|
Re: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتماسة عزاء فى إنصرام عام. (Re: احمد الامين احمد)
|
لم أحظى منذ رحيل عبدالمكرم ودثره ثرى أم در بزيارة السودان والوقوف على ضريحه وعقر عنسي وقلوصى (لم أقل دلق كأسى للتنبيه |) عنده للأسف الشديد وزيارة أسرته الكريمة بتلك الدار الرحبة والمزادنه بالضيوف والكرم حيث تشرفت قديما خلا ل حياة إبنهم أحمد الطيب عبدالمكرم له الرحمة والمغفرة كثيرا بزيارتها والأنس والمبيت والتملى من الطعام الحلال وتصفح تلك الأسفار والمخطوطات النادرة التى تمتلئ بها أرفف وصناديق ودواليب خشبية قديمة وقد أفنى عبدالمكرم عمره الحقيقي (حسب التصنيف الفلسفى للعمر ) فى جمعها وتأملها بعمق وإعادة إنتاجها عبر صهرها فى كل ماكتب ونشر ثم رحل مخلفا تراثا نقديا وفكرا رفيعا سيبقى مابقيت الحروف وهى كل ماتركه فى هذه الفانية التى لو كانت تسوى جناح بعوضة لماسقى الله منها كافرا جرعة ماء كما فى الحديث وهنا تقفز للذهن شهادة الصحفى المناضل فيصل محمد صالح وهو من قويت صلته بعبدالمكرم خلال فترة القاهرة تحديدا حين عاد عبدالمكرم من ليبيا برهة قبل أن تحمله الرياح الشمالية وأمواج النيل فى هجرتها جنوبا تجاه (أرض عزة ) حيث عاش حتى مات وقبر بها بجد موحش لعله بمقابر أحمد شرفى ذاك حين شهد فيصل محمد صالح وجثمان العبد الفقير مسجيا على (عنقريب ) والمؤمنون يطلبون له الرحمة إذ أعترف فيصل محمد صالح لقناة النيل الأزرق التى نقلت مراسم التشييع وهذا مايحمد لها (أنظر : بوست : اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم لأحمد الامين احمد أرشيف الربع الأخير 2012 ) أن أحمد الطيب عبدالمكرم طوال حياته كان رجلا (قليل المطالب ) من الحياة وقد صدق فيصل وأوجز بحب فى وصف الرجل العفيف الزاهد عبدالمكرم بتلك الصفة (قلة المطالب ) التى إتصف بها عبر التأريخ فى عصر الطمع والتكالب على المطالب نفر قليل من أنقى وأرقى رموز البشرية منهم سيدى ومولاي أبى بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يعادل إيمانه كل إيمان أمة محمد صلى الله عليه وسلم بمن فيهم عمر الفاروق رضى الله عنه والذى لقلة مطالبه فى الحياة خلف عند موته (دلو ماء ودرع وسيف وجمل أعرج ) وقد أوصى أن تؤول جميعها لبيت مال المسلمين !!هذا ماخلفه الصديق عبر قلة مطالبه هذه الصفة الجميلة فى عصر الطمع والحرام وقد وصف بها فيصل محمد صالح كشاهد عدل صديقه وأخاه عبدالمكرم وهو مسجيا والمؤمنون يدعون له بالثبات عند السؤال .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتماسة عزاء فى إنصرام عام. (Re: احمد الامين احمد)
|
البوست فى ذكر وتذكر وتذكار وذكرى أحمد عبدالمكرم فى مرور حول على رحيله يقوم على إسترجاع شهادات قديمة حول عبدالمكرم كإنسان بعضها تم كتابته خلال عمره القصير وجلها عقب رحيله كذلك سوف أحتفل برحيل أحمد عبدالمكرم بتهذيب وإعادة مداخلات قديمة لى بهذا المنبر وغيره يربط بينها خيط واحد هو الموت الذى (شال أحمد عبدالمكرم ) قبل عام وتتمحور حول رحيل مبدعين فى ضروب شتى من حضارات والسن شتى كما سوف أعيد (بتصرف )نشر بعض مقتطفات مقتضبة من مقالات لى قديمة فى الأدب والترجمة وغير ذلك تفضل عبدالمكرم بنشرها لى فى الملاحق الأدبية التى كان يتعهدها بالتحرير خلال حياته المبدعة وتدور جميعها حول موضوعات شغلت جل إهتمام عبدالمكرم كناقد ومنقب وكاتب مهتم كثيرا بالأدب الإنسانى . كذلك سوف أعيد صياغة وكتابة وتحريك الأفعال فى مداخلات قديمة لى خاص برثاء عبدالمكرم حين رحل ونشرتها فى بوست خاص بذلك لكنى أتمنى كثيرا أن يخرج عضو المنبر الشاعر محمد النعمان (بتاع الأبيض) من صمته الحزين على فقد صديقه مكرم ليتحفنا بالكتابة عن مناقبه خاصة أن النعمان حسب إعترافه فى بوست قديم له خلال حياة مكرم أن الكثير من أصدقاء الزمن القديم قد تساقطوا عبر ثقوب ذاكرته وظل مكرم وحيدا كصديق وصدوق لايغتاب ولايجرح ولايتأمر بخبث على الأحباب وأنا كذلك يانعمان أسقطت عمدا وأفخر بذلك جل من صادقتهم فى ظروف شبيهه بتلك التى صادقت فيها الرجل المحترم أكرر المحترم مكرم عن ذاكرتى ويمكننى القول أن صديقى الذى أعتز بصداقته الأن ثاويا بجدث موحش (حسب مصطلح صلاح أحمد إبراهيم ) بمقابر أحمد شرفي بأم درمان تلك المقابر التى يرقد على حصبائها جسد نميرى والكاشف والصوت الجميل أحمد الجابرى وذاك الصديق هو أحمد الطيب عبدالمكرم الذى لفرط ندرة معدنه و حسن تربيته من قبل أسرته أشك أن يجود الزمان بصديق مثله فى هذا العصر القبيح المزعج .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتماسة عزاء فى إنصرام عام. (Re: احمد الامين احمد)
|
للأسف الشديد جل الكتابات الموجبة والشهادات حول الأنقياء وهم قلة تكون عند مماتهم لكن الأخ والصديق القديم جدا محمد أدم النعمان (بتاع ود إلياس ) كسر هذا الحاجز المزعج وكتب شهادة راقية جدا فى حق صديقه أحمد عبدالمكرم وقتها كان أحمد حيا وحييا يمشى بين الناس فى ألأسواق يكتب ويغشى المنتديات متحدثا بذاك الصوت الهامس الجميل وموزعا بسمته المضيئة فى وجوه المحدقين ... أدناه لشهادة مداخلة قديمة من ارشيف 2007 كتبها عضو المنبر المقل ( فى عصر الثرثرة ) محمد النعمان طالب قانون جامعة الخرطوم قبل إنقلاب الترابى وكان وقتها من اقرب الناس لأحمد عبدالمكرم على عدة مستويات فكرية وإنسانية ... المداخلة ضمن بوست قديم فتحه محمد النعمان يطلب دعوات لصديقه عبدالمكرم وهو على سرير غرفة الإنعاش بمستشفى الشعب بالخرطوم إثر نوبة قلبية تعافى منها :
كتب محمد ادم النعمان (مقيم الان بأمريكا ) عن مكرم يقول :
****** كنا جماعة من المثقفين والكتاب ، وبيننا أحمد الطيب عبد المكرم ، تحلقنا حول مشروع فكري وجمالي استمد جذوره المعرفية والأيديولوجية من مصادر تاريخية مختلفة كان من أهمها مانفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان والمنجزات النظرية للماركسية غير السوفياتية وعلم الالسنيات الحديث علاوة على خطاب النقد الحداثي وما بعد الحداثي في بعض أوجهه. ورغم التفاوت العمري ما بين أفراد هذه الجماعة وتمايزات التجربة الفردية إلا أن أحداثاً تاريخية متعددة كانت قد أملت على أفراد هذه الجماعة حساسية مشتركة. فقد عايش الجميع بسالة محمود محمد طه وهو يخضع نصوص الإسلام المؤسسة لتأويلات حداثية جسورة ثم يقف شامخاً تحت حبل جلاده دون أن يطرف له جفن. وأنتبه الجميع إلى طبيعة الدولة السودانية التابعة وهي تبرمج المجاعات جغرافياً وإثنياً في الثمانينات بعد أن ظلت تهدر أرياف السودان طوال عقود متتالية. وشهد الجميع خطر الدولة الدينية على كرامة المواطن ووحدة الوطن. ولمسوا كفاءة المجتمع المدني ، خاصة عبر نقاباته المهنية ، في فرض إرادة سياسية مناوئة للأنظمة الديكتاتورية. كما وقفوا ، من خلال قراءات نهمة لتاريخ السودان ، على ذلك الدور التاريخي المستقل الذي لعبه المثقف السودانوي في تلك الفترة الزاهرة التي سبقت مؤتمر الخريجين في 1938. تمثل محور الإنشغال الفكري لهذه الجماعة ، إذن ، في البحث الجاد عن دور مركب للمثقف السوداني يتيح له المزاوجة الرصينة ما بين مشروع التغيير الإجتماعي وإلتزاماته من جهة ، ومشروع الاستقلال المفاهيمي للخطاب الثقافي (بما في ذلك قضايا الهوية الجمالية للنص) من جهة أخرى. كان السؤال المركزي الذي استبطنه ذلك الإنشغال الفكري هو: كيف يتمكن المبدع السوداني من الإلتزام بقضايا التغيير الإجتماعي في شمولها دون أن يقع في أحابيل القول السياسي على وجه الخصوص؟ بمعنى آخر كيف يستطيع المبدع أن ينجز قولاً جمالياً خاصاً به ، قولاً لا يتخلف عن مغامرات الحداثة دون أن يكلفه ذلك إنبتاتاً عن ديناميات التحول الإجتماعي؟ ما هي ثورة المبدع؟ لم يكن الأمر "حزباً للبنيويين السودانين" أو فوضى منبتة ليسار جزافي ، كما ذهبت إلى ذلك قراءات تشنيعية لاحقة. كان الأمر ، في حقيقته ، مشهداً جذرياً في الإنتقال المعرفي والتحول الروحي لجماعة أذهلها ذلك الدور المدمر الذي ظل يؤديه الخطاب الإسلاموعروبي وهو يستخدم جهاز الدولة لأغراض الاستلحاق الثقافي والإقصاء السياسي والمراكمات غير المستحقة للثروات المادية والرمزية في وطن ظل يترنح بوتائر خطيرة. إنه مشهد لإعادة النظر الجذرية في مقولة الوحدة الوطنية وفقاً لحقائق التعدد الثقافي ومستحقات الكرامة المتساوية للمواطن. ولم يكن ذلك ممكناً ، في إطار الخطاب الثقافي ، دون مراجعات تأسيسية لطبيعة الدور الذي ينبغي أن يضطلع به المثقف عموماً والمبدع على وجه الخصوص ، وخصوصية هذا الأخير تستدعي بالطبع مراجعات أخرى تتعلق بجماليات الكتابة. على الرغم من الصعود النظري لمفهوم "الكتابة" والخلخلة التي ألحقها ذلك المفهوم بنظرية الأجناس الأدبية والأنواع الفنية في وعي تلك الجماعة إلا أن أفرادها كانوا يستبطنون على نحو ما تجاربهم الإبداعية الخاصة في الشعر والقصة والمسرح وغيره وهم ينشطون في المجال الثقافي والنقدي بخاصة. أحمد الطيب عبد المكرم إنطلق في تجربته كمثقف وكناقد من تجربته الشخصية في كتابة القصة القصيرة. وقد أشار الصديق أحمد الأمين أحمد ، بدقة ذاكرته المذهلة ، إلى بعض النتائج الباهرة التي حققها عبد المكرم في هذا المجال. الشاهد أن كتابة القصة القصيرة كانت قد شكلت بؤرة العمل الإبداعي والنقدي لأغلب أفراد هذه الجماعة على وجه العموم وربما جاء إهتمامي الشخصي بالشعر ، إنتاجاً ونقداً ، على سبيل الاستثناء. هذا لا يعني بالطبع عدم إنفتاح الجميع على كافة أشكال الكتابة ولكنني أشير حصراً إلى بؤرةٍ للإهتمام المتنوع ومركز للتجربة الواسعة. إذن ، صداقتي بأحمد الطيب عبد المكرم ، وآخرين أشار إلى أغلبهم أحمد الأمين أحمد ضمن مداخلاته ، كانت في جوهرها مشروعاً في الثقافة والسياسة كما أنها كانت مشروعاً في الحب وله. قرأنا بنهم جماعي مشهود وانخرطنا في حوارات دائمة. لسنوات ظللنا نرافق بعضنا ونحن نتجول متلازمين ما بين جامعة الخرطوم وإتحاد الكتاب السودانيين ومكتب عبد المكرم بكلية الطب ومكاتب الصحف المختلفة وبيوت الأصدقاء التي أعدنا تعريف وظائفها بدهاً حين خرجنا على المفهوم التقليدي للعائلة والجندر والقبيلة والعرق. وقد كان بيت بشار الكتبي ، ذلك المتمرد العظيم عليه السلام ، أرحب البيوت وأكثرها صخباً. تقاسمنا الكتاب الثمين والطعام الشحيح والضحكة. ذهبنا إلى مناشط الثقافة معاً ، ثم إلى بائعات الشاي ومحلات ود عماري وربما رافقنا ، من بيننا ، عاشقاً مرتبكاً إلى ميعاد حبيبته أحياناً. قلت قبل قليل إن صداقتي بأحمد كانت مشروعاًُ في الثقافة والسياسة والحب ، وينبغي أن أقول الآن أنه كان مشروعاً طموحاً أخصاه إنقلاب الإسلاميين قبل أن ينضج ، على المستوى الثقافي والسياسي ، كشأن كافة التجاريب الأخرى التي بادر بها مثقفون ومبدعون سودانيون عبر الحقب وهم يكابدون إعادة إنتاج الاستبداد. في ليلة الخميس 29 يونيو 89 كنا عاكفين على فكرة إصدار مجلة ثقافية تعبر عن صوت اليسار الثقافي وهي فكرة أولاها أحمد الطيب عبد المكرم إهتماماً بالغاً ومنحها صبره ووضوح فكرته ومقدرته الفائقة على التنظيم. سهرنا تلك الليلة بالموردة ونحن نعمل على إرصان تصورنا النهائي لتلك المجلة ثم نمنا بعد الثالثة صباحاً. أيقظني أحدهم باكراً: كان المارش العسكري يلوث أثير الخرطوم. لم أفهم حتى الآن طيش تلك المغامرة التي ذهبت بي إلى غرفة السماني ألوال داخل حوش الإذاعة بينما كانت الدبابات رابضة على مقربة من جدارها الهش. لقد أمضيت النهار بكامله داخل غرفة السماني في تلك الجمعة البائسة التي أكمل فيها الخطاب الإسلاموعروبي عمله التاريخي في مأسسة أزماته الشاملة ، تماماً كما أكمل رب التوراة عمله ليبدأ رهق الإنسان. بعد الإنقلاب تشردنا قليلاً ، فقد قلت الأمكنة. جلسنا على كراسي دار نشر جامعة الخرطوم وعلى مصاطبها. مات العميري واختفى أبو ذر وأنشب الجلاد أنيابه في أجساد الكثيرين وأرواحهم. قليلاً قليلاً وانتثرنا على الجهات الكثيرة. بعد فترة جاءني أحمد الطيب بالأبيض وأنا أحاول أن أصطنع لي عيشاً بها ووظيفة. كان يحمل مشروعاً للهجرة خارج السودان إلا أن الأمر لم يكن ممكناً بالنسبة لي لأنهم كانوا قد صادروا جواز سفري. ذهب أحمد ليعمل لاحقاً بمجلة النفط بليبيا "الحديثة" ولكنه سرعان ما عاد ليستقر بالقاهرة وليثري جريدة الخرطوم بكتاباته المميزة. علاقتي بالحركة الشعبية لتحرير إريتريا وزيارتي السابقة لميدان قتالها قبل التحرير أسعفتني بالحل الغامض الذي كنت أبحث عنه. سافرت شرقاً إلى أسمرا فيما سافر أغلب المثقفين شمالاً إلى مصر. مكثت قليلاً بأسمرا قبل رحيلي وإستقراري بأديس أبابا كأول لاجئ سياسي (ضمن 4 آخرين) من ما تسميه الأمم المتحدة بشمال السودان. وهذه هي الواقعة التي تحكمت وما زالت تتحكم في مساري الثقافي ، والوجداني بخاصة. عزلتي وإنقطاعي عن حركة المثقفين السودانيين ونشاطاتهم بالقاهرة كلفتني كثيراً من جهة التواصل الفعال معهم ومع القارئ. وكنت ، منذ صباي الباكر ، قد راهنت بالتمام على الجماعة المدنية الحديثة. وبذلك تشكل وعيي بالعالم وترتب توازني داخله في إطار الإنتماء للجماعة الثقافية فتجاوزت بها تلك العلاقات التقليدية التي يتوازن بها الفرد عادة مثل العائلة والقبيلة وما إليها. كانت خيبتي شاملة. تجربة السجن الطويل بأديس أبابا بعد محاولة إغتيال حسني مبارك والتي تورط فيها إسلاميو السودان من جهة ثم ماألحقه بي ذلك المرض المديني الذي سماه أسامة الخواض بـ "خيانات الأصدقاء" من جهة أخرى أسلمتني لهذا المزاج الإعتزالي الذي ما زلت أكابد صمتي داخله. تهدمت في ذاكرتي معالم كثيرة. ذهب عنها الكثيرون إلى شأنهم. ولم يبق فيها إلا أكثر الناس إستثنائية ، ومن أكثر الناس إستثنائية كان أحمد. وحتى أواصل هذه الكتابة في سانحة قادمة ، لا أجد أبلغ من شهادة أحمد الأمين حول عبد المكرم والتي أدلى بها في هذا البوست:
اشهد انني لم اسمعه يغتاب او يشتم او يشكو بل كان باسما متماسكا عفيفا جوادا شفافا وحساسا ***** إنتهت شهادة نعمان له التحية والعزاء مجددا وقد تكبد يوم رحيل عبدالمكرم عناء الإتصال بى عبر الأطلنطى وقد تحصل على هاتفى بعد إنقطاع طويل عبر شقيقى عبدالكريم الذى بينهما تواصل إسفيرى عبر مجموعة لخريجى جامعة الخرطوم فى سنوات معينة من كليات شتى . يلحظ فى شهادة نعمان عبر إقتباس من شهادة ما فى حق عبدالمكرم انه اى عبدالمكرم لم يكن يغتاب الناس ويأكل لحومهم وهذه الشهادة النادرة قد تنجيه عذاب القبر وهو حق حسب حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حين مر والصحابة بقبرين وذكر أن صاحبيه يعذبان وكان أحدهما يمشى بين الناس بالنميمة إلى أخر الحديث .
