سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي..........

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 05:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-08-2013, 10:58 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي..........

    · ...سنار..تزييف التاريخ ..احتفال بـ 500 سنة من الركود

    د.حيدر إبراهيم علي

    "...أن التاريخ مدرسة الحرية لأننا نتعلم من أخطاء...
    ومحاولات من سبقنا ما ينير لنا سبل الحرية والانعتاق.
    المؤرخ الذي يستخرج العبرة من الماضي يعرف بالضبط من كان علي
    صواب ومن كان علي خطأ،يقينا منه أن للتاريخ غاية هي الحرية".
    (عبدالله العروي –مفهوم التاريخ1992:44)


    في تأرخة التاريخ السوداني

    (1)

    يُعتبر تاريخ كتابة تاريخ السودان أمرا حديثا، وغير مكتمل، ومتكرر.كما يتسم بكثرة ما أهمله التاريخ عمدا أو سهوا،بالإضافة لما سُكت عنه خجلا، أو تآمرا.وينقصنا التراث التاريخي السوداني الطويل الأصيل،فنحن لم تكتب تاريخنا. فقد كتب الأجانب أهم القضايا والحقب.إذ لا نجد في القديم المكتوب(أي قبل القرن العشرين) غير طبقات ود ضيف الله(نشر أول لسليمان داود منديل عام1933 ثم الشيخ إبراهيم صديق أحمد)وأحدث تحقيق ليوسف فضل(1970).ثم المؤرخ الشيخ (أحمد بن الحاج أبوعلي) المعروف بكاتب الشونة،صاحب مخطوطة:تاريخ السلطنة السنارية والإدارة المصرية حتي عام1838م تاريخ كتابتها.وقد نقحها:الزبير ود ضوة والأمين الضرير وابراهيم دفع الله ثم حققها مكي شبيكة(1صيل947)ثم شاطر البصيلي(1961).وبعد صمت طويل جاءت كتابة تاريخ البلاد علي أيدي غير سودانية،حين ألف السوري(نعوم شقير)كتاب(حغرافية وتاريخ السودان)في ثلاثة أجزاء عام1903.وكانت كتب الرحالة الاجانب، وسجناء فترة المهدية،تمثل المصدر الأساسي لتاريخ السوداني.

    لم يبادر السودانيون عقب استعمار بلادهم إلي كتابة تاريخية حتي لأسباب قومية تستنهض الشعور القومي.واقتصر الأمر علي كتابات(محمد عبدالرحيم)ومقالات متفرقة في مجلات(الفجر)و(النهضة).وقام الأجانب بكتابة التاريخ،وحافظوا عليه نيابة عن السودانيين،فلا يحق لنا مهاجمة الكتابة الاستعمارية.فقد حاول الأجانب إدخال أساليب البحث العلمي، والمناهج الحديثة في تحقيق الوثائق والتدقيق في المصادر المحلية.ومن الصعب إنكار أننا اعتمدنا كثيرا علي المراجع التي كتبها أجانب،وصارت أفضل ما وصلنا.وقد يقول المرء بكثير من الخجل، أنه لولا(آركل) و(شيني)و(رايزنر)و(جريفث)و(جنكر)و(هينتز)،لما عرفنا شيئا عن تاريخنا القديم.وللقارئ أن يتأمل في عناء الحفريات، والبحث عن الآثار في أرجاء البلاد تحت مناخ السودان الفظيع لقادمين من اوربا.

    ويعود الفضل ل(آدامز) في تقديم تاريخ النوبه والعصور الوسطي.وكل التفاخر بالأنساب الحالي يرجع لجهود(هارولد ماكمايكل)في حفظه لوثائق الأنساب،وكتاباته عن تاريخ العرب في السودان،ثم واصل(محمد عوض محمد)في(السودان الشمالي-سكانه وقبائله1951).واضاف المصري (مصطفي مسعد)كتاب(الإسلام والنوبة في العصور الوسطي-1960)وأردفه ب(المكتبة السودانية العربية- 1972)حيث قام بمهمة صعبة بجمعه كل النصوص والوثائق العربية الكلاسيكية الخاصة بتاريخ السودان في العصور الوسطي.ومن المساهمات المبكرة كتاب(الإسلام في السودان)تأليف(سبنسر تريمنقهام -1949).أما سلطنات: دار فور مرجعها (اوفاهي) والفونج (اسبولدنق) و (شاطر البصيلي).وكتب (ريتشارد هيل)التركية في(مصر في السودان)؛أما المهدية فقد كتبه ا(هولت)و(ثيوبولد) كذلك(جبرائيل واربورج).

    واهتم كثير من الاداريين بكتابة فترة الحكم الثنائي ابتدءا من (ونجت).ومن يريد التاريخ السياسي المعاصر عليه ب(تيم نيبلوك)و(بيتر وودوارد)أما (كوريتا) اليابانية فهي أفضل من كتب-مطلقا- عن ثورة1924 وعلي عبداللطيف.وأخيرا،المصدر الأساسي في الثقافة السودانية،كتبه(عبدالمجيد عابدين)اقصد(تاريخ الثقافة العربية في السودان-1953).أما الشعر السوداني فقد أرخ له(محمد النويهي)في:(الاتجاهات الشعرية في السودان-1957)وأعقبه(عبده بدوي)بكتاب(الشعر الحديث في السودان)وهو في الأصل وسالة دكتوراة.ويظل كتاب(عبدالعزيز عبدالمجيد)المسوم(تاريخ التربية في السودان-1949).

    (2)
    قصدت من هذه المقدمة المسهبة، توثيق حقيقة ضعف الحس التاريخي لدينا نحن السودانيين.ومن قبل قال(أحمد بهاءالدين)أن الإنسان حيوان له تاريخ،وهذا يعادل القول أنه حيوان يفكر ويدرك،وبالتالي يتطور لأنه يستفيد من تحاربه ولا يكررها.ورغم فصاحة المثل"الفات قديمه تاه" إلا أن السوداني لا يتعامل مع قديمه لاستخلاص العبر والدروس متجنبا أن يعيش حياة دائرية تتكرر ولاتصعد إلي أعلي أي تتقدم للأمام.ويُقال أن التاريخ لا يكرر نفسه أبدا،وحين يكررها تكون المرة الثانية في شكل مأساة.فالتاريخ في السودان غائب علي المستوي الثقافي الحياتي،وعلي المستوي الاكاديمي والمعرفي.وقد إنعكس غياب الحس التاريخي في التعامل مع الزمن أو الوقت واحترام المواعيد واستثمار الوقت،وما الحياة إلا حاصل جمع هذه الساعات والأيام المهدرة.ويتبع هذا التعامل العبثي مع الوقت ،عدم المثابرة أي مواصلة أي ّعمل أو نشاط حتي نهايته بنفس روح البداية.فلدينا كثير من المشروعات علي المستوي الشخصي أو العام غير المكتملة.ويمكن للسوداني أن يوقف دراسته في السنة الثالثة بالجامعة مثلا دون وجود أي عذر مقنع.كذلك علاقة السودانيين بما يسمي"الموعد النهائي" مثل تسليم بحث أو ورقة،أو تسديد فاتورة أو قسط.واشتهرنا بيوم الوقفة أي قبل العيد بيوم.وطريقة رجل الثواني التي كانت تثير الاعجاب ب"دريسة"الذي دائما ما يحرز هدفه بعد خروج الجمهور.كذلك الفنان الذي يتدلل علي الجمهور ولا يحضر إلا متأخرا.هذه ممارسات تبدو ثانوية ولكنها تنعكس في مجمل جدية الشخصية.


    أما علي المستوي الأكاديمي والمعرفي،فقد كان (مكي شبيكة)هو رائد المدرسة التاريخية السودانية الحديثة.فقد ظل منذ نهاية الاربعينيات يُدرّس في الجامعة،ويشرف علي الرسائل الجامعية.ولذلك يمكن القول أن المدرسة التاريخية السودانية قد تكونت علي يده، واكتسبت طريقته في البحث،كما تأثرت برؤيته للتاريخ.فقد كان واضحا في توجه(شبيكة) قلة الاهتمام بالتاريخ الاجتماعي والاقتصادي؛وطغي الاهتمام بالتاريخ السياسي والإدراي.ورغم تأثير(شبيكة)الكبير في البدايات،إلا طلابه الكثر استمروا في إهمال التاريخ الاجتماعي حتي بعد أن أصبحوا هم أنفسهم اساتذة مؤثرين،وتعرضوا لتيارات مختلفة.وأظن أن السبب يعود الي نزوع في الاكاديمي والمثقف السوداني عموما،الذي يهاب التجديد والمغامرة.وهو يميل كثيرا للمجاملة،ويخشي المواجهة أيّا كانت طبيعتها.فالتاريخ السوداني شائك ومعيب في كثير من تجلياته.فتاريخنا مثقل بعار ممارسة الرقيق وهذا مما يتجنب المؤرخون معالجته بموضوعية(احمد سكينجا هو الاستثناء).ومع الرقيق هناك موضوعات حساسة مثل الدين والصوفية،والنزاعات القبلية،والموقف من المهدية فهي دولة وطنية قهرت المحتل ولكن هذا لا يعني تجاهل الخراب والعنف الذي لازمها.وبالمناسبة،تعرض(شبيكة)للضرب من الانصار عام1946 بسبب نقد عابر للمهدية.

    يُرجع(القدال)أسباب هذا النقص الخطير في المعرفة التاريخية السودانية،لاسباب إيديولوجية مبالغ فيها نتيجة الانتماء الحزبي، مما أبعده عن صواب التقدير والحكم،يكتب:

    " المدرسة التاريخية السودانية تنتهج الايديولوجية البرجوازية،وهي غارقة فيها تتنفسها بوعي أو بغير وعي،أرادت ذلك أم لم ترد.فخلف كل موقف فكري تقبع قاعدة ايديولوجية صلبة.فالمدرسة التاريخية السودانية جزء من حقل ايديولوجي كبير له تجلياته في مجال الأدب والاقتصاد والسياسة".(القدال،الانتماء والاغتراب،بيروت،دار الجيل،1992، ص29).ليتها كانت برجوازية ،فقد تميزت هذه الطبقة عند صعودها في أوربا بتقدميتها وعقلانيتها وهي التي فجّرت الثورة الفرنسية ودشنت عصر التنوير،وجاءت بالتصنيع وقضت علي الإقطاع.هذا طبعا بالاضافة للسلبيات المعروفة،واتمني لو تأثرت المدرسة السودانية بعقلانية وعلمية البرجوازية الصاعدة في فكرها المبكر وليس اقتصادها االلاحق.


    (3)

    تخضم الذات والنرجسية القومية

    تأثر بعض المؤرخين بنظرة شمولية سياسيا تتخلي عن المعايير العلمية والموضوعية لخدمة اغراض أخري.فهم يدعون ل:"إعادة كتابة التاريخ السوداني"، وهذا منحي خطير في توظيف المعرفة واستغلالها.فهناك فرق بين إعادة تفسير وتأويل التاريخ،وبين ثبوت الوقائع والأحداث.ولصعوبة الأمر الأخير،يشتط كثير من الكٌتّاب في الحديث المبالغ فيه عن دور السودان في العالم والتاريخ البشري.وقد استوقفتني شطحتان تدعيان وضوح الفكر والنظرة الشاملة.إذ تقول الاولي بأن السودان هو "مركز دائرة الوجود".أما الثانية فهي أكثر جنوحا وخطرا لأن الدولة تتبناها من خلال الاحتفال بمرور 500 عام ميلادي(سبق الاحتفال بالعام الهجري)علي قيام دولة سنار الإسلامية.وهي تستند علي فكرة"إنسان سنار واطروحة المخلص".(حسن مكي:الثقافة السنارية،ص74).

