|
Re: الرئيس لا يأكل الهوت دوج.. قريبا !! - (Re: عماد البليك)
|
أنا العبد الله الأبله المخاطل المجنون أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزارة الليثي الكناني البصري أملي عليكم ما أفاض به عقلي الملهوف ليس رغبة في دنانير الخليفة العباسي وإنما في إرضاء النفس وكبحها عن جماح الهوى.. ولئن كنت زنجيا أسمرا إلا أنهم انصاعوا لي وجروا ورائي يطلبون عوني وكتابتي فأبى الله إلا ما يشاء وهنا أشاء أنا.. أنا ابن الكنانة التي لا تلام ولا تهد ولا تضارع في البلدان.. جئت من بلدان السودان قبل نيف من السنوات البعيدة.. أو جاءت بي أمي ليس مهما.. اعترف بسواد بشرتي وقبح منظري وهيئي حتى ولو كنت أنا القائل: "أنا رجل من بني كنانة، وللخلافة قرابة، ولي فيها شفعة، وهم بعد جنس وعصبة".. فالرجل منا قد يقول الترهات لأجل التره.. وقد يفعل الفعل لأجل مطية بائسة ثم يتذكر الله أو يراجع نفسه فيندم.. لكنني هنا لست بنادم وأنا أملي على نفسي ما أملي من سيرة الخليفة الذي لئن جهلت اسمه أو تناسيته فلأن سيرته تشبه الكثير من السير.. ولأن شأن الحكم وغلبته متماثل عند الأولين والأخرين ليس فيه استثناءات إلا قليلة جدا لا تحصيها أصابع اليدين. تولى سيدنا الخليفة الحكم في يوم لاينسى لأبي عثمان، أي لي أنا الجاحظ الزنجي.. كانت الدولة قد وصلت حالة من اليأس والقنوط لدى الشعب بعد محل ######ط وذلة عاشها الكثيرون جراء الخليفة الذي سبقه.. ولم يكن ثمة أمرئ له وزن إلا وزاد وزنا في حين أن العامة من رعاع الناس والموالي والقادمين من البلدان حديثة الفتوحات، كانوا قد عاشوا في وهن يضاف لضيق العيش والعنت والمعاناة التي لا توصف.. فقد هلكت البهائم ونفد الأرز ونهبت المتاجر في أسواق بغداد ولم يبق إلا القليل من الطعام في بيت الخليفة وبيوت زمرته من ذوي الجاه والإمعات الذين يميلون أينما تضعهم الريح كريشة في مهبها الأهوج.
|
|
|
|
|
|