صورة أخيرة لنعمان وصديقه عبدالمكرم خلال زيارة النعمان للسودان قبل 8 أشهر من رحيل أحمد (تأريخ الصورة حسب كتابة التأريخ عند الامريكيين حيث يظهر الشهر قبل اليوم )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتماسة عزاء فى إنصرام عام. (Re: احمد الامين احمد)
|
تلاوة مباركة بصوت الشيخ عوض عمر الإمام الذى يعرف صوته الأسر كل أذن سودانية شبت وتم هدهدتها عليه عبر (رادى هنا أم درمان ) عبر تلك التلاوة العطرة التى كانت مفتتح و خاتمة البث الإذاعى لماتيسر له من الذكر الحكيم فاتحة الكتاب وماتيسر من سورة البقرة . أهب ثوابها بعدد (الكمون والسمسم ) حسب قاموس المادح العابد أبونا حاج الماحى لروح أخى وصديقى أحمد الطيب عبدالمكرم وجميع أموات المسلمين بالمشارق والمغارب . **
**
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتماسة عزاء فى إنصرام عام. (Re: ست البنات)
|
أختى (ست البنات ) مخرت عباب ( المحيط الهندي) ووقفت معى على قبر أخى وأخيها أحمد عبدالمكرم فى ذكرى رحيله الأولى له الرحمة ول (ست البنات ) التجلة والإحترام وعسى أن تذكر (أحمد وأحمد ) حسب قاموس حاج الماحى فى مدحة (التمساح ) عند صلاتها . *****
لم يكتب عبدالمكرم خلال حياته الإبداعية والوجودية القصيرة نسبيا عن الكُتاب السودانيين المرتبطين عضويا وعرقيا بالمركز والشمال النيلى عموما من تلك الطائفة التى وردت بالمداخلة السابقة لمداخلة (ست البنات ) بل عمد بقوة وحب للكتابة عن مشاريع جمالية لكُتاب سودانيين من عرقيات وجغرافيا لم تجد حظا من نشر إبداعها عبر حواضن ثقافة المركز مثل فرانسيس مادينق دينق جوك وهو سودانى وسيظل مهما كانت نتيجة تبعية أبيى مسقط رأسه و الذى يقف عبر قلمه وعقله بشموخ مع أكبر رموز الثقافة السودانية مثل عبدالله الطيب(1921-2003)،جمال محمد أحمد(1916-1986) ومحمد عبدالحي (1944-1989) ففى العدد الأول من إصدارة (مسارات جديدة ) التى كان يصدرها إعلام لواء السودان الجديد (بتاع ناس عرمان وبازرعة ) حيث عمل أحمد عبدالمكرم محررا بها فترة وجوده بالقاهرة وهى فترة إحتكاكه بالساسة المزعجين جدا بشكل يومى. وعلى أهمية هذه المرحلة فى تكوين أحمد عبدالمكرم وثراء مشروعه الجمالى عبر الكتابة والصداقة أذكر هنا والرجل بين يدي مليك مقتدر أنه أعترف لى شتاء 2001 حين زرته فى دار أسرته الكبيرة بعد إنقطاع لأكثر من 6 سنوات أن مرحلة القاهرة السياسية التى عايشها مرحلة قبيحة جدا وأنه بصدد الكتابة بدقة عن تالك التجربة ولا أدرى إن كان قد ترك عن رحيله شتاء 2012 مسودات لمخطوطات لم تكتمل عن ذاك المشروع الذى كان بصدده تجربة القاهرة ؟؟ كذلك لا أدرى مصير أرشيفه الصوتى الخاص عبر الكاسيتات التى سجل خلالها شهادات وحوارات ثرة لرموز سوانية فكرية حدقت فى الموت قبل تحديقه هو كذلك تحديدا ذاك الأرشيف الذى يحوى شهادات لمبدعين سودانيين عن رؤيتهم للواقع الثقافى السودانى عقب ثورة أبريل 1985 وقد ظهرت إفادة محمد عبدالحي حول ذلك فى العدد الخاص برحيله الذى أصدرته مجلة حروف عن دار نشر جامعة الخرطوم وفى مقدمته نوه عبدالمكرم بتلك التجربة .. كذلك قبيل خروج مكرم من السودان وفى حياة على المك (توفى شتاء 1992) قام الأول بتسجيل حلقات على كاسيتات مطولة مع على المك بمكتبه بوحدة الترجمة والتعريب حوت جانبا كبيرا من سيرة على المك وأرائه فى الأدب والثقافة والفن السودانى ولا أدرى أين إنتهى المطاف بتلك الكاسيتات وهل فرغها مكرم قبل وفاته على ورق أم لا؟ أسئلة كثيرة تتعلق بالتراث الصوتى والورقى غير المنشور وغير المكتمل لذاكرة احمد عبدالمكرم ولا أملك لها إجابة راهنا لكنى أقول : لقد وقفت على صفحات مجلة مسارات (بتاعة ناس عرمان ) على دراسة عميقة ومطولة وممتعة جدا لأحمد عبدالمكرم يفكك فيها بعض فضاءات ومحتوى رواية بذرة الخلاص لفرانسيس دينق بإعتبارها (نص روائى مفتوح فى واقع ثقافى مغلق ) ولقد كتبها تحت عنوان أساسى يقرأ : ****** فرانسيس دينق يطوع لغة الفن لمعالجة إشكال السياسة !! ********** حيث كتب رحمه الله متحدثا عن فرانسيس مستهلا مقاله بنص غائب مقتبس من الناقد مارسيل بروست محوره عظمة الفن وعلاقته بالواقع كتب عبدالمكرم عن تجربة فرانسيس دينق : ******* (سوأء أقلنا مثقف وحدوى أو قلنا عقل ثقافي كبير، ينظر إلى قضايا الواقع لاسوداني المعقد ب (موضوعية ) ونفاذ بصيرة مدهشة ،فإن كتابات مثقف سوداني كبير مثل د.فرانسيس دينق ،تعد إحدى المشاريع الفكرية الأكثر أهمية في تأريخ الثقافة السودانية المعاصرة . وليس ذلك لأنه شغل نفسه،وطوع كل مواهبه وقدراته كعقل واع إستطاع برؤيته لاواسعة وبصيرته المجاوزة أن يتشرب بينابيع الحكمة الشعبية لأمته وقومه، تلك الروح المنداحة فى كامل النسيج السزداني ،بكل تنوعه وتعدده الزاخر ،وإنما لما أبداه أيضا من حرص ومثابرة بالغين فى مواصلة إنتاجه الفكرى والمعرلى وتكريسهما لخدمة قضايا بلاده القومية الكبري . من مثل تلك القضايا التى شكلت ومازالت تشكل الهم المركزى لأى فعل ثقافي أوفكري سودانى حقيقي ،تحرر من أوهام الخطاب الأيدليوجيى العقيم ...تلك الأيدليوجيا المغلقة التى أغرقت الواقع السوداني فى دوامت الخرافة والأساطير المعاصرة المفعمة بالفصام العقلي وإنقسام الشخصية . لذلك فإن القراءة النقدية الواعية او الأكثر إلتصاقا بما انتجه كاتبنا فرانسيس دينق من روايات هذا العمل (بذرة الخلاص) والرواية الأخرى (طائر الشؤم) الذين يمثلان المعادلاللفنى- الموضوعي لفكر الرجل وجهده المعرفي الأكاديمى،مسالة ضرورية .بل واكثر حسما من جهة التبرير للمزالق الفنية والجمالية التي يمن ان تعترض طريقنا فى قراءة هذه الأعمال الإبداعية ،على ضوء تقنيات الرواية الحديثة والمعاصرة . فإذا كان فرانسيس دينق قد إهتم فى جميع ماكتب أو فى معظمه على الأقل وكلها كتابات صدرت باللغة الإنجليزية بموضوع البحث عن السلام والوحدة فى السودان : (رجل يدعي دينق مجوك )سيرة ذاتية لوالده الزعيم لأكبر المجموعات السودانية ،إضافة إلى حواره الشهير مع ناظر المسيرية (بابو نمر ) والعديد من المقالات البحثية حول ثقافة الدينكا ومقومات الشخصية السودانية، فكل هذا النشاط البحثي والعطاء يدور فى إتجاه السعى لحرق الكثير من الأوهام والمعميات الحقيقة الساطعة أمام أعين الكثيرين وتغشى بصائرهم وتحرمهم من رؤية الواقع الطبيعي للشعب السوداني فى تلقائيته الصادقة وعفويته المكينة الثاوية تحت سطح القشور الهشة التى ترسبت بفعل التطور الفوقي الشائه للمؤسسات الحديثة فى الدولة والمجتمع التى خلقها التدخل الخارجي (الإستعمار) الأمر الذي أدي إلى حدوث قطيعة تاريخية كاملة فى نسق التطور السودانى وإنتاج بنية القطيعة فى هذا التأريخ. قطيعة التفاعل الإجتماعى ،الثقافى ، الإقتصادى ،السياسى والتواصل التأريخى الممتد والمتواتر في رحم الوطن وعلى هذه الأرض منذ مئات السنين . إن النفاذ إلى قلب ومركز الرؤية فى المشروع الفكرى لفرانسيس دينق وحده هو الذى يستطيع أن يعطى لأعماله الإبداعية معناها ومغزاها الكبيرين ،حيث توسلت الرؤية الفكرية لديه وأرتكزت فى مراحلها المختلفة وتجلياتها المتعددة بلغات واساليب شتي: لغة عالم الإجتماع وأدوات الباحث الأنثربولوجى وأخيرا شكل الرواية وصيغها الفنية من سرد ومعالجات للسيرة الذاتية والموروثات الشعبية جنبا إلى جنب مع وقائع التأريخ الإجتماعى والسياسى للدولة الوطنية الراهنة . فماهي إذن..أهم هذه المنطلقات التي يتحرك وفقا لها أو ينطلق عبرها الخطاب الفكري الإبداعي لكاتبنا فرانسيس دينق ؟ باقى المقال تجده إن شئت على هذا المصدر المصدر : مجلة مسارات جديدة – العدد الأول أغسطس 1998
صورة لأحد مؤلفات العلامة السودانى (أكرر السودانى وكذلك الجنوب سودانى فى ذات الوقت ) فرانسيس مادينق دينق مجوك وقد ترجمه للعربية الأخ بكرى جابر كما كتب عن ذات المؤلف فضيلى جماع مقالا تقريظيا بصحيفة الحياة اللندنية صيف 1995 . قلة من الكتاب والمثقفين السودانيين إلتفتوا للقيمة الفكرية لإنجازات فرانسيس منهم أحمد عبدالمكرم المهتم بقوة بالجذر الأفريقى فى الهوية السودانية دون ان ينكر وجود للجذر العربى كذلك ضمن هذه الهوية المعقدة وهنا يسمو عبدالمكرم عبر هذا التوازن على الكثير من منسوبى اليسار خصوصا الذين ينكرون الأس العربى فى هذه الهوية الهجين المربكة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتماسة عزاء فى إنصرام عام. (Re: احمد الامين احمد)
|
الرحمة والمغفرة لأحمد الطيب عبدالمكرم وعموم موتانا. يزور الضريح معى أبونا الشيخ (البرعى السوداني) عبر هذه المدحة الراقية (إبلى المشرفات وسمن فاخر ينفعنى درهن فى اليو م الأخر ) وعسى ان تنفع تلك ال (114) أخى وصديقى أحمد عبدالمكرم فى (اليوم الأخر ) يسيطر على الأداء الصوفى العذب فى هذا الصدح الجميل بصوته العذب حس (أبونا ) الراحل عبدالله ود ضحوى وهو أعذب وأجهر وأنضف صوت ضمن مجمل (أولاد البرعى ) فى نسخهم المختلفة وقد رحل أبونا ود ضحوى قبل أشهر ونبهنا عضو المنبر (هجو الأقرع ) ببوست بهذا المنبر ينعى فيه رحيل صوت هذا (الصوفى المعذب ) العابد المستغرق بحب فى ذاك المديح الصافى الذى خلفه أبونا البرعى السودانى لأمته مثلما خلف من قبل شيخنا وسيدنا حاج الماحى ذاك الإرث الضخم لتلك المدائح التى يذوب لوجدها ورهافتها قلب المحب وتهفو روحه عبر (المالح ) تجاه طابة وطيبة وطابت ويثرب .. الرحمة لهم أجمعين : نسمع (أبلى المشرفات ) مع التحية والتقدير للأخ هجو الأقرع تحديدا على بوسته الراقى جدا قبل أشهر فى رحيل (أبونا ) عبدالله ود ضحوى الذى يسيطر صوته الجميل على هذه المدحة :
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتماسة عزاء فى إنصرام عام. (Re: احمد الامين احمد)
|
صاحب (الطار العابد) أبونا الشيخ حاج الماحي هذا (الصوفى المعذب) عبرذاك القلب المستغرق حبا وفناء فى حب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقف معى على ضريح (أحمدايا ) بعد أن وصل من الكاسنجر بدار المناصير وهو يخب (فوق مطايا ) وهو (يسرى الليل ) . هذه المدحة الراقية هى بعض أنهار الطفولة الباطنة التى سقت إبداع الملحن السودانى الكبير جدا (السنى الضوي ) فردة ثنائى العاصمة وذكر أنه كان يسمعها كثيرا فى طفولته ب(نورى)..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتماسة عزاء فى إنصرام عام. (Re: احمد الامين احمد)
|
علاقتي بجريدة الخرطوم كانت وظلت تبدأ في يومها الثقافي وتنتهي عنده وقد كانت صورة الراحل وصوره كثيراً ما يأخذانني إلى عوالم مبذولة الإجادة حيث ظلت نظراته مصوبة بدقة إلى مواطن مهمة وقد أوسعنا بعلمه وفكره الثر أوسعنا اتساعا واليوم وقد رحل من هذه الفانية تبقى إشاراته المهمة منبعاً تستمد منه الأجيال نورها ويبقى بطيبه العبق منارة صامدة في وجه هذا الزمن القمئ (بأهله) ومثالاً يحتذى طيباً وعلما....
