|
ســألـتـكـم بالله: هـل لـو سـكـت عـلى هـذا أكـون قـد كـفـرت؟ شـاهـدوا الـصـور وأفـتـونـى
|
أنـا حـقا فى حـيرة مـن أمـرى!
فقد نشـأت فى بيئة وطنية بحق، رغم تضارب التيارات الفكرية والسياسية من شيوعيين إلى إخوان مسلمين إلى وطنى إتحادى وحزب أمة وإشتراكيين حتى فى أسرات أقاربى الممتدين وأصدقاء العمر، والكل يحمل هم الوطن فى سويداء فؤاده ولب عقله.
وقضيت جل طفولتى وصباى فى السوق العربى فخالطت كل أنواع البشر وكل القطاعات والمهن، والأجناس والأعراق، والمشترين والباعئين، وعملت فى مهن متعددة بما فيها بيع الخضار فجرا للسبابة. ثم مكننى الله من أن أزور كل بقاع السودان شبرا شـبرا شرقه وغربه، جنوبه وشماله. فما وجدت إختلافا يذكر فى معدن الناس. نفس البراءة والكرم والخلق القويم والأخلاق النبيلـة العفيفة. صدقا فى الحديث ورحابة فى الصدر، إلا فيما يؤذى ويشين، ونجدة للمحتاج وجودا بالموجود؛ وشفقة ورحمة، وترحاب بكل جنس وكل عرق وكل لسان وكل عمر، فى الأفراح والأتراح. وجرأة فى إقرار الحق وتقويم المعوج، ومواساة "فايت الحد".
وظللت طوال عمرى أسمع أن السودانى نبيل وكريم وصادق ومخلص حتى من إخوة أفارقة وعرب. وكنت مصدقا لكل ذلك بإيمان مطلق.
وفجأة أفـقت مروعا كأنما كنت نائما أعيش فى حلم جميل، فأذا بالحلم ينقلب كابوسا مرعبا. ومما هالنى عدم المبالاة التى صار الناس يتعاملون بها فى أحرج الظروف وأفظع الجرائم وأبخس الرازيا وأحط الفسق.
فـسألت نفسى: هـل لو تغاضيت سأكون أحسن حالا وأهدأ بالا؟ وأنا الذى وصانى أبى عليه رحمة الله بأن: "لا يعيب الرجل إلا ثلاث: الكذب والسرقة والخيابة". فهـدانى تفكيرى أن أشرككم فيما أعانى عساى أجد حلولا ناجعة لمعضلتى فيستفيد منها الآخرون، من أجل سودان أكثر مكانة وأعلى تكريما للإنسان، ومستقبلا خيرا لقادم الأجيال.
وإلى الله وإليكم ألـجأ عسى أن يقدر الله على أياديكم فـرجا، وفى رأيكم سددا.
ولا أريد منكم غير أن تحكموا ضـمـائـركـم
|
|
|
|
|
|