والحروب وصلت بمن أشعلوها إلى نقطة اللاعودة. وإن ستة عقود من الفشل في إدارة البلاد كافية لتكون درساً لأكثر الساسة غباء في أن يدركوا أن مراكز القوة تتبدل بسرعة مدهشة في العالم كله من حولنا ، و بأننا جزء من هذا الكوكب – نخضع مثل الآخرين لعجلة التغيير. ومن لا يستوعب هذه البديهة عليه أن يتوقع أكثر السيناريوهات سوءاً. وباعتقادي أنّ الخطاب الطلسمي لرأس الدولة قبل أسبوعين هو المؤشر لإفلاس المركز ورموزه . فالمركز كما يقول دبليو بي ييتس لم يعد يحتمل..وها هي الأشياء تتداعي وتسقط جانباً.

    فضيلي جماعjj
                  

العنوان الكاتب Date
المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! فضيلي جماع02-13-14, 10:48 AM
  Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! Siddig Elghali02-13-14, 11:29 AM
    Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! فضيلي جماع02-13-14, 11:45 AM
      Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! Siddig Elghali02-13-14, 12:04 PM
        Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! علي دفع الله02-13-14, 01:00 PM
          Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! فضيلي جماع02-13-14, 04:45 PM
        Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! فضيلي جماع02-13-14, 04:30 PM
  Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! محمد علي عثمان02-13-14, 02:56 PM
    Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! Siddig Elghali02-16-14, 04:45 PM
      Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! Omer Abdalla Omer02-16-14, 06:39 PM
        Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! فضيلي جماع02-16-14, 08:27 PM
          Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! Siddig Elghali02-16-14, 09:52 PM
            Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! Mohamed Suleiman02-16-14, 10:14 PM
              Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! Omer Abdalla Omer02-17-14, 06:43 AM
                Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! مدثر صديق02-17-14, 12:48 PM
                  Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! Omer Abdalla Omer02-17-14, 01:47 PM
                    Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! HAIDER ALZAIN03-12-14, 11:59 AM
                      Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! عادل البراري03-12-14, 12:19 PM
                        Re: المركزُ يترَنّح .. لم يعُدْ يحْتمل ! علي عبدالوهاب عثمان03-12-14, 12:55 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de