له الرحمة والمغفرة والجنة التي عرضها السموات والأرض
ولك التحايا والمحبات أخي أحمد وسلمت من كل شر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتماسة عزاء فى إنصرام عام. (Re: احمد الامين احمد)
|
قلت فى المداخلة الأولى بهذا البوست أن عادل القصاص(بتاع قطاع الشمال) قد أرسل كلمة عبر (المحيط الهندي) مع (الرياح الجنوبية ) فى تذكار حركة حق (جناح هالة ) لعبدالمكرم فى إسبوع رحيله عليه فقد قام عادل عقب ذلك بتنقيح تلك الكلمة وإعادة نشرها بمنبر (سودان للجميع ) الشهير ب (الملجة) و (منبر العوام ) (مالم يتم تصحيحى ) !! المهم نقح عادل القصاص كلمته تلك وعادل مشكلته مع (التنقيح ) كبيرة جدا خاصة فى كتابة القصص لدرجة أن عادل يكتب نصا قصصيا مقتضبا ومكثفا فيما لايقل عن عامين أو أكثر من فرط إهتمامه أى عادل بالتنقيح والتجويد بحثا عن الفرادة والتفرد !!لايقوم عادل بالتخلص من (المسودات غير المنقحة ) خاصة أن بعضها أجمل من النص المكتمل بعد التنقيح وأحتفظ ببعض تلك (المسودات غير المنقحة لعادل وقد أعطانى بعضا منها ذات شتاء بعيد جدا ومثل هذه المسودات للمبدعين من طراز عادل تكتسب قيمة مع تقادم الزمن وتصبح غالية الثمن كمايتجلى فى المزادات العالمية بالغرب تحديدا .) *تنبيه لعادل فقط : ياعادل القصاص لو متابع هذا البوست ورغبت فى إسترداد المسودات غير المنقحة لقصصك تلك وهى ذات قيمة فنية وتأريخية عالية جدا وقد أعطيتنى إياها قديما (مابديك ليها ). رجع الحديث : المهم كلمة عادل القصاص المنقحة فى ذكر أحمد عبدالمكرم تعتبر حتى كتابة هذه المداخلة أرفع شهادة مكتوبة حول تجربة أحمد عبدالمكرم بعد مماته وتعادل فى قيمتها كلمة محمد النعمان (بتاع ود إلياس ) التى كتبها فى حياة أحمد . كلمة عادل المنقحة تقرأ: ********* في البدء لابد من لفت انتباه الحاضرات والحاضرين الى أنّ ما سأقوله – الآن على الأقل – عن الصديق أحمد الطيب عبد المكرم لا يتضمّن زعما بالاحاضة بعوالمه، تطوّراته وأنشطته الابداعية، الفكرية، الثقافية، السياسية والمهنية. ذلك انّ عدد سنوات الشتات والمنافي التي أبعدت واحدنا عن الآخر يفوق بكثير عدد سنوات الالتئام، التواصل والمتابعة. فلا مناص اذن (وقد كان هو من مأخوذا بالاستخدام الحاذق لماركيز لعبارة "لامناص" في مستهل "الحب في زمن الكوليرا") من أن يأتي أغلب حديثي في هيئة سرد وجداني ذي نقاط أو اشارات تعتمد على استدعاءات، ذات درجات تماسك متباينة، من الذاكرة. ومن المؤسف – بل من المؤلم – انني سأجد نفسي غير قدار على تفادي فعل الماضي"كان"، ذي الاستخدام المؤذي بالنسبة لي هنا على الأقل. كان تعرّفي الى أحمد أحد الفضائل المبكّرة والمميّزة التي جاد بها عليّ الصديق الأديب والسياسي الراحل بشّار الكتبي. كان تعرّفي الى أحمد في ذلك الوقت من عام 1983 يعني الكثير بالنسبة لي، وعلى أكثر من صعيد. كنت في ذلك الوقت قد كتبت نصين سرديين دون أن أعرف أن أحدهما – وهو "عفوا كنت أمارس فيك العشق" – يمكن أن يلتمس طريقا الى نوع القصة القصيرة. كانت مجادلة أحمد لبعض ممن قرأوا ذلك النص قبل النشر تقول باندراج ذلك النص في نسق القصة القصيرة، ذات الحساسية الجديدة. أفادتني تلك المجادلة في عدة مستويات متعالقة: جعلتني أولى تركيزا على القصة القصيرة قراءة وكتابة والى حد ما متابعة نقدية. أي أنها لعبت دورا محوريّا في تشكّل "هوّيتي الابداعية" التي عرفت بها فيما بعد.
على أنّ الغزارة، الوسامة والجاذبية النظرية التي ميّزت حديث أحمد عن تلك القصة القصيرة ما لبثت أن انداحت، اذ أخذت علاقتي الشخصية به تتنامى، لتشمل مستويات أخرى: الرواية، التيارات والمعارف الفكرية والثقافية العالمية المؤثرة في ذلك الوقت، وبعض الملامح – التي كان معظمها مجهولا بالنسبة لي – وبعضها كان مهملا من جهتي – من تاريخنا الثقافي والابداعي الطليعي السوداني.
وربّما حريّى بي هنا أن أولي النقطة الأخيرة، أي تنقيب أحمد في ملامح من تاريخنا الثقافي والابداعي الطليعي، بعض تركيز بسبب من دورها الحاسم في اعادة تعرّفي اليّ. فلقد كنت ابان تلك اليفاعة الثقافية-الابداعية لا أعطي انتاجنا الثقافي، الفكري، الابداعي السوداني – لا سيّما الرائد منه – العناية القمينة به. كان نموذجي أو مثلي الأعلى السردي، القصصي والروائي، يقع خارج "حدودنا القومية المحلية". لقد كنت "مغتربا" ثقافيا-أدبيا. كانت الآداب السردية العالمية والعربية (الروسية، الفرنسية، الانجليزية، العراقية، المصرية، اللبنانية، السورية – مثلا) هي الأكثر جاذبية وتأهيلا بالنسبة لي. (وهو أمر سأعود الى الحديث عنه وعن دلالاته – واداناته – المتعددة في مناسبة أخرى). كان لأحمد الفضل الأكبر في تعريفي – في الغالب للمرة الأولى في "حياتي الأدبية-الثقافية"! – على خليل عبدالله الحاج، أبي بكر خالد، ملكة الدار محمد، وحمزة الملك طمبل. كان لأحمد الفضل الأكبر في عودتي اليّ. غير أن الملفت أن تنقيب أحمد لم يكن ينحصر في هموم التأريخ أو محاولات التأصيل لأنواع ابداعية – سردية حصرا – وتيارات ثقافية رائدة، رغم أن تلك كانت من مشاغله النقدية المركزية. كان سؤال أو مأزق الهوية السودانية – بمستوياته الاجتماعية، الثقافية، الأيديولوجية، السياسية المتواشجة – مركزيا لديه أيضا. أكثر من هذا، كانت مسألة الثورة السودانية، دور المثقف فيها – حيث كان غرامشيا هنا – وحلم العدالة الاجتماعية لم يكن مركزيا عنده فحسب، وانّما كان مشروطا بتحرّر "الانسان السوداني" من قيوده الداخلية، التي كان يرى أنها تحجب أو تزيّف وعيه. كان تأمّله في الميكانيزمات السائدة المتوارثة للانتماء الى طائفة الأنصار التي تنحدر منها أسرته (وهو المولود في الجزيرة أبا عام 1958)، علاوة على تأمله في ميكانيزمات شبيهة سائدة للانتماء الى كيانات اجتماعية، كما الى تنظيمات سياسية أخرى معاصرة، يمينية ويسارية، قد مكّنه من التعرّف على فداحة حجم ونوعية القيود الداخلية – من جهة المفاهيم – المعرقلة للثورة التحررية التي من شأنها جلب العدالة الاجتماعية المنشودة.
كان يرى أن المركز المديني السوداني الأوسط المتعجرف والمكابر في حاجة الى رجّة نوعية كبرى تأتي من الهامش، الجغرافي-الاقليمي والاجتماعي العاصمي. كانت حركات التحرر المسلحة في مناطق من أميركا اللاتينية، بالاضافة الى قراءات نظرية - ماركسية في الغالب - لم تكن سائدة في فترة ثمانينيات القرن الماضي، تلعب دورا موحيا في تلك الرؤية. لذلك كانت حفاوته بالغة بانبثاق الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان. بيد أنّ احتفائه، دعمه، ولاحقا انتماءه الفعلي، للحركة الشعبية لتحرير السودان، الذي جاء محميا بتحرره الشخصي من القيود الداخلية، والمسنود بالقراءات العميقة والمساءلات المقلقة، لم يحجب عنه نظرات نقدية نافذة تجاه بعض مفاهيمها وممارسات بعض قادتها، التي كان يرى – وقد صدقت رؤيته – بأنها قاتلة.
تَحرُّر أحمد من القيود الداخلية جاء كنتيجة – كما قاد الى – تطوره وانفتاحه الثقافي والفكري. كان قارئا غير عقائدي. كان باحثا دائبا ودقيقا. كان محاورا رفيع القلب، رحيب العقل، وسمح اللسان. كم كان شغوفا بالحوار الثقافي والفكري! خلال معظم ثمانينيات القرن الفائت، كان كثيرا ما يأتي الى منزل بشار الكتبي بالمهدية الحارة الخامسة قادما من الخرطوم عقب انتهاء عمله بقسم المعامل بكلية طب جامعة الخرطوم لا لشئ الا بحثا عن حوار حول قضايا الابداع أو الثقافة أو الفكر أو السياسة. كان هذا يعني أن يجلس لمدة خمس أو ست ساعات على الأقل ثم يذهب بعدها راجلا قاطعا مسافة تستغرق ثلاث ساعات تقريبا الى حيث منزل أسرته بالثورة الحارة الثانية عشر. كان هذا يحدث مرة – وأحيانا أكثر من مرة – في الأسبوع.
شغفه بالحوار الثقافي والفكري وحرصه عليه هو الذي قاده الى اقتراح ما درج بعضنا على تسميته ب"غداء ثقافي" أو "مقيل ثقافي" خلال أغلب أعوام ثمانينيات القرن الماضي. كانت فكرة "الغداء الثقافي" أو "المقيل الثقافي" تقوم على اجتماعنا – نحن الأصدقاء وأصحاب الهموم الابداعية، الثقافية والفكرية – في بيت أسرة أحدنا خلال عطلة نهاية الأسبوع لنناقش نصا ابداعيا انتجه أحدنا حديثا. كانت قائمة الأعضاء الدائمين لتلك الفعالية تضم، علاوة على أحمد نفسه وشخصي، كل من الصديقين، الأديبين والناقدين الراحلين، عبد الوهاب حسن الخليفة وعبد الله محمد ابراهيم، الصديق الناقد السينمائي محمد مصطفي الأمين والصديق القاص محمد خلف الله سليمان. كما كانت القائمة تضم أعضاء غير دائمين من أمثال بشار الكتبي ومحمد المهدي بشرى. على أن مكتب أحمد بقسم المعامل بكلية طب جامعة الخرطوم كان عبارة "مقر دائم" لغدائنا أو مقيلنا الثقافي، الذي لم يكن دائما في حاجة الى نص حديث ينتجه أحدنا. ذلك أننا كنا كثيرا ما نلتقي هناك بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية ونمكث حتى يضمحل العصر.
لقد كان أحمد مهموما دائما بشئ، رفيع، حميم وخصيب يجمع الناس.
كان مهموما بالتغيير الجذري.
كان حفيّا بماركس، بتروتسكي، بآيزاك دويتشر، بألتوسير، بماركوزه، بفانون، بلوكاتش، بباختين، وبغرامشي.
جاء الى "الصحافة الثقافية" عبر نافذة "المثقف العضوي".
لهذا كان صحفيا متفانيا ذا حساسية أخلاقية عالية – الى الدرجة التي أدت به الى أن يُسْتَغَل – في أوقات كتيرة – من قبل بعض أرباب المؤسسات الصحفية والثقافية السودانية استغلالا بشعا. يا كم نال منه الاجحاف المادي! يا كم نال منه الظلم المعنوي! كانت فكرة "المثقف العضوي" تعني عنده – من بين ما تعني – أن يكون في المكان. لهذا السبب لم يرضخ لأغراءات ونداءات "هجرة المثقف". وتطبيقا لهذا المبدأ غادر مصر خلال الأعوام الأولى لهذه الألفية عائدا الى السودان الذي بقي فيه حتى آخر نفس له.
لقد كان سخي الوجدان واليد واللسان. المصيبة تكمن في أنّه ليس من السهولة الحصول على مثل نموذج أحمد هذا. لذا أجدني أهتف مع الصديق كمال قسم الله – عند كل فاجعة كهذه: ( يسقط الموت ). ************* إنتهت كلمة عادل وأعانى كمتداخل من توظيف خاصية الإقتباس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتماسة (Re: احمد الامين احمد)
|
حين إنتظمت الصحف السيارة بوطنه القديم وكذلك الأسافير بنعى وذكر مناقب أحمد عبدالمكرم شتاء رحيله العام الماضى وفى خضم ذلك وقفت على كلمة نادرة لرجل نادر لايلقى القول على عواهنه يذكر فيها أخى أحمد عبدالمكرم ويعدد خصاله الحميدة ذاك الشخص هو الأستاذ وليام زكريا الموظف الكبير جدا السابق بمعهد الدراسات الأسيوية والأفريقية بجامعة الخرطوم وهو أى المعهد بعض أهم المغانى الموحية التى كان يرتادها عبدالمكرم بالسودان القديم خاصة قاعة الشارقة حيث تعج بالكثير من الفعاليات التى هى بعض إهتمامات أحمد . قيمة كلمة الأستاذ وليام زكريا تكمن فى صدقها الشديد خاصة أن وليام ليس صديقا لعبدالمكرم لكنه رجل حساس وشفاف لأبعد درجة يشتم عبر تلك الحساسية والشفافية المفرطة قيمة ومعدن الرجال لذا هدته بوصلته تلك الحادة لخاصية التهذيب والثقافة العالية إلى جانب التجرد الشديد وحب الخير والأدب الجم فى عصر سادته (قليلى الأدب ) فى شخصية أحمد عبدالمكرم الذى رحل عن 54 عاما أول شتاء 2012 . .. قال وليام زكريا عن أحمد عبدالمكرم : **************** عرفته ابان عملي بقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم ولسنوات خلت، يدخل اليك في ادب وهدوء تتقدمه كلمة يا (استاذ) يحييك بذوق ينم عن أن الرجل يستوعب أدب التخاطب لاسيما عندما يكون من سبقه بالمكتب فتراه ينتظر في إناة وصبر ودون تململ، وغالبا ما يفتح حقيبته التي لا تفارقه ويسحب مطبوعا من جوفها مجلة أو كتابا يقتل به الزمن إن طال أو قصر، انه الاستاذ المبتلى بأمر الثقافة على وجه العموم والسودانية منها على وجه الخصوص، وهو مجال تخصصه وقد نجح خلاله في التعريف بالثقافة ذلك الكل المركب الذي يشتمل على نشاطات المجتمع من عادات وتقاليد ومعتقدات وفنون وممارسات ومؤسسات بما في ذلك وسائل كسب العيش. هكذا جاء تعريف الدكتور محمد جلال هاشم للثقافة، أحمد عبد المكرم يحلو لي الحديث معه في مجاله الذي احبه وكثيرا ما تجده يحمل ذخيرة طيبة من المعلومات التي يختزنها من خلال الكتب التي يعمل على امتلاكها أو تلك التي تذخر بها ارفف المكتبات التي يرتادها من حين لآخر، عرفته عبر اطلالته عبر الصحف السيارة أو المجلات السودانية حيث يمتعك بنقده الهادي وبيانه الواضح نحو الاقصوصة أو المسرحية التي تتسيد الساحة، يميل إلى معاودة الحكائين والرواة في سعيه للوصول "لاصل الحكاية"، يأتيني عادة ليطلب الفرصة لاستخدام "القاعة" وكان لا يسعى لعمل أو يتحمس له الا ماهو مرتبط بأمر الثقافة والمثقفين، يطلب بأدب جم ويتقبل ما نوجهه به برحابة صدر بالرغم أن التوجيه قد يدخل احيانا في مجال السخف، وهو ليس بيدنا في معظم الاحوال، لا يميل إلى الاستنكار أو المغالطة، يغادرنا في هدوئه المحبب ليأتي ثانية بما هو مطلوب ويتابع تحديد ميعاد ندوته أو سمناره الذي اختطه لذلك اليوم.
