|
لا يا صحيفة الميدان.. إنفصال الجنوب ليس بالضرورة وبالاً على الجنوب ..
|
كلمة الميدان
Quote: الصراع المسلح في
دولة الجنوب يفاقم من معاناة المواطنين
الوضع المأساوي في الجنوب كان متوقعاً لكل متابع للأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والخدمية. وقلنا نحن في الحزب الشيوعي السوداني: إن انفصال الجنوب سيكون وبالاً ليس على الجنوب وحسب بل على الشمال أيضا. وكان أول مسمار يدقُ في نعش وحدة السودان هو الاتفاق الثنائي بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. أبعد فيه شعب السودان عن قصد ومع سبق الإصرار ورضوخاً لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من المشاركة في تحديد مصير السودان كشريك أصيل أو حتى مراقب لأي اتفاق يتم بين المتفاوضين.
وانتقلت ذات الخلافات حول المناصب واقتسام السلطة والثروة، خاصة بعد استشهاد د. جون قرن دي مابيور، وحذت حكومة الجنوب حذو حكومة المؤتمر الوطني وقع الحافر على الحافر. تم استقطاب السلطة والثروة في يد حفنة من قيادات الحكومة والحركة الشعبية. استغلوا أموال البترول في تشييد القصور والعمارات الشاهقة والفنادق الضخمة كاستثمارات خاصة. وعم الفساد كل مناصب الدولة دون استثناء. وهمشوا المواطنين الجنوبيين الذين كانوا وقوداً للحرب ومضوا سنوات من عمرهم ينتظرون عائد تضحياتهم تتمثل في الاستقرار مع أسرهم والعيش في سلام وتعويض ما دمرته الحرب من منازلهم وممتلكاتهم؛ ولكن ذهبت أحلاهم أدراج الرياح، ولم يجدوا غير التهميش والفقر المطلق والجوع المدقع الذي أورثهم كل أنواع الأمراض. ولازالوا في نفس أكواخهم المائلة التي ترقد تحت أقدام عمارات أخوتهم في الحرب.
هذه هي الأسباب الواقعية والأساسية للغضب العارم الذي يرى كل ذلك أمامه. وفي مجتمع قبلي، كان من المؤمل منه التنمية والتطور، زاد الالتصاق بالقبيلة طلباً للنجدة المفقودة عند النظام. ولهذا فإن الصراع الدموي الدائر ليس صراعاً من أجل تطوير الجنوب وإخراجه من البدائية إلى مشارف القرن الحادي والعشرين، بل صراع حول السلطة واقتسام الثروة بعيداً عن الشعب. يؤكد ذلك إمتداد الحرب إلى مناطق أخرى مثل البيبور وجونقلي وبور وغيرهم. وإذا لم يتم تدارك هذا الوضع فإنه سيتحول إلى حرب أهلية قبلية تعم كل الجنوب.
نحن في الحزب الشيوعي، ضد الحرب ونقف ضد الصراعات القبلية وسيطرة قبيلة أو أثنين على مقاليد الحكم والاستئثار بالثروة والسلطة لفئة من هذه القبائل. الحل يكمن في وقف الحرب والحوار بين الأطراف المتصارعة وإشراك كل قبائل وأحزاب الجنوب بما فيها رجال الدين بمختلف مسمياتهم لوضع حد للصراع والامتثال للدستور الذي لا يفوق بين المواطنين قبلياً أو دينياً أو لغوياً أو جهوياً، مع التنمية المتوازنة لتعمير ما دمرته الحرب. وتبديل السياسيات القديمة لوضع حد للفساد واستقطاب الثروة لتصب في التنمية والتعمير. لابد من الحوار السلمي الذي يشرك كافة القوى السياسية التي تضع البديل للحرب وإستدامة الجنوب وتطويره. |
|
|
|
|
|
|