|
قصتي في الحب ما أعجبها !
|
هكذا جاء من رحم الحياة ، عابراً روح أمه الفياضة ، ليخرج إلى حيز الوجود ! ..
صرخ صرخته الأولى ، تلك الداوية الفزِّعة ،، باكياً من كل قلبه ، ومن أعماق ذلك الفؤاد الولهان ، المفطور بحنين ذاك الوجد الحنون العظيم ! مثقلاً بأشواق حبه الأزلي القديم ! .. مفتوناً ، منبهراً ، ومندهشاً من كل شىء ! ثم بدأ يبحلق بعينيه الصغيرتين الساهمتين ، الصافيتين ، العميقتين ، الهائمتين ، في بحر ذاك الوجود المُذهِل الغريب ! .. ومنذ ميلاده ذاك ، الجديد ، في فجر ذلك اليوم الفريد ، المنبثق من هاتيك الحياة الأزلية الفسيحة ، العميقة ، اللا مُدركة ! بدأت قصته العجيبة ! .... كانت محبوبته ، غيمة صافية وديعة بيضاء ، تسبح في كبد السماء ! .. وما تلك الصرخة ، إلا هتاف المفجوع المنبهر ، بأهازيج تلك الحياة السرمدية العامرة ، وأسرار ذلك الوجود الغريب ! .. يا إلهي ! هكذا صاح وجدانه متسائلاً ! تُرى ماذا يكون خلف ذاك الفضاء الواسع المترامي الممتد ؟! وما وراء ذلك الأفق ؟! .. وما تلك الهالة الهلامية ، المُبهجة ، البديعة ، الجميلة التي تسبح في البعيد ؟! هكذا تساءلت خواطره الساذجة الفطيرة ، وتساءل عقله الصغير الكبير ، وحار فؤاده الملتاع ، وتاهت دواخله الفسيحة المبهمة ! وحينما حل غيم ذاك المساء الجميل ، حلت تلك اللحظة العظيمة المدهشة ، فشهد بأم عينه لأول مرة ، فجر إنبثاقه من جديد ! وهو يرقب ميلاد تلك النجمة الباهرة ، الحالمة ! .. فخرَّ ساجداً ! ثم ارتحل عنها بناظريه المستغربين ، إلى نجمة أكبر وأنصع ، وأكثر بريقاً ! ثم خرّ ساجداً تارةً أخرى ، متمتماً : هذه أنضر ، هذه أبهج ! هذه أجمل ! .. ثم غادرها ، إلى هالةٍ أكبر ، بينما هو هائماً على وجهه ، وملتاعاً ، ومتشبساً بوجه القمر ، وبأنواره الساحرة ، المشرقة ، الصافية الباهرة ! .. و سرعان ما خرَّ ساجداً من جديد ، ومسبحاً بحمد ذاك الجمال البديع ، ومناجياً :
هذا أبهر ! هذا أجمل ! هذا أروع ! هذا أكبر ! ،، هذا أكثر إبهاراً !
ثم انشده بالغيم ، والمطر ! وبالشجر والثمر ! .. وبالأزهار ، والأنهار ، والبحار ، وبتلك الحدائق المبهجة الغناء ! وبالمروج الخضراء ! وبعيون الأطفال ! وجمال الحسان ! .. وبطلعهن الفاتن المهيب ! .. وبتلك النفحات الغامرة ، الناعمة الرقيقة ، المُدهِشة ، من عيونهن العميقات المضيئات ، العجيبات ! حينما تُرسل سناها الثاقب النافذ ، المشع ، الرهيب ، العجيب ! ، عبر وهج أنوار الإبتسام ، الجاهر الساحر ! وومض ثغورهن الجذابة ، المجيدة ! ... ووجوه أولئك الرجال العظماء ، وملامحهم الصامدة الصارمة ، وطلعهم المُهيب ! و أفتتن بدبيب النمل ،، وبألوان الفراش ، وزقزقة العصافير ! وبشدو القماري ، والأطيار ! وبسيقان الأشجار ، وتيجان الأزهار ، وبالأوراق ، وقطرات الندى ،، وذرات التراب ! . ثم بدأت رحلته العجيبة ، في التأمل حول ماهية الوجود !!! .. وطافت بذهنه شتى الأسئلة ! . فما هي تلك الأشياء ؟!! ، وما المياه ؟! وما الهواء ؟! وما الضياء ؟! وما الشفق ؟! وما المغيب ؟! وما الفجر وما الصبح ؟! وما المساء ؟! وما الضحى ، وما العصر ؟! وما الأصيل ؟! وما الصيف وما الشتاء ؟! .. وما المطر ، وما الدعاش ، وما الخريف ؟!! .