    يناقش عدد من الأفراد بجدية فكرة السودان "مركز دائرة الوجود". استنادا علي مقولة للاستاذ(محمود)في رد علي(أحمد لطفي السيد) ،فقد كتب:" أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم.. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن، وحاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب.. ولا يهولن أحدا هذا القول، لكون السودان جاهلا، خاملا، صغيرا، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب الأرض، بأسباب السماء".(الشعب،27 يناير1951).جميل اعتراف الاستاذ بجهل السودان،وخموله،وصغره،ولكن هناك فعل المعجزة:"يضع سره في اضعف خلقه".

    أما دور سنار الإسلامية فهو ضمن ما يسميه الإسلامويون:التأصيل.وهي طريقة عقيمة لأنها لاتاريخية(ahistorical) أي تتجاهل التاريخ الحقيقي، وتشرع في بناء تاريخ متوهم ،هو في حقيقته مجرد ايديولوجيا بائسة، لأنه لا يحمل من الوقائع شيئا.وقد حاول البعض البناء علي سنار أو سلطنة الفونج ،والانطلاق منها كبداية للدولة الاسلامية الاولي، وللثقافة السنارية الإسلامية الأصيلة.وهنا يقدم(مكي)تاريخا أقرب إلي الكاريكتير أو روايات الغرائبية السحرية،وهو يملك خيالا غير ملجوم.حسب نظريته الحديثة،فقد عوّض الله المسلمين عن خسائر الحروب الصليبية،واجتياح التتار لبغداد،ثم سقوط الأندلس.فيكتب:" عاش المسلمون ثلاثة قرون لا يكادون يسمعون خبرا سعيدا حتي جاء ذلك الخبر السعيد والبشري الطيبة بكسب الإسلام لأرض بكر تعادل أضعاف الأندلس في قلب قارة إفريقيا.كسب الإسلام في إفريقيا ببزوغ نجم مملكة سنار الإسلامية وخسرت المسيحية بأفول ممالك النوبة وعلوة المسيحي".(ص35).فالكاتب يختزل التاريخ إلي صراع أديان فقط،لذلك يبتهج لخراب مدينة سودانية حضارية هي سوبا،لأنها مسيحية ولا تغفر لها سودانيتها عند إسلاموي يحتقر فكرة الأوطان،ويتوق ل:"أمة محمد".

    هذه رؤى تاريخية ضارة لأنها قادت السودانيين إلي تضخم شوفيني ونرجسية قومية،فلم يعرفوا قدر أنفسهم، وعاشوا الغيبوبة التي أودت بهم إلي أدني موقع في تطور العالم حصريا،عكس أوهامهم.ووضعية السودان الحقيقية تثبتها كل تقارير الأمم المتحدة والمتخصصون في التنمية.ففي هذه اللحظات التي اكتب فيها،جاء تقرير منظمة "الشفافية العالمية" مدرجا السودان ضمن أفسد خمس دول في العالم وماقبل الأخير بين177 دولة،قبل الصومال فقط.وصدر تقرير الأمم المتحدة الإقليمي مبينا أن للسودان أعلي نسبة في انتشار مرض الإيدز في منطقة شرق المتوسط وشمال إفريقيا. وقبل أيام في ورشة العنف الأسرى، كشف مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم اللواء(محمد احمد علي) تسجيل بلاغين تحرش و عنف ضد الاطفال يوميا بالولاية.(الاهرام اليوم 14/11/2013).هذه مجرد نماذج قليلة للغاية لضيق الحيز المتاح.

    وهذا هو المشروع الحضاري الإسلامي أو سنار الثانية التي عوضت فقدان الاندلس!وحقيقة لا أدري علي ماذا يستند اصحاب شطحات "مركز دائرة الوجود" أو نموذج الدولة الإسلامية بديلة الأندلس؟هذا مجرد امتداد للنرجسية الوطنية المريضة التي تري في أهلها-السودانيين،أشجع الناس،وأكرمهم،وأذكاهم،وأتقاهم.أما الشعب السوداني فهو في وصفهم :الشعب العظيم،والمعلم،والعملاق الذي يحكمه أقزام.إن الفخر القومي مطلوب،شرط ألّا يكون حاجبا بين الناس ومعرفة عيوبهم،وألا يعمينا عن تدهورنا وتخلفنا.

    هذا ليس جلدا للذات بل علينا أن ننقد ذاتنا بلا رحمة لأننا نتجه للهاوية والسقوط بسرعة الصاروخ.ولا يحتاج الأمر لعلم وبحث وتنظير،فمن يطالع الصحف كل صباح،يدرك كيف يقودنا الإسلامويون الي الإنهيار والتفكك باقتدار وتصميم.وأخطر ما فعله النظام هو اسقاط فشله علي المجتمع،لكي نصل الي مرحلة الدولة الفاشلة والمجتمع الفاشل في نفس الوقت.وهذه حالة بدأ البعض في لمسها(محمد بشير أحمد/الصاوي). وقبل أن نُحول إلي مجتمع فاشل،علينا أن نتواضع قليلا ونري بموضوعية حقيقة أمرنا ماضيا ،وحاضرا، ومستقبلا. لأنه لو استمر النهج الذي نسير عليه الآن،فسنصل-أكيد- في زمن وجيز لقاع المجتمع الفاشل.فلنبدأ بالاعتراف، بأننا شعب عادي مثل الآخرين وقد يحدث لنا ما حدث لمن هم أفضل منّا.فقد تفككت يوغسلافيا تيتو،وتبعثر الاتحاد السوفيتي العظيم،وقديما سقطت روما وامبراطورية الاسكندر.

    سنار... وهم الدولة الإسلامية

    يواجه السودان إشكالية ومشكلات بنائية تاريخية،لأنه يحمل تاريخا يجعله أقرب الي الوهم منه للحقيقة والواقع.فقد كان موقعه سببا في عدم الاستقرار طوال تاريخه. وظل السودان بالفعل، مجرد تعبير جغرافي يفتقد الدولة المركزية والمجتمع المستقر.فقد خضع باستمرار للغارات والحملات العسكرية من جاره الشمالي القوي-الأسر المصريه.وصارت المنطقة قليلة السكان، ومن بقي لم يجد الأمن للبناء. وفترات الحضارة والاستقرارالقصيرة،هددها ايضا خطر جديد من الشرق-الاثيوبيون.وبقي السودان أو بلاد النوبة قبائل مترحلة،ومما زادها فوضي، هجرات قبائل عربية هاربة من شبه الجزيرة العربية، ولم تضف شيئا غير مزيد من البؤس.

    هل تحول السودان فعلا إلي دولة عربية إسلامية تمثل نموذجا للمسلمين بعد عام1504 مع قيام سلطنة الفونج؟من البداية لابد من إقرار حقيقة أن العرب لم يتخلوا عن نظرتهم العنصرية والدونية تجاه"السودان" مقابل"البيضان" بسبب اللون وخضوعهم حتي زمن متأخر لتجارة الرقيق.ومع أن الإسلام ساوي نظريا بين الناس إلا أن كثيرا من العرب أسلموا عقديا،بينما استمرت جاهليتهم ثقافيا.وقد كانت اتفاقية (البقط)عام31/651م دليلا علي هذه النظرة الدونية،لأنها لم تطبق ثانية علي أي شعب آخر.ودهشت كثيرا حين احتفلت(جامعة إفريقيا العالمية)قبل سنوات بمناسبة مرور1400 عام هجري علي الاتفاقية.وقد اعتبرتها: "نواة من النوى التي قام عليها القانون الدولي لأنها قامت علي قبول بالآخر والاعتراف به والتعايش معه".وهذا حكم فيه كثير من التزييف والتدليس،فأين الاعتراف والقبول والمساواة،في اتفاق يقول:

    "...وعليكم في كل سنة ثلثمائة وستون رأسا تدفعونها إلي إمام المسلمين
    من أوسط رقيق بلادكم غير المعيب يكون فيها ذكران(أي ذكور)وإناث
    ليس فيها شيخ هرم ولا عجوز ولا طفل لم يبلغ الحلم(...)أو منعتم شيئا من الثلثمائة رأس والستين رأسا فقد برئت منكم هذه الهدنة والأمان وعدنا نحن وانتم علي سواء حتي يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين".(عن المقريزي،ج1ص200).

    استمرت هذه الاتفاقية العنصرية السيئة حوالي سبعة قرون ولم يحاول أي حاكم مسلم الغاءها لولا توقفها بسبب فوضي حكم المماليك، واعتلاء أمير نوبي مسلم(شكنده)العرش مما اسقط المبرر لاستمرار دفع البقط.وهذا يعني استمرارها حتي عام1274م ويمكن للقارئ حساب عدد السنوات مضروبا في عدد الرقيق المرسل.وكان من الطبيعي أن يرسل الحاكم المسلم الحملات التأديبية عند أي توقف أو تعطيل في وصول الرقيق للقاهرة.وكثيرا ما يراودني سؤال:لماذا لم يحاول(عبدالله بن أبي السرح)إدخال السودانيين في الإسلام أو طلب دفع الجزية المعهودة؟هذا يعود الي شخصية الرجل،فقد أراد أن يجعل من النوبة"مصنعا للرقيق" يزود الفاتحين بالضريبة البشرية.فالرجل لم يكن من المشهود لهم بحسن التدين والتقوى.فقد كان في البداية،فارسا وفاتحا ومقاتلا،ولكنه ارتد عن الإسلام رغم أن النبي(ص)كان يقربه،وموضع ثقته، ويكتب له التنزيل.ولكنه قام بتحريف الوحى أثناء كتابته، فكان النبى إذا أملى عليه (إن الله كان سميعاً عليماً) يكتُبها عبد الله (إن الله كان عليماً حكيماً) ولما لم يكتشف النبى ذلك التحريف،شك عبد الله في نبوة مُحمد وترك المدينة المنورة هارباً سراً إلى مكة ليلاً، وعند وصوله إلى مكة أعلن عودته إلى ديانة العرب وأنه اكتشف كذب نبوة مُحمد وروى قصته مع تحريف القرآن. وفي السنة الثامنة للهجرة، كان فتح مكة، وكان هُناك أحد عشر شخصاً (ثمانية رجال وثلاث سيدات) أمر النبى بقتلهِم ولو وجدوا مُتعلقين بأستار الكعبة، وكان عبد الله منهُم، ولم يُقتلوا جميعاً وإنما قُتل بعضهم وعفى عن بعضهم بعد أن توسط لهم أقاربهم ومعارفهم وأشقائهم وأزواجهم لدى النبى، وكان عبد الله بن أبى السرح ممن عُفي عنهم، وكان شقيق عثمان بن عفان في الرضاعة، فأختبأ في منزله - أى منزل عُثمان - ولما وجده عُثمان قال له عبد الله، يا أخى إنى والله أخترتُك فأحتسبنى ها هنا وإذهب إلى مُحمد وكلمه في أمرى، فإن محمداً إن رآنى ضرب الذي فيه عيناى إن جُرمى أعظم الجُرم وقد جئت تائباً فقال له عُثمان بل تذهب معى، فقال عبد الله والله لئن رآنى لـ يضرب عُنقى ولا يناظرنى، فقد أهدر دمى وأصحابه يطلبوننى في كل موضع، فقال له عُثمان بل تنطلق معى ولا يقتُلك إن شاء الله، فلم يرع النبى إلا بـعثمان أخذ بيد عبد الله بن سعد بن أبى السرح واقفين بين يديه فأقبل عُثمان على النبى فقال يا رسول الله إن أمه كانت تحملنى وتمشيه وترضعنى وتقطعه وكانت تلطفنى وتتركه فهبه لى، فأعرض عنهُ النبى وجعل عُثمان كلما أعرض عنه رسول الله بوجهه أستقبله فيعيد عليه هذا الكلام فإنما أعرض عن النبى إرادة أن يقوم رجُل فـيضرب عُنقه لأنه لم يؤمنه فلما رأى ألا يُقدم أحداً، وعُثمان قد أكب على رسول الله يُقبل رأسه وهو يقول يا رسول الله، تُبايعه، فداك أبى وأمى يا رسول الله، فداك أبى وأمى يا رسول الله، تُبايعه، فداك أبى وأمى يا رسول الله...، فقال رسول الله نعم، وبعد رحيلهما إلتفت إلى أصحابه وقال ما منعكم أن يقوم أحدكم إلى هذا فيقتُله ؟ فقال عباد بن بشر ألا أومأت إلى يا رسول الله ؟ فـوالذي بعثك بالحق إنى لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلى فـ أضرب عُنقه فقال النبى أنهُ لا يجوز له أن يكون خائن الأعيُن وهكذا عاد عبد الله بن أبى السرح إلى مُجتمع الإسلام بعد وساطة عُثمان بن عفان له لدى النبى ويذكُر الرواة أن إسلامُه قد حسن بعد ذلك وإن كان ما نقلوه لنا عنُه - خاصة صراعه مع ابن العاص وما فعله بـ مصر بعد أن تخلص من عمرو بن العاص واليها - لا يؤكد ذلك.(تفسير الطبري،سورة الانعام)