انه الاستاذ أحمد عبد المكرم الذي عرفت، فدارت دورة الايام وقدر لي أن اغادر المكان لأفسحه لغيري، وبعد أن تبوأت موضعا آخر وبه فسحة من الوقت قررت أن امضيه بمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان حيث اجد متعة التجول بين مطبوعاته العديدة القيمة اضافة إلى خاصية اخرى التمستها عبر زياراتي غير المنتظمة حيث وجدته دوحة يرتادها الادباء واهل التثاقف يمضون جل وقتهم في حوارات وفي غير إعداد، حوارات في شأن الوطن من نواحيه المختلفة، وقد يتركز الحوار الهادي حول عنوان جديد اطل من مطابع المركز فيدور حوله الحديث ولا اقول النقد يتجول البعض بين صفحاته منهم من يرى أن المنهجية التي اتبعها المؤلف مناسبة بينما يرى آخرون أن الاسلوب يعتريه بعض ضعف أو تجاوز في المفردات غريب، على العموم هذه اجواء المركز يوميا، وخلال جلسة لم ننظم لها كانت تضم الفقيد العزيز والدكتور الهمام كمال جال بنا الخاطر نحو المكتبة القبطية بالخرطوم وتاريخ تأسيسها وكيفية تكوينها قبل ما يربو على المئة عام، وبينما كنت اتحدث عن تلك المؤسسة الثقافية العريقة فاجأني عبد المكرم انه كان من سعداء الحظ الذين تمكنوا من الوقوف على مخزون الكتب والوثائق القيمة التي تحفظ بالمكتبة القبطية، واسترسلنا في الحديث حتى قدمت اقتراحي للجالسين وهو بينهم أن نسعى لإحياء تلك الذكرى خلال عمل مشترك يتبناه المركز بالتعاون مع ادارة المكتبة وهنا لمست حماسا يتطاول عند الرجل وللتو طلب تحديد ميعاد مناسب للجلوس مع ادارة المكتبة ليأخذ الاقتراح حظه في التنفيذ، هذا وقد سعيت إلى ذلك بحماس ايضا الا أن امر صيانة المكتبة قد اعاق التاريخ الذي تم تحديده مسبقا، وكان حماس الاستاذ أحمد لذلك لم ينقطع فكان يسألني عن الامر كلما جمعت بيننا الظروف، حقا كم كنت عظيما يا أحمد. إن سيرة الفقيد أحمد عبد المكرم تأتي ودون شك كلما اجتمعت ثلة من المثقفين واهل الادب، وانا خارج البلاد للمشاركة في امر متعلق بالوطن جمع العديد من المثقفين جاءت سيرة الرجل واهتمامه وتعلقه بأمر الثقافة إلى أن علمت من الدكتور وجدي كامل استاذ الاعلام بجامعة الخرطوم سابقا والعامل بقناة الجزيرة حاليا وصديق الطرفين، بأن أحمد يعاني كثيرا من ذلك الداء اللعين واوصاني بزيارته ووعدته بذلك فور وصولي السودان وبالفعل نويت ذلك، استفسرت عن موقعه آنذاك فعلمت انه يتلقى بعض جلسات غسيل الكلى، هذا وقد شاركت في اجتماع لعدد من اعيان المركز للتشاور حول الوقوف بجانب الاستاذ عبد المكرم في محنته فاتفق الجميع على امر "مشهود" في المجتمع السوداني، ومجتمع اهل الثقافة على وجه الخصوص وكان من المؤمل أن يقوم بعض اعضاء الاجتماع بزيارته الا أن المنية عاجلته فبكاه الجميع مرددين أن الامر امر رب العباد الذي بيده كل الاشياء وما اراده الله فعل، فليرحمك الله ويتقبلك القبول الحسن اخي أحمد. وإلى لقاء *****************************8 إنتهىت كلمة وليام وشهادته العالية فى حق أخى أحمد وتقرأ مقرونه بشهادة أختى سعاد عبدالتام فى مداخلة سابقة لكن يلفت النظر أن وليام قد وصف أحمد عبدالمكرم بالتحضر والأدب الشديد والأخير صفة نادرة جدا هذا العصر خاصة ويستحيل نهلها من من معين غير الأسرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: احمد الامين احمد)
|
الأستاذ الشفيف أحمد أمين أحمد, التحية والاحترام , والوقوف عند مهول كلمك الفياض الذي يوجع كرثاء لصديق وانسان متفرد فقدناه ومثله شحيح! و حين يقف المرء عند سردك المتمكن فتتمتع العين التي هي في نفس الوقت تدمع وتختلط الدموع بالغبطة ويتولد شيئ جميل ولكنه متعب يحوى الراحة والقلق والأريحية كمن ترثي وتنعي لمرور عام مرير دون إنسان بقامة أمة ! فقد كان الراحل متفردا حتي في حزننا عليه ! وصبورا كصبرنا في هذه الفانية بدونه! كان مليئا بالناس والمعرفة فكما جمع من كل بحر قطرات وفيض فقد جمع من كل ملة وصوب صديقا وأخا بل قبيلة ! فبني دولة المعارف والحب والوفاء ولكنه غادرنا فصارت كلها خواء. ألا رحم الله أحمد العبد الفقير إلي رحمتك , فقد كان طيب المعشر كثير الأحباء.
ست البنات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: احمد الامين احمد)
|
حينما قال لي التشكيلي حسان احمد اليوم سيأتي احمد عبد المكرم من الخرطوم في زيارة للقاهرة، اصابني شئ من الفرح أنني سالتقى احمد عبد المكرم، والذي عرفته من خلال جريدة الخرطوم، منفذنا الوحيد لعالم السودان أبان تواجدنا في أسمرا، المهم، كنت اقيم مع حسان في شقته أثناء عبوري لأوربا في رحلة شملت السويد وهولندا وفرنسا، في ذلك المساء التقينا لأول مرة، هالني أدبه الجم وحُسن استماعه، تشجّن بنا الحديث (على قول الحارث بن ضبة)، وتطرقنا لكل شئ من أدب وثقافة وسياسة، كانت ليلة لا تُنْسى.
شكراً لك أحمد، لقد قرأت هذا (الخيط) منذ لحظته الأولى، ولكن لم أشأ أن أقاطع هذا السرد الممتع لحياة احمد عبد المكرم، وقديماً شاهدت تمثلية مصرية في التلفزيون لا زلت أذكرها، وتتلخص القصة في شخص يجد نفسه في غرفة صماء (لا منفذ فيها) ويسائل نفسه أين أنا، وبعدها تبدأ بعض الشخصيات في الظهور، منها عالم وأديب وبنت صغيرة، بعد ظهور البنت الصغيرة بسويعات تظهر أمها وتعانقها ويختفيان، وخلاصة الأمر أن هذه الغرفة هي البرزخ، وهؤلاء الأشخاص يبقون في برزخهم ما بقيت ذكراهم في الجانب الآخر، هذا ما ستشرحه أحد الشخصيات، وتدلل على ذلك بإختفاء الأم والبنت حال ظهور الأم كون أنها وحيدة ولا يذكرها أحد في الدنيا غير أمها، ولذلك اختفيتا حال ظهور الأم، أي بعد موتها.
تذكرك لأحمد عبد المكرم، يضعه من جديد بيننا نحن الأحياء، نحتفي بإسهامه الكبير في الثقافة السودانية. تذكرت مقال الطيب صالح (في تذكر أكرم صالح)، أعادتني كتابتك لتلك الكتابة، بجامع الحب في كلٍ، وبهذا التشجن الفريد، الذي يأخذنا لعوالمهما بعينٍ تصويرية، بالطبع لا أعقد مقارنة هنا بينك وبين الطيب صالح، ولكن أندهش دائماً لهذا الحب الذي يضوع من قلميكما عن الحديث عن الأصدقاء.
سأظل دوماً أذكرك وانت تقف أمام مكتبة منصور خالد في شقته في أسمرا وأنت تتحدث عن الكتب وكأنهم رفقاء طفولتك، وددت لو أن الزمان غير الزمان والمكان غير المكان لصحبناك ورفيقك أحمد عبد المكرم وبقية عقدكم من ذهب إلى ربه ومن تفرق أيدي عرب وأيدي عجم.
لك الشكر على هذا الوفاء النادر، والشكر ليس لوفاءك، ولكن لتذكيرنا بكيف يكون الوفاء للأصدقاء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: الصادق اسماعيل)
|
Quote: إن أحلام عبدالمكرم المجهضة بالسودان القديم -قبل خروجه لليبيا ثم مصر لفترة طويلة عقب إنقلاب الترابى - كان رغبته الجامحة فى تفرغ وظيفى للقيام برحلة طويلة ( بالسكة حديد والعربيات ) ربما مرورا ب (قيزان 17) لغرب السودان تحديدا الفاشر وماحولها ليتعرف عن قرب على نمط الحياة الذى أنتج مغنى جمالى فى الفضاء السردى لإبراهيم إسحق الروائى السودانى الذى يهتم عبدالمكرم بسرده كثيرا -عبر أجيال عديدة من (دكة ال كباشى ) التى تجلت عبرها قرية ودعة –مسقط راس _ إبراهيم إسحق مثلما تجلت (دينقا ام الديار ) عبر (خيرات ) فى سردية فضيلى جماع (دموع القرية ) وتجلت كرماكول عبر ود حامد عند الطيب صالح فى مجمل سردياته (حسب مصطلح عبدالمكرم). )
يلحظ من يتحدث مع احمد عبد المكرم أن مشروعه النقدى الأكبر كان مصوبا على مراحل على تجربة ومشروع روايات استاذه بالمرحله الثانويه وصديقه لاحقا ابراهيم اسحق ولعل مرد ذلك اهتمام احمد الشديد بانسان الريف المقهور سياسيا وحضاريا تحديدا المنتمى لغرب البلاد رغم نشأته بام درمان! |
رحم الله الأستاذ أحمد عبد المكرم وحيّا قبره السواري المُدجنات والضحوي العوير
وليتنا نجد من سمحين النَّافلة من أهل بلادي، مثل الراحل ،من يكتب عن الأديب إبراهيم إسحق وسرده الإبداعي ومفردته الموقلة في محليتنا والتي ما فتئت تفكُّ شفرات عتامير "ودعة"، وخندريس "إبراهيم العتَّال"
Quote: كان عبدالمكرم خلال حياته الأولى بالسودان والأخيرة كذلك نشطا فى الحديث الثر عن رموز ومكونات الإبداع السودانى عبر المشاركة فى الكثير من المنتديات الثقافية بالعاصمة والأقاليم حيث شارك قديما فى منتدى ثقافى بنهر النيل يسمى (عنادل الدامر ) وقدم عبر أوراق ثرة عن إبداع الطيب صالح وقد إشتبك عبر الحوار السالب معه خلال تقديمه إحدى تلك الأوراق الشاعر مصطفى عوض الله بشارة الذى يعتقد أن الطيب صالح يقدم أدبا بذيئا يشوه صورة المجتمع السودانى الملائكى يبدو ان هذا الأديب لم يقف بعد على مقولة رائد الواقعية الفرنسية أونرى بلزاك التى تقرأ: ( الشعب هو من يقول وأنا الذى أكتب ) أو كماقال ..صحيح توجد جمل عبر شخصيات بذيئة فى جماليات الطيب صالح لكنه لم يخترعها بل نقلها من المجتمع الذى تكثر به نماذج عديدة مثل بت مجذوب وشلتها
|
نعم يا أحمد ولقد شاهدت الكثير الكثير من أمثال بت مجذوب بالبادية والرّيف، بذيئون جدا ولكنها بلا وقاحة وجميلين أيضا وفي ذاكرتي وجمجمتي اشخاصا ، يقهقهون ويمزحون، أمثال ود عاول وفضل الكريم وحسب الله و..........
لك المحبة والتجلة علي هذا الوفاء النبيل ، وأحسب وفاءك لأحمد عبد المكرم ورزميك علي فراقه ، ويْ كأنك الخنساء حين تقول في صخرٍ:
"ما عجول لدى بوّ تطيف به لها حنينان إعلان وإســـــرار أودى به الدهر يوما فهي مزرمة قد ساعدتها على التحنان أظآرُ ترتع ماغفلت حتى إذا ادكرت فإنما هي إقبالٌ وإدبارُ يوما بأوجع مني يوم فارقني صخرٌ وللعيش إحـــــــــلاءٌ وإمرارُ
والعجول وهي الناقة التي مات فصيلها والبَوْ هو جلد الفصيل ويحشي عشبا وتبنا والمفردتين ، ما زالت بادية الكبابيش تنطقهن، يقولون للعجول :"عجول ومعجَّل" والبَّو مازالوا يستعملونه وبنطقونه........... محبتي لك وللمتداخلين جميعا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: عبيد الطيب)
|
تحية وتقدير أخوى الصادق إسماعيل كنت متاكد انك متابعا بدقة وقوفى على قبر أخى أحمد عبدالمكرم خاصة أنك عبر مداخلة لك فى بوست لى عند رحيله العام الماضي أنتبهت بدقة لخاصية فى أحمد عبدالمكرم وهى نادرة جدا عند جل من اعرف من الكتاب تحديدا هى خاصية السمع للمتحدث الأخر وهذه نعمة كبيرة جدا . على ذكر مكتبة منصور خالد وكتبه تحديدا الملفت للنظر لمن يتأملها يجد أن أكثر من 80 بالمئة منها كتب تهتم بالدين الإسلامى عبر مناهج ومدارس شتى وهذا ملفت فى مكتبة شخص لايصنف ضمن حزب دينى معين مثل منصور خالد وقد إنعكست ثقافة منصور عبر تلك الكتب الدينية فى مؤلفه (الفجر الكاذب نميرى وتحريف الشريعة ) عبر مرجعية صارمة ومعرفة بتراث الدين الإسلامى بصورة ترفعه لمصاف الغزالى والإمام مالك عبر الإحاطة بدقائق الدين والشريعة والملفت كذلك منصور رغم أنه يصنف علمانيا لكنه يكتب عن الدين بحب شديد ومعرفة دقيقة لانه واسع الإطلاع فى الدين ويعرف أين الخطأ والصواب فيه ... أحمد عبدالمكرم إنسان يصعب الحديث عنه خاصة عبر صفاته الإنسانية من كرم بساطة تواضع وشهامة وادب رفيع جدا نجحت أسرته فى غرسه فيه . كذلك من الأشياء الموجبة فيه عدم إنفعاله مهما كان الظرف حرجا ودائما يجد حلا سهلا لكل معضلة كذلك عبر رفقته يقودك لمعرفة أشياء موجبة كثيرة جدا لدرجة أن كل العمال والموظفين الذين يعملون معه فى محل عمله يصبحون أصدقاء لك وقد تزورهم بالمنزل. تحية للصادق وعسى أن تتابع وقوفى على قبر أحمد عبدالمكرم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: قول سيدنا موسى عليه السلام وهو من اولى العزم فى سورة الكهف مخاطبا الرجل الصالح (هل أتبعك على ان تعلمنى مما علمت رشدا ) أنا أكتب لأتعلم من أخطائى وقد قال سيدنا عمر رضى الله عنه وهو من المحدثين حسب حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم . (كل الناس أعلم من عمر ) . |
أعلم باني ما قصدت بردودي إدعاء علم أو إدعائي بزيادة علم عليك فربما قليل أعلمه مما تجهله وأكثر ما تعلمه أجهله وأكثر ما أعلمه تعلمه............
