الخوفُ علي أميرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-20-2013, 10:27 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخوفُ علي أميرة

    السماء فوقه زرقاء، الشمس الشتوية مترددة و خجولة، الهواء ساكن و باردٌ نوعٌ ما. هدأت ضجة الراجعين من العمل وانشغلت المدينة بغدائها. لم يكن حمّاد من بين المنشغلين بالغداء في هذا اليوم. فلقد تأخرت بنته أميرة.لم يكن البص الذي استغله مزدحما. كان جميع الراكبين جلوساً.لم يرد حمّاد التفكير في أمر تأخر بنته أميرة فلقد سمع ما يكفي من فتحية زوجته ، سمع ما يجعله يغادر البيت دون غداء و دون أن يغيّر ملابس العمل التي يكرهها .يعمل حمّاد جيلوجيا بوزارة الطاقة "التي احتشد في مشتنقعها اكبر عدد من الانتهازيين و المنافقين" كما كان يقول . لقد كانت فتحية غاضبة من فكرة تأخر بنتها . فتحية مُدَرسة متقاعدة تم فصلها من الخدمة في وزارة التربية دون سبب وجيه فكرهت مهنتها ولم ترد أن تمارسها بالمدراس الخاصة. تذكر حمّاد أن أميرة لم لم تغادر البيت منذ خمسة ايام ، كانت تذاكر و تدرس لأن مواعيد امتحانات تخرجها قد أزفت من مدرسة العلوم الإدارية بجامعة الخرطوم. و علي حسب ما قالت فتحية استقبلت أميرة مكالمة تلفونية و انزعجت، غيّرت ملابسها و عدّلت تسريحتها ثم غادرت البيت دون أن تتناول افطارها. حمّاد ستيني ببيان جسماني معتدل و رشيق. حليق الذقن بشارب أشيب و شعر رأس أشيب خفيف أعلي أذنيه بقليل و مؤخرة الرأس متسق مع رأس أصلع.
    أميرة هي اصغر بناته، تزوجت بنتاه سناء و هدي منذ سنوات و غادرتا مع زوجيهما إلي خارج السودان. ظل معهما بالبيت وليد أما الكبيران احمد و محمد صالح فلقد أخذتهما دروب المهاجر إلي كندا تزوج احمد من أجنبية و انفصل محمد صالح عن زوجته التي هي بالاساس إبنة جارهم المهندس يس النجيب. تخرج وليد من معهد الموسيقي و المسرح قبل عامين و يعمل مدرسا للموسيقي و يكسب دخلا اضافيا من المشاركات بالعزف مع كبار المطربين.
    لم يرد حمّاد تذكر ما وجده في رسالة الايميل التي وجدها مفتوحة عندما تركت أميرة الكمبيوتر مفتوحاً و نسيت أن تغلق صندوق رسائلها علي الجي ميل، مرت الحروف و الكلمات علي قلبه كمَضي المِدْيَة المسمومة و كانت تلك الكلمات هي أخطر ما قرأه في الآونة الأخيرة و هي كما يبدو أن أميرة كانت تخاطب صديقتها هناء قائلةً:
    "يا هناء! لقد عذبني حب ذلك الرجل، عندما أراه أحس ارتعاشا و رجفة في مكان ما أسفل صدري و أعلي المعدة. ارتعاش و رجفة و هزة قلب عاصفة. عندما يكلمني أرد عليه بصوت لا ينتمي إليّ و اسمع كلماته كمشي النمال علي رمل صباحي بارد كبرد روحي التي تتقطع عليه. تعرفي يا هناء، عندما أتذكره يَنْجّم لعاب عسلي الطعم و الجوهر في فمي فأحلم به يمز ذلك الرحيق المتدفق من زهرة جسدي اليانعة".
    أميرة في الثانية و العشرين جميلة الوجه و حسنة القوام يشرق في وجهها ذكاء مثابر. وليد يكبرها بعامين تظلل محياه الموهبة و في ملامحه حزم.
    ابتسم حمّاد من تذكر تلك الكلمات و قال لنفسه: بنت ال######! ثم ابتسم و قال لنفسه: لو كان ذلك مقطعا في فيلم،رواية أو قصة قصيرة لكان جميلاً لكن أن تكتبه بنتي أميرة فهذا أمر آخر. دهمته لفحة هواء أكثر برودة فانتبه و لقد اضطربت مشاعره و خشي أن يكون من يجلس إلي جواره في البص قد سمع خواطره أو تلصص عليها. كان حينها البص علي جسر النيل الابيض فاستعد حمّاد للنزول مباشرة بعد الجسر و ليس بعيد عن المتحف القومي. طاف بنظراته علي الركاب و خصّ جاره بالمقعد بنظرة عتاب علي ذلك التلصص و الإنصات لخواطره. تحرك البص منصرفا ليترك وراءه رائحة دخان العادم وصوت الأزيز المثير للاتربة.