    كان السودانيون غير محظوظين فلم يدخل إليهم الإسلام من البداية علي يدي رجال اتقياء وورعين ولم يرسل لهم العلماء والفقهاء،فقد كان الحكام نهمين للبقط فقط. ولذلك كان من العادي أن نقرأ في التاريخ:"ولم تشتهر في تلك البلاد مدرسة علم أو قرآن.ويقال أن الرجل كان يطلق المرأة ويتزوجها غيره في نهارها من غير عدة"يعلق باحث:-"ولا غرابة في هذه الحال فالعرب الطارئون علي السودان الذي خضع للفونج كانوا،حتي زوال سلطان العنج،في حال من البداوة لا يتيسر معها تأسيس مدرسة ولا نشر علم.فكان إسلامهم إذا إسميا،ولعلهم قد نسوا كثيرا من تعاليم الدين وأحكامه،لبعد صلتهم بمواطن العلم والعلماء. كانوا علي هذه الحالة من الجهل حتي قدم الشيخ محمود العركي من مصر وعلم الناس العدة وسكن النيل الابيض وبني قصرا يعرف الآن بقصر محمود".
    (عبدالعزيز عبدالمجيد:التربية في السودان،ج1،ص57).ويضيف(عبدالمجيد) واصفا وضعية متردية:" ظهر السودان في عهد اضمحلال الثقافة الإسلامية،وأنه كان مقلدا لغيره من الأمم الإسلامية.(...) وقد ظهر السودان في عهد التقليد فلم يكن للفلسفة أوالمنطق أو غيرها من العقلية،نصيب يذكر اللهم إلا ما كان يحفظ من متونها.من أجل هذا انصرف المتعلمون في السودان إلي العلوم المقصودة لذاتها،وفي مقدمتها الفقه وعلم الكلام".( ص135).وحتي (حسن مكي)مُمجد سنار الإسلامية بديلة الأندلس، يهجو الصفوة السنارية التي فرّت الي حّمي التصوف،فيكتب:"فان التصوف في حد ذاته كان في أشد حالات انحطاطه وتبدلت احوال المتصوفة من قادة لحركة المجتمع الي أسرى اشارات ورموز واصطلاحات فارغة،وتبدل حال التصوف من حركة قدوة ومجاهدة وزهد وتوكل علي الله واخلاق اسلامية سامية الي مجرد اشكال ومظاهر ومواكب شعوذة."( ص65).

    ضمن هذا الوضع الذي لا يبرر التفاخر الحالي بدور سنار الإسلامية،لابد من طرح السؤال: هل طبّق سلاطين سنار الشريعة الاسلامية؟هل كان تولي السلطة وتعاقبها قائم علي أسس اسلامية؟هل يستوعب النظام الاسلامي كل هذه الخرافات، والمعجزات، والكرامات،والمناقب التي امتلأ بها كتاب طبقات ود ضيف الله؟ماهي الاضافات الفقهية والفكرية التي اسهم بها (الفقرا)المنتشرين في بقاع السودان،هل تركوا المصنفات الفقهية والمؤلفات الدينية كما فعل اهل (تمبكتو)؟ هل لإبن عربي عن وحدة الوجود أم اكتلفوا بمختصر الخليل وحزب السيف؟ ومن يقرأ كتاب:حسين سيداحمد المفتي –تطور نظام القضاء في السودان(1959)يتأكد له ان العرف كان سائدا ،حيث كان يحكم ما يسمي بقضاة الشريعة البيضاء في القرى والبوادي.وكان للفقرا موقفهم المتميز من القضاة الشرعيين وقد عبر عن ذلك الشيخ الهميم بقوله:-

    فان كنت قاضيا قرأت مذاهبا فلم تدر ياقاضى رموز مذاهبنا
    فمذهبكم نرفو به بعض ديننا ومذهبنا عمى عليكم وما قلنا
    *****

    وأخيرا،يتم الاحتفال بقرية(قرّي) العاصمة ،فأين بقايا المعمار الإسلامي؟وأين ملامح المدينة الإسلامية القديمة مثل فاس،أو القاهرة الفاطمية،أو دمشق الأموية،أو بغداد الرشيد،أو قرطبة الاندلس؟أخرجوا من اضغاث الأحلام والهوس الايديولوجي.حقيقة أنتم امتداد ثان لسنار ودولة الفونج،فلو كانت بداية (سنار)الإسلامية هي1504،فدولتكم الإسلامية هي حقيقة في العام التالي1505م بحساب التنمية والحضارة للقرن الحادي والعشرين.وتعود قبلية وعشائرية الفونج جديدة ناصعة،فهذا الاحتفال يقوم بالتنسيق له مسؤول مجلس شوري العبدلاب يوم7/12/2013!

    (نواصل...الحلقة التالية عن أصل الفونج وتاريخ دولة سنار الإسلامية)
    e-mail:[email protected]
                  

12-09-2013, 05:38 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    أى زول مفروض يقرأ الكلام دا برواقه أكيد حا يعنى له حاجه
                  

12-09-2013, 06:19 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    تحية منصور المفتاح
    وشكر
    وهكذا دكتور حيدر كدأبه
    كتابة رصينة مسؤولة ولا يخش اللوم في قول الحقيقة الموضوعية
                  

12-09-2013, 07:24 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    تحيات للصديق منصور المفتاح :) .. وشكراً للدكتور حيدر على كشف ونظافة جراحنا
                  

12-09-2013, 10:38 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: aydaroos)

    الأخ عبدالحفيظ أبوسن عندما يكون ضغط كهرباء الكتابة عالى تكون
    أمية القراءة كثيرة التعقيد إستعدادا لذاك التيار شكرا نحن نقرأ لكل ألوان الطيف
    بإنصاف ومحبة للكل ونتلذذ لتنوع زاد الكتابه - ألف سلام عليك.


    منصور
                  

12-09-2013, 10:58 PM

Hamid Elsawi
<aHamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    شكراً منصور
    لك من القلب الف تحية و شكر
    ح ارجع ليك بي رواقه لان الموضوع دسم

    ليبقي عالياً
                  

12-10-2013, 01:59 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: Hamid Elsawi)

    الأخ عيدروس سلام من الله عليك والأقربين أحسب أن هذا المكتوب أكثر
    أهمية من الكثير المطروح فغضب الكاتب المعرفى فتح مغاليق التابوهات
    وحطم بروج المعارف المبنيه على الشطح وطرق الأبواب التى سكت
    عنها التاريخ عنوة حياءا كان أم خشية.

    لك ثانية السلام ياخ السودان ذلك يمتلك جيوشا من الأذكياء الأوفياء ولكن
    ولكن ظل كما الطفل عند البدء لا يحبو إلا للوراء


    منصور
                  

12-10-2013, 11:12 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    العزيز حامد الصاوى سلام لك والأسره فيا صديقى توجد هنا
    خلاصة الخلاصه ويوجد هنا بداية الطريق إلى الخلاص وتوجد كذلك المفاتيح
    لإستثمار ذلك الطريق!!

    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 12-10-2013, 07:40 PM)

                  

12-10-2013, 04:29 PM

Hamid Elsawi
<aHamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    Quote: Mamoun Attayeb · ‏‎Telecom and IT SR. Eng.‎‏ في ‏‎Sudan Telecom Public Corp.STPC, (Now) Saudi Electiricity Co. SEC‎‏
    أجد في كتابة الرجل بعض حقائق وكثير من تعميم، وربط مخل بين دولة العصبة الاسلامية الآن ودولة
    سنار سابقاً مع اختلاف الزمان والأحوال وهو ما لايليق برجل مفكر أو حتى باحث مبتدئي،
    وسأعود لمناقشة ما قدمه هنا فقرة فقرة، أقول له أحسنت حيث أحسن، وأبين خطل
    رأيه حين تعثر به الأمر ودفعته حمية لا أدري سببها لغمط مجموعة من السودانيين
    حقها أن تحتفي بجهد اسلافها أياً كان رأي حيدر ابراهيم في عطائهم وانجازهم ..


    اشكرك منصور و اشكر ضيوفك الكرام
    أوقفني تعليق الأخ مامون الطيب و اشكره عليه
    رغم اختلافي معه و سوف أعود اليه بشئ من التفصيل

    وباختصار الاستاذ حيدر حسب ما فهمت يريد ان يقول
    (هذا بين السطور) دراستنا للماضي بأمانه هي مفتاح المستقبل
    المشرق و الخلاص من مستنقع البحث عن هويه
    أو كما قال منصور

    خلاصة الخلاصه ويوجد هنا بداية الطريق إلى الخلاصه وتوجد كذلك المفاتيح
    لإستثمار ذلك الطريق!!

    منصور

    لي عوده ان شاء الله

    (عدل بواسطة Hamid Elsawi on 12-10-2013, 04:59 PM)

                  

12-10-2013, 05:59 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20360

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: Hamid Elsawi)

    اهو الواحد يقول قرأ مقال في سودانيزاونلاين .. بالرغم من "أمية" الكتابة عالية التوتر !!
    شكرا يا منصور ..