Quote: مصطلح قبوريين يكثر كثيرا فى مصطلحات اهل السنة والجماعة. |
أعطينى من هذا الكثير نموذج واحد؟ ماذا تعني بأهل السنة والجماعة يا أخي؟! لعلك تعني من يسمون أنفسهم (أنصار السنة) وهم الوهابية وتاريخ هذه الدعوة حديث جداَ ...فهي لها قرنان وبضعة عقود من الزمان في ثلاث فترات متقطعة آخرها لم تكمل قرن ...وهذا القرن الآخير هو الذي انتشرت فيه في البلدان (أما أهل السنة ) فشي آخر فهم جميع اتباع الأئمة الأربعة في الفقه واتباع الكتب الستة والموطأ ومسند أحمد وبقية السنن والمسانيد والمصنفات التي هي المراجع فيستعان بها في تفسير القرآن الكريم ومعرفة الحلال والحرام وجميع الأحكام ... وهؤلاء ليسوا وهابية ولا ما يسمون بأنصار السنة الذين هم حنابلة ولسوا هم كل الحنابلة فأين أتباع مذاهب أهل السنة الثلاثة ..من مالكية وشوافع وأحناف ؟! هل هم خارج دائرة أهل السنة بظنك؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: منتصر عبد الباسط)
|
أما عن مراجعي فهي مراجع أهل السنة وعلماء أهل السنة وأما عن وصفي للذين يسمون أهل السنة بالقبوريين أنهم خوارج فليس هذا من عندي قال الحافظ الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء أَيْنَ المُتَنَطِّعُ المُنْكِرُ عَلَى أَحْمَدَ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ سَأَلَ أَبَاهُ عَمَّنْ يَلمَسُ رُمَّانَةَ مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،وَيَمَسُّ الحُجْرَةَ النَّبَوِيَّةَ فَقَالَ: لاَ أَرَى بِذَلِكَ بَأْساً.أَعَاذنَا اللهُ وَإِيَّاكُم مِنْ رَأْيِ الخَوَارِجِوَمِنَ البِدَعِ].اهـ يقول الذهبي في معجم الشيوخ الجزء الأول ص73 [فإن قيل: فهلا فعل ذلك الصحابة؟ قيل: لأنهم عاينوه حياً وتملوا به وقبلوا يده وكادوا يقتتلون على وضوءه واقتسموا شعره المطهر يوم الحج الأكبر، وكان إذا تنخم لا تكاد نخامته تقع إلا في يد رجل فيدلك بها وجهه. ونحن فلما لم يصح لنا مثل هذا النصيب الأوفر ترامينا على قبره بالالتزام والتبجيل والاستلام والتقبيل!!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: منتصر عبد الباسط)
|
كتب منتصر : أعطينى من هذا الكثير نموذج واحد؟ ماذا تعني بأهل السنة والجماعة يا أخي؟! لعلك تعني من يسمون أنفسهم (أنصار السنة) وهم الوهابية وتاريخ هذه الدعوة حديث جداَ ...فهي لها قرنان وبضعة عقود من الزمان في ثلاث فترات متقطعة آخرها لم تكمل قرن ...وهذا القرن الآخير هو الذي انتشرت فيه في البلدان (أما أهل السنة ) فشي آخر فهم جميع اتباع الأئمة الأربعة في الفقه واتباع الكتب الستة والموطأ ومسند أحمد وبقية السنن والمسانيد والمصنفات التي هي المراجع فيستعان بها في تفسير القرآن الكريم ومعرفة الحلال والحرام وجميع الأحكام ... وهؤلاء ليسوا وهابية ولا ما يسمون بأنصار السنة الذين هم حنابلة ولسوا هم كل الحنابلة فأين أتباع مذاهب أهل السنة الثلاثة ..من مالكية وشوافع وأحناف ؟! هل هم خارج دائرة أهل السنة بظنك؟! إنتهى الإقتباس : 1- أعنى بأهل السنة والجماعة أتباع منهج الإمام أحمد بن حنبل فقط رغم أن السنة لها أربعة أئمة هم أبوحنيفة ،مالك ،الشافعى وإبن حنبل لان المعروف أن أتباع الأمام أحمد يسمون أنفسهم أهل السنة والجماعة والامام أحمد نفسه مشهور بلقب إمام أهل السنة بينما مالك مثلا إمام دار الهجرة ويختلف هؤلاء الائمة الكبار فى بعض المصطلحات ومن أسميتهم انت يامنتصر الوهابية هم لايقبلون هذا الإسم بل هم ورثة أهل السنة والجماعة حاليا عبر تجديد محمد عبدالوهاب لإبن تيمية عن أحمد بن حنبل هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة الذى أعنية رغم أن بقية الائمة غير أحمد هم سنة لكن لايطق علي أتباعهم مصطلح (لاحظ مصطلح ) أهل السنة والجماعة بل يطلق عليهم عموما (لاحظ عموما ) مصطلح سنيين والفرق بين مصطلح وكلمة كبير جدا راجع مقدمة إبن خدلون وكذلك كتاب الفقة على المذاهب الاربعة لعبدالرحمن الجزيرى (مالكى المذهب ) . *تنبيه : الذين يقابل السنة (لم أقل أهل السنة والجماعة ) هم الشيعة . 2- أهل السنة والجماعة (لم أقل السنة ) من أتباع مدرسة إبن حنبل فى الفقة لهم أراء فقيهة فى الصوفية ( الصوفية سنة جلهم أتباع مالك والشافعى وإبى حنيفة ) والغلاة من اهل السنة والجماعة وصف بعضهم الصوفية بفساد العقيدة ( فى حج 2002 كنت بمنى فتم توزيع كتيبات من بعض غلاة اهل السنة والجماعة يكفرون الكثير من الصوفية منهم البرعى السودانى رحمه الله . 3- أهل السنة والجماعة (أتباع مدرسة إبن حنبل ) تحديدا لايزورن القبور مطلقا ويصفون الصوفية الذين يزرون قبور الصالحين بالقبوريين ومن هنا كان توضيحى فى مداخلتى الاولى للتنبيه بعنوان البوست خاصة أن الإنسان صار مراقبا حتى فى كلماته التى يكتبها علما أن أخى احمد عبدالمكرم ليس شيخا صاحب طريقة وقبره لايزار على طريقة الصوفية إلى جانب أننى خارج السودان ولم ازر قبره مطلقا باى صفة فقط وددت فى التوضيح الاول تبيان موقفى فى البوست عبر عنوانه . أكرر أبتاع مالك والشافعى وإبى حنيفة سنة لكن لايطلق عليهم أهل السنة والجماعة بل المصطلح قاصرا على أتباع إبن حنبل وهم من أطلق على نفسه ذلك . إذا إنتبهت يامنتصر لوجود (صوفية ) داخل مذاهب السنة عدا مذهب إبن حنبل يكون توضيحى واضحا أنا أقصد أن الصوفية هم الموصوفون بالقبوريين عند بعض أهل السنة والجماعة لانهم يزرون قبور الصالحين وهذه بدعة قبيحة جدا لكن الصوفية نجحوا فى كسب المريدين بصورة أكبر من أهل السنة (لم اقل السنة ) لان الصوفية يعاملون الناس بأسلوب مرن ولايزجزون ... بخصوص المراجع التى ذكرتها مثل موطأ الإمام مالك ومسند إبن حنبل وغير ذلك فهذه الكتب فى شهر رمضان من كل عام يتم بيعها جميعا على شكل رزمة بأقل من 50 ريالا سعوديا بمكتبة جرير بجدة ولقد أشتريتها قبل أكثر من 10 أعوام وقرأت الموطأ تحديد ا أكثر من 3 مرات وسوف أقرأه مرات اكثر . *** تحية لمنتصر وجميع من يتابع .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: احمد الامين احمد)
|
تحية وتقدير للمتابعين الكرام . الرحمة والمغفرة لأحمد الطيب عبدالمكرم وعموم موتانا ولنا غدا . قلت فى مداخلة سابقة أن الراحل المقيم أحمد عبدالمكرم قد شجعنى بقوة على محاولة التجريب فى الكتابة فى مجالات معينة وتعهد بنشر ذلك فى الصفحات الثقافية التى كان يحررها بالسودان القديم والمدهش أنه كان يقوم بنشر بعض المداخلات التى أكتبها فى موقع سودانيزاونلاين تحديدا بعد تنقيحها لتصلح للورق بدلا عن الأسافير وكثير ماتفأجات بها منشورة فى صفحاته بصورة تجعلنى أشك أنها كانت فى ألأصل مداخلة إسفيرية عفوية كتبتها كيفما أتفق دون تنقيح من تلك المداخلات أذكر التى تختص برحيل مبدعين أثروا بقوة فى الفكر والضمير العالمى من حضارات شتى وأخرى تتعلق بمصطلحات ثقافية وجماعات أنشر منها فى ذكراه وأنا واقفا على جدثه راهنا والحجيج من المسلمين توافدوا من كل فج عميق تجاه بكة ليشهدوا منافع لهم فبعدد ذرات حصى مزدلفة وهم ينفرون تجاهها ذاك اليوم السعيد أترحم على أحمد عبدالمكرم وجميع موتى المسلمين .
إشارة إلى BLOOMSBURY GROUP جماعه بلومزبرىBloomsbury Group الانجليزية وهى جماعه ثقافيه تشبه إلى حد كبير جماعة الفجر السودانية التي تأسست بالموردة أو الهاشماب ومن روادها المحجوب وأولاد عشري وجماعه أبى روف ومن روادها احمد خير وأبناء الكد وهى للأولى أقرب.. أثر جماعه بلومزبرى عميق جدا في حركه الحداثة الشعرية والتشكيلية البريطانية في النصف الأول من القرن العشرين حيث تأسست العام 1905 كمجموعه قراءه بواسطة مجموعه من الكتاب والفنانين والمثقفين من خريجي كليه ترنتى بجامعه كمبريدج العتيقة الذين دأبوا على الحوار الثقافي والتجمع أمسيات كل خميس في منزل الروائيةVirginia Wolf المشهورة شقيقه احد الأعضاء الذكور بمنطقه Bloomsbury ولقد تأثر أفراد هذه المجموعة كثيرا بالمبدأ الاخلاقى والديني الأمر الذي استلهمه في مبادئه عقب الحرب العالمية الثانية الامريكى الشهير Desmond McCarthy ,ومن ثم تشعبت اهتماماتها 1910 عقب التحاق Roger Fry لتشمل الفنون البصرية كما ساهم التحاق جيل جديد في فتره مابين الحربين في التخلي عن الحيز الجغرافي للجمعية داخل الحي الشهير بلندن ليعقدوا جلساتهم بالأرياف ورغم إنكار أعضاؤها الأطر الرسمية للجمعية إلا أنهم توافقوا على معتقد جوهري باهميه الفنون جميعها كمشكل للمجتمع ومعبر عن الإنسان ويمكن تلخيص بيانهم في اعتماد الحب وخلق متعه التجربة الاخلاقيه والدينية ونشد المعرفة غير المتناهية ولقد شكلت هذه المجموعة بعض الأنهار الباطنة التي أثرت وسقت رواية " موسم الهجرة إلى الشمال " للطيب صالح – شفاه الله- حيث جعل بطله مصطفى سعيد الذي تزامن زمنه الخارجي بلندن مع ازدهار هذه المجموعة التي كان يرتاد منتدياتها قال مصطفى سعيد: " كانت لندن خارجه من الحرب ووطأه العهد الفكيتورى ..عرفت حانات تشلسى وأنديه هامبستد ومنتديات بلومزبرى ..أقرا الشعر وأتحدث في الدين والفلسفة وانقد الرسم " ......انتهى..كلام مصطفى سعيد !! لقد أسهمت هذه الجماعة في نشر العديد من الروايات والسير الذاتية والنقد الادبى والاقتصاد والنظريات الفلسفية كما يحمد لها أنها من رعى الشاعر الامريكى/ البريطاني T S Eliot أثناء بداياته لدرجه التبرع بطبع خريدته المثيرة للجدل " الأرض الخراب" The Waste Land في طبعتها البكر 1923 و التي كشفت دراسة حديثه حولها عن شذوذ شاعرها الذي كتبها جراء علاقة أثمه ومنحرفة مع طبيب فرنسي أثناء الحرب العالمية الأولى والعياذ بالله وعلى ذكر اليوت وأرضه الموات فقد ذكر الناقد خالد أحمد بابكر فى مقال شهير له عن معاوية نور : " فإن معاوية نور هو أول من لفت أنظار المتأدبين في العالم العربي إلى اليوت، وأول من سعى لتطبيق مفاهيمه النظرية الحديثة على الشعر العربي، وذلك في الثلاثينيات من القرن المنصرم. وإلى هذه الريادة ذهب د. محمد عبد الحي محمود (1944-1989م) وعبد المنعم عجب ألفيا " ..أنتهي الاقتباس ..عليه أرجو أن أضيف إلى الشاعر عبد الحي والناقد عبد المنعم عجب ألفيا من السودانيين المعاصرين المهتمين جماليا بإبداع Eliot التشكيلين بروفسير حسين جمعان الذي قال عن لقائه الأول بعبد الحي بلندن : " قدمني استاذى عثمان وقيع الله لصديقه محمد عبد الحي الذي أتى من أكسفورد لهذه المناسبة وبعد تبادل الود سألني بسؤال تقليدي لكسر حاجز الصمت الذي بدأ : ماذا تفعل الآن؟ فأجبته اننى أقوم بقراءة الشاعر اليوت وخاصة قصيده "الأرض الخراب" The Waste Land التي أقوم بوضع رسوماتها ضمن امتحان نهاية العام الدراسي للسنة الأولى ! اندهش الرجل وسر سرورا عظيما ووعدني بالزيارة بالكلية الملكية البريطانية – التي ادرس بها ثم أردف سؤاله بسؤال أخر ماذا أضاف إليك اليوت ؟ فأجبته وكأنني اعرف ما يدور بخلده : تعجبت للرمز الموغل في الشطح والوحدات المركبة وذلك المناخ السريالي الغريب الذي يعج في جسد القصيدة والجزئيات التي تتضافر مع الكليات ...فالجزئيات في الإبداع هي الخلية التي تؤجج نسيج الشعر وهى الكلمة الحية التي تحرك فواصل الكتابة ..فتحولت رؤيتي بالقراءة المتأنية لشعره وتحول عملي إلى طقس جديد ولصوره مغايره اختزال لرسم لتطوير أدواته الغر ائبيه التي تصل إلى حد الإرباك. والتحليق وسطوة الفكر والرقة التي تصحب التساؤل والمفارقة ..." انتهى كلام حسين جمعان حول صلته باليوت ..وكذلك التشكيلي الشاب احمد جابر عامر الذي قدم رسومات كثيرة جدا من وحى مشاهداته وتأملاته في رسومات اليوت.. في مستهل مقاله يقول الصديق خالد مشيرا إلى رأى الصاوي حول معاوية نور قائلا: "ففي محور مقارنته مع مجا يليه، يرى أنَّه كان أقلهم حظاً في الاشتغال بالسياسة في معناها المباشر، وهو رأي كنا تدارسناه في وقت سابق مع بعض أصدقائنا، منهم من كان يرى في معاوية إنصرافية عن قضايا وأوضاع السودان السياسية في ذلك الزمان. لكنْ، وعلى النقيض تماماً، يؤكد الصاوي أن الطبيعة (غير السياسية) لانشغالات معاوية، هي أكثر فائدة في عصرنا الحاضر للحقل السياسي مما كانت عليه في أية مرحلة من المراحل السابقة.." انتهى الاقتباس.. لعل في تعليل عدم اشتغال معاوية نور بالسياسة اليومية المباشرة خلافا لأبناء جيله ربما المستعمر الانجليزي وقتها هو من عمد إلى عدم استقرار معاوية بوطنه إدراكا منه بعقليته الفذة وشخصيته الاسره التي قد تسهم في نضج تيار التحرر الوطني بوعي عبر مقدراته إذ ذكر الطيب صالح- شفاه الله - في مقال قديم بمجله المصور المصرية أن معاوية نور بعد مرحله بيروت الدراسية عمد على الاستقرار بوطنه ليسهم في تحرره ونهضته وبالفعل تقدم إلى وظيفة مدنيه بحكم تخصصه لكن تقرير اللجنة الانجليزية في الخدمة العامة الذي أفرج عنه مؤخرا لسريته ذكر في نتيجة المقابلة " معاوية محمد نور ذكى جدا لذا لايصلح للوظيفة"!!!!بالتالي قد أسهم المستعمر الانجليزي بالسودان بصوره ما في تغذيه القلق الوجودي والتهويم النفسي للعبقري السوداني معاوية حتى أسلمه لاحقا لسياط الفكي بخلوه مرفعين الفقرا بأم درمان لتمزق أهابه الغض حتى مات رحمه الله واشكر الأخ خالد أحمد بابكر على المتعة التي أحسسناها عبر مقاله الجميل عن معاوية نور وإحالاته الكثيرة.
