هكذا نعي الخبير المائي(سليمان محمد سلمان) صديقه(مدني العرضي) رحمه الله!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 09:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-03-2013, 01:10 AM

Tragie Mustafa
<aTragie Mustafa
تاريخ التسجيل: 03-29-2005
مجموع المشاركات: 49964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هكذا نعي الخبير المائي(سليمان محمد سلمان) صديقه(مدني العرضي) رحمه الله!

    والآن فقط نعرف انه كان معانا عضو منبر ممتاز وفي لشعبه و لمزارعي الجزيره
    فضل العمل معهم بدلا عن القضائيه,اللهم ارحم اخونا مدني العرضي بقدر ما احب الزارعين و البسطاء ووفي لهم.

    Quote: المُحامي .. بقلم: د. سلمان محمد أحمد سلمان
    الصديق الرَاحِل الأُستاذ مدنِي العُرضِي الحسين المُحامي .. بقلم: د. سلمان محمد أحمد سلمان


    الإثنين, 25 تشرين2/نوفمبر 2013 13:54



    التقينا طلاباً جُدد في كلية الآداب بجامعة الخرطوم في بداية شهر يوليو عام 1967، قبل ما يزيد عن 45 عاماً. شاء القدر أن تكون المواد التي اختارها كلٌ منا في عامنا الأول في الكلية هي نفس المواد. لذا فقد كثرتْ لقاءاتنا منذ الأسبوع الأول للدراسة. تحادثنا وتعارفنا. وجدنا أن ما يجمعنا في حقيقة الأمر كان أكبر من المواد الأربعة التي اخترناها ذلك العام. كان مدني العرضي الحسين من قلب الجزيرة، وأنا من شرق الجزيرة. وجمعتنا أفكارٌ سياسيةٌ ساميةٌ: إيماننا بالحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية والوقوف ضد الظلم بكافة أشكاله، دون انتماءٍ حزبيٍ أو عقائديٍ يحِدُّ من حرية التفكير والنقد والحركة وتناول الأمور بصورةٍ إيجابية. وفوق كل ذلك كان الأثنان منا في كلية الآداب كخطوةٍ أولى لدراسة القانون. فقد كانت شروط القبول لكلية القانون في ذلك الوقت تقتضي الدراسة لمدة عامين في كلية الآداب أو الاقتصاد قبل الالتحاق بكلية القانون. وكان حلمنا وهدفنا هو استخدام القانون من أجل العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة ومحاربة الظلم.
    وهكذا بدأت رحلة الصداقة والزمالة التي استمرت لأكثر من 45 عاماً. ما أروعها من رحلة، وما أحلاها من سنوات، وما أجملها من أخوةٍ وصداقة إنسانيةٍ وفكرية.
    التحق مدني فور تخرجه بالمحاماة. رفض عروض العمل بالقضائية أو النائب العام واللتين كانتا توافران قدراً كبيراً من الأمان الاقتصادي وقتها. ورفض حتى فكرة العمل بالخرطوم. أراد أن يكون في الحصاحيصا، كما قال، وسط أهله مزارعي مشروع الجزيرة ليساعدهم في حلِّ تظلماتهم ونزاعاتهم مع إدارة المشروع، ومع حكومة ولاية الجزيرة، ومع حكومات الخرطوم المتعاقبة والتي اتصفت جميعها بعدم المبالاة تجاه المشروع ومزارعيه. كانت حماية حقوق أهله وأصدقائه وآبائه وإخوانه المزارعين هي غاية ما يتطلّع إليه.
    تحدّثنا كثيراً بعد عدّة أعوام عن عمله في الحصاحيصا وضرورة أن يقضي بعض الوقت في إحدى دول الخليج حتى يستطيع أن يوفر قدراً من المال يساعده على تربية أبنائه. لكنه رفض في إصرار، وظلّ يذكّرني أن أبناءه وبناته هم حواشات مشروع الجزيرة، وأن مزارعيي المشروع هم حياته وسعادته، وأنهم لا يقلّون مكانةً وأهميةً عنده من أسرته. وحتى عندما ألغت حكومة الإنقاذ في سنواتها الأولى مهنة المحاماة ووضعت العراقيل في طريق من امتهنوا المحاماة ظلّ مدني في الحصاحيصا لبعض الوقت يبحث عن مصدر رزقٍ غير الخروج من السودان.
    في الأشهر الأخيرة من مرضه كنا نتحادث لساعاتٍ طويلة عبر الهاتف عدّة مراتٍ في الأسبوع. كان كما عرفته خلال 45 عاماً - حبوراً مرحاً مليئاً بالحياة والأمل والتفاؤل. يسألني عن أحوالي وأحوال الأصدقاء قبل أن أسأله عن حاله وعن صحته. وحتى عندما يجيبني، كان يعود بسرعة ليسأل عن الأصدقاء وزملاء الدراسة وعن أحوالهم. لم يلين المرض من عزيمته وتفاؤله وحبه للآخرين.
    كان صديقي مدني كريماً يجود بما في يده وبما يتوقع أن تجود به مهنته حتى قبل أن يدخل جيبه. كان حبوراً مرحاً لا تفارق الابتسامة وجهه ولا التفاؤل كلماته، حتّى في أيامه الأخيرة وهو يصارع مرضاً كان يعرف أنه سوف ينهزم أمامه في نهاية المطاف. كان مدني إنساناً متواضعاً، يحادث المزارعين ويؤانسهم ويمشي بينهم ويجلس على أرض الحواشة معهم حتى لتظن أنه واحدٌ منهم. كان، وظلَ حتى فارق الحياة في شهر نوفمبر عام 2013، كما عرفته في شهر يوليو عام 1967، لم يغيّره الزمان ولا المكان ولا الأحداث ولا العمر ولا الوظيفة أو المال.
    الا رحم الله الأخ الصديق الأستاذ مدني العرضي الحسين وألهم أسرته – السيدة محاسن والأبناء أبو اليسر وأمين وساره – وأهله وأصدقاءه ومزارعي مشروع الجزيرة الذين عاش من أجلهم الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

    [email protected]
                  

العنوان الكاتب Date
هكذا نعي الخبير المائي(سليمان محمد سلمان) صديقه(مدني العرضي) رحمه الله! Tragie Mustafa12-03-13, 01:10 AM
  Re: هكذا نعي الخبير المائي(سليمان محمد سلمان) صديقه(مدني العرضي) رحمه الله! الزنجي12-03-13, 08:48 AM
    Re: هكذا نعي الخبير المائي(سليمان محمد سلمان) صديقه(مدني العرضي) رحمه الله! أسامة العوض12-03-13, 04:08 PM
      Re: هكذا نعي الخبير المائي(سليمان محمد سلمان) صديقه(مدني العرضي) رحمه الله! عبدالأله زمراوي12-04-13, 08:40 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de