    * الأخ الطيب من السعودية سلام ..
    أعتقد أن كتابة د. جيدر عكس التعميم وفي تضاد مع الربط التأصيلي المتخيل للواقع مع التأريخ الإسلامي الباذخ زورا وبهتانا "ساي" لسنار/السودان
                  

12-10-2013, 07:05 PM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote: .وعليكم في كل سنة ثلثمائة وستون رأسا تدفعونها إلي إمام المسلمين
    من أوسط رقيق بلادكم غير المعيب يكون فيها ذكران(أي ذكور)وإناث
    ليس فيها شيخ هرم ولا عجوز ولا طفل لم يبلغ الحلم(...)أو منعتم شيئا من الثلثمائة رأس والستين رأسا فقد برئت منكم هذه الهدنة والأمان وعدنا نحن وانتم علي سواء حتي يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين".(عن المقريزي،ج1ص200)

    Quote: ستمرت هذه الاتفاقية العنصرية السيئة حوالي سبعة قرون ولم يحاول أي حاكم مسلم الغاءها لولا توقفها بسبب فوضي حكم المماليك، واعتلاء أمير نوبي مسلم(شكنده)العرش مما اسقط المبرر لاستمرار دفع البقط.وهذا يعني استمرارها حتي عام1274م ويمكن للقارئ حساب عدد السنوات مضروبا في عدد الرقيق المرسل


    الحبيب / منصور
    تحية طيبة
    لك ولضيوفك الكرام..
    الشكر ايضا موصول للدكتور حيدر..
    الحقيقة شغلني في الموضوع ده كله الرقم المخيف ، الوارد في الاتفاقية من الرقيق المطلوةب تسليمه سنويا للغازي، بعيدا عن الاتفاقية ومستوي الظلم وعدم الانسانية الملازم لها، اريد فقط ان اتتبع هذا الرقم من البشر، الذي تم ترحيله الي مصر، وبقية الدولة الاسلامية التي كان مقرها ومحيطها الجغرافي، ما يسمي الان بالشرق الاوسط، بحسبة بسيطة يمكننا ان نصل الي رقم تقريبي للعدد الذي تم اعادة توطينه، فكنا ورد في مقال الدكتور حيدر ان الاتفاقية استنرت سارية لمدة سبعة قرون، يعني سبعمائة سنة مضروبة في ثلاثمائة وستين شخصا من البشر (وصفوا في الاتفاقية بالرأس) يصبح الرقم: 252000 الف ابن ادم.. ده رقم مهول جدا بحسابات الزمان داك، وحتي بحسابات زمنا ده يعتبر رقم كبير، مقارنة مع بعض الدول الحالية، فهو اكثر من عدد سكان Vanuatu بنحو ستة الاف نسمة، واكبر عن عدد سكان Samoa بثلاثة وسبعين الف نسمة.
    فاين ذهب هؤلاء القوم ؟؟.
    هذا العدد بسحنته الافريقية السمراء، قادر علي احداث تغيير في شكل التركيبة السكانية لأي دولة من الدول المعنية بهذه الاتفاقية.او علي اقل تقديران يتواجد علي شكل غيتو افريقي يحتفظ بنفس خصائصه الافريقية.ده اذا اضفنا ليهم حاصل تجارة الرق خارج الاتفاقية. فكيف لم يظهر هذا الاثر في هذا المحيط الجغرافي.. خصوصا اذا اجرينا مقارنة بسيطة مع ماتم في امريكا الشمالية والكاريبية، واللاتينية، خلال اربعمائة عام فقط.. لازال لالها العنصر الافريقي محتفظا بمميزاته وخصائصه الافريقية..
    اكرر: اين ذهب هؤلاء ؟
    ولكم مني ارق تحية، وللدكتور حيدر التقدير اللازم...
                  

12-10-2013, 10:47 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: جمال المنصوري)

    العزيز حامد الصاوى سلام من الله عليك إن مشكلة السودان تكمن
    فى حدة الخلاف بين الساسة والساسه والأذكياء والأذكياء وعندما يتحول ذلك الخلاف
    على طرائق بناء الوطن لا هدمه يكون خلافا خلاقا مبدعا !!

    ولك السلام


    منصور
                  

12-11-2013, 03:39 AM

MAHJOOP ALI
<aMAHJOOP ALI
تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 4000

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    Quote: اكرر: اين ذهب هؤلاء ؟

    جميلنا المنصوري
    الاجابة علي سؤالك تجدها في تراث طويل وعريض
    يبدا من دواعي حديث ارضاع الكبير في عهد النبوة
    الي صدور رواية علاء الاسواني نادي السيارات قبل اشهر ....
    وبما ان العبودية تتعامل مع الادمي كسلعة في مجال التداول التجاري
    فان غرض التداول في فترة البقض والعصر الاحدث في الامرييكتين
    هو فرق توظيف اقتصادي واجتماعي ......ففي فترة ماقبل التركية وبعدها
    كانت عادة الاخصاء للعبيد تتم في صعيد مصر بعد رحلة طويلة شاقة
    قدره ضحاياها المرحوم نقد في كتابه الرق في السودان بالملايين .....
    وعشان نرجع تاني لكلام البي بكيك ومش لي كلام البضحكك (كلام د/حيدر )
    الي اليوم يدرس في المناهج (تاريخ فتح السودان )
    لاحظ لكلمة( فتح ) فقدوم محمد علي باشا الينا
    يعد تجلي وصورة للفتح النبوي لمكة !!!!!!!!!!
    مع ان التركية ودولة محمد علي تقطعت بها سبل التواصل بالباب العالي
    وكانت تري في اهل مصر اقنان للارض (فلاحين )لايصلحون للعسكرية والقتال
    لذلك غزت السودان لجلب العبيد كانكشارية حديثة تتبع لمحمد علي باشا
    الموضوع ياجميلنا عصي علي التوصيف لكن عزائي انك من الاذكياء
                  

12-11-2013, 06:54 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: MAHJOOP ALI)


    محجوب ود علي
    الراجل الجميل
    كيف حالك واحوالك..

    عارف يا محجوب..
    التاريخ ده اكثر علم مورست فيه وجهات النظر الشخصية والرسمية، وبالمعني ده يصعب جدا ان تؤخذ اي احداث سردت في دوريات علي انها حدثت بالفعل، تظل موضع شك بنسبة متكافئة، 50% مقابل 50%، يعني عشان تطلع منو بي حقيقة ثابتة تبقي زي البي تبحث ليك في ابرة في كوم تبن، وممكن ببساطة اي زول يدعم بيهو وجهة نظروا، واحيانا قد تبلغ وجهات النظر حول تاريخ معين 360 وجه، بعدد درجات الدائرة.. يعني عندك اتفاقية البقط دي، اختلف المؤرخون في قراءتها هي نفسها، هل هي اتفاقية ام هدنة، ام معاهدة سلام ؟
    وهل ورد فيها تحديد عدد العبيد ام لا ؟
    تعريفها مهم جدا يا محجوب، لأنو بناءا عليه يمكننا قراءة النتائج بصورة سليمة..
    عند معظم المؤرخين لهذه (الاتفاقية، الهدنة، المعاهدة) لم تظهر اعداد لكمية العبيد والمؤن المتفق عليها، بنما البعض الاخر ذكر عدد ا يتراوح بين 360، و 365 عبد، مقابل تزويد المسلمون للنوبة بالمواد الغذائية، الشاهد ان الكل اتفق علي انها صيغة معينة تبادل المنافع، بين الدولة الاسلامية في مصر، ومناطق النوبة في شمال السودان الحالي، فحواها (العبيد مقابل المؤن الغذائية).. ودي في حد ذاتها فيها شك كبير، واقعيا كده، تعتبر مناطق النوبة مناطق انتاج زراعي وحيواني وفير اكثر مما تتمتع به مصر العليا، وان سكان مصر الاصليين وسكان النوبة كانوا علي درجة عالية من التحضر والمعرفة بوسائل التصنيع والانتاج اكثر عن العرب المسلمين، خصوصا وان عهد ابي السرح يقع في الخمسين الأولي من الهجرة، فهل يعقل ان يكون الاتفاق مع دولة من كثر ما كانت متطورة لدرجة انها استاطاعت وقف الزحف الاسلامي جنوبا، دولة بالحجم والقوة دي تفرض عليها شروط اقل ما توصف به انها شروط استسلام، تتحول بموجبها من قوة اقتصادية وعسكرية هائلة الي دولة تجمع العبيد طيلة السنة خدمة للدولة الاسلامية.. لا اعتقد!! وده في حد ذاته يطرح ظلالا كثيفة من الشك حول هذه الاتفاقية..
    كما ان توقيعها كاتفاقية بين طرفين متساويين تنفيه الشروط، وتوقيعها بين طرف غالب وطرف مغلوب، تنفيه شروطها ايضا، فلو تقيض لأبن ابي السرح ان يشترط علي النوبة هذه الشروط من موقف قوي، لكان فتح بلاد النوبة عنوة واقتدارا...
    اعتقد يا محجوب.. انو الاتفاقية دي تحتاج الي مزيد الدراسة والتمحيص.. لكشف الغموض الذي اكتنفها..
    تبقي هناك حقيقة يا محجوب ثابتة تاريخيا..
    (ان العرب والمسلمين لم يعرفوا اخصاء العبيد الا في عهد العباسيين)
    ولك مني جزيل الشكر والتقدير

    (عدل بواسطة جمال المنصوري on 12-11-2013, 07:41 AM)

                  

12-11-2013, 10:15 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: جمال المنصوري)

    العزيز محمد حيدر المشرف

    سلام من الله عليك وعلى أهلك أجمعين وشكرا لك قارئ قارع لسيل
    الكتابة تلك كتابة كعشيقة أبوقطاطى وسواة العاصفه بى ساق الشتيل النى
    وفعل السيل وكت يتحدر ما يفضل شئ ولا يسعنا إلا أن نقول فيها ما
    قاله ذلكم القوال للعجائب(أقدلى وسكتى الخشامه وأنزلى فى العوازل كى)

    شكرا يا مشرف ياخ شرفت
                  

12-11-2013, 12:57 PM

عبد العزيز حسين الصاوي

تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 175

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    إزاء هذ النوع من التأليف هناك أهمية أستثنائية ومستقلة عن مدي صحة وجهة النظر المطروحة فيها هو دورها في تدريب العقل السوداني علي جرأة التفكير والوصول الي الحقيقة باختراق كافة الخطوط الحمراء الموروثة. بعبارة أخري دورها في تدشين عصر تنوير هو سبيلنا الوحيد للخروج من عصر الظلام القرووسطوي الذي نعيشه، كما حدث في اوروبا ضمن ظروفها الخاصة.
                  

12-11-2013, 05:42 PM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: عبد العزيز حسين الصاوي)

    Quote: لينا أن نتواضع قليلا ونري بموضوعية حقيقة أمرنا ماضيا ،وحاضرا، ومستقبلا. لأنه لو استمر النهج الذي نسير عليه الآن،فسنصل-أكيد- في زمن وجيز لقاع المجتمع الفاشل.فلنبدأ بالاعتراف، بأننا شعب عادي مثل الآخرين وقد يحدث لنا ما حدث لمن هم أفضل منّا.فقد تفككت يوغسلافيا تيتو،وتبعثر الاتحاد السوفيتي العظيم،وقديما سقطت روما وامبراطورية الاسكندر.


    يواجه السودان إشكالية ومشكلات بنائية تاريخية،لأنه يحمل تاريخا يجعله أقرب الي الوهم منه للحقيقة والواقع.فقد كان موقعه سببا في عدم الاستقرار طوال تاريخه. وظل السودان بالفعل، مجرد تعبير جغرافي يفتقد الدولة المركزية والمجتمع المستقر.فقد خضع باستمرار للغارات والحملات العسكرية من جاره الشمالي القوي-الأسر المصريه.وصارت المنطقة قليلة السكان، ومن بقي لم يجد الأمن للبناء. وفترات الحضارة والاستقرارالقصيرة،هددها ايضا خطر جديد من الشرق-الاثيوبيون.وبقي السودان أو بلاد النوبة قبائل مترحلة،ومما زادها فوضي، هجرات قبائل عربية هاربة من شبه الجزيرة العربية، ولم تضف شيئا غير مزيد من البؤس.