*تنبيه : تمت الإشارة كثيرا لعادل القصاص (بتاع جزيرة الفيل ) فى وقوفى على ضريح أحمد وسوف أخصص بعض المداخلات فى هذا البوست لعادل وهو حيا وحييا ربما بملبورن كذلك تمت الإشارة للطيب صالح فى المداخلة الثانية كرجل عفيف متعفف ليس له مطالب ممن الحياة سوى الستر والكبرياء الإنسانى ذاك فى معرض وصف فيصل محمد صالح لعبدالمكرم بقلة المطال وسوف أخصص مداخلة واحدة فقط للطيب صالح والله اعلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: منتصر عبد الباسط)
|
Quote: وإبن كثير الدمشقى ولعلمك هو شافعى المذهب رغم إدعاء الأشاعرة أنه أشعرى وكذلك رغم ميله الكثير لإبن تيمية (حنبلى )
|
لذلك قلت لك أن قولك بحصر أهل السنة في اتباع الإمام أحمد يخرج الذهبي وابن كثير من اهل السنة والجماعة يا أخي لا تناقض بين أن يكون شافعي وفي نفس الوقت أشعري بل أكثر الشوافع أشاعرة كالنووي والغزالي والعز بن عبد السلام وابن حجر العسقلاني وغيرهم مما يحصى أما الحنابلة فمنهم ابو الفرج بن الجوزي كان اشعري وعبد القادر الجيلاني المعاصر له رغم صوفيته كان سلفي وعده السلفية منهم يبدو أنك لا تعلم معني مصطلح سلفي السلفية هم من لا يؤلون الصفات المنسوبة لله عز وجل بخلاف الأشاعرة وكلا الطرفان أهل سنة وجماعة . .. أما عن ابن كثير قيل أنه اضطر لاظهار انه أشعري ليسمح له بتقلد رئاسة دار الحديث بدمشق التي لا يسمح بغير الأشاعرة لرآستها ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: احمد الامين احمد)
|
تحية لعموم من يراه الرحمة والمغفرة لأحمد الطيب عبدالمكرم وعموم موتانا ولنا غدا . قلت فى مداخلة سابقة أن الراحل المقيم أحمد عبدالمكرم قد شجعنى بقوة على محاولة التجريب فى الكتابة فى مجالات معينة وتعهد بنشر ذلك فى الصفحات الثقافية التى كان يحررها بالسودان القديم ومن ضمن مانشر لى فى صحيفة الخرطوم تحديدا خلال صدورها الأخير بالخرطوم مقالا طويلا عن ستة من الشعراء الرومانسيين الإنجليز الذين عاشوا وكتبوا فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تحديدا : وليام بليك ،وردسورث ،كوليردج ،شيللى، بايرون وجون كيتس فى ذكرى مرور حول على رحيله المفجع ووقوفى على ضريحه (رغم تحذيرات أهل السنة والجماعة) أقتبس من ذاك المقال الطويل بعض الفقرات الخاصة بإثنين من هؤلاء هما : وردسورث وصديق كوليردج ومن المأمول أن يكون المقال كاملا فصلا من كتاب قيد التنقيح والإعداد يحوى مقالات عديدة فى نقد بعض الأعمال الأدبية السودانية (الطيب صالح ..محمد عبدالحي ..فضيلي جماع وغيرهم من مبدعى السودان القديم ) الأفريقية (شينوا أشيبى ..مانديلا ..شوينكا ..الخ ) الروسية ،الفرنسية ،اليونانية والبريطانية قلت : *********** لعل William Wordsworth الذى عاش خلال الفترة 1770-1850 هو الشاعر الأكثر تأثيرا فى مجرى الشعر الرومانسى الإنجليزى ،بل يعتبر الصوت الشعرى المغرد بنفس جديد أدى إلى تدفق عطر أخاذ مستحدث داخل بحيرة الأدب الإنجليزى ،كما أن دينه الخاص المرتبط بالطبيعة قد غذى الشعراء الرومانسيين وخلفائهم الروحيين بإحدى موضوعاتهم الرئيسية الأثيرة . لقد غرس صبا الشاعر فى منطقة البحيرات الشهيرة Lake District ساحرة الجمال لدرجة التوحش شمال غرب إنجلتره هذا العشق للطبيعة فى وجدانه ليتركه وديعا مستغرقا التفكير فى همومه ومجددا فى موضوعاته حيث لم تبدا أسفاره الخارجية إلا فى العام 1790 عندما قام بجولة مع صديق له عبر أرجاء فرنسا (أرض بودليير ) ، إيطاليا (أرض دانتي ) و ألمانيا مرتع (شيللر وغوتة) قبل أن يمكث عاما بفرنسا متأملا عن كثب الطبيعة الثورية للثورة الشهيرة التى اطاحت بعرش البوربون وحملت لويس السادس عشر للمقصلة الشهيرة لكنه سرعان ما يمم برفقة شقيقته Dorthy فى العام 1795 شطر منطقة Dorest حيث ألتقيا هنالك بالشاعر الرومانسي الشهير Samuel Colerdige الذى وقع فى غرام الشقيقة ليستقر الثلاثى متقارب الأهواء والمشارب حيث أصدروا الطبعة الأولى من مجموعتهم المشتركة الأغنيات الشعبية الغنائية The Lyrical Ballads الذى أعتبر كتاب العصر قبل أن يفترق الشاعران إثر خصومة فكرية العام 1810. عقب قضاء عاما بأرض غوتة عاد الشاعران والشقيقة العشيقة الموحية إلى منطقة البحيرات حيث عاش الشاعر خريف عمره المديد عاملا كمتحصل لإيرادات المجلس البلدي مثلما عمل الشاعر الرومانسى السودانى الشهير التجانى يوسف بشير (1912-1937) متحصلا فى إحدى شركات الحياكة ، وتتمثل أجمل قصائد Wordsworth فى قصيدة Are We Seven? التى تتحدث بلسان الطبقة الوسطي وقصيدة Tin Tem Abbey والتى تستلهم رضوخه الفلسفى وإستخدام مدهش لشعر غنى ومرن وقصيدة The Solitary Reaper التى تعنى (الحاصدة المتوحشة ) والتى ألهمها جولة قديمة له بأسكولندة إلى جانب قصائده الأخرى مثل ( هى شبح من الفرح ) و (تجولت وحيدا كغيمة ) ولكن أشهر قصائده على الإطلاق هى Prelude وأذكر إشارة الشاعر الدكتور محمد عبدالحي محمود (1944-1989) القديمة لنا أثناء جلوسنا فى مجالس درسه بأداب جامعة الخرطوم قبيل تحديقه فى الموت بمقدار مايشيل البرق ويختفى حسب عبارة محيميد فى (موسم الهجرة إلى الشمال ) للبحث عنها داخل كتاب محدد أشار إلى موضعه داخل مكتبة جامعة الخرطوم بدقة وهو أسير كرسي متحرك جراء الفالج وقد طال عهده بالمكتبة ! بإعتبارها المدخل السليم لدراسة التصويرية فى الشعر الإنجليزية والتى تعتبر أهم إنجازه الشعرى وفيها يستعيد تطور ذهنه عبر الزمان والمكان والفضاء والروائح والالوان إلى جانب القصيدة الحزينة التى كتبها خريف عمره المتأخر تحت وطأة رحيل الشاعر والكاتب الأسكوتلندي العصامى Jamed Hogg مؤلف الرواية الرائعة The Private Memories and Confessions of A Justified Sinner ولقد نجح Wordswoth بقوة فيما وصفه صديقه القديم Colerdige كهدفه بمنحه بهجة الطرافة إلى الأشياء العادية موجها العقول تجاه الحب وروعة العالم الماثلين أمامنا حتى الراهن . لا يمثل الشعر عند Samuel Taylor Colerdige (1772-1834) سوى النزر القليل من مجمل إنتاجه الأدبى مقارنة برصفائه الأخرين من مجمل الشعراء الرومانسيين الذين عاشوا فى القنر الثامن عشر والتاسع عشر ،إذ خلف عند تحديقه فى الموت ثروة ضخمة من النثر الفنى المتمثل فى النقد الأدبى ، الفكر الإجتماعى ،الفلسفة واللاهوت . وتتمثل أهم أعماله الأدبية فى مجموعته الصادر ة فى العام 1817 ،ولقد كتب هذا الشاعر العميق خلاف فترة قصيرة جدا بين عامى 1797 -1803 أجود شعره الذى جاء مبتكرا فى مبناه ومعناه ويتضمن عملين أتفق عليهما كأحدى أفضل ما تم كتابته من شعر فى لسان شكسبير هما : The Rime of the Ancinet Mariner Kubla Khan والأخيرة ألهمها حلم راه الشاعر وقد خضعت لتفسيرات عديدة أما الاولى فقد تمت ترجمتها للسان العرب عدة ترجمات اشهرها التى قام بها الأستاذ عمران العاقب أمين مكتبة بخت الرضا فى عهد قديم بتدخل طفيف جدا عبدالله الطيب (1921-2003) سقت قبره الغيمة المرجحنة ولقد ذكر عمران العاقب فى مقال ممتع قديم عن تلك التجربة الحضارية العميقة يقول : (( أذكر أننى توقفت طويلا أبحث عن الكلمات العربية التى تصور الأصوات وصادف ذلك دخول بروفسير عبدالله الطيب للمكتبة لإستعارة كتال ،سألنى وهو متوجه إلى قسم اللغة الإنجليزية من المكتبة قائلا: أين وصلت فى الترجمة ؟ قلت له :The ice was here وقبل أن أكمل البقية من الأبيات أملى علي ترجمة البيتين من الإنجليزية وتقرأ: صقيع هنا وصقيع هناك لقد شمل الكون ثوب الصقيع وللريح زمجرة –خلتها هما هم من حلم ليل مريع . أو كماقال الأستاذ عمران العاقب كما كانت تلك الخريدة المدهشة ضمن مقرر المستوى الثاني بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الأداب جامعة الخرطوم منتصف ثمانين القرن الماضى ضمن مقرر شهير كان يقوم على تدريسه الدكتور محمد أحمد محمود حامل الدكتوراة من جامعة أكسفورد وأذكر جيدا خلال تدريسه تلك القصيدة كان يحمل على كتفه الأيسر كاميرا سينمائية وهمية ينتقل بها عبر المناظر تحديدا حين يتابع ويسهب فى متابعة حركة وسكون ذاك الطائر . ولد Colerdige بمنطقة Devon لوالد قس يعمل بالتدريس ولقد نشأ كقارئ نهما ولعا بالأعمال الخيالية وعند بلوغه سن العشرين وتحت وطاة إعجابه بالثورة الفرنسية قدم محاضرات حول المشكلات الإجتماعية بمشاركة الشاعر Robert Southey بمدينة بريستول الساحلية حيث خططا لإيجاد مدينة فاضلة بأمريكا مما حدا به الإقتران بإمراءة لم يحبها أبدا . فى تلك الفترة ألتقى برصيفه الشهير Wordsworth وتشاركا المعيشة والإستلهام بمنطقتى Dorest ،Somerst ببريطانيا قبل سفرهما إلى المانيا تحت رعاية مالية من عائلة ثرية ثم عادا لمنطقة Lake Disritct الشهيرة بجمالها المتوحش وقد فشل Colerdige فى نيل إعجاب شقيقة زوجة صديقه قبل أن يفترقا بعد شجار مرير بينهما العام 1810 مما حدا به الترحال إلى لندن ليشغل نفسه بتقديم محاضرات عامة ورعاية الناشئة من الأدباء والشعراء ومنهم ثلاثة من أشهر شعراء الرومانسية هم: بايرون ،شيللى و جون كيتس وكشأن العديد من كبار الشعراء عبر التأريخ الإنسانى أدمن كولريدج إحتساء الخندريس ردحا من الزمان مما سبب له إضطرابا وحيرة تجلتا بوضوح فى بعض خرائده الأخيرة . ***** إنتهى مع التحية والرحمة لعبدالمكرم فى ذكر رحيله الأولى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: احمد الامين احمد)
|
ليلة المولد خريدة المجدوب الكبرى مرة أخرى لكن ليس على (العود) بل عبر موسيقى ورقص طقسى لدراويش من عدة حلقات ذكر بالسودان القديم لو لم يصدح كابلى سوى بهذه الخريدة الكبيرة لكفاه وكذلك المجذوب لو لم يكتب شيئا سواها لكفاه كذلك وما أرقى بوصلة الجمال داخل (كابلى ) التى تشده تجاه خرائد فى ديوان الشعر السودانى مثل: ام بادر الناصر قريب كسلا توفيق صالح جبرين صورة الشاعر لإدريس جماع عهد جيرون للعباسى الكبير و ليلة المولد ياسر الليالى والجمال وربيعا فتن الأنفس بالسحر للمجذوب
صل يا رب على المدثر وتجاوز عن ذنوبي وأعني يا إلهي بمتاب أكبر فزماني ولع بالمنكر *** درج الناس على غير الهدى وتعادوا شهوات وتمادوا لا يبالون وقد عاشوا الردى جنحوا للسلم أم ضاعوا سدى *** أيكون الخير في الشر انطوى والقوى خرجت من ذرة هي حبلى بالعدم؟! أتراها تقتل الحرب وتنجو بالسلم ويكون الضعف كالقوة حقا وذماما سوف ترعاه الامم وتعود الأرض حبا وابتساماً *** رب سبحانك مختاراً قديراً أنت هيأت القدر ثم أرسلت نذيرا... للبشر آية منك ونورا *** هو عين الله لولا ضوؤه لم نر العالم في شتى الصور جعل الموت رجاء.. وبقاء وغراساً منه لا يفنى الثمر *** صل يا رب على خير البشر الذي أسرج في ليل حراء قمراً أزهر من بدر السماء يقرأ الناس على أضوائه حكمة الخلق وأسرار البقاء .....من إله قد هدى بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم *** صل يا رب على المدثر وتجاوز عن ذنوبي واغفر وأعني يا إلهي بمتاب أكبر ليلة المولد يا سر الليالي والجمال وربيعاً فتن الأنفس بالسحر الحلال موطني المسلم في ظلك مشبوب الخيال طاف بالصاري الذي أثمر عنقود سنى كالثريا ونضا عن فتنة الحسن الحجابا ومضى يخرجه زيّاً فزيّا *** وزها (ميدان عبد المنعم) ذلك المحسن حياه الغمام بجموع تلتقي في موسم والخيام قد تبرجن وأعلن الهيام *** وهنا حلقة شيخ يرجحن يضرب النوبة ضربا فتئن وترن ثم ترفضّ هديراً أو تجن وحواليها طبول صارخات في الغبار حولها الحلقة ماجت في مدار نقزت ملء الليالي تحت رايات طوال كسفين ذي سوار في عباب كالجبال *** وتدانت أنفس القوم عناقاً واصطفاقاً وتساقوا نشوة طابت مذاقاً ومكان الأرجل الولهى طيور في الجلابيب تثور.. وتدور تتهاوى في شراك ثم تستنفر جرحي وتلوب في الشباك مثلما شب لهيب *** وعلا فوق صدى الطبل الكرير كل جسم، جدول فيه خرير ومشى في حلقة الذكر فتور لحظة يذهل فيها الجسم والروح تنير وعيون الشيخ أُغمضن على كون به حلم كبير *** والمقدم يتغنى يرفع الصوت عليا وتقدم يقرع الطبل الحميا ورم الذكر وزمزم
واستقامت حلقته وانحنت حين انحنى وهوت والطبل نار تتضرم وتصدى ولد الشيخ وترجم حيث للقطب حضور وتداعَى وتهدم *** وينادي منشد شيخاً هو التمساح يحمي عرشه المضفور من موج الدميرة ندبوه للملمات الخطيرة شاعر أوحى له شيخ الطريقة زاهد قد جعل الزهد غِنى فله من رقع الجبة ألوانا حديقة والعصا في غربة الدنيا رفيقة وله من سبحة اللالوب عقد ومن الحيران جند وله طاقية ذات قرون نهضت فوق جبين واسع رققه ضوء اليقين *** وفتى في حلبة الطار تثنى وتأنَّى وبيمناه عصاه تتحنَّى لعبا حركه المداح غنَّى.. رجع الشوق وحنَّا وحواليه المحبون يشيلون صلاة وسلاما ويذوبون هياماً ويهزون العصيا ويصيحون به أبشر لقد نلت المراما *** صل يا رب على المدثر وأعني وانصر بشفيع الناس يوم المحشر الذي يسقي صفاء الكوثر *** وهنا في الجانب الآخر أضواء رقاق نشرت قوس قزح من رجاء وفرح من ربيع في دجى الليل يراق ونساق أنفس شتى وبطء واستباق *** وفتاة لونها الأسمر من ظل الحجاب تتهادى في شباب وارتياب قد تحييك وتدعوك بأطراف الثياب وهي قيد وانطلاق واضطراب واتساق إن نأت عنا وأخفتها الديار فعروس المولد الحلوة جلاها التجار لبست ألوانها شتى أميره ما أحيلاها صغيره وقفت في كرنفال فوق عرش دونه الحلوى كنوز ولآلي من أساطير الخيال *** وهي إن تصمت ففي أعينها الوسنى انتظار حولها الأطفال داروا بعيون تلمع الألوان فيها وتذيع وبها من بهجة رفت دموع *** لهفتا كم عصف البؤس بأطفال صغار وردوا المولد بالشوق وعادوا بالغبار ويح أم حسبوها لو أرادوا النجم جاءت بالدراري ويحها تحمل سهد الليل في صحو النهار *** رب أرسلت يتيماً قام بالحق رحيماً قد ذكرناه فهل نذكر من أمسى عديماً وهنا في الجانب الآخر سوق هو سوق (الزلعة) وبه طبل وبوق من صراخ الرغبة حفلت دولته في (حلة) سلبت كل العيون والظنون كيف لا يا لذة الليل ويا أم الفتون ربها قلّب عينيه خطيباً في الجماهير الغفيرة مرسلاً من ناره ريح شواء تتهادى في الفضاء بنداء لم يجد فينا عصيا ودعانا .. ثم حيّا .. وتهيّاً *** وحواليه الكوانين الوقوره ولها من داخن الفحم ذريره وحريره، وضفيرة ترشق (الأسياخ) فيها نظمت باللحم نظماً وارتوت دهناً وشحماً *** ودخلنا مطبخاً زاط ولا قصر الإماره ربه البادن عراف اتته كل حاره وتعيشنا وأحسسنا أمانا وشربنا وارتوينا ومشينا، وشعرنا بنعاس في خطانا وسلام هو لو دام لأحمدنا الزمانا ومضى الليل وناداني سريري والمنام فتركت المولد الساهر خلفي والزحام من نفوس رجت الري ولم يهمل غمام فهي ظمأى في القتام *** وبسمعي الطبل دوّى من بعيد كوليد.. في دجى الليل وحيد *** وبقايا من نشيد عبرت سمعي طيرا في ظلام بشر الآفاق بالصبح الجديد والوعود *** ربِّ في موطني المسلم قد عدنا إليكا ما اعتمدنا ربنا إلا عليكا وذكرنا الهادي المختار ذكرى ملأت أرواحنا طُهراً وصبرا *** صل ياربّ عليه وتجاوز عن ذنوبي واغفر وأعني بمتاب أكبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: احمد الامين احمد)
|
شكرا أخي أحمد علي خريدة المجذوب شاهدت وحضرت مولد السراج المنير "صلي الله عليه وسلم" في الكثير من المدن وريفنا الحبيب وما زلت تدهشني تفاصيل هذا الشيخ وأعني المجذوب هذه القصيدة.... لماذ لم تجد ريشة مبدع حاذق من مبدعي بلادي حتي يرسمها لوحة زاهية كما فعل الرساميين الأوربيين مع قصائد شعراءهم.................؟!