وما أدراك ما الخريف ! .. كان مُدهشاً نزوله فجأة هكذا ، لأول مرة في حياته ! فسرعان ما لف الأماكن والأجواء بسحره الخريفي العجيب ! وأدخل الزمان والمكان في حضرة تلك اللحظة الكبرى ، المقتطفة من رحم تلكم العوالم الأخر ! .. حينما نزل هكذا ذات صباح خريفي ماطر ، فانحجب ضؤ الشمس ، متوارياً ، خجِلاً ، من خلف تلك السحب الشفيفة الرقيقة البيضاء ، الساحرة ! ،، ليغمس الأجواء في نسق تلك السويعات الباهرات ، اللائي يأخذن بالألباب ويطرن بها على أبسطة وريفة من ذاك الضياء المُشرق الوضي ! فيرحلن عبر تلك الآفاق الجديدة ، ذات النسق الجديد الفريد ! .. فكأنما هو الجنة بعينها !!! ... ويالها من بداية ! ياله من فصل جديد ، و وريف ! .. مابين هاتيك النسائم ، والحمائم السابحات ، وهي ترفرف ببروق تلك الأفئدة الملتاعة ، وبأجنحة العقول ! ....
قصتي في الحبِ ما أعجبها ! فهي قصة كل حيٍ غريب ، كان في طي العدم ! .. وقصة كل من كان ميتاً ، منعدماً ، ولم يك شيئاً ! ... ليجد نفسه قد تفتق يوماً ما ، عن شىءٍ مبهمٍ ، ثم بدأ فجأةً ، يفهم ، ويعقل ، ويتنفس ، ويسمع ، ويبصر ، ويتحسس الأشياء ، ثم يبكي ويضحك ،، ويصحو وينام ! ... ثم بدأ رحلة حبه الكبير ، وعشقه الأزلي ، وهو ينضح بالحنان ! وبالشوق ! .. وبالفرح والحزن ، والأسى ، والحنين ! .. وبالخوف والضياع !
هكذا بدأت قصة حبه العميق السرمدي للأشياء والأحياء .. وللنبات ، والإخضرار البهيج ! .. ولنضار الورود والأزهار ، وزهوها ! وأغصان الأشجار وتيجان الأوراق ، ورونقها ! .. وأنغام الحمائم والعصافير ، وشدوها ! .. ولكل أشياء الله الخارقة المُبهِجة الجميلة ! ووجهه الكريم ، العلي ، القدير ! وجنابه العظيم ! فياله من حبٍ سرمدي خالص ، لا تشوبه شائبة ! .. فلاهو لذات .. ولاهو لمنفعة ! .. ولا هو لجاه ! .. ولكنه خالصاً لوجهه الحبيب المأمول .. ولجماله البديع اللامتناهي !
فتعال/ تعالي ، إلى عالم الحب الحقيقي ، للأحياء والأشياء .. للنبات والجماد .. للصخر والأفياء .. للناس والعباد .. للأماكن والبلاد ! .... فياله من كون ، غارق في الحب والجمال والضياء والصفاء والنقاء !
تعال / أو تعالي ، إلى حيث لا غل ولا بغض ولا كره ولا انزواء ! إلى عالم حبنا السرمدي الكبير ! ولنقلها هنا داوية خلابة ، خلاقة ، صادقة ، مخلصة .. ونعلنها واضحة صريحة ، في حق كل من نحب !
تعال لأحبك سرمداً يا حبيب .. تعالي لأحبِك سرمداً يا حبيبة ،، أماً كنتِ أو أختاً رفيقة .. بنتاً كنتِ أم زهرةً حفيدة .. طفلاً كنتَ من أي بقعةٍ ، أو أي طفلة حبيبة على أى منحى !..
وإليك أنتِ أيتها الحبيبة الفريدة :
إلى كل من تدخل/ يدخل هنا : الحب إلى ما لانهاية !
وليكن حباً لوجه الله !
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-07-13, 11:11 AM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-07-13, 03:33 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-07-13, 10:07 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | بله محمد الفاضل | 09-08-13, 08:12 AM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-08-13, 09:11 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-09-13, 04:18 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-09-13, 10:39 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-09-13, 10:40 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | بله محمد الفاضل | 09-10-13, 08:35 AM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | ابو جهينة | 09-10-13, 10:08 AM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-10-13, 05:02 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-10-13, 04:53 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-10-13, 09:00 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-11-13, 07:52 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-11-13, 08:04 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-12-13, 05:04 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-13-13, 10:29 AM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-13-13, 03:53 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | وصال عالم | 09-13-13, 04:23 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-13-13, 05:18 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | وصال عالم | 09-13-13, 08:43 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | elhilayla | 09-13-13, 09:23 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-14-13, 02:09 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-14-13, 01:05 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-14-13, 03:18 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | Haydar Badawi Sadig | 09-14-13, 05:29 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-14-13, 10:02 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-15-13, 09:40 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-17-13, 04:41 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-17-13, 09:25 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-18-13, 09:10 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-19-13, 08:12 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-20-13, 04:58 PM |
Re: قصتي في الحب ما أعجبها ! | مامون أحمد إبراهيم | 09-21-13, 04:32 PM |
|
|
|