    هل تحول السودان فعلا إلي دولة عربية إسلامية تمثل نموذجا للمسلمين بعد عام1504 مع قيام سلطنة الفونج؟


    والقارئ لتاريخ سنار ...
    يجد ان الناس والمسلمين وقتئذٍ إهتموا بالكرامات وخوارق العادات أكثر من الإسلام العبادة والمعاملة
    وهذا لا ينفي وجود صوء خافت مثل ووقوف القاضي الشهير دشين ضد الشيخ الهميم في زواج الجمع بين الأختين
    حيث حكم عليه بالبطلان وفسخها منه ....
    ونال رضاء المدحة الشهيرة :دشين قاضي العدالة........
    هذا ومع عدل القاضي دشين ايضا نسجت الخرافة حيث دعا الشيخ علي دشين و............
    الفرق بين تمبكتو وبين سنار كبير جدا خاصة في المخطوطات فتمبكتو لها القدح المعلي ولها السبق والجودة
    حيث لها مخطوطات كبيرة وعالية القيمة
    لكن ايضا وصلت لها يد التتار والمخربين
    أيضا توجد بعض المخطوطات القيمة جدا بالسودان ولكنها لم تلق حظها من النشر
    او أصابها التلف بحيث اننا قوم لانهتم

    التحية لك أخي منصور والتحية لدكتور حيدر
    محبتي
                  

12-11-2013, 06:57 PM

Albino Akoon Ibrahim Akoon
<aAlbino Akoon Ibrahim Akoon
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 1762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: عبيد الطيب)

    زييف التاريخ والواقع وصدق الواقع والتاريخ!!

    ووقعت الواقعة!!!
                  

12-11-2013, 11:18 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: Albino Akoon Ibrahim Akoon)

    الأخ العزيز جمال المنصورى سلام من الله عليك وعلى أهلك والأقربين
    سؤالك جد وجيه ولا أدرى إن كانت هنالك وثيقة مكتوبة بأى لغة كانت
    تحدد تلك الأعداد لا بل تثبت ذلك الشرط الذى ينافى الإسلام ومراميه
    الإسلام الذى جاء لعتق رقاب الناس وتحريرهم من ظلام الجاهليه
    والحقائق يا جمال إن لم تجد شكا واعيا وعقلا منفعلا لصيدها ستظل
    مبهمه يحملها الناس حمل الدواب وأحسب أن هنالك تحريفا مقصود
    تم فى تلك الإتفاقيه التى بنيت على التراضى لا بإلزام المنتصر
    كما ذكر أحد المتداخلين له الشكر فأنا لا أحسب ذلك البند من
    بنود الإتفاق ولا أحسب بأن النوبه نفذوه والدليل غياب الأثر
    لتلك الحشود !! الشئ الذى يؤكد أن هنالك تزوير ما فى الإتفاق
    وإلا فإن هنالك ممارسه لا يقرها الإسلام سنظل نشك فى حدوثها
    ونشك فى شروط إتفاق التراضى بين المسلمين والنوبه

    ولك الشكر
                  

12-12-2013, 12:43 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    الأخ MAHJOOP ALI
    السلام ورحمة الله عليك وجزاك الله ألف خير على ما تفضلت به
    من رأى للأج جمال المنصورى
                  

12-12-2013, 09:20 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    الأخ عبد العزيز حسين الصاوى سلام من الله عليكوالأهل

    نعم السودان يحتاج لقلب منفعل للحس الوطنى وعقال فعال يفصل الزوائد
    فى الفكر الشامل الإجتماعى السياسى والإقتصادى ويستأصل السرطانيات
    فيه لتستقيم لتستقيم دابة حركة المجتمع إلى الأمام.


    منصور
                  

12-13-2013, 12:57 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    ود المقدم سلام من الله عليك يا رجل صدقت فى قولك مقاربا بين تمبكتو
    وسنار وصدقت فى توصيف إسلام سنار الشكر لك ثم الشكر لك
                  

12-14-2013, 01:37 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    ألبينو ياخ الواقعه لم تقع بعد وما زلنا بألف خير
    ويوم تقع جوبا والخرطوم ستكونا هباءا منبثا وما تراه
    ونراه هو جهل الجاهلين وأبقى عافيه ياخ
                  

12-14-2013, 02:55 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    سلمى الشيخ سلامه سلام من الله عليك وكيف حالك فسنار المكان والزمان
    يجب أن تؤخذ كما هى عيوبها وأفضالها وقتذاك والمقاربه بينها والغير
    لا تجوز وسيلة للحكم عليها نعم إستطاع أن يلخصها محمد عبد الحى فى إبداعه
    الحى فى رائعته العوده إلى سنار -شكرا سلمى والتحايا
                  

12-14-2013, 10:35 AM

Barakat Alsharif

تاريخ التسجيل: 06-08-2010
مجموع المشاركات: 1256

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    اقدم لكم ردي على مقال الدكتور حيدر وقد نشرا الرد في سوادنيزاونلاين وحريات ومواقع أخرى باسمي الحقيقي

