|
Re: أوهام الزول ... (Re: عماد البليك)
|
-6 –
اليوم وبعد أن عدت في وقت متأخر من الليل إلى بيت العزابة.. كان الجميع قد ناموا تقريبا.. كنت قد تعمدت ألا أبكر في الحضور.. فقد كرهت رؤيتهم.. وكانت مشكلتي مع مبارك في المطعم بداية ليقظة وانتباه بالعودة إلى الذات ومواجهة الحياة بشجاعة.. فأمي في انتظاري وأختي سميرة التي تعيش مع خالتي في حي بأطراف الخرطوم غرب.. أي أمدرمان.. قريبا من الحدود مع ليبيا.. ذاكرتها وهي في الخمسين من العمر فهي أكبر مني بعشر سنوات تقريبا.. محشوة بحكايات متناثرة عن اقتحام خليل إبراهيم للمدينة في مايو 2008 وقبل ذلك عن المرتزقة الذين هبطوا بمروحيات ليلا وهاجموا العاصمة في منتصف السبعينات.. قضت حياتها عانسا بلا زواج.. لم تجرب حظها أبدا مع رجل.. أعرف عفتها وكرامتها.. وخالتي هي الأخرى عزباء قضت حياتها وفي الخامسة والخمسين في مهنة التدريس.. تعمل معلمة بالمدارس الثانوية.. وقبل سنتين نجحت في إنشاء مدرسة خاصة في بيت صغير من الطين في منطقتهم اطلقت عليها مدرسة "الخواص الفريدة".. لم أشغل نفسي بالاسم ساعة أخبرتني سميرة وسالتني: "خالتي دي بتقصد شنو؟" كانت تعرف أن خالتنا قليلة الكلام إلا في الفصول الدراسية ساعة ترفع صوتها عاليا وهي تدرس مادة التربية الإسلامية والإنجليزي والكيمياء.. تدرس كل شيء تقريبا.. الجميع يشهد أنها معلمة من جيل نادر.. وقد تكون تلك أكذوبة لأنني اكتشفت أنها لا تجيد نطق الكلمات الإنجليزية ولا تعرف ما هي صفات غاز الهيدروجين ولا تعرف كيف تحل معادلة من الدرجة الثالثة بطريقة صحيحة.. هذه الاكتشافات وليدة صدف كثيرة جمعتها في ذاكرتي.. أشواقي لسميرة لا حد لها ومنذ شهرين لم اتصل بها وليس لدي المال الكافي فقد نفد ما عندي.. في الواقع وأنا بلا عمل كنت اعتمد على الهبات التي يقدمها لي زملائي من الأصدقاء القدامى.. كل يجود بما شاء.. وأحيانا أجد نفسي جرئيا للطلب بحجة الاتصال بأمي مرة في الأسبوع ولدقيقة عابرة.. من هاتف أحدهم.. ومرة كلمت سميرة أن تركب برنامج "فيبر" للمحادثات لنتكلم مجانا فاعتذرت بأنها لا تملك ثمن خدمة الإنترنت وأن هاتفها قديم لا يحتمل هذه البرامج الحديثة. ورجتني أن أرسل لها هاتفا في أقرب وقت.. أخبرتها أنني بلا عمل.. ولا أدري إن كانت قد صدقتني أم لا.. وأمي هي الأخرى ربما كانت تعيش الشك.. خاصة أن نساء الحي يبرعن في تحليل الأمور وكيف أن الأبناء تتغير طباعهم بمجرد أن يخرجون من البلد، بحيث أنهم لا يفكرون بسوى أنفسهم. في هذه الليل كانت القرارات السريعة والعجولة والجديدة تتحرك في ذهني أن أغير خطتي وأباشر وضعا جديدا بأي شكل كان.. كيف سيكون ذكل علي أن أجد مخرجا قبل صباح اليوم التالي.. كان ذهني مشغولا بذلك.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أوهام الزول ... "رواية جديدة" | عماد البليك | 11-27-13, 10:12 PM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 11-27-13, 10:49 PM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 11-27-13, 11:15 PM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 11-27-13, 11:42 PM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 11-28-13, 00:07 AM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 11-28-13, 00:31 AM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 11-28-13, 09:16 AM |
Re: أوهام الزول ... | عبيد الطيب | 11-28-13, 09:43 AM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 11-28-13, 10:21 AM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 11-29-13, 10:54 PM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 11-29-13, 11:22 PM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 11-30-13, 00:11 AM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 12-01-13, 08:30 PM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 12-01-13, 09:32 PM |
Re: أوهام الزول ... | محمد البشرى الخضر | 12-02-13, 01:17 AM |
Re: أوهام الزول ... | adil amin | 12-02-13, 06:03 AM |
Re: أوهام الزول ... | adil amin | 12-02-13, 06:14 AM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 12-05-13, 07:33 AM |
Re: أوهام الزول ... | ALWALEED ALSHEIKH | 12-02-13, 06:04 AM |
Re: أوهام الزول ... | محمد البشرى الخضر | 12-04-13, 09:53 PM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 12-05-13, 07:37 AM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 12-05-13, 07:36 AM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 12-05-13, 07:27 AM |
Re: أوهام الزول ... | عماد البليك | 12-05-13, 07:30 AM |
|
|
|