هذا المقطع أجمل ما سمعته في مدح الهادي البشير "صلوات ربي وسلامه عليه وعلي اله"
"الذي أسرج في ليل حراء قمراً أزهر من بدر السماء يقرأ الناس على أضوائه حكمة الخلق وأسرار البقاء .....من إله قد هدى بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "
محبتي لك وللمتداخلين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: عبيد الطيب)
|
شيخ عبيد ود المقدم كتب على شاهد ضريح عبدالمكرم -رحمه الله - يقول : شاهدت وحضرت مولد السراج المنير "صلي الله عليه وسلم" في الكثير من المدن وريفنا الحبيب وما زلت تدهشني تفاصيل هذا الشيخ وأعني المجذوب هذه القصيدة.... لماذ لم تجد ريشة مبدع حاذق من مبدعي بلادي حتي يرسمها لوحة زاهية كما فعل الرساميين الأوربيين مع قصائد شعراءهم.................؟! إنتهى ولعبيد الطيب التحية والمغفرة للمجدوب.. فعلا خريدة المجذوب مدهشة وأدهش مثلك لماذا لم يتلفت لروعة التصوير عبرها الرسامون السودانيون (وما أكثر عددهم و علو أصواتهم عبر الأسافير تحديدا ) المصريون التفتوا كثيرا لروعة (الليلة الكبيرة ) للمبدع صلاح جاهين التى هى كذلك تحتفل بمولد أحمد وقد حولوها لأشكال واجناس فنية عديدة لدرجة تصويرها كفيلم كرتون للأطفال مشكلة المجذوب حسب قوله الذى أستعاره الطيب صالح فى مفتتح إحدى رواياته أنه اى المجذوب ينتمى ل( وطن اليأس والشعر ) المسمى السودان حيث (لا أحد يغنى )وصدق حين أنشد : الشمس تشرق فى السودان كاذبة وليست تنبت غير اليأس والعدم . جميل ياعبيد إلتفاتك لثراء الصورة فى (ليلة المولد ) علما ان المجذوب نفسه رساما بالفطرة وتلقى كورسات فى التشكيل على يد السيدة جوهرة الطيب حليلة إبن بيرق عبدالله الطيب وكان يشتهى ان يكون رساما لكن فشلل حسب قوله (راجع مقدمة نار المجاذيب وكذلك حوار مع المجذوب أجراه عبدالرحيم أبوذكرى بمجلة الثقافة السودانية ).. كابلى بذوقه وصوفيته و قوة صدحه هو من إلتفت لقيمة (ليلة المولد ) فأحالها عبر شدوه الجميل لأنشودة على فم كل سودانى بذات الدرجة أبوعركى البخيت (بتاع مدنى ) إنتبه لجمال خرائد المجذوب عبر (سيرة ) حيث نحن جئنا إليك يا امها بالزينة والعديل المنقى حاملين جريد النخل فالأ وإخضرارا ورزقا الخ . تحية لعبيد وللمجذوب ومزهر كابلى وحنجرة عركى والرحمة لعبدالمكرم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: احمد الامين احمد)
|
أخر ماكتبه الناقد الراحل أحمد عبدالمكرم قبل رحيله ثم نشر عقب رحيله كان شهادته حول رواية أحمد عامر الجديدة !! فى بوست لى أخر صيف هذا العام 2013 إحتفالا بصدور رواية التشكيلى المجود أحمد عامر جابر عنوانه : الجزيرة أبا تتجلى سحريا فى رواية جديدة للتشكيلى أحمد عامر الجزيرة أبا تتجلي سحريا فى رواية جديدة للتشكيلى أحمد عامر جابر!
كتبت المداخلة التالية وتقرأ : ***** عند رحيل الناقد الفذ أحمد عبدالمكرم شتاء 2012 كتبت فى بوست نعيه الإفادة أدناه وتقرأ : ************************8 (أخر لقاء مباشر بيننا كان العام 2010 بمنزله برفقة التشكيلى المبدع أحمد جابر عامر وكان مدار الحديث رواية يعكف على كتابتها احمد عامر تدور مكانيا فى الجزيرة أبا مسقط راس أحمد وأحمد وتستنطق تاريخ مقارب لطفولة وصبى أحمد بتلك الجزيرة.) إنتهى . الرابط : اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم الان ورواية أحمد عامر بين يدى ومكرم بين يدى مليك مقتدر أقول : ذاك اللقاء الأخير على ظهر الفانية بينى وعبدالمكرم له الرحمة ية كان بمنزل أحمد عبدالمكرم بالخرطوم وكان اللقاء على فناجين قهوة بالجنزبيل وأقداح شاى أحمر ( بدون نعناع ) بعد صلاة المغرب فى ليلة مقمرة بحضور التشكيلى الروائى أحمد عامر الذى تفضل بقرأءة رمزية بصوت جميل جدا ودرامى لمخطوطة روايته قيد العرض ليتسنى له أخذ (تغذية راجعة ) من أحمد عبدالمكرم الذى هو نفسه ينسب جغرافيا للجزيرة أبا عبر هجرة دينية مذهبية لأسلافه ربما من أرض السلطان على دينار ول زكريا بحثا عن (ضى المهدى ) حسب مصطلح فضيلى جماع فى (المهدي فى ضواحي الخرطوم ) . ولدهشتى الشديدة وقتها كمستمع أكرر مستمع فقط للقرأءة الرمزية لمخطوطة رواية أحمد عامر بلسانه فقد تخللها حوار ممتع جدا بين أحمد وأحمد (حسب مصطلح حاح الماحى فى قصيدة التمساح ) أولاد الجزيرة أبا عن جل شخوص وأمكنة واحداث الجزيرة أبا سنوات تكوينهما الأول وإنعكاس ذلك فى مسرح الرواية جماليا تحديدا (جامع الكون ) الذى له حضور واضح فى الرواية وكذلك (سرايا الإمام ) ، (الجاسر ) و (الغار ) وهلمجرا من معالم الجزيرة أبا الجغرافية والروحية وبعض الشخصيات الصامتة فى الرواية كالعجوز سمسور المعمرة التى رات النور خلال حياة إلإمام المهدي عليه السلام ثم كسرت مع ول تورشين وعاشت طويلا حتى طفولة الراوى ثم تجلت فى روايته مثل : الجبارى ، حبوبة سبيلة ،الفكي المطيب ورجل غريب حافي القدمين يسمى (مُدمدم ) أشبه الحنين فى عوالم الطيب صالح وهلمجرا . لوقد قدر المولى وهو القدير القادر لأحمد عبدالمكرم (توفى شتاء 2012 ) أن يعيش معنا خمسة أشهر إضافية لتسنى له ان يرى الرواية مطبوعة بين يدى القراء (صدرت أول ربيع 2013 ) لكن شاء الله أن يحدق عبده عبد المكرم فى الموت قبل صدورها بأشهر ملبيا نداء لن يقدر على عصيانه أحد رغم ذلك تمكن أحمد عبدالمكرم بقوة وجدارة بناءا على المخطوطة الخاصة بالرواية أن يكتب تقييما نقديا وتقريظيا موازيا للرواية قام المؤلف أحمد عامر بتثبيته فى الغلاف الخلفى للرواية ضمن شهادات لمهدي بشرى وعزالدين ميرغنى فكتب عبد المكرم عن هذه الرواية التى عجر عن تصنيفها يقول عبدالمكرم فى شهادته حول الرواية : هذه الرواية ،التى تنتهض على بلبال ذاكرة مستعادة ،مشحونة بالام الماضي ،وخيبات حاضر لايسعف مستقبله ،قيد أنملة ،تنداح فيها الحوادث ،الأشخاص ،الأماكن ،الحيوزات والرغائب العاطفية الدفيئة ، عبر فسيفساء سردية يمسك بأعنة حكاياها راو عليم . أراد أن يقول لنا من خلال المشهد الروائى القائم على توليفة تركيبية مستمدة من ثقافة المؤلف كفنان تشكيلي ، كل شئ عن واقعة الصدام بين أنصار الإمام فى جزيرة أبا وعنف السلطة النميرية الغاشمة ومالات ماجرى . فبقيت عملية مواجهة هذا الماضي الحاضر بقوة فى هواجس لاوعي الرواية ، هى الأزمة الحقيقية المحركة للأحداث . ولكن مع هذا الإفتراض لايمكن وصف هذا العمل ب (الرواية التـأريخية )رغم إتكائه الواضح على حادثة تأريخية .وبذات القدر لا يمكن وصفه كذلك ،ب (رواية سيرة ذاتية ) رغم إكتناز خطابه على ملامح تتمهي وسيرة المؤلف .غير ان هذه الرواية بمثاقيلها الماضوية تظل عملا رمزيا بإمتياز يحاول أن يخبرنا عن الحاضر ،بأكثر مما تظن أنه حديث عن الماضى ... إنتهت شهادة أحمد عبدالمكرم له المغفرة وتكاد تكون اخر ماكتبه وظهر عقب رحيله المفجع . قيمة شهادة عبدالمكرم له الرحمة تكمن خلافا لمهنية الصارمة كناقد فذ مهتما كثيرا بالرواية السودانية فى أجيال مختلفة فى إنتمائه الجغرافى لذات الموحى الجمالى التأريخى الأسطورى للجزيرة أبا مهد الروائى أحمد عامر ومسرح سرده وشخوصه ونبعه السحرى (حسب مصطلح محمد عبدالحي فى حديقة الورد) لذا يظل عبدالمكرم له الرحمة افضل من يدلى بشهادة حول هذه الرواية التى تستدعى أزمنة قديمة وشخصيات حميمة واحداث محزنة و مفرحة تم بعثها عقب عقود عبر هجرتها داخل ذاكرة التشكيلى الروائى المبدع أحمد عامر لتتحدث بحرية وحب داخل فضاء هذه الرواية . طول العمر لأحمد عامر والرحمة لأحمد الطيب عبدالمكرم وقد بلغنى أن الأول قد طلب من المحتشدين المؤمنين فى إحدى فعاليات تدشين الرواية قرأءة فاتحة الكتاب لروح الثانى فأدعوا له بظهر الغيب أن يسير لواء الحمد وينعم بشفاعة أحمد صلى الله عليه وسلم . ****************** إنتهت المداخلة بذاك البوست . المدهش ولا أجد له تفسيرا ولا أرغب فى العثور على إجابة له أنه فى ذات اليوم الذى كتبت فيه المداخلة أعلاه بالبوست المذكور وكان ذاك ساعة المقيل (بتوقيت بكة) وعند منامى فى الليل من ذات اليوم رأيت لدهشتى الشديدة فى المنام طيف أحمد عبدالمكرم (لابسا بنطلون وقميص نص كم وليس كفنا !) وهو يحمل حقيبة بها كتب ويتناقش معى حول رغبته فى قراءة رواية أحمد عامر تلك بعد صدورها عقب رحيله !! ألأمر المدهش فى ذاك الحلم الذى به طيف أحمد عبدالمكرم أن مكان لقائى به كان فى مقبرة أحمد شرفى و المدهش أكثر فى رؤيتى المنامية تلك إختفاء كل القبور من المقبرة مع تحول الأرض لرمال بيضاء نظيفة جدا ووجود راكوبة من القش كبيرة جدا حلت محل القبور التى إختفت تماما وكان لقائى بأحمد عبدالمكرم وهو ميتا داخل تلك الراكوبة وإلى جوارها (شدرة هجليج ) مخضرة وكبيرة جدا تشبه (شدرة الهجليج ) التى بمنزل بريمة حمودة بحى الجلابة بالمجلد !! تتدلى فروعها حول الراكوبة !!وعندما صحوت من المنام كان على (أنفى رائحة بخور قوية جدا ) كتلك التى شمها مصطفى سعيد فى رحلته صوب الشمال حين إستيقظ من منام رأى فيه نفسه أنه (يصلى وحيدا فى جامع إبى العلاء ببولاق بالقاهرة )!! لا أجد تفسيرا لذاك الحلم الى به طيف أحمد فى يوم كتابة مداخلة عنه ولا أرغب فى تأويله !! علما أن الحلم عقب المداخلات يتكرر كثيرا عندى أخره فى هذا البوست قيد القراءة فى رحيل عبدالمكرم وفى المداخلة التى كتبتها قبل أيام و أنزلت بها ترتيلا من الكتاب الحكيم لسورة (ق والقرأن المجيد ) بصوت سيدنا الشيخ محمد بابكر رحمه الله وغفر له ذكرت أن صديقى وزميلى بالجامعة قديما عادل إدريس أحمد مسبل هو من نبهنى لصوت هذا القارئ المجود ونحن نتونس على (بنش حجرى ) بين محاضرتين قبل أكثر ربع القرن ! لدهشتى الشديدة فى ذات يوم نزول المداخلة تلك رايت فى المنام أخى وصديقى عادل إدريس الذى لم أراه منذ العام 1989 والمدهش أكثر أن لقائى به فى المنام كان بقريتهم قرب سنجة عبدالله بحضور جميع أهل قريته ووالديه وشقيقه الدكتور الطيب إدريس ( هو الوحيد الذى أعرفه من أسرة عادل ) وكنا جميعا ومعنا جل أهل قريته نأكل طعاما وتقوم أمه بوفادتنا ... لأ أجد تفسيرا لذلك ولا أرغب سوى القول أن الله قادر وقدير وغفور رحيم يجمع القلوب فى الحياة على حب وصفاء مثلما جمع بينى وأحمد عبدالمكرم وعادل إدريس والكثير من عباده الفقراء من لدن شيخ صديق أحمد حمدون،شيخ عوض عمر،شيخ محمد بابكر ،أبوى البرعى وحاج الماحى والمادح عبدالله ود ضحوى و اللحو والشفيع و ود القرشى وكابلى ومزهره الراقى ومحمد المهدى المجذوب وعبدالله الطيب والبرعى اليمنى ودكتور حسين النور وبشار الكتبى وكل (عناصر الخير ) حسب. مصطلح صاحب (الشرافة والنار ) الذين ورد ذكرهم فى هذا البوست وأنا واقفا على (ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم ) رغم تحذيرات (أهل السنة والجماعة ) والحجيج يتأهبون للوقوف غدا على صعيد عرفة الطاهر فلهم التحية وعسى أن يغفر الله لى ولعبدالمكرم وجميع من يراه بعدد أنفاس ذاك الحجيج غدا على عرفة الطاهرة . تنبيه : فى ذكر الحلم والمنام والرؤيا عقب رجيل أحمد فقد أعترف صديقه محمد النعمان الذى ورد ذكره كثيرا بهذا البوست قبل أيام على الفيس بوك فى مرور عام على رحيل أحمد عبدالمكرم أنه قد إستعاد تفاصيل رحيله عبر حلم يخبره برحيل أحمد عبدالمكرم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: احمد الامين احمد)
|
الرحمة والمغفرة لأحمد الطيب عبدالمكرم وعموم موتانا ولنا غدا . قلت فى مداخلة سابقة أن الراحل المقيم أحمد عبدالمكرم قد شجعنى بقوة على محاولة التجريب فى الكتابة فى مجالات معينة وتعهد بنشر ذلك فى الصفحات الثقافية التى كان يحررها بالسودان القديم ومن ضمن مانشر لى فى صحيفة الخرطوم تحديدا خلال صدورها الأخير بالخرطوم مقالا طويلا فى أكثر من خمسة أعداد عن ثلاثة من المبدعين الروس هم : دستوفكسى ، تولستوى وشيخوف إلى جانب إشارة مقتضبة عن رحيل روائى سوفيتى مثير للجدل تعرض للقهر والسجن والإضطهاد من قبل سلطة الحزب الشيوعى (أكرر الحزب الشيوعى ) السوفيتى الذى كان يضيق شأن كل الأحزاب العقائدية مثل حزب البعث العربى بسوريا والعراق وحزب الترابى ( بجزئيه الوطنى والشعبى ) بالسودان بالرأى المخالف ولايسمح له بالتفكير والخروج عن خطه هو ألكسندر سولجنستين صاحب (أرخبيل القولاق ) ومن المأمول أن يكون المقال كاملا فصلا من كتاب قيد التنقيح والإعداد يحوى مقالات عديدة عن رموز مؤثرة فى الفكر الإنسانى بدرجات مختلفة مثل الفيلسوف رينية ديكارت ، مارتن لوثر كنق ،السينمائى السنغالى سمبين عثمان والروائى النجيرى وولى شوينكا وعلى المك وعالم عباس وهلمجرا . أقتبس فى ذكر رحيل عبدالمكرم الأولى وقد قضيت العيد وماتلاه من أيام التشريق واقفا على ضريحه منطبقا على حالتى أشعار الخال الخال الأبنودى فى رثاء ناجي العلى : أنا المسيس خفيف الظل ضاحك فى قلب العزاء باكى صباح العيد او كماقال فى (الموت على الأسفلت ) وإليه فلينظر ، فى ذكر رحيل مكرم أثبت جزء مقتضب جدا من ذاك المقال الطويل والمصادر موجودة بالأصل من الجزء الخاص بتقديم الروائى فديور تولستوى مع التحية للمترجم الخلاق إبراهيم فضل الله الذى عبر ترجمته الحاذقة ينقلنا كثيرا للأدب الروسى عبر ترجمة اولى حرى ان تفرد لها اسافير خاصة لكن للأسف الشديد تضيع وسط الفوضى والركام والقبح .