    الدكتور حيدر ابراهيم علي وادمان جلد الذات
    مبارك مجذوب الشريف

    سنار تزييف التاريخ احتفال بخمسمائة سنة من الركود، هذا هو عنوان المقال الذي خطه قلم الدكتور حيدر ابراهيم على ونشر في موقع حريات الالكتروني بتاريخ 6/12/2013
    المقال في رأيي مثال جيد للخلط التاريخي والمعرفي وضبابية الرؤية اليسارية وانحسارها بحيث لم تعد ترى الأشياء إلا من نافذة جلد الذات والذي يصل لمرحلة احتقار الذات، وتبني المواقف المضادة للتيار المنافس لها وهو التيار الاسلامي، حتى اصبحت مجرد صدى لأفعال الآخرين بعد ان كانت رائدة في الفكر والأدب.
    ابتدر الكاتب مقاله بمقولة للمؤرخ عبد الله العروي ورد فيها (المؤرخ الذي يستخرج العبرة من الماضي يعرف بالضبط من كان على صواب، ومن كان على خطأ يقينا منه أن للتاريخ غاية هي الحرية)
    هذه المقولة التي انبهر بها كاتبنا ووضعها في صدر المقال هي مثال (لرص) الجمل في غياب الروح النقدية التي تقف عند العبارات وتتناول مدلولها وتبحث عن استقامة العبارة والجملة المفيدة.
    نبدأ بالتساؤل: ما هي (العبرة من الماضي) التي سيستخرجها هذا المؤرخ أو ذاك ومن ثم يكون في موقف يعرف (بالضبط) من هو على خطأ ومن هو على صواب إن كانت العبرة من الماضي نفسها ليست شيئاً متفقاً عليه؟ هل العبرة من الماضي هي نافذة واحدة يتناوب المؤرخون الوقوف عليها ليطلوا منها على منظر واحد ونتوقع منهم جميعا الإتفاق على تفاصيله؟
    بكل تأكيد أن (العبرة من الماضي) أمر متغير بتغير الأجيال واختلاف الحضارات، فلو اخذنا معركة كررى وجعلناها نموذجا للعبرة من الماضي فهل سيضمن لنا الدكتور أن العبرة من الماضي التي سيخرج بها مؤرخ سوداني ستكون هي نفس العبرة من الماضي التي سيخرج بها مؤرخ انجليزي؟ هل العبرة من الماضي التي سيخرج بها مؤرخ مسلم لمعركة خيبر هي نفس العبرة من الماضي التي سيخرج بها مؤرخ يهودي؟ ولنفترض ان للعبرة من الماضي نافذة واحدة، سيكون السؤال هو: من هذا المؤرخ الذي سيتفق عليه الناس ويرون أنه قد أفلح في استخراج العبرة من الماضي وعرف بالضبط من هو على خطأ ومن على صواب؟ وهل عبارة (يعرف بالضبط) عبارة علمية في مجال تتعدد فيه الآراء وتختلف فيه وجهات النظر؟
    هذا نموذج لانبهار الصفوة المثقفة عندنا بالعبارات الفضفاضة والجمل خاوية المعنى وتزيين مقالاتهم واحاديثهم بها وكأنها (جوهر صدر المحافل).
    ندخل الآن إلى صلب المقال والذي بني على عدة محاور أهمها وجود مشكلة تتعلق بكتابة تاريخ السودان وقد نتج عنها كما يرى الدكتور حيدر ضعف الحس التاريخي لدى السودانيين، وهناك محور سماه الكاتب تضخم الذات والنرجسية القومية التي افرزت بعض الشطحات وأورد الكاتب امثلة لهذه الشطحات وهما:
    1- ان السودان مركز دائرة الوجود
    2- الاحتفال بمرور خمسمائة عام على قيام دولة سنار الاسلامية
    وقد عالج الكاتب هذين المحورين لا بمشرط الجراح ولا حتى بمشرط الحجام بل باسلوب احتقار الذات، ومن ثم توصل إلى خلاصة مفادها أن أهل السودان هم حثالة الحضارة وسنتاول هذين المحورين بالنقاش لنري على أرضية تقف.
    المحور الأول وجود مشكلة تتعلق بكتابة تاريخ السودان
    يقول الدكتور وهو (يناول) الذات السودانية سوطاًً:
    (وقد يقول المرء بكثير من الخجل، أنه لولا (آركل) و (شيني) و(رايزنر) و(جريفث) و(جنكر) و(هينتز) ،لما عرفنا شيئا عن تاريخنا القديم.وللقارئ أن يتأمل في عناء الحفريات، والبحث عن الآثار في أرجاء البلاد تحت مناخ السودان الفظيع لقادمين من اوربا.)
    ويقول الدكتور في سياق آخر (ويعود الفضل ل(آدامز) في تقديم تاريخ النوبه والعصور الوسطي. وكل التفاخر بالأنساب الحالي يرجع لجهود (هارولد ماكمايكل)في حفظه لوثائق الأنساب،وكتاباته عن تاريخ العرب في السودان،)
    وحتى يؤكد لنا الدكتور أن السودانيين يستحقون ضربات سوطه وبجدارة فقد قال: ( قصدت من هذه المقدمة المسهبة، توثيق حقيقة ضعف الحس التاريخي لدينا نحن السودانيين)
    هكذا أذن توصل الدكتور إلى (حقيقة) ضعف الحس التاريخي لدينا نحن السودانيين دون خلق الله أجمعين واجتهد جهده في التوثيق لهذا الضعف، وعلينا أن نلاحظ لفظ (حقيقة) واقتباسه لمقولة العروي التي ورد فيها عبارة (يعرف بالضبط) لنفهم الكيفية التي يفكر بها الدكتور وتبنيه لهذه العبارات حتمية الدلالة.
    نسأل الدكتور حيدر: ما قوله في المصريين هل نصفهم ايضا بضعف الحس التاريخي ؟ هل كان القوم في مصر يعرفون شيئاً عن تاريخهم القديم لولا حملة نابوليون بونابرت؟ هل كانوا سيعرفون شيئا عن اللغة الهيروغليفية وهي لغة اجدادهم لولا شاب صغير السن هو شامبليون وفكه لطلاسم الكتابات المدونة على حجر رشيد؟ كم من البعثات الفرنسية والبريطانية والنرويجية والامريكية سرحت في ارض مصر بحثا وتنقيباً؟ من أين جاءت فكرة تقسيم السلالات الحاكمة في مصر إلى اسر؟ من الذي اكتشف مقبرة توت عنخ آمون؟
    وبعيداً عن مصر نسأله: كم من بعثات التنقيب والحفر الاوروبية جابت الجزيرة العربية واليمن وبلاد الشام والعراق واكتشفت ما اكتشفته؟ الم يكتشف الفرنسيون المسلة التي كتبت عليها قوانين حمورابي؟ من الذي اسس لابحاث كثيرة في الأدب العربي وفقه اللغة وخرج بنتائج لم يخرج بها اصحاب اللغة نفسهم؟ أليس جل هؤلاء كانوا مستشرقين أمثال لويس ماسينيون وكارل بروكلمان ومرجليوث وغيرهم؟
    إنّ جهل شعوب الشرق الأوسط وافريقيا بتاريخها القديم ظاهرة عامة يمكن النظر اليها وتفسيرها من باب صراع الحضارات لا من باب (ضعف الحس التاريخي)، فالجهل بالتاريخ شيء وضعف الحس التاريخي شيء آخر مختلف تماما، فجميع ما قدمه الدكتور من أمثلة هي من باب الجهل بالتاريخ، اما ضعف الحس التاريخي فيتمثل في قيام البعض بتدمير متعمد لحضارة بلدهم او مساعدة الآخرين على سرقتها أو تدميرها، أو العبث بها أو الإساءة إليها، وقد يكون بعض هذا البعض عالماً وقد يكون من عامة الناس، ولا علاقة لغياب الحس التاريخي مع المسائل التي اوردها الدكتور في نقده لممارسات الشخصية السودانية بل ان هذه الممارسات يمكن تسميتها ضعف الحس الحضاري، ونورد هنا امثلته:
    (وقد إنعكس غياب الحس التاريخي في التعامل مع الزمن أو الوقت واحترام المواعيد واستثمار الوقت،وما الحياة إلا حاصل جمع هذه الساعات والأيام المهدرة.ويتبع هذا التعامل العبثي مع الوقت ،عدم المثابرة أي مواصلة أي ّعمل أو نشاط حتي نهايته بنفس روح البداية. فلدينا كثير من المشروعات علي المستوي الشخصي أو العام غير المكتملة.ويمكن للسوداني أن يوقف دراسته في السنة الثالثة بالجامعة مثلا دون وجود أي عذر مقنع.كذلك علاقة السودانيين بما يسمي”الموعد النهائي” مثل تسليم بحث أو ورقة،أو تسديد فاتورة أو قسط.واشتهرنا بيوم الوقفة أي قبل العيد بيوم. وطريقة رجل الثواني التي كانت تثير الاعجاب ب”دريسة”الذي دائما ما يحرز هدفه بعد خروج الجمهور.كذلك الفنان الذي يتدلل علي الجمهور ولا يحضر إلا متأخرا.هذه ممارسات تبدو ثانوية ولكنها تنعكس في مجمل جدية الشخصية.)
    علينا في هذا السياق الانتباه لولع الدكتور بجلد الذات علينا كلما سنحت له الفرصة، فقد خلط الدكتور بين مسائل ثلاث هي الجهل بالتاريخ وضعف الحس التاريخي وضعف الحس الحضاري، فكل ما أورده الدكتور من أمثلة لا علاقة له بالحس التاريخي بل هي ممارسات غير حضارية تفيد أن هناك أشواطاً إضافية يجب قطعها في مضمار الحضارة، وحتى يخفف الدكتور وقع سياطه على بني جلدته فليعلم أن ما ذكره من ممارسات ليست أمراً سودانياً صرفاً بل ممارسات يمكن ان تجدها لدى شعوب كثيرة تتشارك معنا النطاق الحضاري لدول العالم الثالث.
    ولم يكتف الدكتور بهذا الجلد للعامة من الناس بل مد طرف السوط إلى النخبة فقد عزى ما يراه قلة اهتمام من جانب الدكتور مكي شبيكة وتلاميذه بالتاريخ الاجتماعي والاقتصادي إلى خلل في الشخصية إذ يقول:
    (وأظن أن السبب يعود الي نزوع في الاكاديمي والمثقف السوداني عموما،الذي يهاب التجديد والمغامرة.وهو يميل كثيرا للمجاملة، ويخشي المواجهة أيّا كانت طبيعتها)
    ولا أدري على ماذا بنى هذا الحكم؟ لأننا لو نظرنا إلى أي صحيفة سودانية لوجدنا من المواجهات بين المثقفين الشيء الكثير، بل لا يتردد بعض المثقفين في مهاجمة السلطة أياً كانت سواء بالكتابة أو بالقول، وهل ينسى الدكتور أن هذا المثقف السوداني تمكن من إشعال ثورتين أودت بالحكام في اكتوبر عام 1964 وفي ابريل عام 1985؟ هل ينسى الدكتور أن مثقفي البلاد الأخرى احتاجوا لحوالي نصف قرن من الزمان اعتباراً من عام 1964 للوصول لمرحلة المثقف السوداني؟
    ما قوله في أدب الطيب صالح وفيه الكثير من التجديد والمغامرة؟ ما قوله في قصائد التيجاني يوسف بشير المتمردة؟ ما قوله في كتابات منصور خالد؟ ما قوله في كتبات محمود محمد طه؟ ولكن الدكتور مولع بوصم بني جلدنه بكل نقيصة.
    يواصل الدكتور مسلسل الجلد فيقول: (فالتاريخ السوداني شائك ومعيب في كثير من تجلياته، فتاريخنا مثقل بعار ممارسة الرقيق وهذا مما يتجنب المؤرخون معالجته بموضوعية(احمد سكينجا هو الاستثناء).
    ومرة أخرى يطلق الدكتور الأحكام القطعية دونما أي دليل، تاريخنا مثل تاريخ أي شعب في العالم فيه المشرق وفيه المظلم، على الأقل نحن لم ندمر الحضارات كما فعل المغول ولا سرقنا ثروات الشعوب كما فعلت بريطانيا وفرنسا وايطاليا وغيرها من الدول الاستعمارية، ولا أشعلنا الحرب العالمية الأولى ولا الثانية ولا غزونا العراق ولا أفغانستان ولا ..ولا.. فما هو المعيب والشائن في تاريخنا؟
    هل هي ممارسة الرق؟ وهل سلم مجتمع في العالم من ممارسة الرق؟ ألم يكن الرق هذا الشيء البغيض ممارسة إنسانية عامة ومرحلة في تاريخ تطور العقل البشري والحس الإنساني انتهت ولله الحمد بالقضاء عليها؟
    ما هو رأي الدكتور في من قام بشحن ملايين الأفارقة في أسوأ حال إلى العالم الجديد؟ ما رأيه في من طبق سياسة الفصل العنصري؟
    المحور الثاني تضخم الذات والنرجسية القومية
    تناول الدكتور هذا المحور من خلا مثالين هما:
    1- ان السودان مركز دائرة الوجود
    2- الاحتفال بمرور خمسمائة عام على قيام دولة سنار الاسلامية
    يقول الدكتور:
    (يشتط كثير من الكٌتّاب في الحديث المبالغ فيه عن دور السودان في العالم والتاريخ البشري.وقد استوقفتني شطحتان تدعيان وضوح الفكر والنظرة الشاملة.إذ تقول الاولي بأن السودان هو “مركز دائرة الوجود”.أما الثانية فهي أكثر جنوحا وخطرا لأن الدولة تتبناها من خلال الاحتفال بمرور 500 عام ميلادي(سبق الاحتفال بالعام الهجري)علي قيام دولة سنار الإسلامية.وهي تستند علي فكرة”إنسان سنار واطروحة المخلص”.(حسن مكي:الثقافة السنارية،ص74

    وقبل ان نمضي في مناقشة المثالين نسأل الدكتور ما الفرق بين نموذج مثقف يتبنى الاحتقار الكامل للذات السودانية وتموذج مثقف آخر يتبنى تضخيماً لهذه للذات ؟ اعتقد أن النموذجين ببعدهما عن الوسطية وجهان لعملة واحدة، يصيب النموذج الأول الأنسان السوداني بالاحباط ويدمر معنوياته، ويملأه النموذج الثاني بالغرور والاوهام الفارغة فيقعد به عن السعي والتحصيل والإجتهاد.
    الانسان السوداني مثله مثل باقي البشر له حسناته وله سيئاته، يستطيع ان يبدع وأن يعمل وأن يخترع ليس شراً كله ولا خيراً كله، ولكنه يطمح ليكون خيراً كله ..هكذا ببساطة. سنناقش الآن النموذجين:
    1- ان السودان مركز دائرة الوجود
    الفكرة نفسها فكرة بشرية ولا جديد فيها بمعنى أنها توجد اينما وجد بشر، فاليهود مثلاً ينظرون إلى انفسهم باعتبارهم شعب الله المختار، ونظر الاغريق إلى أنفسهم كابناء للآلهة وغيرهم برابرة، والالمان آمنوا بفكرة تفوق الجنس الآري، والمصريون يقولون ان مصر أم الدنيا، كما أن فكرة االعولمة الحديثة ما هي الا محاولة لصب البشر في قالب الحضارة الغربية باعتبارها قلب العالم النابض.
    لا اقول ذلك دفاعاً عن الفكرة بل لتبيان أنها ليست اختراعا سودانياً خالصاً، ومتى ما عرفنا أن هناك غيرنا يفكر بنفس الطريقة ولديه نفس الطموح فلندخل معهم في دائرة التنافس الشريف لتحقيق هذا المركز، لا أن نركن إلى التسليم بأننا مركز دائرة الوجود فعلاً ، يمكننا أن نقول نحن لسنا ذلك ولكن يمكننا أن نكون كذلك، والخلل في مقولة الاستاذ محمود هو انه قد قرر فعلاً أن السودان (هو مركز دائرة الوجود) فقام بنقل احتمال ما سوف يكون إلى شيء يرى انه كائن بالفعل.
    2- الاحتفال بمرور خمسمائة عام على قيام دولة سنار الاسلامية
    أختار الدكتور هذه (الشطحة) كما سماها عنواناً لمقاله (سنار تزييف التاريخ احتفال بخمسمائة سنة من الركود) وهي انتقاد لمقولة الدكتور حسن مكي:
    ” عاش المسلمون ثلاثة قرون لا يكادون يسمعون خبرا سعيدا حتي جاء ذلك الخبر السعيد والبشري الطيبة بكسب الإسلام لأرض بكر تعادل أضعاف الأندلس في قلب قارة إفريقيا.كسب الإسلام في إفريقيا ببزوغ نجم مملكة سنار الإسلامية وخسرت المسيحية بأفول ممالك النوبة وعلوة المسيحية”.(ص35)
    قبل أن نمضي في تفنيد أقوال الدكتور حيدر يستحسن أن نقف قليلاً عند مقولة حسن مكي (عاش المسلمون ثلاثة قرون لا يكادون يسمعون خبرا سعيدا) لأن بها خطأ تاريخي جسيم، فلو رجعنا ثلاثة قرون للوراء منذ عام 1504 وهو تاريخ معركة سوبا، سنجد أن كثيراً من الأخبار الهامة قد حدثت ابرزها معركة عين جالوت عام 1260 والتي انكسرت فيها جحافل التتار امام جيوش الملك المظفر سيف الدين قـطـز، و كان ايضا هناك حدث آخر مهم جداً وهو سقوط القسطنطينية في عام 1453، تلك المدينة التي استعصت على المسلمين زهاء سبعة قرون وبسقوطها انفتحت الابواب واسعة للدخول إلى القارة الأوروبية بحيث وصلت الجيوش العثمانية إلى أسوار قيينا.
    تجاهل تلك الأخبار والقفز إلى أن معركة سوبا تمثل حدثاً يتجاوز في اهميته تلك المعارك، هذا قول يحتاج إلى إعادة نظر، ليس هذا وحسب بل أن معركة سوبا نفسها لم يكن الصوت الجهادي فيها هو الصوت العالي، وهذا نتيجة لضعف القاعدة الثقافية الأسلامية التي تشكل الأرضية المناسبة لاشعال نار الجهاد، فكتب الفقه الاسلامي والفقهاء كانوا عملة نادرة والطرق الصوفية لم تتمكن بعد من نفوسا الناس، ومن أوائل الطرق الصوفية التي وفدت للسودان الطريقة القادرية وفد جاء اول شيوخها وهو تاج الدين البهاري في منتصف القرن الرابع عشر، أي قبل سقوط سوبا بحوالي نصف قرن، وبالتالي فمن الصعب اعتبار ان الدافع الديني كان هو المحرك الوحيد لتحالف الفونج والعبدلاب، بل كانت هناك عوامل اخرى بعضها اقتصادي وبعضها يتمثل في اختلال ميزان القوى بين مملكة سوبا التي دخلت مرحلة ضعف عام، وتزايد قوة التجمعات القبلية حولها والتي كانت اعدادها تنمو باستمرار، ومن ثم كانت هناك حاجة لتغيير الخريطة السياسية بحيث تجد تلك القوى الجديدة مساحة اوسع للتعبير عن تطلعاتها، وكان أن نظمت هذه الحشود ذات الخلفية القبلية المتباينة العلاقة بينها تحت الشعار العريض الجامع بينها وهو الأسلام ورتبت فيما بينها لمرحلة ما بعد سقوط سوبا وتمكن هذه الترتيبات رغم كل المشاكل والصراعات التي حدثت فيما بعد، تمكنت من الصمود لمدة ثلاثة قرون انتهت بالغزو التركي المصري في عام 1821م.
    والغريب ان الدكتور حيدر يعترف بذلك ولكن يورده فقط في مجال الهجوم فقد كتب:
    (كان السودانيون غير محظوظين فلم يدخل إليهم الإسلام من البداية علي يدي رجال اتقياء وورعين ولم يرسل لهم العلماء والفقهاء،فقد كان الحكام نهمين للبقط فقط. ولذلك كان من العادي أن نقرأ في التاريخ:”ولم تشتهر في تلك البلاد مدرسة علم أو قرآن.ويقال أن الرجل كان يطلق المرأة ويتزوجها غيره في نهارها من غير عدة”يعلق باحث:-”ولا غرابة في هذه الحال فالعرب الطارئون علي السودان الذي خضع للفونج كانوا، حتي زوال سلطان العنج،في حال من البداوة لا يتيسر معها تأسيس مدرسة ولا نشر علم.فكان إسلامهم إذا إسميا، ولعلهم قد نسوا كثيرا من تعاليم الدين وأحكامه،لبعد صلتهم بمواطن العلم والعلماء. كانوا علي هذه الحالة من الجهل حتي قدم الشيخ محمود العركي من مصر وعلم الناس العدة وسكن النيل الابيض وبني قصرا يعرف الآن بقصر محمود”.(عبدالعزيز عبدالمجيد:التربية في السودان،ج1،ص57)

