|
الكورة في مدينة الأبيض
|
كثيرون هم أولئك الذين لايعرفون شيئا عن ( كورة ) مدينة عروس الرمال ، فعامة السودانيين يعرفون الكثير عن فرق كرة القدم العاصمية خاصة في الشّق الامدرماني منها ، ويعرفون أيضا تاريخ ومحطات ( الكورة ) في مدني التي لاقت حظا أوفر بين أقاليم وولايات السودان بحكم عدد من العوامل منها قربها نسبيا من العاصمة ، وسهولة هجرة المبدعين ، إضافة للولاء الشديد المقرون بالوعي الترويجي للجزيرة ، والدور البارز الذي لعبه تلفزيون الجزيرة الذي كان بثّه يصل إلى الكثير من ولايات السودان في حقبة البث قبل الفضائي ، مما أسهم في إنجاح مهرجان الثقافة والابداع ووصوله إلى مختلف أقاليم و ولايات السودان ، والوصول بمبدعي الجزيرة إلى عناقات مبكرة مع أكبر قدر من التلقين ، في وقت كانت فيه الخيارات الترفيهية لمعظم اقاليم السودان تنحصر في السينما والتلفزيون رغم محدودية عدد التلفزيونات ، ما يضطر الأسر للتجمع في بيت أو بيتين في الحي يملكون التلفاز ، وأيضا حظيت بورتسودان باعتبارها الميناء والمنفذ وحلقة الوصل وايضا باعتبارها البوابة الوحيدة التي تحتاج كل مناحي البلاد الولوج منها تصديرا والولوج إليها استيرادا ، وهي بوابة التواصل الاقتصادي والثقافي والمجتمعي للكل ، وكما أن مشروع الجزيرة ساهم بقوة في تعريف مدني وكرتها مبكرا ، ساهم الميناء في تعريف الكرة البورتسودانية مبكرا أيضا ، أما بقية المدن والأقاليم فلم تنل حظها المساوي من المعرفة الجماهيرية رغم أن العاصمة القومية وجدت نفسها تتحول من حاضنة إلى مغتصبة ، وذلك أن معظم اللاعبين الذين عرفتهم الكرة العاصمية التي قضمت القسم الأكبر من كعكة معرفة الجمهور ب( كورتها ) ، هم آتون من مختلف المدن والقرى السودانية التي لايعرف عن ( كورتها ) الكثير من محبي كرة القدم السودانية إلا النذر اليسير ، ومن تلك المدن ، مدينة الأبيض .
ونواصل ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|