سباحة على نهر الفولغا
تأملات فى الأدب الروسي
فديور ديستوفسكي
ولد دوستوفسكي العام 1821 فى مستشفى شهير مخصصا للفقراء فى إحدى أشد مناطق موسكو عزلة لأبوين من الطبقة الوسطي ،إذ كان والده طبيبا عسكريا وقد إستهل تعليمه بالدراسة فى مدرسة تابعة للهندسة العسكرية بمدينة بطرسبيرج خلال الفترة 1838-1843 إلا أنه سرعان ما أدار ظهره للهندسة لأجل التمتع بحياة أكثر تعلقا بالأدب ،الأمر الذى إنتهجه لاحقا الروائى النيجيرى Chinua Achebe (1930-2013) والشاعر السودانى الكبير محمد عبدالحي (1944-1989 )اللذان هجرا دراسة الطب لأجل التمتع بدراسة الأدب . تتمثل أولى أعمال ديستوفسكي المنشورة فى ترجمته لرائعة رائد الواقعية الفرنسية هنرى بلزاك الشهيرة (Eugenie Grandet ) فى العام 1844،اما باكورة أعماله الأصلية المنشورة فكانت راية (أهالى فقراء) أو (Poor Folk ) تم إعتقاله على إثرها ضمن أخرين لإتهامهم بعضوية حلقة إشتراكية حيث تنقل بين معتقلين بقلعتى القديس بطرس والقديس بولس ،ولقد ترك البرد القارس الذي تعرض له هناك أثرا قويا فى ذاكرته وإحساسه تجلي بوضوح فى الكثير من أجواء رواياته ،وقد أعترف صنوه السوداني الطيب صالح (1929-2009) فى حواره الشهير على الدرب أن البرد الشديد الذى أصابه أول هبوطه لندن منتصف خمسين القرن العشرين الميلادي قد هاجر كذلك إلى الكثير من مشاهدات وأجواء روايته الكبيرة (موسم الهجرة إلى الشمال ). لقد إستلهم دوستوفسكي من تلك التجربة القاسية فى المعتقلات مادة قفل لمؤلفه الشهير (مفكرات من بيت ميت ) Notes from the Dead House والتى نشرها العام 1860 على صحيفة الزمان التى أصدرها مع شقيقة ميخائيل إلى أن تم وقفها عن الصدور العام 1863 بعد عام من تجواله المبدع فى أرض بودليير وموليير ومرتع غوتة وشيللر وبلاد ديكنز وجين أوستن والتى تأثر خلالها كثيرا بمرأى المعرض العالمي الشهير The World Exibition الذى يقع خلف محطة أنفاق Earls Court غرب لندن والفقر المدقع بمنطقة White Chapel التى يقطنها مهاجرون يهود وأسيويين حيث إحدى أشهر محطات أنفاق لندن وصور العاهرات الإنجليزيات اللائى يعرضن أجسادهن الرخيصة فى ال Haymarket ذاك الشارع العريض المتوهج بمنطقة Soho فى الوست إند حيث المسرح العتيق الذى يرتاده مصطفى سعيد بطل رواية (موسم الهجرة إلى الشمال ) للروائى السودانى الطيب صالح (1929-2009) فى منتصف القرن العشرين الميلادى . لقد وظف دوستوفسكي بعض تجارب ومشاهد هذه الرحلة فى مادة كتابه الشهير Notes from the Underworld الصادر العام 1864 الذى صادف رحيل زوجه وشقيقه تاركين فى كنفه عددا من الأطفال رغم سوء أحواله المادية ليخلد إلى تاليف رائعته (الجريمة والعقاب ) التى نشرت العام 1866 ،وقد صادفت صيتا مدويا مغقاونجاحا باهرا مما أهله أن يقترن بسكرتيريته الحسناء الشابة Anna حيث رزقا بذرية طيبة وعاشا فى حبور وهى تغمره برعايتها خاصة أثناء نوبات الصرع التى كانت تنتابه وجنوحه للميسر الأمر الذى ساعده فى التغلب على الإكتئاب الذى سببته له تلك الأفكار السوداء التى كانت تنتابه ،كما أعانته بخبرتها العملية على تصريف الشؤون المالية الأمر الذى لم يكن يجيده ،ليخلد للتأليف فتوالت أعماله الكبيرة مثل الأبله (The Idiot) العام 1868،الأشرار (The Devils )العام 1872،شباب غض (A Raw Youth ) 1875 والإخوة كارمازوف (The Brothers Karazov) العام 1880 ،ورغم نجاحه كمؤلف إلا أنه قد عاش جل حياته فى إضطراب وعوز مالى لدرجة المعاناة من لسعة الجوع والهروب من الدائنين مثلما فعل بعده بعقود الروائى الأيرلندى المتمرد James Joyce أثناء إقامته ببرايس فى النصف الثانى من القرن العشرين الميلاديى بل وصل به الأمر لرهن قميصه الأخير لأجل الحصول على مايسد رمقه حتى صرعه المرض ليشيعه إلى جدثه أربعون ألفا من الفقراء الروس . إرتكزت سمعة دوستوفكسى كروائى على بصيره الفلسفية والنفسية الحادة والنافذة داخل أعماق الروح الإنسانية كما سمقت قامته الأدبية وسمت كثيرا خلال القرن لعشرين الميلادي بعد تطور مناهج النقد الأدب تحديدا بفرنسا ونضج مناهج التحليل النفسى والذهني بدرجة جعلته يقف شامخا مع أعظم الروائيين عبر التأريخ ،يقول القاص ،الشاعر ،الروائى والأكاديمى السودانى أستاذ اللغة الروسية قديما بجامعة الخرطوم د.بشرى الفاضل الحاصل على الإستاذية الكبرى فى لسان دوستوفسكى : (الكاتب الروسى فيودور دوستوفسكي فى نظر باختين يختلف فى كتابته الروائية عن سائر الكتاب الروس والمعاصرين له فى العالم ،والسمة لاباروة فى روايته حسب باختين هو تعددية الأصوات ؟،وعلى الرغم من وجود صوت الكاتب داخل الرواية إلا أن شخصيات الرواية تحيا داخل النص حياها الخاصة كأنها شخصيات أوجدت نفسها داخل النص ففى (الإخوة كارمازوف) على سبيل المثال تعيش كل شخصية داخل النص حياتها الخاصة الكاملة ولاوجود لأيدليوجيا الكاتب واتدخله فى مسار تطو افكار كل شخصية ،كما أوضح كيف أن اللغة عنده تختلف فى إسلوبيتها عن الروايات الأخرى وأن إتجاهه يمثله فى التأغريخ الرومانسي الإنجليزى الشاعر اللورج بايرون ثم وليام شكسبير نفسه من قبل خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر .** نشر بصحيفة الخرطوم فى باب (تيارات ) داخل الملحق الأدبى الذى كان يحرره أحمد عبدالمكرم تحت عنوان مدارات ثقافية 14-نيسان 2006
صورة لأحمد الطيب عبدالمكرم ضمن فعالية خاصة بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائى التى يقيمها مركز عبدالكريم ميرغنى حيث كان يعمل الراحل المقيم رئيسا لسكرتارية هذه الجائزة يظهر على يساره الصحفى المحترم مرتضى الغالى وعلي يمينه د. حسن أبشر الطيب له الرحمة والمغفرة وألأخير هو من أحيا مفردة (فتأمل ) التى كان كثيرا مايذكرها العلامة عبدالله الطيب فى محاضراته (راجع مداخلة قديمة لدكتور بشرى الفاضل ) فتأمل !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: فى ذكر الحلم والمنام والرؤيا عقب رجيل أحمد فقد أعترف صديقه محمد النعمان الذى ورد ذكره كثيرا بهذا البوست قبل أيام على الفيس بوك فى مرور عام على رحيل أحمد عبدالمكرم أنه قد إستعاد تفاصيل رحيله عبر حلم يخبره برحيل أحمد عبدالمكرم . |
له الرحمة و المغفرة و لكم الصبر و حسن العزاء أنت و صديقه محمد النعمان في هذه الأيام المباركة! رؤاكم هذه , و هي بلا شك رؤي صالحة !, تنم عن أرواحكم الشفيفه و محبتكم الصافية و وجدانكم الراقي! واصل في الكتابة على شاهد قبر المرحوم الرجل الصالح أحمد عبد المكرم و أدفق من رقيق هذه المشاعر أنبلها! كل عام و أنت بخير يا أحمد و سلام و رحمة تخشى أحمد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: Omer Abdalla Omer)
|
حول رؤيا (النعمان ) خبر رحيل خدنه عبدالمكرم عقب عام من رحيله وسؤال (الأول ) من يتم دفن (الثانى ) رغم إهالة التراب عليه قبل حول زارنى وانا حاضرا على قبر أحمد فى أيام التشريق وكتب عمر عبدالله عمر يقول : ه الرحمة و المغفرة و لكم الصبر و حسن العزاء أنت و صديقه محمد النعمان في هذه الأيام المباركة! رؤاكم هذه , و هي بلا شك رؤي صالحة !, تنم عن أرواحكم الشفيفه و محبتكم الصافية و وجدانكم الراقي! واصل في الكتابة على شاهد قبر المرحوم الرجل الصالح أحمد عبد المكرم و أدفق من رقيق هذه المشاعر أنبلها ... ***************إنتهى توقيع عمر عبدالله على شاهد الضريح العبق (حسب مصطلح خليل فرح )
تحية وتقدير الأخ عمر عبدالله وهو يقف معنا على (ضريح ) عبدالمكرم ثانى أيام التشريق والحجيج من المسلمين وقوفا بمنى وهم يرمون الجمرات وقد تحللوا بنحر هداياهم وطواف الإفاضة ونحن الواقفون على (جدث ) عبدالمكرم ننحر أفئدتنا ودموعنا لاتجف على ماقينا وعلى ذكر إقتباس عمر عبدالله لخبر (رؤيا محمد النعمان ) غربى الاطلنطى وهو يستعيد عبرها خبر تحديق عبدالمكرم فى الموت بعد عام من رحيله فى أمر لا أجد له تفسيرا سوى تشابك القلوب والأرواح بفضل الحب والمحبة الصادقة بين عبدالمكرم ومن خبروه فى حياته غير البرزخية ومنهم محمد النعمان صاحب تلك الرؤيا الإستعادية لخبر رحيل مكرم عقب عام من رحيله الحقيقى عابرا (البرزخ تجاه الأزل ) عله يعب من تلك الأكواب الموضوعة والكؤوس الدهاقا التى عناها إبن عباس فى تأويله .. أعترف فى ذكر مرور رحيل عبدالمكرم الأولى لقد تهيأت لرحيل الرجل النادر أحمد الطيب عبدالمكرم تماما إثر إطلاعى على بوست لعضو المنبر ناظم إبراهيم وهو (يطلب دعوات لأخر الرجال المحترمين ) ذاك حين غفا عبدالمكرم فى شبه غيبوبة بمشفى بالخرطوم وقد تكالبت عليه أمراض الفشل الكلوى وسرطان المثانة ربما عليه تهيأت لرحيله لدرجة أننى منذ إطلاعى على لغة بوست الأخ ناظم إبراهيم يطلب دعوات لأخر الكتاب المحترمين عبدالمكرم انتابنى إحساس غامض أن احمد الطيب سوف يغيب عنا !!!!! ولقد أشتد هذا الإحساس الغامض لدرجة مزعجة فى مخيلتى فى ذات يوم تحديق أحمد عبدالمكرم فى الموت وكان يوم جمعة لدرجة أننى أثناء جلوسى فى مسجد ما والإمام يخطب شرد ذهنى عدة مرات خارج مجال خطبته والمسجد عموما وهذا جائز فى الذاكرة الإسلامية التى نبهتنا لهجرة عقل ووعي سيدنا عمر بن الخطاب وهو من المحدثين والمبشرين بالجنة حسب الحديثين الشهيرين عند البخارى الإمام إذ عبر وعيه باحة المسجد بيثرب ليحذر قائده سارية فى ساحة النزال بأرض المجوس لينتبه للجبل أو كمافى الخبر وهذه أمور لاتفسر حسب منطقنا لكن تقبل كذلك لمن قبل الإسلام دينا ومحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وهاديا وسراجا منيرا ! المهم هرب ذهنى بعيدا عن الإمام وخطبته وأنا مهموما ومغتما بصحة عبدالمكرم يوم رحيله بناءا على لغة بوست ناظم التى اكدت دخوله مرحلة حرجة فجال بخاطرى هاجس مزعج والإمام يخطب ذاك أننى سوف أقرأ نعيا لعبدالمكرم إن فتحت المنبر العام بهذا الموقع الإسفيرى اليوم الذى صادفق رحيله وبالفعل صدق هذا الهاجس المزعج حيث وجدت بوست نعيه فى المرتبة الثالثة من ترتيب الصفحة الأولى !!!!!! ليس هذا رجما بالغيب الذى لايعلمه سوى الخالق البارى رب العالمين لكن لأ اجد تفسيرا لذلك الإحساس المزعج برحيل عبدالمكرم وانا أخرج من المسجد سوى حبى الشديد لهذا الإنسان الرائع المتواضع النبيل فى عصر قل به النبلاء والمحترمون لدرجة التلاشى علما أننى عند خروجى من باحة المسجد يوم رحيله ولسبب أجهله سرت دون وعى فى إتجاه غير إتجاه منزلى لمسافة طويلة قبل أن أنتبه لذلك فعدلت مسارى تجاه المنزل لأقرأ خبر رحيل أحمد الطيب عبدالمكرم على المنبر العام . تحية لعمر عبدالله وجميع من يراه ويقف معى على الضريح حيث لازلت ثاويا عنده طعامى (جراد وعسل برى ) مثل يوحنا المعمدان عليه السلام وعلى زكريا وعيسى و الصلاة والسلام على أحمد الذى بشر به عيسى فى (الصف) والرحمة لأحمد صاحب الجدث وأحمد الأخر صاحب البوست.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: EL fahal Abdelatif)
|
رغم مبارحتى الضريح وصل الأخ الفحل عبداللطيف وكتب على شاهد ضريح أحمد يقول : *** لاستاذ احمد عبد المكرم استاذ تجريبى فى الاخلاق والقيم الفاضلة وطنا كاملا متحدا للامام متحفزا, كان يزدهر فى ذاته. رحلت روحه وفى نفسه غصة لجناية قبلية فى حق مواطنته, لم يكن من منسوبى الثالوث القبلى الحاكم, فتجنت على انسانيته نقابة قبلية تنفذ حكم الاستبعاد فيه,نيابة عن النظام الحاكم. ************* وجع يهلك دولة , ودينونة روحية تقصم ظهر الثالوث القبلى, ليبقى وطن بمواصفات احمد عبد المكرم. شكرا احمد الامين مع الود *** إنتهت كلمات الفحل له التحية والحب والتقدير يكفى أحمد عبدالمكرم أنه كان منتميا لوطن (لم يخلق بعد ) حسب عبارة جويس التى ثبتها محمد عبدالحي فى هامش العودة إلى سنار بحثا عن هوية مربكة ..أحمد كان ينتمى لذاك الوطن العريض الواسع الذى يسع كل الناس وطن يفترض أن يكون Sudan for All حسب مصطلح (ناس حسن موسى ) لكن للأسف ظل حتى رحيل تحديق أحمد فى الموت اول شتاء 2012 Sudan for Some أرفع التحية مجددا للفحل عبداللطيف وقد زار الضريح رغم مبارحتى إياه الرحمة لأحمد ولكم ولى . وأذكروا إسم أحمد حين تصلون عند الغسق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: andlt;iframe width=andquot;420andquot; heRe: زيارة إلى ضريح الرجل الصالح أحمد عبدالمكرم!أو إلتم (Re: احمد الامين احمد)
|
للمكرم بن عبد المكرم
لم ألتقيه ، وسمعت صوته وهو يتحدث ، قارئ نهم وفاه تتنطع منه الدرر . لبيب بين كتفيه آلة الإفهام . كبير الأثر ، صغير العمر حين غادر . ناقد مجبول على النحت في الصخور ، وقول ما ليس بالمُستطاع تقديره . قوي الحُجة ، ناصع الدلالة ، واضح النبرات . دائماً يحتجب المبدعون عندنا ، فعمرهم أصغر مما مضى من أعمار رصفائهم في الكون الفسيح . نبيل لا يعرفه حق عرفانه إلا نبيل مثله . لم يعجبني الحبر يوسف ، فقد شهدت جلسة حفتنا مع البروفيسور عبد الله الطيب المجذوب والحبر يوسف ودكتور جعفر ميرغني ، حيث تحدث الحبر عن أهل العالم الأول وأحط من شأنهم ووصفهم بالكفرة . تعجب حينها البروفيسور عبد الله الطيب ، وتحدث عن أنهم يعاقبون من يكذب ، وأنهم بناة حضارة يتعين علينا الصبر على معرفة النهج الذي اتبعوه ، والبصيرة التي حركت إبداعهم قبل أن نشتمهم ، وقال أنهم لا يستحقون الزراية ، بل نحن الذين لا نستحق أن ينسب إلينا إسلام ، لم نستظل تحت ظله فيء العلم ونور المعرفة ، فصرنا في ذيل القوائم ! المُكرم بن عبد المكرم نبيل ، لم يستطع قلم أن يتناول مملكته إلا حبيبنا أحمد أمين . دُمت سيدي ترفع العِمد لمن يستحق ، ولو رحل
*
| |
|
|
|
|
|
|
|