    إذن أورد الدكتور بنفسه الدليل على ان معركة سوبا لم تكن جهادية دينية، لأن اسس الاسلام الاساسية تكاد ان تكون مجهولة فما بالك بالفقه الجهادي؟
    وخلافاً لرؤية الدكتور حسن مكي نقول أن رمزية هذا الحدث تهم السودان اكثر مما تهم العالم الاسلامي، ففيه اتحاد بين مجموعات عرقية متباينة، وفيه وجود شعار عريض جامع هو الاسلام دون الدخول في تفاصيل المعتقدات، وفيه اقتسام للثروة والسلطلة بين تلك المجموعات وبعضها افريقي وبعضها عربي. واي احتفال بهذه الذكرى واي احتفاء بها يجب ان ينظر إلى قيام سلطنة سنار من هذه الزوايا. اتحاد بين مجموعات عرقية مختلفة، تحت شعار جامع يوحدها، مع برنامج لتقاسم السلطة والثروة.
    ويهاجم الدكتور حيدر حسن مكي فيقول:
    (فالكاتب يختزل التاريخ إلي صراع أديان فقط ،لذلك يبتهج لخراب مدينة سودانية حضارية هي سوبا، لأنها مسيحية ولا تغفر لها سودانيتها عند إسلاموي يحتقر فكرة الأوطان،ويتوق ل:”أمة محمد”.)
    ونشاطر الدكتور حيدر الأسف في خراب أي مدينة سودانية مع أن فكرة السودان كدولة في ذلك الوقت لم تتشكل بعد، ولكن لا بأس من تذكيره بقيام مملكة اكسوم المسيحية بغزو مملكة مروى السودانية ذات الحضارة العريقة وقيامها بتدميرها بالكامل ومحوها من الوجود.
    أما كون أن حسن مكي يتوق (لأمة محمد) فليس في هذا ما يعيب، فالشيوعيون يتوقون لنشر المذهب الماركسي وجعله اممياً والمسيحيون يتمنون أن يجد جميع الناس في مشارق الأرض ومغاربها الخلاص على يد يسوع المخلص، والمسلمون يتوقون إلى امة محمد التي تجمع بين الابيض والاسود والعجمي والعربي بحيث تكون قبلة كل هؤلاء واحدة، هذا إذن طموح بشري مشروع كل يعمل له حسب معتقده وفكره.
    ولا يشبع الدكتور حيدر من جلد الذات رغم انه ينكر ذلك فيقول:
    (هذه رؤى تاريخية ضارة لأنها قادت السودانيين إلي تضخم شوفيني ونرجسية قومية،فلم يعرفوا قدر أنفسهم، وعاشوا الغيبوبة التي أودت بهم إلي أدني موقع في تطور العالم حصريا، عكس أوهامهم. ووضعية السودان الحقيقية تثبتها كل تقارير الأمم المتحدة والمتخصصون في التنمية.ففي هذه اللحظات التي اكتب فيها،جاء تقرير منظمة “الشفافية العالمية” مدرجا السودان ضمن أفسد خمس دول في العالم وماقبل الأخير بين177 دولة،قبل الصومال فقط.وصدر تقرير الأمم المتحدة الإقليمي مبينا أن للسودان أعلي نسبة في انتشار مرض الإيدز في منطقة شرق المتوسط وشمال إفريقيا. وقبل أيام في ورشة العنف الأسرى، كشف مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم اللواء(محمد احمد علي) تسجيل بلاغين تحرش و عنف ضد الاطفال يوميا بالولاية.(الاهرام اليوم 14/11/2013).هذه مجرد نماذج قليلة للغاية لضيق الحيز المتاح. انتهى نص الدكتور حيدر.
    لاحظوا العبارت القاطعة التي يستخدمها الدكتور مثل (وعاشوا الغيبوبة التي أودت بهم إلي أدني موقع في تطور العالم حصريا) هل لنا أن نضع خطاً تحت كلمة (حصرياً)؟ ألم أقل لكم أن الدكتور يتظر للسودانيين كحثالة البشر؟ وإلا فما هو أدنى موقع في تطور العالم؟ والأدهى أنه حصرياً لنا لا يشاركنا فيه مشارك.
    والغريب انه يستند في هذا الحصر إلى تقارير تصدرها منظمات غربية لا تخلو من الغرض، وعلى أي حال نسأله متى كان للمنظمات (الإمبريالية) مصداقية لدى اليساريين،؟ فاذا كانت الامبريالية ومنظماتها ونظامها الديمقراطي وتمسكها بالرأسمالية يقدمان النموذج الأمثل للبشر فلماذا يكون البعض عندنا يسارياً؟
    ويواصل الدكتور مسلسل الجلد يقول:
    (يواجه السودان إشكالية ومشكلات بنائية تاريخية،لأنه يحمل تاريخا يجعله أقرب الي الوهم منه للحقيقة والواقع.فقد كان موقعه سببا في عدم الاستقرار طوال تاريخه.)
    لاحظوا ظاهر الانبهار بالنص ورص الكلمات (اشكالية ومشكلات بنائية تاريخية) ونسأله من قرر أن تاريخنا اقرب للوهم منه إلى الحقيقة وما هي الأدلة على هذا الوهم؟ هل لمجرد ان كاتبا ما نادي بالإحتفال بقيام دولة إسلامية في سنار فإن تاريخنا تحول إلى وهم؟
    ويتساءل الدكتور حيدر:
    (هل تحول السودان فعلا إلي دولة عربية إسلامية تمثل نموذجا للمسلمين بعد عام1504 مع قيام سلطنة الفونج؟)
    نقول: عام 1504 هو مجرد محطة في طريق التحول والذي بدأ بصورة سلمية قبل فترة طويلة استمرت أكثر من ألف ومائتي عام بعد معركة دنقلا وتوج بمعركة سوبا واستمر بعدها، حيث أتي بعد ذلك العلماء والمتصوفة واكملوا عملية التحول للثقافة العربية الاسلامية التي كانت بطيئة من قبل وقاموا بتسريع خطواتها، ثم بدأت ثمار هذا التحول تظهر حين ظهرت كتابات سودانية واشعار بالفصحى والعامية بعضها مدون في كتاب الطبقات وتبعها انخراط في الحياة الثقافية التي كان الأزهر يمثل أهم رموزها بظهور الرواق السناري ورواق دارفور في الازهر و حملات كسوة الكعبة من قبل سلاطين الفور. واستمر هذا التحول في التجذر والانتاج حتى وصلنا لمرحلة نالت فيها رواية سودانية مكتوبة باللغة العربية موقع افضل مائة رواية في الأدب العالمي وهي موسم الهجرة للشمال، وانتج عبد الله الطيب مؤلفاً ضخما رفد به الأدب العربي وهو المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها.
    حاول الدكتور حيدر ان يجيب بنفسه على تساؤله:
    (هل تحول السودان فعلا إلي دولة عربية إسلامية تمثل نموذجا للمسلمين بعد عام1504 مع قيام سلطنة الفونج؟)
    وقرر ان الاجابة على السؤال تستدعي من (من البداية لابد من الإقرار حقيقة أن العرب لم يتخلوا عن نظرتهم العنصرية والدونية تجاه (السودان) في مقابل البيضان بسبب اللون وخضوعهم حتى زمن متأخر لتجارة الرقيق)
    نقول: لا ندري لم يغلف الدكتور معلوماته بغلاف (الحقيقة) ويطالبنا (بالاقرار) بما يراه حقيقة؟
    كلمة رقيق كانت تشمل في تاريخ العرب ليس الأسود فقط بل الأبيض أيضا، فسلمان الفارسي وصهيب الرومي كانا من فئة العبيد رغم بياض لونهما، وحتى زيد بن حارثة كان عبداً رغم انه عربي وينتمي لقبيلة معروفة، والمماليك حكام مصر كان يؤتى بهم من بلاد الشركس والقوقاز ومن التركمان وبلاد السند والهند ومع ذلك لا يشفع لهم بياض اللون
    ويقدم الدكتور تفاقية البقط كدليل لهذه النظرة الدونية العنصرية، لأن فيها نصاً يقول:
    ((وعليكم في كل سنة ثلثمائة وستون رأسا تدفعونها إلي إمام المسلمين من أوسط رقيق بلادكم غير المعيب)
    والدكتور يتجاهل ان كل المجتمعات البشرية في ذلك الحين ينتشر فيها الرق، ولكن نسأل الدكتور: من أين يأتي النوبة انفسهم بالرقيق؟ هل كانوا يرسلون ابنائهم وبناتهم للمسلمين؟
    كلا كانوا يرسلون الرقيق مما يليهم من شعوب داخل العمق السوداني ويشنون الغارات عليهم ثم يرسلون الحصيلة بصورة سنوية للمسلمين، وفي المقابل وحسب اتفاقية البقط كان على المسلمين تزويد النوبة بالحبوب والاحتياجات الأخرى، كما ان الاتفاقية منعت المسلمين من دخول بلاد انلوبة منعاً باتاً وسمحت لهم بالعبور فقط (ترانزيت) وعبارة (اواسط رقيق بلادكم) ، فهي لا تخاطب النوبة بكونهم رقيقاً بل تطلب منهم إرسال اواسط رقيق بلادهم مما يدل على النوبة انفسهم كانوا يمارسون الرق ويسترقون غيرهم وينظرون إلى غيرهم من الشعوب بدونية وعنصرية، ولعل الدكتور لو القى نظرة على االرسومات في المعابد النوبية لوجد الرقيق وهم يقدمون للملوك.
    يقول الدكتور:
    وكثيرا ما يراودني سؤال: لماذا لم يحاول(عبدالله بن أبي السرح) إدخال السودانيين في الإسلام أو طلب دفع الجزية المعهودة؟
    ومن قال لك انه لم يحاول؟ كل ما في الأمر ان بلاد النوبة استعصت على المسلمين حرباً لدرجة أن المسلمين أطلقوا عليهم اسم رماة الحدق لمهارتهم في الرمي، وظلت الحرب بينهما سجالاً قروناً من الزمن، وحتى اتفاقية البقط كانت اتفاقية بين طرفين متعادلين، كل طرف عليه التزام، ولو كان للمسلمين القوة الكافية لدخول بلاد النوبة فما الذي يجعلهم يوقعون اتفاقية لا تعترف لهم بحق الاقامة وتلزمهم بتزويد النوبة بالحبوب مقابل التزام النوبة بالرقيق؟
    يقول الدكتور
    (كان السودانيون غير محظوظين فلم يدخل إليهم الإسلام من البداية علي يدي رجال اتقياء وورعين ولم يرسل لهم العلماء والفقهاء،فقد كان الحكام نهمين للبقط فقط.)
    هنا مغالطة تاريخية، لم يجري ارسال علماء للسودان لأن البلاد كانت مسيحية بالكامل ولم تفتح بعد، وطالما ان هناك بقط فمعنى ذلك ان البلاد لم تصبح اسلامية، ومتى ما اصبحت اسلامية سيتوقف البقط، لا يمكن الجمع بين الاثنين عدم ارسال العلماء واستمرار البقط.
    وخلافاً لرأي الدكتور نقول بل كان السودانيون محظوظين، فقد دخل الاسلام بلادهم بهوادة ولين واسلم الكثيرون عن قناعة لا بالسيف، ثم جاء المتصوفة وتسامحوا كثيراً مع اخطاء الناس في العقيدة والسلوك وأخذوا ينقلونهم درجة درجة إلى تعاليم الدين وابقوا على كثير من العادات والتقاليد فلم يمسخوا هوية الشعب، وكانت النتيجة هذا الشعب الذي يشهد له الكثيرون بحسن المعشر ودماثة الخلق، ويشهدون له ايضاً بشدة البأس حين الغضب، وما كتابات تشيرشل واشعار كبلنج ببعيدة.
    تخلف هذا الشعب الحضاري جزء من منظومة تخلف شملت شعوب افريقيا وآسيا والشرق الاوسط، وهو ليس قدره الدائم، وان كان اجدادنا في مروى طوروا الهيروغليفية المصرية لتكون ابجدية شبه كاملة واقاموا مناجم الحديد وشيدوا حضارات مزدهرة فلا شك ان الأبناء موعودون بالمساهمة في تقدم الحضارة دون احتقار للذات ولا نرجسية جوفاء.
                  