    لم يكن يعرف إلي أين يذهب و قرر أن يتبع قلبه. عبَر الشارع ليمر علي الجالسين في الحدائق. مرّ علي حدائق المتحف القومي أولاً و كان بها مجموعات من الشباب؛ مجموعة أولاد هنا، مجموعة بنات هناك في أيديهم أوراق و كتب تتحرك كثيراً أثناء كلامهم مع بعض ،كانت الكتب و المذكرات و الدفاتر قلقة في أياديهم، بالمكان عددٌ من الجاسين إثنين إثنين ؛ ولدٌ و بنت و في المكان سيارات الشرطة الزرقاء و مكتوب علي ابوابها شرطة أمن المجتمع أو شرطة النظام العام. رجال الشرطة منتشرون منهم من يجلس جوار بائعات الشاي و يتطلع عليها و علي الفتيات الأخريات بجوع. لم تكن أميرة هناك. غادر المكان مشياً، تعب من المشي و عندما تذكر فكرة الذهاب للعمل غداً تعب أكثر، تذكر سيارته المعطلة منذ شهرين و هو في انتظار مبلغٍ من المال من محمد صالح أو احمد فتكثف تعبه و تحول إلي تقطيبة منهكة في الجبين. عبَر الشارع ليصل إلي منتزه الأسكلا و الميادين حوله.مرّ علي الميادين و كانت سيارات الشرطة الزرقاء المكتوب علي ابوابها شرطة أمن المجتمع أو شرطة النظام العام منتشرة و رجال الشرطة موزعون علي المكان و منهم من يجلس جوار ستات الشاي بتلمظ . شهد حمّاد إرغام رجال الشرطة شاب و شابة علي ركوب سيارة الشرطة بالقوة. كانت البنت باكية و كان رجال الشرطة ينتهرون الشاب و الشابة معاً و ينتهرون المكان حولهما لذلك لم يعترض أحد، هكذا فكّر حماد. تذكر حمّاد تسجيل الفيديو الذي يصور فتاة في عباءة سوداء يتم جلدها في فناء قسم شرطة الكبجاب بود نوباوي في امدرمان . خاف حمّاد و قال لنفسه " حمانا الله". خاف اكثر علي أميرة و جاءت ذكري تلك الرسالة علي الجي ميل فقال لنفسه: "من ابن ال###### هذا ؟". هنا طاف علي خاطره حزن و غم و تخيّل بنته متبهدلة في احضان شاب هو لا يعرفه. تخيلها فاردتدع ذلك الخاطر و إنهمك في المشي. تصبب عرق بارد علي جبينه، بحث عن المنديل في جيبه و مسح وجهه بقلق. أحس حمّاد بالعطش. مشي إلي مقهي منتزه الأسكلا. دخل عبْر موقف السيارات المكتظ خاصة بسيارات الهاينداي آكسنت من نوع جياد، عندما عبَر الباب غشت أنفه رائحة الطعام باهظ الثمن ، القهوة المُعَدّة لتجلب ذكريات أثيوبية لشاربيها و رائحة الفواكه المستوردة.كان المكان محتشدا بالجالسين أثنين أثنين. يبدون أكبر سِناً ممن هم في الحدائق العامة و يبدون اكثر ثراءً ، البنات هنا متوردات و انيقات كالمتأهبات لزيجة أو علاقة سريعة العائد و مربحة وكان في خدمتهم جرسونات مهذبون. لم يجد حمّاد كرسيا غير مشغول فمضي إلي الكاونتر و بالرغم من إبتعاده عن صالة الجالسين مازالت رائحة الكريمات الرقيقة و العطور النسوية و الرجالية تزحم أنفه . طلب زجاجة ماء. قال له أحد الجرسونات: عندنا سوبا، اورينتال ، تنوف و داساني. طلب حمّاد زجاجة ماء سوبا و كان سعرها ثلاثة اضعاف السعر في بقالة الحي. دفع حمّاد المبلغ بإعتراض مكتوم و شرب فتعرق اكثر. ظل وافقاً جوار الكاونتر و كان في الطاولة قبالته اثنان يتهماسان و يعبّان من انفاسهما اريج حب و رغبة مبتذلة كما رآها حمّاد فسأل نفسه هل رجال الشرطة بالخارج يعرفون عن هؤلاء؟.غادر حمّاد مقهي منتزه الأسكلا، فرنّ جرس تلفونه فظهرت كلمة home علي شاشة التلفون و كانت زوجته علي الطرف الآخر و قالت:أميرة رجعت إلي البيت. فقال حمّاد: يا فتحية عليك أمك ما تنجضيها. ضحكت! ثم قالت زرزرتها لحدي ما بكت واهي .فقال حمّاد: أعوذ بالله ثم قال: لست ذاهباً للعمل غدا فانا متعب و الليلة عاوز معاك زمن حلو يا ست النسوان. ضحكت فتحية و قالت: طيب جيب معاك عشا من برة.
                  

العنوان الكاتب Date
الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-20-13, 10:27 PM
  Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-20-13, 10:30 PM
    Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-20-13, 11:06 PM
      Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-21-13, 01:05 PM
    Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-22-13, 02:43 AM
    Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-22-13, 02:43 AM
      Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-22-13, 06:37 PM
        Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-24-13, 01:54 AM
          Re: الخوفُ علي أميرة Bushra Elfadil10-24-13, 02:05 AM
            Re: الخوفُ علي أميرة بله محمد الفاضل10-24-13, 09:31 AM
              Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-24-13, 01:09 PM
                Re: الخوفُ علي أميرة عمر نملة10-25-13, 08:48 PM
                  Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-25-13, 08:56 PM
                    Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-27-13, 10:11 PM
                      Re: الخوفُ علي أميرة cantona_110-27-13, 10:19 PM
                        Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-28-13, 11:32 PM
                          Re: الخوفُ علي أميرة عمر نملة10-28-13, 11:43 PM
                            Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر10-30-13, 09:08 PM
                              Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر11-01-13, 01:03 AM
                                Re: الخوفُ علي أميرة الامين موسى البشاري11-01-13, 06:10 PM
                                  Re: الخوفُ علي أميرة Hatim Alhwary11-01-13, 06:25 PM
                                  Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر11-01-13, 08:19 PM
                                  Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر11-01-13, 08:19 PM
    Re: الخوفُ علي أميرة طه جعفر11-04-13, 05:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de