12-14-2013, 08:24 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: Barakat Alsharif)

    الأمين إبراهيم سلام من الله عليك طالا من سقف الفيسبوك والشكر لك
                  

12-16-2013, 03:00 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    الأخ الأمين إبراهيم شكرا لك على قولك الذى وضح من حوارك مع الأستاذه سلمى لك الشكر والسلام
                  

12-19-2013, 12:20 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)



    تحية لحبيبنا المنصور ،
    وتعظيم كبير للدكتور حيدر إبراهيم ،


    وكنت من قبل ايام الانتخابات المزورة ، يكتب المقالات ، ويلاحق الأخبار ، وما كنتُ أريد له محللاً صحافياً ، بل مفكر له رؤيا ، وهذا المقال هو عودة به إلى ما رغبناه له ، فمرحى .

    للمرة الثانية أتوقف كثيراً عند مقال كثيف بالرؤى والنظرات الفكرية التي تتخلله ، فقبله كان عن ختان المثقف . مقال ضرب على أوتار حساسة ، ونحن نقرا مسلمات التاريخ . لا يعمل الإبداع الذهني في قراءة التاريخ الاجتماعي والثقافي ، وهي ذات المآخذ على كتب الرعيل الأول من المؤرخين . ونعرف الأعباء الكبار التي تنتظر علوم التاريخ للرصد وللتحقيق . وهو أمر تقوم به مؤسسات تدعم المؤرخين ، فالبروفيسور فدوى عبد الرحمن علي طه ، قد نقّبت في المباحث والكتب في دور الوثائق الأجنبية ، ما مهد أن تنال دكتوراه فخرية من إحدى الجامعات الهولندية ، من الرصيد والدعم المعرفي الذي قدمته .
    وأذكر أني ابتدرت ملفين في سودانيزأونلاين حول :
    ( معركة كرري ) و ( معركة الشكابة )
    وعفى الله على تكنولوجية الأستاذ بكري أبو بكر ، فقد اختفى الملفان دون أن نجد حتى في قوقل ما يسعفنا . ولكني احتفظت بأصل الملف ، وفي مراجع من الكتب والأسفار ، والصور المنقولة . ومقدمة تجاوزت المقدمات التقليدية وأهواء التاريخ المعروف ، واتجهت مباشرة إلى رصد أقاويل الجدات والأجداد الذي تبقوا من آثار المعركتين ، لينيروا لنا الطريق ، كيف كانت الحياة في ذلك الزمان . ولكن لم أجد ما انتظرته ، بل ضاع الملف ، وكنت أحسب أن الملف سوف يجذب بقواه الجاذبة من سمِع شهادات الذين حضروا تلك الأحداث من الأجداد .
    لقد أنجزت مجموعة الصور السودانية القديمة عملاً هائلاً ، بتقديم مواد فتوغرافية من المراجع الغربية ، وصور قبل أن تتطور آلة الصناعة في التصوير ، وقبل أن يعتلي الكذب المصادر ، أصبحت الصور التاريخية الخاصة بالسودان والسودانيين . وقد أعانتنا كثيراً ...

    نذكر مصداقاً لكتاب الدكتور حيدر إبراهيم ، فقد رصد التاريخ ، زيارة لملك النوبة وقد زار البلاط العباسي ، وطلب من الخليفة إعفاء النوبة من جلب العبيد عام بعد كل عامين ....، وهو تاريخ موثق سوف نأت به في وقته إن تطلب ذلك ...
    وللحديث بقية إن مدّ الله في العمر

    *
                  

01-25-2014, 01:15 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ الأستاذ Barakat Alsharif

    السلام ورحمة الله عليك والبركات عزيزى فقد قرأت كتاب دكتور حيدر
    وقرأت كتابك وتأكد لى أن هذا السودان لا ينهزم إلا بفعل بنيه عند
    الإختلاف علما بأن لهم من المهارات والقدرات إذا ما أستخدمت فى
    تقديم أطروحات مطلقه متحرره من أى قيد وفى أى مجال من المجالات
    فإن هذا السودان سيسمق إلى الأعالى. أقول وأنا ليس بدارس للتاريخ
    ولكن يمكن أن أقول مطلع عليه ومحب له ولكنى دارس لفلسفة التاريخ
    وللبعد المعيارى فيه فتجدنى أراك إستليت يراعك عن غمده لكى توقع
    هزيمة كبرى فيما كتبه دكتور حيدر وهذه هى مأساتنا فربما يتخندق
    البعض منا مع ما قاله حيدر ضد ما جئت به وربما تجد كتابتك تلك
    من تجذب إعجابه ويتبناها وأنا هنا ليس حكما عليكما ولا ينبغى لى
    ولكن لاحظت نقدك لكتاب حيدر عبارة إثر عباره نقدا تفصيليا تأتى بما
    يوازيه من ما تراه وفى ذلك محمده ولكن هل من الممكن أن يكون
    كل ما جاء به دكتور حيدر سالبا وينبغى ضحده أم أن هنالك ما هو
    إيجابى يجب تثبيته فمجملا يا عزيزى بركات تجدنى أقدر لك جهدك
    وتوسعك فى البحث ومقارناتك ومقارباتك لما قال به حسن مكى ولنظرتك
    المقدره لضعف الحس التاريخى والجهل بالتاريخ وضعف الحس الحضارى
    وكذلك ردودك المفحمه ورايك فى إتفاقية البقض الذى يخالف رأى
    دكتور حيدر وكذلك تأكيدك لعبقرية الذات السودانيه الحاضره فى المشهد
    الثقافى سواء أن كان ذلك بإبداعها الشعرى فصيحا أو عامى كما جاءت
    بعض النماذج فى الطبقات أو ما تفرد به الطيب صالح وعبدالله الطيب
    رواية ودراسه - أشكرك على رفد البوست بمقالك ونتمنى أن نرى
    تناولا من دكتور حيدر عليه ليكون سجالا معرفيا لا عراكا فكريا يصنع
    الهزيمه للجميع.
    ولك السلام

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 01-25-2014, 01:19 AM)
    (عدل بواسطة munswor almophtah on 01-25-2014, 05:27 AM)

                  

01-25-2014, 01:11 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    الباشمهندس الشقلينى السلام ورحمة الله عليك والبركات دوما حاضر
    فى المشهد المعرفى ومبضعك لا يتوانى فى أن يفعل ذات فعل
    إزميل سغراط ينزع الصور الرابضه على صفح الصخر العصى
    الشقلينى أعد مرة نشر ذلك الموضوع الذى إختفى فى النت وتعسر
    الحصول عليه بشتى الطرق - عزيزى أشاطرك الرأى أن
    دكتور حيدر يمتلك أدوات التفكير ويمتلك سعة الثقافه ويمتلك
    ملكة القول السديد فأنظر إلى ما سطره!!

    ولك الشكر والسلام
                  

01-25-2014, 08:04 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)


    نبذله لكم ثانية لقراءة أكثر تأنٍ وأكثر عمقا فحتما
    ستهتز بعض قناعات التلقين المشحونه بمكر عاطفى جبار
    فى الأزهان ولمدى طويل!!


    منصور
                  

01-26-2014, 01:00 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي..........
                  

01-26-2014, 10:47 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سنار..تزييف التاريخ //د.حيدر إبراهيم علي.......... (Re: munswor almophtah)

    الكتابه غير المتوقعه كما الحلم النبيل يتمنى معائشه ألا ينبتر ولا ينفصل


    منصور
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de